محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

19‏/12‏/2008

الانبهار الخلوي 8 : عن مُتَحرِشٍ ما..!


يطلق لفظ "العدة" على موبايل بأزرار ممسوحة..يلصق غطاء بطاريته بلاصق قذر الرائحة..

ويطلق لفظ "الحتة" على الفتاة التي (يمشي-يقفش-يحلم أن يمشي) معها..

يبصق على شعره بصقة مبلغمة تؤدي نفس غرض الجيل..

يُسّقط بنطاله القذر ويبرز التوكة القذرة للحزام القذر..

ويخرج من المنزل وهو يدندن أغنية قذرة لمصطفى كامل..التي يتمنى فيها من الله شيئاً على غرار أن يجد من خانته مسلوخة أو محروقة ثم يمر أمام جثتها ليبصق عليها..

يقابل شلته-الشاب لا مصطفى كامل- التي يتشابه أشكال أفرادها القذرة مع شكله القذر..

بوجوه متربة قذرة..ينطلق معهم للتنزه القذر..

بعد ملاحظة أشياء قذرة تستطيع أن تدرك مقدار ثقة هذا الشخص (أو الشئ) القذر في نفسه..

فهو..بملابسه القذرة..ومنظره الوضيع يتصور أن تنظر له تلك الفتاة الجميلة نسبياً (فما فوق) ذات الهندام الذي لا بأس به (فما فوق)..وإن لم تتجاوب معه فلا ضرر من قطف ملمس شيئ منها على سبيل الذكرى القذرة..والشجاعة القذرة أمام أصدقائه..على طريقة الشحات القذر..(هات حسنة يا ابن الحلال..وعندما يحدث تجاهل..هات حسنة يا ابن الكلب!)

أيضاً ثقته القذرة في نفسه تتأكد منها لو علمت أن ملابس الفتاة لا تفرق كثيراً عما تلبسه أخته..وربما تكون أكثر حشمة!

لكن ما الذي يمنع الآخرون من (معاكسة/التحرش بــ) أخته؟

-لأنها بالطبع أخته..ألا تعرفون ذلك؟!

عبث!!

وما أكثر- وأقذر- المعتقدين في تألههم!

من يستطيع أن يعرف ما يدور داخل عقل الذكر حين يرى أنثى؟

-لكل منّا قذارته العقلية الخاصة..لكن ربما الثقافة والتربية هما ما يجعلا تلك الأشياء حبيسة عقلك..لا تخرج منه..لا تعبر عن نفسها عملياً..

هذا الشاب..يخبرك أنه يكفيه ما به من مشاكل..هناك عمل غير موفق به..عجز في الأموال..خنقة عندما ينام في حجرة واحدة مع أخوته أو تحتهم..سيخبرك عن أم بلسان بذئ..أب مريض مقعد..أقارب بلطجية..مناخ يسوده خطب دينية لجهلاء مع قومية ذكورية حمقاء..

مع كل هذا أو بعضه..هو يخرج من منزله ولا يريد أن يغضب..لا يريد أن يفكرقبل أن ينام في إهانة قد حدثت له من فتاة رفضت التعارف به..لا يريد أن يفكر في إنه كم كان جباناً حين خشي أن يفعل كما فعل أصدقاؤه حين تزاحموا عليها..

هو يخرج للمتعة..ولن يعود مغموماً..مهموماً..أبداً!

هذا الشاب لا\لم \لن تجده يقرأ في كتاب\جريدة\موقع نت..وقد يجهل من الأساس معنى كلمة "تحرش"

هذا الشاب القذر ضحية..للتزايد السكاني الأرنبي الرهيب..وإن كانت هناك نسبة للتجاهل والفساد الحكوميان..لكنها نسبة ضعيفة..وقذرة!

10‏/12‏/2008

أحمد علي


إهداء إلى: "أحمد علي"
(في قائمة الاسماء على موبايلي هناك 185 اسم..منهم 42 "أحمد"..منهم 7 "أحمد علي"!)
................
كنت أشعر بالملل..ففكرت في عمل إحصائية جديدة لاسماء الموبايل..ربما أعيد ترتيبهم..ربما أعطي كل واحد منهم درجة حسب تعامله معي..ربما قسمتهم إلى مجموعات..ربما وضعت من يظلوا يعطوني Missed Calls -حتى الآن- في خانة النغمة التصاعدية..ربما مسحت معظمهم وأبقيت أرقاماً قليلة سأمسحها في المستقبل!..ربما عدلت كتابة الاسامي حسب حالتي..حالتي تطلب إظهار الحقيقة حتى لو كانت غير مرغوبة..إذن فلتتحول سما إلى سامية وليعد خالد إلى خلف..ومن يغضب يغضب..حالتي تطلب الطبطبة على الناس رغم أشياء كثيرة..فعودوا ثانية إلى اسمائكم المزيفة..لكني أردت -الآن- أن أجري إحصائية للاسم الأكثر تداولا عندي..ثم الاسم الثنائي الأكثر تداولاً..فكان "أحمد علي"..
منهم اثنان "أحمد علي" كاسم مركب..يتبقى 5..منهم اثنان أعتز جداً بصداقتي لهما..الأول وكيل نيابة في مثل عمري والثاني في هندسة أسيوط يصغرني بعامين..
يتبقى 3..يشتركوا جميعا في تذكري لوجوههم بالكاد..توقفت عن محاولاتي لتذكر وجوههم مستبدلها بتذكري المواقف التي سجلت فيها أرقامهم..كانت المواقف ال3 متشابهة تقريباً!..
..................
أحمد علي الأول
قابلته قرب ميدان التحرير..خشيت أن يمزقني الفضول لو تجاهلت وجهه وسرت في وجهتي..فاعترضت طريقه و
سألته: هو أنا أعرفك؟
-إيه ده؟ (اسمي) إزيك
-الحمدلله..يعني أعرفك
-إيه يا عم إنت نسيت أسيوط ولا إيه؟..
أنا كنت معاك في معسكر الصحة العامة..
مش فاكر لما كنا في الباجور؟..
والأهالي افتكرونا نصابين وجروا ورانا الكلاب؟
-آه طبعاً كانت أيام جميلة..بس إنت اسمك إيه؟
-"أحمد علي" يا عم
-آه افتكرتك..
بس سؤال محرج شوية...
إنت "أحمد" إزاي ومكنتش معايا في السكشن؟
-م انا كنت محول لسكشن 11 من زمان
تبادلنا الأرقام وافترقنا مع وعد بلقاء لم يتم!
....................
أحمد علي الثاني
قابلته في شارع طلعت حرب..بادرني بمجرد رؤيتي..:
-إنت سبت سوهاج إمتى؟
-من ساعة ما رُحت أسيوط
-إزيك يا (اسمي) "حضن وقبلتين"..وسبت أسيوط إمتى؟
-من ساعة ما جيت القاهرة
-لسة قاعد زي ما انت شيوعي كدة بآرائك الغريبة؟
-لسة قاعد زي ما أنا شيوعي ولا بآرائي الغريبة؟
-إممممم..
طب سلام يا (اسمي)
عشان أنا بضاني مش مستحملة...
قولّي صحيح رقمك كام؟
(كنت قد قابلته مرة في سوهاج في جلسة مع أصدقاء مشتركين تناقشنا فيها حول الدين مع بعض الدخان الظريف)
تبادلنا الأرقام وافترقنا مع وعد بلقاء لن يتم!
..........................
أحمد علي الثالث
قابلته أول وآخر مرة على مقهى افتر ايت الشعبي..كان جالسا مع فتاة جميلة محجبة..بدا سعيدا بوجوده معها..وبدت سعيدة بخروج دخان شيشة التفاح الكثيف من فمها..بعدما ذهبت عنه الفتاة..قام ليطلب الجلوس بجواري..أخبرني أنه اعتقد أن لحيتي في البداية تدينا لولا أنه رآني أدخن من علبة سجائر عليها صورة جيفارا..وأكمل:"وحتى لو كنت متديناً..كنت هاجي اقعد معاك برضه"..كان شاباً لا بأس به..سألني إن كان ليا في الكيف :"نسوان وحشيش"..وقبل أنا أجيب أخبرني أن الفتاة التي كانت معه "عينها مني"..مع "50 جنيه وعشوة وبياتة"...فابتسمت وطلبت منه في تهذيب أن ينهض من أمامي..ففعل بكل جنتلة..فأصابني الخجل وخاصة إنه كان يعرض طلبه بكل تهذيب وأيضاً تقبل الرفض كما لا يتقبله مندوب مبيعات رزل..فطلبت منه رقم موبايله..وسألته إن كان له اسم شهرة بعيداً عن اسم تقليدي مكرر ك"أحمد علي"..فأخبرني "لأ ..عشان لو فكرت تبلغ عني..خلي الحكومة تتعب وتدور على كل إللي اسمهم "أحمد علي"
تبادلنا الأرقام وافترقنا مع وعد بلقاء لا يتم!
..................

04‏/12‏/2008

حسن الهلالي


أسير على كورنيش الجيزة فجراً متجهاً لمنزلي بوسط البلد..يصاحبني معطفي وبرد الجو والــ MP3 و"ايديا ف جيوبي وقلبي طرب"..كان لا يوجد بشر في شارع هذا الكوكب اللهم إلا عساكر الحراسة والمتسكعين النائمين على مقاعد الكورنيش والباعة الجائلين المختبئين خلف أسوار الكورنيش..أيضاً كان هناك شخصان يتمشيان أمامي..أحدهما عملاق الحجم بصورة مفرطة..

كان صوت السيدة فيروز يؤنس وحدتي (تخلص الدني..ما في غيرك يا وطني..بتضلّك طفل صغيّر)..صوتها كان يحيي أشياءي القديمة..كحب وطن مهزوم..الحب مهزوم والوطن مهزوم..

عندما كانت الرؤية تتضح تدريجياً قرب كل عمود إضاءة كان يهيئ لي إني ألمح خيطاً أسوداً سميكاً يخرج من أمام وجه ذلك العملاق..حتى تيقنت -مع اقترابي- أنه شارب!..فأدركت أنه ذلك الكومبارس الشهير الذي يظهر كمرعباً للبطل في الأفلام الكوميدية..

عندما عبرته..ألقيت السلام وواصلت طريقي..إلا أنه بعدما رد التحية اقترب مني وصافحني..أخبرني أنه يدعى "حسن الهلالي"

فعرفته بنفسي في المقابل..أخبرني أنه يحيي أفراحاً..ولو أردته فهو في الخدمة دوماً..وطلب مني أن أسجل رقمه وأفتح بلوتوثي..

سألته: بتحيي أفراح ولا بتبوظها؟..

أجاب (حتى دون أن يبتسم): أنا بغني...

باندهاش: بتغني؟..

-آه ومعايا فرقتي...

لم أكن أشعر بطول قامتي (190 سم) وأنا أسير بجواره.

-وعلى كدة بتاخد كام؟...

-أنا والفرقة تلات الاف..

وبينما نسير تعرقل خطوه فجأة لكنه ظبط نفسه سريعاً..ففكرت أن أتصنع العرقلة على سبيل المجاملة لكني فضلت سؤاله عن أعماله القادمة..فأخبرني عن فيلم قادم مع حسن حسني وضياء الميرغني!

سألني عن مهنتي فأخبرته..

أرسل لي بالبلوتوث مشهده مع محمد سعد في "بوحة" حين أطلق عليه إيفيه "ما تعمل حاجة بوشك اللي بين قوسين ده"..

وأرسل أيضاً حلقة من برنامج على الـــ "MBC" يظهر فيها كعفريت!

لم أشأ أن اتجاهل رفيقه الذي كان يسير خلفنا..فسألته: وانت بتمثل برضه؟

فذكر أكثر من 10 أفلام مثل فيها!..فتوقفت معه عند آخر واحد منها كنت قد شاهدته: كنت طالع فين ف حسن ومرقص؟

-كنت طالع مرة في الجامع ومرة في الكنيسة!

-وديه متبقاش غلطة أخراج؟

فيتدخل الهلالي: لأ أصله كان كُتَل!

أسأل: يعني ايه؟

فيرد: كومبارس تكتلات..بيبقوا مش باينين

قالها بآنفة!

سألته بتشتغل بودي جارد؟

أجاب: ممكن لو حد عربي طلبني!

كان الهلالي متوحش المظهر طيب القلب يرفع يده محييا العساكر الساهرين وقائدي السيارات المارة ويردد كل 10 ثواني "يارب اجعلها معرفة خير إن شاء الله"..كان سيرسل لي أغنية بصوته حتى أتت سيارة فارهة لتلقطه..يبدو أن من يقودها سائق خاص صديقه..

عزم علي الهلالي أن آتي معه ليقلني لمنزلي فشكرته وأخبرته إني أفضل السير..

اعتقد إنه لن يغضب لو أعلنت عن رقمه هنا كدعاية مجانية لمطرب أفراح يتقاضى 3000 جنيه في الفرح -هو وفرقته- كتقدير مني لشخص مهذب تسامرت معه لنصف الساعة..رقم حسن الهلالي أو حسن أبو شناب هو (0122717965)

21‏/11‏/2008

بيجوو (سوهاج - أسيوط)!

"ملحوظة: يمكنك الاكتفاء بقراءة الأزرق والأحمر فقط"

=أبدأ الآن..

=لا لا لا..

=لا..سوف أبدأ..

=توقف يا أحمق!


=توقف يا أحمق

=أن

=توقف يا أحم

=أنا

=توقف يا أح

=أنا

=توقف يا أ

=أنا م

=توقف يا

=أنا مر

=توقف يا

=أنا مرغ

=توقف ي

=أنا مرغو

=توقف

=أنا مرغوب

=توقف

=أنا مرغوب

=توق

=أنا مرغوب ف

=تو

=أنا مرغوب في


=أنا مرغوب فيه

-إنتي اسمك إيه؟

=ينعل أبو دخلاتك..إيه الدخلة البضينة ديه؟..والله أنا لو مكانها لأزبل أهلك

*(تلتفت في خجل) نعم؟

=عيد سؤالك تاني يا ابن العبيطة

-كنت بسأل بس عن اسم حضرتك

=يعني بروح أمك قعدت تفكر في ألف دخلة محفوظة ولما فكرت تنطق حبيت ترتجل؟!..اشرب بقى

*(بابتسامة خجل وكبرياء) محدش بيعمل كدة على فكرة!

=آه والله ياختي قوليله

-(يتلعثم..يهمهم) طيب كويس..

=هو إيه اللي كويس؟

*هو إيه اللي كويس؟

=هأو..قلتها قبلك يا مزة

-أي حاجة

=آه...شكلها طلبت معاك هبل

*ع العموم أنا اسمي نيفين

=هه؟!

-بتدرسي يا نيفين؟

=طب ياخي قولها اسمك حلو .. شغل الحبشتكنات ده

*ف تالتة صيدلة

=إشطة يعني هتتخرج وهتتظبط فلوس وهي قاعدة في البيت..باعت اسمها أو استغلته

*وإنت؟

=قولها إنت مين بقى بروح خالتك

-أنا اللي زيي بيتجلدوا في السعودية دلوقتي

=دم أمك!

*(تستوعب..تضحك..ثم تسأل) إزاي يعني؟

=آه وأنا أقول رضيت تتعرف عليك ليه..أتاريها هبلة

-مش بتابعي أخبار يا هب..آآ..يا نيفين..هه يا نيفين..أخبار؟

=خلي عندك شخصية يا كوتش..ملكش دعوة بيا

*يعني..مش أوي..مش بشوف تلفزيون كتير

=وهي الأخبار يعني تلفزيون يا نفنف؟!

*لو لقيت فيلم حلو بتابعه

=آه..ديه كمان بتستطرد

*وطبعا أكتر قناة بحبها هي قناة الناس

=أبوس إيدك اوعى تشتغل..سيبها تشوف اللي تشوفه

-قناة الناس؟

=اهدى وحياة جوز خالتك..اخرس خالص

*قناة بتعرفنا ديننا صح

=أيوة فعلاً..اوعى تستفزك

-طب على كدة كلامك معايا هنا هيعجب شيوخ قناة الناس؟

=تصدق إن إنت بضان ياد إنت؟!

*مستحيل حد يقدر يعترض..إذا كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت بتدي دروس للمسلمين!

=اللهم قوي إيمانك يا مُزة

-بس كانت الدروس في الدين..مش مجرد دردشة تضيع ملل الطريق

=يعني م الآخر بيقولك: تفي ف وشي واستغفري!

-أنا مش بضايقك..بس أنا مش حابب إنك تعملي حاجة وإنتي حاسة إنها حرام

=وهي قالت حرام يا مفتري؟

-أي نعم إنتي مقولتيش إن كلامنا حرام..لكن أنا متأكد من إن شيوخ قناة الناس هيقولوا كدة

=عسل يا اخواتي..جاتك نيلة فيك وف كلامك

*إنت اسمك إيه؟

=هأو..عايزة تعرف دينك

-عادل

=يا ابن الكدابة

*عادل إيه؟

=عندك عماد

-عادل عماد

=عايزك تسيبها مشلولة

*عماد إيه؟

=صبحي

-صبحي

=هههههههههههههههههههههههههه

*مسلم ولا.....؟

=أيوة كدة...هاتي م الآخر يا مُزة

-اسمي بلال

=عاشت الأسامي

*أيوة يعني مسلم ولا..(تضحك)

=ده أنت جبتلها هبل رسمي

*(تواصل ضحكها) إنت بجد غريب خالص

=اتفلسف يا اسطى..سوق

-عشان مش عجباني قناة الناس؟

=طبعاً يا ملحد

*لأ..يمكن طريقتك غريبة شوية ف الكلام

=اشطة يا مختلف..بتشتمك بأدب على فكرة

-متهيألي إنك معرفتش طريقتي الغريبة ف الكلام غير في موضوع قناة الناس

=إنت عيل بضين أصلاً

*إنت شايفهم منافقين يعني؟..مش مسلمين وعاملين مسلمين؟

=رد!

-لأ طبعاً أنا مقولتش كدة

=ولا قولت

*امال؟

=رد!

-هم مؤمنين فعلاً ومصدقين اللي بيقولوه..بس للأسف فيه حاجات غايبة عنهم

=اللهم قوي..

*وإنت مفيش حاجات غايبة عنك؟

=هأو..ديه بتضرب

-زي إيه؟

*زي من أول ما شفتني مثلاً؟!

=اشطة يا عم..ديه شكلها حبتك

-معتقدش

*يعني إنت مثلاً شوفتني بنت جميلة فقلت تكلمها وتشوف أخلاقها ينفع ترتبط بيها وتبقى زوجة مشرفة..ولو منفعش فهتبقى حاجة كويسة إنك تمشي معاها بس

=كتف قانوني..ازنق

-الصراحة آه..بس أنا عمري ما ضحكت على بنت قبل كدة..موعدتش بنت بالجواز أصلاً

=استنى كدة أما افتكر

*(تبتسم في انتصار) بس حبيتهم..صرحتلهم بحبك

=ده كمان حط القرد ف الشنطة الجلد!

-أيوة..بس الحب مختلف عن الجواز

=وحياة أمك؟

*ده كلام فارغ..وتبرير لشهواتك..خلي أختك تحكيلك إن زميلها صرحلها بحبه وشوف القلق اللي إنت هتعيش فيه..لسبب بسيط جداً..إنك هتشك في زميلها إنه زيك!

=هههههههههههههههههههه..............إديله ف سنانه!

-وإيه بقى اللي وقع مني من أول ما شفتك؟

=غلوش غلوش!

*إني آخر واحدة ينفع تمشي معاها أو تتجوزها

-ممكن أفهم سبب رفضك للجواز-رغم إني مطلبتوش- عشان هتبقى نكتة بايخة لو عرضت عليكي الجواز واحنا مكملناش ربع ساعة تعارف..ثم آ

*(تقاطعه) وهتبقى نكتة أبيخ لو عرضت الجواز على واحدة متجوزة (مشيرة لدبلة خنصرها الأيسر)

=والمصحف ما خدت بالي يا صاحبي..

*شكلك مش بتاخد بالك م الحاجات ديه!

=حاول تصيع..اوعى تخليها تغلبك

-أنا بس مرضتش أحرجك لما جبتي سيرة الجواز..قلت يمكن حاطاها منظر..ثم حتى لو متجوزة..فين المشكلة؟

=حلو

*المشكلة إن دردشتنا هتنتهي أول ما نوصل أسيوط

=عَمَّر سلاحك \ باسيلها الكورة واجري لقدام

-ليه؟

=صباعك ع الزناد \ خليها ترفعلك الكورة قدام الجون

*عشان أنا متجوزة

=اضرب \ شوت

-وإيه اللي يمنعك من إنك تخوني جوزك؟

=هايل..طلقة الآمان بقى \ ارقص يا حضري

-مين فينا بقى اللي مش بياخد باله من حاجات؟!

=لو مردتش عليك اخرس ونام

*...................

=هصحيك لما نوصل

.........

(تمت)

01‏/11‏/2008

دقيقة شات


أ:5

: وماما عاملة إيه مع بابا؟

1

: بوسة

2

: أنا بجد فرحانة أوي إني لقيت حبيبي

أ:3

: أنا مش بخونك لو بترمي على كدة

4

: Nudge

5

: كالعادة

أ:5

: حاولي تهديهم شوية

أ:6

: وانتي منين بقى؟

أ:2

: مش أكتر مني يا حبيبتي

أ:4

: أيوة يابني..هدفن الجثث اللي في إيدي وآجي أحكيلك

3

: آمال منفضلي ليه؟

5

: طب ما تيجي تقعد معانا شوية أنا مخنوقة

أ:6

: Nudge

أ:1

: بوسة واحدة بس؟

4

: طب ما تشوفنا بحاجة يا عم

6

: معلش أصلي كنت بشرب

أ:6

: طيب السؤال لسة موجود على فكرة

1

: ليك عليا لما أشوفك ههريك بوس وقدام الناس كمان

2

: أنا مكسوفة..مش عارفة أقول إيه

أ:5

: صعب والله يا حبيبتي انتي عارفة أنا مشغول في شغلي غير إني على خلاف دائم مع الإتنين اللي عندك في البيت

4

: آه صحيح .. في مصلحة شاقطها قريب راكب؟

6

: يعني إيه؟

أ:4

: راكب طبعا بس كل واحد على بتاع أبوه

3

: إنت كمان بتنفضلي لما أسألك إنت بتنفضلي؟

أ:1

: ليه يعني؟ انتي تبتي عن مرواح الشقق ولا إيه؟

4

: يا عم متخافش..النسوان حاجة والشغل حاجة

أ:3

: يا حبيبة قلبي وعقلي وعمري..أنا معايا أصحابي دلوقتي..مش هينفع نتكلم

6

: Nudge

أ:6

: انتي منين؟؟

3

: طيب ابقى كلمني لما تخلص

3

: Nudge

3

: طب رد عليا وهمشي

3

: إنت

7

: Nudge

أ:7

: Nudge

3

: يعني إنت مش هترد عليا

3

: إنت بتستهبل على فكرة

أ:3

: ليه يا حبيبتي؟

3

: مش بترد عليا ليه؟

أ:2

: وأنا قاعد سايب الكيبورد وبتفرج على صورتك

أ:3

: انتي قلتي حاجة؟

3

: يعني الكلام مش بيوصل؟

أ:3

: أكيد

3

: معلش يا حبيبي يبقى النت عندي بايظ

6

: م الهرم

أ:6

: طالبية يعني

2

: بحبك

6

: يعني بس من برة

4

: واحد خليجي عايز شوية خطوط

1

: وإنت يعني لوحدك دلوقتي؟

أ:1

: آه صحيح..فكرتيني

أ:5

: متعرفيش مشروع حد من اللي عندك هيطب عليا قريب؟

6

: وأنت منين؟

أ:2

: بموت فيكي

02‏/09‏/2008

شئ من الصوم

1
"كان نصيبها أن تحب انسان يبعد عنها بمئات الكيلومترات"
وعندما شاءت الأقدار..التقيا..احتضنت عيناها عينيه..ويده يدها..سارا في صمت..اكتشفا انهما لا يستطيعا التحدث..
-إزيك
-كويسة
عيناهما وكفاهما كانت تؤدي الغرض ببراعة..
في طريقهما لمنزله..كان الأطفال يمرحون بفوانيس جميلة مرددين أغاني شعبية بأصوات ملائكية..
يصعدا إلى الشقة..يتركها ويذهب للداخل..تجلس على أقرب مقعد..
يأتى إليها عارِ الجذع..يُنهضها..يحتضنها..ترتجف..
يربت على كتفها الأيمن..
تعود لوضعها الأول..عيناها على الأرض..يميل نحوها..يرتعش جسدها..يقبلها لمساً على شفتيها..تقبله بعد تردد كأنها تتذوق طعاما لأول مرة..
وتغرق..
لا تشعر بما يذهب منها..
عينياها مُغمضة إلا من زاوية تلمح شعاع الشمس المار عبر الستار..
عرق وانهاك..
انتهاء بعد اشباع..
يذهب عنها..ترتدي ملابسها..يعود إليها بفطير التفاح..مع عصير برتقال ساقع..
هي ترفض..
هو لا يكرر..
يتوقف عن المضغ..
يخشى أن يكون رفضها لسبب في باله..
يسألها..
تؤكد له ظنه..
يضحك كثيراً..
حتى يختنق..
2
شئ من الصوم
يستيقظ من نومه في الصباح الباكر..يشعل سجارة..يصنع الشاي..يشربه..يأكل شريحة لحم من الثلاجة كانت قد تبقت من طعام الأمس..يستحم..يرتدي لباس الخروج..يشعل سجارة أخرى..يذهب لعمله..يقف خلف شباك التذاكر.."اديني اي حاجة رايحة اسكندرية بكرة".."والنبي بدلي التذكرة ديه لدرجة أولى في نفس القطر"..يساعد الناس باستمتاع..يقبل الرشوة لمن يبدو عليه أن 10 جنيهات لن تفرق معه..يخف الضغط عليه..فيخرج مصحفاً من جيبه..ويقرأ منه مرتلاً..بعين دامعة..بعد الظهر..يعود لمنزله..يتجرع لتر ماء في شربة واحدة..وينام..يستيقظ بعد العصر..يطبخ غذائه..يقطع السلطة..يتسلى بالتدخين..يتذوق الطعام..ردئ..لكن الكثير من الملح والفلفل سيغطي عورته..يضع طعامه على المنضدة..يتابع التلفاز..ينطلق آذان المغرب مع أصوات المدافع..يسعد كثيراً..يردد دعاء ما..وبشهية مفتوحة..
يبدأ في تناول طعامه..
يبدأ في تناول طعامه الردئ..
يبدأ في تناول طعامه الردئ الذي لم يكن ليشم رائحته لو كان مصنوعاً بيد غيره..
3
عملية سحب
الساعة 14
-أحا..إنت فاطر
=آه
-ليه يا (....)
=أولاً في فتوى صدرت للمفتي الأسبق حسنين مخلوف بجواز الإفطار أثناء الأمتحانات ومثلها لعلي جمعة
-يعني بروح أمك لو مكانش فيه فتوى؟
=ثانياً فيه امتحان بكرة ومعرفش أذاكر وأنا صايم
-يا نُغة
=ثالثاً مش هيفرق إني أصوم عن مصومش لأنه هيبقى امتناع عن الأكل والشرب فقط مفيش قراية قرآن..مفيش أي مظهر تاني للعبادة..رابعاً مبعرفش أطبخ ومحدش من المطاعم بيبعت أوردرات في وقت الفطار أو قبله أو بعده..خامساً لما أنا أساسا مش بصلي!!..بس المشكلة إن الصلاة هي فعل بينما الصيام هو توقف عن فعل..يعني اسمه عدم تناول طعام مش صيام..إنت بتصلي؟
-طبعاً
=طب العصر كام سجدة؟
الساعة 15
-بس إنت كدة بقيت شيوعي شيوعي يعني
الساعة 16
-ياخي طب حتى عشان ربنا يوفقك بكرة
الساعة 17
-أنا هروح أفطر في بيتي وأجيلك بعد الفطار نكمل مذاكرة
=وأنا هقوم أكل حاجة عشان جعان
-جعان ليه؟..مش إنت فاطر؟!
الساعة 19
-أنا مش عارف إنت الجرأة ديه وصلت بيك كدة إزاي؟!..تفطر وفي رمضان كدة عادي؟!
الساعة 21
-الكلام ده ما يتحفظش أبداً..أنا الصراحة مش عارف إزاي هصوم بكرة
الساعة 22
-ابقى صوم بكرة عشان ربنا يرضى عنك ويبعد عنك شر الدكاترة
الساعة 24
-أنا كدة مستحيل أصوم بكرة خالص ..أنا متأخر أوي ومخلصتش نص المنهج أساساً..لازم أسهر وربنا أكيد ذكي و..هيقدّر
الساعة 04
-أما أقوم أشرب مية قبل الآذان
=وأنا هنام ساعتين
الساعة 06
=أحا..كان فيه 3 سجاير في العلبة
-أعملك قهوة معايا؟
=لأ..أصلي قررت أصوم!
الساعة 07
-هعمل قهوة تاني....عايز؟
=لأ
-يابني عشان تعرف تركز
=معلش..أصلي اقتنعت بكلامك
الساعة 8
-يلا بينا ع الأمتحان

30‏/08‏/2008

و لماذا لا أترجم أفضل قصة قراتها؟!

Memento Mori
..............
هل هي مصادفة أم عبقرية أن الثلاث أفلام الوحيدة التي كتبها الأنجليزي جوناثان نولان (32 سنة) نراها في قائمة أفضل 100 فيلم في التاريخ؟
كتب جو نولان سيناريو فيلمي "The Prestige-2006" و "The Dark Knight-2008"-الثاني الذي لا يزال بدور العرض مهدداً عرش أفضل الأفلام نقدياً و تجارياً- بالتعاون مع أخيه المخرج العبقري "كريستوفر نولان" (38 سنة)
.........................
قبل هذين الفلمين كان قد كتب قصة قصيرة تدعى "تذكار موت" تلك التي ستقرؤوها بعد أسطر قليلة.
تلك القصة التي انبهر بها شقيقه بشدة فكتب لها سيناريو محكم وأخرجها مضيفاً أحداث تعصف حركة أكثر من القصة العبقرية ذاتها..ليخرج إلى النور فيلم "MEMENTO-2000" الذي يمكنك أن تصنفه دون تردد أو مبالغة كواحد من أدق و أمتع الأفلام على الإطلاق من حيث حبكة السيناريو المدهشة الممتلئة بالمفاجآت مع إخراج مذهل و تمثيل رائع.
فكرة القصة بُنيت على أساس مرض نفسي نادر وهو الذاكرة الرجعية.(Anterograde Amnesia).
المريض يتذكر ماضيه جيداً كما كان قبل حادث معين يتعرض له..لكن مخه يتوقف عن تسجيل الأحداث\الذكريات الجديدة.
فكرة مرضية..تستوحي منها آلاف الرموز.
فالطبع الدائم في الإنسان هو النسيان.
نحن لا نغفر لأعدائنا لأننا طيبون..بل لأننا نسينا ما فعلوه بنا.
لا يتبقى مما فعلوه بنا غير العنوان.
لكن مقدار الجرح الذي لا تستطيع وصفه كتابة لن تذكره!
نحن نشكو من ظلم الناس و نطلب العيش في كوكب تاني بعيدا عن وحوش البشر
متناسين اننا قد نكون أحد هؤلاء الوحوش.
ستقرأ الآن قصة لبطل ينسى كل 10 دقائق تقريباً.
شخصية جديدة تولد بداخلك كل 10 دقائق..تعتمد على ما سجلته ال10 دقائق السابقة - المرحومة- لتكون نصائح للعشر دقائق القادمة.
أنت تقرأ قصة لبطل يعلم جيداً كيف يبدأ الحياة...لا يثق إلا في خط يده.
هناك أوامر مقدسة يضعها لنفسه.
لا يحيد عنها..و عند تناقضها يختار الأدق..وقد يضطر هذا الشخص لخداع نفسه منتظراً أن ينسى ما فعله حتى تأتي العشر دقائق القادمة فينفذ الخديعة التي تركتها شخصيته التي ماتت للتو.
يخدع نفسه لكي يشعر بالراحة.
ستقرأوا الآن قصة لرجل لن يسامح أعدائه لأنه غير قادر على التذكر لينسى.
فإلى هناك....
....................


قصة : تذكار موت
تأليف : جوناثان نولان
ترجمة : أحمد مختار عاشور
بمساعدة : محمد علي السيد
.......................
"ما يشبه الرصاصة قد يُصيب!"
-هيرمان ميلفيل
لشد ما اعتادت زوجُك على أن تقول أنك سوف تتأخر على جنازتك.
أتذكر هذا؟
دعابتها القصيرة بسبب استهتارك.
دوماً متأخر.
دوماً تنسى الأحداث.
حتى قبل الحادث.

حقاً أنت الآن قد تتساءل لو كنت قد تأخرت عليها في شئ ما.

أنت كنت هناك.
كُن متأكداً من هذا.
فهذا ما تشير إليه الصورة التي على الباب.
ليس من عاداتك أن تلتقط صورة في جنازة.
لكن شخصاً ما.
أطباؤك.
على ما أعتقد.
علموا أنك لن تتذكر.
التقطوها واضحة وكبيرة وألصقوها هناك.
على الباب.
قد تشعر بالحيرة لكن رؤيتك للصورة كل مرة ستجعلك تنهض لتكتشف أين ذهبت هي.

الرجل الذي في الصورة.
الذي يحمل الزهور؟
هو أنت.
وماذا تفعل؟
أنت تقرأ شاهد القبر.
تحاول أن تعرف في جنازة من أنت.
بالظبط هو كما تقرأ الآن.
تحاول أن تعرف لماذا ألصق أحدهم الصورة على بابك.
لكن لماذا أخي تقرأ شيئاً لن تذكُره بعدها؟

هي ذهبت.
ذهبت بريئة.
لابد أنك تتألم الآن.
عندما تعرف ذلك الخبر.
صدقني.
أنا أعرف شعورك.
أنت تقريبا مُحطًّم.
لكن أعطِ نفسك خمس دقائق.
أو 10.
أو حتى نصف الساعة وبعدها ستنسى تماما.

ستنسى.
أضمن لك هذا.
دقائق قليلة أخرى وستتوجه نحو الباب باحثاً عنها ثانية.
ستنهار عندما تجد الصورة.
كم عدد المرات التي سيتذكر فيها الخبر أي جزء آخر من جسدك.
أي جزء آخر باستثناء مخك المصاب.
أبدأت تتذكر؟

حزن لا ينضب.
غضب لا ينتهي.
ضياع وتشتت.
ربما لن تقدر على فهم ما حدث.
ولا أستطيع أن أخبرك أني أفهم أيضاً.
ذاكرة رجعية.
هذا ما تقوله أعراضك.
مرض "ليخ".
(المترجم : ليخ : اختصار لــ "لا يتذكر أي خراء" كترجمة لـــ "can't remember shit" والتي ذكرت في القصة مختصرة لــ "("CRS
تخمينك جيد كتخميني.

قد لا تفهم ما حاق بك.
لكنك ستذكر ما حدث لها.
أليس كذلك؟.
الأطباء لم يرغبوا في محادثتك في هذا الأمر.
ولن يجيبوا أسئلتي.
هم يعتقدوا أنه لا ينبغي لشخص في مثل حالتك أن يعرف أشياءاً كهذه.
لكنك تذكر الآن جيداً.
أليس كذلك؟
أنت تذكر وجهه.

هذا ما دعاني لمكاتبتك.
بلا جدوى.
ربما.
ولا أعلم كم مرة ستقرأ هذا قبل أن تصغي إلي.
أنا حتى لا أعلم لكم من الوقت حبست نفسك في هذه الغرفة.
ولا أنت.
لكن ميزتك في النسيان أنك ستنسى أن تكتب لنفسك السبب المفقود.

عاجلاً أم آجلاً ستحتاج لفعل شئ في هذا.
وعندما تنوي.
عليك فقط أن تثق بي.
لأني الوحيد القادر على مساعدتك.

يفتح إيرل عين بعد الأخرى لتصدم بامتداد قراميد السقف البيضاء المتقاطع بعلامات لكتابة يدوية مسجلة فوق رأسه مباشرة.
كبيرة بصورة كافية ليقرأها من وضع الرقاد.
مُنبِه يرن من مكان ما.
هو يقرأ العلامات.
يرمش.
يقرأها ثانية.
ثم يلقي نظرة على الغرفة.

هي غرفة بيضاء.
ناصعة البياض.
بدءاً من الحيطان والستائر انتهاءاً بالآثاث المُجّهز وغطاء السرير.
المنبه يرن من المكتب الأبيض تحت النافذة ذات الستائر البيضاء.
عند هذه النقطة تقريباً يلاحظ إيرل أنه مستلقِ على طرف السرير.
كان يلبس رِداء العمليات وخُفين.

يضجع للخلف ويقرأ العلامات المسجلة على السقف ثانية.
العلامات تقول.
بحروف تاجية كبيرة مهزوزة.
تلك هي غرفتك.
الغرفة توجد في مستشفى.
حيث تعيش الآن.

ينهض إيرل ويلقي نظرة على ما حوله.
الغرفة كبيرة على غرفة مستشفى.
هناك سجاد نظيف ممتد من قاعدة السرير لثلاث اتجاهات.
لبابين ونافذة.
الإطلالة ليست واضحة.
لعلها مجموعة أشجار وسط كمة أعشاب مقلمة بعناية تؤدي إلى مسارين أسفلتيين.
الأشجار.
ماعدا قلة مُزهرة.
كانت بلا أوراق.
أوائل الربيع أو أواخر الخريف.
يا هذا يا ذاك.


سطح المكتب مكتظ بملاحظات مدونة.
تحقيقات نيابة.
قوائم مطبوعة بعناية.
كُتيبات عن الأمراض النفسية.
صور مؤطرة.
على رأس تلك الفوضى ورقة كلمات متقاطعة نصف محلولة.
المُنبه فوق كومة من الصحف المطوية.
إيرل يضغط على زر الإغفاء ويتناول سيجارة من العلبة المخبأة في كُمه.
يتحسس جيوبه باحثاً عن كبريت.
يزيح الأوراق من على المكتب.
ينظر في الأدراج بسرعة.
بالصدفة يجد علبة الثقاب مسنودة على الحائط عند النافذة.
علامة أخرى مسجلة فوق علبة الكبريت تقول بحروف صفراء مزعجة.
سجائر؟
تأكد من وجود الشعلة أولاً.
يا غبي.

إيرل يضحك على العلامة.
يشعل سيجارته.
ويأخذ نفس طويل.
موضوع عند النافذة أمامه علامة أخرى على ورقة فلوسكاب معنونة بــ جدولك

مُقسم بالساعات.
كل ساعة.
في مجموعات مثلاً المطلوب من الساعة الـ10 مساءاً حتى الساعة الـ8 صباحاً هو عد للنوم.
إيرل ينظر للمُنبه: 8:15.
هناك ضوء في الخارج.
هو الصباح إذن.
يفحص ساعته: 10:30
يُقرِّب الساعة من أذنه ويسمع.
يُدوِّر الساعة مرة أو مرتين حتى يظبطها كما في المنبه.

وفقاً للجدول.
الوقت من الــ8 للــ8:30 مكتوب أمامه اغسل أسنانك.
إيرل يضحك ثانية ويذهب للحمَّام.

نافذة الحمام مفتوحة.
يضم ذراعيه ليستجلب الدفء.
يلاحظ المنفضة على حافة النافذة.
بها سيجارة.
تحترق بانتظام مخلفة إصبع طويل من الرماد.
يتجهم.
يُطفئها ويشعل أخرى.

فرشاة الأسنان كانت ممعجنة بالمعجون الأبيض.
الحنفية من النوع الذي يجب أن يُضغط لتضخ الماء.
دفقة مياه لكل ضغطة.
إيرل يُدخل الفرشاة لداخل خَدُّه لكنه يهمل ترجيعها ويرغي عندما يفتح علبة الأدوية.
الرفوف شُغلت بعلب استعمال فرد واحد فيتامين.
وأسبيرين.
ومانع لإدرار البول.
وغسول الفم أيضاً استخدام فرد واحد.
عبارة عن أمبول به سائل ازرق في زجاجة محكمة الغلق.
فقط معجون الأسنان هو الوحيد ذو حجم اعتيادي.
إيرل يبصق المعجون من فمه ويستبدله بغسول الفم.
عندما يضع الفرشاة بجوار المعجون.
يلاحظ ورقة صغيرة مثبتة بين أحد الرفوف الزجاجية وجدار صندوق الأدوية.
يبصق السائل الأزرق الرغو في الحوض ويمضمض فاه.
يغلق صندوق الأدوية ويبتسم لانعكاسه في المرآة.

"من يحتاج لنصف ساعة ليغسل أسنانه؟"

الورقة كانت مطوية لحجم صغير وكأنها جواب غرامي لطفل في السادسة الابتدائية.
إيرل يفتحها ويضعها أمام المرآة.
ويقرأ.
لو كنت لا تزال قادراً على قراءة هذا.
فأنت قَحب جبان.

إيرل يحدق ببلاهة في الورقة.
ويقرأها ثانية.
يقلبها.
في الظهر يقرأ.

ملحوظة: بعدما تقرأ الورقة.
خبها ثانية.

إيرل يقرأ الناحيتين ثانية.
ويطبق الورقة كما كانت ويضعها تحت المعجون.

ربما بعدها يلاحظ الندبة.
تبدأ أسفل أذنه مباشرة.
سميكة ومتعرجة.
وتختفي تدريجيا في إتجاه منبت الشعر.
إيرل يلف رأسه ويحدق بزاوية عينه ليتبع مسار الندبة.
مستدلاً بطرف إصبعه.
ينظر نحو السيجارة التي تحترق في المنفضة.
تناله الأفكار.
يخرج من الحمام.

يتصلب عند باب الغرفة.
يسند بيده على مقبض الباب.
هناك صورتان على الباب.
تجذبه أولاً صورة أشعة رنين مغناطيسي.
إطار أسود لامع مقسم لأربع أشعات لجمجمة شخص.
بقلم ماركر.
مكتوب أسفلها: مخك.
إيرل يحدق فيها.
دوائر داخل دوائر بألوان مختلفة.
هو يتعرف على مقلتي عينيه و.
خلفها فصي المخ.
تعريجات ملساء.
دوائر.
أشباه دوائر.
لكن هناك في منتصف رأسه.
دائرة مرسومة بقلم ماركر.
تحيط بسرداب يمر خلف الرقبة كدودة تخترق ثمرة المشمش.
هو شئ مختلف.
مُشوه.
مكسور.
لكن لا لبس فيه.
لطخة سوداء.
على شكل زهرة.
هناك في منتصف مخه.

يميل ليلقي نظرة على الصورة الثانية.
هي لرجل يحمل الزهور.
واقف أمام قبر مشيد للتو.
يميل بصورة زائدة.
ليقرأ شاهد القبر.
لوهلة ستدرك أن هذا يبدو كقاعة من المرايا أو بدايات لعروض بلا نهاية: رجل يميل لينظر على رجل أصغر.
يميل أكثر.
ليقرأ شاهد القبر.
إيرل ينظر طويلا للصورة.
ربما سيبدأ في البكاء.
ربما سيكتفي بالتحديق صامتاً فيها.
في النهاية.
يذهب إلى سريره.
يلقى بنفسه عليه.
يغلق عينيه.
يحاول النوم.

السيجارة تحترق بثبات بعيداً في الحمام.
عقارب المنبه تعد تنازلياً من 10.
ويبدأ في الرنين ثانية.

يفتح إيرل عين بعد الأخرى لتصدم بامتداد قراميد السقف البيضاء المتقاطع بعلامات لطباعات يدوية مسجلة فوق رأسه مباشرة.
كبيرة بصورة كافية ليقرأها من وضع الرقاد.

لن يمكنك الحصول على حياة طبيعية بعد الآن.
يجب أن تعرف هذا.
كيف ستصادق فتاة إن كنت غير قادر على تذكر إسمها؟
كيف ستنجب أطفالاً.
إلا لو أردتهم أن يشبوا مع أب لا يستطيع تمييزهم.
حقيقة كالجحيم هي أنك لن تستمر في وظيفة.
لا توجد مهن كثيرة يكون النسيان فيها ذو فائدة.
العهر.
ربما.
السياسة.
أكيد.

لا.
حياتك انتهت.
أنت رجل ميت.
الشئ الوحيد الذي يأمل الأطباء أن تتعلمه هو أن تكون أقل عبئاً على الممرضين.
ومن المحتمل أنهم لن يدعوك تعود لمنزلك.
أينما سيكون.

وبالتالي السؤال هنا ليس "أن تكون أو لا تكون".
لأنك غير كائن.
السؤال هنا لو رغبت في فعل شئ في هذا الأمر.
إذا كان الإنتقام يُهمك.

معظم الناس يهتموا بالانتقام.
لأسابيع قليلة.
يخططون.
يدبرون.
يضعون الحسابات السهلة.
لكن مرور الوقت سينخر من حماستهم الأولية.
الوقت سرقهم.
أهذا ما يقولونه؟
والوقت في النهاية يُقنع معظمنا أن الصفح فضيلة.
بالمناسبة.
الجُبن يبدو متماثل مع الصفح في ظروف معينة.
الوقت يسرق أعصابك.

لو كان الوقت والخوف بغير كافيين لدفع الناس عن الانتقام.
ستكون هناك السُلطة.
سَتَهِز رأسها في سماحة وستخبرك.
أنهم يتفهمون موقفك.
لكنك الأفضل بسبب تركك للأمر.
ولم تُصّعد الموقف.
ولم تهبط لذلك المستوى.
وإلى جانب ذلك.
تقول السلطة.
أي تصرف غبي سيَصدُر عنك فسوف نحبسك في زنزانة صغيرة.

لكنهم بالفعل وضعوك في غرفة صغيرة.
ألم يفعلوا؟
الفرق أنهم لم يغلقوها بمفتاح ولم يضعوا حراسة جيدة أيضاً.
لأنك مشلول.
جثة.
كنبتة لن تتذكر أن تأكل أو أن تتبرز إلا لو ذكرها أحدهم.

وبالنسبة لمرور الوقت.
حسن.
هذا لم يعد ينطبق عليك بعد الآن.
أليس كذلك؟
عشرات الدقائق متشابهات.
مراراً وتكراراً.
لذا كيف ستسامح إن كنت غير قادر على التذكر لتنسى؟

كنت من النوع الذي يقول دع الأمر يمر.
أليس كذلك؟
لكنك الآن لست الرجل الذي اعتدت أن تكونه.
ولا حتى نصفه.
أنت جزء.
أنت الآن رجل العشر دقائق.

بالطبع.
الضعف قوة.
هو مُحرِك حياتك.
ربما تفضل أن تجلس في غرفتك الصغيرة وتبكي.
تعيش على أنقاض ذكرياتك الصغيرة.
تُلمّع كل ذكرى بعناية.
نصف حياتك ستقضيه خلف زجاج ومٌثبت في كرتون كمجموعة من الحشرات الغريبة.
ستحب أن تحيا خلف هذا الزجاج.
ألن تفعل؟
أيها الهلامي.

تريد أن تفعل هذا لكنك لن تستطيع.
أتستطيع؟
لن تستطيع بسبب أخر شئ علق بذاكرتك.
وجهه.
وجهه وزوجتك.
تنظر إليك لتنقذها.

وربما تتقاعد بعدما تُنهي ذلك الأمر.
تجميعتك الصغيرة.
سيحبسوك في غرفة أخرى صغيرة وستعيش بقية حياتك في الماضي.
لكن فقط لو وقعت في يدك ورقة صغيرة مكتوب عليها أنك قد قضيت عليه.

أنت تعرف أني على صواب.
تعرف أنه عليك الكثير لتفعله.
قد يبدو مستحيلاً.
لكني متأكد أننا لو أدينا ما علينا.
فلسوف نخرج بشيئاً ما.
لكنك لا تمتلك الكثير من الوقت.
أنت لا تمتلك إلا عشر دقائق تقريبا.
في الواقع.
وبعدها ستبدأ كل شئ من جديد.
لذا افعل شيئاً بالوقت الذي تملكه.

إيرل يَفتح عينيه ويرمش في الظلام.
المُنبه يرن.
يشير للـ3:20.
وضوء القمر الساري عبر النافذة يشير إلى بعد منتصف الليل.
يتحسس إيرل زر الإضاءة.
يتخبط أثناء الضغط عليه.
ضوء ساطع يملأ الغرفة.
يُلون الآثاث بالأصفر.
والحيطان.
وغطاء السرير أيضاً.
يضجع للخلف ويتطلع فوقه إلى امتداد قراميد السقف الملونة بالأصفر.
المتقاطع بعلامة لكتابة يدوية مسجلة على السقف.
يقرأ العلامة مرتين.
ربما ثلاثة.
ثم يرمش قبل أن يستطلع الغرفة بعينيه.

غرفة بلا آثاث.
في مؤسسة تبدو.
ربما.
هناك مكتب أسفل النافذة.
المكتب لا يوجد شئ على سطحه باستثناء المُنبه الذي يرن.
ربما يلاحظ إيرل عند تلك النقطة.
أنه يرتدي ملابسه كاملة.
حتى الحذاء وهو تحت الغطاء.
ينهض من على السرير ويذهب للمكتب.
لا شئ في الحجرة يدل على أن أحد ما يعيش فيها.
أو حتى عاش.
فيماعدا بعض الملصقات الغريبة المبعثرة هنا وهناك على الحائط.
لا صور.
لا كتب.
لا شئ.
من خلال النافذة.
يستطيع أن يرى سطوع البدر على العشب المشذب بعناية.

إيرل يضغط على زر الإغفاء في المُنبه ويحدق لوهلة في المفتاحين المربوطين بظهر يده.
يفضهما أثناء بحثه خلال الأدراج الفارغة.
في الجيب الأيسر لجاكيتته.
يجد رزمة من الأوراق المالية فئة المئة دولار وخطاب مغلق داخل ظرف.
يتفحص باقي الحجرة والحمام.
قصاصات ورق.
أعقاب سجائر.
لا شئ آخر.

بذهول يمرر إيرل يده على الندبة التي على رقبته ويذهب للسرير ثانية.
يضجع للخلف ويحدق في السقف والعلامة التي عليه.
يقرأها.
انهض.
اخرج الآن.
هناك من يريد قتلك.

يغلق إيرل عينيه.

حاولوا أن يعلموك أن تصنع قوائم في المدرسة.
أتذكر؟
عد للخلف عندما كان مخطط يومك على ظهر يدك.
ولو كانت ترتيباتك هذه تزول مع مياه الاستحمام.
حسن.
هم لم يفلحوا في هذا.
مُهمِل.
هم قالوا هذا.
غير منضبط.
لذا فقد حاولوا أن يجعلوك أن تكتب كل ما يحدث في أي مكان بصورة دائمة.

بالطبع.
سيضحك معلموك حتى يبلّوا بناطيلهم لو رآوك الآن.
لانك أصبحت الآن طالباً مثالياً في اتباعك لدروسهم عن التنظيم.
لأنك لن تستطيع حتى أن تتبول بدون الرجوع لقوائمك.

هم كانوا على صواب.
القوائم هي الشئ الوحيد الذي سيخرجك من تلك الفوضى.

وإليك بالحقيقة: الناس.
حتى العاديين منهم.
ليسوا أبداً شخص واحد بمجموعة واحدة من الصفات.
الأمر ليس بهذه البساطة.
نحن جميعاً تحت رحمة النظام العضوي.
دفقات كهربية تتدفق خلال المخ.
كل إنسان مُقّسم لــ24 ساعة/جزء.
إنه التمثيل الصامت اليومي.
إنسان قوي فيك يتحكم في آخر خاضع: خشبة مسرح مزدحمة بمأجورين يصرخون لتأدية دورهم تحت الأضواء.
كل أسبوع.
كل يوم.
إنسان غاضب يمسك العصا مهدداً آخر مغلوب على أمره.
الذي بدوره يفعل المثل نحو آخر عبد للجنس.
الانطوائي.
الاجتماعي.
كل إنسان عبارة عن مجموعة.
عصابة مُسلسلة من البلهاء.

تلك هي مأساة الحياة.
فلدقائق قليلة من كل يوم.
كل إنسان يعتقد أنه عبقري.
في لحظات تجلِّي وبصيرة.
بغض النظر عن رأيك فيه.
السُحُب تتجزأ.
الكواكب تسير في مدار ثابت بانتظام.
وكل شئ يتضح.
ينبغي أن أقلع عن التدخين.
ربما.
أو كيف سأصنع أول مليون بسرعة.
أو أو كل هذا هو مفتاح السعادة الأبدية.
تلك هي الحقيقة البائسة.
للحظات قليلة.
أسرار الكون تتكشف لنا.
فالحياة عبارة عن صالة انتظار تستقبل فيها خدعة سخيفة.

سواء أن كنت عبقرياً.
أو جاهلاً.
فيجب أن تُسلِم بالسيطرة للرجل القادم بالحَربة.
حتى لو كان جل طموحه أن يأكل شرائح البطاطس.
فالبصيرة والذكاء والخلاص.
كُلُها عُهدَت إلى معتوه أو عُدواني أو ميت.

السبيل الوحيد للخروج من هذه الفوضى.
بالطبع.
هو أن تتخذ خطوات لضمان أنك سوف تسيطر على السذج الذين ستصبحهم.
لتأخذ عصابتك المُسلسلة.
يداً بيد.
وتقودها.
وأفضل طريقة لفعل ذلك هو صنع قائمة.

والأمر يشبه أن تكتب خطاب لنفسك.
الخطة الرئيسية.
يجب أن تصاغ بواسطة رجل يرى النور.
بخطوات بسيطة تكفي ليفهمها بقية البلهاء.
اتبع الخطوات من الأولى حتى المئة.
واعد حسب الضرورة.

مشكلتك أصعب نوعاً ما.
ربما.
لكن الأساس شئ ثابت.

والأمر يشبه لعبة الكومبيوتر في شئ.
الغرفة الصينية.
أتذكرها؟
رجل يجلس في غرفة صغيرة.
يضع أوراقاً بحروف بلغة لا يفهمها.
تضع حرف في وقت متتابع حسب تعليمات آخر.
الأوراق تبدو أنها تُكون طرفة صينية.
الرجل لا يفهم الصينية.
بالطبع.
لكنه فقط يتبع التعليمات.

هناك بعض الاختلافات الواضحة في موقفك.
بالطبع: أنت هربت من الغرفة التي احتجزوك فيها.
لذا يجب أن تتحمل مسئولية ما ستشرع على فعله.
والرجل الذي يعطي التعليمات.
هو أنت.
أيضاً.
فقط نسخة حديثة منك.
والدعابة التي تتلوها.
حسن.
لقد وصلت للحد الفاصل.
أنا فقط لا اعتقد أن أي شخص سيجد ما تفعله طريفاً.

تلك هي الفكرة.
كل ما عليك عمله هو اتباع التعليمات.
كصعود سُلَم أو نزوله.
كل خطوة تحدث في وقت محدد.
حتى تصل لذيل القائمة.
الأمر بسيط.

والسر.
بالطبع.
ضعه في مكان تقدر على رؤيته دوماً.

يسمع ضجيجاً بعينين مغمضة.
بإصرار.
يمد يده للمُنبه.
لكنه يعجز عن تحريك ذراعه.

يفتح إيرل عينيه ليرى رجل ضخم يميل عليه بشدة.
الرجل ينظر إليه.
يتضايق.
يعود لعمله.
إيرل ينظر حوله.
مظلم جداً على كونه مكتب طبيب.

ثم ألم يكاد يُفجِّر مُخه.
يقطع مرور الأسئلة داخل مخه.
يتلوى من جديد.
يحاول مد ساعده بعيد.
يشعر بألم حارق.
الذراع لا يتحرك.
لكن الرجل يتضايق ثانية.
يظبط إيرل نفسه على الكرسي ليرى مقدمة رأس الرجل.

الضجيج والألم كان مَصدرهما مسدس في يد الرجل.
مسدس لكن بإبرة في نهايته بدلاً من الماسورة.
الإبرة تنغرس بداخل باطن ساعد إيرل.
تاركة آثار حروف كبيرة خلفها.

إيرل يحاول أن يعيد تنظيم جلسته ليحصل على رؤية أفضل.
ليقرأ الحروف التي على ذراعه.
لكنه لم يستطع.
يضجع محدقاً نحو السقف.

في نهاية المطاف.
فنان الوشم يوقف الضجيج.
يمسح ساعد إيرل بقطعة شاش.
ويتناول من الخلف نوتة صغيرة تصف كيفية التعامل مع عدوى محتملة.
ربما سيخبر زوجته فيما بعد عن الرجل ذو الملاحظات الصغيرة.
ربما ستقنعه زوجته بطلب الشرطة.

إيرل ينظر لذراعه.
الحروف تظهر على الجلد.
لم تجف بعد.
تجري خلف ساعة يده لتكمل طريقها حتى نهاية الساعد.
إيرل يرمش عندما يقرأ الرسالة فيقرأها ثانية.
تقول.
بحروف تاجية صغيرة.
أنا اغتصبت وقتلت زوجتك.

إنه عيد ميلادك اليوم.
لذا فقد أحضرت لك هدية صغيرة.
كان من الممكن أن أجلب لك بعض الجعة.
لكن من يدري أين ستنهيها؟

بدلاً من ذلك.
ابتعت لك جرساً.
أعتقد أني سأضطر لرهن ساعتك لتشتريه.
فلماذا بحق الجحيم تحتاج لساعة.
على أية حال؟

محتمل أن تسأل نفسك.
لمَ الجرس؟
أخمن أنك بصدد أن تسأل نفسك هذا السؤال عند كل مرة تجده في جيبك.
الآن هناك الكثير من الحروف.
لتحفرها في كل وقت تريد أن تعرف فيه الإجابة على بعض الأسئلة القصيرة.

هي دعابة.
بالتأكيد.
دعابة عملية.
لكن فكر فيها بهذه الطريقة: أنا لا أضحك عليك حقا بقدر ما أضحك معك.

أريدك أن تتذكر أنه في كل مرة ستُخرجه من جيبك وتتساءل.
لماذا احتفظ بجرس؟
جزء صغير منك.
قطعة صغيرة من مخك المدهوس.
ستتذكر وستضحك.
كما أضحك الآن.

إلى جانب ذلك.
أنت تعرف الإجابة.
هي كانت شئ تعلمته من قبل.
فلو فكرت فيه.
فستعرفه.

قديما في الأيام الغابرة.
كان الناس خاضعين لهاجس الخوف من أن يُدفنوا أحياءاً.
أنت تذكر الآن؟
لم يكن الطب متقدم كما هو الآن.
ولم يكن غير شائع للناس أن يستيقظوا في توابيت.
لذا فقد ابتاع الاغنياء أكفان بأنابيب تنفس.
أنابيب صغيرة تمر خلال الطين للهواء الطلق فلو استيقظ أحدهم من دون أن يحتسب فلن يشكو من ندرة الأكسجين.
الآن.
وجب عليهم اختبار هذا والـتأكد من صحته ومن قدرة الفرد على الصياح بصوت عالِ من خلال الأنبوب.
لكنه كان أضيق من أن يتحمل ذلك الصياح المزعج.
ليس كافِ لجذب الانتباه.
على الأقل.
لذا فقد أوصلوا الأنبوب بخيط ينتهي بجرس صغير مربوط بشاهد القبر.
لو عاد الميت للحياة.
فكل ما عليه فعله هو جذب خيط الجرس حتى يسمعه أحد ما ليخرجه ثانية.

أنا أضحك الآن.
تخيل نفسك في حافلة أو ربما في مطعم وجبات سريعة.
تضع يدك في جيبك لتجد جرس صغير وتسأل نفسك من أين جاء.
لماذا تمتلكه.
ربما ستجعله يرن.

عيد ميلاد سعيد.
يا رفيق.

لا أدري كيف خرجت بحل للمشكلة المتبادلة بيننا.
ولا أعلم أأُبارك لك أم لي.
تغيير بسيط في نمط حياتك.
افتراضاً.
لكن بحل بسيط.
مع ذلك.

انظر لنفسك تجد الإجابة.

هذا يبدو كرقم إيداع لمنتج ما.
لا أعلم متى فكرت في هذا.
لكني أرفع لك القبعة.
ليس ما تعرفه هو ما أتحدث عنه بحق الجحيم.
لكن.
بأمانة.
هو توارد أفكار حقيقي.
فضلاً عن ذلك.
أي شخص في حاجة لمرايا لتذكر نفسه من يكون.
أنت غير مختلف.

الصوت الآلي الضعيف يتوقف.
ثم يُعاد ثانية.
هو يقول.
"الساعة الآن الـ 8:00 صباحاً.
هذا نداء آلي."
إيرل يفتح عينيه ويضع سماعة الهاتف.
الهاتف موضوع على حافة السرير الخشبية.
المحيطة بالسرير من الخلف.
المنثنية عند ركنه.
التي تنتهي متلامسة مع كومود مجاور.
التلفاز لا يزال يبث.
نُقط من ألوان زاهية تتداخل مع بعضها البعض.
إيرل يضجع ويفاجئ برؤيته لنفسه.
هو أكبر الآن.
أنحف.
شعره متباعد عن رأسه كأشعة الشمس.
المرآة التي على السقف مشروخة.
الإطار الفضي علاه الصدأ.
إيرل يواصل التحديق في نفسه.
يُدهش مما يرى.
كان يلبس كامل ملابسه.
لكنها ملابس قديمة.
بالية.

إيرل يتحسس العلامة المألوفة على رسغه الأيسر التي كانت قد تكونت من تأثير ارتدائه ساعة اليد.
لكنها اختفت.
العلامة غير موجودة ولون جلده عاد للطبيعي.
كما لو انه لم يرتدِ ساعة أبداً.
كان لون جلده طبيعياً ماعدا سهم كبير أسود مرسوم بباطن رسغه.
يشير إلى كُمِّه.
يحدق لوهلة في السهم.
ربما لم يحاول أن يمسح العلامة طويلاً.
يثني كمه.

السهم يشير لجملة موشومة على طول باطن ذراع إيرل.
إيرل يقرأ الجملة مرة.
ربما مرتان.
سهم آخر يظهر عند بداية الجملة.
يشير بعيداً لأعلى ذراع إيرل.
يختفي خلف الكم المثني.
يفك أزرار قميصه.

ينظر على صدره.
يتعرف على الرموز المرسومة عليه دون القدرة على ربطها ببعضها البعض.
ينظر للمرآة التي فوقه.

السهم يترك ذراع إيرل.
ليعبر الكتف.
ويهبط على الجذع العلوي.
منتهياً بصورة رجل تشغل معظم صدره.
الوجه لرجل ضخم.
أصلع.
بشارب وسكسوكة.
هو وجه مميز.
لكنه غير متقن الجودة كلوحات فناني الشرطة.

باقي جذعه العلوي مُغطى بكلمات.
عبارات.
معلومات.
وتعليمات.
كُلها مكتوبة بصورة معكوسة على جسده.
تُرى بالمرآة.

في النهاية إيرل ينتصب واقفاً.
ويُزرِّر قميصه.
ويذهب للمكتب.
يتناول قلم وورقة ملاحظات من درج المكتب.
يجلس.
ويبدأ الكتابة.

لا أعلم أين ستكون عندما تقرأ هذا.
أنا حتى لست متأكداً لو كنت ستتضايق من قراءة هذا.
أعتقد أنك لست في حاجة لهذا.

عَيبُّ.
حقاً.
كوننا لن نتلاقى أبداً.
لكن.
كما تقول الأغنية.
"أثناء ما تقرأ تلك الملاحظة.
سأكون قد غادرتك."

نحن قريبان جداً الآن.
هذا ما نشعر به.
قطع كثيرة تُوضع مُجمعة.
وتتشكل.
أعتقد أنها مسألة وقت حتى تجده.

من يعرف ما الذي فعلناه لنصل إلى هنا؟
لا بد أنها حكاية ملعونة.
لو فقط استطعت أن تتذكر أي منها.
أعتقد أنه من الأفضل ألا تستطيع.

واتتني فكرة الآن.
ربما ستجدها مفيدة.

كل شخص ينتظر النهاية القادمة.
لكن ماذا لو كانت قد تجاوزتنا؟
ماذا لو كانت النهاية الهزلية ليوم القيامة قد أتت وانتهت ونحن لم نكن الصالحين؟
القيامة تصل بهدوء: الصالحون أُلقوا في الجنة.
وبقيتنا.
الذين فشلوا في الاختبار.
يستمرون على غفلتهم.
سهواً.
ميتين بالفعل.
يهيمون طويلاً بعدما توقفت الآلهة عن تسجيل الحسنات.
ولا يزالوا يتفائلون بمستقبلهم.

أظن لو كان هذا حقيقي.
فلا يهم ما ستفعله.
لا استثناءات.
لو لم تستطع إيجاده.
لا يهم هذا.
فلا شئ يهم.
ثم لو وجدته.
ستستطيع أن تقتله دون قلق من العواقب.
لأنه لا توجد عواقب.

هذا ما أفكر فيه الآن.
في هذه الغرفة الحقيرة الصغيرة.
صور سفن مؤطرة على الحائط.
لا أعلم أين نحن.
صراحة.
لكني لو خمنت.
فسأقول أننا في مكان ما على الشاطئ.
لو تساءلت لماذا ذراعك الأيسر أغمق بخمس مرات من الأيمن.
فلا أعلم بمَ سوف أخبرك.
أعتقد أننا كنا نقود من مدة.
و.
لا.
لا أعلم ما الذي حدث لساعتك.

وكل هذه المفاتيح: ليس لدي فكرة.
لا استطيع أن أميز أياً منها.
مفاتيح السيارة ومفاتيح المنزل ومفاتيح الأقفال الصغيرة.
ما الذي وصلنا اليه؟

أتساءل هل سيشعر بالغباء عندما تجده.
قُبض عليه بواسطة رجل العشر دقائق.
اُغتيل بواسطة نبتة.

سأكون قد ذهبت في لحظة.
سأضع القلم.
وأغمض عينيِّ.
فيمكنك قراءة هذا لو أردت.

أنا فقط أريدك أن تعلم أني فخور بك.
لا أحد باقِ سيهتم بقول هذا.
لا أحد باقِ يريد هذا.

عينا إيرل كانت مفتوحة بشدة.
يحدق بها خلال نافذة السيارة.
عينان مبتسمة.
تبتسم من خلف النافذة ناظرة للجمع الغفير من الناس في الشارع.
احتشد الناس حول الجسد عند المدخل.
الجسد ينزف ببطء على الرصيف وعلى طريق عبور السيارات.

رجل ممتلئ.
مطرق الوجه.
عيناه مفتوحتان.
أصلع الرأس.
بسكسوكة.
يحتضر.
كما في لوحات فناني الشرطة.
الوجه بالظبط مثله.
هو بالتحديد الشخص المقصود على وجه الخصوص.
لكن حقاً.
قد يكون أي شخص غيره.

إيرل لا يزال مبتسماً للجسد عندما انطلقت السيارة بعيداً عن الحادث.
السيارة؟
من ليقول؟
ربما عربة الشرطة.
ربما فقط سيارة أجرة.

بعدما اختفت السيارة وسط الزحام.
عينا إيرل تواصل لمعانها في الليل.
لا تزال ترقب الجسد حتى اختفى تماماً خلف مجموعة من المارة.
يضحك بخفوت بينما تذهب السيارة بعيداً.

ابتسامة إيرل تختفي تدريجياً.
هناك شئ ما قد حدث له.
يبدأ في تحسس جيوبه.
بلا اهتمام في البداية.
كرجل يبحث عن مفاتيحه.
بعدها يولي العملية اهتمام أكثر.
ربما يتوقف بحثه لو اكتشف أن يديه مغلولتان.
يفرغ كل جيوبه على الكرسي المجاور.
بعض الأموال.
ميدالية مفاتيح.
بعض الاوراق.

قطعة معدنية دائرية تسقط من جيبه وتتدحرج على المقعد بجواره.
إيرل غاضب الآن.
يدق على الفاصل البلاستيكي الذي بينه وبين السائق.
يطلب منه قلم.
قد يكون السائق لا يتكلم الأنجليزية جيداً.
قد تكون من عادة الشرطي عدم التحدث مع المتهمين.
في كلتا الحالتين.
العازل بين الرجل في المقدمة وبين الرجل في المؤخرة لايزال مغلق.
وحصوله على قلم ليس سهل المنال.

السيارة تمر على بالوعة.
إيرل يرمش أمام انعكاس وجهه في المرآة الخلفية.
هو هادئ الآن.
السائق يميل بالعربة فجأة.
فتنحدر القطعة المعدنية لتصل تحت رجل إيرل مصدرة صوت ضعيف.
يلتقطها وينظر إليها.
بفضول.
هو جرس صغير.
جرس صغير معدني.
مسجل عليه إسمه ومجموعة من التواريخ.
يتعرف على أول واحد: تاريخ ميلاده.
لكن الثاني لا يعني شيئاً له.
لا شئ على الإطلاق.

يقلب الجرس بين يديه.
يلاحظ المنطقة الشاغرة على رسغه حيث اعتادت ساعته على أن تستقر هناك.
هناك سهم صغير.
يشير لذراعه.
إيرل ينظر للسهم.
ثم يبدأ في ثني كمه.

"أنت ستتأخر على جنازتك."
كما تقول هي.
أتذكر؟
كلما أفكر في هذا.
أراه أكثر ابتذالاً.
أي أبله تكونه.
ومع ذلك.
هل هناك أي نوع من العجلة لنُنهي القصة؟

وكيف سأعرف - أنا - لو تأخرت.
على أي حال؟
لا أمتلك ساعة بعد الآن.
لا أعلم ماذا سنفعل بها.

لماذا تريد ساعة بحق الجحيم؟
كانت حمل زائد تجره على رسغك.
رمز لما كنت عليه.
عندما كنت تؤمن بالوقت.

لا.
تجاهل هذا.
ليس صعباً عليك أن تفقد إيمانك بالوقت كما فقد الوقت إيمانه بك.
ومن يحتاجه.
على أي حال؟
من يحتاج لأن يكون واحد من هؤلاء السذج الذين يأملوا العيش بأمان في وهم المستقبل.
في أمان للحظة بعد لحظة شعروا فيها بالقوة؟
يعيشون اللحظة القادمة.
التي فيها لن يشعروا بشئ.
ازحف خارج جدار الوقت.
بعيدا عن الناس الذين صنعوا أشياءاً تافهة لأنفسهم.
يصدقون الكذبة التي تقول أن الوقت سيشفي كل الجروح.
هي مجرد طريقة جديدة نقول فيها أن الوقت يُميتنا.

لكنك مختلف.
أنت أكثر كمالاً.
الوقت عبارة عن 3 أشياء لمعظم الناس.
لكن بالنسبة لك.
بالنسبة لنا.
هو فقط شئ واحد.
ننفرد بهذا.
لحظة واحدة.
هذه اللحظة.
وكأنك في منتصف الساعة.
في المحور الذي تمر عليه العقارب.
الوقت يتحرك حولك لكن أبداً لن يحركك.
هو فقد قدرته على التأثير عليك.
ما الذي يقولونه؟
الوقت سرقك؟
لكنه لن يفعل هذا معك.
اغمض عينيك وابدأ كل هذا ثانية.
لَبِ رغبات أحاسيسك الأولية.
النضرة كالورد.

الوقت ما هو إلا سخف.
شئ غامض.
الشئ الوحيد الذي يَهم هو هذه اللحظة.
هذه اللحظة التي مرت مليون مرة.
يجب أن تثق بي.
لو أعيدت هذه اللحظة ثانية.
لو بقيت على محاولتك-ويجب أن تبقى-لتعبر إلى المطاف التالي في قائمتك.
حتى النهاية.

(تمت)
..............
لمتابعة النص الأصلي..اضغط هنا

24‏/07‏/2008

Song I Like : Imagine - 1971

الأغنية : Imagine
: تخيل
آداء و كلمات : John Lennon
ترجمة : أحمد مختار عاشور
.....................................................
Imagine there's no heaven
تخيل عدم وجود جنة
It's easy if you try
هذا سهل لو حاولت
No hell below us
لا جحيم أسفلنا
Above us only sky
السماء فقط فوقنا
Imagine all the people
تخيل كل الناس
Living for today
يعيشون حتى اليوم
Imagine there's no countries
تخيل عدم وجود دول
It isn't hard to do
ليس من الصعب أن تفعل
Nothing to kill or die for
لاشئ لتقتل أو لتموت من أجله
And no religion too
و لا دين أيضاً
Imagine all the people
تخيل كل الناس
Living life in peace
يعيشون حياتهم في سلام
You may say I'm a dreamer
قد تقول إني حالم
But I'm not the only one
لكني لست الوحيد
I hope someday you'll join us
آمل أن تنضم إلينا ذات يوم
And the world will be as one
و يصبح العالم كيان واحد
Imagine no possessions
تخيل عدم وجود أملاك
I wonder if you can
سأندهش لو استطعت
No need for greed or hunger
لا حاجة لطمع أو جوع
A brotherhood of man
البشر أخوة
Imagine all the people
تخيل كل الناس
Sharing all the world
يتقاسمون العالم
You may say I'm a dreamer
قد تقول إني حالم
But I'm not the only one
لكني لست الوحيد
I hope someday you'll join us
آمل أن تنضم إلينا ذات يوم
And the world will live as one
و يصبح العالم كيان واحد
...................................
هذه الأغنية...
1-لا يمكن ألا تجدها في قائمة أفضل 10 أغاني في التاريخ لدى أي موقع محترم متخصص في الطرب
2-قال عنها مؤديها "جون لينون" : الجميع أحبها رغم أنها أغنية لادينية لاشيوعية لاقومية لارأسمالية !!...
3-انتقدها بعض النقاد مع تلميح عن ثراء المطرب "جون لينون" فيقول أحدهم : "هل تصدق أن يخبرك مليونير : تخيل عدم وجود أملاك؟!!"
...................................

17‏/07‏/2008

فلّتكن ما تكونه

كنت أقود سيارتي على الطريق الصحراوي عندما رأيت عينيه تحدقان فيّ لأول مرة.
.......................
كان صريعا يبدو...فاقد الوعي...ملقى في منتصف الطريق....ينزف دماً.
......................
كنا وحدنا في الطريق....توقفت بسيارتي.
......................
كانت سيارة يابانية حديثة...أتمنى أن اتذكر الذهاب بها للــ(ميكانيكي).
.....................
هذه الماكينة غريبة الصنع لم تهلك بعد...لا أدري لماذا فعلت...و أى قدرة تسيطر عليّ لأقترب منه..أتحسس نبضه.... لا يزال موجوداً....
.....................
كانتا مغلقتين....لكنك تشعر أنه يراقبك.
....................
أحمله..أضعه برفق في سيارتي من الخلف...و أحاول أن أصدق تخميني حول ما جرى له...ربما مجموعة من الشباب العابث الأرعن.
...................
كانوا يسكرون و يدخنون المخدرات حتى يثملوا فيموت برئ فداءاً لنزواتنا.
....................
جسدي منهك...بعد سفر طويل...لزيارة أخوتي البنات.
....................
كن يطالبنني بالزواج ليرين لأبنائهن أبناء خال و الأهم لأتخلص من حالتي هذه.
....................
سِرت على أقصى سرعة...حتى ظهرت المستشفي...فتوقفت أمام مدخلها شاحب الإضاءة.
....................
كانا طبيب و ظابط يتحادثان....يبحثان عنا...عن ضحية و جانِ.
....................
كيف غاب هذا عن ذهني؟...هناك دائماً جانِ....ولا يوجد لديهم أفضل مني ليكونه...و لست في حاجة لاحتمل سخافات رجال الشرطة لكي اعترف على ما يريدون.
...................
أخذت قراري بسرعة.... رجعت بالسيارة قليلاً للخلف...توقفت...فتحت بابها الخلفي و أنا في مقعدي...دفعت جسده للخارج...أغلقت الباب...انطلقت..هناك شخص ألمحه في المرآة يعبث بالـموبايل.
...................
كيف لهذا الأحمق أن يتواجد في هذا الطريق؟.. و في مثل هذه الساعة؟!!.
هي الضريبة إذن..
كل القوانين - إلهية كانت أو بشرية - لا تحمي المغفلين...لا تحميهم بدون قصد أو حتى به و ما خرقت شيئاً من هذا.....فليسعد إله القانون..
من يفز هو من يستحق الفوز.
..................
ذهبت لمنزلي...اغتسلت...أكلت...انتظرت قرابة الساعتين...حتى أتوا.
..................
من يفز يستحق الفوز....و اعترفت لهم بكل شئ.
..................
"كنت-كان-كنا-كانت-كانتا-كانوا-كن-كانا"
..................
اللعنة على من كان..
فلنكن ما نكونه.....................