محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

04‏/07‏/2010

"شاوشنك"






...............
هنالك أفلام أحبها , أقبل أن تكرهها..
هنالك أفلام أكرهها , أقبل أن تحبها..
لكن مع فيلم مثل
"إصلاحية شاوشنك" لا يوجد أمامك إلا أن تحبه أو أن تعشقه..
...............
الفيلم عُرض في دور السينما في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 , ولم يحقق أية إيرادات تتناسب مع عظمته , فالجميع كان مشغولاً وقتها بفيلم
Forrest Gump - 1994.. وإن لم يكن هذا الفيلم .. فهناك Léon - 1994 الفرنسي , وLion King - 1994 وPulp Fiction- 1994..

وبدأ النقاد ينتبهوا إلي "إصلاحية شاوشنك" عندما بدأ تسويقه فيديو.. فمن هو المخرج "Frank Darabont" الذي لم يفعل شيئاً قبل هذا الفيلم إلا أن أخرج فيلماً قصير عن قصة لــ Stephen King -كاتب المخرج المفضل- وفيلم تلفزيوني مرعب .. وكلاهما ضعيفا المستوى.. لدرجة أنه ظل أعواماً في بيته .. يائساً , محبطاً , لا يفعل شيئاً في حياته.. حتى أعاده Stephen King للحياة من جديد.. بعدما قرأ قصته القصيرة "ريتا هيوارث وإصلاحية شاوشنك" .. وقرر "Darabont" أن يكتب لها سيناريو ويخرجه بنفسه.. وأن يكون عنوان الفيلم "إصلاحية شاوشنك" فقط حتى لا يفهم أحد أن الفيلم سيرة ذاتية لنجمة الإغراء الراحلة Rita Hayworth .. كما وصلته رسائل من العديد من الممثلات يطلبن فيها أن يؤدين دور النجمة!
..................

الجميل أن "ما وراء الفيلم" يتطابق مع "ما داخل الفيلم" ..

فــ Frank Darabont معروف أنه مخرج متوسط الموهبة .. إلا أن براعته تكمن في أنه يعرف مقوماته جيداً ويستغلها بصورة ممتازة دون حاجة إلى فذلكة أو استعراض بلا داعٍ .. دون أن يشطح بعيداً عن فهم وذوق المشاهد البسيط الذي يريد فقط أن يستمتع بالفيلم على أقل الأحوال.. وكذلك كان "آندي" بطل الفيلم!
........

بالتأكيد.. لن تنسى ذلك المشهد الذي يخرج فيه "Morgan Freeman" من غرفة المحلفين ويغلق الباب خلفه دون أن يلمسه رغم أن المسافة بين حافة الباب وظهر "Morgan" قد تكون سنتي واحد..أو أقل!
أيضاً كاميرا الهيلوكوبتر التي أرتنا مدى مناعة وعظمة هذا السجن..
وطبعاً نهاية الفيلم التي ستشعر بها كمذاق السكر في فمك..
نهاية الفيلم أثبتت أن المخرج هو الفيلم ذاته..

فــ "آندي" بطل الفيلم الذي كان يشترط على ظابط السجن شراء البيرة من أجل أصدقائه رغم أنه أقلع عنها..

نجد مخرج الفيلم يضع إهداءً للفيلم في النهاية لصديق عزيز عليه توفي أيام التصوير بعد مضاعفات الإيدز اللعين..
(في ذكرى "آلان جرين"..)
وأتي سطر الذكرى بصورة لا أريد أن أحرق تفاصيلها..
لكنها تشعرك بأنك قد قابلت شخصاً تحبه في الجنة ..
(آمل أن يكون المحيط أزرق كما رأيته في أحلامي.. آمل .. آمل)


.............

وبالتأكيد لم يتخيل أكثر المتفائلين ولا Darabont نفسه أن الفيلم سيصبح بعد مرور 15 عام من عرضه..
أعظم فيلم في التاريخ على عهدة الموقع السنيمائي الأول دون منازع ..
www.imdb.com
......................
أحيانا أرهق نفسي-عن متعة- في محاولة استخراج الرموز من أي عمل كتابي\سماعي\ مرئي.. قد لا يستحقه العمل.. وقد لا يقصده طاقمه..
هذا الفيلم شاهدته مرتين..
أول مرة فعلت منتحلاً شخصية شاب عادي.. لا يجد غضاضة في أن يستمع إلى "مصطفى قمر" ويشاهد فيلماً رشحه له صديق تحت مسمى "فيلم حلو تشوفه قبل ما تنام".. فكانت النتيجة أني استمتعت..وأي استمتاع!!.. من حدوتة لذيذة ونهاية مفاجئة..
المرة الثانية شاهدته منتحلاً شخصية شاب مثقف , يدّعي في نفسه القدرة على فهم أغاني (Pink Floyd) أكثر من أعضاء الفريق ذاته..شاهدته وهناك همس من شاب المشاهدة الأولى.. يرشحه لشاب مختلف عنه معتقداً بوجود رموز فيه يريد التأكد منها..
وكانت النتيجة.. أن الإثنين بداخلي أُعجبا بالفيلم.. وانبهرا به.. صحيح إني لم أعتبره الأفضل على الإطلاق.. لكنه بلا شك من الأفضل!
....................
الفيلم دقيق ومعقد جداً جداً جداً ..


وفي نفس الوقت سلس وبسيط جداً جداً جداً..
كُتب بإمعان ملحوظ..
فنحن طُردنا من الجنة كنتيجة تمرد جدنا آدم على خالقه وحملنا ذنبه للأبد..


وصار وجودنا في الدنيا مرتبطاً بذنب لم نرتكبه..
رغم أننا-كلنا- مساجين في تلك الحياة إلا أننا نقابل فيها المتحكمين والقذرين..
لكن هناك أيضا الأصدقاء والبسطاء ..
قد لا يحتمل أحدهم الحياة ولا يستطيع التعامل معها كما صرخ أحد المساجين..
(أنا لا انتمي إلى هذا المكان.. أريد أمي)
فيموت ويذهب للأبد..
أو قد لا تحتمل الحياة خارج السجن بعد أن مكثت فيه لـ 50 عاماً..


فتتمنى أن تعود إليه من جديد..

أو قد تصبر وتؤمن بالأمل..
وتصبح مخلداً.. صاحب رسالة..


................
يُقال أن الخلاص داخل الكتاب المقدس..
لكن ما معنى الخلاص هنا؟
سيحدثوك عن جنة أبدية وحبة عنب تأكل منها أياماً لكن في الفيلم ستعرف معنى الخلاص الحقيقي لا الشاعري..
هل كانت هناك سخرية من الكتاب المقدس؟
أم كان الخلاص فعلاُ عن طريقه سواء آمنت به أم لم تفعل؟
هذا غير واضح..
كعادة أي فيلم جميل يجب أن ينحاز للفن فقط..
لا مع الموروثات ولا ضدها..
ويبقى المشاهد ليترجم الرموز كما يتوافق مع شخصه وفلسفاته..

...................
لو كان هناك إلهان في العمل الفني لفسد.. لذلك عبر "
Stephen King" عن ارتياحه وإعجابه التام بالفيلم..عكس ما فعل مع المخرج "Stanley Kubrick" بعد فيلم "The Shining - 1980"..
فيندر أن تجد مخرجاً متميزاً وفي نفس الوقت لا يتميز بالتجبر الفكري.. كــ "
Darabont" ..

رغم أن المخرج حول شخصية "ريد" في القصة من أبيض إلى زنجي.. لأنه لم يجد أفضل من "Morgan Freeman" ليؤدي هذا الدور بسبب صوته العميق.. خاصة وهو الراوي في الفيلم..

وطبعاً لم يكن أي ممثل ليتفوق في الآداء على العظيم "Freeman" ..

..................

أحسن "Tom Hanks" صنعاً أن رفض دور "آندي" في الفيلم.. فهو كان مشغولاً في "Forrest Gumb" كما أنه لم يكن ليؤدي دور "آندي" ببراعة كما فعل "Tim Robbins" .. كما أنه لم يكن غير "Hanks" ليؤدي دور "فورست جامب" بالطبع!
..................
القصة -وبالتالي الفيلم- تحمل اقتباسات عدة من روايات وأفلام أخرى عن السجون.. ولكي يحمي المؤلف نفسه من شبهة الاقتباس دون ذكر المصدر أتت سيرة أشهر رواية عن السجون The Count of Monte Cristo - A. Dumas Pere على غرار أنها رواية تثقيفية للمساجين!


وحمل الفيلم اقتباسات أخرى من أفلام قديمة مثل ..
The Grand Illusion - 1937
The Great Escape - 1963
Cool Hand Luke - 1967
Escape from Alcatraz - 1979
Papillon - 1973
.................
الفيلم ستجد فيه كل ما تبحث عنه..
انتقام.. صداقة.. خيانة.. حب.. إحباط.. يأس.. مقاومة.. أمل..
أعجبني المنحنى الدرامي عندما ظل السجناء يتناولون سيرة "آندي" ويروحون بها عن بعضهم البعض.. كأنه نبياً مر عليهم.. وترك لهم رسالة تثقيفية..ضد الظلم والجهل والعدوان.. رسالة أن يظل الإنسان يقاوم..
مهما علت وطأة اليأس أو الشر!
.....................

"بعض الطيور لم تـُخلـَق , لتحبس فى أقفاص , لأنهم أحرار ..


وعندما يحلقون بعيداً..
فان ذلك الجزء فيك الذى كان يشعر بالذنب يبتهج..
لكن يظل المكان الذى تعيش فيه موحشاً و حزيناً على ذهابهم..
اَعتقد أنى مجرد مفتقد لصديقى"..




...................

هناك تعليق واحد:

dr.lecter يقول...

اختيار موفق لفيلم رائع