محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

21‏/02‏/2010

"سوهاج 1998"

كانوا قرابة 20 فرداً ..
أعمارهم تتراوح ما بين 12 حتى 17 سنة ..
جمعتهم منطقة واحدة .. كورنيش النيل بمحافظة "سوهاج" بصعيد مصر ..
البعض يدرس في مدارس إسلامية خاصة ..
والآخر في مدارس حكومية ..
...............
كل يوم ..
كانوا يجتمعون في ميعاد محدد ..
الساعة الخامسة مساءً ..
في تلك الساحة المربعة .. حيث تشكل أحد أضلاعه حجارة متدرجة , بينما الأضلع الأخرى تشغلها عمارات وما بينها من طرق .. تمر خلالها بين الحين والحين سيارة ..
(كان هذا قبل أن تُحتَل تلك الساحة بعمارتين .. مما اضطَّر الجيل الجديد لتقسيم أنفسهم , للعب الكرة أمام مدخل أي عمارة كــ"جون مشترك")
ينزلون من بيوتهم بملابس الكرة المتواضعة , أو أي لباس بيتي مهمل , شورتات أو بناطيل .. مع تيشيرتات.
....................
1
"صبري"

...................
يرقب "ماجد" المكان من حوله ..
يمر شابان , فيشير لــ"صبري" بأن يتوقف ..
بعدها ..
"يلا , بسرعة"
يقفز "صبري" لشرفة شقة مهجورة في الدور الأول , ثم يلقي إليهم بعلب السمن , التي بها عصيان طويلة , مثبتة بالأسمنت , تعمل عمل العوارض , ثم يلقي بالكرة , والجوارب والكوتشيات .. التي كانوا يحتفظون بها هنالك ..
كان "صبري" ابناً لموظفيّن في الحكومة , في حالهما ..
له أخت واحدة , على علاقة بأحد أصدقائه ..
وكانت الشلة كثيراً ما تتندر عليها من وراء ظهره ..
يقولون أن "صبري" على علم بهذه العلاقة , لكنه يفتعل عدم الملاحظة ..
كان غامق البشرة , متواضع الملابس , يخرج للتنزه مع أصدقائه بلباس اللعب , منظره قد يوحي أنه صبي ميكانيكي , لا تلميذ نابغة ينتظر دخول الطب , لتفوقه , قصير جداً , رشيق جداً , سريع جداً .. فكانوا يعتبرونه قوة هائلة لأي فريق .. وعندما يذهب "صبري" لفريق فلابد أن يذهب "ماجد" -الحريف- للفريق الآخر ..
..............
2
"ماجد"

................
و"ماجد" هذا كان إسكندراني الأصل .. تم نقل والده إلى سوهاج بسبب ترقية!! ..
عرفنا فيما بعد أن والده كان أمين شرطة (كان بيذاكر) وأصبح ظابطاً..
وأنه خُير بين أن يظل أميناً في الأسكندرية أو أن يكون ظابطاً في سوهاج .. فاختار الثانية ..
الأم كانت غير محجبة .. وكان هذا غريباً جداً على محافظة "سوهاج" بعد منتصف التسعينيات ..
كان الجميع -جيران وأصدقاء- يعبرون عن دهشتهم لعدم ارتداء أم "ماجد" للطرحة! ..
مما دفعها لارتداء "إيشارب" , استطاع أن يسكت معظم الأصوات وإن بقى الآخر ليعلن أن هذا ليس بالحجاب الصحيح ..
كان "ماجد" أكبر الشلة , وقتها .. كان الوحيد منهم الذي سيذهب للجامعة في العام المقبل ..
وكان هو زعيم الشلة , ذكي جداً , لماح جداً , يحترم أصدقائه معظم الوقت , وإن كان في أوقات معينة تجده قاسياً\ساخراً .. مع\من أحدهم .. فيتندرعليه (يشتغله) , ويمارس عليه حركات ذكورية كأنه يعتبر الصديق هذا إمرأة ..
تلك المشاكسات التي تنتهي أحياناً ببكاء المقصود منها .. بعد أن يتوحد أفراد الشلة في صب جام سخريتها عليه .. حتى لا تهرب منهم متعة اليوم ..
............
3
"مجدي"

.............
لكن حدث مرة أن غضب "مجدي" كثيراً بعد أن ظل يتلقى سخريات الجميع لساعتين .. حاول فيهما أن يغير دفة الموضوع إلا أنهم ظلوا على سخريتهم منه , فتركهم غاضباً ..
حاول بعض الأصدقاء مصالحته , إلا أنه أبى .. فتركوه يذهب ..
هذا أمر معتاد .. أن يغضب شخص ثم يعود اليوم الثاني , وكأن شيئاً لم يكن ..
لكن هذه المرة ..
وبعد أن ذهب "مجدي" إلى بيته بربع ساعة .. عاد إليهم .. ومعه والده!
توقف الأصدقاء عن الكلام والضحك والسخرية من الضحية الجديدة .. مع منظر الأب الغاضب القادم إليهم ..
الأب يتوقف أمامهم , وبجواره ابنه ..
"مين فيكم (ماجد)؟"
"ماجد" يبتلع ريقه : أيوة , أنا !
فينطلق لسان الأب –وكيل الوزارة السابق- بأقذع الألفاظ تجاه "ماجد" , ويسأله عن أبيه وأمه وتربيته .. ثم يدفعه في كتفه أن يذهب لبيته ..
"ماجد" يفعل بكل خوف ..
واحتراماً لمكانة رجل كبير غاضب ..
بعدها ..
بقى "مجدي" خائفاً من النزول من بيته .. لأسبوع .. حتى طمأنه الأصدقاء أن "ماجد" قد نسي ما حدث ..
فعادا صديقين من جديد ..
...............
4
"حسن وحسين"
...............
هناك عائقان .. يأتيان على التبادل ..
يجعلاهم لا يستمروا في لعب الكرة ..
الأول..
كان صياح والد التوأمين (حسن وحسين) ..
كان يسكن في الدور الأول ولا يستطيع النوم بسبب خبطات الكرة .. رغم أن ولديه كانا يلعبان معهم ..
ولشد ما طلب الجميع أن يتوسطا إليه , فيتركهم يلعبون .. لكن يعود الابن الأكبر -"حسن"- ليقول :
"مافيش فايدة! .. أبويا وأنا عارفه كويس , راجل ابن وسخة"
وكان يغضب بشدة لو شتموا أبيه معه!
العائق الثاني ..
هم من يُدعون بــ "عيال العرب" ..
كانت منطقة الكورنيش كلها عشش , وعشوائيات .. يسكن فيها الميكانيكية والسباكين ورعاة الغنم .. وبائعي الخضار ومن يسرح بجرجير أو فجل ..
منهم الطيبون الذين يتميزون بالرضا ..
منهم البلطجية الذين يغلفهم الحقد ..
كانوا يقيمون بيوتهم البسيطة وعششهم الهشة في منطقة الكورنيش .. قبل أن تستولي عليها الحكومة بإيعاذ من مقاول شهير لعلاقاته القوية في الحزب الوطني ..
وتم تحويلها لمنطقة سكنية راقية ..
وتُركت فقط مساحة صغيرة جداً ليتكوم فيها هؤلاء الفقراء ..
وكان صبيان المنطقة يخشون من إجرام "عيال العرب" كما يدعونهم ..
فكان "عيال العرب" هؤلاء يتعاملون مع أبناء منطقة الكورنيش الجدد كأنهم محتلين , غاصبين ..
فتعددت جرائم السرقة والاعتداء في المنطقة ..
وكانوا عندما يمرون مصادفة على هذه الشلة وهي تلعب الكرة .. يمارسون مضايقتهم عليهم ..
حتى يتدخل شباب المنطقة الكبار أو الآباء ذوو المهن السيادية في المحافظة ..
غالباً .. كان والد "ماجد" يرسل العسكري معه ليحرسه أثناء اللعب!
(ومع مرور الوقت اختلط هؤلاء بهؤلاء .. وأصبح جميعهم –أبناء العرب وأبناء الكورنيش- متسكعين على المقاهي بشهادات تعليم عالي)
...............
عندما ينتهون من لعب الكرة في الــ 6 ..
ويغرقوا جميعاً في العرق ..
وبعضهم يصاب في ركبته نتيجة عرقلته على الأسفلت ..
يذهبون بعدها إلى الزير القريب , ليتجرعوا المياه ذات الطعم الرائع , بعد هذا المجهود ..
ثم يبتاعوا الــ "لوليتا" من السوبرماركت القريب ..
ينزعون رأسها بأسنانهم ويمصون فيها ..
البعض كان يشرب المياه الغازية ..
كانت الـ "لوليتا" بعشرة قروش , وزجاجة الكوكاكولا بأربعين قرش ..
.......
يذهب "مجدي" للاستحمام .. ويحاول تقشير طبقة الدم المتجلطة على ركبته , وهو تحت الدش ..
يجلس في البانيو .. يطأطئ رأسه .. يجعل من عضوه ميكروفوناً , يغني من خلاله .. حتى يطرق الأب على الباب ..
فيخرج "عبدالرحمن" من الحمام .. ويرتدي ملابس الخروج .. ويجلس أمام الكومبيوتر ليلعب "فيفا 97" أو WWF ..
بينما "الحسيني" يستمع إلى (شريط) عودوني لــ "عمرو دياب" .. ويحاول أن يحور كلمات أغنية "خلصت فيك كل الكلام" إلى أغنية جنسية .. لكنه يفشل ..
فيرتدي "صالح" ملابسه .. ويخرج .. ليجلس على الكورنيش ..
يجد البعض قد تجمع ..
فينادي على "تامر" .. الذي يجيبه من شرفة الدور الثالث .. فيطلب منه أن يهاتف "أحمد رمضان" .. فيخبره "تامر" أنه سيأتي بعد دقائق , وكذلك "عبدالرحمن" و"حسن" و"حسين" و"ماجد" و"مجدي" ..
دقائق وتتجمع الشلة على الكورنيش ..
وتبدأ رحلة التنزه ..
...................
5
"مينا"
................
"الواد (مينا) هناك آهو"
يصيح "عبدالرحمن" بهذا ..
"مينا" يلحظهم , فيهرول مسرعاً ..
فيهرول أفراد الشلة , كلهم .. خلفه ..
حتى يمسكه "صبري" ..
فيلتف الجميع حوله ..
"أحمد رمضان" : ها يا "مينا" عايزنا نعمل فيك ايه المرادي؟؟
"ماجد" : طب ما تيجي يا عيال نضرب فيه لغاية ما يأسلم .. وينطق الشهادة ..
يضحكون ..
"عبدالرحمن" : والله فكرة!
يقترب منه : "اِنطق الشهادة يا مينا"
"مينا" لا يرد ..
فيصفعه "عبدالرحمن" بشدة .. فتسقط نظارة "مينا" أرضاً ..
ينحني ليتناولها .. فيضربه "تيفا" ببوز حذائه في رأسه ..
ويقول : "مسيحي ابن دين كلب , بريحة نجسة"
يتساءل "أحمد رمضان" : "يا ابن الجزمة ع الضربة , إنت جيت امتى ياض يا (تيفا)؟"
"تيفا" بابتسامة : أنا موجود يا باشا على طول ..
يتوجع "مينا" وهو على الأرض ..
فيتدخل "ماجد" لينهضه .. ويعطيه النظارة ..
"يلّا , روح على بيتكم على طول"
"مينا" يرحل وهو مضطرب الخطوات ..
"صالح" : ياخي مخلتهوش ليه ينطق الشهادة؟؟ مش كنّا كسبنا ثوابه!
"ماجد" : ماهو كان هيقولها وهو مش مقتنع .. عشان بنضربه ..
"حسن" : "المهم يقولها وخلاص , حتى ياخد عليها ثواب"! ..
"ماجد" : طب افرض مش مقتنع من جواه .. زيي كدة!
"حسين" : زيك إزاي؟
"ماجد" : أنا مش قادر اتخيل إن ربنا موجود , مش عارف إزاي ..
فهاج أفراد الشلة على "ماجد" .. وحاولوا أن يقنعوه أن الله موجوداً بطرق طفولية ..
حتى تدخل "تامر" : إحنا هنقعد نتكلم في كلام فاضي يا جماعة !.. مش هنخلع ولا ايه؟؟
فيذهبون ..
....................
6
"تيفا"

...................
يلحق بهم مسرعاً "تيفا" –أو عبداللطيف- الذي كان يبتاع كيس كاراتيه .. من الكشك القريب ..
كان في الإعدادية وقتها .. هو أصغر أفراد الشلة ..
دمه خفيف , ومنظره لطيفاً , ودوداً , كخِنزير دانماركي ..
وكانت أسرته الفقيرة تتعيش من مساعدات الأقارب الأغنياء الذين لم ينسوهم ..
هو أتى لوالديه على كبر بعد امتناع دام طويلاً عن الإنجاب ..
.................

يسيروا على كوبري أخميم ..
(الكوبري الوحيد في المحافظة ذلك الوقت) ..
وتبدأ متعتهم ..
والمتعة لها قواعد ..
لا نساء كبيرات في السن ..
لا فتيات محجبات ..
لا أخوات وأقارب وجيران لأي فرد له مكانته في الشلة ..
..................
كان أشد أفراد الشلة سفالة هم "ماجد" , "أحمد رمضان" , و"تيفا" ..
وكُلٌ يحاول أن يحرز أعلى رقم عن الباقيين ..
وكان الفائز غالباً هو "تيفا" ..
"ماجد" يبرر هذا بأن "تيفا" لا يزال (عيل) , فالبنات لن تشك في أمره , حين يقترب منهن , وسيعتبروه مجرد طفل عابث , لا أكثر .. فيدفعه هذا للمزيد ..
وحتى في أوقات إعلان توقف التنافس .. كان "تيفا" لا يهتم ..
فيترك عصير القصب .. ليجري مهرولاً نحو الفتاة ليقرصها من نهدها أو ينال مؤخرتها بإصبعه ..
وكان "ماجد" يغتاظ كثيراً منه لعدم احترامه القواعد ..
فهم الآن في مكان ثابت .. أمام بائع العصير ..
لا يجوز فيه أن يظلوا على تنافسهم ..
"آدي آخرة اللي يمشي مع عيال"!
وكان "تيفا" لا يهتم بقواعد الزعيم ..
فكان رد فعل "ماجد" أن يأمر كل أفراد الشلة بعدم النظر إلى "تيفا" وهو يفعل ما يفعله بالفتاة ..
حتى لا تحسب له النقطة!
وكان غير هؤلاء الثلاثة دائمي التحرش (الذين ذكرناهم) ..
منهم من يفعل مثلهم لكن كل فترة وأخرى ..
منهم من يفعل نفس الفعل لكن في الخفاء .. تظاهراً بالأدب أمام باقي أفراد الشلة..
وإن كان معظمهم لا يفعل هذا ويكتفي بالفرجة والضحك .. وهم يقلدون صراخ وسباب الفتاة التي انتهكوا عرضها ..
.............
ذات نزهة .. كان فيها معظم أفراد الشلة .. على الكوبري ..
كانت هناك فتاة قادمة ..
فميزها الجميع على أنها .. أخت "صبري" .. الذي كان خارجاً معهم -وقتها- للتنزه بملابسه المتواضعة ..
كان "تيفا" لا يعرف أنها أخت "صبري" .. فأراد "ماجد" أن يمارس ألاعيبه مع "صبري" ذي الشخصية الضعيفة ..
فهمس "ماجد" في أذن "تيفا" أن يذهب ليسجل (البونت اللي هناك) ..
فاعترض "تيفا" : ديه محجبة!
فقال "ماجد" –بنفس النبرة الهامسة- : "بس مش محترمة في مشيتها"!
وبسرعة انطلق "تيفا" ..
في الوقت الذي كان فيه "مجدي" –المسترق للسمع- يقول لــ "ماجد" هامساً :
"إنت كدة هتخلي "صبري" يولع يا معلم"!
"ماجد" يغمز ويقول : "مش "صبري" بس وحياتك"!
"مجدي" يفهمه , فينطلق في الضحك في الوقت الذي كان فيه "تيفا" يجذب الفتاة من صدرها , ثم يهرول ..
يمتقع وجه "عبدالرحمن" ..
ويذهب إليها مسرعاً أخوها "صبري" ..
يخبرها أنه عيل مجنون ..
وانتظرنا رد فعل "صبري" على ما فعله "تيفا" إلا أنه لم يعاتبه حتى !! ..
وظل "تيفا" مختبئاً عن عيني "صبري" خشية العقاب بعد ما علم أنها أخته ..
وقال "صالح" لــ "تيفا" :
"أنا لو مكان "صبري" كنت رميتك فـ البحر"
...................
وضاعف "عبدالرحمن" إحساس "تيفا" بالذنب من هذا .. بأن أخبره أن يتوقف عما يفعله ..
فرد عليه "تيفا" وقتها .. أنه ليس لديه أخوات فتيات .. فلا يوجد ما يخاف أن يُرد فيه ..
فأخبره "عبدالرحمن" أن هذا قد يحدث لزوجتك أو ابنتك أو أمك حتى .. أو أي مصيبة أخرى غير هذا !!
فامتقع وجه "تيفا" .. ومن وقتها لم يمارس ما كان يفعله ثانية!
"تيفا" لم يكن يعلم أن "عبدالرحمن" على علاقة بأخت "صبري"!
................
أيضاً "مجدي" أخبر "تيفا" بكلام مشابه لكلام "عبدالرحمن" ..
الأمر الذي جعل "تيفا" يبكي كثيراً وهو يقسم على عدم تكرار فعل هذا ثانية ..
على أي حال , "تيفا" أقسم على ألا يتحرش بفتاة ثانية !
وإن كان "مجدي" يمارس التحرش لكن دون أن يراه أحد أو أن يخبر أحداً !!
......................
7
"تامر"

................
يشربون عصير القصب -بربع جنيه الكوباية الكبيرة , وبــ 15 قرش الصغيرة- بعدما ينتهوا من أكل الكشري من عند "جحا" ..
كان طبق الكشري بــ 1جنيه , و2 جنيه , و3 جنيه .. وهناك الكمالة بِنُص جنيه ..
جميعهم يطلب الكمالة كأول طلب !! ..
حتى من يريد أن يأكل أكثر -لأنه لم يتناول الغداء في بيته- , فيطلب 2 كمالة!
وكان عمال المحل يتوصون بهم , فهم زبائنه الدائمون ..
كان "عبدالرحمن" يضجر من "صالح" لأن الثاني يأكل الكشري كما وُضع أمامه , دون تقليب ..
بينما "تامر" كان غاضباً من الجميع لأنهم يشربون من أكواب المياه التي قد يكون أناساً مسلولين شربوا منها قبلهم!
فــ "تامر" كان مرفهاً جداً بالمقارنة بهم , كان من أسرة مقيمة غالباً في الخليج ..
يأتي معهم في الزيارات السنوية لمسقط رأسهم في سوهاج .. في الإجازات ..
وكان الأصدقاء يستمتعون كثيراً بحكي "تامر" الغير مألوف للشلة ..
فكان يحكي لهم عن مغامرات أبيه وأمه الجنسية ..
والأوضاع التي يراهما عليها .. وهما يعتقدان أنه خارج المنزل , بينما هو ينظر من خرم الباب , ويستمع إلى تأوهات أمه ..
..........
عندما يهاتفون منزل "تامر" , ويعلمون أنه خارج المنزل .. فيتأكدون أين هو الآن تحديداً , خاصة لو كان "أحمد رمضان" غائباً أيضاً ..
فتذهب الشلة إلى الجنينة الغائبة تحت كمة الأشجار ..
ليجدوا "تامر" و"أحمد رمضان" في وضعيهما المعتاد ..
نائمان على ظهريهما , متجاوران , يتحادثان , وعلى حِجّر كل منهما , طفل صغير .. من أطفال المنطقة !! ..
فكان "ماجد" يصيح فيهم :
"يا بتوع العيال , يا خولات , بطلوا بقى! , العيال ديه لما تكبر وتفهم .. هيطلعوا ميتين اللي جابوكم"
هما لم يكونا شاذين بمعنى الكلمة ..
هما فقط أرادا تقليد بعض شباب المنطقة , الجامعي..
اللذان يرونهم يفعلون هذا مع الأطفال وإن كان بجرأة أكبر ..
هؤلاء الشباب كانوا دوماً , يتدخلون لصالح صبيان منطقتهم عند أقرب مشاجرة بينهم وبين أبناء منطقة "المساكن" القريبة .. التي يتميز أهلها ببعض البأس مقارنة بأبناء الكورنيش "النايتي" (على حد قولهم) ..
................
8
"أحمد رمضان"

.................
سبق للشباب الشواذ هؤلاء .. أن طلبوا من "أحمد رمضان" أن يأتي لهم بصديقه "مجدي" لكي يغتصبوه ..
لكن "أحمد رمضان" رفض بشدة , وطلب منهم عدم تكرار ذلك .. وقال :
"صحيح "مجدي" حلو شوية , وشبه الأجانب , وابن أمه حبتين .. بس ده واد رجولة , وجدع .. وأنا ماخونش واحد صاحبي"
.................
ولا نعلم .. هل كان "أحمد رمضان" يقول هذا عن صدق , أم لأن رقة "مجدي" هي التي ما دفعته لأن يحكيه سره الرهيب .. ويخبره عن شخصه الضعيف المختبيء داخل أسوار صبي معدوم التربية ..
......
ذات يوم , بعد أن (زوغ) من المدرسة كالعادة , كان محل الـ"بلاي ستيشن" , مغلق على غير العادة ..
عاد إلى بيته .. الأب والأم في العمل ..
شعر بالملل , ففضل أن يشاهد فيلم فيديو , سبق وأن شاهده لمائة مرة ..
فاكتشف أن هناك شريط جديد .. اسمه مغرٍ .. "البيت المسكون"..
في هذا الفيلم ..
كان أكثر منظر مقزز شاهده الصبي في حياته ..
كانت فتاة تلعق قضيب رجل ..
وتداعب خصيتيه المشعرتين بلسانها ..
كانت كل أحلامه الجنسية وقتها .. أن يُقبِّل فتاة , ويعبث بصدرها .. بعد بلوغه .. منذ عام ونصف ..
المهم بعدها ..
أن يعرف لِمَن هذا الشريط ..
عرف بعدها أنه لأمه !!
لا لأبيه المريض بداء السكري ..
كان والده صعيدياً قحاً , وأمه قاهرية من شبرا .. عندما رآها الوالد في إحدى السفريات للقاهرة ليشرف على بيع محصول فدادين والده .. أعجب بها , ولم يعد إلا بها , كزوجة .. وكان الاتفاق على أن تكون في البداية "ست بيت" .. إلا أنها مع الملل أرادت أن تعمل .. فخضع الزوج لإرادتها .. فتم تعيينها في مصلحة حكومية تابعة لإحدى الوزارات ..
الأم بررت وجود هذا الشريط لولدها .. بأن صديقتها في العمل أعطته لها عن طريق الخطأ , لتريها سفالة الأجانب ..
تقول "عن طريق الخطأ" ثم تُظهر السبب فتنفي به –دون قصد- أنه كان عن طريق الخطأ!
واستنتج "أحمد" فيما بعد أن أمه ربما كانت تمارس عادتها السرية على شرائط كهذه , بعد أن خارت قوى والده .. وصار منظره عجوزاً في الستين وهو لم يكد يبلغ الأربعين .. بعد أن قهرته الأمراض شاباً ..
ربما لهذا كان "أحمد رمضان" هو الأجرأ والأكثر مهارة في النيل من أعراض الفتيات في الشوارع ..
كان يريد أن يعذب كل إمرأة .. وكأنه يعذب أمه بهذا ..
كان في منتهى الحرفنة و(الصياعة) ..
ينال من مؤخرة الفتاة .. ثم يمشي بخطوات مسرعة وكأن شيئاً لم يكن !
وعندما تلتف الفتاة للخلف لا تجد أحداً ..
فتنظر للأمام , فتجد الناس يسيرون دون أن تميز المنتهك .. فتصمت!
لذلك ..
كان الأصدقاء لا يستمتعون بتحرش "أحمد رمضان" لأنه لا توجد به إثارة كما تحرشات الباقيين ..
لا يوجد سب أو غيره ..
هي فقط دهشة , تزول سريعاً عندما تعجز الفتاة عن اقتناص المتحرش ..
وهو الوحيد الذي كان يخالف قاعدة الزعيم "ماجد" الأساسية في التحرش , فكان يتحرش بالمحجبات أيضاً !
.....................
9
"صالح"

....................
وكان "أحمد رمضان" يحاول تحفيز الشباب لفعل ذلك دون خوف ..
كأنه نبياً بُعث برسالة التحرش!
فطوى "صالح" تحت جناحه ..
"صالح" كان شاباً لزجاً , متلعثماً , رائحة فمه كريهة على الدوام .. هناك شعر نابت في قفاه , يعطيه منظراً دميماً ..
لو التقطت صورة له , لن تجد تعليق أفضل من كلمة "غبي" لتكتبه عليها ..
كان يغضب من أفراد الشلة عندما يقولون أنه "عنق (عونج)" ملمحين على قفاه الطويل , العريض , المغري للصفع ..
لكنه كان لا يغضب من "ماجد" أو "أحمد رمضان" لتزعمهما ..
..................
أراد "صالح" أن يتعلم كيف يتحرش بمهارة وفن من الخبير "أحمد رمضان"..
فأتى مكان أول اختبار ..
كان ميدان الثقافة .. قرب محلات الأحذية .. حيث أزحم مكان في مدينة سوهاج ..
أخبره "رمضان" : "لو عايز تتعلم بجد يبقى خش على أصعب مكان , بعدين في الضلمة .. ممكن تنيك يا معلم!"
ظلا واقفين , متظاهرين بالنظر على الأحذية .. بينما باقي الشلة يشربون العصير ..
حتى مرت فتاتان سافرتان من أمامهما ..
ذهب "رمضان" خلفهما بعد أن طلب من "صالح" أن يفعل مثله تماماً لكن بعد أن تذهب دهشتها ..
اقترب "رمضان" من أحدهما , ثم حك إصبعه الوسطى بمؤخرتها .. وذهب مسرعاً للأمام ..
نظرت الفتاة للخلف ..
لتجد "صالح" يمسك مؤخرتها بقبضته , وكأنه يمارس حقه الدستوري المشروع!
..................
كان ينظر إليها بكل غباء مطلق , وكأنه يطلب رأيها..
"هل أنا بارع في التحرش سيدتي؟"
فتزلزل كيانه بصفعة مدوية ..
وتلقى صفعة أفظع من أختها ..
وهنا!
هنا فقط..
حدث أعجب مشهد يمكن أن تشاهده في حياتك ..
صبي في الــ 15 من العمر .. ينهال بالركلات واللكمات على فتاتين .. حتى أورمهما ..
هذا ليس الأعجب!
الأعجب هو موقف كل الرجال الذين ذهبوا بين "صالح" والفتاتين ..
وقتها اعتقد أفراد الشلة أن "صالح" سيتحول إلى كفتة ..
الفتاتان كانتا يبكيان , عاجزتان على أن يخبرا الناس بما حدث ..
بينما "صالح" في منتهى الهياج , يريد أن يضربهم أكثر ..
وكأن لسان حاله :
"اشمعنى صاحبي بيبعبص ويمشي وأنا لأ؟"
واقترب أفراد الشلة ليمثلوا أنهم يفضون المعركة ..
بينما هم كانوا يتحرشون أكثر ..
افتعلوا التحجيز عن طريق الضغط على نهودهما وبطنيهما وأكتافيهما ..
ومع هياج وعصبية "صالح" .. أدرك الناس بنسبة مليون في المئة أن الفتاتين قد أخطئا في حقه بما لا يُغفر ..
كان يرد على تساؤلات الناس عما حدث بالسب تجاهما ..
وهما كانا يردا بالبكاء ..
تساءل الناس عن مدى جرم الفتاتين نحو الصبي ..
"وهل هناك جريمة أبشع من أن تعترض فتاة على أن يمسك صبي ردفها؟!! "
......................
كان خاله عضو مجلس شعب شهير (حزب وطني) عن أحد مراكز المحافظة ..
وعائلته لها أصول عريقة .. ويقول أن أصله ينتهي عند النبي "محمد" ..
"يعني م الآخر مهما عملت ذنوب , داخل الجنة داخل!"
وكان أصغر أخوته ..
له أخ كبير يشغل وظيفة راقية في القاهرة ..
....................
10
"محمود"
......................
بينما الأخ الثاني "محمود" كان بلطجياً في الــ 22 ..
مكروه من كل أهالي المنطقة .. بسبب سفالته , وعدم احترامه للكبار ..
والغريب أنه كان محبوباً في قرية أمه ..
فكان الذراع اليمنى لخاله –عضو مجلس الشعب- , كان يفيده في جولاته الانتخابية رغم صغر سنه ..
وكان يستفيد بالمقابل من خاله , بالتكبر على أهالي المنطقة ..
بأن يشعرهم طوال الوقت أنه أفضل منهم ..
.......................
لا ينسى أفراد الشلة .. عندما تشاجر "صالح" مع "عبدالرحمن" البدين الوديع ..
رغم أنهما كانا متقاربين بحكم الجيرة .. الشقة لزق الشقة ..
رغم بدانة "عبدالرحمن" إلا أنه كان يتميز بالرشاقة والقوة .. فألقى بــ"صالح" أرضاً ..
كان "محمود" يشاهد العركة منذ أن بدأت من شرفته وهو بالفانلة من الدور الرابع ..
وفي الشرفة التي بجواره يصيح والد "عبدالرحمن" وأبناؤه فيه أن يتوقف عن ضرب جاره وصديقه ..
ظل "محمود" يراقب كل الصفعات التي انهالت على وجه أخيه الصغير .. والشلة عاجزة عن الفض بينهما ..
حتى تأكد تماماً أنه لن يقوى على الدفاع عن نفسه ..
وقتها ارتدى قميصه في هدوء ..
ونزل إلى الشارع ..
اقترب من "عبدالرحمن" , ورفعه –رغم بدانته- بيده اليمنى , ووضعه على سور الكورنيش , وانهال عليه باللكمات والصفعات ..
وبسرعة هبط أخوة "عبدالرحمن" الثلاثة –بالبيجامات- لينجدوا أخيهم الذي سالت الدماء من وجهه ..
فتلقى كل منهم لكمة هائلة من "محمود" .. أطاحت بهم بعيداً ..
افترشوا الأرصفة يتوجعون ..
حتى هبط والد "عبدالرحمن" , وهو يسب "محمود" بشدة ..
فما كان من "محمود" .. إلا أن صفع الأب على قفاه صفعة لم يغب صداها عن آذان كل من كان يراقب هذا المشهد على سور الكورنيش .. ومن الشرفات ..
دمعت عينا الأب , وهو يشوح بيديه بحركات لا معنى لها ..
تركه "محمود" بلا مبالاة ..
وذهب ليجر "صالح" من ياقته .. إلى منزله ..
ظل أفراد الشلة متأثرين كثيراَ بهذا الموقف .. ورفض البعض أن يستمر في صداقته مع "صالح" بسبب سفالة أخيه ..
وإن خشي البعض الآخر من بأس الأخ ..
فبقى في الشلة ..
وعرفنا فيما بعد أن الناس والجيران تدخلوا لعقد صلح بين الأسرتين .. وعاد "صالح" و"عبدالرحمن" صديقين من جديد
ونُسي الأمر ..
..........................
وكانت ستحدث مشاجرة أخرى مثل هذه بين "الحسيني" و"تامر" ..
عندما كانت الشلة جالسة على الكورنيش تسخر من الرايح والغادي .. طالما لا يعرفونه ولا يقترب بصلة جيرة أو معرفة لأحدهم ..
حتى مرت أخت "الحسيني" الفاتنة ..
وقتها صمت أفراد الشلة تماماً ..
بينما "تامر" أخذ يصفر ..
"ما تيجي تقعد معانا يا عسل"!
فأخذ خبطة هائلة على خلف رأسه من "ماجد" ..
هامساً : "ديه أخت (حسيني) يا عرص!"
ظل "الحسيني" صامتاً , وهو يرقب سير أخته ..
وبمجرد ما انعطفت ..
وغابت عنهم ..
أمسك "الحسيني" بتلابيب "تامر" ..
وكادت تقوم مشاجرة .. لولا أن تدخل الأصدقاء -بينهما- سريعاً ..
وقال "مجدي" لــ"الحسيني" بطريقته الهادئة بعد أن تنحى به جانباً :
"يا حسيني , ليك الحق تضربه , وإحنا هنضربه معاك, بس ده لو كان يعرف إنها أختك .. هو ماكانش يعرف"
"الحسيني" غاضباً :
"هو بيعاكس ليه أختي أصلاً؟؟؟"
"ما احنا بنعاكس الرايحة والجاية يا (حسيني) , وهو مايعرفش إنها أختك أصلاً"
استطرد مجدي :
"أنا بعاكس أي بنت معدية من جمبي , حسب مزاجي , وده ملوش علاقة بلبسها ولا أي حاجة .. الحاجة الوحيدة اللي هتخليني ماعاكسش أختك , هي إني عارف إنها أختك .."
فيتدخل "حسين" –الذي كان يسترق السمع- :
"أيوة صح إحنا ياما عاكسنا بنات أوحش منها , ومحترمين أكتر كمان!"
وقبل أن يستوعب "الحسيني" ما قاله "حسين" بكل براءة .. تدخل "ماجد" وقال :
"من هنا ورايح , قبل ما نعاكس .. نسأل: تبع حد فيكم؟؟"
"حسين" :
"اتفقنا يا زعيم"!
"حسن" :
"سيبكم م الرغي ده وخليكم مع الصاروخ اللي جاي!"
كانت فتاة صارخة الجمال تمر بجوارهم ..
(وهم على الكورنيش كان آخرهم معاكسات كلامية .. عكس ما يفعلوا خارج منطقتهم) ..
فقال عبدالرحمن : بس ياض انت وهو ! .. ديه بنت خالتي!!
فأداروا وجوههم بعيداً .. وهم خَجِّلون.
وعندما اقتربت الفتاة ..
اقترب منها عبدالرحمن وسألها : "مش انتي بنت خالتي برضه؟!"
فنظرت إليه بقرف , وانهال عليه أفراد الشلة ضرباً بمزاح .. وهم يضحكون ..
................
11
مايكل

...............
بعدما يشربوا العصير ..
يذهبوا لشارع المحطة , حيث محلات تأجير أفلام الفيديو الوحيدة (وقتذاك) ..
بعدما شاهدوا كل أفلام الفيدو عند "الأمير فيديو فيلم" ..
اتجهوا للمحل المقابل .. "مايكل فيديو فيلم" ..
شاهدوا كل أفلام الأكشن لــ"جاكي شان" و"فان دام" و"سلفستر" و"آرنولد" و"ستيفن سيجال" , وهناك ممثلة مغمورة تدعى "سينتيا رزروك" , كانت بطلة أفلام أكشن رخيصة من إنتاج هونج كونج ,
قامت ببطولة عشرات الأفلام .. وكل أفلامها من أولها للآخر ..
تبدأ من أول مشهد بضرب كل من تقابلهم .. من أبطال الفيلم انتهاءً بالمخرج ..
شاهدوا كل أفلامها باستمتاع ..
وكانت مشكلتهم مع "مايكل" أنه كان صارماً في تعاملاته ..
يطلب 3 جنيهات لتأجير الشريط ليوم واحد ..
وهي نفس تسعيرة "أمير" , لكن "أمير" .. كان (بيكرمهم).
ولو كان الفيلم جديداً فيكون إيجاره بخمسة جنيهات , ويكون عليه عنوان فيلم عربي سخيف .. كحيلة من "مايكل ليتهرب من الضرائب ..
وكانوا يأجرون كل يوم شريطاً واحداً .. ويترك "ماجد" بطاقته لدى المحل كضمان حتى يعود الشريط ..
(هو الوحيد الذي استخرج بطاقة , من أفراد الشلة)
وكانوا يقسمون ساعات اليوم على مشاهدة الفيلم ..
4 أو 6 يشتركون في الإيجار ..
"مجدي" يشاهد الفيلم .. ثم يذهب ليعطيه لــ "ماجد" .. يشاهده , فيذهب به إلى "عبدالرحمن" ..
وهكذا ..
......................
أسوأ موقف تعرضوا له , حين أضاع "عبدالرحمن" شريط فيديو ..
بحثوا عنه جميعاً .. فلم يجدوه ..
قال "ماجد" :
"م أنت قاعد بتحب وهيمان على روح أمك"!
ذهبوا لــ"مايكل" .. فطلب منهم 60 جنيهاً , كقيمة تعويضية للشريط المفقود .. وإلا سيسلم البطاقة للبوليس!
فقرر "ماجد" أن يتحملوا جميعاً هذا الخطأ ..
لا "عبدالرحمن" وحده ..
أخذ "عبدالرحمن" 12 جنيه من والده , كمصروف مقدم لثلث الشهر القادم ..
واستدان "مجدي" من أمه 12 جنيه ..
وأحضر "ماجد" 12 جنيه من مدخراته ..
وباع "أحمد رمضان" ساعته , فأتته بـ 15 جنيه .. دفع منها 12 وابتاع بالباقي علبتي سجائر ..
وتوقف الأمر عند "الحسيني" .. الذي رفض الدفع بحجة أنه لم يضع شيئاً! ..
ولا شأن له بما ضاع..
قال : "المستهتر يتحمل أخطاءه"
فما كان من "ماجد" إلا أن أحاط ذراعيه بقوه وطلب من "مجدي" و"أحمد رمضان" أن يستوليا على محتويات جيبه ..
كانت 3 جنيهات , هي كل ما يملكها !
وبقى "عبدالرحمن" متفرجاً , لأنه كان يشعر بالذنب ولم يُرِد أن يتدخل ..
بعدها عرف باقي الشلة من "ماجد" أن "الحسيني" مر عليه في بيته مع والده وأخذ منه الــ 3 جنيهات ..
فقال "مجدي" : "ده طلع عيل خول بقى .. خلاص الواد ده برة شلتنا!"
فقال "ماجد" بخبث : آه , ماهو كل اللي يجيب أبوه يبقى عيل خول!
"مجدي" بحرقة : أنا جبت أبويا عشان أخد كرامتي , مش فلوس . وده كان موضوع وخلص!
وبالفعل .. خرج "الحسيني" من شلتهم وصار يخرج مع أبناء منطقة "المساكن" المجاورة ..

.........

هناك تعليقان (2):

ايمان يقول...

لا أدرى هل لأنى اميل بطبعى للاجتماعيات وما يسبر غور نماذج مختلفة من النفس البشرية أم أن فعلا هذا النص الأعلى ابداعا فى جميع ما قرأت لك.
ذكرنى النص بروايه حكتها لى قريبة تقيم فى القاهرة... كانت عائدة ذات مساء من عملها بالمترو فى الخامسة تقريبا كالعادة وكالعادة أيضا وقفت تنتظر ميكروباصا يقلها لمنزلها... ركبت فى اول كنبة خلفية ورأت شابة فى الثلاثينيات -تحمل طفلة صغيرة- تفتح الباب الامامي تريد احتلال الكرسي بجانب السائق.. وتحكى قريبتى انها بفتحها الباب أغلقت الممر على الرائح والغادى إذ أن أحد الباعة الجائلين يفترش ببضاعته من القلل ونحوه أكثر من نصف الرصيف.. المهم أن رجلا قادما من الاتجاه المعاكس أراد المرور فدفع الباب بلطف ليتيح لنفسه فسحة من المكان.. فإذا بالشابة- التى كانت تلبس عباءة بطرحتهاوهى لمن لا يدرى نوع من العباءات المطرزة تباع معها طرحة بنفس اللون والتطريز ومنتشرة فى المناطق الشعبية- إذا بها تدفع الباب فى الاتجاه المعاكس وفى صدر الرجل فعلياوتشده من قميصه قائلة بأعلى صوت وجد على الارض "رجلى... خبطت رجلى... اعمى ..مش شايف.. مفيش صبر اركب وبنتى" فهمهم الرجل بكلمات اعتذار غير مفهومة مؤثرا السلامة على كرامته ومد يده بلطف يدفع الباب قائلا لفتاة وراءه "يللا يا بنتى" واذا بالشابة "ترزع" بنتها على الكرسي.. وتدفع الباب بعنف فى البنت التى كانت تمر فتوقعها أرضا وتلتفت للرجل العابر بمجموعه ضخمة من الشتائم التى تبدأ وتنتهى ويتخللها قذف وسب للدين و التى لا تعرف قريبتى معانى نصفها على الاقل ...وتستمر فى هجومها غير المبرر لدقائق طويلة ثم تمسك باحدى القلل كاسرة نصفها وموجهة السلاح للرجل وعندها فقط جاء السائق يمنعها بكل رجولة قائلا بمنتهى الشكيمة "مش هتتلمى يا ولية" ويدفعها الى الكرسي.. وعندما أبت يضربها كفا تخرس بعده تماما كأن شيئا لم يكن وتحتل الكرسي الى جانب الطفلة. تتوجه قريبتى (المنتقبة) مصدومة الى الفتاة (المسيحية) دامعة العينين وتعتذر لهاعن الحدث المؤسف وعن عدم قدرتها عن الدفاع عنها وتقف قريبتى فى انتظار عربة اخرى فى حين يتوارى الرجل وابنته عن العيون.
اترك لك التعليق وارجو ان تساعدنى فى تخيل رد فعل الفتاة واحساسها باعتذار قريبتى لانى حاولت وفشلت فى تخيله او استنتاجه.
ملحوظة هامة: تقسم قريبتى وهى شاهد عيان أن الباب لم يلمس رجل المرأة.

غير معرف يقول...

اغفر لهم يا صديقى فهم لا يعلمون

The readers i mean

H.P.