محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

23‏/04‏/2010

"الله يفتح عليك"


عندما أسست آخر غرفة في شقتي الجديدة ..
قررت أن تكون هي عرشه القادم ..
ابتعت محمولاً ..
ووضعت فيه شريحة ..
تجعله على وضع استقبال مدى الحياة .. مدى حياتي طبعاً .. على الأقل ..
تأكدت من قوة الشبكة .. ووضعته في أحد الأدراج .. بعد أن أوصلته بشاحن ..
وقفلت الدرج بالمفتاح .. على سلك الشاحن ..
أوصلت فيشة الشاحن بالكهرباء .. وثبّتها جيداً ..
فصدر عن المحمول صوتا رقيقاً ..
خرجت من الغرفة بعد أن أغلقت شباكها وشرفتها ..
ثم أغلقتها بالمفتاح ..
وقررت ألا أخطو هذه الغرفة للأبد !
ستصبح تابو مقدس ..
لا يجوز أن يقترب منه أحد ..
لا أنا ولا غيري ..
ولا يتبقى الآن غير أن أوهم نفسي !
وألقيت بالمفتاحين في النيل!
................
كنت متوتراً بشدة ..
اَنتظر دوري في المقابلة التي ستحدد قبولي في تلك الشركة ..
أخرجت محمولي وكتبت رسالة :
"أنا دلوقتي بحاول أبين إني جامد وواثق .. بس لا أنا جامد ولا نيلة ..
ساعدني!"
أرسلتها ..
وعندما سمعت رنة خفيفة مع عبارة "تم تسليم الرسالة" .. ابتسمت ..
وتعمقت ثقتي التمثيلية إلى داخلي ..
أجريت المقابلة بطريقة رائعة , واثقة ..
وإن لم يتم قبولي !
فلم أملك إلا أن أرسلت إليه :
"أنا صحيح ماتقبلتش , بس بحبك .. اِبقى ساعدني في اللي جاي بَقى .. ماشي؟؟"
ومع "تم الإرسال" شعرت أنه يوميء بابتسامة إلي ..
.....................
أشعر بالحيرة ..
أحب فتاتين ..
لكني يجب أن اختار واحدة ..
فأرسلت إليه رسائل طويلة , وأخبرته عن مميزات كل منهما ..
فوجدتني أسهب في وصف واحدة عن الأخرى ..
ولما أتت "تم الإرسال" أدركت أنه يوافقني عليها بعد أن استخرته!
أرسلت له رسالة شكر وتقدير فأتت "تم الإرسال" هذه المرة بمعنى "اِلعفو يا حبيبي , إنت تؤمر" ..
.........................
ظلت حياتي تسير على هذه الوتيرة ..
حتى أخذت أتساءل ..
لماذا اِخترت هذه الشريحة بالذات؟؟
هذا الرقم بالذات؟؟
شركة الاتصالات هذه بالذات؟؟
هل أبرر هذا لنفسي بأن الشركات الأخرى الفاسدة وأن الشركة التي اخترتها عبقرية؟؟
لكني كثيراً ما كنت أرسل إليه رسائل , ليأتي الرد بــ "قيد التسليم" !
فهل أصبر نفسي وأقول أن العيب في بعض الشبكات الخاضعة للشركة لا في الشركة ذاتها؟؟
........................
تمر بي الأيام وأنا اَتخبط ..
أرسلت له رسائل كثيرة .. فكانت "تم الإرسال" تأتي بلا معنى واضح ..
وكانت الأمور تزداد سوءاً معي ..
وقتها قررت مهاتفته !
نعم !
فعلت!
فأنا صدقته تماماً .. بعد سنتين من إرسال الرسائل له بصورة ثابتة !
كنت أرسل إليه أحياناً بالــ 100 رسالة في اليوم ..
وأحياناً أرسل إليه تقرير يومي , كأني أسجل ذكرياتي عنده ..
ولأني لا أريد أن تبدو العلاقة بيني وبينه علاقة مصلحة فقط .
أنا فعلاً أحبه ..
هاتفته .. وانتظرت منه الرد ..
فلم يفعل ..
ربما نائما , أو منشغلاً عني ..
ربما لا يريد أن (يفتح عليا) !
لكني لم أيأس !
هاتفته آلاف المرات !!
وكانت الإجابة واحدة..
"لم يرد"
(اِفتح عليا)
(اِفتح عليا)
(اِفتح عليا)
بالتدريج أخذت أعود لذاكرتي ..
.........................
وقفت أمام الغرفة المقدسة وأنا اَرتعش ..
"سامحني"!
طرقت الباب كثيراً ..
شعرت أن هناك أحداً بالداخل ..
لو فَتَح الباب .. سيلتهمني!
الغرفة المقدسة المهجورة..
شعرت أن هناك أصواتاً تدور داخل الغرفة ..
جو قدسي مرعب ..
ابتعدت عن الباب قليلاً ..
"سامحني" !
ثم اِندفعت بقوة ..
كسرت الباب ..
الحقيقة ظاهرة الآن أمامي .. واضحة كالشمس ..
غرفة متربة جداً , رائحتها خانقة بشدة ..
اِقتربت من الدرج المقصود ..
أخذت أفتحه عنوة .. فشلت ..
أحضرت أدوات تساعدني على ذلك ..
كسرته أخيراً ..
أجد هاتف محمول , على شاشته .. آلاف المكالمات التي لم يُرَد عليها , وملايين الرسائل التي لم تُفتَح !
أرى فيه تاريخ كل الأوهام ..
أرى في تاريخ كل البشر ..
.............................
أحضر الكاميرا ..
وأضعها في مكان بارز على وضع التصوير ..
أجلس قبالها .. وأنا أمسك المحمول ..
ابتسم للكاميرا ثم أقوم بتفتيته لألف قطعة بيد الهون !!
.....................
الآن ..
لا توجد رسائل ..
ولا مكالمات ..
ولا محمول مختبيء في غرفة مغلقة ..
والحياة لا تزال مستمرة ..
تخبطي يذهب في الحياة , ليتبدل بنجاح , فيعود تخبط من جديد , فنجاح آخر .. وهكذا ..
أرى الحياة جميلة ورائعة ..
سواء أن أتت معي أو ضدي !
أفتح صدري بقوة لاستقبل النفس القادم ..
اَستمتع به ..
الآن أشفى .

هناك 4 تعليقات:

محمد حويحي يقول...

صديقي أحبك

TheOneWhoMayCareOrNot يقول...

عجبتنى القصه ده بالرغم من ان لها معانى كثير " matrix " بس حكتفى ان انا اخد منها ال انا عايز افهمه انا و بس
:-)

غير معرف يقول...

تجعله على وضع استقبال مدى الحياة .. مدى حياتي طبعاً ..
.
.
.
.
.عندما تنتهى منها وتذهب الى هناك .......ارسل لى اذا استطعت واخبرنى ماذا وجدت على الشاشه

غير معرف يقول...

هل أنت مؤمن و موحد بالله و مستنكر علي أفعال الناس اللي مؤمنين بيه حولك ؟؟
أم انك غير مؤمن بالله أصلا؟؟
أم مؤمن بالله و لكنك تستنكر عليه بعض الأفعال ذاته ؟؟؟
يهمني ان أعرف ردك ... كلامك يحوي العديد من المعاني التي تقد تخبيء وراءها مؤمن قوي بالله سئم من تصرفات من حوله أو ناكر لوجود الله أو لبعض افعاله و يريد نشر أفكاره ...
حرية الرأي لك في النهاية و لكني أريد أن أعرف ...