محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

22‏/02‏/2019

إعدام





يوليو 2015

اِحدى الجارات تطرق باب شقتها بـِ مدينة نصر، و"مي" تفتح الباب مرتدية الإسدال الإيراني أو ما يدعونه بـ الشادور.. "البقاء لله يا (مي) يا حبيبتي.."
و"بنت النسيبي" تحاول أن تستفهم منها..
الجارة تخبرها: "ع النت كاتبين إنهم أعدموا (حذيفة)!"

"همام" رأى "فتحي" رجل فاضل متدين، سـَ يصون اِبنته التي كانت من أوائل مرتديات الطرحة من بنات العائلة. رغم أن الزوج القادم لا يـُخفى عنه هيئةً ولغةً اِنتمائه للفكر السلفي..

ورغم ذلك، نشأ "حذيفة فتحي" منبهرًا بـ خاله، المخرج الشهير "نوح همام نوح"..
يتمنى أن يصير سيناريست كي يعمل معه.. والخال "نوح" دومًا ما يخبر "حذيفة" أنه لا يطيق فكر والده السلفي.. "انت عارف إن جدتي كانت فرنسية؟ أم جدك (همام).. وماتت على مسيحيتها.. طب ديه في فكر أي واحد سـلفي هـ تدخل النار؟!"

"بس اِنت لو عايز تشتغل في السينما لازم تغير اِسمك.. مافيش فنان في الدنيا اِسمه (حذيفة).. ده اِسم إرهابي عتيد! هاهاها.."

"حذيفة" وقتها ضحك معه.. لكنه لم يفعل عندما اِستعاد ذكراها مرة أخرى بعد عام..
عندما رفضته "ياسمين" اِبنة "نوح"..
كانت قد أخبرت والدها أن "حذيفة" عبر لها عن حبه.. وهي تشعر بـِ مشاعر متناقضة تجاهه.. فـَ هو وسيم لكنها تشعر أنه غريب بعض الشيء..
والأب –المخرج اليساري- يخبرها أنه ليس من مستواهم المادي أو الثقافي.. لا يحمل نفس أفكارهم..
وسرعان ما انعكس رأي أبيها عليها، مرددة نفس كلمات والدها أمام عيني الفتى! وعلى ناحية أخرى.. كان المخرج الشهير يتهرب منه، ولا يرد على مكالماته..

فـهم "حذيفة" الرسالة.. وفي نفس التوقيت توفي والده.. فـَ اجتمعت عليه الآلام النفسية جميعها، واستسلم لـِ نوبة اكتئاب حادة..
كان يشعر بـ الذنب لأن أبيه مات وهو غير راضٍ عنه وعن سلوكه..

تعافى سريعًا من اكتئابه..
وجد ملاذه في الاستماع إلى الدعاة الشباب كـَ "عمرو خالد"، "مصطفى حسني" و"معز مسعود".. وأمه تسعد به وتشجعه..

ثم انتقل للمرحلة التالية..
مرحلة شيوخ السلف.. "الحويني"، "يعقوب"، و"محمد حسان"..
فـَ أطلق لحيته، وقصر جلبابه.. وأمه تسعد به..

حتى وصل سريعًا للمرحلة الأخيرة.. الفكر الجهادي دون مراوغة أو تحايل..
تنظيم القاعدة صار هو الفرقة الناجية من النار.. وأمه تطلب منه أن يكتفي بـِ هذا.. على استحياء.

وكانت تلك المرحلة وقت حكم "مرسي"، وهو في سنته الجامعية الثانية..
وكان اِسم مجموعته المعلوم لدى الأمن والإعلام "خلية سـُم الثعبان"..
وبعدها بـ أشهر قليلة تم إعلان اِتهامه بـِ قتل عميد في الداخلية يقطن بـِ أحد الشوارع الرئيسية، بـِ مدينة نصر، قرب أقل من كيلومتر من شقة أسرته.
تم اعتقاله في منتصف عام 2014 مع رفاقه، وعثر الأمن على مخزن أسلحة في شقة مؤجرة بـِ اسمه في نفس المنطقة..

فور القبض عليه، هرولت "مي" لـِ ترجو عمها "النابغة" -الذي كان له في ذلك التوقيت مكانة هائلة لدى النظام- أن يتوسط إلى المسئولين كي ينقذ حفيد شقيقه..
فـَ أخبرها بـ برود أنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا لأنها قضية أمن وطني..

شقيقها "نوح" بـ دوره أخبرها أنها تتحمل وزر ما حدث لـ ولدها وهي تعتقد أن المزيد من الإسلام يعني الصواب والصلاح.. وأخذ يسب غبائها..

وقتها، قامت "مي" بـِ تسجيل حوارات عديدة في مطبوعات لا تـُقرأ، وعلى الانترنت في صفحات مغمورة، وإرسال قضية اِبنها إلى قنوات الإخوان بـ تركيا.. حول أن المتهم ظلمًا في تلك الخلية، خاله هو مخرج الأفلام الإباحية الشهير "نوح همام" المعروف أنه عدو السينما النظيفة، وشقيق جده من أهم واضعي دستور مصر "النابغة نوح النسيبي"!
لكن ما حمى شهيرا عائلتها أن اِسم الولد كان مقترنًا بـ عائلة أبيه، فـ صار كلامها غير مسموعًا..
كان صراخًا بـلا صدى..
 ربما يأتيها ردٌ عنكبوتي من أحد الجهاديين –من زملاء ولدها- يقول فيه:
"قرابة المجاهد (حذيفة) لـ هذين الشخصين المرتدين.. لا تشرفه."

هل تسير تصرخ في الطرقات معلنة أن اِبن عمتها هو الملقب بـِ كلب النظام "علي فهمي النسيبي"؟!
والذي رفض مقابلتها من الأساس!
كلما استمع إليها الأغراب وهي تقول أن كل عائلتها في أكبر أجهزة سيادية بـِ الدولة، كانوا يعتقدون أنها تهذي!

لم تدري ماذا تفعل كي تخرج ولدها من كربه..
لم تجسر أن تسأل نفسها إن كان اِبنها مذنبًا أم لا..
قتل رجل شرطة واَستعد لـ فعل المثل بـ رجال القضاء أم لا..
لم تفعل لأنها لا تريد الإجابة الصحيحة.. لا تريد الإجابة الحقيقية..
هي فقط تريد ولدها..

وعندما قامت الدولة بـِ إعدامه فجأة مع رفاقه الـ6 بـ التنظيم، بـ لا أية مقدمات أو إعلان، ردًا على هجمة إرهابية قتلت العديد من جنود الجيش المصري بـِ سيناء..
انطلقت كـَ المجنونة إلى مشرحة زينهم..
وقتها لم يظهر بـِ جانبها أحدٌ من العائلة على الإطلاق..
فقط هاتفها والدها وهو يبكي ويلعن النظام والحكومة..
ولم تستمع إلى باقي المكالمة، بعد أن اِنطلقت تكبيرات المجاهدين مع خروج الجثث -بين مراسلي قناة الجزيرة القطرية وأفراد منظمة حقوق الإنسان- وهم يهللون بـِ "زِفوا العريس.."

وانطلقت زغاريد المنقبات..
ها هن يرين الآن مجاهدًا يتم تجهيزه للزواج من 72 حورية في الجنة..
ولـِ وهلة شعرت "مي" بـِ الضياع وسط هؤلاء..
العديد من اللحى والأنقبة..
تشعر أن كل شارب محفوف وسط لحية هائجة شعثاء.. يسخر منها..
تشعر أن كل عين بازغة من خلف نقاب.. تستهزأ بها..
إنهم لا يشبهونها..
لا يشبهون عائلتها..
من حشرها بينهم؟!
وأدركت كم كانت حمقاء وقتذاك..
شقيقها كان معه كل الحق حين أخبرها أنها أضاعت اِبنها منها بـِ غبائها..
لكنه لن يعود ثانية..
لن يعود، ولو صفت جسدها بـ الكامل إلى دموع..
حسنًا، فـَلـْنـَزُف العريس..
وانطلقت معهن بـِ الزغاريد المجنونة المضطربة!


(22-2 من رواية النسايب)

ليست هناك تعليقات: