محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

03‏/01‏/2011

"بنك الدم"

هذه التدوينة إهداء لكل من اتهمني بالمبالغة في التدوينة السابقة.. اللي فاكرين إن مصر هي اللي بيشوفوها في قهاوي وسط البلد, وناسيين حاجة اسمها صعيد..

مقتطف من مذكراتي أثناء تكليفي بفترة التدريب في مستشفى الجامعة بأسيوط لشهري يناير وفبراير 2009..

.................................
كنت في بنك الدم ..
أقوم بسحب الدم من المتبرعين -غالباً أقارب المرضى- بعد إجراء توافق الفصائل, وباقي الاختبارات الأخرى.
........................
ذات يوم..
أتى متبرعان معاً..
أمرت كلاهما بالإضجاع على سريري التبرع.. وأن يظهرا ساعديهما..
وأخذت أسجل بياناتهما من البطاقتين..
هما فلاحان من "أبوتيج" بأسيوط.. و"أبوتيج" به أكبر تعداد للمسيحيين في الجمهورية على ما اَعتقد..
المتبرع الأول مسيحي..
المتبرع الثاني مسلم..
المتبرَّع إليه هو والد المتبرِّع الثاني..
أحضرت قربتين من الثلاجة, وعدت إليهما..
ذهبت للمتبرع الأول..
ووجدت وشماً لصليب هائل الحجم عليه المسيح, يحتل ذراعه بأكمله..
ربطت أسفل عضده..
فأخبرته بمزاح: "العـِرق الظاهر هو اللي عند راس المسيح.. اسمحلي أشكه"
فضحك.. وأخبرني أن أفعل..
وضعت الإبرة.. وانطلق سائل الحياة الأحمر ليملأ القربة.. قمت بتثبيتها -الإبرة- بلاصق..
وذهبت للمتبرع الثاني..
فوجدته يرتجف..
أخبرني أنه لم يتناول إفطاره, فهل يصح طبياً لو تبرع بالدم؟؟
فأخبرته أني سأعطيه العصير المجاني الآن.. ليتناوله أثناء التبرع لا بعده..
فتحت له علبة العصير وضعتها في يده.. فوجدته يرتعش أكثر..
أخذت أطمأنه.. فسألني عن مدى ألم الإبرة..
فأخبرته إن كان رأى تقبل صديقه للأمر بكل بساطة.. وها هي قربته قد قاربت على الامتلاء..
فطلب مني أن أُدخـِل الإبرة بيسر.. فوعدته أن أفعل وألا يقلق وأن ينظر بعيداً عنها..
لكنه انتفض فجأة, وألقى بعلبة العصير.. وخرج مهرولاً..
رفض التبرع.. رغم أن صحته تبدو جيدة ولا يوجد أي أثر للأنيميا أو لتاريخ مرضي.. وضغطه سليم..
ذهبت للمتبرع الأول.. كانت قربته قد قاربت على الامتلاء..
نزعت الإبرة.. فأخبرني:
"شوف الخول.. مش عايز يتبرع لأبوه!"
أخبرته أنه خائف بطريقة غريبة.. هذا يحدث..
قال:
"صلي ع النبي يا دكتور"
ثم أخبرني أنه تبرع بدمه لأخته منذ أسبوعين..
فصرخت فيه: إنت بتهزر؟؟؟؟
أخبرته أنه يأتيني أكثر من 100 متبرع يومياً.. غير أني أفضل أن أخبر المتبرِّع بالنصائح المتبعة بعد أن ينتهي من تبرعه.. وبالتالي اَعتمد على أن الطبيب الذي سحب دمه أن يكون قد أخبره بعدم التبرع ثانية قبل ثلاثة أشهر من آخر تبرع بالدم.. غير إن المفروض أن يخبرني المريض بهذا..
فأخبرني أنه يعلم أضرار هذا.. كما أخبره الطبيب..
لكنه برر هذا بأنه يريد أن يتبرع للرجل الذي يحبه.. والد صديقه النذل (الصديق النذل)..
ولا يهمه ما سيحدث له..
أعطيته علبة العصير..
وطلبت من العامل أن يحضر بعض شطائر الفول.. وتناولت فطوري معه.. ثم أعطيته علبة عصير أخرى وشريط برشام حديد, وصافحته باحترام مشدداً عليه ألا يكرر فعلته هذه ثانية.. ورحل.
قد يبدو الأمر عادياً ولا يحتمل أي تهليل أهطل حول الوحدة الوطنية والتسامح الديني والانصهار الوطني وغيرها من المصطلحات الإعلامية الساذجة.. لأني غالباً أرى هذا التسامح من جانب المسيحيين أكثر من المسلمين.. في الحالات النادرة التي ألحظها..
لكن الأمر الغير عادي.. هو ما حدث بعد يومين.. عندما كنت في غرفة بنك الدم الملحقة بثلاجة حفظ أكياس الدم الممتلئة..
تلك الغرفة التي يجب أن يشرف عليها نائب طب تم تعيينه أو ينتظر التعيين..
كانت نوبتجية في الفجر..
ومعي النائب الذكر الوحيد الذي ينتظر تعيينه من بين أكثر من 20 نائبة..
أتت ممرضة من قسم الجراحة.. تطلب قربة دم لأحد المرضى فوراً..
المريض لم يجد من يتبرع له بما يتوافق مع دمه.. فسيضطر لدفع 180 جنيه ثمناً لكيس دم محجوز في الثلاجة..
أخبرني النائب أن أبحث في الثلاجة الاحتياطية عن فصيلة "O -".. قلبت محتويات الثلاجة رأساً على عقب..
وأخيراً وجدت كيس مكتوب عليه "O -" ذهبت به إلى النائب.. وضع الكيس أمامه ليسجل بياناته المكتوبة من على لاصق على كيس الدم..
فتوقف.. وأخبرني: "تعالَ نشوف كيس غيره"
أخبرته: "لا يوجد غيره.. والتاريخ سليم والفصيلة سليمة.. والتحاليل سليمة؟؟"
لم يرد وأخذ يبحث في الثلاجة عن كيس آخر.. لم أفهم وجهة نظره..
فأخبرني أن أنظر على الاسم المدون على القربة..
نظرت.. كان "محمد أحمد اسماعيل"..
ماله؟
قال: آه صحيح.. م انت ماشفتش اسم المريض على تذكرة الممرضة..
سألته: اسمه ايه؟
قال: صمويل حنا فكري
سألته: يعني؟
قال: يعني ما يصحش ناخد دم واحد مسلم عشان نديه لواحد نصراني.. انت حتى مسلم وعارف!
الصدمة ألجمتني.. وحاولت أن أمنع نفسي عن إطلاق "أحااااااا" مدوية بصعوبة بالغة..
سألته: ولو مالقيتش كيس دم لواحد مسيحي.. هتعمل ايه؟؟
سألني: مش عارف.. انت ايه رأيك؟
قلت: أنا رأيي تديله كيس الدم.. وتروح تستغفر ربنا ألف مرة لما تروح..
قال: أنا نسيت صح إنك مابتصليش.. أنا هاخد رأيك إنت؟؟
(المشكلة إن كيس الدم يستحيل أن يخرج إلا وعليه إمضاء من النائب)
أخبرته: المريض محتاج كيس الدم ده ضروري..
قال: إنت مش فاهم دينك..
قلت: وإنت اللي فاهمه؟؟
نظر إلى بدهشة..
قلت بابتسامة وأنا أجز على أسناني: يا دكتور.. كيس الدم ده لازم يطلع للمريض..
قال: ده بأمارة إنك رئيس القسم يعني؟؟
قلت: لو كيس الدم ده ماطلعش هكتب فيك شكوى..
قال: حلو أوي عشان كمان أكتب شكوى عن طبيب اِمتياز بيدخن في طرقة المعمل..
قلت: إنت لو كتبت فيا شكوى آخري هعيد شهرين بنك الدم.. وهفضل قاعدلك.. أما أنا لو كتبت فيك شكوى هتأثر على التعيين بتاعك وانت ماعندكش واسطة.. خاصة وإنت معاك طقم غيلان من الــ (Staff)..
أخبرني أنه سيتولى أمري فيما بعد.. وتظاهر بالبحث عن كيس آخر..
حتى أخذ كيس الدم وهو ممتعض ويتحاشى نظراتي.. وقام بتسجيل بياناته وأعطاه للممرضة..
وأنا أراقب كل انفعالات وجهه..
أن يأتي مثل هذا الخراء من نائب في قسم كلينكال باثولجي.. سيصبح أستاذ جامعة وفي واحدة من أرقى الكليات بعد حين!
فهذا ليس إلا مثال بسيط من الكارثة التي نتعامى (من العمى أو سلوك النعام) عن وجودها..
وتصبحون على وطن..
.....................



هناك 13 تعليقًا:

الشيخ الفلتان يقول...

جبت اللي في القلب !!!!

اشكرك

غير معرف يقول...

مع أحترامى بس ده مش قاعدة..الشخصيات ديه موجودة فعلا بس مش ده الأساس يعنى..و التدوينة الأخيرة أنا شايف ان فيها مبالغة شديدة فعلا

غير معرف يقول...

وطن؟!


مصر مش أمي
..
دي مَـرَه وسخه


أحمد

Mona يقول...

السنة الى فاتت كتبت بوست كان من ضمنه التميز ضد الأخوة المسيحين وكانت بعض التعليقات مندهشة جدا أنه ده موجود وكأنى أنا الى من كوكب أخر وده كان من سنة ولازلت عند رأى لاننى أنا كمسلمة بأشوف ده وبأسمعه طبعا مش من كل الناس لكن من أقلية والأقلية ديه أمثال ما ورد هنا تكفى لحرق وبلبلة الأفكار الطيبة والحميدة والحلول أننا نتبع ديننا صح ويكون فى رقابة على القنوات والمناهج وعلى خطب المساجد ويكون فيه شراكة فى كل شىء بين المسلم والمسيحى لاننا مصريين الحلول سهلة وبسيطة مش محتاجة غير ناس عندها وعى بعيدة عن التشدد والوهابيبة والسلفية
أنا مش حأعلق على البوست السابق رغم أنى قرأته لأنى حاسة أنك كتبته تحت مشاعر غضب هائلة بل وعنيفة جدا - تحياتى

غير معرف يقول...

مش مقياس يعنى كلامك..وانك تعمم ده
ده تصرف شخصى من واحد جاهل
وممكن لو كان مسيحى كان يعمل العكس برده
المشكلة مش فى الدين ..المشكلة فى الاشخاص

dr.lecter يقول...

انا اللي بعتذر لك يااحمد لاني اتعرضت لضغوط علشان امسح البوست اللي فات بتاعك علي الفيس لان الناس هاجمتني

انا متاكد من كل كلمه انت بتكتبها لاني فعلا اتعرضت لمواقف كتيره شبهها

مواطن مخنوق يقول...

انا كان لى صديق اجنبى و ذهبت به لأحد اطباء الاسنان فى أسيوط وهو طبيب مشهور وسلفى .. وعندما كان يعالجه الطبيب دخل فى حوار معى بالعربيه تطور الى اتهام المريض الانجليزى بالعماله و الجاسوسيه

هل تعتقد إن كنت مكان الشخص المريض ستشعر بالأمان ؟

الأشخاص اللى بيقولو بلاش تعميم اقول لهم ايضاً ان مروه الشربينى حاله فرديه بل ونادره جدا فلماذا دوشتونا.. واقول لهم الرسام الدانماركى حاله فرديه فلماذا كنتم هائجين ورواية سلمان رشدى (آيات شيطانيه )هى روايه واحده فرديه

أحمد لم يبالغ فى عنصريتكم وكرهكم لكل ما هو مختلف عنكم

أنا لا أعلم لماذا نتعامل بدون انسانيه وعدم قبول للآخر وكأن الآخر سواء كان شيعى أو مسيحى أو بهائى أو يهودى أو ملحد هو انسان لا يشعر وعنده سبع ارواح ولديه طاقة احتمال تفوق طاقتك

ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء وأشك فى ذلك

إنسان || Human يقول...

بالفعل هناك تفكير معوق مبتلي به الكثير
واكيد الناس دي عار على دينها ...سواء كان مسلم أو مسيحي
الإسلام عمره ما بيقول كده ولا بيدعو لكده أبداً..المجتمع كله بايظ يعني جات على دي ومش هاتكون بايظه
الأمثله كتير عن الأفكار الكتير اللي بنتعرض ليه في حياتنا للأسف ...المطلوب اننا نواجهها
التطرف موجود في الإسلام وموجود في المسيحية ...
مش قدامنا غير ان احنا نكون مثال للإسلامنا الحقيقي اللي بيشجعنا على احترام الاخر أياً
فقط فالنقتدي بالرسول
حين مرت جنازة يهودي ووجدوه يقف احتراماً له فاستغربا
فقال : أليست نفسا
...........
هناك تعقيب صغير على البوست السابق
مش عارف انت ممكن تكون في حالة غضب بس ماينفعش بأي حال من الاحوال تقول
" مشغل قرآن بصوت حمار بينهـّق "
مهما كان هذا كلام الله .....
وافترض مثلا مثلا يعني لو واحد مش مؤمن بالقرآن ماينفعش كما يتناول بإستهزاء ويقول
ألم تستشعر الإعجاز في "كهعيص"؟؟..
لأن إنت وغيرك من الناس اللي واعيه وفاهمه من المفترض ان هما يكونوا بيحترموا معتقد الاخر حتى لو كان بوذي
......
تقبل تعليقي ومروري

احمد خليل يقول...

صديقى العزيز
نحن نعيش واقع شديد القتامة وللاسف الاغلبية لاتدرك مدى الانحدار الذى وصلنا الية ،ليس وسط الاميون الذين يمثلوا 50 %من شعبنا ولكن وسط المتعلمين !!
التخلف اصبح له السيادة والكلمة العليا
تقبل صداقتى واحترامى

غير معرف يقول...

Dear Dr ,

Alsalamo Alikom,

I am one of your older colleges in a close by university. I am Muslim
I want to tell you one story, My Blood grouping is O negative before my Masters Exam while I was in vacation they call me at home to gave blood for a Christean lady, the exam was the next day. I went ..gave her my blood, and next day a Muslim Prof asked me why he feels like I am sleepy and my friends told him what happened the day before .. he gave me full mark without asking me any question...

I am sorry for writing in English, I have no Arabic keyboard I am abroad

Mohamed

رنا الأخرى يقول...

يعنى انت عاوز تقنعنى ان عربيات لم الدم اللى ماليه الشوارع دى وقاعدالنا فى الجامعه عمال على بطال دى بتحوش الدم وتقسمه مسلم ومسيحى !!!!!

انا دلوقتى اقدر اقول على مصر بلد المشخصناتيه !!!
مفيش حد يفتح كلام ويبدأ يدى عبر وحكم ومواعظ الا اما يقول دا انا حصلى ووقعت فى مش عارف ايه

مفيش حد يجى يقولك دلييييل صحيح كدا ان فى تحرك شعبى كامل من الطائفه المسلمه تجاه الطائفه المسيحيه أو العكس وفى عندك واحد اتنين تلاته واللى هيفتح بقه يقول لا هاخرم عينه بالدليل!!

ادينى قلبتها طوائف فى الكلام زى ما انتوا عايزين

انتوا!!! مين !!! الله دا انا باشخصن انا كمان !!

عارف العيب فين بقى
فى الجذور ... البلد اللى يبوظ دماغ مثقفينها دا لو فيها مثقفين اصلا واشك
يبقى طبيعى تمشي بالمقلوب

مستويات القراءة والاطلاع قد ايه قوللى !!
الله دا انا باحور عليكوا وهاطلعكوا من القضيه !!!

لا يا سيدى لو فى فى البلد دى ناس واعيه وشايفه الدنيا بره خرم الابرة مكانش دا هيبقى حالنا

adel يقول...

كمل وانا وانا ممكن برضه احكيلك حاجات بالعكس من عندنا

الناس مش فاهمة ان الصح نصارخ نفسنا ونعالج الحاجات دي
بدل ما ندفن رؤسنا في الرمل
سوري ندفن جثثنا في الرمل

شريف القاضى يقول...

أنا لست مندهشا من تفكير شخص متعلم وعلى درجة عالية من العلم, لان السبب للاسف مش فى درجة التعليم أنما فى طريقة تعليم الدين للطرفين...