محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

27‏/08‏/2009

"أفضل فيلم شاهدته"

هذه التدوينة مهداة إلى الصديقة : فدوى فريد

.....
Memento
سنة الإنتاج : 2000
إخراج وسيناريو وحوار :
Christopher Nolan
قصة :
Jonathan Nolan
بطولة :
Guy Pearce
فام بدور "ليونارد شلبي" أو "ليني"
Carrie-Anne Moss
قامت بدور "ناتالي"
Joe Pantoliano
قام بدور "جون ادوارد جاميل" أو "تيدي"
Mark Boone Junior
قام بدور موظف الاستقبال في الفندق "بيرت"
Stephen Tobolowsky
قام بدور "سامي جنكيز"
Harriet Sansom Harris
قامت بدور زوجة "سامي جنكيز"
Callum Keith Rennie
قام بدور "دودّ"
Jorja Fox
قامت بدور زوجة "ليني"
Larry Holden
قام بدور "جيمي"
...............................
"المقدمة"
لا يمكنني أن أتحدث عن فيلم Memento دون أن أتكلم في البدء عن فيلم
The Usual Suspects
ذلك الفيلم الذي اندهش الكثيرون من تقييمه العالي لأنهم فقط اعتبروه فيلماً عادياً وانتهى بخدعة وحتى ولو كانت الخدعة رائعة أو صعبة التوقع فهذا ليس مبرر لوضعه واحداً من أهم الأفلام .. من يقول هذا الكلام لم يفهم الفيلم جيداً .. فيكفي أن تعلم أن فيلم "المشبوهون الاعتياديون" هو أول فيلم من نوعية الأفلام التي تخدعك بصورة غير نزيهة .. بمعنى أن الصورة في الفيلم كانت غير حقيقية .. متخيلة ! .. كانت هناك إرهاصات فنية تمهد لهذا .. في أفلام مثل..
Psycho (1960)
للمخرج
Alfred Hitchcock
و
Persona (1966)
للمخرج
Ingmar Bergman
و
The Shining (1980)
للمخرج
Stanley Kubrick

قبل فيلم "المشبوهون الاعتياديون" كنا نصدق صورة الكاميرا وأي فلاش باك يأتي نضمن ونتأكد من صدقه ..
بمعنى أني لو كتبت على سبيل المثال قصة يرتدي فيها عباس قناع يجعله يشبه إبراهيم .. والمفروض أني أريد خداع القارئ حتى النهاية .. لكن مع مصداقية في الروي أيضاً .. فلا ينبغي أن أقول –بعد التنكر- ذهب عباس ومشى عباس وأكل عباس .. هو حقاً عباس لكني أريد خداع القارئ .. ولا يصح أن أقول ذهب إبراهيم حتى لا أخون الرواية ! .. فاستبدلها بــ ذهب الرجل أكل الرجل فعل الرجل ..
لكن في هذا الفيلم رأينا الصورة وكأن الكاميرا تدور داخل عقل بطل الفيلم بكل اختلاقاته ..
ومثالي السابق ربما يوضح أن سبب كتاباته كان خطأ من الراوي لم يرد تصحيحه وأراد تجريبه على القارئ .. وكل الاختراعات والفنون والأداب العظيمة أتت نتيجة لعثمة أو خطأ !
وبعد عرض فيلم "المشبوهون الاعتياديون" .. قليلون – من الذين فهموه - أعجبوا بالفكرة الجديدة المجنونة .. والغالبية لعنوه .. لكنهم لم يعرفوا قيمة الفيلم إلا بعد أن تم اقتباس الفكرة في أكثر من عمل لاحق..
فبعده ظهر .. على نفس المنوال فيلم
Fight Club (1999)
(مع ملاحظة أن رواية "نادي القتال" صدرت عام 1996 .. أي بعد فيلم "المشبوهون الاعتياديون" بعام)
وظهر على غراره
Memento (2000)
(وهو صاحب أجمل معالجة للفكرة .. بل هو أعظم فيلم في التاريخ من وجهة نظري)
ثم
Donnie Darko (2001)
و
A Beautiful Mind (2001)
و
Lucky Number Slevin (2006)
.. وفي مصر كان فيلم "آسف على الإزعاج" الوحيد من هذه النوعية ..

وهي كلها .. تجدها غالباً أفلاماً مفضلة لمن لا يثقون في التاريخ .. ولا في البشر ..

"المشبوهون الاعتياديون" "The Usual Suspects" هو صاحب الفكرة ..
و"تذكار" أو ""Memento في رأيي هو أفضل تطبيق للفكرة رغم أنه أتى بعده بــ 5 أعوام

وفي هذا درس يجب على مؤلفي السينما المصريين تعلمه
الاقتباس لا يعيب .. لكن لا تنسى قبل أن تقتبس أنه يمكنك أن تجعل فيلمك أفضل من الفيلم الأصلي لو احترمت طريقة المعالجة

(بالمناسبة .. "آسف على الإزعاج" ربما هو الفيلم المصري الوحيد الذي أراه أفضل من صاحب الفكرة الأقرب له .. أقصد فيلم "عقل جميل")

لكن معظم الاقتباسات المصرية تذكرني بصديق لي في الابتدائية .. كان مصاباً بالعته.. فكان المدرسون في الامتحانات يضعون أمامه الكتب ليغش منها كما يشاء .. فيظل يقلب في الصفحات طيلة الوقت وفي النهاية لا يكتب حرفاً ويأخذ الصفر !
......................


كيف يمكنك مشاهدة Memento ؟

الفيلم ينقسم لمشاهد ملونة ومشاهد أبيض وأسود..
مشهد ملون ومشهد أبيض أسود .. وهكذا..
المشاهد الأبيض والأسود تأتي بالترتيب-حسب تتابع الأحداث- بينما الملونة تأتي بعكس ترتيب الأحداث..
وآخر مشهد أبيض وأسود في الفيلم تجده يتلون فجأة ..
يعني إذا أردت مشاهدة الفيلم بالترتيب فأفعل الآتي :
1- شاهد كل المشاهد الأبيض والأسود حتى آخر الفيلم (مع العلم بأن آخر مشهد أبيض وأسود ستشاهده سيدمج مع الملون .. شاهده ثم ..)
2- ارجع بالعكس وشاهد كل المشاهد الملونة بعكس سير الفيلم حتى تصل لبداية الفيلم التي هي نهاية الأحداث

هو الجنون فعلاً !

بداية الفيلم هي نهاية أحداثه
نهاية الفيلم هي وسط الأحداث

وهذا الإرباك ليس على سبيل الفذلكة أو الخدع الطفولية .. فالفيلم متمرد على الزمن لذلك أتى بصورة عكسية أحياناً , متوافقة أحياناً , بين بين أحياناً !

الفيلم يحكي عن شخص فقد إيمانه بالزمن ..

...................................

"فلسفة الفيلم"


لو طُلب مني أن أكتب جملة بعد مشاهدتي لفيلم "ميمنتو" فأي سأكتب؟

"البشر مساكين ويستحقون الذبح في نفس الوقت"

"كلنا خادع .. كلنا مخدوع"

"هدف الإنسان في الدنيا يعتمد على قتل إنسان آخر" !

النسيان : كلنا ينسى .. كلنا يحاول الانتقام .. كلنا ينتقم من الاشخاص الخطأ .. كلنا يضجر من غدر الناس حتى نكتشف –أو لا نفعل- أننا أسوأهم .. كلنا يخدع نفسه لكي يشعر بالسعادة .. كلنا سلعة أو مصلحة مبتغاة لدى غيرنا ولو تظاهروا بمساعدتنا أو ولو توافقت مصلحتهم مع رغبتنا .. كلنا يشطب على ماضي معين ويسامح .. ويبرز ماضي آخر وينتقم .. كلنا يحمل الآخر مسئولية خطأه .. كلنا لا نريد أن نعرف حقيقة أنفسنا .. كلنا يكاد يكون نبي لولا وجود آخرين !
......................
"حدوتة الفيلم"

بترتيب الأحداث لا بترتيب الفيلم .. وبالأكاذيب والخيالات أيضاً
"قبل أن أسرد قصة الفيلم يلزمني قول أني في الفقرة القادمة لن أكشف الخدعة .."

"ليني" أو "ليونارد شلبي" يصحو من نومه في غرفة في فندق تبدو مجهولة بالنسبة إليه .. حتى مدة إقامته تبدو مجهولة بالنسبة إليه .. تتراوح من أسبوع لأشهر .. !
أنتم الآن تتابعون فيلماً لشخص فقد اتصاله بالوقت ..
"وهناك مفتاح .. يبدو وكأنه هنا لأول مرة"
يبحث في الأدراج ..لا يجد إلا الكتاب المقدس الذي يقول أنه يقرؤه مرتلاً ..
يقول هذا ساخراً .. فهو لا يؤمن بالزمن ..
ليني لا يؤمن إلا بخط يده ..
لماذا؟
سنعرف قصته من هذا الاتصال الهاتفي ..
ظابط يهاتف "ليني" ليخبره أنه توصل لمعلومات أخرى حول حقيقة "جون جي"
فما هي حدوتة ليني؟
يقول ليني للظابط هاتفياً :

أنه كان محقق تأمينات متزوج من فتاة جميلة ويعيش في سلام وآمان .. حتى هجم شخصان على بيته .. اغتصبا زوجته .. وقتلاها .. فقتل "ليني" أحدهما .. بينما هرب الثاني بعد أن هشم رأس "ليني" وأصابه بمرض نفسي نادر ..
"مرض الذاكرة الرجعية"
"Anterograde amnesia"

هذا المرض يجعله لا يتذكر أي شيئ يفعله منذ إصابته .. لا يكون ذكريات جديدة .. لا يتذكر إلا ماضيه .. الزمن توقف به ..
كفر الزمن به .. فكفر هو بالزمن ..

لذلك فهو يرتدي قمصاناً بجيوب كثيرة ليضع فيها أوراقه وملاحظاته وصور الناس الذين يلقاهم منذ الحادث ويكتب أسفل كل صورة خلاصة رأيه عن صاحبها .. ويشطب ما كتبه ويعدل حسب أية إضافات أو معلومات جديدة ..

هو مرض يجعل الأوراق والصور تحل محل المخ ..

أنتم تشاهدون الآن فيلماً لشخص متقلب .. حسب تقلب الناس من حوله .. لكن .. هل توصل "ليني" للحقيقة في النهاية؟؟؟

فلنتابع..

الشرطة لم تصدق أقوال "ليني" في وجود المقتحم الثاني من الأساس ..

"هم لن يصدقوا شخصاُ في مثل حالتي"

واعتبروا أنه لا يوجد إلا مقتحم واحد مقتول ..

فقرر "ليني" أن يعتمد على نفسه .. أن يضع هدفاً أمام عينه .. فلم يكتفِ بالكتابة على الصور والأوراق .. بل كتب أوشاماً على جسده أيضاً ظل يتفاجئ كلما وجدها !

أنتم تشاهدون الآن فيلماً لشخص لا يتذكر ما فعل لكنه يعرف ما سيفعل !

"ليني" قرر الانتقام من قاتل زوجته .. المقتحم الثاني .. والذي عطل قدرته على الحياة أيضاً

فشخص مثل "ليني" .. لن يفلح في وظيفة .. ولن يستمر في قصة حب !

عن طريق الرشوة سرق ملف التحقيق حول اقتحام منزله .. وأخذ يكتب حقائق على ذراعه بالأوشام



الحقيقة الأولى أن القاتل ذكر
الحقيقة الثانية أنه أبيض
وهكذا ...

وتوصل إلى أول حروف في اسم القاتل
"J. G."

"ليني" يحكي للظابط هاتفياً عن "سامي جنكيز"


" "سامي؟ .. هل أخبرتك عن "سامي" ؟ .. انا أخبر الجميع عن "سامي" لأنه كان بنفس حالتي واريد من الجميع أن يفهم حالتي من خلاله ..
هو فشل وأضاع حياته لكني انضبت وانتظمت ومع الهواية والروتين اشعر اني سأنجح فأنا – ينظر في المرآة لتظهر جملة "جون جي اغتصب وقتل زوجتي"- لدي هدف أعمل على تنفيذه"

ويخبره أنه كان أول اختبار له كمحقق للتأمينات
"سامي" كان مصاباً بنفس مرض "ليني" الذي مُني به فيما بعد
فتراكمت الديون على "سامي" وزوجته ..
فطالبا ببوليصة التأمين .. وهنا كان دور المحقق "ليونارد شلبي" ..
ليكشف كذب "سامي" ..

لكن بعد اختبارات عديدة سنعرف أن "سامي" لا يكذب ..



"ليني" يعترف بهذا .. لكنه قال أن علة "سامي" نفسية والشركة لا تغطي المرض النفسي .. ويعترف أنه أخطأ في حقه عندما أوهم زوجة "سامي" التي أتته تطلب رأيه وأن ينسى شركته لكي يؤكد لها رأيه الحقيقي في "سامي" .. أن زوجها يحتاج لصدمة لكي تجعله يتذكر .. فيعود كما كان ..

فتسعد زوجة "سامي" بهذا وتذهب لزوجها لتعطيه آخر اختبار في حياتها..

زوجة "سامي" مصابة بداء السكري .. تطلب من زوجها أن يعطيها حقنة الأنسولين .. فيفعل ذلك بكل مهارة ..
بكل مهارة؟؟؟
نعم .. فالمريض بالذاكرة الرجعية يفعل أي شيئ معقد طالما كان يعلمه قبل الحادث ..

بعد ربع ساعة .. تؤخر زوجة "سامي" ساعتها وتطلب من زوجها أن يحقنها ثانية .. فيفعل بكل لا مبالاة !

بعد ربع ساعة .. تكرر زوجة "سامي" فعلتها .. وتتأمل دامعة العينين وجه زوجها .. عله يتذكر ! ..

لكنه اعتقد إنها تبكي من ألم الحقن القادم .. فأخبرها بكل برود ولطف "إنها لن تؤلم"
وتركته السيدة .. غيرمصدقة أنه سيضع الإبرة أسفل جلدها .. غير مصدقة أنه سيضغط على محبسها .. فتصاب بالغيبوبة .. وتموت

"ليني" يقول : كنت مخطئاً بشأن "سامي" ..

يمكنك الآن عزيزي القارئ أن تتوصل لفلسفة جديدة ..
"ليني" كان يُكذِب "سامي" حتى أصيب بنفس حالته ..
كان يظلم ويشك في الآخرين فأتى من يشكك في كل ما يقول !
على غرار حكمة "من حفر حفرة لأخيه....إلخ"
أو بصورة مبتذلة "إن اللي بنعمله في الناس هيطلع علينا ولا ايه"

لكن يؤسفني أن أخبرك أنك بصدد خدعة هائلة .. سأكشفها لاحقاً ..
أي إنك حتى لو فهمت الفيلم غلط .. فستجد فلسفات آخرى !

نواصل الأحداث ..

الظابط يخبر "ليني" (لا نزال على الهاتف) ..
(لكن لا تنسوا أن الفيلم على غير ترتيب الأحداث حتى لا تشعر أن مكالمة الهاتف مملة وطويلة)


أن هناك معلومات عن "J. G." .. إنه تاجر مخدرات

فيقوم "ليني" بوشم الحقيقة الجديدة ..

أثناء المكالمة .. ينزع "ليني" قطعة شاش من على ذراعه ليقرأ
"لا ترد على الهاتف.. أبداً" .. فيصرخ "ليني" : من معي؟؟
فيغلق المتصل الخط !
يمر القليل من الوقت .. فيرن الهاتف من جديد ..
لكن "ليني" كان يبقى تلك العبارة التحذيرية أمام ناظره .. حتى لا يرد
فيرفع السماعة .. ويضعها بسرعة .. ويطلب من موظف الاستقبال "برت" ألا يحول إليه مكالمات أخرى حتى لو كان المتصل ظابط ..
"أريد أن أرى الناس بعيني .. لست جيداً على الهاتف"

يمر خطاب أسفل الباب .. مكتوب عليه .. "أجب المكالمة"
وفي الخطاب صورة لــ"ليني" وهو عاري وعليه آثار دم .. ويشير إلى صدره بكل زهو وفرحة .. وكأنه انتقم ..

فيصاب "ليني" بالرعب .. من صورة لا يتذكر عنها أي شيئ .. فيرد على الهاتف وهو مرتجف .. ويسأل الظابط إن كان فعل شيئاً خاطئاً !

الظابط يخبره أنه وجد القاتل .. ويطلب منه لقائه في الردهة ليرسله بعدها إلى مكان القاتل ..

يذهب "ليني" إليه .. ويلتقط له صورة .. فيطلب منه الظابط أن يدعوه باسم "تيدي" لا الظابط "جاميل" لأنه يعمل متخفياً

"ليني" يفعل .. ويذهب بسيارته للمكان الذي دله الظابط عليه .. مكان مهجور .. به مخزن قديم .. يختبئ "ليني" في المخزن حتى يأتي "جيمي"

نفاجئ بأن "جيمي" يعرف "ليني" فينادي عليه بــ "رجل الذاكرة"

"ليني" يقتل "جيمي" دون أن يعطيه الفرصة الدفاع عن نفسه .. ولم يأبه بعرض "جيمي" أن يعطيه الــ 200.000 دولار التي في شنطة السيارة مقابل أن يطلق سراحه .. "ليني" تعجبه بدلة "جيمي" فيرتديها .. ويلتقط صورة له .. ويجره إلى القبو .. لكن "جيمي" قبل أن يموت يقول : "سامي"

فيندهش "ليني" .. كيف لــ "جيمي" أن يعرف "سامي" ؟؟


يأتي "ليني" بالظابط الذي يقول :

"لماذا تريد أن تنتقم وأنت لن تذكر هذا إلا لو كتبت ورقة تقول إنك فعلت"

يخبره "ليني" أن هذا ليس بمبدأ .. فزوجته تستحق أن ينتقم لها ..

فيخبره الظابط أنه انتقم لزوجته منذ عام .. وأنه قتل الشخص الخطأ لكن لا بأس من الاستفادة بــ 200.000 دولار ..

وأن "جيمي" يعرفه لأنه كان يجري صفقة في الفندق و"ليني" لا ينفك يخبر الجميع عن "سامي جنكيز"
"تذكر سامي جنكيز"
"تذكر سامي جنكيز"

ويخبره أيضاً أن زوجته هي التي كانت مصابة بداء السكري .. و"سامي" لم يكن إلا نصابا محتالاً .. ولم يكن متزوجاً

الظابط أيضاً يخبره أن اسمه "J. G." .. بينما اسمه الحركي "تيدي" ..

"ابتهج ! .. هناك الكثير من الجون جي لتبحث عنهم "

"ليني" لا يريد تصديق هذا .. فيضلل "تيدي" عن طريق رمي سلسلة مفاتيحه وسط كمة مزروعات ..

ويذهب لسيارته ليكتب –قبل أن ينسى- أسفل صورة الظابط
"لا تصدق أكاذيبه"

ثم يقتنع بكلام الظابط .. فيقرر أن يقتله !!

"هل أنا في حاجة لجون جي آخر لأبحث عنه؟؟ .. أنت جون جي"

لكن لماذا لم يقتله في وقتها ؟!

لأنه –وقتها- كان يعرف أنه يخدع نفسه .. فقام "ليني" بكتابة رقم سيارة الظابط .. كدليل يقوده إلى القاتل .. فتبحث عنه شخصيته الوليدة القادمة ..

يخدع نفسه من أجل يشعر بالسعادة ..

يقرر "ليني" أن يأخذ سيارة "جيمي" .. والتي في حقيبتها الأموال ..

في جيب البدلة (البدلة التي كان يرتديها "جيمي") يجد "ليني" ورقة مكتوب فيها :
"تعال فوراً إلى البار .. "ناتالي" "

فيعتقد "ليني إنها موجهة إليه .. فتسخر "ناتالي" منه عندما يُريها الورقة ويخبرها أنه وجد هذه في جيبه ..

"في جيبك برضه؟"

بعدها يتحول مسار الفيلم لصورة عكسية .. فتنكشف الأكاذيب بالتدريج .. لكني مضطر هنا أن أحكيها بالترتيب مخاصماً متعة الفيلم ..

تبصق "ناتالي" على كأس بيرة .. ثم يبصق فيه زبون .. ثم يفعل مثلهما "ليني" .. تمر دقائق .. فتقدم "ناتالي" الكأس ذاته للــ "ليني" .. فيشرب ..

"ناتالي" تصدق حالته .. فتأخذه إلى بيتها .. وتقوم بخداع "ليني"
من أجل أن يقتل "دودّ" .. الذي تعتقد أنه هو من قتل حبيبها "جيمي"

فتأخذ كل الأقلام من البيت .. وتخبئها في حقيبتها .. وتسب "ليني" وتسخر من زوجته ..

"سأسبك .. وسألعنك .. وستنسى .. وسنظل أصدقاء .. طالما لا تمتلك قلم لتكتب ملاحظة عن مدى كره "ناتالي" لك"

"ليني" يفقد أعصابه فيلكمها في وجهها .. فيسيل الدم من شفتيها .. وتخرج..

"ركز .. ركز .. ركز .. ركز .. ركز"
"ابحث عن قلم .. ابحث عن قلم .. ابحث عن قلم"

"ناتالي" تنتظر قليلاً في سيارتها .. ثم تعود إلى "ليني" لتطلب منه أن ينتقم من أجلها بعدما فعله "دودَ" في وجهها !

"ليني" يوافق .. فتكتب له أوصاف "دودّ" وعنوانه .. مع ملاحظة أن يتخلص منه من أجل "ناتالي"..

"ليني" يخرج بسيارته .. فيجد "دودّ" يتبعه .. حتى يوقف سيارته ..
"دودّ" كان شريك "جيمي" .. لذلك تعرف على "ليني" عن طريق السيارة ..
"ليني" يهرب منه .. يجري ..
ينسى أثناء الجري .. "هل أنا الذي أطارده أم هو الذي يطاردني؟" .. فيعتقد أنه المُطارِد ! .. فيطلق "دودّ" الرصاص
"لا .. هو الذي يتبعني"

يهرب "ليني" من "دودَ" ويفتش في جيوبه .. ليجد أوصافه وعنوانه في ورقة .. فيقرر أن يذهب لفندق "دودّ" وينتظره في الغرفة ..

وبالفعل يفعل ..

رغم أنه في البداية أخطأ رقم الغرفة وضرب رجلاً عن طريق الخطأ .. فأغشى عليه .. فقال "ليني" : عذراً

(هذا الموقف هو مصغر لفلسفة الفيلم)

يدخل "ليني" غرفة "دودّ" .. يمسك زجاجة فودكا .. ويتأهب لضرب "دودّ" بها عندما يأتي .. لكن "ليني" ينسى .. فينظر للزجاجة .. "لا أشعر إني ثمل" .. وبكل برود الدنيا يقرر أن يستحم .. وكأنه في بيته !

بالطبع "دودّ" عندما دخل لم يكن يتوقع أن يكون فيها مقتحم يستحم .. و"ليني" اعتبر أن "دودّ" مقتحم لغرفته ..

(ولك أن تستخرج كم الرموز السياسية في هذا)

"ليني" يتمكن من "دودّ" فيكتفه ويكممه ويحبسه في الدولاب .. وينام .. ويصحو .. فتدور سلسلة من النسيان والتذكر .. حتى يجبر "دودَ" على ترك البلدة .. بمساعدة الظابط .. أو "تيدي"

الظابط .. يستجيب لكل رغبات "ليني" حتى يتمكن من أخذ الأموال التي في حقيبة السيارة ..

يذهب "ليني" إلى "ناتالي" .. "من هو دودّ بحق الجحيم" .. عندما ترى "ناتالي" صورة "دودّ" وتعرف أنه وقتها لم يترك البلد .. فتدرك أنه لم يكن قاتل "جيمي" حبيبها ..

"ناتالي" ترأف بحال "ليني" فتقرر مساعدته .. وتخبره أنها ستساعده في العثور على قاتل زوجته بأن ترسل رقم سيارته الموشوم على فخذ "ليني" إلى صديقها في المرور ..ليأتي ببياناته



فيأتي انتقامها من قاتل زوجها الحقيقي بالصدفة البحتة هنا ..

(عندما أرادت الانتقام .. اكتشفت أنها أرسلت "ليني" إلى الشخص الخطأ .. ولما أرادت فقط مساعدة "ليني" لم تدرِ إنها بهذا تنفذ انتقامها من قاتل زوجها )

يذهب "ليني" إلى الفندق ليكتشف أن موظف الاستقبال كان يخدعه ..

"ناتالي" تقابل "ليني" ثانية في المطعم بعد أن كتبت له المعاد والمكان في ورقة .. وغضبت كثيراً كطبع أنثوي لا يغفر التجاهل لأنه لم يتذكرها .. لكنه أخبرها أن الأمر غير شخصي .. فهو هكذا مع الجميع ..

تعطيه بيانات صاحب رقم السيارة ..والذي يخص الظابط "تيدي" ..


يطلب "ليني" لقاءه .. ويقتله في الوكر نفسه ..

في مشهد القتل هذا .. هناك لمحة عبقرية ..

فالظابط وهو مطروح أرضاً .. يقول لـ"ليني" دعنا ننزل للقبو لكي أجعلك تعرف حقيقتك ..

فينظر "ليني" إلى الظابط نظرة تصديق .. لكن تأتي بعدها نظرة بلهاء .. تشي بأنه قد نسى .. ينظر "ليني" على الأرض (دون أن ندرى على ماذا) .. حيث مكتوب على صورة الظابط
"هو الفاعل .. اقتله"
"ليني" يطلق الرصاص ..
............................
..............

"مقدمة كشف خدعة الفيلم"

هذا الفيلم .. قد تجد الكثيرون منبهرين بيه لكن دون أن يفهموا أقل من نصفه ..! وقد يكون من هؤلاء كاتب هذه السطور .. لكني سأكتب عن محاولتي لفهم هذا الفيلم التي قد تصيب أو تخيب ..

هذا الفيلم في كل مرة أشاهده فيها .. اكتشف شيئاً جديداً وأنعت نفسي بالغباء .. وأحاول أن أتخيل من أي شئ صنع عقل ذري كعقل "كريستوفر نولان" كاتب السيناريو والحوار والمخرج ليبدع هذه الرائعة .. أخاه "جوناثان نولان"-كاتب القصة- عبقري أيضاً .. لكن لو قارنت بين القصة والسيناريو .. ستعرف جيداً مدى عبقرية المخرج الأول في العالم حالياً "كريستوفر نولان" .. هذا المخرج لم ينل حظه من الشهرة إلا بعد أن أخرج جزأي باتمان " Batman Begins (2005)" و" The Dark Knight (2008)" .. والجزء الثاني حقق ثاني أفضل ايرادات في تاريخ السينما بعد Titanic (1997) !

فللأسف لم ينل "كريس نولان" عشر شهرته الحالية بعد أول أفلامه "تتبع" و"تذكار" و"أرق" .. رغم عبقريته .. فقرر أن يدمج فلسفته بصورة بطل مشهور لدى الناس .. "باتمان" ..

أنت تبحث عن فلسفة .. فشاهد باتمان كما لم يظهر من قبل .. وأبرع صراع بين الخير والشر والعدالة والقانون ..
أنت تبحث عن متعة .. فهناك فيلم ظريف ملئ بالخدع عن باتمان شاهده قبل نومك .

. وعرف كل المهتمين بالسينما اسم "كريس نولان" .. واعتبروه عظيماً .. في حين إني كنت أعتبره كذلك بعد أن شاهدت فيلم "ميمنتو"


.. .....................
"كشف خدعة الفيلم"

"حقائق الفيلم"

حتى لو لم تميز خدعة الفيلم فلا يمكنك أن تنفي عن الفيلم عبقريته .. ولا فنه الخالص ..
أنت لست مطالب بحل رموز أي فيلم .. ولا تمييز الحقيقة فيه عن الخيال ..
لكن لو أردت أن تعرف الخدعة فواصل قراءة (اللهم بلغت)

الحدوتة كما رأيتها .. بالأحداث الصادقة لا المتخيلة ..

"كثيرون يفكرون في استغلال شخص في مثل حالتي"

من هو أكثر من خدع "ليني" في الفيلم؟؟
هو "ليني" ذاته !


"ليونارد شلبي" (أو "ليني" كما لا يحب أن ينادَى) هو من قتل زوجته بالأنسولين دون أن يدري..
كل ما رواه "ليني" عن "سامي" هو ما فعله "ليني" .. لكن لأنه لا يذكر شيئاً بعد الحادث فظلت الأحداث من بعد الحادث –الذي نجت منه زوجته- حتى قتلها .. تزوره على فترات .. مقتنعاً إنها لــ"سامي جنكيز" وهو اسم لشخص كان نصاباً بالفعل .. سبق و"ليني" أن كشف زيفه .. أي أن "ليني" قرر قتل الظابط الفاسد .. بعد أن أخبره الظابط بحقيقته ..
"ليني" لم يكن يعلم أن نفسه تكذب عليه .. لأنه عندما كان عقله يسجل الأحداث .. آخر ما رآه هو صورة زوجته وهو يعتقد إنها ميتة !

لذلك فهو لم يتذكر إنها نجت من الحادث ولا أنه هو من قتلها ..
أما الظابط "تيدي" ..
فهو الوحيد الذي صدقه .. وجعله ينتقم من القاتل .. لكن بعدها فكر الظابط في استغلاله من أجل المال ليقتل "جيمي" .. ومنها أضاف إلى ملاحظات "ليني" أن القاتل في الأصل تاجر مخدرات .. حتى انقلبت الآية ..
وعندما خرج "ليونارد" من المصحة صمم على الانتقام من قاتل زوجته المتخيل.. بعد أن قسم شخصه إلى اثنين .. "ليونارد شلبي" حتى الحادث .. و"سامي جنكيز" حتى ماتت زوجته ودخل المصحة ..

"ليني" يقول أن سامي لم يكن لديه هدف لينجح -بعد أن كتب كمية من المذكرات السخيفة التي اختلطت عليه- لكن هو لديه هدف عن طريق الهواية والروتين اللذان يجعلا الحياة محتملة ..
.....
وهناك مشهد تذكره لزوجته وهو في المطعم مع "ناتالي"
توقفت به صور الذكريات على صورة لزوجته وكأنها ميتة ..

وهو المشهد الذي لا يذكر أنه حدث معه بالفعل .. لكنه يأتيه على هيئة ومضات ..
.......
في نهاية الفيلم -وهو في السيارة- ستشاهد لقطة لجزء من الثانية وهو نائم وزوجته تحتضنه ومكتوب على صدره "لقد انتقمت"
في الوقت الذي كان يغمض فيه عينيه ليحاول أن يقنع نفسه أن العالم لا يزال موجوداً .. أي أنه كان يخدع نفسه بهذا الحلم أيضاً ..
"كلنا في حاجة لمرايا .. لكي نعرف أنفسنا على حقيقتها"
...........
الزوجة استخدمت "ليني" لتقتل نفسها ..
الظابط "تيدي" استخدم "ليني" ليقتل "جيمي" ..
"ليني" استخدم "ليني" ليقتل الظابط "تيدي" ..
......
"يجب أن تكون واثقاً من خط يدك"
"يجب أن تكتب مذكراتك والأهم أن تعرف أين تضعها"
"يجب أن تحذر ممن يكتبون ملاحظات عنك .. لأن هذا قد يقودك للضياع"
..............................
.......
أرجو أن تكونوا قد استمتعم بنقدي للفيلم ..
ولا يفوتك أن تقرأ -أيضاً- ترجمتي لقصة الفيلم
....

23‏/08‏/2009

شيءٌ من الصوم ..

* أعيد نشر تلك القصص ثانية مع بعض التعديل و الكثير من الإضافات


1
"كان نصيبها.."

أن تحب إنساناً يبعد عنها بمئات الكيلومترات .. وعندما شاءت الأقدار..التقيا..احتضنت عيناها عينيه..ويده يدها..سارا في صمت..اكتشفا انهما لا يستطيعا التحدث ..
- إزيك
= كويسة
أعينهما وكفاهما كانت تؤدي الغرض ببراعة..
في طريقهما لمنزله..كان الأطفال يمرحون بفوانيس جميلة.. مرددين أغاني شعبية بأصوات ملائكية..
يصعدا إلى الشقة..يتركها ويذهب للداخل..تجلس على أقرب مقعد..
حتى يأتى إليها عارِي الجذع..يُنهضها..يحتضنها..ترتجف..
يربت على كتفها الأيمن..
تعود لوضعها الأول..عيناها على الأرض..يميل نحوها..يرتعش جسدها أكثر..يقبلها لمساً على شفتيها..تقبله بعد تردد كأنها تتذوق طعاماً لأول مرة..
وتغرق..
لا تشعر بما يذهب منها..
عينياها مُغمضتان إلا من زاوية تلمح شعاع الشمس المار عبر الستار..
يستنشق تنهيدتها القوية ذات الرائحة الكريهة المرغوبة..
عرق وإنهاك..
انتهاء بعد اشباع..
يذهب عنها..
ترتدي ملابسها..
يعود إليها بفطير التفاح..مع عصير برتقال ساقع..
هي ترفض..
هو لا يكرر..
يتوقف عن المضغ..
يخشى أن يكون رفضها لسبب في باله..
يسألها..
تؤكد له ظنه..
يضحك كثيراً..
حتى يختنق..
................


2
"مصحف تحت الشمس"

كنت أقرأ تلك الجريدة ذات الصبغة العلمانية .. وأنا مبتسم ..
حقُ ما أظرف علماني الصحافة المصرية وهم يهاجمون الفكر المسيحي فقط .. في رمضان !
كان الشيخ "محمد حسين يعقوب" يصيح من مسجل التاكس .. صانعاً ما يشبه خلفية درامية لكلام السائق معي..
مررنا على وسط البلد..
كانت هناك مظاهرة لمجموعة من الشباب
ينادون بسقوط حكم "حسني مبارك"..
طبقت الجريدة .. لأنظر إليهم ..
أخبرني سائق التاكس أن المظاهرات هي أكبر بلاء على أمتنا الإسلامية..وما يشابهها من أمثلة كثيرة في الخروج على الحاكم المسلم وإن كان ظالماً ..
مممممممم..
أحياناً أجدني أمل أن أبدأ نقاشاً لن ينتهي بشيئ أبداً..
هو العبث إذن!
أمامي..فوق تابلوه السيارة..مُصحَف..
"اللهم إني انتويت ممارسة العبث على عبادك المتخلفين"
أخبرته أن أكبر حرام أن يضع مصحفاً تحت أشعة الشمس..
قلت له هذا كمن ألقى بنفسه في المياه وهو لا يعرف السباحة ..
فاندهش بشدة..
يجب أن أنظم أنفاسي لأستطيع التجديف بذراعي ورجليّ..
فأخبرته أن ..
قال ابن سُحلِف أنه سمع ابن الضُفدُعيّ رضي الله عنهما..أن من يضع مصحفاً تحت أشعة الشمس فهو ملعون إلى يوم الدين ..
زاد اندهاشه
فاستطردت
"أنا كنت فاكرك مسيحي أصلا بتشتغل عند سواق مسلم ولا حاجة..بس بدام طلعت مسلم..يبقى قلت أوعيك..الواحد ممكن يرتكب بعض الكبائر وهو مش عارف..وده طبعاً مش عذر.."
وجدته يتناول المصحف وهو يستغفر ويضعه في جيب داخلي أسفل التابلوه..
أخرج إلى سطح البحر فأعب الأكسجين..
ثم أتممت على طريقة الشيخ يعقوب بجملة اقتبستها منه بالنص
"والله أنا بحبك يا أخي المسلم..ونفسي تدخل الجنة معايا"
شكرني بشدة..وإن أخبرني أنه لم يكن يتوقع في تديني من منظري الشبابي الكول..
هكذا..ببساطة..خضع واستغفر لمجرد اعتقاده في علمي..لمجرد أني تكلمت بطريقة يريدها .. والمصيبة أني لم أقل أن تلك العبارة الساذجة التي ذكرتها له كانت حديثاً شريفاً أو ما شابه ..
أردت بعدها أن أخبره أني أمزح..لكني لم أثق في مدى ضعف لكماته..وخاصة أنه لن يفهم أن هذا لصالح عقله..
على الأقل هذا القول المضحك الذي أخبرته به , لن يضر ولن يحث على فتنة طائفية أو إرضاع الكبير أو شرب بول أو غيره..
لكني فكرت قليلاً .. وجدتني وُضعت من جديد في المأزق إياه ..
هل تخبر الناس بزيف الحقيقة أم تزيف لهم حقيقة أخرى من أجل أن يستشفوا بذكائهم زيف الحقيقة الأولى؟؟
إلا أني وجدت ضميري يملي علي أن أخط بضع كلمات على ورقة .. ثم أضعها تحت ردفي ..
أحاسب السائق .. أخرج .. وأذهب مسرع الخطى غير مبالٍ بندائه عليّ ..
..........................
3
"شيء من الصوم"
يستيقظ من نومه في الصباح الباكر..يشعل سجارة..يصنع الشاي..يشربه..يأكل شريحة لحم من الثلاجة كانت قد تبقت من طعام الأمس..يستحم..يرتدي لباس الخروج..يشعل سجارة أخرى..يذهب لعمله..يقف خلف شباك التذاكر.."اديني اي حاجة رايحة اسكندرية بكرة".."والنبي بدلي التذكرة ديه لدرجة أولى في نفس القطر"..يساعد الناس باستمتاع..يقبل الرشوة لمن يبدو عليه أن 10 جنيهات لن تفرق معه..يخف الضغط عليه..فيخرج مصحفاً من جيبه..ويقرأ منه مرتلاً..بعينٍ دامعة..
بعد الظهر..يعود لمنزله..يتجرع لتر ماء في شربة واحدة..وينام..يستيقظ بعد العصر..يطبخ غذائه..يقطع السلطة..يتسلى بالتدخين..يتذوق الطعام..ردئ..لكن الكثير من الملح والفلفل سيغطي عورته..يضع طعامه على المنضدة..يتابع التلفاز..ينطلق آذان المغرب مع أصوات المدافع..يسعد كثيراً..يردد دعاءً ما..وبشهية مفتوحة..
يبدأ في تناول طعامه..
يبدأ في تناول طعامه الردئ..
يبدأ في تناول طعامه الردئ الذي لم يكن ليشم رائحته لو كان مصنوعاً بيد غيره..

..................
4
"الآلهة لا تبكي بعد صلاة التراويح"

جامع مشترك..يصلي فيه الرجال والنساء
.......................
كعادة الموضة التي حكمت أن تذهب النساء للصلاة, فلا يخالفن عاداتهن بين الصلوات..الرغي والنميمة والضحك.. وأطفالهن يصرخون..
بينهن كانت الفتاة..
تصلي بخشوع..
هي تحب الله ..وتتمناه أن يظل معها دوماً لينير طريقها
"لا تتركني يا الله"
"لا تتركني يا غفور يا رحيم"
"أنا أحبك"
"أنا أفهمك جيداً"
"لا تتركني"
.....................
في قسم الرجال صمت ووقار..
أحدهم يبكي أثناء قراءة القرآن..
بينهم كان الشاب..
"أحبك يا الله"
"أحبك على ما منحته لي , تلك الزهرة الرقيقة"
"أنت أقرب صديق لي يا ربي"
.......................
تخرج الفتاة و تنتظر..حتى ترى الشاب يلبس حذائيه ويربطهما
يرفع رأسه إليها ويبتسم
"أحبك ربي"
تبتسم..
يأتي إليها
-حرماً يا حبيبتي
=جمعاً يا حبيبي
يسيرا معاً حتى يبتعدا عن جموع الناس ..فتعلق يدها في مرفقه..
يتناول يدها..يحتضنها..يرتجف جسديهما ..يرفع يدها ليهوى عليها بقبلة..
تبتسم له في تأنيب.. تخبره أنها تحب الله كثيراً
"مش أكتر مني"..
تخبره: "إنت عارف إني بحس إن ربنا معايا طول الوقت..مش بيبعد عني لحظة"..
تبدو عليه المضايقة..فتضغط على يده حتى لا تدع عقله يذهب لشيئ لا تبغيه
تخبره: "ربنا مستحيل يتضايق من حاجة بتفرحنا"
يخبرها : "إحنا أطفال ربنا"
تميل على خده..
تُقَبِلُه..
.........................
كان من الممكن أن تنتهي القصة هنا
ونختمها قائلين.."ما أجمل التنوير"
لكن مع اعتذاري لكل التنويريين ..لم تكن تلك نهاية القصة..
.........................
يسألها : "تفتكري إنه هيزعل من كدة؟"
= معتقدش.
- ليه؟
= لأنه هو اللي خلق أقدارنا عشان تتلاقى..وخلانا نعرف بعض.. ربنا معرفناش على بعض عشان بعد كدة يعذبنا..
- ليه؟
= عشان هو حبيبي..
- وأنا؟
= إنت برضه حبيبي
يطوق خصرها..يلثمها على وجنتها
- زي أخوكي؟
= مش بحب التشبيه ده
- أنا بحبك زي ما أنت كدة ..
...................
والإله يراقب.. ويبتسم
في سخرية..في سعادة..في مرارة
ليس هذا عند علم الراوي ..
لكنه في النهاية يبتسم ..
...................
5
"عملية سحب"


*الساعة 14
- أحا.. إنت فاطر؟!!
= آه
- ليه يا (....)
= أولاً في فتوى صدرت للمفتي الأسبق حسنين مخلوف بجواز الإفطار أثناء الأمتحانات ومثلها لعلي جمعة ..
- يعني بروح أمك لو مكانش فيه فتوى؟
= ثانياً فيه امتحان بكرة ومعرفش أذاكر وأنا صايم..
- يا نُغة
=ثالثاً مش هيفرق إني أصوم عن مصومش لأنه هيبقى امتناع عن الأكل والشرب بس.. مفيش قراية قرآن..مفيش أي مظهر تاني للعبادة.. رابعاً مبعرفش أطبخ ومحدش من المطاعم بيبعت أوردرات في وقت الفطار أو قبله أو بعده.. خامساً لما أنا أساساً مش بصلي!!. .بس المشكلة إن الصلاة هي فعل بينما الصيام هو توقف عن فعل.. يعني اسمه عدم تناول طعام مش صيام ..
إنت بتصلي؟؟
- طبعاً
= طب العصر كام سجدة ؟!
..................................
*الساعة 15
- بس إنت كدة بقيت شيوعي شيوعي يعني
........................
*الساعة 16
- ياخي طب حتى عشان ربنا يوفقك بكرة
......................
*الساعة 17
- أنا هروح أفطر في بيتي وأجيلك بعد الفطار نكمل مذاكرة
= وأنا هقوم أكل حاجة عشان جعان
-جعان ليه؟..مش إنت فاطر؟!
...................
*الساعة 19
- أنا مش عارف إنت الجرأة ديه وصلت بيك كدة إزاي؟!..تفطر وفي رمضان كدة عادي؟!
.......................
*الساعة 21
- الكلام ده ما يتحفظش أبداً..أنا الصراحة مش عارف إزاي هصوم بكرة
....................
*الساعة 22
- ابقى صوم بكرة عشان ربنا يرضى عنك ويبعد عنك شر الدكاترة
......................
*الساعة 24
- أنا كدة مستحيل أصوم بكرة خالص .. أنا متأخر أوي ومخلصتش نص المنهج أساساً.. لازم أسهر وربنا أكيد ذكي وهيقدَّر
...................
*الساعة 04
- أما أقوم أشرب مية قبل الآذان
= وأنا هنام ساعتين
.....................
*الساعة 06
= أحا.. كان فيه 3 سجاير في العلبة !
- أعملك قهوة معايا؟
= ................
- ها؟ أعملك؟
=لأ.. أصلي قررت أصوم!
........................
*الساعة 07
-هعمل قهوة تاني..عايز؟
=لأ
-يابني عشان تعرف تركز
=معلش..أصلي اقتنعت بكلامك
..................
*الساعة 08
"يلا بينا ع الأمتحان"
......................................

10‏/08‏/2009

محطة عاشوريات 4



*أول محطة تدوينية كل أخبارها فشنك

.............
نشرة الأخبار :
عاجل : الرئيس "موب" يصدر قراراً جديداً..

"جمعية : شِـلـِّن من كل مواطن"
................
جرايد الحكومة توضح :


"مع الرئيس موب .. إنت كسبان كسبان"

يدفع كل مواطن شلن يومياً .. لن يشعر بخسارته ..
اضرب خمس قروش في 80 مليون.. تكون النتيجة 4 مليون جنيه ..
ومع خصم مليون جنيه.. أجر الموظفين الذين سيواظبون على اللف على البيوت لجمع الــ"شلنات"..
سيتبقى 3 مليون جنيه .. يذهب مليون لسداد ديون مصر..
ومليون للضرايب..
فيتبقى مليون جنيه .. يحصل عليها مواطن مصري يومياً بالقرعة ..
مع العلم أن :
"كل من سيمتنع عن دفع الشلن سيتم اعتقاله مع تغريمه جنيه يومياً"
...................
تلفزيون الحكومة :
يتسلم الأستاذ "...." منصبه الجديد كوزير للشِلنات..
وفي أول تصريح له يقول :


"يا ريت الناس تخلي عندها دم وفكة"

"الموظفون غير مطالبين بأن (يفكوا للمواطنين)"
"إذا لم تتوفر الفكة مع المواطن.. فيُأخذ منه أقل فئة نقدية يمتلكها .. مع الأخذ في الاعتبار أنه ممنوع منعاً باتاً الاستعانة بصديق أثناء تحصيل المبلغ"
"إذا تغيب أي مواطن عن منزله فيجب إخطار هيئة الشلنات التابعة لبلده .. وإلا سيتم اعتقاله مع غرامة"
..................
فقرة إعلانية :
هيئة الشلنات تعلن رقماً للاتصال بها
(شلن 0900 شلن)
................
ويبدأ تنفيذ المشروع..
..............................
القومية :
"المواطنون البسطاء الذين حصلوا على الجمعية في أيامها الأولى يهتفون للرئيس موب"
..............
المعارضة :

"ما وراء الشِلنات"


"المواطنون يتعاونون مع محصلي الشلنات بكل سعادة وعدم فهم
على مبدأ إن الشلن مبقاش يجيب حاجة فعلاً دون مبالغة"

نعرض اليوم لكم قصة المواطن المصري "....." الذي يقيم مع زوجته وابنائه الـ 12 ووالدته..
هذا المواطن يدفع يومياً 75 قرش للحكومة !
يقول : الجنيه إلا ربع ده أحيانا بجيب بيه عيش حاف .. عشان نتغدى بيه"
ثم يستطرد : "نفسي .. أمنية حياتي .. أكسب الجمعية ديه قبل ما أموت"
..................
برنامج إخباري :
يستضيف برنامجنا اليوم المواطن "....." الذي كان – لسوء حظه- لا يمتلك غير ورقة بــ 200 جنيه أثناء دفعه للشلن اليومي!
فاضطر لدفعها بعد أن قلب محتويات شقته رأساً على عقب بحثاً عن شلن فما فوق ..
المواطن يقول :
"ده أنا لو أطول كنت آدي واحد 20 جنيه عشان يديني الشلن"
...................
قناة الناس :
الشيخ خالد عبدالله : هديكم درس بسيط في الإيمان يا جماعة ..
واحد قاعد في بيته ناسي خالص معاد تحصيل الشلنات
ومكنش في جيبه غير ورقة بمية جنيه ..
اول ما الباب خبط راح فتح وهو مش مدي خوانة .. فلقى المحصل قدامه ..
الراجل معرفش يعمل حاجة غير إنه قال بعلو الصوت
"يا رب"
راح لقى جيوبه قعدت تشخلل بالشلنات !
....................
أحدث جروب ع الفيسبوك :

" يا حكومة يا نصابين .. الشلنات محناش دافعين"
................
برنامج في فضائية ما :
"مظاهرات صاخبة بعد اختفاء الشلنات من الأسواق"!
تظهر صورة مواطن مصري يحتشد العرق على وجهه .. يبدو أنه موظفاً..
"البلد مبقاش فيها شلنات خالص .. فبضطر أدفع ليا ولعيالي .. كل واحد ربع جنيه .. يرضي مين الكلام ده؟"
.................
ع الفيس بوك
1 New Notification
تم تغيير اسم الجروب من ..
" يا حكومة يا نصابين .. الشلنات محناش دافعين"
إلى
" يا حكومة يا نصابين .. الشلنات محناش لاقيين"
................
ثورة عارمة بعد حصول الكاتب العلماني "سيد القمني" على الجمعية ..
فيقرر الشيخ يوسف البدري رفع قضية عليه متحججاً بأن


"حرام شلنات المسلمين تروح لواحد علماني"

وطالب البدري بتعويض مليون شلن من أبو رنة..
................
المعارضة تهاجم قرار الرئيس :

"معناش فكـَّة يا ريس"
..............
وزير الشلنات يصرح :

"جهاز الشلنات عطلان .. وجاري اصلاحه على قدم وساق رئيس الوزارة"

"ومجتش ع الشلن .. ادفعوا بريزة"
.................
تم احتكار الشلنات في الأسواق من قِبل رجال الأعمال..
وأصبح الشِلن يُباع في السوق السودا بقيمة تتراوح من جنيه .. حتى 20 جنيه
.................
ملايين الشباب يتوسطون لدى (أعداء) مجلس الشعب من أجل وظيفة محصل شلنات..
...............
ظهور أول شليونير مصري !
وفي أول حوار معاه
سأله المحاور : معاك أكتر من مليون شلن وإنت مش هتعيش مليون يوم .. ليه؟
الشليونيير : بأمن مستقبل أولادي وأحفادي..
.................
جرائم سرقة الشلنات تقهر جرائم الاغتصاب..
والحكومة تنصح :
"لا تمر في شوارع نائية مظلمة .. وجيبك بيشخلل"
"يمكنكم ابتياع محافظ للشلنات .. تجعلها لا تشخلل"
...................
الحكم بالإعدام رمياً بالشلنات على مزور الشلنات الشهير
.................
الحكومة تخمد نيران مظاهرات كادت تعصف بشوارع العاصمة..بحجة أن الكثير من المواطنين لن يحصلوا على الجمعية .. بسبب زيادة عدد السكان مقارنة بزيادة الأيام المتبقية في حياة الإنسان ..
لكن الحكومة تستغل إيمان المواطنين بالحظ ..
فتصرح أن كل من يورد اسمه مشتركاً في مظاهرة سيُحرم من حصوله على الجميعة .. وسيظل يدفع الشلنات حتى مماته..
..............
حِكَم جديدة


"هز جيوبك وسمعني .. أقولك إنت مين يعني"

"على قد شخللتك .. مد رجليك"

"شخللة شلناتك .. ترضي عنك حماتك"
.................
نكتة جديدة


"مسئول أمني كان بيعدي على طريق المقابر .. لقى فوق كل قبر شلن"
.............
بحثاً عن عريس :

"آنسة بيضاء شبرا ملفوفة القوام , معها شلنات تؤمن مستقبلها ومستقبل زوجها العمر كله"
.................
حبس المواطن المصري "...." لثلاث سنوات .. بعد أن كتب قصيدة هجاء في الشلن بعنوان :

"الدولار الأمريكي .. أم الشلن المصري"

واعتبروه خائناً لبلده..
كما ورد أيضاً في قصيدته سب دين للشلن..
مما أثار شهية الشيخ "يوسف البدري" (تاني)
فرفع قضية عليه بحجة أنه سب دين الشلن المؤمن
ودين الشلن من دين الناس
وطالب الشيخ بتعويض مليون شلن..
..
وبعدما كسب الشيخ "يوسف البدري" قضيته الأخيرة .. اقترح عليه البعض أن يغير خانة الوظيفة في البطاقة إلى "محصل تعويضات"
.................
حزب التجمع بقيادة رفعت السعيد يرفع دعوى قضائية على الحكومة المصرية .. من أجل استرداد شلنات الحزب المنهوبة ..
فيكسب القضية .. ويسترد كل الشلنات التي دفعها مع إعفاء من دفعها –ثانية- مدى الحياة ..
رغم أن "السعيد" في آخر تصريح له يقول : "أنا صرفت ملايين على القضية .. عشان استرد شلنات الحزب .. ديه مسألة مبدأ .. مش مجرد شلن"
................
وزير الشلنات :
"رأفة بحال كبار السن .. قررنا إعفائهم من دفع الشلنات وإن بقت فرصتهم قائمة في المكسب"
............
كبار السن يشتكون أنهم لا يزالوا يدفعون


"أنا كبرت يابني على إني أنزل أفك"
............
الحكومة توضح :


"كبار السن الذين نقصدهم من 96 سنة فما فوق"
............
يفوز بالقرعة في اليوم الــ 70 من أيام الجمعية ..
زعيم المعارضة .. د. أيمن نور ..
الذي يعلن على الملأ فور إعلان فوزه :
"أن الجائزة ليست بها شبهة حكومية لأنها من مال الشعب"
ثم ينفى وجود أية صفقات بينه وبين الحكومة..
لكن الشعب ينصرف عن الزعيم المعارض ..
فيغيب عنه الكثير من المؤيدين والمتعاطفين رغم إعلانه –بعد أيام- تبرعه بقيمة الجمعية ..
..................
يفوز بالقرعة في اليوم الـــ 75 الأستاذ "جيمي بن موب" ..
................
المعارضة تقول :
"نطالب بإشراف دولي أثناء إجراء قرعة الشلنات"
...................
الحكومة ترد :
"الإشراف الدولي سيتكلف مبالغ .. وسيدفع كل مواطن نص جنيه بدل الشلن"
وتعقب :
"ومن فاز بالقرعة .. هو المواطن (جيمي بن موب) لا السياسي (جيمي بن موب) "
..................
في اليوم الــ 80
الوزير يصرح وهو يشخلل :
بعد اعتراضات عارمة من الجميع .. تم الغاء الجمعية ..
............................
ودمتم ..
......................

09‏/08‏/2009

رموز وفلسفات كرة القدم ..


1

(عبث)

يفوز الفريق على أكبر الفرق

ثم ينهزم من أحقرها

............

2

(البحث عن زعيم)

الكرة خارج أرض الملعب

ولا أحد يقترب ليلعب الــ out

...........

3

(ليبرالية)

أشجع فريقي بشدة .. اتمنى له أن يحرز هدفاً ليتعادل..

اتعصب واتحرك وأركل الهواء بقدمي!

فيحرز الفريق المنافس هدفاً رائعاً

فلا أملك إلا التصفيق

والنظر باندهاش على من ينظر إليّ باندهاش

...........

4

(تبرير)

اللاعب ينفرد بحارس المرمى .. يركل الكرة .. فيصدها الحارس إلى خارج الملعب .. يحسبها الحكم تسلل..

اللاعب يُشِيح بيده اعتراضاً على الحكم..

..............

5

(حظ)

الفريق (أ) مهزوم بفارق هدف..

مشجعو الفريق (أ) يلعنون مدربهم بهتافات غاضبة..

يحرز الفريق (ب) هدفين في مرماه .. يهتف جمهور الفريق (أ) لمدربهم .. ويصفونه بالعبقري

...............

6

(معنى الأخلاق)

هذا اللاعب معروف بأنه مثال للأخلاق والأدب والتدين..

يصطنع أنه تعرقل بحركة تمثيلية خادعة..

الحكم يحسب خطأ للاعب التقي.

(الأمر ليس غريباً لو علمت أن كرة القدم من المهن النادرة التي تخضع كل أفعالك فيها تحت رقابة الملايين)

.............

7

(روح الفريق)

في آخر دقيقة في اللقاء.. يقف حارس مرمى الفريق المهزوم في منتصف الملعب..

والــ 10 لاعبين -كلهم- في منطقة جزاء الفريق المنافس..

تنطلق كرة عرضية أمام مرمى الفريق المتقدم بهدف..

تحدث فوضى أمام المرمى..

وتستقبل الشبكة الكرة من الداخل ..محاطة بخمس لاعبين من الفريق الذي تعادل للتو..

يهرول كل لاعب على حدة كأنه هو من أحرز الهدف وخلفه آخر..

بينما حارس المرمى لا يهتم بمن أحرز الهدف..

ويسجد شكراً لله.

...............

8

(ما لا يُفعل)

يركل اللاعب الكرة إلى خارج الملعب..

الكرة تمر قرب حكم الراية..

يضغط حكم الراية على نفسه كثيراً ليتجنب شهوة أن يوقف الكرة بقدمه..

رغم أنه كان يستطيع أن يوقف الكرة بحركة ماهرة قد تجعل جمهوريّ الفريقين يشتركا في التصفيق له..

رغم أنه كان سيوقفها وهي خارج الملعب بالفعل .. توفيراً للوقت..

إلا أنه خشي على هيبته ..

فلم يفعل

..............

9

(ما لا يُقال)

الحكم يعطي بطاقة حمراء للاعب الفريق (أ) فيطلب المدرب من أفراد فريقه أن يثوروا في وجه الحكم..

المعلق يندهش من ثورة اللاعبين معقباً أن الحكم لن يتراجع في قراره..

بعد دقائق يحتسب الحكم ضربة جزاء غير صحيحة لصالح الفريق (أ)..

يفهم المعلق ما كان يريده المدرب..

لكنه لا يصرح بهذا على الهواء..

..............

10

(كبرياء كاذب)

رغم متابعة عينيه لحركة الكرة .. إلا أن الحكم يسرح قليلاً ..

يفيق على صياح اللاعبين .. معترضين على عدم احتساب ضربة جزاء..

الحكم يسترجع بعقله ما خزنته عينيه..

يكتشف أنها بالفعل .. ضربة جزاء

لكنه لم يطلق صافرته في حينها ..

ولم يفعل ..
..........................

08‏/08‏/2009

Song I Like : Like a Rolling Stone - 1965


Bob Dylan وأعظم أغنية في التاريخ

........

ماذا أقول عن بوب ديلان؟

هو الصعلكة , التمرد , الفن , الإنسانية , الطفولة , الجمال , الصراحة , الفطرة , الجنون , الاكتئاب .. كلها مرادفات لهذا الفنان الرائع .. هو حاصل جمع "جورج وسوف" مع "محمد منير"!

ربما ستعرفه عن قرب أكثر لو شاهدت سيرته الذاتية في فيلم Iam Not There .. وهو بالمناسبة أفضل فيلم سيرة ذاتية شاهدته من حيث التناول المختلف تماما والمُربك للمشاهد..

سألت نفسي : لماذا حتى الآن لم أترجم أغنية لبوب ديلان؟! ..

ربما لأن لغته صعبة وعصية على فهم المستمعين العرب .. ربما بسبب تشبيهاته التي جعلتني أخون أمانة الترجمة وأقوم بتقريب المعنى بقدر الإمكان ..

وعندما قررت ترجمة أغنية لبوب ديلان فلا يمكن أن اختار أفضل من أغنية Like A Rolling Stone .. تلك التي سعدت كثيراً عندما وجدتها أفضل أغنية في التاريخ على عهدة مجلة The Rolling Stone الشهيرة ..

وللعلم .. تلك الأغنية عندما استمعت إليها أول مرة قلت إنها يجب أن تكون أسوأ أغنية في التاريخ !

بسبب موسيقتها الصاخبة.. لكني شعرت بهاتف يطلب مني أن أسمعها ثانية وثالثة .. حتى أصبحت لا أمّل سماعها !..

لعلك تفهم الآن أن الأغاني العظيمة هي التي لا تعجبك عند أول مرة سماع .. بل تكاد تلعنها أيضاً..!

فليس من الضروري عندما تستمع إلى أفضل أغنية في التاريخ أن تجدها تحوي كل أسرار الحياة !! ..

كفاني ثرثرة .. وأترككم الآن مع ترجمتي المتواضعة..

..........................................

"كصُعلُوكَة"
.....
ذات مرة..لبستي أرقى الثياب
وألقيتي بنظرات احتقار على المتسكعين في طريقك
ألم تفعلي؟
الناس ينادونك..يقولون لكِ..احذري أيتها الدمية..أنتِ على وشك السقوط..فتَعتقدين إنهم..
يحقدون عليكِ
أنتِ اعتدتي على..السخرية من..
أي فرد بدا عليه..الإحباط..
الآن أنتِ لا تتحدثين بصوت مرتفع..
الآن أنتِ لا تبدين مغرورة..
عندما تضطرين لشحاذة..

وجبتك القادمة.

................
ما هو إحساسك؟
ما هو إحساسك؟
أن تكوني بلا مأوى
كنكرة تماماً
كصعلوكة
............
حظيتي بأفضل دراسة على أكمل وجه يا (حيلتها)
لكنِك فقط كنتي تضغطين على نفسِك..من أجل التخرج
لا أحد أبداً علمِّك كيف تعيشين في الشارع
والآن أنتِ في حاجة .. للتعود على هذا
كنتي تقولين أنكِ أبداً .. لن ترافقي..
شخص مخادع..لكنِك تدركين الآن
أنه لا تبدو عليه البراءة
وأنتِ تحدقين في .. بياض عينيه
وتسألينه..هل تريد أن نعقد صفقة؟
.............

ما هو إحساسك؟
ما هو إحساسك؟
لما تكوني مع نفسك
بلا مأوى
لنكرة تماماً
كصعلوكة
...........
أنتِ لم تنظري أبداً حولك لتري إحباطات المشعوذين والمهرجين
عندما كانوا يصنعون .. الطرائف لكِ
أنت لم تفهمي أبداً أن هذا لم يكن جيداً
لم يكن ينبغي عليكِ أن تدّعي الآخرين .. يُذلون لأجلك
أنتِ اعتدتي على ركوب حصانك الكرومي .. مع صديقك الدبلوماسي
الذي كان يحمل على كتفه قطة سيامي
أليس صعباً .. عندما تكتشفي هذا
هو ليس موجود .. كما اعتاد أن يكون
بعدما أخذ منكِ كل شئ .. يقدر على سرقته

................
ما هو إحساسك؟
ما هو إحساسك؟
هناك مع نفسك
بلا مأوى
كنكِرة تماماً
كصعلوكة
..........
كنتي أميرة على البرج محاطة بأناس جميلة
يشربوا ويفكروا فيما سيفعلوه
كانوا يتبادلوا كل الهدايا القيمة
لكن الآن يُفضل أن تأخذي خاتمك الماسي..يُفضل أن ترهنيه يا صغيرة
أنتِ اعتدتي على أن تكوني مثار انتباه
لكنك الآن..كنابليون لو ارتدى الخِرق وبطريقته في الكلام
اذهبي إليه الآن..هو يناديكي..لن تستطيعي الرفض
عندما تصبحين لاشئ..فلاشئ تملكيه لتخسريه
أنتِ مختفية الآن..لا توجد لديك أسرار مكتومة
...............

ما هو إحساسك
ما هو إحساسك
لما تكوني مع نفسك
بلا مأوى
كنكرة تماماً
كصعلوكة
...........

* كلمات وموسيقى وغناء : Bob Dylan

*الأغنية كانت قصة قصيرة من 20 صفحة كتبها ديلان قبل أن يحولها لأغنية!

*اختلفت التفسيرات حول شخص المقصودة بالأغنية .. لكن البعض فسرها بأنه يقصد نفسه باعتبار ما سيكون !

*الأغنية : أداها بعد ديلان أكثر من 20 فريق ومطرب!

*هذه الأغنية كانت سبب صدور كتاب للمؤلف Greil Marcus يشرح فيه معانى ورموز الأغنية .. المدهش أن الكتاب 300 صفحة !!

...................

05‏/08‏/2009

هل تريد أن تحجب تقييمك عن "سيد القمني"؟


....................
"هل تريد أن تحجب تقييمك؟"
......................

دوماً ما يصادفني هذا السؤال عند كتابتي لمقال نقدي لفيلم على موقع imdb السنيمائي الشهير ..
..
لمن لا يعلم أوضح ..
أنك أثناء كتابة مقال نقدي خاص بصفحة فيلم ما على هذا الموقع .. يُطلب منك أن تُظهر تقييمك أو لا تفعل..
والتقييم عبارة عن درجة تعطيها للفيلم من 1 لــ 10..
سألت نفسي في البداية لماذا يضعون هذا السؤال الغريب والطبيعي أن كلامي عن الفيلم سيكون مرتبط بالتقييم..
مثلاً .. لو كان تقييمي للفيلم 10 من 10 فبالتأكيد هذا يعني أني لم اكتشف به غلطة.. وأنه تحفة فنية !
وإن كان 1 من 10 فهو فيلم ليس به ميزة..
وإن كان 5 من 10 فعيوبه على قدر ميزاته..
وباقي الدرجات تقاس نسبياً هكذا..

لم أفهم هذا السؤال "هل تريد حجب تقييمك؟" إلا عندما وجدت خطأ من أحد المعلقين على فيلمٍ ما !..
وجدته يمدح الفيلم بما لم يفعل مخرجه أو أبطاله والغريب أن تقييمه كان 1 من 10 !!!
اعتبرت هذا خطأ منه في التقييم.. ربما كان يقصد 10 فكتب 1
لكني بعدها فهمت الخطأ!
الخطأ كان في نشره للتقييم مع مقاله النقدي..
لا في تقييمه..
هو انبهر بالفيلم لكنه يريد لأفلام أخرى أن تعلوه في القائمة .. وبما أنه يعلم أن فيلمه الذي كتب عنه المقال مكللاً بأصوات عديدة .. فصوته لن يفرق لو أعطى الدرجة الصحيحة !
لذلك فهو يعطي 1 من 10 لفيلم عظيم من وجهة نظره لأن الفيلم يسبق أفلامه الأفضل في قائمة الموقع ..
ومن منا لا يريد أن يرى أن يثبت أن رأيه هو الصواب بغض النظر عن المنطق .. بكل تصالح مع الغرور؟!!!
(لعل هذا يفسر مقولة مايكل جاكسون العبقرية "لا يهم الآن من صائب ومن مخطئ.. فقط انتصـِر")
....................
هذه المقدمة الطويلة أفسر بها موقف بعض المثقفين من منح القمني لجائزة الدولة التقديرية..لحد أن يصل الأمر بأحدهم أن يقول كان "نصر أبو زيد" أولى من القمنى بالجائزة !!

(ولمن لا يعلم أقول أن نصر أبو زيد يسير على نفس الوتيرة الفكرية للقمني وإن كان الأول أكثر ثقافة وفلسفة وتهذيباً في عرض الأفكار)
...................
السؤال هنا : هل القمني يستحق الجائزة؟
الإجابة : نعم .. يستحقها جداً .
لماذا؟
لأنه باحث مجتهد..
لأنه أرهق فعلاً دون أن ينتظر جائزة لم يتوقع أي منا أن ينالها ..
..............
(لو اتفقنا على الجملتين السابقتين فيمكنك أن تتابع مقالي..)
.................
نأتي الآن لأسباب الاعتراض على الجائزة؟
لن اتطرق لأسباب نفسنة وحقد وشللية المثقفين في مصر فهذا شيئ قابع في النفس ولا امتلك موهبة شق القلوب..
لكني سأتطرق للأسباب المعلنة..
1
القمني مزور
بمعنى؟
يقولون إنه زور شهادة الدكتوراة!
لا بأس.. فلنفترض أنه فعل..
الجائزة لم تأته لأنه د. سيد القمني .. بل لأنه كاتب مؤثر .. وكنت سأؤيد بالمثل الميكانيكي سيد القمني لو كان كتب ما كتبه ..
يمكننا أن نقول الآن أن "الأستاذ سيد القمني" قد حصل على الجائزة!
وطبعاً سيرد علي أحدكم بــ "كيف لمزور أن يتشرف بتلك الجائزة؟"
وأيضاً سيقول آخر..
"هذا عبرة سيئة للأجيال"
ردي هنا سيكون :
أن الأجيال لا تحتاج عبرة في هذا ..
كفاكم مزايدات بحق الأجيال وثرثرة سفسطائية ..
كفوا عن الكلام الخطابي الذي تحاربوه كثيراً في كتاباتكم ..
قد يسألني أحدكم :
ولماذا يكون شخص مزور مرشح للجائزة؟
لأن القمني مغضوب عليه من التيارات الدينية .. التي أججت نقمتها عليه في قلوب المجتمع بأكمله .. وبالتالي تم البحث والتنقيب حتى قالوا أنه مزور..
معنى كلامي :
أي أن أي شخص - غير القمني – سبق وحصل على جائزة الدولة التقديرية لم نقس عدد الشعر على جسده كما فعلنا مع القمني !
وهلا أخبرني أحدكم عن أربع أسامي لحاصلين على تلك الجائزة قبل القمني؟
طب 3؟
طب 2؟
أريد أن أقول أننا كلنا خطاءون لكننا فقط ركزنا مع القمني لأنه يخالف تفكيرنا إن كنا قرأناه من الأساس .. فبدل ما نقرأ للرجل ذهبنا لنثبت أنه مزور !
الطريف أنه حتى الآن لم يثبت أن القمني قد زور شهادة الدكتوراة
وتبقى البينة على من أدعى!

2
القمني سب الدين

وجهة نظر أخرى تقول أن القمني مُلحد , متخابث , يريد هدم الدين بكل مكر ودهاء عن طريق انتقاء تراث غير موثوق به .. رغم أن القمني قال أنه لم يأتِ بمصادر إلا من مؤرخين موثوق بهم عند السلفيين قبل المعتدلين ..
وما اتفق عليه الفقهاء جميعاً .. أن الكلام إذا كان يفترض الكفر من 99 وجه ويفترض سلامة المقصد من وجه واحد .. أُخذ على المأخذ الذي ينفي كفر القائل\الكاتب ..
وبالإضافة لهذا .."القمني" نطق بالشهادتين على الشاشة أمام الملايين .. صحيح أنه لم يقلها في حلقة سابقة عندما طُلب ذلك منه تكبراً في حق السائل ! .. لكنه راجع نفسه ونطق بالشهادتين في حلقة لاحقة .. الطريف أنه في تلك الحلقة بعد ما نطق الشهادتين تحداه أحد الشيوخ أن يقرأ الفاتحة دون تلعثم .. فبالطبع "القمني" رفض .. وأي مسلم يحترم عقله كان سيرفض..
فغاب الذكاء عن عقل هذا الشيخ وهو يحادث باحث في التراث الإسلامي - ولو كان -هذا الباحث- يقصد هدمه – بأن يطلب منه أن يثبت إسلامه عن طريق قراءة الفاتحة !
حمدت الله أن القمني رفض هذا وإلا لفوجئت بإتصال آخر يطلب منه أن يصلي ركعتين تجاه القبلة .. !

3

القمني يتحدث بعصبية

وطبعاً كلمة عصبية هي أكثر كلمة مهذبة اخترتها .. فهم شبهوه بكل ما لذ وطاب من ألفاظ .. وهذا شيئ عادي جداً..
واضح أن نفسية القمني قد ساءت هذه الأيام .. فتجده يثور على مذيعة قناة "الفراعين" معتقداً أنها (تبع الإخوان) رغم أنها كانت تهز رأسها له بالموافقة المؤيدة قبل أن يثور عليها.. وهو ما جعلني أشفق على القمني من حالة Paranoia قريبة لو لم يلتقط أنفاسه ويهدأ..
والشئ الذي لا اعتقد أنه بغريب .. أن الثقافة ليست بالضرورة أن تظهر على الشخصية..فالمثقف عندما ينفعل لن تفرق بينه وبين أي مواطن عادي..وهذا شئ طبيعي بالنسبة إلى شخص محاط بتكفير وحراسة مشددة .. شخص سيصاب بأزمة قلبية لو فجر طفل ديناميتة بجواره..!

4

طب ليه مايكونش القمني فعلاً ملحد؟؟؟؟؟
تلك ليست قضيتنا طالما أنه لم ينكر إسلامه .. والجائزة أتته من وطن لا من دين ..
وفجأة فاق الكثير من المثقفين واكتشفوا أن أموالهم التي تذهب في دفع الضرائب قد راحت للقمني!
يادي النيلة..
على سبيل المثال – وما أكثر الأمثلة – تركنا مؤسسات الصحف القومية التي تنال من شرف المعارضين من أجل نفاق الرئيس وابنه وتفرغنا للبكاء ورفع القضايا على أموالنا التي ذهبت لجيب القمني؟!

ربما فاق البعض واكتشف أنه مضحوك عليه في وطن محكوم بعصابة ..فقط من جائزة القمني!
وجهة نظر لا بأس بها
لكن..

أولاً
الجائزة (كدة كدة كانت هتطلع) .. يعني لو مارحتش للقمني هتروح لغيره.. (قبل ما تعترض .. كمل قراية)
ثانياً
هل القمني متطاول على الأديان؟
هناك بعض الكتابات الجريئة للقمني .. تلك التي كان خفف من حدتها لو كان يعلم أنه سيحصل على الجائزة.. وأنا نفسي انتقده في أشياء كثيرة .. منها مقال فائت ..
(وإن كان مقالي الفائت اعتبره مقالاً صحفياً أكثر منه تحليلياً .. بمعنى أن الفضول الصحفي شدني عندما وجدت ابنته مرة بالحجاب ومرة بدونه!)
أيضاً من السذاجة اعتبار أن كل من سيحصل على الجائزة يجب أن يسير على هوى الجميع وإلا لأصبحت الجائزة باطلة
طالما يأخذها ناس يسيرون بجوار الحائط أو أن لهم مؤيدين كُثر.. مع ملاحظة أنه يوجد للقمني الكثير من المؤيدون..
(وإن كنت لا أحسب نفسي من مؤيديه ولا من معارضيه)
ثالثاً
أنا فقط رأيت شخصاُ كافح من أجل عرض أفكاره الجريئة وكتاباته الغير مألوفة حتى انتشرت وأصبح له مؤيدين تأثروا به..
إذن فهو يستحق الجائزة بكل بساطة..

مثلاً .. أنت بالتأكيد من الذين هللوا عندما علموا أن "محمد" – عليه الصلاة والسلام – هو أعظم شخصية في العالم في كتاب "العظماء مائة" تأليف "مايكل هارت".. لكنك تنسى أن "مايكل هارت" كان مسيحياً ومات على المسيحية.. أي أنه راعى ضميره في أن يقيس الشخصيات الأكثر تأثيراً ولو اختلفت مع فكره..

رابعاً

أحياناً أشعر أن معارضي القمني يسيرون بقوة الدفع.. يحددون اتجاهاً لأنفسهم ويسيرون عليه حتى لو اكتشفوا انهم اخطأوا في نقطة او ما شابه لكن غرورهم لا يسمح لهم بالاعتذار ..حتى لو الاعتذار من نقطة معينة وإكمال النقد من باقي النقاط .. أبداً .. هم كل ما يقولونه صواب .. وكأنهم أنبياء!
خامساً
حتى لو لك عقلية متحجرة واعتبرت القمني ملحداً .. جمع كل كتابات المستشرقين من أجل هدم الإسلام .. فيمكنك أن تتوجه لباحثين محترمين انتقدوه بكل تهذيب - على رأسهم الراحل الجميل د. "عبدالوهاب المسيري" - وتقتنع بآرائهم ووقتها يكون "القمني" قد حصل على أجر تثبيت دينك في قلبك وضحد كل الشكوك التي قد تنالك منه.. حتى لو كان هذا بطريق غير مباشر!

وذلك الطريق الغير مباشر هو الذي جعلني أسعد بحصول "القمني" على جائزة الدولة التقديرية وإن كنت اتمنى اكتمال سعادتي لو كان "القمني" حصل على جائزته في صمت .. حتى لا يزداد شكي في أن يكون حصوله على الجائزة من وزارة الثقافة بأمر سياسي جمالي مباركي من أجل أن ينشغل الرأي العام بقضية شائكة ومن أجل أن يظهر غباء معظم التيارات الدينية فيتوقف المثقفون قليلاً عن نقد نظام الرئيس وابنه القادم !.. لنجد مرة واحدة "جمال" بقى على كرسي الحكم ونحن لا نزال نرفض جائزة القمني !
..................
* ملحوظة : في هذا المقال قمت بحجب تقييمي للقمني !
............
..........
.........
تحديث :
لشد ما افتقد رأي حكيم الصحافة المصرية "مجدي مهنا" -عليه رحمة الله - في أزمة "سيد القمني" .. لكن يبدو أن نفاذ بصيرة الكاتب الكبير الراحل جعلته لا يزال حياً بيننا بكتاباته المتنوعة في شتى المجالات ..
بالصدفة كنت أقلب في أرشيف جريدة "المصري اليوم" حتى وجدت مقال للأستاذ "مجدي مهنا" .. سبق وكتبه منذ أكثر من 3 أعوام ..
أترككم الآن للاستمتاع بمقال الكاتب الكبير ..
......
في الممنوع بقلم مجدي مهنا ٩/ ٦/ ٢٠٠٦
تحت عنوان «نداء واستغاثة»، بعث الكاتب والمفكر د. سيد محمود القمني بهذه الرسالة لي، وفيها يكشف عن مدي التعنت والظلم والقهر الذي يتعرض له المثقف الحقيقي في مصر، سواء اختلفنا مع ما يطرحه من أفكار أو اتفقنا.
السيد/...
إلي شرفاء مصر من ساسة وحقوقيين ومثقفين وكل من يهمه الأمر، لقد توقف صاحب هذا القلم عن المشاركة في هموم وطنه بعد أن أعطاه عمره ولم يبق منه قدر ما ذهب، وكان توقفي كما تعلمون بعد إنذار بالقتل من الجماعات الإرهابية بسبب ما كنت أكتب من أجل هذا الوطن، وبعد أن بات يقينا عندي أن لا أحد يشغله الأمر إلا القلة من مفكري مصر الشرفاء الذين أعلنوا موقفهم ومساندتهم وهو كل ما يملكون، حتي الأجهزة الأمنية نفسها وأخص منها بالذكر أمن الدولة، التي حضرت وتفاعلت مع رسائل التهديد، وثبت لديها جديتها وصدقيتها، ووعدت وعدًا مغلظا بالقبض علي الإرهابيين، وكان ذلك منذ حوالي عشرة أشهر، لكن مع الأسف فإن الأمن من يومها ذهب ولم يعد؟!!
لم أندم لحظة علي قراري، فأنا الأدري بظروفي الخاصة، ولأنني قدمت ما عندي وما في ممكناتي، أتفق مع من أتفق، وأختلف معي من اختلف، وهناك غيري كثيرون من مفكري الوطن يقدمون مساهماتهم، فلست الوحيد زمانه، وإن توقفت ففي الوطن من أصحاب القلم كثيرون والحمد لله، منهم أساتذة لي، ومنهم تلامذة لي، يملأون حياتنا أملاً وبهجة.
لكن ما لا يعرفه الناس هو أن توقفي عن الكتابة داخل مصر وخارجها، كان يعني توقف مصدر رزق عيالي الأساسي، ولم يتبق سوي كتبي المنشورة أتعيش علي دخلها، وحتي هذا المصدر توقف بدوره، لكن ليس بسبب الإرهابيين، إنما لأسباب أخري، هاكم حكايتها.
كنت قد تعاقدت مع إحدي دور النشر الخاصة علي طباعة ثلاثية كتب هي علي الترتيب: شكرا بن لادن، أهل الدين والديمقراطية، عفاريت التراث، علي أن يتم التسديد علي ثلاث دفعات، وبالفعل دفع صاحبها بعض الدفعات، لكنه مع توقفي عن الكتابة توقف عن تسديد بقية المستحقات.
الأهم من ذلك والأسوأ هو أنني كنت قد طبعت كل أعمالي السابقة علي حسابي الشخصي، ووضعت فيها كل ما أملك وقمت بتسليمها للمذكور خلال عام ٢٠٠٣ وما بعده، بموجب ثلاثة إيصالات أمانة موقعة منه مبين بها أسماء الكتب وعدد النسخ وسعر كل نسخة، وذلك بصفة أمانة بموجب عقد من عقود الأمانة بصفته وكيلا بأجر محدد بالعقد، وتبلغ قيمة هذه الكتب مبلغا وقدره مائتان وواحد وسبعون ألف جنيه وثلاثمائة وثلاثة وأربعون جنيهًا مصريا، وهو ما لم أتقاض عنه مليماً واحداً حتي الآن.
وغني عن التذكير أن المذكور قد استثمر أزمتي مع الإرهاب وصمتي المجبر المضطر، ليقوم بعمل دعاية لنفسه ولداره، في وقت كانت وسائل الإعلام تطلبه ليتحدث في الموضوع إزاء رفضي أي حديث مع أي وسيلة إعلام، واستخدم اسمي ومصيبتي بأسلوب دعائي، ولم أتمكن من إيقافه أو فعل أي شيء حياله في حينها.
السيد المذكور أضاف لهواني بصمتي هوانا آخر، هو السعي وراءه أطارده في كل مكان بصحتي العليلة للحصول علي أي حقوق من حقوقي، حتي أفصح مؤخرا أنه لن يدفع مليما واحدا «وأعلي ما في خيلك اركبه»، وأنه لا يهمه أي إجراءات قانونية، بل هددني بأنه «راجل مسنود» من أقارب له وأصدقاء بالنيابة وبأمن الدولة، إضافة إلي شخصيات كبيرة ذكرها بالاسم «؟!!» وأنني إذا حاولت اتخاذ أي إجراءات فلن ألوم إلا نفسي، وسأخسر قضيتي حتما، وبناء عليه فقد قمت برفع قضية عليه، والقضايا في بلادنا كما تعلمون أمر شأنه يطول، ومن ثم تذكرت صديقي الكاتب الجليل المرحوم الشيخ خليل عبدالكريم وهو أحد جهابذة القانون، ومع ذلك لم يستطع الحصول علي حقوقه من دار نشر معروفة، وبسببها مات حسيرا كسيرا مكلوما، رحم الله الشيخ خليل وتغمده بواسع رحمته.
ولأنني سادتي ليس عندي خيل لأركب أعلاها، ولا عندي صداقات ولا قرابات بأجهزة السلطة علي أنواعها كبيرة كانت أو صغيرة، وأن القضايا والمحاكمات وإن كانت مرجعنا جميعا إلا أن طول مدة التقاضي يعني البقاء بلا دخل حتي يتم الحسم، فإنني أهيب بكل من له قدرة التأثير للحصول علي حقوقي المسلوبة أن يفعلها، أهلي وناسي من أشراف هذا الوطن اتفقتم معي أو اختلفتم فيما كنت أكتب، فإنني علي ثقة أنكم جميعا لن ترضوا بهذا الموقف.. فواغوثاه يا أهل المروءة، واغوثاه يا وطن.
التوقيع: د. سيد محمود القمني
<< أنا واحد من الذين يختلفون مع أفكار وكتابات الدكتور سيد القمني.. ليس كلها إنما بعضها فقط، وليس هذا هو المجال للخوض في ذلك، لكن ما ذكره في رسالته أمر لا يمكن السكوت عليه أو تجاهله، فلا يمكن أن يسمح به ضمير أي مثقف لديه ذرة من ضمير، أن يصل الحال بمثقف حقيقي كالدكتور القمني إلي ما وصل إليه، يستغيث في نهاية رسالته بأهل المروءة وبوطنه لكي ينقذه من هذا المصير، فهل من مغيث؟

03‏/08‏/2009

السيدة تحلم

الحديد والحرير

.............

اليوم عيد ميلادها..

زوجها غائب عنها..

هارب..

كان مقاولاً..

إلا أنه أفلس بعد أن زاد سعر الحديد..

وتراكمت عليه الديون..والأحكام القضائية..

ففر بعيداً عن أعين المخبرين..الذين أثقلوا ميزانيته-التي أصبحت شحيحة أصلاً-..بالرشاوي التي كان يقدمها لهم لكي يتركوه!

رغم أنه كان يعرف مكايد الزمن وتقلبات الدهر..فكان يرفع من سعر تكلفة المعدات وأجور العمال..بحجة عدم الإحساس بالآمان..

لكن أسوأ ما في الأمر حين يتخيل الفرد أنه شيطاناً..فيكتشف أنه لا يزال طفلاً..

الشياطين الصغيرة تهرب..والشياطين الكبيرة تكرمها الدولة وتعينها أعضاءاً في مجالسها..

منذ ما هرب..

والسيدة تبكي كلما استيقظت..

عندما لا تجده جوارها..

أحياناً تنصت بتركيز متمنية سماع نحنحته وحشرجة زوره وهو في الحمام يبصق ويتمخط..

تلك العادة التي كانت تؤذي أذنيها وتُقرفها منه..

إلا أنها الآن تتمنى سماعها..

فلا تسمع شيئاً..

لكن اليوم عيد ميلادها..

الابن الاكبر في الجيش..

يخدم البلد..لعامه الثاني..

هو اختار أن يدخل الجيش ظابطاً..حتى لا يُهان من أحد كما كان يسمع!

الاوسط خارج مصر..في ليبيا..يكافح من أجل لقمة العيش..

والثالث يشتغل في محل حقير..لا يناسب مؤهله..بعد 5 سنين من الدراسة الشاقة المكلفة..

صامت طول الوقت..

توقف عن إشاعة جو المرح كما كان..

يقيم معها..وأخته..ابنتها..التي تذاكر بصورة يومية..

في الثانوية العامة هي..

تحضر الأم الفطور لهما..

يخرج الولد إلى عمله..

والابنة تعود للاستذكار في غرفتها..

وهي؟ .. تبقى للمطبخ والوحدة والحزن..

تخاف أن يكون أحدهم قد نسي عيد ميلادها..

تنتظر فقط كلمة طيبة وقبلتين من الولد والبنت..

و3 مكالمات..منها واحدة دولية..

تمر الساعات..ولا يبدو على أحد أنه تذكرها..

حتى تأتي الساعة الــ 23

باقي ساعة وينتهي عيد مولدها..

تشعر برغبة في البكاء..

إلا أن شيئاً في أعماقها يخبرها أن هناك معجزة قد تحدث في تلك الساعة..

النصف ساعة..

الربع ساعة..

الخمس دقائق..

الدقيقة..

الثانية..

تنام..

وتحلم..

زوجها قد دبر الأموال..وعاد مع الأولاد..

الأكبر بلباس الجيش..وقد بدا على وجهه بأساً وصرامة ورجولة غير ذي قبل..

الأوسط عاد من الخارج محملاً بالهدايا..

الأصغر عادت له ابتسامته..

والابنة تحيط كتفها بشال من حرير..

ويلتف حولها الزوج والأبناء..

يهللون ويرقصون..

ويحتضنونها ويقبلونها ويزغزونها..

فتخجل..

وتضحك..

وتستيقظ..

شاعرة بالسعادة..

فتجهز الفطور..

ويذهب الولد لعمله..

وتعود الابنة لغرفتها..

وتظل السيدة تحلم..

.................

02‏/08‏/2009

Song I Like (8) : Fast Car - 1988


أنت حصلت على سيارة سريعة
وأنا أريد السفر لأي مكان
ربما نربح صفقة
ربما نحصل معاً على أي شيئ آخر
أي مكان أفضل
نبدأ من الصفر .. لا نملك ما نخسره
ربما نحقق معاً شيئاً ما
رغم أني لم أحقق ذاتي بعد
.............
أنت حصلت على سيارة سريعة
وأنا حصلت على خطة لنبتعد عن هنا
أنا لا أزال أعمل في متجر لا بأس به
لأدبر بعض الأموال القليلة
فلسنا في حاجة للسفر أبعد
فقط نعبر الحدود إلى داخل المدينة
أنت وأنا نستطيع الحصول على وظائف هنالك
ويمككنا أخيراً أن نفهم معنى المعيشة
..................
أنت تعلم مشكلة أبي العجوز
هو لا يفارق الزجاجة أبداً .. هي كل حياته
هو يقول أن جسده أصبح عجوزاً على العمل
أنا أقول أن جسده أكثر شباباً مما يبدو عليه
فغادرته أمي وذهبت
كانت تريد الكثير من الحياة..أكثر من قدرته على المنح
فوجب على أحد الاعتناء به
فتركت مدرستي .. وها قد بقيت على حالي الآن
....................
أنت حصلت على سيارة سريعة
لكن .. هل سريعة بصورة كافية لنبتعد؟
القرار قرارنا الآن
سنغادر الليلة
أو نعيش ونموت على هذا الطريق
.....................
أذكر عندما كنـّا نسير
نسير بسيارتك
بسرعة هائلة .. جعلتني أشعر أني ثملة
وأضواء المدينة تسبقنا على الطريق
وذراعك بدا لطيفاً وهو يحيط بكتفي
وتملكني شعور..
بالانتماء
وتملكني شعور..
أني سأحقق ذاتي
سأحقق ذاتي
سأحقق ذاتي
...................
أنت حصلت على سيارة سريعة
فلنذهب بها دون تحديد وجهة .. لنمتـّع أنفسنا
أنت لا تزال عاطلاً
وأنا أعمل كبائعة في متجر
لكني أرى أن الأمور ستتحسن
ستجد وظيفة .. وهذا سيحفزني
سنخرج من هذا المخبأ
ونبتاع بيت كبير على حدود البلدة
............
أذكر عندما كنـّا نسير
نسير بسيارتك
بسرعة هائلة .. جعلتني أشعر أني ثملة
وأضواء المدينة تسبقنا على الطريق
وذراعك بدا لطيفاً وهو يحيط بكتفي
وتملكني شعور..
بالانتماء
وتملكني شعور..
أني سأحقق ذاتي
سأحقق ذاتي
سأحقق ذاتي
.................
أنت حصلت على سيارة سريعة
وأنا حصلت على وظيفة .. ستمكننا من دفع كل فواتيرنا
يجب أن تتوقف عن الشرب في البار حتى وقت متأخر
وألا تهتم بأصدقائك على حساب أطفالك
أنا دوماً متفائلة
ومعاً سنوجد أحلامنا
وإلا لن أملك أية خطط
ولن أذهب إلى أي مكان
لذا .. خذ سيارتك هذه وواصل القيادة
..............
أذكر عندما كنـّا نسير
نسير بسيارتك
بسرعة هائلة .. جعلتني أشعر أني ثملة
وأضواء المدينة تسبقنا على الطريق
وذراعك بدا لطيفاً وهو يحيط بكتفي
وتملكني شعور..
بالانتماء
وتملكني شعور..
أني سأحقق ذاتي
سأحقق ذاتي
سأحقق ذاتي
..................
أنت حصلت على سيارة سريعة
لكن .. هل سريعة بصورة كافية لنبتعد؟
القرار قرارك الآن
ستغادر الليلة
أو تعيش وتموت على هذا الطريق
.............................................
.................................
..................
* غناء :Tracy Chapman
* ترجمة : أحمد مختار عاشور
* الأغنية فازت بجائزة Grammy كأفضل أداء صوتي نسائي
أيضاً في معظم الاستفتاءات حصلت على المركز الأول كأفضل أداء صوتي نسائي لأغنية في عقد الثمانينات
*قدمت الأغنية لأول مرة في الاحتفال بعيد الميلاد الــ70 لــ الرئيس الجنوب الأفريقي"نيلسون مانديلا"
..............