محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

28‏/03‏/2010

Hotel California - 1977


"فندق كاليفورنيا"

آداء : The Eagles

ترجمة وتقريب : أحمد مختار عاشور
................


على الطريق الصحراوي المظلم ..
تعبث الريح اللطيفة بشعري ..
ورائحة الكوليتاس (مخدر ينبت في الصحراء) الدافئة ..
يزداد عبقها في الهواء .

......

بعد خطوات قليلة ..
ألمح ضوءً ساطعاً .
رأسي أصبح ثقيلاً ..
نظري غدا زائغاً ..
فاضطررت للتوقف لليلة !
.................
واقفة هناك عند مدخل الباب .
أسمع قرع جرس الاستقبال .
فأفكر في نفسي ..
قد تكون جنة ..
قد تكون جحيم ..
تشعل قنديلاً , ثم تريني الطريق .
هناك أصوات تنطلق من أسفل الدهليز ..
اعتقد أني أسمعها تقول :
مرحباً بك في فندق كاليفورنيا ..
يا له من مكان جميل !
يا له من مكان جميل !
يا له من وجه جميل !
يا له من وجه جميل !
غرف عديدة في فندق كاليفورنيا ..
في أي وقت في السنة ..
ستجد راحتك هنا ..
.............


عقلها مغرم بالمجوهرات ..
كما أنها تمتلك مرسيدس بنز ..
ولديها شبان رائعون كثيرون ..
تدعوهم أصدقاء ..
يرقصون في الساحة ..
مع عرق الصيف المألوف ..
بعض الرقص لتنساه ..
بعض الرقص لتتذكره ..
فطلبت من النادل ..
أن يحضر لي بعض النبيذ ..
فأخبرني أنهم لم يقدموه منذ 1969 !
ولا تزال الأصوات تتردد من بعيد ..
لتوقظك من نومك في منتصف الليل ..
فقط لتسمعهم يقولوا :
مرحباً بك في فندق كليفورنيا ..
يا له من مكان جميل !
يا له من مكان جميل !
يا له من وجه جميل !
يا له من وجه جميل !
هم يعيشون في فندق كاليفورنيا ..
يا لها من مفاجأة لطيفة !
فلتأتي بمحبيك فيما بعد .
...........
مرايا على السقف ..
الشمبانيا الوردية بالثلج ..
و هي تقول نحن مساجين هنا ..
داخل شهواتنا ..
وفي الغرفة الكبرى ..
تجمعوا للاحتفال ..
قاموا بالطعن بسكاكينهم الحادة ..
لكنهم لم يستطيعوا قتل الوحش !
أخر شيئ أذكره ..
كنت أجري بحثاً عن الباب ..
وجدت الممر الذي دخلت منه ..
اِهدأ !
هكذا أخبرني الحارس ..
"نحن كنا مهيأون لاستقبالك ..
تستطيع التجول كما تريد ..
لكن لن يمكنك المغادرة أبداً" !!
.............
"فندق كاليفورنيا"
الأغنية تستطيع أن تستخرج منها رموزاً كما تريد .. وحسب فلسفاتك ..
هناك العديد من التفسيرات التي أكسبت الأغنية معاني سياسية أمريكية على الخصوص ..
وإن كنت بالطبع أفضل التفسير العام .. , فندق كاليفورنيا أراه رمز للحياة ذاتها ..
وكأن المسافر التائه للصحراء هو مولو للتو , لا يدري كيف يختار طريقه .. ويشب كإنساناً حائراً .. طبيعي أن ينجذب نحو النور ..
حيث المكان المريح والوجه الحسن ..
في البداية سيحاول الإنسان هذا استكشاف عالمه .. وسيسعد به .. وسيعطيه مبررات تؤكد جماله ..
حتى يكتشف الزيف والمادية المحيطان بهذا العالم الذي كان يعتقد في روعته ..
فالفتاة مهتمة بالمجوهرات والماديات ..
(هناك من فسر الإشارة في الأغنية لموديل المرسيدس بنز أن المقصود بها إنحناءات جسدها لا موديل السيارة الشهير)
كما أن لديها العديد من الصداقات مع شباب لا تفرق بينهم وبينه ..
وهناك أشياء تتذكرها , وأشياء تنساها .. لم يدرِ أين موقعه هو بين هذا وذاك ..
وتأتي الإشارة لمرايا السقف والشمبانيا المثلجة للقائه السريري معها .. مضجعاً على السرير ينظر إلى مرايا السقف بينما عقله ثمل من تأثير الشمبانيا!..
حيث أخبرته أنه أصبح عبداً لرغباته مثلهم ..
وبعدها شاهد محاولتهم لقتل الوحش -رمز لأي شيء لا تعني بالضرورة أنه سيء - وقتها صعب عليه أن يبقى وسط هؤلاء .. ربما لمحاولتهم للقتل أو لأنهم فشلوا في ذلك! .. هذا غير محدد ..
فحاول الهرب ..
إلا أن الحارس أخبره أنه يستطيع التجول كما يريد في الفندق لكنه لن يقدر على الهرب ..
من يمتلك شجاعة الانتحار ؟؟!

من الذي لا يحب هذه الأغنية؟؟؟؟
.........

حمِّل واِسمع

27‏/03‏/2010

Goodbye Stranger - 1979


إنه كان صباح الأمس الباكر ..
عندما استيقظت قبل الفجر ..
وأنا حقاً استمتعت بإقامتي ..
لكني يجب أن أرحل ..
كملك بلا قلعة !
كملكة بلا عرش !
أنا عاشق للصباح الباكر ..
ويجب أن أرحل !
......................................

الآن أنا أصدق أن ما تقوليه ..
هو الحقيقة المطلقة !
لكني في حاجة لاكتشافها بطريقتي الخاصة ..
حيث أظل شاباً ..
كسفينة بلا مرسى !
كعبد غير مسلسل !
مجرد التفكير في هؤلاء السيدات الجميلات ..
يبعث القشعريرة بعروقي !
وسأستمر في السطوع ..
سأظل ساطعاً كإنسان جديد ..
ولن أنظر أبداً خلفي ..
حتى تبدو همومي قليلة !
...................................

وداعاً أيها الغريب ..
كم كنت جميلاً !
نأمل أن تجد جنتك ..
وأن تحاول أن تثبت فلسفتك ..
نأمل لأحلامك التحقق ..
وداعاً ماري !
وداعاً جين !
هل سنلتقي ثانية؟؟
لا أشعر بالحزن .
لا أشعر بالخجل .
تعال غداً ..
حيث لا تشعر بأي ألم !
متعة التثبت ..
ليست لي !
فقط اعطني النصيحة ..
ودعني حراً !
والأرض والمحيط ..
بعيداً ..
هي الحياة التي اخترتها ..
كل يوم ..
لذا ..
وداعاً ماري !
وداعاً جين !
هل سنلتقي ثانية ؟؟
..............
البعض يفعل أشياءً لا يفعلها البعض الآخر !
والبعض يفعل مالا تستطع حكيه !
البعض سيفعل أشياءً لن يفعلها البعض الآخر !
لكن جميعهم يبدون في تناغم ..
ربما ستضحك على سلوكي ..
وهذا لن يضايقني أبداً !
يقولون أن الشيطان منقذي ..
لكني لا أبالي !
وسأستمر في السطوع ..
سأظل ساطعاً كإنسان جديد .
ولن أنظر أبداً خلفي ..
حتى تبدو همومي قليلة .
....................................

وداعاً أيها الغريب ..
كم كنت جميلاً !
نأمل أن تجد جنتك ..
وأن تحاول أن تثبت فلسفتك ..
نأمل لأحلامك التحقق ..
وداعاً ماري !
وداعاً جين !
هل سنلتقي ثانية ؟؟
لا أشعر بالحزن ..
لا أشعر بالخجل ..
تعال غداً ..
حيث لا تشعر بأي ألم .
متعة التثبت ..
ليست لي .
فقط اعطني النصيحة ..
ودعني حراً !
والأرض والمحيط ..
بعيداً ..
هي الحياة التي اخترتها ..
كل يوم ..
لذا ..
وداعاً ماري !
وداعاً جين !
هل سنلتقي ثانية؟؟
لذا ..
أنا سأرحل الآن ..
يجب أن أفعل ..
لأطوي الطريق ..
سأقولها مرة أخرى ..

..............................
أوه , نعم , أنا راحل , مضطر لهذا , مضطر لهذا ..
أنا آسف , يجب أن أخبرك ..
وداعاً ماري !
وداعاً جين !
هل سنلتقي ثانية؟؟
اعتقد هذا ..

لكن علي أن أجد طريقي أولاً....

......................................

آداء : Supertramp

ترجمة : أحمد مختار عاشور

.......................

17‏/03‏/2010

زوجتي لها قضيب !

............
(عن تعليقات المدافعين عن الإسلام)
............
تخيل معي ..
بعد قصة حب وخطوبة دامت لسنوات عدة ..
هي كل أملك ..
والفرحة التي تمني بها نفسك ..
حبيبتك..

مصدر صبرك على شرور الدنيا ومشاقها وإن كنت من هؤلاء الأشرار !!..
وفقك الله في أن تجد شقة مناسبة بعد عناء ..
وأقمت فرحاً هائلاً , عزمت فيه الأقارب والأصدقاء وكل المحبين ..
وأتت ليلة الدخلة ..
وعندما خلعت العروس ملابسها ..
اكتشفت أن لها عضو ذكري!!
صدمة لا تفوقها صدمة ..
هي التي كانت حبيبتك .. خطيبتك ..
والآن زوجتك ..
ذات الوجه الملائكي الرقيق ..
تلك التي لم يكن بينك وبينها في فترة الخطوبة أكثر من تبادل القبلات والأحضان ..
بغض النظر عن أنك رأيت هذا العيب الخلقي فعلاً أو تحت تأثير هلوسة ..
إلا أن المحصلة واحدة في النهاية ..
مخك سجل وجود خلل .. وخلل غير طبيعي على الإطلاق!
.............
الآن ..
هل ستنتحر؟
هل ستجن؟

هل ستقتل؟
هل ستخرج عارياً في الطرقات تغني بابا قول لماما دح؟
كل هذه الأمور مباحة ..
لذلك التمس لك العذر تماماً ..
ولأني ألتمس العذر لك .. أو لأي مجنون .. أو حتى مجرم طالما عرفت قصة حياته ..
إلا أن الضريبة التي يجب عليك دفعها لي مقابل أن أعذرك هي أن أسخر قليلاً منك !
....
هل اقترب لك الرمز؟
لا .. لم يفعل !
فلتقترب أكثر إذن ..

فحديثي القادم لن أكتب فيه ترميزاً ولا مراوغة..
.............
أنظر إلى المسلمين الذين يدافعون عن الإسلام على خلفية مقالات الملحدين ..
تلك التعليقات الكافية لجعلك تكفر بالإسلام أو على أقل الأحوال تكفر بالمسلمين!
لذا لا تتهمني بالمبالغة عندما أخبرك أن أفضل من ينشر الإلحاد هم المسلمون!
ليه مش بقول المتدينين؟؟
اشمعنى المسلمين بس؟؟
هو أنا تنصيري ولا ايه؟؟؟
عشان باين جداً لأي كفيف-حتى- أن المسلمين هم الطائفة الدينية الأعنف في العالم في الرد على الإهانات ..

وذلك لأن المسلمين هم الكيان الأضعف بين كل الديانات بالمقارنة بالعدد ..
المسلمون الذين يشكلون ثاني ديانة في العالم بقرابة أكثر من مليار نسمة مُستعبدون -مع طوائف أخرى- من 14 مليون يهودي فقط لا غير !! (وهو عدد كل يهود العالم).
ولو رأيت ما يحدث في الغرب الذي يعيش في المستقبل بالنسبة إلينا .. من حيث الاهتمام بالإنسان ومطالبه واحتياجاته ورفاهيته ..
لوجدت أن الكثير يسخر هناك من المسيح المقدس لدى معظمهم ..سواء في أفلام أو أغاني أو عروض تلفزيونية أو حتى إعلانات .. ويكون رد فعل المسيحيين هنالك أقل مليون مرة من رد فعل المسلمين لو فقط سخرت من النقاب!!
بل والأدهى أنك ستجد هناك مسيحيون متدينون ويسخرون من المسيح .. ولا ينقص هذا من إيمانهم ..
.........
نأتي إلى أنواع المعلقين اللي المفروض أنهم يدافعون عن الإسلام ..
نأتي لأنواع الأزواج الذين اكتشفوا ذلك العيب الخلقي في زوجاتهم ليلة الدخلة ..
....................
1
(الإسلامي السافل)
والإسلامي لمن لا يعلم تعني أنه لا يكتفي فقط بالإسلام كديانة .. بل ويتخذ منه منهجاً سياسياً أيضاً ..
وقد يصل الأمر بأحدهم .. أن يُكفِّر من يؤمن بالإسلام كدين ويكفر به كسياسة!ا
هذا الشخص عندما تناقشه ..
تسأله سؤالاً وتنتظر الإجابة ..
فتجده يتجاهل سؤالك ويسألك سؤال من عنده ويتطرق لأمور خاصة بك وحدك ويستفزك أو يهينك ..
فلا تدري ماذا تفعل ..
أتذكره بسؤالك أم ترد على إهانته أم تطلب منه عدم التطرق لأمورك الخاصة أم تجيب سؤاله؟!!
الأمر الذي يجعلك تشك في عدم إيمانه بالدين عن قناعة بقدر إرضاءً لعقد قديمة .. وإلا لأصبح مهذباً في ردوده دون الحاجة إلى السفالة أو السفسطة ..
هو فقط خبير بفن الانتصار في النقاش كما ينتظر منه أطفال المسلمين الذين لا يفهمون شيئاً في الإسلام .. لكنهم طالما يرون تعليقات كثيرة لواحد (شكله فاهم وجاي معاهم في الاعتقاد) .. فيبقى قشطة أوي
غير أن الأطفال هؤلاء لن يلاحظون سفالته .. فالإنسان يصبح أعمى عندما يريد لرأيه أن ينتصر!
وهو لا يهتم بمن يناقشه بقدر إهتمامه بالمتفرجين ..
أنا إسلامي .. أريد شعبية .. أريد أن أكون إلهاً .. أريد رجالاً تابعين لي كالكلاب ينبحون ويعضون حين يتناول أحدهم سيرتي .. إذن فسوف أسخر من هذا وأسب ذاك وأشهِّر بهذه وأطعن تلك ..
في سبيل جمهوري القادم الذي يكاد ينصبني نبياً ..
هاي .. أنت أيها المسلم .. أنت تشاهد أفلاماً وتسمع أغاني .. وتشعر إنك ترتكب ذنوب لدرجة إنك تفكر في أن تترك الإسلام لأنك لا تقوى على ترك شهواتك
إذن اقترب مني .. فمعي الإسلام أجمل وأجمل .. ودعك من قناة الناس والسلفيين ..
يمكنك الآن أن ترتع في شهواتك كما يفعل الملحدين , وتتوب كما يفعل المؤمنين ..
لكن على شرط .. ألا تبرر الشهوة وألا تترك الدين ولا تسمح لأحد أن يتطاول عليه أو تسمح لغيره أن يفخر بانتماء آخر غير الإسلامي ..
معي يمكنك أن تكون وهابي الفكر .. ملحد التطبيق .. ودعك من التناقض ..
اقترب مني أيها الفسل الصغير .. فأنا أعرف جيداً اننا مجتمع يسهل الضحك عليه باسم الدين .. وأنا معي الدين ورخصه .. وما عليك إلا ارتكاب الذنوب وأنت مؤمن .. وأنا علي أن أهديك أذكار الصباح والمساء , فتعود كما ولدتك أمك
اقترب يا فتي .. فما الإلحاد إلا شهوة ..
ولا تصدق كلامهم عن العقل والمنطق والعلم .. وهم أجهل الجاهلين
................
هذا الشخص كأن لسان حاله يقول لأطفال المؤمنين أو جهلاءهم :
نعم لقد كان قضيباً فعلاً .. لكن هل تنكر وجود الفرج؟؟؟ ..
أنت رأيت القضيب وهرولت خائفاً لكنك لم تنظر إن كان هناك فرج أم لا .. لأن تفكيرك محدود .. ولو كان هناك فرج .. وأنا متأكد من وجوده .. فيمكنك أن ترفع قضيبها ولا كأنه موجود وتمارس حياتك الجنسية عادي خالص !
..................
أول مثال يؤمن بالقضيب لكنه ينكره على سبيل الدعاية لنفسه ولمجاراة عقده !
...................
2
المسلم الإرهابي

....
يا ملحد يا ابن التيييييييييت ..

بتشتم في الاسلام يا ابن بت التييييييييييييت ..

وحياة امك لو شفتك لأهـ تييييييييييييييييتك ..
اسلامنا دين الرحمة غصب عن عين تيت أمك
(ولك أن تتخيل مكان تيت ما تريد من أسوأ ألفاظ ممكن تخيلها)
.................
هذا الشخص متشكك بشدة في دينه .. فكأنه
وهو يقرأ يقول :
"لا والنبي متجيبش صوت عقلي اللي بحاول أموته .. والنبي اسكت .. يا ابن اللذينا! .. برضه جبت كلام الشيطان اللي جوايا .. يعني عايز تقول ايه .. مفيش ربنا ولا جنة .. يا سلام .. اتكتب عليا انا الشقا بروح امك دنيا واخرة .. طب وديني لاشتمك"
........
كأنه بشتيمته هذه , يخرس صوت عقله أو شيطانه ..
هذا الشخص للأسف يرى أن ما أمامه قضيب .. لكنه يحاول أن يرى الفرج فقط ..
بعد أن قطع قضيبها ..
إذن هو لم يكن موجود أصلاً ..
ركز! ركز! ركز!

هو الفرج .. ولا يوجد غير الفرج ..
لا يوجد قضيب ..
الحمدلله !
..................
3
المسلم الجميل

....
"حرام اللي بتقوله ده !"
.......
هذا رأى القضيب لوهلة .. لكنه أدرك أنه ربما يكون باسم آخر خاص بالفتيات ..

وخاصة وهو لم يرَ فتاة عارية في حياته أبداً !
4
المسلم الــ إشمعنى!

.....
أن يأتي مسلم ليرد على الملحد : اشمعنى بس الاسلام اللي بتهاجمه؟؟
........

هذا الشخص بعدما رأى القضيب هاتف صديقه المتزوج وسأله : اخبرني بصراحة هل زوجتك لها قضيب أيضاً ؟؟
فيخبره الملحد أنه ضد كل الأديان لكنه مسلم سابق ..
ويخبره صديقه أن الإجابة نعم , زوجته لها قضيب أيضاً !
فيسعد المؤمن وينصرف ويكاد يكون حمد الله على نعمة هدم الاديان بالكامل لا فقط الدين الذي تربى عليه !
5
المسلم اللي مع نفسه
.........
انت عميل .. بتقبض من برة .. من أمريكا وجمال مبارك!!
........
مش مهم القضيب اللي عند مراتي ..
المشكلة إن فيه وحمة مش حلوة خالص على بطنها!
.................
6
المسلم المهذب المحترم
.......
أن يأتي مسلم ويرد بكل تهذيب ورقي وحسن تربية على الملحد .. بل ويصل به الأمر لأن يتغاضى عن سخرية الملحد وإهانته ..
..........
هذا لا يري القضيب من الاساس ..
ويكمل طريقه عادي !
................
7
المسلم المتجاهل

.....
المسلمون الذين لا يردوا ولا يهتموا بما يكتبه الملحدون ..
.......
يا عم قضيب ولا مش قضيب .. المهم إنها لو مخلفتش هطلقها !
................
7
المسلم أبو نقطة

........
ان يطرح ملحد مسألة فيرد عليه مسلم في مسألة أخرى -لا علاقة لها بنقطة الملحد نهائي- .. تثبت رحمة الاسلام بلا شك متجاهلاً الرد على الموضوع الاساسي ..
.........
وكأن نقطة طرح المسلم هذه هي الوحيدة التي ثبتت الدين عنده فإن أدحضتها فبطل دينه ..
ولا يهتم بباقي الأمور الدينية ..
............
هذا شخص بعد ان رأي قضيبها ..

خلع ثيابه ليبحث عن قضيبه هو !
..................
الخلاصة
مهما اتفقت معي في الطرح أو اختلفت إلا أنك لن تختلف معي بكل تأكيد حول أنه لم يخدم أي من المُلحِّدين الإلحاد أفضل مما فعل المسلمون!
ودمتم!

16‏/03‏/2010

" أنا "


بَزِّن كتير ..
على حلم كبير ..
ولما يقرب..
مابشوفهوش !
....
متواضع جداً بغرور !
كريم مع ناس .
بخيل مع ناس .
أمري بإيدي ..
لكن مقهور!
....
بحب أصون.
بحب أخون .
بحب أصون لما بخون !
....
بوفي بوعدي , وبق كبير!
مــ أنا أكتر واحد خان واتخان ..
والسر في بير .
......
لا أنا عايز شهرة ..
ولا عايز مال ..
بلاقيني في كل الناس ..
فئات .. عمال ..
فلاح ..
عايش مرتاح .
.....
امشي معايا..
وروح ..
هتلاقي ويايا ..
ضلام وطموح ..
هتسمع عني كلام مش فيا !
هتسمع عني كلام كان فيا !
هتسمع عني كلام مش ليا !
.....
مجنون ورصين ..
ملول ..
على طول مشغول ..
بحاجات هايفة ..
بس بتبسطني !
......
خبيث في حاجات ..
طفولي ساعات ..
مش فاهم الدنيا ..
كل الأوقات !
......
حبوب وودود ..
سخيف في ردود ..
دِبانَة ..
تِعَكَّرلي المود !
....
ساعات ملعون ..
ساعات محمود ..
.......
لو انت معايا هحبك موت ..
تطعني في ضهري ..
هقولك فوت ..
........
صاحب في ثواني ..
بياع في ثواني ..
شهوتي عالية ..
لكن عقلاني ..
لو حسيت بالشك بسيب !
لو حسيت بالشر بخيب !
نجحت في فشلي !
م أنا يأسي في أملي !
..........
غيور!
ذكوري صعيدي ..
وفكري يا سيدي ..
عجيب !
ساعات مكسوف ..
ساعات ملهوف ..
أحياناً سافل !
أحياناً قافل ..
برة المود .
............
مش بسأل عنك ..
لكن بشتاقلك ..
بكسل أطلب ..
بفضل أهرب ..
م الذكريات .
............
بكون أوقات ..
وحيد وجميل .
ولما بشوفها ..
كلامي تقيل !
حاجات ..
مابتجيش في مواعيدها ..
حبيت تغريدها ..
حياتها وبيتها ..
بروحله قليل ..
في مرور عطلان ..
غضبان ..
من كوكب بيئة ..
زعلان ..
معظم وقتي ..
عيشة خنيقة !
وفي أحيان ..
بكون فرحان ..
عشان تعبان ..
ومابفكرش ..
لكن قلقان !
...........

12‏/03‏/2010

Mr. Tambourine Man - 1965

كلمات وألحان وآداء : "Bob Dylan"

ترجمة وتقريب : "أحمد مختار عاشور"


مرحباً .. يا رجل الدُف !
غنِ لي أغنية ..
فلا أشعر بالنعاس ..
ولا يوجد مكان أذهب إليه ..
............

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غَنِ لي أغنية ..
في الصباح الصاخب بالبشر سوف آتي وأتبعك ..
............

رغم إني أعرف أنَّ مملكة المساء قد عادت إلى الرمال ..
اِختفت من يدي !
تَركتني هنا , لأقف كفيفاً رغم أني لا أزال يقظاً ..
غضبي يُدهشني !
أصبحتُ مجرد كيان , فقط يقف على قدمين ..
لا يوجد أحداً لألقاه ..
والشَارع القديم الهادئ .. ميت جداً على أن يحلم .
................

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غنِ لي أغنية ..
فلا أشعر بالنعاس ..
ولا يوجد مكان أذهب إليه ..
................

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غَنِ لي أغنية ..
في الصـباح الصاخب بالبشر سوف آتي وأتبعك ..
...............

خذني في رحلة على سفينتك السحرية ..
مشاعري قد نضبت !
يداي لا يستطيعا أن يتحسسا قبضتيهمـا !
أصابع قدمي خدرة .. على أن تخطو ..
تنتظر فقط تحرك كعبي حذائي لتفعل ..
أنا جاهز للذهاب لأي مكان ..
أنا جاهز لاختفي !
في حفلي الخاص ..
اِجعل طاقم رقصك يسحرني بعيداً ..
أعـدك أني سأفعل ما يطلب .
...........

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غنِ لي أغنية ..
فلا أشعر بالنعاس ..
ولا يوجد مكان أذهب إليه ..
................

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غَـنِ لي أغنية ..
في الصباح الصاخب بالبشر سوف آتي وأتبعك ..
.................

ولو سمعت ضحكاً ومجوناً وصخباً عبر الشمس ..
فهذا ليس موجهاً لأحد ..
إنه فقط هروب على الطريق ..
فالسماء ليس لها موانع صَد .
وإذا سمعت كلمات غامضة لمقطوعات شعرية رائعة
لـِدُفــَّكْ في وقته ..
هي فقط صادرة من مهرج أشعث ..
لن أعيرها أي اهتمام !
كأنه ظل يطاردك ..
..............

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غنِ لي أغنية ..
فلا أشعر بالنعاس ..
ولا يوجد مكان أذهب إليه ..
...............

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غَنِ لي أغنية ..
في الصباح الصاخب بالبشر سوف آتي وأتبعك ..
..............

ثم خذني لاختفي خلال حلقات دخان عقلي ..
أسفل أنقاض الوقت الضبابية ..
بعيداً عن الأوراق المتجمدة ..
للأشجار المُرعِبَة المسكونة ..
خارج الشاطيء العاصف ..
بعيداً عن متناول يد الحزن المتقلب المجنون ..
نعم!
فلأرقص تحت السماء الماسية بيدٍ تلوح بحرية ..
ظلها على البحر ..
وأدور وأعبث بالرمال ..
ولتذهب الذكريات والمصائر بعيداً مع الأمواج ..
دعني أنسى يومي حتى الغد .
...............

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غنِ لي أغنية ..
فلا أشعر بالنعاس ..
ولا يوجد مكان أذهب إليه ..
................

مرحباً .. يا رجل الدُف !
غَنِ لي أغنية ..
في الصباح الصاخب بالبشر سوف آتي وأتبعك ..

..........

11‏/03‏/2010

سنشاهد الفيلم غداً يا ريم 5 : "أغنيتها"


.............
هناك ألف سبب يدعوني للبكاء ..
لكني -فقط- اخترت أن أبكي على صوت "محمد فوزي" وهو يغني من راديو الأتوبيس العجوز ..
"طير بينا يا قلبي ولا تقوليش السكة منين ..
ده حبيبي معايا متسألنيش رايحين على فين .. "

.........................

"أغنيتها"
هي خلقت حرة ..
هي خلقت للحب ..
لا تتركوها تجوع الحرية ..
أو تعطش الحب ..

...............
لم أجد تذاكر في القطار ..
فاستقليت السوبر جيت ..
ابتعد عن "ريم" ..
.............
أمامي على المقعدين شابان خلويان.. يشاهدان فيلم جنسي قصير ..
سمعي قوي .. فكان الصوت واضحاً لي ..
وكذلك الصورة عبر فرجة ما بين المقعدين ..
كان شاب مصري قذر يضاجع شابة دميمة .. أمام كاميرا المحمول ..
قلت لنفسي : طالما لن تقدر على مصادقة الهمج , فلتراقبهم إذن! ..
أخذت أتابع الفيلم الجنسي القصير بتأوهاته ..
وتساءلت : هل الدميمة تعلم أن القذر يصورها؟
حتى كانت آخر كلمة منها في نهاية التسجيل بعدما ارتدت ملابسها والحجاب :
"اِوعى توري الفيديو لحد , عشان عريسي!"
حتى العاهرات أصبحن يكذبن!
أين أنتِ يا "ريم" لتنقذيني من العاهرات ومدعيات الفضيلة الزائفة!
......................
"أغنيتها"
دعوها تعيش كما تريد ..
فانتم لستم هي ..
ولا هي ..
لن تصبح أبداً أنتم ..

.......................
ابتعد عنها أكثر ..
الشمس والصحراء والغربة .. خلف النافذة ..
الفراق ..
أين أنتِ يا ريم؟
...................
تضحك .. فأتمنى تقبيل ضحكتها !
تبكي .. فأتمنى أعيش دمعتها !
تخبرني عن شرها وانتقامها .. فأراها طفلة شقية ..
تحاول مضايقتي كالأطفال .. فافتعل الغضب لأرضيها ..
سبق وشهدتي على كبريائي المبالغ فيه يا ريم .. فلا بأس أن أرضى غرورك الآن!
وكما تريدي ..
تمنع جسدها عني .. لتطلب مني تطليق زوجتي ..
إنها حصن الأمان يا "ريم"!
.........................
"أغنيتها"
لا تقتلوها!
اتركوها هي تقتل ..
فقتلها لا يؤذي إياها ..
اطلقوها عارية في الطرقات ..
فتلك فطرتها ..
وهذا نداؤها ..
.........................
تركتك يا "ريم" قبل أن نشاهد فيلم "قبل الغروب" ..
شاهدنا معاً "قبل الشروق" .. وعشنا أحداثه ..
لكني , أعدك أننا سنشاهد "قبل الغروب" .. وسنعيشه أيضاً يا "ريم" ..
......................
أسألها : هل ستظلي معي للأبد , ولو ابتعدت عنك؟؟
تقول : لا أعلم !
فأقول : لكن زوجتي ستفعل !
كانت في حضني عندما وصلتني رسالة من زوجتي : "أنا مابقتش عارفة أحبك بإيه فيا تاني"!
كان من الممكن أن أكذب يا ريم لأحصل على جسدك ..
كنتي تريدي أن أخبرك أني أنوى فراقها أو على الأقل أني لا أطيقها ..
لكني لم أستطع أن أفعل ..
فهذا عهدي دوماً ..
أنا خائن في الخيانة !!
أخلص لزوجتي –فأرفض أن أدعي كرهي لها كذباً- أثناء ما أخونها !
"ريم" تقول أني معقــَّد !
.........................
الورد من يوم وحدتى خاصم حبايبه كلهم
سابنى لنصيبى وقسمتى ليكون نصيبى زيهم
..........................
اتسلى بقراءة كتاب لكاتبة جريئة تتساءل فيه : لماذا الله ذكر وليس أنثى؟!
وأغرق في خواطري ..
هذا السؤال مر على أذهان الكثيرين ..
وحتى الغير مؤمنين أنفسهم لم يستطيعوا الإجابة عليه لو تغيرت صيغة السؤال على غرار : لماذا خلق الناس فكرة إله ذكر لا أنثى!
السؤال لا يزال قائماً في حالة الإيمان عن عدمه ..
...........................
كانت تفاجئني بحركة يدها وهي تصطاد الناموس أثناء مشاهدتنا للفيلم معاً ..
تفعل هذا بكل طفولة .. ولا إغراء يفوق طفولة الأنثى البالغة ..
انهال عليها بالقبلات ..
غداً سأشاهد الفيلم مع الناموس يا ريم!
غداً ستذهب آثار قبلاتك وتزول رائحتك عن جسدي وتبقى لسعات الناموس ..
وقبلات بلا رائحة!
...........................
"دلوقتى هانروحله سوا ونصالحة عـ النور والهوا
طايرين على جناح الهنا , انت الحبيب والروح أنا"
...........................
يجلس بجواري رجل عجوز بجلباب وعمة ..
بشرته داكنة .. ويداه كادحتان ..
تخيلته يرتدي بنطلوني الجينز وقميصي .. وارتدي أنا جلبابه وعمته ..
هل عقولنا مختلفة ؟؟
أنا الذي تقبلت الآخر المختلف الغير مألوف لأقصى درجة .. لكني –في النهاية- عشت بعقلي!
..............................
"أغنيتها"
لا تحاولوا إسعادها ..
فهي لم تك أبداً سعيدة ..
لا تتركوها حزينة ..
إياكم!
إياكم!
..............................
على المقعدين المجاورين لمقعدي الشابين الخلويين أمامي على الناحية الأخرى ..
كانت إمرأة منتقبة بجوار زوجها ..
كان يزغدها في كتفها ويخبرها أنها ابنة كلاب بصوت مرتفع!
كان نقابها يحجبها تماماً .. حتى عيناها كانتا مختبئتين!
عرضوا فيلم سخيف لــ"عادل إمام" , به الكثير من المشاهد الجنسية ..
مما دفعني للاستمتاع بمراقبة رد فعل الرجل وزوجته المنتقبة ..
وقتها .. اكتشفت مزية هائلة للنقاب ..
هي الآن تستطيع مشاهدة الفيلم دون أن يعرف زوجها ..
إلا أن جمود الزوج قد فاق كل توقعاتي ..
وجدته يمسك ذقنها ويديره ناحية النافذة ..
............................
"أغنيتها"
فرض عليكم يا أهل الأرض ..
ألا تحبوها ..
بل أعشقوها ..
فهي الحب ..
الحرية ..
هي الحياة ..
هي ريم ..
...........................
ابتعد كثيراً عن "ريم" ..
يقولون أن الحياة ليست أكثر من شيئ يحدث عندما لا نستطيع النوم ..
أنام ..
استيقظ على توقف الأتوبيس .. قرب كافيتريا ..
أذهب لأغسل وجهي وشعري في حمام قذر ..
ثم أطلب الشاي ..
أسأل عامل الكافيتريا : هو أحنا فين؟
يقول : في الكافيتريا !
لو كان الأمر بيدي لأصدرت عليه حكماً بالإعدام فوراً -وبلا محاكمة- على سماجته هذه ..
يضحك ويخبرني أين أنا الآن ..
.............................
سنشاهد الفيلم غداً يا ريم 1

04‏/03‏/2010

"لـَن يَعرِّف"




...........
1
"سيد"
....
كانت فرحة "سيد رضوان" الكناس لا توصف ..
بعد 10 سنوات زواج .. أنجبت له زوجته "الولد" أخيراً ..

"سيد" نشأ في بيئة مهمشة ..
لا يذكر من طفولته وصباه إلا أنه كان ينام وسط أكثر من 10 أخوة ..
وأحياناً تحتهم أو فوقهم ..
في العشوائيات ..
حيث البشر يصادقون الكلاب وكلهم يأكلون من الزبالة ..

جرب كل أنواع المهن ..
صبي ميكانيكي .. سباك .. صبي حداد .. صبي كواء .. صبي بقال .. وفي كل مرة كان لا يستمر في العمل ..

كان مصاباً بربوٍ قاسِ منذ مولده .. يتطلب علاجاً لا تقدر أسرته على ثمنه ..
كان العلاج الحكومي لم يأت معه بشيء ..
وكان تأثير الدواء يحدث وقت انتهاء النوبة على أي حال ..
فلا نفع مرجو منه ..
فلم يكن له علاج لتسكينه إلا استخدام .. مستنشق من مادة
Ipratropium Bromide
المفيدة لمرضى القلب كحالته ..
هو أيضاً وُلِّد بعيب خلقي في احدى صمامات القلب .. لا يصلح معه إلا هذا الدواء , باهظ الثمن ..

فكان علاجه الوحيد عندما تأتيه نوبة ضيق النفس .. أن يستريح عن عمله بالساعة أو الاثنين .. حتى يقل تأثير الهستامين في دمه .. فتعود شعبه الهوائية لتنبسط من جديد ..

صعب على "سيد" أن يجد أي عمل خاص ..
فالعمل الخاص يتطلب يقظة واستعداد دائمين ..
عكس العمل الحكومي ..

حتى تم قبوله .. في شركة نظافة متعاقدة مع الحكومة المصرية ..

أن يعمل كناساً في الشوارع .. مقابل بعض الملاليم ..
وكان عندما تزوره أزمة الربو أثناء العمل .. يجلس على أقرب رصيف ليلتقط أنفاسه ..
بينما زملاؤه (بيغطوا) عليه .. ويساعدوه ..

كان غبار الشوارع الذي يخلفه البشر من حوله .. يزيد عليه نوبة المرض .. بل ومطلوب منه أن يكنسه أيضاً!

هذا حال "سيد" ومن هم على شاكلته على أي حال ..
.............
2
"فرج"
...........
وكان ضمن فريق عمله , رجل عجوز , لكنه ذو صحة وبأس شديدين ..
أجره الشهري يفوق أجر "سيد" بــ70 جنيهاً ..
كان عم "فرج" يعطف كثيراً على "سيد" لدرجة أن الأخير عندما كان يجلس على الرصيف ليلتقط أنفاسه .. كان عم "فرج" يأتي إليه بجزء من البقشيش الذي تركه له الرجل ذو العربية الفارهة .. الذي ما أن يراه أحد الكناسين .. فيمرر مكنسته أمام عربته وأمام خطواته وهو قادم .. فيعطيه الرجل ما يجود به ..

عم "فرج" يعيش مع زوجته .. بعد أن هجرهما ولداهما ..
ولهذا قصة تروى ..

دوماً ما كان يجلس أحد الكناسين قرب "سيد" –أثناء نوبته- ليحكي إليه عن فضائح عم "فرج" ..

وكانت تأتيه شذرة من حكاية ما , ليكملها آخر .. أو يناقضها غيره ..
فكان من ضمن ما يُروى عن عم "فرج" أنه رجل خسيس , لا يستحي .. رغم كرمه وطيبة قلبه !

فسبق أن فوجئت حارته بصراخ هائل من ابنته الوحيدة .. متهماه بأنه يريد التحرش بها .. لكن عم "فرج" عاد إلى الناس ليخبرهم أن ابنته هذه مجنونة .. وأنها تفعل هذا لأنه معترض على تزويجها لشاب صايع تريده زوجاً ..
"بت الكلب عايزاني أجوزها عيل خول , وجاية ترمي بلاها عليا"

وبمجرد ما تزوجت البنت .. نسى أهل الحارة ما حدث وغرقوا في اهتمامتهم والبحث عن فضائح أخرى من جديد ..

إلا أن سرعان ما ظهرت فضيحة جديدة ..
لكن هذه الفضيحة , كانت صامتة .. دون صراخ ..
يدور عليها خبثاً وتلميحاً بين أهالي الحارة ..

بعد ما زَوّجَ عم "فرج" ابنه .. أتى وزوجه ليقيما معه في البيت .. وكان الأمر الذي يدعو لتخابث الناس .. أن عم "فرج" عندما كان يجلس على القهوة .. يشرب المعسل والشاي .. أول ما يأتي ولده .. ليجلس بجواره .. يتحجج عم "فرج" بأنه أُصيب بصداع مفاجئ .. وتارة يدعي أنه يريد النوم .. وتارة أنه جوعان .. فيرجع إلى البيت ..تكرر هذا الأمر كثيراً .. مع ملاحظة أن زوجة عم "فرج" عاجزة , لا تغادر السرير ..

لكن بمجرد ما ذهب الابن بزوجته إلى الصعيد ليلتحق بعمل ومسكن ملائمين .. نسى الناس الأمر من جديد ..

وإن بقت تلك الأمور ليتذكرها البعض أثناء الفراغ بين حين وحين ..

"سيد" لم يكن يصدق هذا الكلام ..
فهو كان يسمعه غالباً في أوقات أزمته التنفسية –التي تكون غالباً أوقات راحته- فلا يقوى على الدفاع عن صديقه .. فيكتفي بالسمع والهمهمة والإنصات .. فيعتقد محدثوه أنه يوافقهم على هذا الكلام .. فيواصلون الثرثرة ..
..............
3
"نعمة"
.................
حتى أمثال "سيد" يتزوجون ..
كانت فتاة معقولة الجمال لو اغتسلت ..
تبيع الذرة المشوي مع والدها ..
تسكن في الدويقة ..
حيث يعيش "سيد" ..
أو بمعنى أدق (لو رأيت مسكنه , لقلت ..) .. حيث يموت "سيد" ..
أو باعتبار ما سيكون (لقلت ..) .. حيث كاد يموت "سيد" عندما حدث انهيار صخري ..
أزال بيته من الوجود ..
ومات والد "نعمة" مع انهيار منزله ..

حدثت تلك الكارثة في السنة التاسعة من زواج "سيد" بــ "نعمة" ..
وكان لحسن حظه – أم لسوءه – أنه كان خارج البيت في العمل هو وزوجه وقتها ..

فأصبحا بلا مأوى ..

حتى عطف عليهما عم "فرج" .. بأن استضافهما في منزله .. حتى يجدا سكناً جديداً أو حلاً بديلاً لدى الحكومة ..

فقبـّل يد عم "فرج" وهو يبكي ..

وانتقل وزوجته للعيش معه ..

وكان يذهب غالباً إلى العمل مع عم "فرج" .. فيماعدا أيام أجازات أحدهما ..
بينما "نعمة" كانت تبدأ تسرح ببضاعتها من الظهر ..
....
كان "سيد" قبلها قد جرب كل الأعشاب التي تساعد على الإنجاب ..
أعشاب تقوي الانتصاب ..
أعشاب تزيد عدد الحيوانات المنوية ..
وأعشاب تقوي كفاءتها ..
جرب كل خزعبلات الدجالين والنصابين ..
كلها أتت بلا فائدة ..

كان يعلم أن عيب الإنجاب آتٍ منه ..
وخاصة في عدم رضا "نعمة" من ممارساته معها , التي ينجح فيها !!

حتى دله عم "فرج" على رجل (بركة) ..
يفعل السحر , ويصنع المعجزات ..
لم يزره أحد إلا وتحقق مناه ..

وذهب إليه "سيد" ..
وكانت المعجزة ..
أن زوجته قد بانت عليها آثار الحمل , حتى تم تأكيده ..

أصر "سيد" على أن تلد زوجته في مستشفى حكومي لا أن توَّلدها قابلة .. فربما سيصبح القادم هو الابن الوحيد ..

ولما مرت شهور الحمل على خير .. أنجبت زوجته مولوداً قبيح الخلقة .. ككل المولودين للتو ..

وضعوا المولود في الحضانة .. لمعالجته من الصفراء المَرَضيَّة ..

وبعد يومين .. حدثت الكارثة ..

المولود اختفى من المستشفى ..
تم تحويل القسم بأكمله للتحقيق ..
وتم عمل بلاغ للشرطة ..

وعادت الزوجة مع زوجها مكلومين إلى بيت عم "فرج" الذي أخذ يصبرهما بالدين والشعوذة ..
.................
4
"أم محمود"
..........
كانت ممرضة في مستشفى حكومي شهير ..
دميمة جداً , قصيرة جداً , فقيرة جداً ..
كان الرجال من حولها .. من أعلاهم مكانة حتى أقلهم .. يتهربون منها ..
لم تتذوق طعم الجنس أبداً رغم أعوامها الأربعين ..
لم يطلبها أحد للزواج ..
تدخر 4 آلاف جنيه في مكان غير متوقع في بيتها .. حيث تعيش مع أختها وزوج أختها وأبنائهما ..
وعرضت نفسها على الكثيرين من أجل الزواج .. مقابل أن تدفع له ما تدخره , ويعيش معها حتى ..
إلا أنهم كانوا يتهربون منها ..
فكرهت الجنس ..
كرهت جسدها ..
لكنها لم تكره أبداً رغبتها في أن تكون أماً ..
كانت تطلب من الناس أن ينادوها بــ "أم محمود" ..
رغم أنه لا يوجد "محمود" ..
لكنها كانت تأمل في أن تنجب ابناً , تسميه "محمود" ..
وكان يتندر معها الأطباء حول أن اللقب هذا الذي تفضله قد يبعد عنها العرسان ..
فكانت ترد بعصبية : "يبقوا يتنيلوا يبصوا على صوابعي , ولا هي تلاكيك وخلاص"
وكان من يناديها بلقبها المفضل , الذي تأمل حدوثه في الواقع , ترد عليه قائلة ..
"إن شاء الله هاييجي محمود , وقبله أبوه بإذن واحد أحد"
كانت هناك زبيبة سجود على جبهتها , نادراً ما تراها في الإناث ..
تخبرها إحدى الممرضات –زميلتها- أن هذا دليل على بشرتها الخشنة , التي قد تطفش منها العرسان ..
فترد عليها "أم محمود" : لا وانتي الصادقة , الزبيبة ديه طالعالي عشان أنا ربنا بيحبني وهيوديني الجنة أكيد , انتي عايزاني اتشرمط زي اللي بيتشرمطوا يعني عشان نعجب؟؟

اليوم ..
أم محمود أتمت عامها الــ 41 ..
ولا يوجد زوج قادم ..
ولن يكون هناك "محمود" ..
تعمل كادحة قرابة نصف يوم .. ثم تعود لتأكل وتصلي كل الفروض التي فاتتها .. وتنام باكية ..

في ذلك اليوم .. قررت أن تنفذ جريمتها التي لم تفكر حتى فيها من قبل ..

من سخرية القدر أن تكون ممرضة في قسم الأطفال ..
ومن بعده ذهبت لقسم المبتسرين .. بعد أن تم افتتاحه مؤخراً ..
حيث رعاية الأطفال الذين وُلِدوا غير كاملي النمو ..
يداها تلقفت الآلاف من المواليد ..
وهي محرومة من واحد فقط ..

هالها أن ترى نفسها تقترب من سن انقطاع الدورة الشهرية ..
وهي بلا أبناء ..
"أين أنت يا محمود؟؟"
قالت في نفسها : "هو ربنا مطنش اللي جابوني ليه؟؟"
وقررت أن تأتي بــ "محمود" اليوم ..
الجنون لا يحتمل تأجيل حتى لا يهدأ ..

في ذلك اليوم ..
وبعد أن أتمت جريمتها ..
وهي راجعة من عملها ..
فكرت ..
ماذا ستقول لأختها وزوجها؟؟ ..

ومع هذا التفكير عادت إليها صورة الله من جديد ..
فندمت على ما فعلت ..
فكرت أن تُصّلِح جرمها ..
إلا أنها خشت على نفسها من السجن ..
فظلت تجوب الشوارع على غير هدى أو هدف ..
حتى توقفت في منطقة نائية ..
وقرب إحدى صفائح الزبالة ..
فتحت حقيبتها ..
ونظرت حولها في توجس ..
ثم أخرجت بسرعة من حقيبتها قطعة من اللحم , تزن 3 كيلوجرامات ..
وألقتها في صفيحة الزبالة ..
وذهبت ..
.............
5
الشرطة
............
بعد يوم أتاهم مخبر الشرطة .. ليخبرهم أنهم عثروا على رضيع مولود للتو في صفيحة زبالة ..
وذهب الثلاثة لرؤيته ..
"نعمة" احتضنته وانهالت عليه بالتقبيل وأخذت تقسم أنه هو ..
بينما "سيد" بكي وأخذ يشكر الله ..
وعم "فرج" يراقب الموقف بعينين دامعتين ..

إلا أن الشرطة لم توافق على أن تأخذ الأسرة الابن هكذا ..

فهناك أكثر من بلاغ على اختفاء رضع ..
ناهيك عن أن يكون الرضيع هذا لأم أرادت التخلص منه ..

فكان الحل هو أن يتم عمل فصائل دم ..

ورضى الجميع بهذا بعد أن فهموا ..

وإن ظلت زوجة "سيد" تقسم أنه مولودها ..

وبعد نتيجة الاختبار تم ثبوت أن الابن ليس لــ "سيد" وزوجه ..

والأغرب .. أنه لم تثبت أبوة الرضيع لأي من المتظلمين !

مما جعل الشرطة ترجح أن الأمر كان لا يخص بلاغاً على قدر ما هو تخلص أُم من مولودها خشية الفضيحة أو خوفاً من عدم القدرة على إعالته ..

عاد الكل لدوامته .. ولم يظهر في الأفق شيئاً عن ظهور الابن .. ولا حتى بادرة لحمل آخر ..

وبات "سيد" مكتئباً ..
بينما باتت "نعمة" في قلق وخوف مستمرين ..
..............
6
"الإنسان"
.......
يذهب الرضيع لملجأ أيتام ..
يكبر ..
ويبدأ يدرك واقعه الغامض ..
يحاول أن يتعلم صنعة تفيده ..
قد يشب عادياً .. فيموت كذلك ..
قد يشب ذكياً .. طموحاً ..
فينجح .. ويصبح عَالِم ..
أو رجل أعمال ..
ويزور تاريخه كما يشاء ..
طالما امتلك حاضره ..
وقد يتابع دروس الدين بشغف وترقب ..
ويصبح داعية ديني ..
يمجد في التراث والقديم .. الذي لم يشهده ..
يكفر هذا , ويبارك ذلك ..
قد يصبح متطرفاً , ناقماً على المجتمع ..
فيخرج ليفجر فيه ..
قد يعلم أنه تربى في دار أيتام آتٍ من نسب مجهول ..
أو قد يتبناه أحدهم ويمنحه اسمه , ويدارى على هذا ..
قد يصبح أي شيء ..
قد يصبح أنا ..
قد يصبح أنت ..
..
الحياة الواقعية .. ليست فيلماً مصرياً هابطاً ولا فيلماً هندياً معتاداً ..
مع كل هذه الاحتمالات العديدة ..
في الغالب هو يعرف أنه أتى نتيجة خطأ ..
لكن كيف حدث هذا الخطأ؟؟
ومن هم أبطاله؟؟
لن يدري !

26‏/02‏/2010

comfortably numb - 1979




......................
خدرُّ مريح*
......................
مرحباً ..
مرحباً ..
مرحباً ..
هل يوجد أحد هناك؟
فقط اُومئ لو كنت تسمعني ..
هل يوجد أحد بالبيت؟
..............

تعال ..
تعال ..
الآن !
أسمع أنك تشعر بالإحباط ..
أنا استطيع أن أُيسر ألمك ..
سأُنهضك على قدميك ثانية .
.............

اِهدأ ..
اِهدأ ..
اِهدأ ..
أحتاج بعض المعلومات أولاً ..
فقط الحقائق الرئيسية .
أتستطيع أن تريني أين يؤلمك؟
...................
لا ألم هنالك..أنت تشفى ..
سفنٌ بعيدة , تطلق دخاناً في الأفق ..
أنت فقط آتٍ خلال الأمواج ..
شفتاك تتحركان , لكني لا أسمع ما تقول..
..............


عندما كنت طفلاً أُصبت بالحُمى ..
كنت استشعر يديّ كبالونتين ..
الآن أُصبت بذلك الشعور ثانية..
لا أدري كيف..لن تفهم !
هذا لم يكن حالي ..
لقد أُصبت بخدر مريح!
..................
لقد أُصبت بخدر مريح .
....


حسناً ..
حسناً ..
حسناً ..
فقط وخز إبرة صغيرة ..
لن يكون هناك المزيد ..
لكنك قد تشعر ببعض الإعياء ..
أتستطيع الوقوف؟
أعتقد أنك تقدر..جيد !
هذا سيمكنك من الذهاب للعرض ..
تعال..هو وقت الذهاب .
..................
لا ألم هناك..أنت تشفى ..
سفن بعيدة تطلق دخاناً في الأفق ..
أنت فقط آتٍ خلال الأمواج ..
شفتاك تتحركان لكني لا أسمع ما تقول .
......


عندما كنت طفلاً لمحت ومضة عابرة ..
خارج زاوية عيني ..
أدرت رأسي لأراها لكنها ذهبت ..
لا أستطيع أن أتذكرها الآن ..
الطفل نضج..
الحلم ذهب..
وأُصبت بخدر مريح !
...............
آداء : Pink Floyd
ترجمة وتقريب : أحمد مختار عاشور
...............
- الأغنية تحمل صوتين متداخلين .. هما الطبيب والمريض بالاكتئاب (أو المدمن)*

تحديث
أتاني تعليقاً من المُثَقِّف الرائع د. "محمود محمد" يحمل تدقيقاً وتصحيحاً للترجمة , مع ذكر أسباب نشأة الأغنية ..
"كنت قاعد أسمعها كثيرًا إنهارده و كنت بتذكر حقائق متعلقة بالأغنية في حفلة لبينك فلويد و أنا عندي 7 سنوات في فيلادلفيا و اللقاءات إللي عملوها مع ووترز بعدها عن معنى الأغنية فكنت عايز أقول لك عليها عشان تكون الأغنية معناها أوضح، بس فضلت إني أحذفها من على الوول و قلت أقول لك عليها لما نتكلم على التشات، لأني كنت عايز أسألك أنت نقلت الأغنية بطريقة حرة و لا كنت عايز تنقلها بحيث تعطي نفس المعنى المقصود منها تمامًا؟ لأن لو كان الأمر مثل الأخيرة دي، فأكيد هعطيك بعض الملحوظات على المقاطع، يعني مثلاً لما قالوا له
There's no pain, you are receding
مكانش يقصد بيها أنك تتعافى، كانوا يقصدوا بيها أنه يبعد
( Receding )
معنى يبعد نفسها هو أن بينك فلويد يروا العالم الحقيقي أو الواقعي كدخان سفينة عند الأفق و يبعد عنهم أكثر، فعشان كدا يقولوا له
You are receding
يعني دا ليس ألم و لكنك بس تبعد ( عن العالم الواقعي ) أكثر، هي كانت مفهومة هكذا، بس ووترز أكــّد المعنى في حوار ريديو له حوالي سنة 79 أو 80 مش متذكر بالظبط، و أيضــًا لما يقول
That'll keep you going through the show
ميقصدش بها يذهب للعرض، هي معناها تكمل العرض، المعنى مختلف لأن حقيقة هذه الجملة هم أنهم بيحكوا بشكل عام أن رواد الحفلات لا يهتموا لأمر المغني حتى لو متعب جدًا في وسط الحفلة، المهم أنه يكملها حتى لو أعطوا له أي حاجه و السلام حتى لو يكملها، دا معناها العام، أمّا في المعنى الخاص، ووترز قال إن هي بالظبط تشير إلي حفلة فيلادلفيا إللي أنا كنت 7 سنوات فيها بأنه كان في وسط العرض و أحس بإحساس اليدين البالونتين ( أو الثقيلتين ) و تعب شديد ( إللي هو نفس المرض إللي جاء له لما جاءت له الحمى و هو صغير و "أحس بيه تاني و هو كبير - يقصد في الحفلة-" ) و بنفس الوقت كمل الحفلة و مكانش عنده أي تركيز و لكنه أدرك إن الناس غير مهتمة غير بالصراخ مع الأغاني و مش مهتمة لتركيزه هو من عدمه، و أظن في حتت أخرى هعطيك ملاحظات عليها علك تحتاج في تغيير ترجمتها لو كنت تريد نقل معنى الأغنية كما هي مقصودة، و في حتت أخرى ممكن نتكلم فيها بس دي لا أظن أنها ستحتاج تغيير في الترجمة لأنها مترجمة كما هي مقصودة لكن هتكون دردشة، مثل الحته إللي هي في أول الأغنية لما يقول له
I can ease your pain
و أول كم جميلة في الأغنية بشكل عام، أظن أنهم هنا يتكلموا عن سيد باريت، و حالة الخبل و العصبية إللي جاءت له، لكن هم لم ينكروا و لم يأكدوا أن الإشارة عليه، لكن أنا شبه متأكد أن الإشارة عليه بسبب المشاكل الكبيرة إللي حدثت بينهم في الوقت دا
:)
لو لاحظت في الكليب و هم يقولوا له
There's no pain, you're receding
هتلاقي الولد الصغير بيجري لبعيد، المشكلة عند الإنجليز إن هم يستخدموا
Phrasal verbs
معقدة بشكل أكثر من الأمريكان، يعني مثلاً يستخدموا
Coming through
Going through
و أشياء بيكون معناها الفعلي غير ظاهرها تمامًا، الأمريكان أيضــًا بيستخدموا الأفعال دي لكن بيستخدموا أفعال بتكون واضحة و معروفة، لكن الإنجليز بيكونوا أعقد في الفوكابيولاري خاصتهم....فنقعد مع بعض و نشوف المعاتيه دول بيقولوا إيه بالظبط
:D


21‏/02‏/2010

"سوهاج 1998"

كانوا قرابة 20 فرداً ..
أعمارهم تتراوح ما بين 12 حتى 17 سنة ..
جمعتهم منطقة واحدة .. كورنيش النيل بمحافظة "سوهاج" بصعيد مصر ..
البعض يدرس في مدارس إسلامية خاصة ..
والآخر في مدارس حكومية ..
...............
كل يوم ..
كانوا يجتمعون في ميعاد محدد ..
الساعة الخامسة مساءً ..
في تلك الساحة المربعة .. حيث تشكل أحد أضلاعه حجارة متدرجة , بينما الأضلع الأخرى تشغلها عمارات وما بينها من طرق .. تمر خلالها بين الحين والحين سيارة ..
(كان هذا قبل أن تُحتَل تلك الساحة بعمارتين .. مما اضطَّر الجيل الجديد لتقسيم أنفسهم , للعب الكرة أمام مدخل أي عمارة كــ"جون مشترك")
ينزلون من بيوتهم بملابس الكرة المتواضعة , أو أي لباس بيتي مهمل , شورتات أو بناطيل .. مع تيشيرتات.
....................
1
"صبري"

...................
يرقب "ماجد" المكان من حوله ..
يمر شابان , فيشير لــ"صبري" بأن يتوقف ..
بعدها ..
"يلا , بسرعة"
يقفز "صبري" لشرفة شقة مهجورة في الدور الأول , ثم يلقي إليهم بعلب السمن , التي بها عصيان طويلة , مثبتة بالأسمنت , تعمل عمل العوارض , ثم يلقي بالكرة , والجوارب والكوتشيات .. التي كانوا يحتفظون بها هنالك ..
كان "صبري" ابناً لموظفيّن في الحكومة , في حالهما ..
له أخت واحدة , على علاقة بأحد أصدقائه ..
وكانت الشلة كثيراً ما تتندر عليها من وراء ظهره ..
يقولون أن "صبري" على علم بهذه العلاقة , لكنه يفتعل عدم الملاحظة ..
كان غامق البشرة , متواضع الملابس , يخرج للتنزه مع أصدقائه بلباس اللعب , منظره قد يوحي أنه صبي ميكانيكي , لا تلميذ نابغة ينتظر دخول الطب , لتفوقه , قصير جداً , رشيق جداً , سريع جداً .. فكانوا يعتبرونه قوة هائلة لأي فريق .. وعندما يذهب "صبري" لفريق فلابد أن يذهب "ماجد" -الحريف- للفريق الآخر ..
..............
2
"ماجد"

................
و"ماجد" هذا كان إسكندراني الأصل .. تم نقل والده إلى سوهاج بسبب ترقية!! ..
عرفنا فيما بعد أن والده كان أمين شرطة (كان بيذاكر) وأصبح ظابطاً..
وأنه خُير بين أن يظل أميناً في الأسكندرية أو أن يكون ظابطاً في سوهاج .. فاختار الثانية ..
الأم كانت غير محجبة .. وكان هذا غريباً جداً على محافظة "سوهاج" بعد منتصف التسعينيات ..
كان الجميع -جيران وأصدقاء- يعبرون عن دهشتهم لعدم ارتداء أم "ماجد" للطرحة! ..
مما دفعها لارتداء "إيشارب" , استطاع أن يسكت معظم الأصوات وإن بقى الآخر ليعلن أن هذا ليس بالحجاب الصحيح ..
كان "ماجد" أكبر الشلة , وقتها .. كان الوحيد منهم الذي سيذهب للجامعة في العام المقبل ..
وكان هو زعيم الشلة , ذكي جداً , لماح جداً , يحترم أصدقائه معظم الوقت , وإن كان في أوقات معينة تجده قاسياً\ساخراً .. مع\من أحدهم .. فيتندرعليه (يشتغله) , ويمارس عليه حركات ذكورية كأنه يعتبر الصديق هذا إمرأة ..
تلك المشاكسات التي تنتهي أحياناً ببكاء المقصود منها .. بعد أن يتوحد أفراد الشلة في صب جام سخريتها عليه .. حتى لا تهرب منهم متعة اليوم ..
............
3
"مجدي"

.............
لكن حدث مرة أن غضب "مجدي" كثيراً بعد أن ظل يتلقى سخريات الجميع لساعتين .. حاول فيهما أن يغير دفة الموضوع إلا أنهم ظلوا على سخريتهم منه , فتركهم غاضباً ..
حاول بعض الأصدقاء مصالحته , إلا أنه أبى .. فتركوه يذهب ..
هذا أمر معتاد .. أن يغضب شخص ثم يعود اليوم الثاني , وكأن شيئاً لم يكن ..
لكن هذه المرة ..
وبعد أن ذهب "مجدي" إلى بيته بربع ساعة .. عاد إليهم .. ومعه والده!
توقف الأصدقاء عن الكلام والضحك والسخرية من الضحية الجديدة .. مع منظر الأب الغاضب القادم إليهم ..
الأب يتوقف أمامهم , وبجواره ابنه ..
"مين فيكم (ماجد)؟"
"ماجد" يبتلع ريقه : أيوة , أنا !
فينطلق لسان الأب –وكيل الوزارة السابق- بأقذع الألفاظ تجاه "ماجد" , ويسأله عن أبيه وأمه وتربيته .. ثم يدفعه في كتفه أن يذهب لبيته ..
"ماجد" يفعل بكل خوف ..
واحتراماً لمكانة رجل كبير غاضب ..
بعدها ..
بقى "مجدي" خائفاً من النزول من بيته .. لأسبوع .. حتى طمأنه الأصدقاء أن "ماجد" قد نسي ما حدث ..
فعادا صديقين من جديد ..
...............
4
"حسن وحسين"
...............
هناك عائقان .. يأتيان على التبادل ..
يجعلاهم لا يستمروا في لعب الكرة ..
الأول..
كان صياح والد التوأمين (حسن وحسين) ..
كان يسكن في الدور الأول ولا يستطيع النوم بسبب خبطات الكرة .. رغم أن ولديه كانا يلعبان معهم ..
ولشد ما طلب الجميع أن يتوسطا إليه , فيتركهم يلعبون .. لكن يعود الابن الأكبر -"حسن"- ليقول :
"مافيش فايدة! .. أبويا وأنا عارفه كويس , راجل ابن وسخة"
وكان يغضب بشدة لو شتموا أبيه معه!
العائق الثاني ..
هم من يُدعون بــ "عيال العرب" ..
كانت منطقة الكورنيش كلها عشش , وعشوائيات .. يسكن فيها الميكانيكية والسباكين ورعاة الغنم .. وبائعي الخضار ومن يسرح بجرجير أو فجل ..
منهم الطيبون الذين يتميزون بالرضا ..
منهم البلطجية الذين يغلفهم الحقد ..
كانوا يقيمون بيوتهم البسيطة وعششهم الهشة في منطقة الكورنيش .. قبل أن تستولي عليها الحكومة بإيعاذ من مقاول شهير لعلاقاته القوية في الحزب الوطني ..
وتم تحويلها لمنطقة سكنية راقية ..
وتُركت فقط مساحة صغيرة جداً ليتكوم فيها هؤلاء الفقراء ..
وكان صبيان المنطقة يخشون من إجرام "عيال العرب" كما يدعونهم ..
فكان "عيال العرب" هؤلاء يتعاملون مع أبناء منطقة الكورنيش الجدد كأنهم محتلين , غاصبين ..
فتعددت جرائم السرقة والاعتداء في المنطقة ..
وكانوا عندما يمرون مصادفة على هذه الشلة وهي تلعب الكرة .. يمارسون مضايقتهم عليهم ..
حتى يتدخل شباب المنطقة الكبار أو الآباء ذوو المهن السيادية في المحافظة ..
غالباً .. كان والد "ماجد" يرسل العسكري معه ليحرسه أثناء اللعب!
(ومع مرور الوقت اختلط هؤلاء بهؤلاء .. وأصبح جميعهم –أبناء العرب وأبناء الكورنيش- متسكعين على المقاهي بشهادات تعليم عالي)
...............
عندما ينتهون من لعب الكرة في الــ 6 ..
ويغرقوا جميعاً في العرق ..
وبعضهم يصاب في ركبته نتيجة عرقلته على الأسفلت ..
يذهبون بعدها إلى الزير القريب , ليتجرعوا المياه ذات الطعم الرائع , بعد هذا المجهود ..
ثم يبتاعوا الــ "لوليتا" من السوبرماركت القريب ..
ينزعون رأسها بأسنانهم ويمصون فيها ..
البعض كان يشرب المياه الغازية ..
كانت الـ "لوليتا" بعشرة قروش , وزجاجة الكوكاكولا بأربعين قرش ..
.......
يذهب "مجدي" للاستحمام .. ويحاول تقشير طبقة الدم المتجلطة على ركبته , وهو تحت الدش ..
يجلس في البانيو .. يطأطئ رأسه .. يجعل من عضوه ميكروفوناً , يغني من خلاله .. حتى يطرق الأب على الباب ..
فيخرج "عبدالرحمن" من الحمام .. ويرتدي ملابس الخروج .. ويجلس أمام الكومبيوتر ليلعب "فيفا 97" أو WWF ..
بينما "الحسيني" يستمع إلى (شريط) عودوني لــ "عمرو دياب" .. ويحاول أن يحور كلمات أغنية "خلصت فيك كل الكلام" إلى أغنية جنسية .. لكنه يفشل ..
فيرتدي "صالح" ملابسه .. ويخرج .. ليجلس على الكورنيش ..
يجد البعض قد تجمع ..
فينادي على "تامر" .. الذي يجيبه من شرفة الدور الثالث .. فيطلب منه أن يهاتف "أحمد رمضان" .. فيخبره "تامر" أنه سيأتي بعد دقائق , وكذلك "عبدالرحمن" و"حسن" و"حسين" و"ماجد" و"مجدي" ..
دقائق وتتجمع الشلة على الكورنيش ..
وتبدأ رحلة التنزه ..
...................
5
"مينا"
................
"الواد (مينا) هناك آهو"
يصيح "عبدالرحمن" بهذا ..
"مينا" يلحظهم , فيهرول مسرعاً ..
فيهرول أفراد الشلة , كلهم .. خلفه ..
حتى يمسكه "صبري" ..
فيلتف الجميع حوله ..
"أحمد رمضان" : ها يا "مينا" عايزنا نعمل فيك ايه المرادي؟؟
"ماجد" : طب ما تيجي يا عيال نضرب فيه لغاية ما يأسلم .. وينطق الشهادة ..
يضحكون ..
"عبدالرحمن" : والله فكرة!
يقترب منه : "اِنطق الشهادة يا مينا"
"مينا" لا يرد ..
فيصفعه "عبدالرحمن" بشدة .. فتسقط نظارة "مينا" أرضاً ..
ينحني ليتناولها .. فيضربه "تيفا" ببوز حذائه في رأسه ..
ويقول : "مسيحي ابن دين كلب , بريحة نجسة"
يتساءل "أحمد رمضان" : "يا ابن الجزمة ع الضربة , إنت جيت امتى ياض يا (تيفا)؟"
"تيفا" بابتسامة : أنا موجود يا باشا على طول ..
يتوجع "مينا" وهو على الأرض ..
فيتدخل "ماجد" لينهضه .. ويعطيه النظارة ..
"يلّا , روح على بيتكم على طول"
"مينا" يرحل وهو مضطرب الخطوات ..
"صالح" : ياخي مخلتهوش ليه ينطق الشهادة؟؟ مش كنّا كسبنا ثوابه!
"ماجد" : ماهو كان هيقولها وهو مش مقتنع .. عشان بنضربه ..
"حسن" : "المهم يقولها وخلاص , حتى ياخد عليها ثواب"! ..
"ماجد" : طب افرض مش مقتنع من جواه .. زيي كدة!
"حسين" : زيك إزاي؟
"ماجد" : أنا مش قادر اتخيل إن ربنا موجود , مش عارف إزاي ..
فهاج أفراد الشلة على "ماجد" .. وحاولوا أن يقنعوه أن الله موجوداً بطرق طفولية ..
حتى تدخل "تامر" : إحنا هنقعد نتكلم في كلام فاضي يا جماعة !.. مش هنخلع ولا ايه؟؟
فيذهبون ..
....................
6
"تيفا"

...................
يلحق بهم مسرعاً "تيفا" –أو عبداللطيف- الذي كان يبتاع كيس كاراتيه .. من الكشك القريب ..
كان في الإعدادية وقتها .. هو أصغر أفراد الشلة ..
دمه خفيف , ومنظره لطيفاً , ودوداً , كخِنزير دانماركي ..
وكانت أسرته الفقيرة تتعيش من مساعدات الأقارب الأغنياء الذين لم ينسوهم ..
هو أتى لوالديه على كبر بعد امتناع دام طويلاً عن الإنجاب ..
.................

يسيروا على كوبري أخميم ..
(الكوبري الوحيد في المحافظة ذلك الوقت) ..
وتبدأ متعتهم ..
والمتعة لها قواعد ..
لا نساء كبيرات في السن ..
لا فتيات محجبات ..
لا أخوات وأقارب وجيران لأي فرد له مكانته في الشلة ..
..................
كان أشد أفراد الشلة سفالة هم "ماجد" , "أحمد رمضان" , و"تيفا" ..
وكُلٌ يحاول أن يحرز أعلى رقم عن الباقيين ..
وكان الفائز غالباً هو "تيفا" ..
"ماجد" يبرر هذا بأن "تيفا" لا يزال (عيل) , فالبنات لن تشك في أمره , حين يقترب منهن , وسيعتبروه مجرد طفل عابث , لا أكثر .. فيدفعه هذا للمزيد ..
وحتى في أوقات إعلان توقف التنافس .. كان "تيفا" لا يهتم ..
فيترك عصير القصب .. ليجري مهرولاً نحو الفتاة ليقرصها من نهدها أو ينال مؤخرتها بإصبعه ..
وكان "ماجد" يغتاظ كثيراً منه لعدم احترامه القواعد ..
فهم الآن في مكان ثابت .. أمام بائع العصير ..
لا يجوز فيه أن يظلوا على تنافسهم ..
"آدي آخرة اللي يمشي مع عيال"!
وكان "تيفا" لا يهتم بقواعد الزعيم ..
فكان رد فعل "ماجد" أن يأمر كل أفراد الشلة بعدم النظر إلى "تيفا" وهو يفعل ما يفعله بالفتاة ..
حتى لا تحسب له النقطة!
وكان غير هؤلاء الثلاثة دائمي التحرش (الذين ذكرناهم) ..
منهم من يفعل مثلهم لكن كل فترة وأخرى ..
منهم من يفعل نفس الفعل لكن في الخفاء .. تظاهراً بالأدب أمام باقي أفراد الشلة..
وإن كان معظمهم لا يفعل هذا ويكتفي بالفرجة والضحك .. وهم يقلدون صراخ وسباب الفتاة التي انتهكوا عرضها ..
.............
ذات نزهة .. كان فيها معظم أفراد الشلة .. على الكوبري ..
كانت هناك فتاة قادمة ..
فميزها الجميع على أنها .. أخت "صبري" .. الذي كان خارجاً معهم -وقتها- للتنزه بملابسه المتواضعة ..
كان "تيفا" لا يعرف أنها أخت "صبري" .. فأراد "ماجد" أن يمارس ألاعيبه مع "صبري" ذي الشخصية الضعيفة ..
فهمس "ماجد" في أذن "تيفا" أن يذهب ليسجل (البونت اللي هناك) ..
فاعترض "تيفا" : ديه محجبة!
فقال "ماجد" –بنفس النبرة الهامسة- : "بس مش محترمة في مشيتها"!
وبسرعة انطلق "تيفا" ..
في الوقت الذي كان فيه "مجدي" –المسترق للسمع- يقول لــ "ماجد" هامساً :
"إنت كدة هتخلي "صبري" يولع يا معلم"!
"ماجد" يغمز ويقول : "مش "صبري" بس وحياتك"!
"مجدي" يفهمه , فينطلق في الضحك في الوقت الذي كان فيه "تيفا" يجذب الفتاة من صدرها , ثم يهرول ..
يمتقع وجه "عبدالرحمن" ..
ويذهب إليها مسرعاً أخوها "صبري" ..
يخبرها أنه عيل مجنون ..
وانتظرنا رد فعل "صبري" على ما فعله "تيفا" إلا أنه لم يعاتبه حتى !! ..
وظل "تيفا" مختبئاً عن عيني "صبري" خشية العقاب بعد ما علم أنها أخته ..
وقال "صالح" لــ "تيفا" :
"أنا لو مكان "صبري" كنت رميتك فـ البحر"
...................
وضاعف "عبدالرحمن" إحساس "تيفا" بالذنب من هذا .. بأن أخبره أن يتوقف عما يفعله ..
فرد عليه "تيفا" وقتها .. أنه ليس لديه أخوات فتيات .. فلا يوجد ما يخاف أن يُرد فيه ..
فأخبره "عبدالرحمن" أن هذا قد يحدث لزوجتك أو ابنتك أو أمك حتى .. أو أي مصيبة أخرى غير هذا !!
فامتقع وجه "تيفا" .. ومن وقتها لم يمارس ما كان يفعله ثانية!
"تيفا" لم يكن يعلم أن "عبدالرحمن" على علاقة بأخت "صبري"!
................
أيضاً "مجدي" أخبر "تيفا" بكلام مشابه لكلام "عبدالرحمن" ..
الأمر الذي جعل "تيفا" يبكي كثيراً وهو يقسم على عدم تكرار فعل هذا ثانية ..
على أي حال , "تيفا" أقسم على ألا يتحرش بفتاة ثانية !
وإن كان "مجدي" يمارس التحرش لكن دون أن يراه أحد أو أن يخبر أحداً !!
......................
7
"تامر"

................
يشربون عصير القصب -بربع جنيه الكوباية الكبيرة , وبــ 15 قرش الصغيرة- بعدما ينتهوا من أكل الكشري من عند "جحا" ..
كان طبق الكشري بــ 1جنيه , و2 جنيه , و3 جنيه .. وهناك الكمالة بِنُص جنيه ..
جميعهم يطلب الكمالة كأول طلب !! ..
حتى من يريد أن يأكل أكثر -لأنه لم يتناول الغداء في بيته- , فيطلب 2 كمالة!
وكان عمال المحل يتوصون بهم , فهم زبائنه الدائمون ..
كان "عبدالرحمن" يضجر من "صالح" لأن الثاني يأكل الكشري كما وُضع أمامه , دون تقليب ..
بينما "تامر" كان غاضباً من الجميع لأنهم يشربون من أكواب المياه التي قد يكون أناساً مسلولين شربوا منها قبلهم!
فــ "تامر" كان مرفهاً جداً بالمقارنة بهم , كان من أسرة مقيمة غالباً في الخليج ..
يأتي معهم في الزيارات السنوية لمسقط رأسهم في سوهاج .. في الإجازات ..
وكان الأصدقاء يستمتعون كثيراً بحكي "تامر" الغير مألوف للشلة ..
فكان يحكي لهم عن مغامرات أبيه وأمه الجنسية ..
والأوضاع التي يراهما عليها .. وهما يعتقدان أنه خارج المنزل , بينما هو ينظر من خرم الباب , ويستمع إلى تأوهات أمه ..
..........
عندما يهاتفون منزل "تامر" , ويعلمون أنه خارج المنزل .. فيتأكدون أين هو الآن تحديداً , خاصة لو كان "أحمد رمضان" غائباً أيضاً ..
فتذهب الشلة إلى الجنينة الغائبة تحت كمة الأشجار ..
ليجدوا "تامر" و"أحمد رمضان" في وضعيهما المعتاد ..
نائمان على ظهريهما , متجاوران , يتحادثان , وعلى حِجّر كل منهما , طفل صغير .. من أطفال المنطقة !! ..
فكان "ماجد" يصيح فيهم :
"يا بتوع العيال , يا خولات , بطلوا بقى! , العيال ديه لما تكبر وتفهم .. هيطلعوا ميتين اللي جابوكم"
هما لم يكونا شاذين بمعنى الكلمة ..
هما فقط أرادا تقليد بعض شباب المنطقة , الجامعي..
اللذان يرونهم يفعلون هذا مع الأطفال وإن كان بجرأة أكبر ..
هؤلاء الشباب كانوا دوماً , يتدخلون لصالح صبيان منطقتهم عند أقرب مشاجرة بينهم وبين أبناء منطقة "المساكن" القريبة .. التي يتميز أهلها ببعض البأس مقارنة بأبناء الكورنيش "النايتي" (على حد قولهم) ..
................
8
"أحمد رمضان"

.................
سبق للشباب الشواذ هؤلاء .. أن طلبوا من "أحمد رمضان" أن يأتي لهم بصديقه "مجدي" لكي يغتصبوه ..
لكن "أحمد رمضان" رفض بشدة , وطلب منهم عدم تكرار ذلك .. وقال :
"صحيح "مجدي" حلو شوية , وشبه الأجانب , وابن أمه حبتين .. بس ده واد رجولة , وجدع .. وأنا ماخونش واحد صاحبي"
.................
ولا نعلم .. هل كان "أحمد رمضان" يقول هذا عن صدق , أم لأن رقة "مجدي" هي التي ما دفعته لأن يحكيه سره الرهيب .. ويخبره عن شخصه الضعيف المختبيء داخل أسوار صبي معدوم التربية ..
......
ذات يوم , بعد أن (زوغ) من المدرسة كالعادة , كان محل الـ"بلاي ستيشن" , مغلق على غير العادة ..
عاد إلى بيته .. الأب والأم في العمل ..
شعر بالملل , ففضل أن يشاهد فيلم فيديو , سبق وأن شاهده لمائة مرة ..
فاكتشف أن هناك شريط جديد .. اسمه مغرٍ .. "البيت المسكون"..
في هذا الفيلم ..
كان أكثر منظر مقزز شاهده الصبي في حياته ..
كانت فتاة تلعق قضيب رجل ..
وتداعب خصيتيه المشعرتين بلسانها ..
كانت كل أحلامه الجنسية وقتها .. أن يُقبِّل فتاة , ويعبث بصدرها .. بعد بلوغه .. منذ عام ونصف ..
المهم بعدها ..
أن يعرف لِمَن هذا الشريط ..
عرف بعدها أنه لأمه !!
لا لأبيه المريض بداء السكري ..
كان والده صعيدياً قحاً , وأمه قاهرية من شبرا .. عندما رآها الوالد في إحدى السفريات للقاهرة ليشرف على بيع محصول فدادين والده .. أعجب بها , ولم يعد إلا بها , كزوجة .. وكان الاتفاق على أن تكون في البداية "ست بيت" .. إلا أنها مع الملل أرادت أن تعمل .. فخضع الزوج لإرادتها .. فتم تعيينها في مصلحة حكومية تابعة لإحدى الوزارات ..
الأم بررت وجود هذا الشريط لولدها .. بأن صديقتها في العمل أعطته لها عن طريق الخطأ , لتريها سفالة الأجانب ..
تقول "عن طريق الخطأ" ثم تُظهر السبب فتنفي به –دون قصد- أنه كان عن طريق الخطأ!
واستنتج "أحمد" فيما بعد أن أمه ربما كانت تمارس عادتها السرية على شرائط كهذه , بعد أن خارت قوى والده .. وصار منظره عجوزاً في الستين وهو لم يكد يبلغ الأربعين .. بعد أن قهرته الأمراض شاباً ..
ربما لهذا كان "أحمد رمضان" هو الأجرأ والأكثر مهارة في النيل من أعراض الفتيات في الشوارع ..
كان يريد أن يعذب كل إمرأة .. وكأنه يعذب أمه بهذا ..
كان في منتهى الحرفنة و(الصياعة) ..
ينال من مؤخرة الفتاة .. ثم يمشي بخطوات مسرعة وكأن شيئاً لم يكن !
وعندما تلتف الفتاة للخلف لا تجد أحداً ..
فتنظر للأمام , فتجد الناس يسيرون دون أن تميز المنتهك .. فتصمت!
لذلك ..
كان الأصدقاء لا يستمتعون بتحرش "أحمد رمضان" لأنه لا توجد به إثارة كما تحرشات الباقيين ..
لا يوجد سب أو غيره ..
هي فقط دهشة , تزول سريعاً عندما تعجز الفتاة عن اقتناص المتحرش ..
وهو الوحيد الذي كان يخالف قاعدة الزعيم "ماجد" الأساسية في التحرش , فكان يتحرش بالمحجبات أيضاً !
.....................
9
"صالح"

....................
وكان "أحمد رمضان" يحاول تحفيز الشباب لفعل ذلك دون خوف ..
كأنه نبياً بُعث برسالة التحرش!
فطوى "صالح" تحت جناحه ..
"صالح" كان شاباً لزجاً , متلعثماً , رائحة فمه كريهة على الدوام .. هناك شعر نابت في قفاه , يعطيه منظراً دميماً ..
لو التقطت صورة له , لن تجد تعليق أفضل من كلمة "غبي" لتكتبه عليها ..
كان يغضب من أفراد الشلة عندما يقولون أنه "عنق (عونج)" ملمحين على قفاه الطويل , العريض , المغري للصفع ..
لكنه كان لا يغضب من "ماجد" أو "أحمد رمضان" لتزعمهما ..
..................
أراد "صالح" أن يتعلم كيف يتحرش بمهارة وفن من الخبير "أحمد رمضان"..
فأتى مكان أول اختبار ..
كان ميدان الثقافة .. قرب محلات الأحذية .. حيث أزحم مكان في مدينة سوهاج ..
أخبره "رمضان" : "لو عايز تتعلم بجد يبقى خش على أصعب مكان , بعدين في الضلمة .. ممكن تنيك يا معلم!"
ظلا واقفين , متظاهرين بالنظر على الأحذية .. بينما باقي الشلة يشربون العصير ..
حتى مرت فتاتان سافرتان من أمامهما ..
ذهب "رمضان" خلفهما بعد أن طلب من "صالح" أن يفعل مثله تماماً لكن بعد أن تذهب دهشتها ..
اقترب "رمضان" من أحدهما , ثم حك إصبعه الوسطى بمؤخرتها .. وذهب مسرعاً للأمام ..
نظرت الفتاة للخلف ..
لتجد "صالح" يمسك مؤخرتها بقبضته , وكأنه يمارس حقه الدستوري المشروع!
..................
كان ينظر إليها بكل غباء مطلق , وكأنه يطلب رأيها..
"هل أنا بارع في التحرش سيدتي؟"
فتزلزل كيانه بصفعة مدوية ..
وتلقى صفعة أفظع من أختها ..
وهنا!
هنا فقط..
حدث أعجب مشهد يمكن أن تشاهده في حياتك ..
صبي في الــ 15 من العمر .. ينهال بالركلات واللكمات على فتاتين .. حتى أورمهما ..
هذا ليس الأعجب!
الأعجب هو موقف كل الرجال الذين ذهبوا بين "صالح" والفتاتين ..
وقتها اعتقد أفراد الشلة أن "صالح" سيتحول إلى كفتة ..
الفتاتان كانتا يبكيان , عاجزتان على أن يخبرا الناس بما حدث ..
بينما "صالح" في منتهى الهياج , يريد أن يضربهم أكثر ..
وكأن لسان حاله :
"اشمعنى صاحبي بيبعبص ويمشي وأنا لأ؟"
واقترب أفراد الشلة ليمثلوا أنهم يفضون المعركة ..
بينما هم كانوا يتحرشون أكثر ..
افتعلوا التحجيز عن طريق الضغط على نهودهما وبطنيهما وأكتافيهما ..
ومع هياج وعصبية "صالح" .. أدرك الناس بنسبة مليون في المئة أن الفتاتين قد أخطئا في حقه بما لا يُغفر ..
كان يرد على تساؤلات الناس عما حدث بالسب تجاهما ..
وهما كانا يردا بالبكاء ..
تساءل الناس عن مدى جرم الفتاتين نحو الصبي ..
"وهل هناك جريمة أبشع من أن تعترض فتاة على أن يمسك صبي ردفها؟!! "
......................
كان خاله عضو مجلس شعب شهير (حزب وطني) عن أحد مراكز المحافظة ..
وعائلته لها أصول عريقة .. ويقول أن أصله ينتهي عند النبي "محمد" ..
"يعني م الآخر مهما عملت ذنوب , داخل الجنة داخل!"
وكان أصغر أخوته ..
له أخ كبير يشغل وظيفة راقية في القاهرة ..
....................
10
"محمود"
......................
بينما الأخ الثاني "محمود" كان بلطجياً في الــ 22 ..
مكروه من كل أهالي المنطقة .. بسبب سفالته , وعدم احترامه للكبار ..
والغريب أنه كان محبوباً في قرية أمه ..
فكان الذراع اليمنى لخاله –عضو مجلس الشعب- , كان يفيده في جولاته الانتخابية رغم صغر سنه ..
وكان يستفيد بالمقابل من خاله , بالتكبر على أهالي المنطقة ..
بأن يشعرهم طوال الوقت أنه أفضل منهم ..
.......................
لا ينسى أفراد الشلة .. عندما تشاجر "صالح" مع "عبدالرحمن" البدين الوديع ..
رغم أنهما كانا متقاربين بحكم الجيرة .. الشقة لزق الشقة ..
رغم بدانة "عبدالرحمن" إلا أنه كان يتميز بالرشاقة والقوة .. فألقى بــ"صالح" أرضاً ..
كان "محمود" يشاهد العركة منذ أن بدأت من شرفته وهو بالفانلة من الدور الرابع ..
وفي الشرفة التي بجواره يصيح والد "عبدالرحمن" وأبناؤه فيه أن يتوقف عن ضرب جاره وصديقه ..
ظل "محمود" يراقب كل الصفعات التي انهالت على وجه أخيه الصغير .. والشلة عاجزة عن الفض بينهما ..
حتى تأكد تماماً أنه لن يقوى على الدفاع عن نفسه ..
وقتها ارتدى قميصه في هدوء ..
ونزل إلى الشارع ..
اقترب من "عبدالرحمن" , ورفعه –رغم بدانته- بيده اليمنى , ووضعه على سور الكورنيش , وانهال عليه باللكمات والصفعات ..
وبسرعة هبط أخوة "عبدالرحمن" الثلاثة –بالبيجامات- لينجدوا أخيهم الذي سالت الدماء من وجهه ..
فتلقى كل منهم لكمة هائلة من "محمود" .. أطاحت بهم بعيداً ..
افترشوا الأرصفة يتوجعون ..
حتى هبط والد "عبدالرحمن" , وهو يسب "محمود" بشدة ..
فما كان من "محمود" .. إلا أن صفع الأب على قفاه صفعة لم يغب صداها عن آذان كل من كان يراقب هذا المشهد على سور الكورنيش .. ومن الشرفات ..
دمعت عينا الأب , وهو يشوح بيديه بحركات لا معنى لها ..
تركه "محمود" بلا مبالاة ..
وذهب ليجر "صالح" من ياقته .. إلى منزله ..
ظل أفراد الشلة متأثرين كثيراَ بهذا الموقف .. ورفض البعض أن يستمر في صداقته مع "صالح" بسبب سفالة أخيه ..
وإن خشي البعض الآخر من بأس الأخ ..
فبقى في الشلة ..
وعرفنا فيما بعد أن الناس والجيران تدخلوا لعقد صلح بين الأسرتين .. وعاد "صالح" و"عبدالرحمن" صديقين من جديد
ونُسي الأمر ..
..........................
وكانت ستحدث مشاجرة أخرى مثل هذه بين "الحسيني" و"تامر" ..
عندما كانت الشلة جالسة على الكورنيش تسخر من الرايح والغادي .. طالما لا يعرفونه ولا يقترب بصلة جيرة أو معرفة لأحدهم ..
حتى مرت أخت "الحسيني" الفاتنة ..
وقتها صمت أفراد الشلة تماماً ..
بينما "تامر" أخذ يصفر ..
"ما تيجي تقعد معانا يا عسل"!
فأخذ خبطة هائلة على خلف رأسه من "ماجد" ..
هامساً : "ديه أخت (حسيني) يا عرص!"
ظل "الحسيني" صامتاً , وهو يرقب سير أخته ..
وبمجرد ما انعطفت ..
وغابت عنهم ..
أمسك "الحسيني" بتلابيب "تامر" ..
وكادت تقوم مشاجرة .. لولا أن تدخل الأصدقاء -بينهما- سريعاً ..
وقال "مجدي" لــ"الحسيني" بطريقته الهادئة بعد أن تنحى به جانباً :
"يا حسيني , ليك الحق تضربه , وإحنا هنضربه معاك, بس ده لو كان يعرف إنها أختك .. هو ماكانش يعرف"
"الحسيني" غاضباً :
"هو بيعاكس ليه أختي أصلاً؟؟؟"
"ما احنا بنعاكس الرايحة والجاية يا (حسيني) , وهو مايعرفش إنها أختك أصلاً"
استطرد مجدي :
"أنا بعاكس أي بنت معدية من جمبي , حسب مزاجي , وده ملوش علاقة بلبسها ولا أي حاجة .. الحاجة الوحيدة اللي هتخليني ماعاكسش أختك , هي إني عارف إنها أختك .."
فيتدخل "حسين" –الذي كان يسترق السمع- :
"أيوة صح إحنا ياما عاكسنا بنات أوحش منها , ومحترمين أكتر كمان!"
وقبل أن يستوعب "الحسيني" ما قاله "حسين" بكل براءة .. تدخل "ماجد" وقال :
"من هنا ورايح , قبل ما نعاكس .. نسأل: تبع حد فيكم؟؟"
"حسين" :
"اتفقنا يا زعيم"!
"حسن" :
"سيبكم م الرغي ده وخليكم مع الصاروخ اللي جاي!"
كانت فتاة صارخة الجمال تمر بجوارهم ..
(وهم على الكورنيش كان آخرهم معاكسات كلامية .. عكس ما يفعلوا خارج منطقتهم) ..
فقال عبدالرحمن : بس ياض انت وهو ! .. ديه بنت خالتي!!
فأداروا وجوههم بعيداً .. وهم خَجِّلون.
وعندما اقتربت الفتاة ..
اقترب منها عبدالرحمن وسألها : "مش انتي بنت خالتي برضه؟!"
فنظرت إليه بقرف , وانهال عليه أفراد الشلة ضرباً بمزاح .. وهم يضحكون ..
................
11
مايكل

...............
بعدما يشربوا العصير ..
يذهبوا لشارع المحطة , حيث محلات تأجير أفلام الفيديو الوحيدة (وقتذاك) ..
بعدما شاهدوا كل أفلام الفيدو عند "الأمير فيديو فيلم" ..
اتجهوا للمحل المقابل .. "مايكل فيديو فيلم" ..
شاهدوا كل أفلام الأكشن لــ"جاكي شان" و"فان دام" و"سلفستر" و"آرنولد" و"ستيفن سيجال" , وهناك ممثلة مغمورة تدعى "سينتيا رزروك" , كانت بطلة أفلام أكشن رخيصة من إنتاج هونج كونج ,
قامت ببطولة عشرات الأفلام .. وكل أفلامها من أولها للآخر ..
تبدأ من أول مشهد بضرب كل من تقابلهم .. من أبطال الفيلم انتهاءً بالمخرج ..
شاهدوا كل أفلامها باستمتاع ..
وكانت مشكلتهم مع "مايكل" أنه كان صارماً في تعاملاته ..
يطلب 3 جنيهات لتأجير الشريط ليوم واحد ..
وهي نفس تسعيرة "أمير" , لكن "أمير" .. كان (بيكرمهم).
ولو كان الفيلم جديداً فيكون إيجاره بخمسة جنيهات , ويكون عليه عنوان فيلم عربي سخيف .. كحيلة من "مايكل ليتهرب من الضرائب ..
وكانوا يأجرون كل يوم شريطاً واحداً .. ويترك "ماجد" بطاقته لدى المحل كضمان حتى يعود الشريط ..
(هو الوحيد الذي استخرج بطاقة , من أفراد الشلة)
وكانوا يقسمون ساعات اليوم على مشاهدة الفيلم ..
4 أو 6 يشتركون في الإيجار ..
"مجدي" يشاهد الفيلم .. ثم يذهب ليعطيه لــ "ماجد" .. يشاهده , فيذهب به إلى "عبدالرحمن" ..
وهكذا ..
......................
أسوأ موقف تعرضوا له , حين أضاع "عبدالرحمن" شريط فيديو ..
بحثوا عنه جميعاً .. فلم يجدوه ..
قال "ماجد" :
"م أنت قاعد بتحب وهيمان على روح أمك"!
ذهبوا لــ"مايكل" .. فطلب منهم 60 جنيهاً , كقيمة تعويضية للشريط المفقود .. وإلا سيسلم البطاقة للبوليس!
فقرر "ماجد" أن يتحملوا جميعاً هذا الخطأ ..
لا "عبدالرحمن" وحده ..
أخذ "عبدالرحمن" 12 جنيه من والده , كمصروف مقدم لثلث الشهر القادم ..
واستدان "مجدي" من أمه 12 جنيه ..
وأحضر "ماجد" 12 جنيه من مدخراته ..
وباع "أحمد رمضان" ساعته , فأتته بـ 15 جنيه .. دفع منها 12 وابتاع بالباقي علبتي سجائر ..
وتوقف الأمر عند "الحسيني" .. الذي رفض الدفع بحجة أنه لم يضع شيئاً! ..
ولا شأن له بما ضاع..
قال : "المستهتر يتحمل أخطاءه"
فما كان من "ماجد" إلا أن أحاط ذراعيه بقوه وطلب من "مجدي" و"أحمد رمضان" أن يستوليا على محتويات جيبه ..
كانت 3 جنيهات , هي كل ما يملكها !
وبقى "عبدالرحمن" متفرجاً , لأنه كان يشعر بالذنب ولم يُرِد أن يتدخل ..
بعدها عرف باقي الشلة من "ماجد" أن "الحسيني" مر عليه في بيته مع والده وأخذ منه الــ 3 جنيهات ..
فقال "مجدي" : "ده طلع عيل خول بقى .. خلاص الواد ده برة شلتنا!"
فقال "ماجد" بخبث : آه , ماهو كل اللي يجيب أبوه يبقى عيل خول!
"مجدي" بحرقة : أنا جبت أبويا عشان أخد كرامتي , مش فلوس . وده كان موضوع وخلص!
وبالفعل .. خرج "الحسيني" من شلتهم وصار يخرج مع أبناء منطقة "المساكن" المجاورة ..

.........

07‏/02‏/2010

"رسائل داوود"


..............
"ما وراء الرسائل "
"هذا الفيلم لو لم أشاهده .. لكنت كتبته .. لا إدعاءً للموهبة .. بقدر ما لمسني"
..............
فيلم "رسائل بحر" .. هو تأكيد آخر على عبقرية "داوود عبدالسيد" .. قنبلة سينمائية بكل المقاييس ..
وعلى ما اعتقد .. هو الفيلم المصري الوحيد الذي يستحق المشاهدة لهذا الموسم ..
..............
"لو حسبت وَسَط التقييمات النقدية لأفلام "سارق الفرح" و"البحث عن سيد مرزوق" و"أرض الخوف" و"الكيت كات" و"أرض الأحلام" .. وأضفت إليهم "رسائل بحر" .. لاعتبرت "داوود عبد السيد" أفضل مخرج مصري على الإطلاق!
..............
أن تسلم حواسك لمخرج فاهم ..
هناك مقولة لــ"بول فاليري" : (أوصيك بالدقة , لا بالوضوح)
تلك التي اختارها "إبراهيم أصلان" كمقدمة لروايته "مالك الحزين" التي شاهدناها في فيلم "الكيت كات "..
هذه المقولة أكاد أقسم انها مقدسة -لا فقط مفضلة- لدى "داوود عبد السيد" ..
الدقة على المخرج .. والوضوح يستخرجه المشاهد.
أنظر مثلاً على "يحيى" وهو يمارس الجنس مع "نورا" أمام أحد أبواب البناية ..
بسرعة تساءلت : هل الشقة مسكونة وجماح الشهوة أطار لبيهما؟؟
حتى لمحت قفلاً معلق على الباب ..
عكس ما وجدته مثلاً من فيلم "ويجا" لـ "خالد يوسف" ..
عندما دخل "هاني سلامة" ومنة شلبي" إلى بيتها وهي سكرانة .. ولم يُغلقا باب الشقة خلفهما
بل ومارسا الجنس أيضاً !
كنت أشاهد هذا وأنا ممتعض لدرجة إني تمنيت أن أقوم أنا لأغلق الباب!!
هناك فرق بين مخرج يحترم عقلية المشاهد .. وبين آخر يستفزه.
..............
الرسائل
"بعضها تصويري .. غيرها مُقدَس"
..............
الرسالة الأولى : "المُقدَس"
زجاجة في البحر , محكمة الغلق .. بها رسالة ..تعبث بها موجة .. فتسلمها لموجة تليها .. حتى تصل إلى يد بحار عجوز
.. يُرعبه منظرها .. فيلقيها وهو يقول : "بسم الله الرحمن الرحيم" , ويستعيذ..
هي حيلة درامية بارعة من "داوود عبد السيد" ليبدأ الفيلم بالبسملة وكأنه يخبرك إنك بصدد عمل مقدس , سِفر فني ..
يجب أن تنصت وتسلم إليه كل حواسك تماماً !
الزجاجة عندما تصل إلى "يحيى" .. في وقت كربه .. يحاول فك طلاسمها..
لم يفعل مثلما فعل البحار العجوز الذي تركها مغلقة , خائفاً من معرفة محواها..
أراد يحيى فهم الرسالة , المكتوبة بلغة غريبة .. لا يتحدث بها أي من أهل الأرض..
"نفسي أعرف الرسالة مكتوب فيها ايه"
تخبره "نورا" -واسمها مشتق من التنوير- انه لا يجب أن يهتم بما في الرسالة .. فليكتفِ فقط باعتبارها رسالة من البحر إليه .. وكفى.
...
عندما تضيق الظروف بــ "يحيى" .. وقبل أن يفكر في بيع ملابسه .. يذهب ليصطاد القليل من السمك ليبيعه فيأتي له بالقليل
كالعادة .. لكن وقتها كانت هناك نوة شديدة .. أعجزته عن الصيد ..
فصرخ في البحر :
"جيتلك وأنا مش محتاج اِدتني .. جيتلك وأنا جعان صدتني .. ده ظلم ولا فوضى؟؟؟"
...............
الرسالة الثانية : "الوِحدَة"
لم يتبقَ من أهل "يحيى" إلا الأخ الأكبر الذي هاجر للخارج مع أسرته .. وبقى "يحيى" وحيداً مع ظروف مادية أصبحت سيئة جداً .. بعدما تناقصت إيرادات الأرض ..
فضل "يحيى" الذهاب ليقيم في شقة الأسكندرية المهجورة ..
حيث الذكريات والآلهة القديمة ورائحة البحر .
...............
الرسالة الثالثة : "الحنين"
يلتقي بجارته اليونانية العجوز التي تقيم مع ابنتها "كارلا" .. ويتبادل معهما الأحضان والذكريات القديمة ..تخبره "كارلا" بعدما يستعيدا معاً ذكريات القبلات الماضية أن أشياءً كثيرة قد تغيرت فيها .. وسنعرف بعدها أن من هذه الأشياء ميولها الجنسية ..
"الذكريات تموت حين نسترجعها"
...............
الرسالة الرابعة : "الحيرة"
دور "يحيى" كان سيذهب في البداية للراحل "أحمد زكي" .. وكان سيجيده بالطبع.. لكن القدر لم يمهله!
بعدها اندهشت من عرض هذا الدور على "خالد صالح" و"كريم عبد العزيز" و"مصطفى شعبان"..
فالأول لن يجيد هذا الدور رغم عملقته .. والثاني بارع في الأدوار الغير معقدة .. بينما الثالث لا أحسبه ممثلاً أصلاً!
ربما كان سيصبح الفيلم أكثر روعة لو قبل "هاني سلامة" أو "خالد أبوالنجا" بالدور .. لكن "آسر ياسين" لم يخذلنّا قط .. وشهدت له بالعبقرية التمثيلية في آداء هذا الدور المعقد .. رغم قلة خبرته .. إلا أني لم ألمح أي افتعال في تمثيله ..
هذا الدور تشعر انه تكثيف أكثر عمقاً على شخصية المواطن في "مواطن ومخبر وحرامي" ..
....
"يحيي" يتهته وهو يتحدث مع الناس , لكنه لا يفعل وهو يتحدث مع نفسه .. لكنه يريد أن يتحدث مع الناس..
التهتهة هنا حالة نفسية رمزية عن الإنسان الحائر .. الذي لا يستطيع أن يجزم بالموجود ولا يستطيع أن يؤكد شكوكه أيضاً
تجده في مشهد مع "نورا" وهو لا يتهته .. لأنه كان سعيداً ..
والسعادة أعطته حالة من الثقة .. حالة من اليقين .
"يحيى" يخبر "كارلا" انه ترك مهنة الطب .. لأن المرضى والممرضات كانوا يضحكوا من طريقة كلامه ..
هو لا يستطيع مداواة الناس وهو أشدهم مرضاً بحيرته هذه ..
ويشعر بالذنب تجاه أبيه الذي يعتقد أنه مات مقهوراً من الحسرة عليه!
ويغتاظ من صديقه "قابيل" عندما يسخر من تهتهته .. لكن "قابيل"-ابن البلد- يعود ليصالحه معتذراً ..
وتجد مالك العمارة "الحاج هاشم" -صلاح عبدالله- الذي يرمز لمادية العالم من حول "يحيى" -الإنسان الحائر- وهو يثور من تهتهته .. فلا وقت لديه ليعرف حيرة يحيى .. الوقت لديه من أجل المال فقط..
......
تخبره "نورا" بنكتة عبقرية عن زبون يتهته , طلب طعاماً من جرسون كان يتهته أيضاً..
ولما أتى زبون آخر .. كانت طريقة نطق الجرسون طبيعية بلا تهتهة .. فثار الزبون الأول وسأل الجرسون عن سبب سخريته منه؟
فأخبره الجرسون بتهتهة انه يسخر من الزبون الثاني لا منه !!
ضحكنا قليلاً مع "يحيى" على هذه الدعابة .. ولما قالت "نورا" : النكتة بتضحك أكتر من كدة على فكرة
ضحكنا أكثر معه !
وكأن النكتة ترميز مُصغر لفلسفة الفيلم :
ما الطبيعي وما هو غير الطبيعي؟؟
هل وُلدنا بالحيرة أم اكتسبناها نتيجة مواقف؟؟
هل لو أصبحت كما السواد الأعظم من الناس , تكون هكذا سليماً أمام نفسك أم فقط أمامهم اصطناعاً ؟!
.............
الرسالة الرابعة : "المزيكا"
كنت انتظر بالطبع وجبة موسيقية رائعة طالما الفيلم لــ "داوود عبد السيد" .. والموسيقى كانت أساس الفيلم .. للموسيقار "راجح داوود" ..
يتذوق "يحيى" الخمر لأول مرة .. ويهيم في الشوارع ثملاً .. حتى يتوقف أمام بيت تصدح منه موسيقى خلابة .. يقف مسحوراً أمامه .. ومن شدة سحر المزيكا يحاول اقتحام البيت لتسجيل إعجابه بالعازف .. فينتهي به المطاف في قسم شرطة.
بعدها ..تصبح وقفته الثابتة أمام بيت الموسيقى من الطقوس اليومية المقدسة التي يفعلها ..
تمنى أن يعلم من الذي يعزف هذه الألحان الخلابة .. حتى تعرف مصادفة على "نورا" التي أرادت السير معه تحت شمسيتها , أسفل زخات المطر ..
وتصعد معه إلى بيته.
يتعارف على "نورا" بطريقة فانتازية , غير واقعية .. هكذا فهمنا في البداية!
.............
الرسالة الخامسة : "الصداقة"
يتعرف في البار على "قابيل" .. البودي جارد مفتول العضلات .. الذي سبق له وأن قتل إنساناً في الماضي , بعد ضرب أفضى للموت .. فتاب عن فعلته , وأقسم على ألا يضرب أي إنسان مرة أخرى .. وإن كان لم يفلح في مهنة أخرى بمنظره المرعب هذا غير "بودي جارد" .. وطلب من "يحيى" ألا يخبر أحداً أنه لن يَضرِب ثانية .. حتى لا يُقطع عيشه ..
ها هو "محمد لطفي" الممثل محدود القدرة التمثيلية .. تجده فجأة أصبح وحش تمثيل على يد "داوود عبد السيد" ..
سنعرف أن "قابيل" يعاني من الصرع , وأن ورماً ينمو في مخه يجب إزالته سريعاً لكن للأسف العملية ستجعله يفقد الذاكرة .. فنجد "قابيل" يهرب من غرفة العمليات قبل التخدير .. ويخبر "يحيى" انه لا يريد أن يفقد ذاكرته ولو عاش كثيراً !! ..
هو يريد أن يعيش قليلاً على ذكرياته .. كما أنه يخشى أن يقتل إنساناً آخر .. لو نسي ماضيه!
ها هو "داوود عبد السيد" وهو يجسد صورة رمزية عن توبة "قابيل بن آدم" عن قتل أخيه!
..............
الرسالة السادسة : "المهمشون"
يتعرف "يحيى" على بيسة .. صديقة "قابيل" .. اسمها يدل على السلام .. الذي يعيش فيه معظم مهمشي الوطن ..
السلام وراحة البال ومتعة الجنس وحب الحياة .. الأشياء التي تبقى البشر أحياءً رغم الصعاب.
..............
الرسالة السابعة : "السلطة"
"يحيى" يدخل القسم مرتين .. مرة بعد تهجمه على بيت المزيكا , والمرة الثانية بعد أن اعتقد ظابط الدورية أنه لص وعجز "يحيى" أن يدافع عن نفسه أو أن يتكلم أصلاً .. فدفع الظابط في صدره .. فانهال عليه العساكر ضرباً ..وقت سطوع أضواء بداية عام جديد , وبات ليلته في القسم!
..............
الرسالة الثامنة : "المادية"
هناك مشهد لقاء "يحيى" بالحاج "هاشم" في السوبر ماركت الذي يملكه .. فيه الكاميرا تركز على كل أنواع البضائع ..
كأنها تقول : "مرحباً بكم في عصر الإعلانات المادي" ..
الحاج "هاشم" صاحب البناية يحارب "يحيى" بكل الطرق لكي يجعله يترك البيت .. يغريه بالمال .. ولما فشل .. سلط عليه بلطجيته الذين حاربوه بالبذاءة والدين .. حتى طردوه !
المادية المسيطرة وجنودها المخلصين .. التدين السوقي والبلطجة..
المادية هي التي تحكم كل شيء ..
وقبلها عرفنا أن العجوز اليونانية وابنتها سيرحلا من مصر .. فهما لن يقبلا بالعيش في مكان آخر في مصر غير المكان الذي نشأت فيه ذكرياتهما ..
..............
الرسالة التاسعة : "طفولة"
"يحيى" لا يزال طفلاً .. لذلك حاولت "نورا" أن تصدمه علّه يفهم طبيعة هذا العالم الذي أُلقي فيه .. ذلك العالم الذي لا مكان
فيه للحائرين أو الضعفاء ..
عندما صعدت معه أول مرة لبيته , ظن أنها عاهرة .. فعرض عليها مالاً :
"أنا معايا 20 جنيه بس , تاخدي 10 ؟؟"
فتوافق "نورا" على تمثيل هذا الدور .. وإن عرفنا فيما بعد أنها الزوجة الثانية -الإسكندرانية- لرجل أعمال -قاهري- يأتيها كل حين ليرضي شهوته ويمنعها عن التدخين .. فيتملكها إحساس أنها عاهرة بالفعل ..
الفنانة "بسمة" أجادت الدور ببراعة .. وأيضاً أستاذ التمثيل "أحمد كمال" - المشترك الرائع في كل أفلام "عبد السيد"- في المشهد القصير هذا ..
..............
الرسالة العاشرة : "المجهول"
ينتهى الفيلم على "يحيى" و"نورا" وهما على مركب في وسط البحر .. بينما تدوى أصوات القنابل من حولهما .. تلك التي يفجرها "الحاج هاشم" كطريقة أفضل لصيد السمك ..
الأسماك الميتة تطفو على سطح المياه من حول المركب..
ويبقى بين السمك الميت -البشر المطحونين- يحيى ونورا - الشك والفن - بينما الحاج "هاشم" يسيطر -المادية المسيطرة برجالها على العالم- !
........
هنالك ملاحظة رائعة للصديق "أيمن عبد الحميد" .. أن المركب في مشهد النهاية كان مكتوباً عليه "القدس" .. وبإضافة مشهد الأسماك الميتة من حوله .. يأتي بعد سياسي آخر في الفيلم .. قد يكون مقصوداً !
...
"يحيى" لا يعلم في النهاية أن "نورا" ليست مومس .. لكنه يحبها ويتقبلها كما هي .. بعد معاناة وصراع ..
لكننا نعلم !
"يحيى" لا يعلم انها من كانت تبث الموسيقى , ومن بعد.. أثارها منظر تهجمه على البيت إعجاباً بالألحان .. فتقرر التعارف عليه ..
لكننا نعلم !
"يحيى" لا يعلم ما المكتوب في الرسالة !
وكذلك نحن ..
...............