محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

09‏/06‏/2011

"بن لادن".. في الجنة.


دولة: باكستان
مدينة: إسلام أباد
منطقة: أبت آباد
مبنى: مكون من 3 طوابق
......................
غبار كثيف..
دوي إطلاق رصاص..
نيران..
صراخ..
هتاف..
تكبير..
تهليل..
صوت يهتف "مولانا مات"..
غبار كثيف..
........................
أفعي سامة تفر مهرولة بجوار رأس "بن لادن" دون أن تمسه.. وهو راقد على ظهره في وضع صعب على سـُلـَم مبني مهجور بالقرب من منطقة عسكرية باكستانية, والدماء تنبثق من جسده, ووجهه مبتسم إلى ملاك الموت..
وفجأة..
يجد الدنيا من حوله تتغير..
نخيل عالية.. وحوله أناس يلبسون من سندس واستبرق..
ولدان مخلدون..
يجد نفسه واقفاً, يرفل بثياب بيضاء صانعة صورة جميلة له بلحيته الكثيفة..
ليستمع إلى صياح الناس من حوله:
"طلع البدر علينا.. من ثنيات الوداع.."
السماء بالأزرق الجميل..
الشمس دافئة بلا حرارة..
نفسه يتردد داخل صدره بقوة..
يشعر بالسعادة والراحة.. وهو على عتبات دار السلام.. دار النعيم.. دار المقامة.. دار المتقين..
"ويستقبلوني كاِستقبال الأنبياء.."
...............
(الحساب)
..................
يقف "بن لادن" بين يدي الله –غير ظاهر الوجه- ليحاسبه..
"بن لادن": لقد كنت يدك التي بطشت بالمجرمين الكافرين الفاسقين.. قدر اِستطاعتي..
فتنطق يده: صادق ورسغي!
وتنطق أرجله: صاحبنا لا يقول إلا الحق والسمانة!
الله يشير لأحد الملائكة, فيتقدم نحوه ليناوله كتاباً.. فيأخذه منه "بن لادن" بيده اليمنى..
ثم تنعكس الإضاءة على يمين المكان لتظهر عشرات النساء في قمة الفتنة والإغراء وهن يزغردن..
إنهن الحور العين اللاتي خلقهن الله من الزعفران..
ويصدر الله قراره..
"بن لادن" سيدخل أعلى منزلة في الجنة..
منزلة الأنبياء.. الفردوس الأعلى.. القابع تحت عرش الرحمن!
ليس هذا فحسب.. بل سيذهب إلى مقام الوسيلة نفسه.. أعلى مقام في الفردوس!
........................
(الصحبة)
.......................
بمجرد ما مرقت من بوابات الجنة الـ 8, وجدت أمامي..
"آدم" و"نوح" و"موسى" و"عيسى" و"محمد".. وغيرهم من الأنبياء..
صافحتهم في لهفة, وأنا أنحني على أيديهم لتقبيلها..
ثم قابلت ملاك الهيئة.. الذي قام بتحويلي إلى شاب عمره 33 عاماً, بطول 60 ذراع, وعرض 7 أذرع..
...................
(النساء)
.....................
حور عين.. عفيفات, قاصرات الطرف إلا عن أزواجهن, لا حيض ولا نفاس..
سمراء.. شقراء.. خمرية.. صفراء.. قمحية..
طويلة.. قصيرة.. بدينة.. نحيفة..
وما بين كل هذا وذاك..
وكل ما كان يحلم به يجده يتحول في الوقت ذاته في المرأة نفسها..
نهد إيطالي.. وجه إنجليزي.. جسد فرنسي.. عيون إيرانية.. شعر هندي..
.....................
(الطعام والشراب)
.....................
آلاف الأنواع من اللحوم, والأسماك..
نباتات.. (كل أنواع الخضروات والفواكه)..
"شاهدت تلك الشجرة التي لا يستطيع أن يقطعها خيال ماهر في مائة سنة, لكني أردت أن أراها كاملة, فاستعنت بطائرة سريعة حتى أنجزتها في يوم.. ثم استلقيت أسفلها وأشرت بيدي فأمالت غصنها لتناولني ثمرة, فأعطيتها ظهري ورفعت يدي, فناولتني ثمرة أخرى..
نهضت.. أوليتها ظهري.. ركعت.. مددت ذراعي بين ساقي..
فناولتني ثمرة ثالثة..
أنهار ماء غير آسن, أنهار خمر, أنهار لبن لم يتغير طعمه, أنهار عسل..
وأعظم الأنهار.. الكوثر.. حيث الحافة الذهبية, والتربة الأطيب من المسك, والماء الأحلى من العسل, والأشد بياضاً من الثلج..
...................
(راحة أبدية, وحدائق غناء, وتحفة الخالق في صنعه.. لبنة من ذهب ولبنة من فضة)
....................
(التسامر)
....................
"كنت أجالس الأنبياء.. كل أحاديثنا فيها متعة, لا سوء فيها ولا حـَزَّن.. ولما بدأوا يتلون سير أهاليهم الذين ماتوا كفاراً.. بسرعة, وقبل أن نتحسر عليهم وجدنا أنفسنا قد نسينا ما حدث.. فعدنا من جديد إلى اللهو والشرب والمرح والغناء والطعام والشراب والنكاح والنبيذ.. وعندما كنت أتمشى في الجنة بمختلف منازلها –ومن خلفي, العبيد من الولدان المخلدون بكؤوسهم- خاصة لأرى من هم أدنى مني.. شاهدت أخوتي في الجهاد قد عادوا معافين.. ومن خسر رجلاً عاد بها قوية..
وجدت أهل الجنة من المنازل الأخرى, يعيشون في رفاهية لا تقارن برفاهيتي على الإطلاق.. قابلت رجلاً طيباً, له بيت بسيط -مقارنة بقصري في الفردوس- مـُحاط بملايين النخيل: جميل هذا البيت!
فأخبرني: لقد تحقق وعد الرسول.. فقد كنت أصلي 12 ركعة في اليوم والليلة.. فبنى الله لي هذا البيت الساحر".. وأيضاً مع كل قول "سبحان الله والحمدلله" كانت تـُغرَس لي نخلة في الجنة..
كنت سأخبره أنه سـَيـُصعق لو شاهد بيتي -أوليس من حقه أن يعرف هذا حتى على سبيل العلم بالشيء؟؟- لكني فضلت أن أصمت حتى لا ينتابه الحقد.. فهو على أي حال سعيد وراضٍ لأقصى درجة.. وهذا ما أشعرني أنا بالحقد!
..............
(القتل)
.................
لكن في المجمل.. مرت الأيام هانئة.. إلا أني بدأت أشعر بالملل.. الحياة رخوة جداً ليس فيها أية متاعب.. وكأن الله قد قرأ ما في بالي.. فأرسل إلى ببعض من زبانية جهنم.. لأتسلى بقتلهم كما أريد.. ثم في النهاية بث فيهم الروح من جديد, وأخذهم إلى جهنم مرة أخرى ليواصل مهمة تعذيبهم."
............
(الكفار الأغبياء)
....................
"تذكرت أن حياتي التي أعيشها الآن هي نفس الحياة التي كنت أقتل من يعيشها في الدنيا.. الفرق أنهم فقط أغبياء.. لا يعرفون ما هو التوقيت المناسب لهذه الحياة.. لم يحرموا أنفسهم في الدنيا.. فليدفعوا الثمن في الآخرة.."
............
(لكن..)
............
وقت ما طلب الله منـَّا -أهل الجنة-, ومن أهل النار أن نجتمع على الحدود متقابلين.. لينزل الله كبشاً بيننا, فنقول جميعاً –أهل جنة وأهل نار- في صوت واحد: إنه الموت!
فيأمر الله بذبحه وهو يخبرنا أنه بهذا يقضي على الموت, ولن ننال إلا الخلود.. فيهلل أهل الجنة أكثر وأكثر.. ويزداد حزن أهل النار أكثر وأكثر!
أذكر أن بعضاً ممن قتلتهم كانوا مجرد فقراء على أديان أخرى, رأيت أحدهم أمامي واقفاً على حدود جهنم في يوم ذبح الكبش.. هو واحد من الذين لم يهنأوا أيضاً بالدنيا, ويذوقون أشد العذاب في النار الآن.. حتى مالا نهاية!؟
وبسرعة وجدت 3 من الحور العين في قمة الإغراء يحطن بي, لأجدني في قمة الرغبة الجنسية.. فأنسى ما كنت أفكر فيه..
وعندما أعود مرة أخرى للتفكير.. أجدني فجأة جوعان جداً, وأمامي تبزغ مائدة طعام عليها كل ما لذ وطاب..
آكل ثم أمارس هواية السباحة قليلاً في نهر الخمر القريب لأجدني قد نسيت ما كنت قد أفكر فيه من جديد..
................
(تفكير؟ ضمير؟)
.....................
أجدني مرتبكاً.. فيزول الاِرتباك..
أجدني أفكر.. فيغرقني الله بخموره ونسائه..
أجدني أتساءل.. فأنسى ما كنت أسأل عنه..
لكني دربت نفسي جيداً..
كنت أقاوم أسوار عقلي لكي أتذكر ما أنا ناسيه..
ما فائدة أن أكون طويلاً جداً عريضاً جداً شاباً جداً.. وكل من يدخل الجنة كذلك؟؟
أين التميز في هذا؟؟
ما معنى كلمة طول أصلاً.. وليس هناك قصر؟؟
ما معنى الجمال.. وليس هنالك قبح لنميز الجمال به؟؟
وهؤلاء الفقراء الذين قتلتهم على أديان أخرى.. أشعر أني قد أكون سبب ذهابهم إلى النار.. لكن الله بالتأكد هو الأعلم, ولو كنت مخطئاً لما أدخلني جنته هذه.. لكن عقذة الذنب تحتويني..
قابلت "سيد قطب", أستاذ صديقي وعقلي المدبر "أيمن الظواهري".. ليخبرني أنه فكر فيما فكرت فيه.. وعرض الأمر على الله مباشرة..
فسألته عن رد الفعل.. فأخبرني أن الله يطلبنا معاً..
................
(أعظم النـِعـَم)
.....................
الله يقرر أن يمنحنا أعظم نعم الجنة.. وهي التطلع إلى وجهه الكريم..
تلك التي لم يمنحها إلا لأنبيائه..
قام الملاك الحارس بإرشادنا إلى طريق الغرفة..
وتركنا فيها وسط ظلام دامس بعد أن أخبرنا:
"ولا تنسوا أن الله لن يخاطبكم"
وظهر وجه الله أمامنا.. فتبددت وحشة المكان بنوره وجلاله..
وجهه لا أستطيع وصفه أبداً.. كل ما شعرت به وقتذاك أني جسدي قد تزلزل بقوة..
وشعرت بمتعة تفوق متعة الجنس أو الطعام!
.............
صارت تلك المتعة تتكرر كثيراً.. كلما شعرت بالحاجة لرؤية وجهه.. ذهبت إلى تلك الغرفة.. ليخلع الله النقاب عن وجهه فنراه ونحن نصيح منبهرين بجماله.. آخذين في التغزل فيه..
.............
(الفن والشك)
.................
لكني فكرت لوهلة -قاتل الله التفكير- .. أنا طبعاً أكره الفن.. ولا أستطعمه لأنه حرام.. لكن الله بالتأكيد استطاع أن يرينا مدى جمال وجهه لأنه اِقتحم عقولنا.. فـَ كونه القادر على أن يمحو الشك من داخل عقلي.. يجعله قادراً على إجباري لتذوق جمال وجهه!
وقبل أن أصل لاِستنتاج آخر.. وجدت سيل الحور العين مع موائد الطعام وأنهار الخمر واللبن تظهر.. وبالقرب منهم الأنبياء الطاهرون يطلبوني للتسامر..
.............
(مخدوع؟)
.......................
تلك الخدع تكررت كثيراً.. طلبت من الملاك الذي يحرسنا:
"أريد أن أرى الله"
فأخبرني في ثلجية: "لو أردت أن ترى وجهه الكريم فيمكنك الذهاب إلى الغرفة التي على اليمين.."
فأخبرته: "لا.. أنا أريد أن أتحدث معه.."
وقتها اِختفت الثلجية من على وجهه.. لأجدني فجأة وحيداً, في مكان مقفر, يشبه جو الأرض أو ما هو أسوأ.. وهنالك رياح عاصفة تـُطلق نحوي غباراً ملأ عيني ورئتي.. وعندما هدأت الريح الصرصر العاتية وجدت الرؤية واضحة أمامي الآن.. السماء بلون الدم.. والشمس تطلق حرارتها بصورة تكاد تشويني.. أشعر أن رأسي يغلي..
ومن بعيد.. أجد حريق هائل قادم..
ومن أعلى يظهر "إبليس" شامتاً: "ها هي ضريبة التفكير يا صديقي.. مرحباً بك في دار البوار.."
الحريق يقترب مني.. ألم حارق يكوي جسدي كله..
جلدي ينصهر, أعصابي تذوب كما الشمع..
أصرخ كما لم أفعل من قبل..
وعندما تخمد النيران.. أفيق فأنظر إلى نفسي في اِحدى المرايا, لأجدني جسد متفحم بلا جلد..
وشيء قادم من بعيد نحوي يهرول.. غير واضح المعالم..
حاولت أن اَحتمي منه..
إنه أنا.. إنه جلدي بشكلي الخارجي..
يقترب مني ثم يحيطني.. فأعود كما كانت صورتي..
ثم يهب حريق آخر.. ليستمر العذاب من جديد..
ظللت أصرخ وأستغفر الله كثيراً..
لكنه لم يسمعني, وتكرر الأمر على هذا المنوال..
بعدها ذهبت إلى ساحة رائحتها أقذر من القذارة.. قابلت فيها كل الكفرة والمشركين.. كانوا واقفين قرب شجرة الزقوم ليأكلوا منها ثم ينبطحوا أرضاً يتوجعون وهم يمسكون بطونهم..
اِقتربت من أحدهم لأسأله: لماذا دخلت النار؟؟
فأجاب وهو يتألم: كنت كافراً بالجنة والنار..
فسألته: لمَ؟
فقال: الله يقول أنه أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. لكنه رغم هذا يخبرنا عن مميزات الجنة المقيدة بعصر النبوة التي تمثل فقط إغراءً للأغبياء.. فكان الأفضل له أن يصمت ليترك الأمر للغموض.. وإن كان لم يخبرني بما يخطر على عقلي, فأفلام الخيال العلمي صنعت ما لا يخطر على عقلي بمراحل..
وقبل أن أنطق: "اَستغفر الله العظيم".. وجدته يفرغ كل ما في معدته على الأرض المغطاة بروث الخنازير, ثم شاهدت أمعاءه تخرج من سرته لتزحف على الأرض متلوية..
سألت شاباً غيره كان يركض خلف مقلتي عينيه.. السؤال ذاته, فأخبرني بكبرياء لا يناسب وجه بلا عيون: مين قالك إني في النار؟؟ أنا في الجنة يا بهيم!
فـَ ذهبت لمن لا يأكل ولا يتوجع ولا يتقيأ ولا يتغوط ولا يتبول ولا يشطف وجهه بصابونة ركبته..
منهم من أبدى اِندهاشه أني دخلت النار معهم بعد أن تبين لهم أن منهجي هو الصواب.. ومنهم من سعد بقدومي.. الغريب أن أكثر من كان شامتاً في هم المسلمون العابثون الذين وجدتهم في النار..
وجدت شيوعياً يخبرني: أنت لم تخدم مصالح أمريكا الاستعمارية كعبد ذليل, إلا بعد أن قالوا أنك قد اِنقلبت عليها..
وجدت اِنتقادات كثيرة جداً جداً.. لدرجة أني لم اَستطع الرد..
وكان كلامهم نحوي أقسى علي من عذاب النار ذاته..
وعندما توقفوا عن الكلام هجموا علي ليضربوني, ولم يخلصني من أيديهم إلا عذاب النار الذي سـَأُشوى فيه من جديد..
لم أجد في النار إلا حقد وكراهية وسوء وشر وعفن..
قابلت وقتها بعض الذين قتلتهم.. ليخبروني بكل آسي أنهم لم يدركوا أن ديني هو الصواب, ولا منهجي على الأخص.. فبأي ذنب قلتلتنا؟؟ وبأي ذنب أدخلنا الله النار؟؟
لأجد سوطاً ينطلق على ظهورهم.. فيصمتوا منكسرين.
ظللت اَستغفر الله كثيراً.. وأنا أطلب منه أن يجعل لي من جديد الفردوس نزلاً.. حتى أتى بعض الملائكة ليحيطوني بعباءة نظيفة ناصعة البياض.. ليعودوا بي إلى الجنة من جديد..
........................
(العودة إلى الجنة)
.......................
عدت إلى الجنة.. حيث حياتي السابقة المترفة..
وصرت اَبتعد عن عقلي كلما أراد التفكير..
كنت أضاجع بالحورين في مرة واحدة.. لأني طلبت من الله أن يمنحني قضيباً آخر.. ملتصق في أسفل ظهري.. وأن يجعل وجهي يلف 360 درجة وكذلك جذعي.. ففعل!
أفرغ منهما ليأتي إلي غيرهما.. فأعرق كثيراً عرق المسك طيب الرائحة, ثم أنغمس في نهر الخمر لأشرب حتى أرتوي.. الغريب أننا نشرب الخمر لكننا لا نثمل فلا نتجاوز المسموح وتلك من حكمة الله أم أنه.. أووووه الللعنة لقد عدت إلى التفكير من جديد.. تعالوا يا حور.. تعالوا يا خمور..
لتقتلوا فيّ داء التفكير..
..............................
(أنا.. إنسان؟!)
.........................
لكني استيقظت ذات يوم.. لأجدني عازماً على تلك الفكرة..
أن أطلب لقاء الله ثانية..
فـَ ذهبت إلى الحطمة من جديد..
مرحباً بالحريق والمسامير التي ستحملنا من جفوننا..
مرحباً بكل وسائل التعذيب هذه..
مرحباً بكل أهلها الذين دخلوها بزجرة واحدة..
وفي وقت الراحة من العذاب قابلت أهل النار, وقبل أن يبدأو السباب قاطعتهم:
"يبدو أن الجهاد قد فـُرض علي في الدنيا والآخرة.. اهتفوا معي جميعاً ولا تجعلوا هتافاتنا تتفرق: فليسقط حكم الله, فليسقط شرع الله.. نحن نريد الحياة.."
همس أحدهم:
"واحد كان مع أمريكا وقلب ضدها.. كان لازم يعمل كدة مع ربنا برضه!"
وهمس آخر:
"لأنه لم يشعر بتميزه في الجنة.. وسط الأنبياء.."
وثالث: "واحد ضحى بملياراته عشان يعيش حياة صعبة.. صعب يتغير!"
لكنهم جميعاً أخذوا يهتفوا معي بأصوات مهيبة مكبوتة مظلومة..
واَنطلقت الخناجر والأسواط لتمزق أجسادهم لكنهم لم يتوقفوا.. وظلوا يسيروا حتى اِنضم إليهم الكثيرون.. وأنا أصرخ فيهم:
"تعالوا خلفي أيها المحبطين, أيها العاجزين, المغلوبين على أمركم أمام جبروت الدنيا ثم جبروت الله من بعدها.. اِثبتوا ولا تتفرقوا.. نحن الأقوى"
كان عددنا يزداد أكثر وأكثر, رغم القتل والتعذيب الذي لا نعرف مصدره.. إلا أنهم كانوا يتقدمون, حتى وقفنا أمام ملائكة جهنم فأمرت الناس أن:
"اِهجموا!"
فهجمنا عليهم هجمة رجل واحد.. لكننا أُصـِبنا جميعاً بصواعق من حيث لا ندري.. لم نستطع أن نصيب إلا ملاك واحد بخدش بسيط..
وجدنا أنفسنا جميعاً على الأرض.. مكبلين, مقيدين بلا قيد ظاهر.. وأصبنا جميعاً بالخرس..
ظللنا على هذه الوضعية لفترة طويلة حتى اِنطلق صوت ميكروفوني هائل:
"قررنا نحن الذات الإلهية العليا قراراً استثنائياً.. أن يذهب "بن لادن" ومن خلفه إلى العدم.. إلى الفناء"..
...............
(رصاصة في المخ)
.....................
دولة: باكستان
مدينة: إسلام أباد
منطقة: أبت آباد
مبنى: مكون من 3 طوابق
......................
غبار كثيف..
دوي إطلاق رصاص..
نيران..
صراخ..
هتاف..
تكبير..
تهليل..
صوت يهتف "مولانا مات"..
غبار كثيف..
........................
أفعي سامة تفر مهرولة بجوار رأس "بن لادن" دون أن تمسه.. وهو راقد على ظهره في وضع صعب على سـُلـَم مبني مهجور بالقرب من منطقة عسكرية باكستانية, والدماء تنبثق من جسده, ووجهه مبتسم..
وأحد رجاله يجره, بينما آخر يحاول تضميد نزيف إصابات جسده, أثناء جره.. حتى لاحظ الدم وهو ينبثق من رأسه.. "مولانا أصيب في رأسه".. كان وجهه محافظاً على اِبتسامته..
قبل أن يذهب لعبوس..
ثم اِبتسامة شاحبة..
ثم عبوس هائل..
ثم يرفع رأسه المصابة إلى السماء بجحوظ.. بآخر ما أُوتي من قوة..
ليرى ظلاماً دامس.. ثم يطلق شهقته الأخيرة..
........................

هناك 12 تعليقًا:

ساره يقول...

ابداااع

adel يقول...

عاشور راعي الغلابة اللي زي حلاتي اللي مش عارفين يكتبوا كلمة
وانت اصلا بتعقدهم
عقدتني اكتر :)

بس هايل قوي الكلام ده ...

غير معرف يقول...

هطل وكلام فارغ

غير معرف يقول...

للاسف انت قافل التعليقات

مش عارف ليه عايز اشوف الشاتيم اللي هتنزل زي المطر:)

been a while since you wrote something that strong ya dr.

إنسان خردة للبيع يقول...

عبقرى
:-)

hellmr يقول...

gamed a7a !

Ahmed ElSai3' يقول...

رائعة كالعادة يا عاشور, نفسى اشوف حاجة زى كده فى السينما... صحيح انت ليه مفكرتش تكتب حاجة تنفع عمل سينمائى حتى لو قصير؟

أحمد مختار عاشور يقول...

أشكركم جميعاً على التعليقات..
.........
أحمد
شغال يا معلم.. قريباً الأعمال السينمائية هتشوف النور.

Muhammad Saber Abdou يقول...

الفلاحة ماتت ولازم تسلم نفسك

Reham يقول...

حلو قوى بجد

محمد حمدي يقول...

http://demaghy.blogspot.com/2011/05/blog-post.html
ابقى شوف اللينك ده ياشقيق

غير معرف يقول...

انت عاوز تقول ايه ؟