محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

09‏/02‏/2009

Song I Like: Dream On-1973

كلما أنظر في المرآة
أرى كل هذه الخطوط التي على وجهي تزداد وضوحاً
الماضي وَلّىَ
ذَهَب كما..كما يتحول الغسق إلى الفجر
أليس هذا الطريق؟!
كل فرد له واجبات في حياته ليدفعها
............
أنا أعلم ما لا يعلمه أحد
من أين تبدأ الامور ومن أين تذهب
أنا أعلم خطايا الجميع
أنت في حاجة لتخسر لتعرف كيف تكسب
.............
نصف حياتي في صفحات الكتب
أعيش وأتعلم من الحمقى ومن الحكماء
أنت تعلم أنه الصواب
وكل الأشياء..تعود إليك
.............
غنِ معي..غنِ للسنين
غنِ للضحك..غنِ للدموع
غنِ معي..فقط لهذا اليوم
ربما غداً..يأخذك الله -تعالى- بعيداً
.............
غنِ معي..غنِ للسنين
غنِ للضحك..غنِ للدموع
غنِ معي..فقط لهذا اليوم
ربما غداً..يأخذك الله -تعالى- بعيداً
.............
احلم..احلم..احلم
احلم حتى يتحقق حلمك
احلم..احلم..احلم
احلم حتى يأتي حلمك
.............
احلم..احلم..احلم..احلم..احلم..احلم..احلم...اووووووووووووووووه
.............
غنِ معي..غنِ للسنين
غنِ للضحك..غنِ للدموع
غنِ معي..فقط لهذا اليوم
ربما غداً..يأخذك الله -تعالى- بعيداً
................
غنِ معي..غنِ للسنين
غنِ للضحك..غنِ للدموع
غنِ معي..فقط لهذا اليوم
ربما غداً..يأخذك الله -تعالى- بعيداً
.................
*كتبها: ستيفين تايلر
*غناها: "Aerosmith"
(American Band)
*ترجمها: أحمد مختار عاشور
*اقتبس "إيمينيم" شطرة منها في أغنية "غنِ لهذه اللحظة-2002"
..............

06‏/02‏/2009

في انتظار معجزة

يخلع أذنيه وأنفه..
يفك ساقه اليمنى لأنها لا تريحه أثناء النوم..
يتمدد على ظهره..
يشعر بوخزات فيه..يتناول سكيناً..يغرزه فيه..
ينام على بطنه..يتنفس من فتحتي بديل أنفه بصوت مرتفع..
يفكر في حياته حتى ينام..
يستيقظ..يَهّب سريعاً من سريره..يسقط..يُثبت ساقه اليمنى..ينظر في ساعته ليجد أنه تأخر عن ميعاد لا يذكره..يندم بشدة على غبائه الذي جعله يخلع أذنيه..يضعهما ثانية ليسمع صوت المنبه فيضغط على زر الاغفاء..
يُركب باقي أشيائه..ينطلق حافياً للحمام ..يضع رأسه تحت الصنبور..يدعك شعره..
ينظر على صورته في المرآة..يبصق.
يشعر بشئ غير مريح في ظهره فيزيله..يخرج من الحمام..يسير وهو حانٍ رأسه للأمام لأسفل حتى لا تتساقط قطرات المياه على ملابسه..يبحث عن منشفة..لا يجدها..يُنشّف في بنطلون منزلي ملقى بإهمال في ركن الغرفة..
بعد دقيقة وجد المنشفة..لكن بعد ماذا .؟!
فتح ألف درج..حتى أخذ عينين من أحدها وأبدلهما بعينيه..
ينطلق رنين الهاتف..يرفع السماعة..
"إنت حيوان"
بعدها صمت.
يُغلق السماعة..
لا شئ جديد.
يفتح التلفاز..
مذيعة صفراء ذابلة تقول: "نحن في انتظار معجزة"
ينتظر..حتى انتهت الفقرة الإعلانية..
لم تحدث المعجزة..
ليس ذَنبه أنه ملول.
تذكر تأخره..
يهرول مسرعاً.
لكنه توقف فجأة!
تأخر عن ماذا؟
هو لا يزال لا يدري..
اعتقد إنه طالما عرف بوجود ميعاد..قد فهم حكمة وجود الكون!
لكنه الآن يبدو أجهل من ذي قبل!
يستريح على مقعد خشبي بجلسة مُتعبة..
يشعل سيجارة طولها متراً..
وأخذ يسحب في نفس طويل..يسعل بعده
يسحب ويسعل
يسحب ويسعل
في نهاية السجارة اكتشف شيئاً عجيباً
إنه مِثلهم
أو أصبح مِثلهم
ينتظر حدوث المعجزة
.............
توقف عن التدخين لكنه لم يتوقف عن السعال

أعضاءٌ تعبث

بعدما خلدت الكُلى إلى النوم..تلقى مخي رسالة من مثانتي..تخبره فيها أنها ممتلئة..فرد عليها فوراً برسالة يطلب منها الانتظار..وختمها قائلاً: إن الشئ الذي يحركنا نائم..وسيغضب بشدة..وربما عاقب أختنا الرئة وأخينا القلب بحرق علبة سجائر لو جعلناه يسترجع أعفن ما في ذكريات الطفولة.
كانت رسالة المخ حاسمة وعاجلة لا بسبب يقظته وحراسته لجسد صاحبه..بل لأنه_القذر_ كان منشغلاً بعرض فيلم جنسي من إخراجه المرتجل يُشرِك فيه صاحبه كبطل يضاجع البطلة المتخيلة أينما شاء..وكان القضيب كعسكري الأمن المركزي..(مفيش تفاهم ما يصدق يشبط في صورة لكي) يقف محييا: تمام يا أفندم!
وفي الوقت الذي أصيبت فيه خصيتاي بالاجهاد..كان قلبي لا يزال يدق..ويطلق تذكرة لكل أعضائي أن يهتموا بالخلود لا بالحياة..فيتخابث عليه الأورطى ويقول: ولماذا نسعى من أجل الخلود؟..ألن يعيش سيدك أبداً؟
فيوضح القلب: نعم..سيدنا سيخلد..لكن لماذا لا تعتبر بما حدث للعصارة المرارية منذ عام؟
فيرد الأورطى: لا..أنا من الناحية دي مطمن خالص عشان أنا مينفعش يستغنى عني..هو محتاجلي أكتر من احتياجي ليه..إنت مبتقراش ولا إيه؟!
فيدق القلب بسرعة مسجلا اعتراضه على كفر هذا الشريان الوقح
لكن الشريان يسأل: هل صاحبنا أصلاً موجود؟
القلب تزداد دقاته..ويخبر الشريان: ياخي اتقي ربنا..مش كفاية إنك أكبر شريان في الجسم..وكل الشرايين بيحسدوك على كدة..حرام عليك!
الشريان: لأ قولي صحيح من غير خوف..إنت مخرجتش قبل كدة من غشائك ده اللي مستخبي فيه عشان تعرف إن كان صاحبنا موجود ولا لأ؟!
فيهدده القلب أن يصاب بأزمة فيمنع عنه الضخ..فيضحك الأورطي حتى يكاد يصاب بالتواء ويخبره باستفزاز: أنا عايزك تعمل كدة عشان نموت مع بعض يا جاهل..صدق اللي قال عليك أهبل!
القلب يبطئ من دقاته كأنه يفكر: لو أنا أهبل يبقى العيب على المخ..مش أنا..المخ هو اللي بيفكر لنا..
الأورطي: أنا عن نفسي مؤمن بالمخ..أما الكيان اللي إنت فاكره بيحركنا فده وهم جوة غرفك يا أبو أربع أود أنت يا جامد!
القلب: إذا كان المخ نفسه مؤمن بصاحبنا..ثم أنا أقدر أمنع الضخ عن المخ وأخليه يموت.
الأورطي: ده لما تحب تنتحر طبعا..جاهل!
المخ يطلب الهدوء من الجميع بعد أن حانت لحظته المرتقبة
...
أكثر ما يستفزني هو عبث أعضائي حين أنام

03‏/02‏/2009

عن إنسان استثنائي مر على سطح هذا الكوكب: ومضات من حياة نجيب محفوظ..

1
لا يوجد أي أدب في الدنيا لا يحمل شبهة اقتباس..كل جيل أتى استفاد ممن سبقه..المهم هو أسلوب الكاتب وطريقة عرضه ومدى إيمانه بأفكاره..
لعل أكثر رواية استفدت منها في حياتي كانت "البحث عن الزمن المفقود" لـــ "بروست"..التي قرأتها مترجمة منذ سن صغيرة..بل ومن شدة إعجابي بها أعدت كتابتها كلها رغم ضخامتها..ولعل هذا ما قوى عندي الأسلوب وحسن لدي قواعد الصرف..
أما من مصر فإن العظيم توفيق الحكيم هو أكثر من استفدت منه..ويكفي أن أقول إني وجيلي من الكتاب قد خرجنا من معطفه..وهناك أيضاً "طه حسين"..الذي حاولت تقليد عمله العظيم "الأيام"..وكتبت مذكرة بنفس الطريقة واسميتها "الأعوام"..!..اعتقد أنها ضاعت الآن..
2
لم أتغيب يوما واحدا عن عملي الحكومي..ولم آخذ إجازة عارضة في حياتي أبداً..حتى لو كنت مريضاً!..حتى خرجت على المعاش!
3
كنت أكتب يومياً في ميعاد محدد..عندما لا أجد أفكاراً كنت أسود أفكاري المسجلة في أوراق في درج مكتبي..وإن أردت الكتابة فأضع سن القلم على أول سطر في الورقة منتظراً الوحي حتى يأتي..وأحياناً أظل هكذا طويلاً قبل أن أبدأ في الكتابة!
4
لم ولن أكتب سيرتي الذاتية أبداً..كتبت بعضها بشكل غير مباشر في رواياتي..لأن سيرتي ليست ملكي وحدي..وقد أضر أقرب الناس لي بها.."افرض شربت كاسين..لازم أقول كدة للناس؟!"
5
اشترطت على زوجتي في بداية تعارفنا أن يكون زواجنا سراً لأن أمي كانت تريد أن تزوجني لأحدى قريباتنا..
أخبرتها أيضاً إني إنسان غير اجتماعي..لا أهوى أن أزور أو أن نُزار..وأن النظام عندي شيئ مقدس وخاصة عندما أمارس فعل الكتابة..
ووافقت..وكانت لي نعم الزوجة..التي أدين لها بنجاحي..
........
كان زملائي في العمل يجهلون بأمر زواجي..
لم يعلموه إلا عندما دخلت ابنتاي المدرسة وزاملتا بناتهم!
6
عندما كنت شاباً..كانت حياتي مظهرها العبث..لكن باطنها كان النظام..حتى عندما مارست العبث في الكتابة كان محاطاً بسور من التنظيم..كنت أتردد على بيوت البغاء قبل الزواج..لكني بعد ذلك التزمت..ووضعت لنفسي نظاماً مقدساً..
أنا أكره العبث إن كان غرضه الهدم لمجرد الهدم!
7
نعم أنا من كتب سيناريو وحوار "شباب إمرأة" رغم أن التتر كُتب عليه أنهما لصاحب الرواية الأستاذ "أمين يوسف غراب"..لأنه ثار وقتها واعتبر هذا من حقه لأنه صاحب الرواية..فلم اعترض..معتقداً أن التاريخ سيظهر الحق..وقد ظهر..
اعتدت منذ صغري على حب الناس وأن أسامحهم مهما فعلوا في حقي..لذلك لم أرد على اتهامات البعض لي بالعمالة والخيانة والكفر بعد حصولي على جائزة نوبل..
وأيضاً تنازلت عن حقي أمام الشاب الذي طعنني بالسكين في رقبتي..بل وصار من من أصدقائي..وأصبحنا نتبادل الخطابات من سجنه لمنزلي والعكس..
وإيماناً مني بالسلام..كنت من قلائل مؤيدي كامب ديفيد..
8
لم أسافر أبداً خارج مصر..كانت هناك فرصة متاحة أثناء دراستي الجامعية..إلا إنهم اعتقدوا إني قبطي من اسمي..فحرموني من السفر..واعتقد إني لو كنت سافرت إلى تلك البلد الأوربية لتغير بي الحال من روائي لمفكر.
9
هناك الكثير من الكتاب المصريين الذين أشهد لهم بالإبداع..وإن لم يحظوا بقدر من الشهرة التي يستحقونها..فهناك مبدع في الرواية كفتحي غانم..وساخر من طراز رفيع كمحمود السعدني.
10
أقول أن العمل المستمر الدءوب قد يؤدي في النهاية حتى إلى جائزة نوبل..كتبت لسنين طويلة دون إشادات إلا القليل منها..لكني كنت أتداوى بالكتابة ذاتها..حتى حصلت على أرقى جائزة عالمية في الأدب..
أحياناً أنظر إلى نفسي محاولاً رؤية حياتي من بعد..فلا أجد في ذاكرتي إلا صورتي وأنا طفل صغير..ينظر من شرفة منزله على أهل الحارة!
...........................
ما علق بذاكرة صاحب المدونة من حوارات عديدة لكبار الكتاب والصحافيين مع نجيب محفوظ

"ما خلف الموناليزا"

بعد يومين من مصارحتهما بالحب سوياً..أهدته هدية.
طلبت منه أن يقسم بكل ما يؤمن ومن يحب ألا يفرط فيها أبداً.
حتى لو مات حبه..حتى لو تحول إلى آخريات.
معقبة إنها سوف تموت لو هجرها.
فأقسم لها بما تريد.
كانت الهدية عبارة عن لوحة متقنة التقليد للموناليزا.
قبلها..كان يعتبر الموناليزا أسوأ لوحة في التاريخ.
لكنه بعدما رآها في يد حبيبته..قرر ألا يجعلها تخاصم حائط صالته أبداً.
بل وأحبها بشدة..واعتبرها فناً خالصاً.
..................
بعد فترة..
كان يصرخ في وجهها للمرة الألف معلنا أنه لن يعود إليها أبداً هذه المرة..
ولو ذرفت دموعا تعادل محيطاً!
لكنها تقبلت ذهابه عنها بكل لطف هذه المرة..
ربما بعدما تبين لها إصراره على موقفه.
طلبت منه قبل أن تهجره وينساها..
فقط أن يتذكر قسمه حول هديتها له..
التي كانت بمثابة ابنة لهما على حد قولها.
فاعتقد أنه تلميح حول رغبتها في استعادة هديتها طالما أذن الفراق.
فأقسمت له بخطأ ظنه عندما طلب منها استردادها.
وعندما غادرته فكر أن يكتب قصة عن تفاهة النساء وفلسفاتهن الحمقاء المدعاة!
وبعد مدة كفيلة بجعلها تفقد الأمل في عودته إليها ثانية..
فوجئ بفرقة من مباحث مكافحة المخدرات تطرق بابه!!
...................
بعدها..
بعدما فرغ من أزمته..
ابتاع لوحة أخرى للموناليزا!
......................
هو لم يزل باقياً على حب الموناليزا.
لكنه فقط كان في حاجة للنظر إليها من زاوية أخرى!

02‏/02‏/2009

سنشاهد الفيلم غداً يا ريم..

هاتفت أختي بعد رسالة منها تخبرني فيها أن أمها تعاملها كزوجة أب وأنها قرب الانتحار
مازحت أختي وسألتها: تفتكري على كدة إن إحنا أخوات شقايق..واللي في البيت ديه مرات أبونا إحنا الاتنين وبابا بيشتغلنا؟
ضحكَت..فأخبرتها مشكلتي مع ريم
تلك التي كنت أنوي محادثتها فيها من قبل لكني نسيت
كنت قد تركت ريم لأني لن استطيع أن أتزوجها كما تريد
وأخبرت أختي أن زوجة أبي قد ترفض تلك الزيجة لأن أم ريم كانت راقصة
فأخبرتني أختي التي ستظل دوماً بالنسبة لي طفلتي الشقية أني لا يجب أن أهتم برأي زوجة أبي..ولا حتى أبي..وأني لو أُحبها حقاً فيجب أن أفعل المستحيل لكي أتزوجها
تحادثت مع أختي ساعة ونصف
وكان لي نصيب الضِعف في الإتصال
بعدما أغلقت معها استمعت إلى
"هوصلك حتى لو عارف إني ممكن أموت..هوصلك ولازم تحسي باللي حبك موت"
تخيلت وقع سمع الأغنية على أذن ريم..ستبكي..
تظل تلك الفاتنة تتلقى طعنات الحياة سريعاً من أشخاص لم تكن لتتخيل أن تبادلهم الحب كأمثالي
كانت تمارس كبرياءها علي منذ ثلاث سنوات عندما تحادثنا لأول مرة..وقتها أردت أن أحبها..جسست النبض من الخارج فأوقفَت نبضها من الخارج أيضاً
لكنها اليوم تريدني زوجاً وتراني أب أطفالها القادم
لم أكن لأتخيل أن تحبيني يا ريم ولم أكن لأقترب من خيال أن تبكين أمامي وتمنحيني أشياءك الجميلة علّي أبدل قراري
وأذهب لمقابلة أمك
لا يا ريم..
لن أدع الشك ليحتويني..لن أقول إنك عدتي إلي..راغبة في..بعد أن خسرتي معارك مع الزمن..أصبحت لا أقوى على الشك يا حبيبتي
لكن هناك الكثير من الأشياء التي أخاف منها يا ريم
نعم أنا على استعداد تام على أن أضحي بحياتي لأجل إسعادك
لكن ماذا عن فشلي المادي,الجنسي,الاجتماعي؟
فشلي في التعامل مع الناس
ماذا سأفعل حين يعاكسك أحد وتأتي لتخبريني؟..أو أن أراه يفعل؟
ماذا أفعل وأنا اعتقد إني غير قادر على حمايتك؟
كيف سأحميكي دون قتل يا ريم؟
أقتل أو أقُتل
تعرفين إني أكره الأمور الوسط
ماذا لو فشلت في تكوين علاقات اجتماعية وأن نزور أو أن نُزار؟
ماذا لو خنتيني يا ريم؟..من النظرة حتى الجسد..
ماذا لو أحرجتيني أمام الناس؟..سأرد بماذا؟
ماذا لو أُحرجت أمامك؟..كيف سأرد دون لعثمة أو شجار أو قلة أدب؟
ماذا في التخبط الذي أواجهه؟
معظم الناس لا يستطيعون وضع النقاط على الحروف..أنا الوحيد الذي لا يعرف وضع الحروف أسفل النقاط يا ريم!
لقد رأيتي يا ريم عندما كنا في موقف الأتوبيسات..كنا لا نعرف رقم الباص..وكنت أريد أن أسأل عن رقمه فأخبرتك أن تنتظريني حتى يتسنى لي سؤال الناس بسرعة وبحرية وأن أضع حسابات من سيضللني فأسأل غيره دون أن أجرك خلفي من يدك..وقتها أخبرتيني كطفلة أن آخذك معي فأخبرتك إنها فقط أقل من دقيقة سأسأل وسأعود..لكنك لم تعرفي نفسك وقتها
ماذا لو كنت عقيماً؟..وماذا لو أنجبت؟..كيف سأكون أباً؟
أنا لم اتعلم من أبي أي شئ يا ريم..هو تزوج أمي لمجرد أنها فقيرة وجميلة وهو كان في السادسة والأربعين من عمره
تزوج فقط لمجرد أن ينجب الذرية الصالحة
تعلمين يا ريم إني أود أحياناً لو ظُبطت في شقة دعارة أو بحوزتي مخدرات..على سبيل العند فقط في أبي
هو أراد الذرية الصالحة..لكنه لم يريدني أنا..أي حيوان منوي فاسد كان سيؤدي الغرض ليخرج غيري إلى الدنيا
لكن علاقتنا يا ريم اختيارية
أنا ناقم على أبي يا ريم بما يمثله رمزاً للتاريخ بأكمله
هو تزوج أمي تلك التي لم تكن لترضى به لولا انها عرجاء..فقيرة
كان يضربها يا ريم..ويعايرها بفقرها كثيراً
هل تعلمين يا ريم إني لم أرَ أمي تبتسم إلا قبل وفاتها بدقائق
أحيانا افتقد أمي..فأمشي في أنحاء المنزل متظاهراً بالعرج..لا أزال أذكر سيرها الأعرج الجميل يا ريم..رغم أنها توفت وأنا في مثل عمرك عندما رحل عنك والدك!
كنت اعتقد وقتها أن أمي هي الطبيعية والأمهات الآخريات لا يعلمن كيف يسرن!
أحيانا..كنت اتسلى بإغاظة أبي فأسير على طريقة أمي..فيخبرني أني كالفتاة ولن أصبح رجلاً..فاستمر
تامر يغني يا ريم "أنا مش هخاف المرة دي ضاع من عمري سنين في الخوف أنا مش هكون إنسان عادي أنا هتحدى أي ظروف"
أنا أكره تامر يا ريم لكني أحب هذه الاغنية
دوماً أفعل عكس ما يفعله أبي..هو يخاف على صحته لدرجة أنه لم يتناول قرص دواء ولا شربة طوال سبعين عاماً
وأنا ابتلعت أقراص من كل صنف
ألم اخبرك لماذا طُردت من الصيدلية -السابقة- التي اشتغلت بها بعد تخرجي؟
لأني كنت التهم الأدوية..كان يستحيل علي أن أحفظ اسم الدواء إلا بعد أن أجربه على نفسي!..حتى طردني صاحب الصيدلية بعدما أخذت حباية تعالج السرطان كان ثمنها يعادل ضعف مرتبي الشهري!
لا تقلقي يا ريم..لم أصل للإدمان
أنا فقط أدمنت الخوف من الحياة
كنت أتناول أقراصاً تجلب الاكتئاب وأقراصاً تشفيه
هل تعرفين أن أمي ماتت بعد أن ضربها أبي بيوم؟
كنت وقتها صغيراً لا أستطيع الدفاع عنها
بعدها بشهرين..تزوج من سيدة كانت مطلقة دون أن يُدخل بها
دميمة كانت..لكنها طيبة القلب
تعاملني بحنان غريب..كأنها تبالغ في عكس صورة زوجة الأب المتوقعة
لكنها قاسية على ابنتها..أختي..التي جاءت قبل انقطاع دورتها الشهرية بأشهر قليلة
غريب أمر البشر يا ريم
أحيانا الناس يكون بأيديهم جلب سعادتهم لكنهم يتغابون
يا ريم
تريدين أن تتزوجي من كائن لا يخاف على صحته؟
أنا أمارس حياتي يا ريم..بطريقة غداً ساموت..ماذا لو تزوجتك ومت غداً؟
وأكون مثل والدك الذي تركك وأسرتك وأنت لم تكملي السابعة بعد
أنا لم أجرب فقدان الأب..ربما فقدان الأم يجعل الإنسان يتيماً للحنان..لكن فقدان الأب..وخاصة لو كان العائل الوحيد..أمر صعب..قد يكون أصعب..ربما
هل كنتي تعيشين في خوف يا ريم؟
ضحت أمك بحياتها وسعادتها في مقابل تربيتكن يا ريم..أنتِ وأخوتك البنات..وفي نفس الوقت قهرتكن حتى تنشأن نشأة صالحة وفي نفس الوقت تُحصّل ضريبة الكبت
كنت أسعد كثيراً عندما تخبريني أنكِ لا تجاوبي عصبية أمك بعصبية مقابلة
فتخبرينني أنكِ لا تريدي لإبنتك أن تعاملك بالمثل..ماذا لو فَعَلِتْ يا ريم وأنا في القبر؟
ماذا لو تزوجتك ولم أمت غداً؟
نعم يا ريم
أنا أحبك وأحب ملابسك وأعجبني أنك كنت ترتدين ما يحلو لكِ من ملابس قصيرة قبل أن تطول ويأتي الحجاب
ليس عندي ما يمنع أن نخرج معاً كزوجين..وأنت مرة بالحجاب ومرة بدونه
تعرفين أني أعتبره مجرد قطعة ملابس جميلة
وقد لا تجهلين بعد الآن جهلي بالتحدث بلغة شعبي
سنتزوج يا ريم وسنعيش حياتنا
تعلمين أني أخشى الأفراح
لا أريد الظهور كقرد حركاته محسوبة أمام الناس
ولن أكون جميلاً لو غنيت بصوتي الأجش بسبب تأثير مناصف بين التسوستيرون والنيكوتين
وسأكون كالأهبل لو رقصت
هي حياتنا..وسنعيشها سوياً يا ريم
لا بأس في أن نبدو مختلفين داخل إطار مجتمعنا
نعم يا ريم
أنا لا أريد أن أنبذ مجتمعي..ولا وطني..ولا ديني
يحذرني عقلي من الزواج..فلا أسمع له
هي تجربة
أتوقع الكثير من السيئ فيها
لكني سأموت دون أن أروي ظمأ فضولي إن لم أعش حياتي معك يا ريم
هل تعلمين يا ريم أن قوة المجتمع هي الشئ الذي يدفع الناقمين عليها لتأييده..
ولذلك..فدعينا نبحث أنا وأنتِ عن أيسر الطرق التي تؤدي لاستمراريتنا معا مخلدين قصة حبنا..
قصة تضحيتك وفلسفتي..
أنا أراكي أفضل خلق الله وأنتِ تريني كذلك..
وحتى لا تتكرر المضايقات الحمقاء ولكي تخرس الألسنة في حلوق المشككين والمتذاكيين والأغبياء والساخرين وحتى من يدعون معرفتهم طريقنا للسعادة أكثر منا بوصاية فرضت عليهم من الأستاذ "عادات" والست "تقاليد"!
لا بأس من الانحناء لعبور ذلك الباب قصير السقف وبعدها تحدث نظرية.."لف وارجع تاني"..
فلا بأس من الفرح يا ريم إن كنتي تريدينه..لكن تذكري..
عندما أشعر بأن الكشافات قد زاد تركيزها على عيني والخجل قد احتواني..سأهمس في أذنك بأي كلام وأنا مبتسم فتضحكين فأضحك..عل معزومة حمقاء تسأل إبنتها عن تخمين ما قلته..
لا بأس من الفرح يا ريم
نسيت أن أخبرك يا ريم أني أيضاً اختلف عن أبي في أني مهمل جدا وهو منظم لحد الملل
هو أيضاً يستحم أكثر من مرة في اليوم وأنا لا أستحم إلا مرة في الأسبوع لكني لا تظهر لي رائحة
اطمئني..أكاد أنافس "جون باتيست جرينوي" في هذا الأمر
ألم تشاهدي فيلم "العطر" يا ريم؟
عظيم
سنشاهده سوياً
هيا بنا
لا ..لم أصلِ العشاء بعد
سأصليها بعد الفيلم
حسن..حسن..لا تغضبي..سأصليها الآن
.............
والآن..هيئي الجو للسينما..اطفئي النور..شغلي التكييف..اغلقي باب الحجرة..اقفزي في حضني..رأسك على صدري...والآن..
أووووووه
لا بأس ..
سنشاهد الفيلم غداً
....................

فلم أجد شاهداً


إهداء إلى روح (نجيب محفوظ 1911-2006)
1
كنت أسير فجراً
في شارع مظلم إلا من نورٍ ضعيف
أسفل سحابة ممطرة
أتوسط حبيبتي وصديقي
لم تكن فاتنة..لم يكن شجاعاً
لكني أحببتهما
كان خلفنا خراب وحرائق
2
مررنا على ثلة من الشباب
كانوا يتضاحكون
أحدهم يطيل لحيته بلا شارب
ترمقنا ذبيبة جبهته في سخرية
وآخر وجهه ممتلئ بندب من آثار معارك
يرمقنا في تحفز
بقيتهم تتراوح وجوههم بين هذا وذاك
3
بمجرد ما اقتربنا منهم
هجموا
يريدون اغتصاب حبيبتي
وقفت لهم بالمرصاد
كان بكاؤها يزيدني قوة
4
بينما أصارع آخرهم
اختفى صوت بكائها
فانتهيت منه سريعاً
نظرت بعينين منهكتين
في جسد متعب
لسانه -أصبح- غير قادر على الهمس
على ضوء عمود الإضاءة الشاحب
كانت حبيبتي غائبة
في قبلة طويلة مع صديقي
5
كان الضوء يخفت تدريجياً
نظرت حولي بحثاً عن
أشخاص في الشارع
متطلعين من الشرفات
سيارات مارقة
6
فلم أجد شاهداً