محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

30‏/04‏/2010

"شاي الذكريات"

إهداء : لــ "جانيت"

..............
بطبعي لا أحب أن أفتح الباب طالما لا أعرف من الطارق ..
لكنه كان لحوحاً كقاتل يريد أن ينهي مهمته سريعاً ..
أخذت عصاي وذهبت لأفتح الباب ..
..............
وجدته أمامي يبتسم في حزن وشموخ!
رجل تخطى الخمسين من عمره .. بملامح مألوفة نوعاً ..

أشيب الفودين .. وسيم جداً .. بملابس معقولة ..
لا بأس ..
"نعم؟"
قال في ارتباك :

"اُعذرني .. أنا كنت ساكن في الشقة ديه من كام سنة .. قبل ما أبيعها وأهاجر برة"

نظرت له بمعنى :
"برضه نعم؟"
قال في ارتباك أكثر :
"كنت معدي بالصدفة في الشارع .. فقلت أطلع أشوف الشقة أخبارها ايه؟ .. لو مكانش يضايقك يعني .. نفسي أخد نفس واحد وأنا جوة الشقة .. الشقة ديه شافت أجمل ذكرياتي .."
..................

كان جسده ضعيفاً ..

لن يحتمل لكمتين مني لو اتضح أنه قاتل أو لص أو شاذ ..
قلت :
"بس أنا لما اشتريت الشقة ديه من سنتين .. كانت من ورثة ست عجوزة"
قال :
"ديه اللي اشترت الشقة مني .. مدام "اعتماد" الله يرحمها"

قلت :

"أنا افتكرت ! .. تقريباً أنا شوفتك من يومين .. واقف مع البواب"

يقول :

"آه .. كنت بسلم على عم " رجب" الجميل وبسأله عن الشقة .. بس وقتها اتكسفت أطلع"

....................

نظرت إليه لربع دقيقة ..
قال : "أنا ممكن أمشي لو معطلك عن حاجة .. أنا بس مش هاخد أكتر من دقيقتين"

فتحت الباب أكثر ..
"اتفضل" !
دخل ..
...................
وضعت العصا على أقرب مقعد ..

أثناء ما كان ينظر بلهفة حوله ..
وكأنه في متحف ..

"تحب نقعد في البلكونة؟"
"يا ريت"
جلس على كرسي في الشرفة ..
وأحضرت آخر وجلست قباله ..
أخذ يحكيني عن زوجته وبنته وابنه .. عندما كانوا يعيشوا معه في الشقة ..
يقول أنه الآن يسكن في منطقة تبعدني بساعة بالسيارة .. بعد أن عاد من الخارج ليتغلب على جراحه هنالك ..
يعيش الآن وحيداً بلا أقارب أو أصدقاء ..
وأخذ يردد ذكرياته بعينين دامعتين ..
.....................
يشير لأرض الشرفة ..

"هنا .. كانت بتيجي عشان تنصحني أنا وصحابي .. عشان نخف شرب وتدخين"

"عارف .. أنا حاسس إني لو دخلت أودة ابني .. هلاقيه فارد ضهره ع السرير , وماسك كتاب وبيقرا وهو حاطط رجل على رجل .. ديه آخر حاجة فاكرهاله"

"ومراتي واقفة في المطبخ بشعرها القصير الناعم وهي ماسكة المغرفة بإيد وايدها التانية بتمسح بيها عرق جبهتها الجميل"

ينظر إلى الصالة ..
"وهنا كانت بنتي بتكلم حبيبها في التليفون بصوت زي الهمس كدة .. فاكراني ماعرفش يعني .. ولما أقرب منها كانت تعلِّي صوتها وتعمل إنها بتكلِّم واحدة صاحبتها"
..............
تركته يسترسل كما يشاء .. حتى صمتْ
.. فسألته بعد أن غلبني الفضول ..
"وهم فين دلوقتي؟"
يقول : "حادثة عربية"
أسأل : كلهم؟؟
يوميء برأسه.
أقول : "متأسف جداً" ..
يجيب بدمع عينيه ..
أنهض : "أنا هعمل شاي"
يهز رأسه مبتسماً بحزن!
......................
أذهب إلى المطبخ .. وأنا أشعر بالتمزق ..

طبعي الدائم .. أن أجدني بداخل أي إنسان ..

أراني في كل البشر ..

رأيت حياته في حياتي ..

كما أتوحد مع الأفلام والروايات والأغاني ..
كانت دموعي قد بدأت في التساقط على الرغم مني ..

إلا أني صبرت نفسي بتخيل قصة صداقتي القادمة مع هذا الرجل ..
.................
شاب حائر وحيد في منتصف العشرينات لا يريد أن يعيش حياة واحدة ..
مع رجل وحيد في منتصف الخمسينات .. حطمته الأقدار ودمرت آماله ..
أراهن على أنها ستصبح صداقة رائعة !
..............

ابتسمت .. وذهبت إليه بالشاي ..
وأخبرته عن عرضي بالصداقة ..
فوافق .. وقال أنه يتشرف بأن يكون له ابناً مثلي ..
فأخبرته أني لا أريد أن أكون ابنه ..
"اعتبرني صديق .. بس صغير شوية"

يبتسم .. ويخرج محموله من جيبه ..
: "ممكن آخد رقمك؟"
أقول بسرعة وأنا أنهض : "طبعاً .. ثواني هجيب الموبايل" ..
آتي بالموبايل ..

أسجل رقمه ..

يسجل رقمي ..
يبدأ يرتشف الشاي ..
أسأله : مظبوط؟
يقول : مممم يعني كويس!
"بجد؟"
يقول : يعني .. لو مافهاش تعب .. ممكن معلقة سكر؟
أقول وأنا أنهض : طبعاً .. طبعاً ..

آخذ الكوب مسرعاً ..

...................

أعود إليه به ..
أجده يتناول كوب الشاي على رشفتين ..
يضع الكوب .. وينهض ..
"أقوم بقى عشان ماعطلكش عن اللي بتعمله"
"ما تخليك شوية .. تحب تتفرج على باقي الشقة؟؟" ..
"المرة الجاية بقى .. عشان ماتتخنقش من صديقك الجديد"
"لا طبعاً مافيش أي خنقة .. أنا تحت أمرك في أي وقت"


وعندما أوصلته للباب سألته :

"إنت مش محتاج أي حاجة بجد؟"
فاحتضنني وهو يرتعش ..
"ألف شكر يا حبيبي .. سلام"
"مع ألف سلامة" ..
.........................
أغلق الباب ..
أفكر قليلاً في مأساة هذا الرجل الوحيد ..
.......................
بعدها بقليل ..
أجدني نسيت تلك المأساة تماماً ..

لأني انشغلت بالبحث عن المحمول الذي أذكر أني وضعته آخر مرة على مسند الكرسي في الشرفة..
.................
وكأنه اختفى فجأة !
...............

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

أسخف مافي الحياة أن تتوقع الحدث القادم

AHMED SAMIR يقول...

دي احدث طريقة للنصب و لا ايه؟
للأسف تفاعلت مع احزان هذا الرجل بشدة

dr.lecter يقول...

وانا كمان الصدمه طلعتني من موود التعاطف

Marwa Hanna يقول...

حبيتو لهالحرامي - خيالو خصب

بس مش على أساس ما رح يحتمل منك لكمتين لو طلع لص؟؟
بتعرف شي حدا -مفتول العضلات- قادر يوقف بوجه اللي عم يسرق أنفاسه؟؟

خالد كامل يقول...

مدونتك رائعة
ربنا يوفقك

Y. M. S. يقول...

مش معقول! ايه الناس الغريبة دي!