محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

03‏/02‏/2009

عن إنسان استثنائي مر على سطح هذا الكوكب: ومضات من حياة نجيب محفوظ..

1
لا يوجد أي أدب في الدنيا لا يحمل شبهة اقتباس..كل جيل أتى استفاد ممن سبقه..المهم هو أسلوب الكاتب وطريقة عرضه ومدى إيمانه بأفكاره..
لعل أكثر رواية استفدت منها في حياتي كانت "البحث عن الزمن المفقود" لـــ "بروست"..التي قرأتها مترجمة منذ سن صغيرة..بل ومن شدة إعجابي بها أعدت كتابتها كلها رغم ضخامتها..ولعل هذا ما قوى عندي الأسلوب وحسن لدي قواعد الصرف..
أما من مصر فإن العظيم توفيق الحكيم هو أكثر من استفدت منه..ويكفي أن أقول إني وجيلي من الكتاب قد خرجنا من معطفه..وهناك أيضاً "طه حسين"..الذي حاولت تقليد عمله العظيم "الأيام"..وكتبت مذكرة بنفس الطريقة واسميتها "الأعوام"..!..اعتقد أنها ضاعت الآن..
2
لم أتغيب يوما واحدا عن عملي الحكومي..ولم آخذ إجازة عارضة في حياتي أبداً..حتى لو كنت مريضاً!..حتى خرجت على المعاش!
3
كنت أكتب يومياً في ميعاد محدد..عندما لا أجد أفكاراً كنت أسود أفكاري المسجلة في أوراق في درج مكتبي..وإن أردت الكتابة فأضع سن القلم على أول سطر في الورقة منتظراً الوحي حتى يأتي..وأحياناً أظل هكذا طويلاً قبل أن أبدأ في الكتابة!
4
لم ولن أكتب سيرتي الذاتية أبداً..كتبت بعضها بشكل غير مباشر في رواياتي..لأن سيرتي ليست ملكي وحدي..وقد أضر أقرب الناس لي بها.."افرض شربت كاسين..لازم أقول كدة للناس؟!"
5
اشترطت على زوجتي في بداية تعارفنا أن يكون زواجنا سراً لأن أمي كانت تريد أن تزوجني لأحدى قريباتنا..
أخبرتها أيضاً إني إنسان غير اجتماعي..لا أهوى أن أزور أو أن نُزار..وأن النظام عندي شيئ مقدس وخاصة عندما أمارس فعل الكتابة..
ووافقت..وكانت لي نعم الزوجة..التي أدين لها بنجاحي..
........
كان زملائي في العمل يجهلون بأمر زواجي..
لم يعلموه إلا عندما دخلت ابنتاي المدرسة وزاملتا بناتهم!
6
عندما كنت شاباً..كانت حياتي مظهرها العبث..لكن باطنها كان النظام..حتى عندما مارست العبث في الكتابة كان محاطاً بسور من التنظيم..كنت أتردد على بيوت البغاء قبل الزواج..لكني بعد ذلك التزمت..ووضعت لنفسي نظاماً مقدساً..
أنا أكره العبث إن كان غرضه الهدم لمجرد الهدم!
7
نعم أنا من كتب سيناريو وحوار "شباب إمرأة" رغم أن التتر كُتب عليه أنهما لصاحب الرواية الأستاذ "أمين يوسف غراب"..لأنه ثار وقتها واعتبر هذا من حقه لأنه صاحب الرواية..فلم اعترض..معتقداً أن التاريخ سيظهر الحق..وقد ظهر..
اعتدت منذ صغري على حب الناس وأن أسامحهم مهما فعلوا في حقي..لذلك لم أرد على اتهامات البعض لي بالعمالة والخيانة والكفر بعد حصولي على جائزة نوبل..
وأيضاً تنازلت عن حقي أمام الشاب الذي طعنني بالسكين في رقبتي..بل وصار من من أصدقائي..وأصبحنا نتبادل الخطابات من سجنه لمنزلي والعكس..
وإيماناً مني بالسلام..كنت من قلائل مؤيدي كامب ديفيد..
8
لم أسافر أبداً خارج مصر..كانت هناك فرصة متاحة أثناء دراستي الجامعية..إلا إنهم اعتقدوا إني قبطي من اسمي..فحرموني من السفر..واعتقد إني لو كنت سافرت إلى تلك البلد الأوربية لتغير بي الحال من روائي لمفكر.
9
هناك الكثير من الكتاب المصريين الذين أشهد لهم بالإبداع..وإن لم يحظوا بقدر من الشهرة التي يستحقونها..فهناك مبدع في الرواية كفتحي غانم..وساخر من طراز رفيع كمحمود السعدني.
10
أقول أن العمل المستمر الدءوب قد يؤدي في النهاية حتى إلى جائزة نوبل..كتبت لسنين طويلة دون إشادات إلا القليل منها..لكني كنت أتداوى بالكتابة ذاتها..حتى حصلت على أرقى جائزة عالمية في الأدب..
أحياناً أنظر إلى نفسي محاولاً رؤية حياتي من بعد..فلا أجد في ذاكرتي إلا صورتي وأنا طفل صغير..ينظر من شرفة منزله على أهل الحارة!
...........................
ما علق بذاكرة صاحب المدونة من حوارات عديدة لكبار الكتاب والصحافيين مع نجيب محفوظ

ليست هناك تعليقات: