محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

03‏/06‏/2012

بعضٌ من الجينات المصرية الأصيلة..

الانتظار شيء في قمة الملل.. تنتظر والدك باللعبة التي وعدك بها، تنتظر الامتحانات ثم النتيجة، تنتظر مهاتفة مليئة بالهرمونات، تنتظر الوظيفة، تنتظر الزواج، تنتظر الإنجاب، تنتظر الهجرة، تنتظر الموت منذ أول قدومك!
تلك الخواطر السخيفة شغلت عقلي حين كنت اَنتظر خطيبتي المتأخرة دوماً.. التي كلما اِنتظرتها، اَستمر في مهاتفتها كل 5 دقائق لتخبرني كل مرة إن قدامها 10 دقائق..
على أي حال مراقبة المارة، ومبسم الشيشة في فمي.. وأنا أخلق دخاناً كي يعاني مسألة وجودية -تجعله يتساءل لو هناك من خلقه- تبدو أشياءً لطيفة..
 
دوماً ما يلفت انتباهي مرور فتاة بملابس شبه مكشوفة أو ملتصقة.. فـَ هذا يدفعني بـِ الضرورة للاستمتاع أكثر بـِ مراقبة ردود أفعال الرجال -والنساء أيضاً- حين ينظرون إليها، بل وأنظر أيضاً لكل الواقفين في الجوار لأتأكد أنهم يتابعون الفتاة ولا يتابعون من يتابعونها ليزداد يقيني أني مختلف.. فـَ اَنتشي ثم أسعل.

ثم لفت نظري بائع الموبايلات الصيني..
شاب جربان زي أي شاب معتاد.. شكله طيب بـِ أم لديها مشكلة كبدية، وأخت لديها مشكلة عقلية، وأخ أكبر بلطجي يستولي على إيراده اليومي.. وفتاة من الحتة خرج معها مرة ثم رفضته، فـَ صار يمارس عليها العادة السرية حيث تترجاه أن يفعلها معها فـَ يمارس معها الجنس السادي..
كل هذا عرفته من نظرة عينيه القذرة الرقيقة، فقمت بتسجيل ملاحظة على المحمول: "يجب أن أتوقف عن مشاهدة أي شيء به شارلوك هولمز باستنساخاته" ولم أوضـِّح السبب كي أجهد عقلي في تذكره حين أكون منتظراً خطيبتي التالية، لأني غالباً سأهجر الحالية.. فاتت 30 دقيقة، وطبعاً "والله 10 دقايق بس"!

بائع المحمول الصيني واقف على الرصيف وأمامه كرتون عليه حوالي 20 محمول.. يقترب منه شاب في قمة الأناقة.. أشعر أن ذلك العطر -الذي تسلل عبر نافذة المقهى إلى أنفي- يخصه.. هناك بشر يـُصـَنـَّعـُون من أجل العطور..
الشاب المعطـَّر ينظر على بضاعة الشاب الرقيق القذر.. ثم يسأله عن سعر ومميزات احداها..
السعر 200 جنيه، فيسأله المعطـَّر على استحياء: ماينفعش تنزِّل عن كدة؟؟
يبدو أنه من طراز الشباب الذين يريدوا أن يفاصلوا في السعر كي يشعروا برجولتهم.. أذكر أني مرة -وأنا طفل- شاهدت نظارة شمس بـ850 جنيه أخذتها من البائع بـ 20 جنيه! وكنت فخوراً بنفسي حتى وقت كبير!!
البائع يخبره أنهما لن يختلفا.. وهو يناول الموبايل للـ مـُعطـَّر ليجربه على حقيبة سيارة راكنة بالقرب بعد أن وضع كيس بلاستيكي عليها كان آتٍ به من محل شهير من المول القريب..
 
حين أنهيت اتصالاً مع خطيبتي التي لا يزال أمامها 10 دقائق، شاهدت شابين من العيال السيس..
(يكفي أن ترى شاباً حول العشرين يرتدي بنطالاً أحمر بحزام شفاف وتي شيرت عليه لوحة فنية لفاروق حسني لكي تعرف أنه "سيس" حتى لو كان المصطلح لم يـُخلـَق بعد!)
قاما الاثنان بالتفليص أمام بضاعة البائع وهما يقلبا في الأجهزة..
دقيقة ونهضا ورحلا..
بعدها صاح البائع في جزع: "أحا!! فيه عـِدة اِتاخدت! شكلهم العيال الخو.... خد يا كابتن! يا كابتن!! يا أبو بنطلون أحمر! أيوة انت.. ومعاك صاحبك"
العيال أصلاً كان شكلهم غلط..
دخلوا مع بعض في مشادة كلامية، مع شد رقاب، وجذب ياقات، بينما الشاب المعطر كان قد توقف عن تركيب شريحته في المحمول الصيني ليراقب ما يحدث..
الشابان السيس يخبرا البائع أن يفتشهما.. في إشارة أنه لو فعل سيصفعاه..
فيخبرهما البائع بعد العديد من الصياح والإهانات المتبادلة التي لا يمكن أن تتطور لمشاجرات دامية: "خلاص أنا مسامح وحسبي الله ونعم الوكيل فيكو.. لو هتقبلوا على نفسكو حرام برضه ربنا موجود.. بس أقسم برب العزة ماحدش كان مع العـِدَدْ غيركو.."
يتمتما بأي كلام ويرحلا..
الشاب المعطـَّر يخبر البائع أنه يختبر الموبايل في مكانه على حقيبة السيارة من البداية، البائع يخبره: "يا باشا أنا شايفك.. أنا متأكد إن ولاد الوسخة دول هم اللي خدوه"
الشاب المـُعطـَّر يتناول الكيس البلاستيكي خاصه، ويفتحه أمام البائع ليتأكد أنه لا يوجد أي موبايل صيني به.. فينهره البائع "يا باشا اِنت باين عليك محترم والله.. ولاد الناس بيبان عليهم"، فـَ يعود الشاب المعطر للمحمول الصيني الذي كان يجربه.. يتصفح به بينما البائع (يحسبن) "إن شاء الله ربنا هيعوضني.." ثم يخرج محموله ليكلم "عمر أذية" كي يأتيه فوراً، خاصة والشابان السيس لا يزالا يتسكعان أمام المحلات بالجوار بكل جرأة..
 
الشاب المعطر يخبر البائع أنه سيبتاع المحمول، ويسأله عن آخر سعر يطلبه، فـَ يخبره البائع في استكانة "اللي تجيبه يا باشا.. اللي تجيبه.."
فـَ يستحي الشاب المعطر من نفسه ومن الموقف كما يظهر من لهوجته وهو ينقده بـ 200 جنيه كأول سعر.. تقديراً لمصيبة البائع..
البائع يلف المحمول الصيني في علبته بالشاحن والسماعة ويضعه في كيس بلاستيكي صغير، يأخذه المـُعطـَّر ليضعه في الكيس البلاستيكي الكبير الذي كان قد أتى به.. ويرحل..
 
أهاتف خطيبتي وأنا أراقب عيني البائع بـِ الارتياح الواضح فيهما..
خطيبتي تخبرني أن أمامها الآن 5 دقائق، فأدركت أني سأراها بعد نصف الساعة، كنت سألقي عليها بهذا التعليق إلا أني تجمدت حين شاهدت الشابان السيس وهما يمران أمام البائع ثم يلتف أحدهما خلفه ليحيط رأسه بذراعه..

البائع يخبرهما أن يتوقفا عن المزاح السمج!! ثم يمنحهما 10 جنيهات وهو يطلب منهما أن يبقيا بالجوار.. بعدها أجدني اَسترجـِّع صوت خطيبتي عبر المحمول بذاكرتي التسجيلية الموازية وهي تكرر "آلو آلو آلو آلو.. انت بتضحك على ايه؟"
.................................