محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

15‏/01‏/2009

مترو..!

الشرود المعتاد هو ما حدث معي عندما أدخلت جنيهاً في ماكينة التذاكر بالمترو!
أما الشرود السوبر فهو ما حدث-أيضاً- معي عندما اندهشت من عدم تحرك العصا الحاجزة لجسدي وعدم خروج الجنيه من فتحة الخروج!
وهذا ما جعل الماكينة تحول إشارتها من سهم أخضر إلى (X) حمراء..

نظرت حولي لأتاكد من أني لن أتحوّل لطرفة يتذكرها أحدهم حين يحل الصمت كالطير فوق رؤوس مُسامريه (على غرار: النهاردة شوفت حتة موقف في المترو..موتني م الضحك)..
أذهب لأشتري تذكرة..أمر من ماكينة مجاورة للسابقة..أُنادي على العسكري المصاب بالانيميا..فَيلبي -متباطئا- بعينين غبية لا يغيب عنها نظرة خبث الفلاحين المميزة..أوشوشه.."في جنيه في الماكينة ديه (أشير إليها بدون نظر) افتحها وخده".. اتجاهل استبداله لنظرته بأخرى بلهاء شكاكة يرميني بها..أذهب لأرمي مؤخرتي على أقرب مقعد في انتظار المترو..
أعيش قصة حب بلا أطراف لمدة دقيقة ونصف مع فتاة تقابلني..تنتظر المترو المعاكس..أتخيلنا كزوجين..أمرر صورتها إلى مخي ليطهو إلي وجبته التي أحب تذوقها وامتعض عن تناولها..يُخرج لي صوراً عِدة..مشتركة بيني وبينها..كانت صوراً جميلة..باستثناء واحدة..أمزقها فوراً..وأنا أطالبه بصور أكثر..اتسلى بمشاهدة حياتي معها حتى يفرقنا قدوم المترو..
أركب..شخص يدفعني في ظهري..خجلي عن مواجهته يخبرني أنه لا يقصد..أنظر في واجهة الباب الزجاجية لألمح أكثر المميزين الذين سأختارهم لفيلمي..رجل يردد القرآن بصوت مُطرِب لأذني..
"وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى..وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى"..
فتاة متضخمة النهدين يشي منظرها بأن رائحتها كريهة..أحيانا أشعر أن مركز غباء النساء قابع في نهودهن!
اتخيل نفسي لو استيقظت ذات يوم لاكتشف أن تلك الفتاة تزاحمني الفراش..فأذهب بنفسي لتخيل آخر..
كيف ستكون أميرتي؟..
هناك فرق بين كيف ستكون وكيف أريدها..
خيالك يجعلك تمتلك العالم..
(يقترب مني النادل بورقة وقلم..يسألني: ماذا يطلب سيدي؟
حسن..
أريدها في رقة "Joan Fontaine"..
وبتعبيرات وجه "Drew Barrymore"..
وأنوثة "سولاف فواخرجي"..
وشفتا "Angelina Jolie"..
وأطراف "يارا"..
يسألني: بالنسبة للنهود حضرتك..تحبهم إيه؟
ونهد "هيفاء" الأيمن..ونهد "إليسا" الأيسر..
يظهر عليه الحرج في سؤال مختبئ في عينيه..فأخبره: ما يتبقى فليكن لـــ"Kate Winslet"..)
أُسئل أكثر من مرة.."نازل؟".."نازل؟!".." لو مش نازل ابعد عن الباب"
كنت اكتفي بايماءة رداً على كل سؤال..
هبطت بعد أول محطة..خبطت على ردفي الأيمن لأتأكد أن البناطيل الجينز قد صعبت مهمة النشل..
(وإن حكى لي صديق عن بعض النشالين الذين لم ييأسوا ولم يلعنوا الغرب الأمريكي..كانوا يستخدموا الموسى لقطع الجيب من أسفل..فتسقط المحفظة)
ربك ستر..المحفظة لم تضع..لكن التذكرة فعلت!
بدو أني قد نسيتها عندما انشغلت بندائي على العسكري..
لكني عندما ناديته..كان الأولى به أن يصوب نظره نحو الماكينة..فمعظم من يطلبوه يكون بسبب احتجاز الماكينة للتذكرة.. هو إذن رأى التذكرة بازغة من الماكينة عندما ناديته..أذكر هذا جيداً من نظرة عينيه وهو متوجه نحوي..بل وأجعل مخي يقوم بعمل زووم أكبر..ليظهر لي أنه قادم وهو يشير بإصبعه نحو التذكرة في حركة لم أفهمها..ظننتها حركة عصبية لا إرادية..لكني بادرته بطلب فتح الماكينة المجاورة ليظفر بالجنيه..لذلك كان ينظر إلي في بلاهة شكاكة..وكنت اعتقد أنها طبيعته..لكنه بالطبع اعتقد إني محشش!
وإلا لكان نبهني لنسياني التذكرة..آآآآآه حين تتبدى لك الحقيقة المُرة بعد فوات الآوان..
وقفت أمام الماكينة..وطلبت من شاب شكله (ابن ناس) أن يقطع لي تذكرة لكي أعبر فوافق وإن بقى على انتظاره..
"الجنيه؟!..فين؟!.."!
أخبرته إني سأعطينيه بعد أن ياتي بالتذكرة.."معلش أصلي مش واثق فيك"..يُصدر همهمة ساخطة ويتركني..
كانت بجواري فتاة تمر..ساحبة خلفها مؤخرتها الطرية خلفها..ففكرت أن الصق فيها فأظفر بالحسنيين..لكني لم أفعل بعدما غلبت شيطاني يا أطفال أو بعدما اختفت شجاعتي يا كبار..!
فجأة تطرؤ في ذهني فكرة..خاصة بعدما ظل العسكري يرمقني في شك..أذهب لتنفيذها عند منفذ خروج آخر..
اقتربت من ماكينة عليها (X) حمراء..وافتعل إني أُدخل تذكرة وهمية فيها..واستعد لافتعال الاصابة بالاندهاش عندما لا أعبر..
لأجدني عبرت..!
نعم عبرت..بكل بساطة..كنت اعتقد أن (X) معناها خطأ..اتضح أن معناها خطأ في حق الحكومة أن تمر بالمجان..
اللعنة على الحكومة!
بعدها..اتوقع انقضاض الكلب البوليسي -الذي يقارب الحمار في الحجم- على مؤخرتي..فيفشل توقعي للمرة الألف..
ابتاع كارت شحن..أنزل سلم..أطلع سلم..أسير في ممر لا تسمع فيه إلا أصوات طرق الأحذية وسط همس الصامتين..
فتاة ترتدي الإسدال تمر بجواري..تُوجهها عينان مغرورقتان بالدموع..أجدني أدمع على الرغم مني بمجرد النظر إليها..
عادة تصاحبني منذ الصغر..عيناي تدمعان في صمت حين تشاهد نفس الفعل في مثيلتيهما!
أذكر أني أقف أمام المصاب بالزكام مغرورق العينين أكثر منه..بل وأصبح سماعي لصوت مزكوم-حتى لو كان في الهاتف- مرتبط شرطيا -عندي- بزيادة نشاط الغدد الدمعية..الغريب أن البكاء بصوت قد يٌصيبني بنوبة ضحك!
لماذا تبكي الفتاة؟
لأسباب عدة..أهمها لا يُهمني..لأني لن أقدر على مداوتها..
أصعد سلم..أتوجه نحو ممر آخر..انتهي منه..أصعد سلم..انتظر بعض الأدعية المجانية لبائعة المناديل العجوز -الجالسة على أعلى درجة تستظل بدفء الشمس- على أمل أن أناولها جنيهاً لتعطيني كيس مناديل متجاهلاً نصف ثمنه كما يفعل السواد الأعظم..
أجد شخصاً يناولها جنيهاً..فتُعطيه كيس المناديل..فلا ينصرف..يطالب بالباقي..أقف لأنظر إليه بقرف..وأسعد كثيراً لأنه لاحظ نظرتي..وإن بقى الوغد على مطلبه..
لا!
هذا ليس من حقه..
فلسنا روبوتات..
السيدة تخبره "معيش فكة"!
هذا كذب..لكنه حقها..فتصل به درجة الوقاحة بأن يطلب كيس مناديل آخر..يأخذه ويذهب..
أتوجه نحوها لأحقق بعضا من العدالة..
لو طُلبت بعدها في التحقيق..فسأقول للقاضي:

"إن الغزال في حاجة لبعض الحشائش قبل أن تكون الأُسُود في حاجة إليه"
أخرج من المترو.

...............................

هناك تعليقان (2):

Amr Magdi يقول...

رائع ما تكتب يا دكتور أحمد

عرفني محمد نجم على مدونتك

ومن الواضح أن الله اختصك بموهبة كبيرة في الكتابة وقد وضعها في شخص يستحقها


من فضلك لا تنعت النهود بالغباء .. ولكن انعت بذلك من يلعقها .. هههههههه


تحياتي لك

أتمنى أن نتواصل دائما

يوسفيات..محمد يوسف يقول...

نعم عبرت..بكل بساطة..كنت اعتقد أن (X) معناها خطأ..اتضح أن معناها خطأ في حق الحكومة أن تمر بالمجان..

اللعنة على الحكومة!

ودمتم