محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

27‏/08‏/2009

"أفضل فيلم شاهدته"

هذه التدوينة مهداة إلى الصديقة : فدوى فريد

.....
Memento
سنة الإنتاج : 2000
إخراج وسيناريو وحوار :
Christopher Nolan
قصة :
Jonathan Nolan
بطولة :
Guy Pearce
فام بدور "ليونارد شلبي" أو "ليني"
Carrie-Anne Moss
قامت بدور "ناتالي"
Joe Pantoliano
قام بدور "جون ادوارد جاميل" أو "تيدي"
Mark Boone Junior
قام بدور موظف الاستقبال في الفندق "بيرت"
Stephen Tobolowsky
قام بدور "سامي جنكيز"
Harriet Sansom Harris
قامت بدور زوجة "سامي جنكيز"
Callum Keith Rennie
قام بدور "دودّ"
Jorja Fox
قامت بدور زوجة "ليني"
Larry Holden
قام بدور "جيمي"
...............................
"المقدمة"
لا يمكنني أن أتحدث عن فيلم Memento دون أن أتكلم في البدء عن فيلم
The Usual Suspects
ذلك الفيلم الذي اندهش الكثيرون من تقييمه العالي لأنهم فقط اعتبروه فيلماً عادياً وانتهى بخدعة وحتى ولو كانت الخدعة رائعة أو صعبة التوقع فهذا ليس مبرر لوضعه واحداً من أهم الأفلام .. من يقول هذا الكلام لم يفهم الفيلم جيداً .. فيكفي أن تعلم أن فيلم "المشبوهون الاعتياديون" هو أول فيلم من نوعية الأفلام التي تخدعك بصورة غير نزيهة .. بمعنى أن الصورة في الفيلم كانت غير حقيقية .. متخيلة ! .. كانت هناك إرهاصات فنية تمهد لهذا .. في أفلام مثل..
Psycho (1960)
للمخرج
Alfred Hitchcock
و
Persona (1966)
للمخرج
Ingmar Bergman
و
The Shining (1980)
للمخرج
Stanley Kubrick

قبل فيلم "المشبوهون الاعتياديون" كنا نصدق صورة الكاميرا وأي فلاش باك يأتي نضمن ونتأكد من صدقه ..
بمعنى أني لو كتبت على سبيل المثال قصة يرتدي فيها عباس قناع يجعله يشبه إبراهيم .. والمفروض أني أريد خداع القارئ حتى النهاية .. لكن مع مصداقية في الروي أيضاً .. فلا ينبغي أن أقول –بعد التنكر- ذهب عباس ومشى عباس وأكل عباس .. هو حقاً عباس لكني أريد خداع القارئ .. ولا يصح أن أقول ذهب إبراهيم حتى لا أخون الرواية ! .. فاستبدلها بــ ذهب الرجل أكل الرجل فعل الرجل ..
لكن في هذا الفيلم رأينا الصورة وكأن الكاميرا تدور داخل عقل بطل الفيلم بكل اختلاقاته ..
ومثالي السابق ربما يوضح أن سبب كتاباته كان خطأ من الراوي لم يرد تصحيحه وأراد تجريبه على القارئ .. وكل الاختراعات والفنون والأداب العظيمة أتت نتيجة لعثمة أو خطأ !
وبعد عرض فيلم "المشبوهون الاعتياديون" .. قليلون – من الذين فهموه - أعجبوا بالفكرة الجديدة المجنونة .. والغالبية لعنوه .. لكنهم لم يعرفوا قيمة الفيلم إلا بعد أن تم اقتباس الفكرة في أكثر من عمل لاحق..
فبعده ظهر .. على نفس المنوال فيلم
Fight Club (1999)
(مع ملاحظة أن رواية "نادي القتال" صدرت عام 1996 .. أي بعد فيلم "المشبوهون الاعتياديون" بعام)
وظهر على غراره
Memento (2000)
(وهو صاحب أجمل معالجة للفكرة .. بل هو أعظم فيلم في التاريخ من وجهة نظري)
ثم
Donnie Darko (2001)
و
A Beautiful Mind (2001)
و
Lucky Number Slevin (2006)
.. وفي مصر كان فيلم "آسف على الإزعاج" الوحيد من هذه النوعية ..

وهي كلها .. تجدها غالباً أفلاماً مفضلة لمن لا يثقون في التاريخ .. ولا في البشر ..

"المشبوهون الاعتياديون" "The Usual Suspects" هو صاحب الفكرة ..
و"تذكار" أو ""Memento في رأيي هو أفضل تطبيق للفكرة رغم أنه أتى بعده بــ 5 أعوام

وفي هذا درس يجب على مؤلفي السينما المصريين تعلمه
الاقتباس لا يعيب .. لكن لا تنسى قبل أن تقتبس أنه يمكنك أن تجعل فيلمك أفضل من الفيلم الأصلي لو احترمت طريقة المعالجة

(بالمناسبة .. "آسف على الإزعاج" ربما هو الفيلم المصري الوحيد الذي أراه أفضل من صاحب الفكرة الأقرب له .. أقصد فيلم "عقل جميل")

لكن معظم الاقتباسات المصرية تذكرني بصديق لي في الابتدائية .. كان مصاباً بالعته.. فكان المدرسون في الامتحانات يضعون أمامه الكتب ليغش منها كما يشاء .. فيظل يقلب في الصفحات طيلة الوقت وفي النهاية لا يكتب حرفاً ويأخذ الصفر !
......................


كيف يمكنك مشاهدة Memento ؟

الفيلم ينقسم لمشاهد ملونة ومشاهد أبيض وأسود..
مشهد ملون ومشهد أبيض أسود .. وهكذا..
المشاهد الأبيض والأسود تأتي بالترتيب-حسب تتابع الأحداث- بينما الملونة تأتي بعكس ترتيب الأحداث..
وآخر مشهد أبيض وأسود في الفيلم تجده يتلون فجأة ..
يعني إذا أردت مشاهدة الفيلم بالترتيب فأفعل الآتي :
1- شاهد كل المشاهد الأبيض والأسود حتى آخر الفيلم (مع العلم بأن آخر مشهد أبيض وأسود ستشاهده سيدمج مع الملون .. شاهده ثم ..)
2- ارجع بالعكس وشاهد كل المشاهد الملونة بعكس سير الفيلم حتى تصل لبداية الفيلم التي هي نهاية الأحداث

هو الجنون فعلاً !

بداية الفيلم هي نهاية أحداثه
نهاية الفيلم هي وسط الأحداث

وهذا الإرباك ليس على سبيل الفذلكة أو الخدع الطفولية .. فالفيلم متمرد على الزمن لذلك أتى بصورة عكسية أحياناً , متوافقة أحياناً , بين بين أحياناً !

الفيلم يحكي عن شخص فقد إيمانه بالزمن ..

...................................

"فلسفة الفيلم"


لو طُلب مني أن أكتب جملة بعد مشاهدتي لفيلم "ميمنتو" فأي سأكتب؟

"البشر مساكين ويستحقون الذبح في نفس الوقت"

"كلنا خادع .. كلنا مخدوع"

"هدف الإنسان في الدنيا يعتمد على قتل إنسان آخر" !

النسيان : كلنا ينسى .. كلنا يحاول الانتقام .. كلنا ينتقم من الاشخاص الخطأ .. كلنا يضجر من غدر الناس حتى نكتشف –أو لا نفعل- أننا أسوأهم .. كلنا يخدع نفسه لكي يشعر بالسعادة .. كلنا سلعة أو مصلحة مبتغاة لدى غيرنا ولو تظاهروا بمساعدتنا أو ولو توافقت مصلحتهم مع رغبتنا .. كلنا يشطب على ماضي معين ويسامح .. ويبرز ماضي آخر وينتقم .. كلنا يحمل الآخر مسئولية خطأه .. كلنا لا نريد أن نعرف حقيقة أنفسنا .. كلنا يكاد يكون نبي لولا وجود آخرين !
......................
"حدوتة الفيلم"

بترتيب الأحداث لا بترتيب الفيلم .. وبالأكاذيب والخيالات أيضاً
"قبل أن أسرد قصة الفيلم يلزمني قول أني في الفقرة القادمة لن أكشف الخدعة .."

"ليني" أو "ليونارد شلبي" يصحو من نومه في غرفة في فندق تبدو مجهولة بالنسبة إليه .. حتى مدة إقامته تبدو مجهولة بالنسبة إليه .. تتراوح من أسبوع لأشهر .. !
أنتم الآن تتابعون فيلماً لشخص فقد اتصاله بالوقت ..
"وهناك مفتاح .. يبدو وكأنه هنا لأول مرة"
يبحث في الأدراج ..لا يجد إلا الكتاب المقدس الذي يقول أنه يقرؤه مرتلاً ..
يقول هذا ساخراً .. فهو لا يؤمن بالزمن ..
ليني لا يؤمن إلا بخط يده ..
لماذا؟
سنعرف قصته من هذا الاتصال الهاتفي ..
ظابط يهاتف "ليني" ليخبره أنه توصل لمعلومات أخرى حول حقيقة "جون جي"
فما هي حدوتة ليني؟
يقول ليني للظابط هاتفياً :

أنه كان محقق تأمينات متزوج من فتاة جميلة ويعيش في سلام وآمان .. حتى هجم شخصان على بيته .. اغتصبا زوجته .. وقتلاها .. فقتل "ليني" أحدهما .. بينما هرب الثاني بعد أن هشم رأس "ليني" وأصابه بمرض نفسي نادر ..
"مرض الذاكرة الرجعية"
"Anterograde amnesia"

هذا المرض يجعله لا يتذكر أي شيئ يفعله منذ إصابته .. لا يكون ذكريات جديدة .. لا يتذكر إلا ماضيه .. الزمن توقف به ..
كفر الزمن به .. فكفر هو بالزمن ..

لذلك فهو يرتدي قمصاناً بجيوب كثيرة ليضع فيها أوراقه وملاحظاته وصور الناس الذين يلقاهم منذ الحادث ويكتب أسفل كل صورة خلاصة رأيه عن صاحبها .. ويشطب ما كتبه ويعدل حسب أية إضافات أو معلومات جديدة ..

هو مرض يجعل الأوراق والصور تحل محل المخ ..

أنتم تشاهدون الآن فيلماً لشخص متقلب .. حسب تقلب الناس من حوله .. لكن .. هل توصل "ليني" للحقيقة في النهاية؟؟؟

فلنتابع..

الشرطة لم تصدق أقوال "ليني" في وجود المقتحم الثاني من الأساس ..

"هم لن يصدقوا شخصاُ في مثل حالتي"

واعتبروا أنه لا يوجد إلا مقتحم واحد مقتول ..

فقرر "ليني" أن يعتمد على نفسه .. أن يضع هدفاً أمام عينه .. فلم يكتفِ بالكتابة على الصور والأوراق .. بل كتب أوشاماً على جسده أيضاً ظل يتفاجئ كلما وجدها !

أنتم تشاهدون الآن فيلماً لشخص لا يتذكر ما فعل لكنه يعرف ما سيفعل !

"ليني" قرر الانتقام من قاتل زوجته .. المقتحم الثاني .. والذي عطل قدرته على الحياة أيضاً

فشخص مثل "ليني" .. لن يفلح في وظيفة .. ولن يستمر في قصة حب !

عن طريق الرشوة سرق ملف التحقيق حول اقتحام منزله .. وأخذ يكتب حقائق على ذراعه بالأوشام



الحقيقة الأولى أن القاتل ذكر
الحقيقة الثانية أنه أبيض
وهكذا ...

وتوصل إلى أول حروف في اسم القاتل
"J. G."

"ليني" يحكي للظابط هاتفياً عن "سامي جنكيز"


" "سامي؟ .. هل أخبرتك عن "سامي" ؟ .. انا أخبر الجميع عن "سامي" لأنه كان بنفس حالتي واريد من الجميع أن يفهم حالتي من خلاله ..
هو فشل وأضاع حياته لكني انضبت وانتظمت ومع الهواية والروتين اشعر اني سأنجح فأنا – ينظر في المرآة لتظهر جملة "جون جي اغتصب وقتل زوجتي"- لدي هدف أعمل على تنفيذه"

ويخبره أنه كان أول اختبار له كمحقق للتأمينات
"سامي" كان مصاباً بنفس مرض "ليني" الذي مُني به فيما بعد
فتراكمت الديون على "سامي" وزوجته ..
فطالبا ببوليصة التأمين .. وهنا كان دور المحقق "ليونارد شلبي" ..
ليكشف كذب "سامي" ..

لكن بعد اختبارات عديدة سنعرف أن "سامي" لا يكذب ..



"ليني" يعترف بهذا .. لكنه قال أن علة "سامي" نفسية والشركة لا تغطي المرض النفسي .. ويعترف أنه أخطأ في حقه عندما أوهم زوجة "سامي" التي أتته تطلب رأيه وأن ينسى شركته لكي يؤكد لها رأيه الحقيقي في "سامي" .. أن زوجها يحتاج لصدمة لكي تجعله يتذكر .. فيعود كما كان ..

فتسعد زوجة "سامي" بهذا وتذهب لزوجها لتعطيه آخر اختبار في حياتها..

زوجة "سامي" مصابة بداء السكري .. تطلب من زوجها أن يعطيها حقنة الأنسولين .. فيفعل ذلك بكل مهارة ..
بكل مهارة؟؟؟
نعم .. فالمريض بالذاكرة الرجعية يفعل أي شيئ معقد طالما كان يعلمه قبل الحادث ..

بعد ربع ساعة .. تؤخر زوجة "سامي" ساعتها وتطلب من زوجها أن يحقنها ثانية .. فيفعل بكل لا مبالاة !

بعد ربع ساعة .. تكرر زوجة "سامي" فعلتها .. وتتأمل دامعة العينين وجه زوجها .. عله يتذكر ! ..

لكنه اعتقد إنها تبكي من ألم الحقن القادم .. فأخبرها بكل برود ولطف "إنها لن تؤلم"
وتركته السيدة .. غيرمصدقة أنه سيضع الإبرة أسفل جلدها .. غير مصدقة أنه سيضغط على محبسها .. فتصاب بالغيبوبة .. وتموت

"ليني" يقول : كنت مخطئاً بشأن "سامي" ..

يمكنك الآن عزيزي القارئ أن تتوصل لفلسفة جديدة ..
"ليني" كان يُكذِب "سامي" حتى أصيب بنفس حالته ..
كان يظلم ويشك في الآخرين فأتى من يشكك في كل ما يقول !
على غرار حكمة "من حفر حفرة لأخيه....إلخ"
أو بصورة مبتذلة "إن اللي بنعمله في الناس هيطلع علينا ولا ايه"

لكن يؤسفني أن أخبرك أنك بصدد خدعة هائلة .. سأكشفها لاحقاً ..
أي إنك حتى لو فهمت الفيلم غلط .. فستجد فلسفات آخرى !

نواصل الأحداث ..

الظابط يخبر "ليني" (لا نزال على الهاتف) ..
(لكن لا تنسوا أن الفيلم على غير ترتيب الأحداث حتى لا تشعر أن مكالمة الهاتف مملة وطويلة)


أن هناك معلومات عن "J. G." .. إنه تاجر مخدرات

فيقوم "ليني" بوشم الحقيقة الجديدة ..

أثناء المكالمة .. ينزع "ليني" قطعة شاش من على ذراعه ليقرأ
"لا ترد على الهاتف.. أبداً" .. فيصرخ "ليني" : من معي؟؟
فيغلق المتصل الخط !
يمر القليل من الوقت .. فيرن الهاتف من جديد ..
لكن "ليني" كان يبقى تلك العبارة التحذيرية أمام ناظره .. حتى لا يرد
فيرفع السماعة .. ويضعها بسرعة .. ويطلب من موظف الاستقبال "برت" ألا يحول إليه مكالمات أخرى حتى لو كان المتصل ظابط ..
"أريد أن أرى الناس بعيني .. لست جيداً على الهاتف"

يمر خطاب أسفل الباب .. مكتوب عليه .. "أجب المكالمة"
وفي الخطاب صورة لــ"ليني" وهو عاري وعليه آثار دم .. ويشير إلى صدره بكل زهو وفرحة .. وكأنه انتقم ..

فيصاب "ليني" بالرعب .. من صورة لا يتذكر عنها أي شيئ .. فيرد على الهاتف وهو مرتجف .. ويسأل الظابط إن كان فعل شيئاً خاطئاً !

الظابط يخبره أنه وجد القاتل .. ويطلب منه لقائه في الردهة ليرسله بعدها إلى مكان القاتل ..

يذهب "ليني" إليه .. ويلتقط له صورة .. فيطلب منه الظابط أن يدعوه باسم "تيدي" لا الظابط "جاميل" لأنه يعمل متخفياً

"ليني" يفعل .. ويذهب بسيارته للمكان الذي دله الظابط عليه .. مكان مهجور .. به مخزن قديم .. يختبئ "ليني" في المخزن حتى يأتي "جيمي"

نفاجئ بأن "جيمي" يعرف "ليني" فينادي عليه بــ "رجل الذاكرة"

"ليني" يقتل "جيمي" دون أن يعطيه الفرصة الدفاع عن نفسه .. ولم يأبه بعرض "جيمي" أن يعطيه الــ 200.000 دولار التي في شنطة السيارة مقابل أن يطلق سراحه .. "ليني" تعجبه بدلة "جيمي" فيرتديها .. ويلتقط صورة له .. ويجره إلى القبو .. لكن "جيمي" قبل أن يموت يقول : "سامي"

فيندهش "ليني" .. كيف لــ "جيمي" أن يعرف "سامي" ؟؟


يأتي "ليني" بالظابط الذي يقول :

"لماذا تريد أن تنتقم وأنت لن تذكر هذا إلا لو كتبت ورقة تقول إنك فعلت"

يخبره "ليني" أن هذا ليس بمبدأ .. فزوجته تستحق أن ينتقم لها ..

فيخبره الظابط أنه انتقم لزوجته منذ عام .. وأنه قتل الشخص الخطأ لكن لا بأس من الاستفادة بــ 200.000 دولار ..

وأن "جيمي" يعرفه لأنه كان يجري صفقة في الفندق و"ليني" لا ينفك يخبر الجميع عن "سامي جنكيز"
"تذكر سامي جنكيز"
"تذكر سامي جنكيز"

ويخبره أيضاً أن زوجته هي التي كانت مصابة بداء السكري .. و"سامي" لم يكن إلا نصابا محتالاً .. ولم يكن متزوجاً

الظابط أيضاً يخبره أن اسمه "J. G." .. بينما اسمه الحركي "تيدي" ..

"ابتهج ! .. هناك الكثير من الجون جي لتبحث عنهم "

"ليني" لا يريد تصديق هذا .. فيضلل "تيدي" عن طريق رمي سلسلة مفاتيحه وسط كمة مزروعات ..

ويذهب لسيارته ليكتب –قبل أن ينسى- أسفل صورة الظابط
"لا تصدق أكاذيبه"

ثم يقتنع بكلام الظابط .. فيقرر أن يقتله !!

"هل أنا في حاجة لجون جي آخر لأبحث عنه؟؟ .. أنت جون جي"

لكن لماذا لم يقتله في وقتها ؟!

لأنه –وقتها- كان يعرف أنه يخدع نفسه .. فقام "ليني" بكتابة رقم سيارة الظابط .. كدليل يقوده إلى القاتل .. فتبحث عنه شخصيته الوليدة القادمة ..

يخدع نفسه من أجل يشعر بالسعادة ..

يقرر "ليني" أن يأخذ سيارة "جيمي" .. والتي في حقيبتها الأموال ..

في جيب البدلة (البدلة التي كان يرتديها "جيمي") يجد "ليني" ورقة مكتوب فيها :
"تعال فوراً إلى البار .. "ناتالي" "

فيعتقد "ليني إنها موجهة إليه .. فتسخر "ناتالي" منه عندما يُريها الورقة ويخبرها أنه وجد هذه في جيبه ..

"في جيبك برضه؟"

بعدها يتحول مسار الفيلم لصورة عكسية .. فتنكشف الأكاذيب بالتدريج .. لكني مضطر هنا أن أحكيها بالترتيب مخاصماً متعة الفيلم ..

تبصق "ناتالي" على كأس بيرة .. ثم يبصق فيه زبون .. ثم يفعل مثلهما "ليني" .. تمر دقائق .. فتقدم "ناتالي" الكأس ذاته للــ "ليني" .. فيشرب ..

"ناتالي" تصدق حالته .. فتأخذه إلى بيتها .. وتقوم بخداع "ليني"
من أجل أن يقتل "دودّ" .. الذي تعتقد أنه هو من قتل حبيبها "جيمي"

فتأخذ كل الأقلام من البيت .. وتخبئها في حقيبتها .. وتسب "ليني" وتسخر من زوجته ..

"سأسبك .. وسألعنك .. وستنسى .. وسنظل أصدقاء .. طالما لا تمتلك قلم لتكتب ملاحظة عن مدى كره "ناتالي" لك"

"ليني" يفقد أعصابه فيلكمها في وجهها .. فيسيل الدم من شفتيها .. وتخرج..

"ركز .. ركز .. ركز .. ركز .. ركز"
"ابحث عن قلم .. ابحث عن قلم .. ابحث عن قلم"

"ناتالي" تنتظر قليلاً في سيارتها .. ثم تعود إلى "ليني" لتطلب منه أن ينتقم من أجلها بعدما فعله "دودَ" في وجهها !

"ليني" يوافق .. فتكتب له أوصاف "دودّ" وعنوانه .. مع ملاحظة أن يتخلص منه من أجل "ناتالي"..

"ليني" يخرج بسيارته .. فيجد "دودّ" يتبعه .. حتى يوقف سيارته ..
"دودّ" كان شريك "جيمي" .. لذلك تعرف على "ليني" عن طريق السيارة ..
"ليني" يهرب منه .. يجري ..
ينسى أثناء الجري .. "هل أنا الذي أطارده أم هو الذي يطاردني؟" .. فيعتقد أنه المُطارِد ! .. فيطلق "دودّ" الرصاص
"لا .. هو الذي يتبعني"

يهرب "ليني" من "دودَ" ويفتش في جيوبه .. ليجد أوصافه وعنوانه في ورقة .. فيقرر أن يذهب لفندق "دودّ" وينتظره في الغرفة ..

وبالفعل يفعل ..

رغم أنه في البداية أخطأ رقم الغرفة وضرب رجلاً عن طريق الخطأ .. فأغشى عليه .. فقال "ليني" : عذراً

(هذا الموقف هو مصغر لفلسفة الفيلم)

يدخل "ليني" غرفة "دودّ" .. يمسك زجاجة فودكا .. ويتأهب لضرب "دودّ" بها عندما يأتي .. لكن "ليني" ينسى .. فينظر للزجاجة .. "لا أشعر إني ثمل" .. وبكل برود الدنيا يقرر أن يستحم .. وكأنه في بيته !

بالطبع "دودّ" عندما دخل لم يكن يتوقع أن يكون فيها مقتحم يستحم .. و"ليني" اعتبر أن "دودّ" مقتحم لغرفته ..

(ولك أن تستخرج كم الرموز السياسية في هذا)

"ليني" يتمكن من "دودّ" فيكتفه ويكممه ويحبسه في الدولاب .. وينام .. ويصحو .. فتدور سلسلة من النسيان والتذكر .. حتى يجبر "دودَ" على ترك البلدة .. بمساعدة الظابط .. أو "تيدي"

الظابط .. يستجيب لكل رغبات "ليني" حتى يتمكن من أخذ الأموال التي في حقيبة السيارة ..

يذهب "ليني" إلى "ناتالي" .. "من هو دودّ بحق الجحيم" .. عندما ترى "ناتالي" صورة "دودّ" وتعرف أنه وقتها لم يترك البلد .. فتدرك أنه لم يكن قاتل "جيمي" حبيبها ..

"ناتالي" ترأف بحال "ليني" فتقرر مساعدته .. وتخبره أنها ستساعده في العثور على قاتل زوجته بأن ترسل رقم سيارته الموشوم على فخذ "ليني" إلى صديقها في المرور ..ليأتي ببياناته



فيأتي انتقامها من قاتل زوجها الحقيقي بالصدفة البحتة هنا ..

(عندما أرادت الانتقام .. اكتشفت أنها أرسلت "ليني" إلى الشخص الخطأ .. ولما أرادت فقط مساعدة "ليني" لم تدرِ إنها بهذا تنفذ انتقامها من قاتل زوجها )

يذهب "ليني" إلى الفندق ليكتشف أن موظف الاستقبال كان يخدعه ..

"ناتالي" تقابل "ليني" ثانية في المطعم بعد أن كتبت له المعاد والمكان في ورقة .. وغضبت كثيراً كطبع أنثوي لا يغفر التجاهل لأنه لم يتذكرها .. لكنه أخبرها أن الأمر غير شخصي .. فهو هكذا مع الجميع ..

تعطيه بيانات صاحب رقم السيارة ..والذي يخص الظابط "تيدي" ..


يطلب "ليني" لقاءه .. ويقتله في الوكر نفسه ..

في مشهد القتل هذا .. هناك لمحة عبقرية ..

فالظابط وهو مطروح أرضاً .. يقول لـ"ليني" دعنا ننزل للقبو لكي أجعلك تعرف حقيقتك ..

فينظر "ليني" إلى الظابط نظرة تصديق .. لكن تأتي بعدها نظرة بلهاء .. تشي بأنه قد نسى .. ينظر "ليني" على الأرض (دون أن ندرى على ماذا) .. حيث مكتوب على صورة الظابط
"هو الفاعل .. اقتله"
"ليني" يطلق الرصاص ..
............................
..............

"مقدمة كشف خدعة الفيلم"

هذا الفيلم .. قد تجد الكثيرون منبهرين بيه لكن دون أن يفهموا أقل من نصفه ..! وقد يكون من هؤلاء كاتب هذه السطور .. لكني سأكتب عن محاولتي لفهم هذا الفيلم التي قد تصيب أو تخيب ..

هذا الفيلم في كل مرة أشاهده فيها .. اكتشف شيئاً جديداً وأنعت نفسي بالغباء .. وأحاول أن أتخيل من أي شئ صنع عقل ذري كعقل "كريستوفر نولان" كاتب السيناريو والحوار والمخرج ليبدع هذه الرائعة .. أخاه "جوناثان نولان"-كاتب القصة- عبقري أيضاً .. لكن لو قارنت بين القصة والسيناريو .. ستعرف جيداً مدى عبقرية المخرج الأول في العالم حالياً "كريستوفر نولان" .. هذا المخرج لم ينل حظه من الشهرة إلا بعد أن أخرج جزأي باتمان " Batman Begins (2005)" و" The Dark Knight (2008)" .. والجزء الثاني حقق ثاني أفضل ايرادات في تاريخ السينما بعد Titanic (1997) !

فللأسف لم ينل "كريس نولان" عشر شهرته الحالية بعد أول أفلامه "تتبع" و"تذكار" و"أرق" .. رغم عبقريته .. فقرر أن يدمج فلسفته بصورة بطل مشهور لدى الناس .. "باتمان" ..

أنت تبحث عن فلسفة .. فشاهد باتمان كما لم يظهر من قبل .. وأبرع صراع بين الخير والشر والعدالة والقانون ..
أنت تبحث عن متعة .. فهناك فيلم ظريف ملئ بالخدع عن باتمان شاهده قبل نومك .

. وعرف كل المهتمين بالسينما اسم "كريس نولان" .. واعتبروه عظيماً .. في حين إني كنت أعتبره كذلك بعد أن شاهدت فيلم "ميمنتو"


.. .....................
"كشف خدعة الفيلم"

"حقائق الفيلم"

حتى لو لم تميز خدعة الفيلم فلا يمكنك أن تنفي عن الفيلم عبقريته .. ولا فنه الخالص ..
أنت لست مطالب بحل رموز أي فيلم .. ولا تمييز الحقيقة فيه عن الخيال ..
لكن لو أردت أن تعرف الخدعة فواصل قراءة (اللهم بلغت)

الحدوتة كما رأيتها .. بالأحداث الصادقة لا المتخيلة ..

"كثيرون يفكرون في استغلال شخص في مثل حالتي"

من هو أكثر من خدع "ليني" في الفيلم؟؟
هو "ليني" ذاته !


"ليونارد شلبي" (أو "ليني" كما لا يحب أن ينادَى) هو من قتل زوجته بالأنسولين دون أن يدري..
كل ما رواه "ليني" عن "سامي" هو ما فعله "ليني" .. لكن لأنه لا يذكر شيئاً بعد الحادث فظلت الأحداث من بعد الحادث –الذي نجت منه زوجته- حتى قتلها .. تزوره على فترات .. مقتنعاً إنها لــ"سامي جنكيز" وهو اسم لشخص كان نصاباً بالفعل .. سبق و"ليني" أن كشف زيفه .. أي أن "ليني" قرر قتل الظابط الفاسد .. بعد أن أخبره الظابط بحقيقته ..
"ليني" لم يكن يعلم أن نفسه تكذب عليه .. لأنه عندما كان عقله يسجل الأحداث .. آخر ما رآه هو صورة زوجته وهو يعتقد إنها ميتة !

لذلك فهو لم يتذكر إنها نجت من الحادث ولا أنه هو من قتلها ..
أما الظابط "تيدي" ..
فهو الوحيد الذي صدقه .. وجعله ينتقم من القاتل .. لكن بعدها فكر الظابط في استغلاله من أجل المال ليقتل "جيمي" .. ومنها أضاف إلى ملاحظات "ليني" أن القاتل في الأصل تاجر مخدرات .. حتى انقلبت الآية ..
وعندما خرج "ليونارد" من المصحة صمم على الانتقام من قاتل زوجته المتخيل.. بعد أن قسم شخصه إلى اثنين .. "ليونارد شلبي" حتى الحادث .. و"سامي جنكيز" حتى ماتت زوجته ودخل المصحة ..

"ليني" يقول أن سامي لم يكن لديه هدف لينجح -بعد أن كتب كمية من المذكرات السخيفة التي اختلطت عليه- لكن هو لديه هدف عن طريق الهواية والروتين اللذان يجعلا الحياة محتملة ..
.....
وهناك مشهد تذكره لزوجته وهو في المطعم مع "ناتالي"
توقفت به صور الذكريات على صورة لزوجته وكأنها ميتة ..

وهو المشهد الذي لا يذكر أنه حدث معه بالفعل .. لكنه يأتيه على هيئة ومضات ..
.......
في نهاية الفيلم -وهو في السيارة- ستشاهد لقطة لجزء من الثانية وهو نائم وزوجته تحتضنه ومكتوب على صدره "لقد انتقمت"
في الوقت الذي كان يغمض فيه عينيه ليحاول أن يقنع نفسه أن العالم لا يزال موجوداً .. أي أنه كان يخدع نفسه بهذا الحلم أيضاً ..
"كلنا في حاجة لمرايا .. لكي نعرف أنفسنا على حقيقتها"
...........
الزوجة استخدمت "ليني" لتقتل نفسها ..
الظابط "تيدي" استخدم "ليني" ليقتل "جيمي" ..
"ليني" استخدم "ليني" ليقتل الظابط "تيدي" ..
......
"يجب أن تكون واثقاً من خط يدك"
"يجب أن تكتب مذكراتك والأهم أن تعرف أين تضعها"
"يجب أن تحذر ممن يكتبون ملاحظات عنك .. لأن هذا قد يقودك للضياع"
..............................
.......
أرجو أن تكونوا قد استمتعم بنقدي للفيلم ..
ولا يفوتك أن تقرأ -أيضاً- ترجمتي لقصة الفيلم
....

هناك 3 تعليقات:

أشرف حمدي يقول...

يااااه
مش بقولك أخويا التوأم

يمكنني أن أضيف إلى موضوعك الممتااااز بل وشديد التميز عن فيلم أعتبره انا أيضا من أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية

حينما درست المونتاج وعملت بهذا المجال اكتشفت بالفعل كم أن المونتاج في هذا الفيلم ثوري بمعنى الكلمة ، هل تعرف لماذا تم عرض المشاهد بالعكس ؟ الإرتباك ؟ هذا صحيح ولكن لماذا الارتباك ؟ الإرتباك هنا له دور رئيسي في أن يجعلك تشعر بما يشعر به البطل ، يجعلك تنسى قليلا تتابع المشاهد مثله وتفقد ذاكرتك وتقع في نفس الحيرة ، هذا حل مونتاجي عبقري جداااا وموظف على درجة مذهلة من الاقتدار والتمكن .

أنت ايضا لاحظت اللقطة العبقرية قرب نهاية الفيلم ، في المونتاج نقوم بقطع اللقطة فور أن يمر شخص ما امام الكاميرا ونأتي بلقطة أقرب لمن كان وراء الرجل ، هذه حركة قديمة ومعروفة وتعمل على مزج اللقطات بشكل لطيف وسلس لأعين المشاهد ، هذه المرة تم القطع على رجل آخر بعد أن مر الشخص من أمام الكاميرا ، اوووووه
مذهل ، لقطة مذهلة وسريعة وأقول أنها من المستحيل ان تشاهد على شاشة السينما المصرية لأن المخرج المصري عادة يحب الاسترسال والتطويل في لقطاته ، لقطة ربما كانت جزء من الثانية ولكن المخرج والمونتير يعلمان تماما أنها سوف تضيء شيئا ما بعقلك .

لا أجد ما أقوله أكثر سوى انني أشعر برغبة عارمة في تقبيلك :) وماحدش يفهمني غلط ههههههه
بجد أحييك من كل قلبي

محمد البسة يقول...

عرفت الفيلم عن طريقك فإستمتعت وإستمتعت أكثر بتحليلك رغم إن ماقمت انت بتحليله كنت انا وزميلى نحلله بعد الفيلم شكرا جدا

غير معرف يقول...

شاهدت هذا الفيلم أكثر من مرة ، وقرأت شرحك بالأمس فتمنيت أن أشاهده ثانية فى أقرب فرصة ، لحسن حظى أن شاهدته منذ ساعتين على قناة
One Dubai
شكرا جدا لشرحك المميز الذى أمتعنى برؤية جديدة للفيلم
نهى