محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

24‏/01‏/2010

Song I Like : Positively 4th street - 1965


"حدث في الشارع الرابع"
........


يبدو أن لديك وقاحة كافية .. تجعلك تدعي أنك صديقي !
فعندما أكون -أنا- محبطاً .. أنت تكون واقفاً هناك , فَرِحاً!
........
يبدو أن لديك وقاحة كافية .. تجعلك تقول أنك أمددت يدك إلي بالمساعدة..
أنت فقط تريد أن تبقى على الجانب المنتصر.
........
أنت تقول أني خذلتك ..
أنت تعرف أني لم أفعل .
لو أنت مجروح للغاية ..
فلماذا إذاً لا تُظهر جُرحك؟؟
........
أنت تقول إنك فقدت إيمانك..
لكن هذا غير صحيح !
أنت أصلاً ليس لديك إيمان لتفقده ..
وأنت تعلم هذا !
........
أنا أعرف السبب ..
الذي يجعلك تتحدث من خلف ظهري ..
فأنا اعتدت دوماً أن أكون بين الحشد الذي يصاحبك.
هل تعتقد إني أحمق؟؟
لأفكر أني سأعود ثانية .. للشخص الذي فشل في الاستمرار فيما بدأ فيه!
........
أنت تراني في الشارع .. دوماً ما تمثل إنك مندهش !
أنت تقول كيف حالك؟..حظ سعيد.
لكنك لا تعنيها !
............
وأنت تعلم إني أعلم..
أنك تُفضل أن تَراني مَشلُولاً !!
لمَ لا تأتي في مرة لتعلن هذا على الملأ؟؟
........
لا .. أنا لا أشعر إني بخير !
عندما أرى كل هذا الحقد الذي احتواك..
لو كنت -أنا- ملاكاً ربما ذهبت لانتزعه منك.
........
والآن أنا أعرف أنك مستاءٌ ..
بوضعك ومكانتك !
ألا تفهم أن هذه ليست مشكلتي؟!!
.........
آمل فقط لمرة واحدة..
أن تستطيع أن تكون مكاني .
وفقط في هذه اللحظة الوحيدة..
تستطيع أن تتفهم موقفي.
.........
نعم..آمل فقط لمرة واحدة ..
أن تستطيع أن تكون في مكاني.
أنت تعرف أن هذا فخٌ ..
لكي أراك على حقيقتك !
................

هوامش
آداء وكلمات وألحان : Bob Dylan
ترجمة وتقريب : أحمد مختار عاشور

..
احتار النقاد في تفسير الأغنية وإن ذهب معظمهم إلى أن "ديلان" يقصد بها صديقه السابق "Phil Ochs"


المطرب الأمريكي الذى على صيته وقت حرب فيتنام بأغانيه الشهيرة المعادية للحرب , الذي وُلِد عام 1940 وانتحر سنة 1976 بعد أن ساءت حالته المادية والنفسية بسبب الإفراط في الشرب والمخدرات ..
كان "ديلان" و"فيل" صديقان حميمان .. وعاشا أيام الصعلكة معاً في شقة بالشارع الرابع بنيويورك!
ولكن بسبب سطوع نجم "ديلان" على صديقه .. احتل الحقد قلب "فيل" .. فحدثت القطيعة بينهما ..
وإن رفض "ديلان" تناول سيرة صديقه السابق احتراماً للصداقة التي كانت , إلا أن "فيل" كان لا يتوقف لسانه أبداً عن إهانة "ديلان" .. وكان "ديلان" يسامحه معللاً هذا بسوء حالته المادية أو بسبب إفراطه في الشرب , لكن طفح الكيل بــ "ديلان" .. خاصة بعدما وصفه "فيل" باليهودي الحقير وما هو أسوأ .. فكان رد "ديلان" بهذه الأغنية !


...............
حمّل واِسمع

22‏/01‏/2010

وَسَاوِس مُؤمِن

....
"أتقى خلق الله"
....
إهداء إلى روح : "عبدالله القصيمي"
....
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
....
وأنا مؤمن بالفعل ..
أنا لم أشهد أية معجزات حدثنا عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم لكني أشعر أنه الصواب.
لكن مشكلتي اني مصاب بوسوسة شيطانية .. لي صديق , طبيب ..أخبرني أن هذا يدعى في علم الأمراض النفسية باسم "الوسواس القهري" ..
وطبعاً أنا لم أخبره بمظاهر حالتي هذه .. فقط أخبرته أن عقلي يخبرني بأشياء لساني لا يستطيع قولها .. وكذلك قلبي لا يؤمن بها
....
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي
....
فأنا أحب أبي رغم كل عيوبه .. رغم هذا أجد عقلي الباطن يردد كلمات سب ولعن تجاهه .. أحاول أن أخرس صوت عقلي لكنه لا يصمت أبداً..
كان هذا في فترة الصِبا ..
الآن ازداد الأمر سوءاً..
فعندما أصلى .. أجد صوت عقلي يخبرني بنفس السباب ويمارس قذارته المعتادة تلك مع الله ورسوله ..
نصحني صديقي أن أذهب للعلاج إن كانت حالتي هذه تعطلني ..
وقال أيضاً : "كلنا لدينا الكثير من الحالات النفسية الغير طبيعية .. هي فقط تتحول لصورة مرضية تستوجب العلاج لو كانت تؤثر على عملك أو على علاقاتك بالآخرين أو أي نشاطات أخرى"
شكرته على النصيحة .. ولم أعمل بها .. فوسوستي هذه لم تعطلني عن أي شيء .. كما انها لم تخرج لتعلن عن نفسها .. ناهيك عن رغبة خفية عندي جعلتني أبدأ استمتع بصوت عقلي هذا .. والغريب إني عندما بدأت الاستمتاع بما يردده عقلي القذر لي .. وجدتني لا امتعض مما يقول فأثر هذا عليه بالسلب وجعله يصبح أقل قذارة وأكثر تهذيباً !
.. فحاولت أن أقنع نفسي بأني لا أزال ممتعضاً من صوت عقلي حتى يستمر بنفس جموحه وبذاءته وتمرده
.......
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي
.....
ضغطت على زر المصعد .. سمعت صوت قدومه .. أغلقت باب الشقة .. أتى المصعد .. ضغطت على الزر.
هنالك ورقة جرنال تلتصق بمرآة المصعد .. لم أدرك معنى هذا ..
وأثناء رحلة الهبوط التي ستأخذ قرابة 20 ثانية وجدت عقلي يذهب بي في التفكير إلى آخرة مرة تصفحت فيها جريدة ..
......
أقرأ في الجريدة خبر عن إصابة أحد العلمانيين المشاهير -الذين يتطاولوا على الدين- بجلطة قلبية ..
فأجدني أسعد كثيراً واعتبر هذا رسالة ربانية علّه يؤمن ويهتدي.
عقلي يخبرني : إن أتقى خلق الله هم الشامتين!
.....
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي
.....
أجد عقلي يمرر عليّ مواقف وقراءات مختزنة عن الكثير من الشيوخ والأتقياء الذي مرضوا وقهرتهم العلل وأخرست أصواتهم الإيمانية وعن المجاهدين في سبيل الله الذين ماتوا في عز احتياجنا إليهم..
فأخبر عقلي بحدة أن هؤلاء الله امتحنهم وأخذهم لجنته لتقواهم .. وانه يعاقب الفاسقين لشرهم..
فيرد عقلي ساخراً : إن أتقى خلق الله هم المُبَرِرُون!
.....
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
.....
أطوي الجريدة .. بعد عتاب الأصدقاء :
"إنت جاي تقعد معانا , ولا تقرا في الجرنان؟؟"
اتجاذب معهم أطراف الحديث ..
أردد عليهم ما سمعته من كلام شيوخ السلفية الأفاضل ..علهم يتركوا حياة الفوضى التي يعيشونها وهم غافلين..
أجد عقلي يسألني : انت عايز تهديهم ليه؟
أرد عليه : عشان بحبهم وعايزهم يدخلوا الجنة معايا!!
يرد : ولا عشان تاخد عمولتك على هدايتهم وحسناتك تزيد أكتر؟؟
أرد : وليه مايكونش الاتنين مع بعض؟؟
يرد : وانت عايزهم معاك في الجنة ليه؟
أرد : عشان بحبهم!
يرد : عشان زي ما كانوا بيسَّلوك في الدنيا في أوقات فراغك عايزهم كدة برضه في الجنة .. برضه أنانية !
يستطرد : إن أتقى خلق الله هم المصلحجية!
.....
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
.....
ابتعد عن المدخل قرب خطوتين فيستوقفني نداء البواب .. يريد مني قيمة فاتورة الماء التي أدفعها كل شهرين ..
فأخبره مازحاً بوجه جامد من أثر بقايا نوم زائل : أنا مِش دفعتلك أول الشهر اللي فات؟؟
فأُفاجئ به يهرش مخه ليتذكر ..
عقلي يقول : شوف بقى بيضحك عليك من امتى؟! .. اطلب منه الفواتير بعد كدة!
أقول : بعد كدة تبقى تجيبلي الفواتير!
أذهب .. إلا اني اتوقف.
هل أغلقت باب الشقة؟؟ أم تركته مفتوحاً؟؟
زر استدعاء المصعد داخل الشقة لا خارجها
وأحياناً يكون المصعد مشغول بأحدهم .. فأظل فاتح الباب وأنا أنظر إلى لمبته الصغيرة حتى تنطفىء..
هل أغلقت الباب أم تركته مفتوحاً؟؟
لا أذكر ..
أرسل شخصاً مني ليتأكد .. أسمع البواب يسعل سعالاً يذكرني بسعال عمي أثناء مرضه الأخير..
ويذهب عقلي بي إلى ..

........
أذهب لأزور عمي لأواسيه وأبنائه في مرضه ..
كنت أنوي مقاطعة زيارته لأنه كان يتطاول على الدين كثيراً ويفخر بشيوعيته الملحدة .. إلا أن صلة الرحم كانت أقوى..
وأنا على سريره أجده يطلب مني أن أقرأ له ما تيسر من القرآن الكريم..
أنظر إليه بتمعن .. ها هو الآن أصبح مريضاً على فراش الموت .. فقيراً أتى .. فقيراً سيرحل..
أقرأ له من آيات الذِكر الحكيم..
فأجده يدمع !
عقلي يخبرني : إن أتقى خلق الله هم العواجيز والمرضى والضعفاء والفقراء والأموات!
..........
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
..........
أعود لبيتي لأسبح الله واتصفح في القرآن الكريم..
أحاول أن أدرك سر إعجاز هذا الكتاب فأقرأه ككتاب أدبي عادي لا مقدس حتى يتسنى لي أن أخاطب أصحاب العقول من الغير مؤمنين به بلغتهم ..
أجدني أزيل الرهبة والتخويف والتقديس وأقرأه ..
فأجد عقلي يسألني أسئلة كثيرة عن التاريخ والمنطق واللغة والسجع والأسلوب .. وكلما بحثت عن تفسير كلما زادت أسئلة عقلي وتشعبت أكثر ..
"أنا الذي ذهبت إليهم لآخذهم .. فوجدتني أبقى معهم!!"
فاستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
عقلي يضحك ساخراً ويقول : إن أتقى خلق الله هم الذين لا يسألوا عن أشياءٍ إن تبد لهم تسؤهم!
..........
الباب مغلق!
إلا اني فتحته ودخلت لكي أغسل يدي ..
فعلت هذا سريعاً .. وأغلقت الباب وخرجت ..
إمممم ..
أغلقت الباب ونسيت استدعاء المصعد
أعيد الكرة ثانية ..
وأنا في طريقي للهبوط تضجر نفسيتي ,فيذهب بي عقلي إلى أسوأ يوم عشته مؤخراً..

.........
في طريقي إلى عملي .. يحرر عسكري المرور علي مخالفة .. أتوقف بالسيارة .. أتفاهم مع الظابط .. فأجده يضاعف المخالفة!
فأقول : حسبي الله ونعم والوكيل .. اللهم أرينا فيهم بطشك!
أشاهد إمرأة منتقبة تهرول لتلحق بالأتوبيس فتسقط على الأرض وينحسر ثوبها ويظهر لحمها الأبيض.
عقلي يقول : إن أحب خلق الله إليه هم الأغنياء!
أطلب منه أن يخرس .
فيسألني : هل تعرف ثمن سيارة "مشاري راشد" التي كان يذهب بها للصلاة -في المسجد- في كليب "إلا صلاتي"؟
أطلب منه أن يخرس .
فيقول : بلاش ده .. فاكر مقولة "محمد عفيفي" : يا أيها الذاهب للمسجد بسيارة 6 أمتار .. أتريد الآخرة أيضاً؟؟
أطلب منه أن يخرس .
أذهب إلى عملي لأجد ابن مدير الشركة والذي أتى بعدي بأعوام قد تخطاني في الترقية فأتقدم بشكوى إلى المدير فيرفض الاستجابة لطلب ترقيتي بحجة اني أقل كفاءة .. وأنال تحذيراً!
فأقول : حسبي الله ونعم الوكيل .. اللهم أرينا فيهم بطشك!
أنهي عملي وأشتري متطلبات البيت لأجد الأسعار في الطالع..
فأقول : حسبي الله ونعم الوكيل .. اللهم أرينا فيهم بطشك!
في نهاية اليوم يخبرني عقلي : إن استخدام كلمة الله في كلامنا هو بديل مناسب عن إظهار الغرور .. فهو أشبه بِفُصام غير مرضي .. فُصام اجتماعي مقبول .. كأن في داخلك شخص خارق .. هو الله ..
أنت تقول لفلان أسعدك : بارك الله فيك .. أي أنك هنا أدخلته جنتك -لرضاك عنه- عن طريق شخصيتك الثانية .. الله
ثم تقول لفلان أحزنك : ربنا ينتقم منك .. أي أنك هنا أدخلته النار -لغضبك منه- عن طريق نفس شخصيتك الثانية .. الله
ثم تقول لمريض : ربنا يقومك بالسلامة .. أي انك عاجز عن مداوته .. فليتدخل إذن الشخص الخارق بداخلك الذي هو بداخل المريض أيضاً ليفعل المستحيل لشفائه!!
أخبر عقلي غاضباً : وماذا عن الأنبياء؟؟ .. هل هؤلاء منفصمون أيضاً؟؟
يخبرني عقلي : إن أتقى خلق الله هم المنفصمون!
....
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
.....
أغتاظ كثيراً من عقلي .. فأقول له أنت لم تقرأ كل تفسيرات القرآن .. ولا آلاف المجلدات التي أظهرت أنه الدين الصائب الوحيد ..
فيقول : وذلك لأنك أيضاً لم تقرأها .. لا تنسَ إني أقرأ معك .. لكن استنتاجاتك غير استنتاجاتي..
فأرد : ولن أقرأها لكي أكتم وسوستك اللعينة.
فيقول : إن أتقى خلق الله هم الجهلاء , هم الذين لا يعرفوا عن الدين إلا القشور!
.....
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
....

"العقول .. تلك الأدوات التبريرية لدى أصحابها إلا عقلي .. هو الوحيد المتآمر ضدي"
....
أقول له : لا بأس .. سوف أقرأ كل هذه الكتب بالعند فيك ..
يقول : وهل ستستقيل من عملك وتتوقف عن الاهتمام بكل شئونك لكي تجد الوقت لهذا؟؟
يستطرد : إن أتقى خلق الله هم العاطلون!
......
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
.......
أجدني مصاب بالأرق فأقوم بالسباحة قليلاً بين مواقع الإنترنت .. حتى أتوقف عند موقع إلحادي .. اتضايق كثيراً عندما أرى الكثير من الإخوة العرب قد ألحدوا لأن أوطانهم قد دُمرَّت والله لم يتدخل لينقذها على حد قولهم ..
عقلي يخبرني : إن أتقى خلق الله هم العدوانيون ومبررو العدوان!
اتجادل مع صديق حول هذا (في الشات).. وأخبره أن من السذاجة اعتبار العدوان ومقتل الأطفال في الحروب هو دليل على عدم وجود الله وليس أيضاً دليلاً على انه ضد الدولة المهزومة .. فهو يفعل هذا من رحمته بنا .. فالأبيض لا يظهر إلا بالأسود , والعدوان هو الذي يجعلنا نشعر بأن الله رحمن رحيم ..
أجد صديقي متحمساً لما أقول بالأشكال التعبيرية :) التي يرسلها إلي ..
لكنه يقول : إنت بتتكلم كلام أنا مش فاهمه , بس شكله صح!
عقلي يخبرني : إن أتقى خلق الله هم الأغبياء .. ومن يريدوا سماع أصواتهم ..
..........
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
..........
ابتعد خطوات قليلة عن المدخل فأعود لأسأل نفسي : هل أغلقت الباب في المرة الثانية بعد نسياني استدعاء المصعد؟؟
أصعد ثانية .. أحاول أن أتذكر : متى كانت آخر مرة آذيت فيها إنساناً ..ويذهب بي عقلي إلى ..

...........
أفكر في كتابة مقال لكي أرسلة لجريدة إسلامية .. أقول فيه : إن الإسلام لم يحارب الفن والإبداع كما انه حرم الرق وألغى العبودية وكرّم المرأة.
في نهاية المقال أجدني أشطب على آخر جملة كتبتها -على الرغم مني - ..والتي كانت لعقلي :
"إن أتقى خلق الله هم المُزيِّفون"
..........
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
..........
أطوي أوراقي .. وأذهب إلى النادي ..
أجلس مع صديق علماني .. يخبرني بأشياء غريبة ويتجادل حول الله وأنبيائه بكل جرأة!
فأثور في وجهه وأسُبه وأحوش نفسي عن ضربه ..
يسألني عقلي : وإنت زعلان من ايه؟
أرد : ده بيغلط في ربنا!
عقلي : أها .. قصدك الرجل الخارق فيك؟ .. اللي بيطمنك إنك مش ضعيف يعني! ..
أرد : لأ , عشان أنا قلبي مؤمن إنه ربنا فعلاً .. خالق كل شيء.
عقلي : طيب إذا كان هو اللي قادر يخرسه سابه يتكلم ويقول رأيه .. إنت تكتمه ليه؟؟
أرد : آه يعني أسيب المرض ومعالجوش .. واللي بيموت مأنقذهوش عشان إرادة ربنا؟؟
يرد : لا يا شاطر , اللي يكون محتاجلك انقذه عشان مش هيلاقي غيرك تنقذه .. أما اللي بينتقد الوهم سيبه يعيش!
أقول بصوت عالي : يلعن أبوك . عقل ابن متناكة صح!
عقلي يضحك ساخراً ويرد : إن أتقى خلق الله هم سَفَلَتهم ..
..........
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
..........
أتمم على باب الشقة : ها هو الباب مغلق
أقاوم رغبتي في غسل يدي .. وأصل إلى المدخل ثانية بعد أن ذهب بي عقلي إلى سهرتي ليلة أمس أمام الفضائيات..

..........
أشاهد فيديوهات لعمليات تطبيق الشريعة الإسلامية في أفغانستان السنية وإيران الشيعية .. هناك من يُعدموا أمام الجميع وهناك من تُقطع أيديهم وارجلهم بكل همجية وهناك إمرأة تُرجم بوحشية ..
يخبرني عقلي ألا اتقزز من هذا .. فهذا هو صحيح الإسلام .. فهم يفعلون هذا لأنهم خائفون من الله لو لم يطبقوا شريعته .. إن أتقى خلق الله هم الجبناء .. هم الشهوانيون الطامعون في الحور العين ..
فأخبره : إن عظمة الإسلام تَكمُن في تطبيق روحه لا في تطبيقه كما أنزل!
عقلي : وإن كانت في تطبيق روحه فمن هو صاحب قوانين روح الإسلام .. هل هو نبي جديد؟؟
أقول : بل هم مجددو الدين!
يقول : هل هم مقدَسون؟ .. هل هم متفقون؟؟ .. هل لا يكفرهم أحد؟؟
أقول : هم ناس يتكلمون في الصواب الواضح للجميع.
عقلي يقول : إن أتقى خلق الله هم الذين لديهم قدرة هائلة على إقناع السذج .. هم الذين لا يصمتون عندما يُسألون .. هم الذين يعرفون كل شيء في الدنيا!
............
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
............
أقول لعقلي الوضيع : مهما حاولت فأنت بلا صوت , أنت تختبيء فقط في جسدي ولن تخرج آرائك للنور أبداً .. ولا تنس أن أغلب الشعب المصري مؤمن.
عقلي : عشان أغلب الشعب المصري فقرا وبالتالي جهلا .. وماعندهمش وقت غير انهم يجروا على لقمة عيشهم عشان يعيشوا .. مافيش وقت يفكروا ولا يتمردوا .. كله عايز يعيش قبل ما يموت .. ولو فكروا يقربوا للدين فهيكون من مصادر إعلامية منتشرة غير مقموعة .. لاحظ إن الحكومة عايزة الدين يفضل موجود عشان يطمنوا الناس إن لو احنا حكومة وحشة .. فهتلاقي في الآخر جنة لذيذة .. تبرطع فيها بمزاجك ..
أرد : كلام أهبل طبعاً .. إذا كانت الحكومة بتحارب الدين والمتدينين !!
يرد : مين الأهبل اللي قالك إن الحكومة بتحارب الدين؟؟ .. الحكومة عايزة طبعة معينة من الدين تخلي الشعب مغيب ..لا نقص في الدين عشان مايبقاش فيه ملحدين .. أحسن الشعب يفتكر إن آخره في الدنيا , فيهبش فيها .. ولا زيادة في الدين برضه عشان الشعب مايتكلمش عن الجهاد والإرهاب والحاجات ديه ..
يستطرد : إن أتقى خلق الله هم رجال الحكومة .. هم المسيطرون على السذج في كل زمان وفي كل مكان!
............
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
...........
أقول : مهما اتكلمت مش هتقنعني .. عايز تفهمني يعني إن الإلحاد ذكاء .. وإن الحكومة مسيطرة عشان مُلحِدَة؟؟
يرد : انت مش هتقتنع أبداً .. إذا كنت أنا عقلك وعارفك حمار .. إنت مش هتقتنع عشان ظروفك لازم تخليك مؤمن .. يعني انت لا غني ولا مشهور .. حاسس إنك مش سعيد في الدنيا والحياة كئيبة .. فلازم تؤمن بالجنة ..
أقول : ماهو ده أكبر دليل .. على وجود الجنة .. لازم يبقى فيه عدل!
يقول : مين قال إنه لازم؟؟ .. فيه أبرياء كتير ماتوا ظلم! .. فيه عظماء كتير ماتوا مغمورين!
أقول : ماهو يا أهبل كلامك ده عن الدنيا .. ودول ربنا هيكافئهم في الجنة..
يقول : أنا اللي اعرفه إن دخول الجنة حسب دينك .. فماذا عن الذين ماتوا ظلماً على غير دينك؟؟ .. ثم ايه متعة الجنة؟؟
افرض معايا إنك قضيتها أكل ونياكة وضحك .. ايه اللذيذ لو استمرينا على كدة على طول؟؟

هتبقى حياة باردة مفهاش أي إحساس أو طعم أو ريحة أو لون!
أقول : يعني قصدك إن الدنيا أحسن م الجنة؟؟
يقول : الحقيقة أحسن م الوهم!
أقول : حلو أوي .. يبقى انت ليه بتلوم على ربنا في وجود الشر في الدنيا طالما عاجباك تشكيلة الأبيض والأسود ديه؟
يرد : أنا مش بلومه لأني مش بحب ألوم وهم .. وده أولاً .. ثانياً مين قالك إن الدنيا مش عجباني .. ديه لذيذة جداً بتشكيلة الأبيض والأسود .. ثم انت بتخرج من موضوع اتزنقت فيه عشان تدخللي في موضوع تاني كعادة أي عبيط أو بيستعبط!!
أرد : إنت أصلاً حيوان وصوتك ده هيبقى محبوس جوايا ومش هيطلع أبداً .. وفي النهاية أنا فكري اللي منتشر!
يقول : إن أتقى خلق الله هم القامعون, الرقباء, المانعون !
..........
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
..........
عند المدخل أسأل نفسي سؤالاً : هل أنا ذهبت لأتمم على أن الباب مغلق أم اني ذهبت لأغير وضع كان قائماً بالفعل؟؟
ربما كان الباب مغلق وفتحته!
فأصعد مرة ثالثة أو رابعة أو خامسة .. رجماً بالنسيان .. لا أذكر .. والبواب يرمقني في تحفز!
أنظر إلى ملصوق مكتوب عليه "الحجاب قبل الحساب" على المصعد..
فيذهب بي عقلي إلى ..

............
في طريقي إلى الكافيتريا اسمع شاب يقول لزميله وهما سائرين بجواري :
"عُمرَك ما تلاقيني بعاكس واحدة محجبة أبداً"
قبل أن أدرك هذا الخاطر أجد عقلي يخبرني بأن أتقى خلق الله هم السوقى والرعاة
..........
بدافع الفضول .. أخبرها إني مسيحي ..
فتقول : ماعطلكش بقى .. ربنا يهديك ..
تنهض من أمامي بعدما ترمقني بنظرة ازدراء..
استعيد توازني .. استعيد ما حدث..
تكون جالساً في الكافيتريا لتنهي بعض أعمالك لتجد عاهرة تجلس قبالك وتعرض تسعيرتها عليك وتطلب أن ترى رسغك!
عقلي يخبرني بأن أتقى خلق الله هن العاهرات..
فأطلب من ذلك الساذج ألا يعمم هذا المثال المريض .. إنها عاهرة غبية!
عقلي يقول : هي غبية بالفعل لأنها مؤمنة .. لكن من قال إنها عاهرة؟؟ .. هل لو كانت تفعل الفعل ذاته في الجنة لصارت عاهرة؟؟
أقول : لم أسمع أن الله سيكافيء المؤمنات برجالٍ في الجنة!
عقلي يضحك ساخراً ويقول : إذن دعها تستمع بهم في الدنيا يا صاح..
..........

اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي..
............
أصرخ بداخلي وأطلب منه أن يتوقف عن هذا الكلام فأجده يستمر..
يقول : هل ترى أن هذا من العدل أن يكون لك عشرات من الحور العين تضاجعهن أينما شئت .. بينما لا يوجد وعد مثل هذا للنساء؟؟
أرد : ليس معنى عدم ذكر الأمر انه غير موجود.
يرد : ورغم أن هذا لا يتماشى مع كمال دينك .. إلا إني هاخدك على قد عقلك .. وأقولك هيبقى ايه منظرك وأنت قاعد في الجنة وأمك -أو مراتك- المؤمنة مقضياها مع 10 فتيان أقوياء على سرير واحد؟؟
أكاد أسب إلا اني أرد بالحسنى : ومن قال وقتها أن مشاعر الغيرة والكرامة هذه ستكون موجودة عندي في الجنة؟؟
يرد : ممم , تقول هذا الكلام رغم استمتاعك بصياح مشايخ السلفية حول الرجل الديوث الذي يقبل أن تخرج إمرأته سافرة .. إذن فلكي تستمتع بالجنة لابد أن تكون كالبهيمة!
..
ذلك السافل الحقير!
يضحك
..
وسط ضحكاته يقول : على العموم لا تفكر كثيراً فرسولك قد طمأنك أن أكثر أهل النار من النساء!
فأرد عليه : قد يكون حديثاً ضعيفاً أو أن له تفسيراً آخر ..
فيرد : إن أتقى خلق الله هم الذين يعرفون النتائج قبل أن يبحثوا عنها!!

................
أتمم على باب الشقة : ها هو الباب مغلق .
الباب مغلق !
الباب مغلق !
والله العظيم مغلق!!!
تذكر هذا جيداً يا أحمق.
وأترك عقلي يذهب بي إلى التغييرات التي طرأت على شخصيتي مؤخراً
................
وجدتني استمتع بالموسيقا .. أعتقد أن الله لم يحرم هذا النوع الراقي من الفن رغم الأحاديث التي تحرم هذا .. وحتى لو هي حرام فبكل تأكيد ليس عليها ذنب كبير لأنها رائعة وتهذب القلب..
عقلي يقول : إن أتقى خلق الله هم من يشكلونه على مزاجهم!
....
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
......
يهل صوت الآذان .. فأغلق الكاسيت ..
عقلي يخبرني : بذمتك أنهى أكثر متعة؟؟
أقول : الآذان طبعاً .
عقلي يقول : إن أتقى خلق الله هم المنافقون!
أذهب للصلاة في المسجد , ألمح علامات سجود غائرة على جُبُن المصليين , فأسعد بوجههم الوضاءة.
عقلي يسألني : إن كانت وجوههم هذه لا تشبه الأبالسة فإني أتساءل حقاً عما هو أقبح من ذلك .. وتقول وضاءة؟؟
أقول : نعم وضاءة!!
عقلي يقول : إن أتقى خلق الله هم المنافقون الذين يعلمون إنهم كذلك!
أقول : إنهم مؤمنون !
يقول : حسناً , لا تغضب .. إن أتقى خلق الله هم أقبحهم!
......
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
......
أصلي جماعة ..
أتوقف عند آية "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين" ..
فأقول لعقلي : سامع؟؟
عقلي يقول : مقولة صحيحة تماماً فهي تذكرني بمقولة لكاتب كبير يقول فيها "أحسدهم لأنهم لايزالوا قادرين على التفكير بمثل هذه السذاجة"!

......
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
......
أتوقف عند المدخل .. أتناول خصلة من مقدمة شعري بين إصبعين وأقوم بلفها كعادة عصبية لازمتني مؤخراً..
البواب يسألني عما حلّ بي ..
أسأل نفسي : هل قلقي من أن تكون حالتي هذه قد أصبحت مرضية جعلتني أفكر في هذا وأنسى التأكد من غلق الباب؟؟؟
أنظر إلى ساعتي فأجدني استغرقت ثلث الساعة في عبث الصعود والهبوط!
على أي حال يجب أن أذهب لاتأكد من أن الباب مغلقاً ..

..........
أقول لعقلي : أنا عايز أعرف حاجة واحدة بس .. أنت بتقولّي الحاجات القذرة ديه ليه؟؟ ايه اللي هتستفاده من ده؟؟ ربنا هيجازيك يعني لو خليتني أكفر بيه؟؟

عقلي : مش لازم ابقى مستني استفادة يا صاحبي الأهطل .. أنا بس نفسي نبقى أنا وأنت واحد!
أقول : وبعد ما نبقى واحد .. هنعيش ازاي واحنا بالفكر القذر بتاعك ده؟؟ والمجتمع رافضه؟؟
عقلي : هو قذر عشان قذر ولا عشان المجتمع رافضه؟؟
أقول : مش هيفرق!
عقلي : تقدر تقول إن ربنا بيبعتلي رسايل عشان يقنعني إنه مش موجود؟!ا
أقول : وحياة أمك؟؟!!
عقلي : أيوة .. لاحظ إن كُتر الحاجات المنطقية اللي بتأكد عدم وجوده .. ديه في النهاية بتأكد وجوده .. لأن مستحيل المنطق يتواطئ للدرجادي ويبين إنه غايب على طول الخط!
أسأل : يعني؟
يقول : يعني الدين - أو الأديان عموماً- مش كلها وحشة .. مش كلها غلط .. عشان كدة أنا ملحد .. أما لو كان كله غلط وكله وحش فده معناه إني أهبل أو إنها جاية من عند ربنا فعلاً !!
.. أنا لو اديتك ورقة وقلتلك اكتب فيها خواطر وخزعبلات مسترسلة بلا توقف .. مستحيل تقدر تخليها كلها غلط أو كلها صح ..
لو وصلت للمطلق على أيٍ من الناحيتين فأنت كامل بقى وإله كمان .. وممكن أعبدك!
أقول : عشان انت دوخت أمي , هرجع أسألك تاني .. ايه فايدة اللي بتعمله معايا وأنا مش مقتنع بيك ولا هقتنع؟؟ ..
يقول : أنا بعمل اللي عليا وربك يكرم!
أقول : ربك يكرم؟؟؟
يضحك ويقول : بعدين يا سيدي لما تدخل الجنة اللي في خيالك .. اِبقى شوف ربنا ازاي هيفصلنا عن بعض .. هيبقى منظرك وحش جداً وانت في الجنة من غير عقل !!
.. يمكن ده يخليك تعرف تستمتع بيها وماتحسش انك زي البهيمة فعلاً ..
"أنت تؤمن بحياة أخرى وأنا مؤمن اني سأموت مع موت جسدك الحقير"
........
اسمي "مؤمن" .. اختاره لي أبي ..
........
وعند مدخل العمارة .. أدركت إني في حاجة لعلاج سريع
........
تمت
........
هامش 1
هناك 3 مصطلحات ابتدعها عالم النفس الأشهر "سيجموند فرويد" .. حول دراسته لشخصية الإنسان :
الهو :
لو سيطرت على الشخصية .. فستنجم تصرفات شهوانية , حيوانية , مجنونة من الإنسان.
الأنا :
هو رد الفعل اللاشعوري الفطري الطبيعي , قد يكون رد فعل مضحك وطبيعي وتلقائي ومن ملامح الشخصية .. ويتميز بالاتزان ..
هي تمنع الأنا العليا من تحويلها لمجرد روبوت وفي نفس الوقت تمنع الهو من أن تجعله مجنوناً في نظر الآخرين!
الأنا العليا :
لو سيطرت فستصبح ردود الأفعال مثالية .. أقرب إلى الكمال .. ويتحول الإنسان إلى روبوت .. كل حركاته متوقعة .. كل أفعاله مستنتجة ..
فلا أراها تختلف كثيراً عن الهو وإن ناقضتها.
....................
هامش 2
كاتب هذه الخواطر المرضية الصريحة لا يعرف ما ذُكر في "هامش 1" لذا هو اعتبر -على سبيل الخطأ- أن عقله كيان منفصل عنه ..
والصراع الحقيقي كان بين "الهو" و"الأنا العليا" , بينما أفعاله الناجمة كانت من تأثير الأنا التي كانت تتأثر تارة بــ"الهو" وتارة بــ "الأنا العليا"!
....................
هامش 3
على القارئ أن يختار بما يتماشى مع فلسفته .. في هذا الحوار أيهما كان الهو وأيهما الأنا العليا ..
....................


05‏/01‏/2010

ثنائية : وحيد

1
تذهب؟

.......
اليوم تمر ذكرى عام على سجني الاختياري في منزلي ..

لم أشعر بحرارة أشعة الشمس إلا في شرفتي ..
اتكسب عن طريق تصميم مواقع على النت , أقوم بنسخ المقالات الاقتصادية ثم ألصقها على مواقعي مع وضع إعلانات .. وأضارب-أيضاً- في البورصة ..
اليوم أشعر بالملل !
....
لكني لن أخرج ..
فأنا أمقت البشر.
أكره البشر كلهم .. ظالميهم ومظلوميهم..
أكره الأشرار والطيبين .. الأشرار لِشَرِهم والطيبين سيتحولوا إليهم عن قريب .. وإن لم يتحولوا فهم إذن من ذوات الدم الثقيل , وهؤلاء يجلبوا لي الملل واتمنى أن يعدموا جميعاً ..
الملل يزداد بي !
....

لكني لن أخرج ..
يبدو اني قد نسيت شكل الشوارع .. نسيت المشي .. نسيت وجوه الناس بعيداً عن عمال الدليفري والبواب والمحصلين والجيران السخفاء ..
هناك جارة حمقاء تسكن أسفل شقتي قدمت بلاغ ضدي لأني ألقيت بعقب سجارة في شرفتها..
البشر يريدوني أن أخرج إليهم ..
ولن أفعل إلا عند اكتشافي وسيلة لقتلهم جميعاً وبعدها أعيش في هدوء وآمان حتى أقرر الانتحار..
فما كان مني إلا أن رشوت أميني الشرطة الوغدين ومات البلاغ.
هاتفت بعدها البواب ليأتي لي برقم الشمطاء ..

هاتفتها .. وأخبرتها أن كل ما تطلبه مني يمكن أن تخبر البواب به , ولا داعي لتصعيد أمور تافهة.
فوجدتها تثور وترغي وتزبد !
عجوز شمطاء , حمقاء أخرى تتوهم مؤامرة من العالم حولها ..
وبالتأكيد أنا ألقيت بالسجارة عن عمد لكي أفجر شقتها ثم أهبط إليها لأشق بطنها وسط النيران والدماء تتناثر حول وجهي
فكرت لو أغير من نمط حياتي .. وقررت اني لو خرجت من شقتي ذات يوم فسوف أقتلها .. اتمنى ألا أنسى هذا
لكني أشعر بالملل !

.................
عام كامل مر بحياتي دون مذكرات تستحق تدوينها..
أنا في حاجة لبعض الذكريات..
لكن لا بأس أن أقوم ببعض المهام المنزلية المؤجلة.
هاتفت البنك ليأتي إلي بالعائد الشهري .
هاتفت المكوجي ليرسل إلي صبيه بالكواء .. رغم اني لا أخرج , ولا تسألني لماذا .. لأني سأجيب من تلقاء نفسي ,

هي عادة تلازمني .. في السابعة مساءً ارتدي ملابس الخروج وأجلس أمام التلفاز أو النت أو استقبل بعض الحمقى المختارين من أصدقائي أو بعض الصديقات اللاتي يثرثرن حول مجتمع يرفضهن..
هاتفت السوبر ماركت ليأتي إلي بالبقالة
والكهربائي ليأتي بلمبة جديدة للمطبخ
وهاتفت مطعم السمك ليأتي لي بوجبة بوري , مشوي , سنجاري التي اشتاق إليها..
فكرت اني أريد شخص اتحدث معه ..ولا أريد محادثات هاتفية
فهل أطلب صديقي الذي يأتي بالحشيش , أم صديقي الذي يأتي بالدعابات الصارخة؟؟
فضلت أن أهاتف محل البيرة القريب وأبحث في سجل أرقامي عن صديقة تأتي لترفه عني.
أتوق بشدة للنوم بين نهدين ..

هل أهاتف التي أشعر بطعم الخل أثناء تقبيلها أم التي لا توافق على خلع بنطالها؟؟
كدت أهاتف الثانية ناوياً اغتصابها إلا اني غيرت قراري دون أن يدركه مخي -حتى- بأن أهاتف فتاة ثالثة
كالعادة ..

"عتاب .. مصالحة .. ظروف .. صعب .. حاولي .. طب هتأخر .. براحتِك "
كان الأمر سيبدو طبيعياً لو كنت كلمتها دون أن أسمع صوتها فأنا أعلم ما ستقوله جيداً وأعلم أنها ستأتي لكنها لابد أن تثبت انتماءها للبشر ..
كوكب ممل منحط لم استطع معه صبراً !
...

وأتت.
بعد أن وصلت جميع الطلبات..
أجلستها على فخذي ..

أخبرتني أني أزداد نحافة رغم اني لا أفعل شيء إلا الأكل والجلوس على مؤخرتي..
أخرجت نهدها الأيسر وأخذت أقبله وأداعبه بأنفي.. بينما كانت هي منشغلة في خلع الحجاب والتأوه.
تسألني عن صحة أخي الأكبر ..
فأندهش!
تخبرني اني أخبرتها منذ شهر أنه كان مريضاً جداً
أنظر بذهول ثم أتمتم : بقا كويس أكيد.
تسأل : أكيد؟؟ ده تخمين يعني؟؟
...
تقول : أنا شامة ريحة سمك , كويس .. المرادي مش عايزني أطبخلك يعني
نأكل , نشرب , نتكلم في اللاشيء ..
تسألني عن معنى التنوير ..
فأخبرها .. هو أن يأتي إلي عيل ابن وسخة حمار فاكر نفسه فاهم وعايزني أبدأ معاه من الأول , على أساس إني فاضي لأمه!
تضحك ..
فأستطرد :التنوير جاي لوحده .. سيبي عبث الحياة يقوم بالمهمة.
أجد كلامنا يشبه دخان السجائر الذي ننفثه ..
أخبرها بهذا الخاطر ونحن على السرير , فتطفىء سجارتها , تبتسم لي بخبث .. تدحرج سبابتها ووسطاها كساقي شخص يسير على بطني .. وتفعل ما يحلو لها بما يحلو لي ..

أطفيء سجارتي .. أشبك يدي خلف رأسي على الوسادة .. واستمتع بالبحلقة في السقف ..
أشعر في ذلك الوقت بأشياء كثيرة , أذكرها في كل مرة يحدث لي هذا وأنساها ..

مشاعر لا استطيع كتابتها بعد ذلك , ولا حتى قولها .. لأنها أرقى -أو أحقر- من أن تتحول لكلمات ..
ترفع رأسها , تقبلني .. يحدث ما يحدث .. فتغوص في حضني , فأدفن رأسي بين نهديها .. وأنام.
أصحو مصاباً بالصداع المعتاد الذي يأتيني بسبب مداعبة وجهي ..

أجدها مرتدية ملابسها .. وتبتسم.
"أنا هرَوّح .. اتأخرت"
أدعك عيني : اوعي تكوني سرقتي حاجة.
تضحك وتخبرني انها قديمة!
أقوم لتوديعها .. فتقول : أيوة مثل عليا عشان تتربس الباب.
في انتظار صعود الاسانسير تخبرني ..
"اه صحيح نسيت اقولك اني احتمال كبير ماجيش تاني عشان هتخطب قريب"
ابتسم لها : مبروك
أغلق الباب
وأعود لأكمل نومي


.........
.........
.............
2
تأتي؟

....


ألقوا بي عارياً في مدينة مهجورة من البشر..كانت الرياح عاصفة..ظللت أصرخ فلم يُجِبنِي أحد..سقطت على قدمي جريدة بتاريخ الأمس..يقول المانشيت أن نهاية العالم غداً..بحثت كثيراً عن أية كائنات حية..فلم أجد..
...................
على سبيل الاحتياط..حملت ملابس كثيرة من محل قريب..ربما شاهدني أحد..لا أحب أن أُرى عارياً..بناطيل خروج ونوم وقمصان وتي شيرتات وشورتات وغيارات وفوط وأحزمة وجوارب وأحذية ودهانات تلميع أحذية وشباشب..صعدت لأقرب بناية عندما أنهكني التعب..أخذت ادق أبواب كل شققها..فلم يجبني أحد..حاولت كسر أي من الأبواب هذه..لم أفلح أيضاً..حتى صعدت إلى الدور السادس..وجدت شقة بلا باب..أرضها رمال..لا يوجد بها أي شيء إلا عواميد أساس البناية..وحوائط!



قررت أن تكون هذه شقتي..ارتديت ملابس للخروج..ذهبت لأبحث عن محل يبيع الأبواب..أنا احتاج للبشر حقاً..لكن وجودهم سيكون غير مرغوب فيه لو استيقظت من نومي وفاجئتني طلتهم..لابد من باب..
كلت قدماي من السير حتى عثرت على غنيمتي..كان صاحب المحل مستلقى على مكتبه..بعينيين جاحظة..حاولت إيقاظه..لكنه ميت..كصاحب محل الملابس..حملت الباب على كتفي الأيمن..ومنشار في يدي اليسرى..وانتظرت بحثاً عن سيارة أجرة لا تأتي..فكسرت زجاج أول سيارة راكنة في طريقي..ونزعت سلكي التابلوه..إلا أنها لم تدر..ربما كانوا يخدعوني في الأفلام التي شاهدت فيها هذا..إلا أن محاولتي الرابعة قد باءت بالنجاح في السيارة السابعة..كان من الممكن أن أبحث عن سكن آخر ..دون البحث عن سيارة لتصلني لسكني المهجور..إلا إني شعرت بالانتماء نحو سكني الذي اخترته..نشرت الباب وركبته جيداً وابتعت له كالون بمفاتيح..وذهب ثانية لمحل الأبواب وأخذت منه سرير ومقاعد..ثم ابتعت كسوات للمخدة وملاءات للسرير وبطاطين وأغطية..وسجاد وحصير للأرض..وصور وبوسترات زينت بها حائطي الذي دهنته..
...................
لأني يجب أن آكل وأشرب..ابتعت بعض الأطباق والمعالق..كبيرة وصغيرة وأواني وشوك وسكاكين وأكواب ودوارق ومغارف ومصفاة..من بائع ميت..وخبز وملح وتونة وطحينة ومجمدات ومكرونة وفاكهة وليمون وصودا وماء معدني وزيت وسجائر وولاعات وكبريت وشاي وسكر ونعناع وقهوة وكريمتها ونسكافيه ولبن..من سوبر ماركت كل عماله متجمدون..أكثر ما أحزنني أني فقدت مذاق ورائحة فلافل وفول الصباح مع موسيقى صوت المطحنة..
كنت قد ابتعت بوتاجاز..لكن الأنبوبة كانت ثقيلة علي..ولا يوجد غاز طبيعي..فاستبدلت البوتاجاز بالوابور الذي كنت غالباً أفشل في ملئه وأحياناً يهب في وجهي فاستبدلته بالكانون الذي هو اختراع بدائي..عبارة عن بعض الطوب الاحمر يحيط ببوص قابل للاشتعال..ولأني أحب الأرز لكني لا أستطيع صنعه..فابتعت كتاباً عن الطبيخ وأيضاً احتياطي ذهبت لمطعم وجبات جاهزة..وحملت الأرز الناضج..لكنه يحتاج فقط للتسخين..
ولأني يجب أن أغسل ثيابي فاشتريت غسالة..من آخر ميت..تذكرت أن ملابسي متسخة..فخرجت لأبتاع مسحوق الغسيل..بإمكاني أن ابتاع ملابس جديدة كل يوم..لكني أحب ملابسي..
تذكرت أن الحوض قذر بالأطباق المتسخة..فخرجت لأبتاع سائل غسيل الصحون..كل الباعة كانوا أمواتاً..أتيت بكومبيوتر..وجدت أن النت مستمر..لم ينقطع..فسرقت وصلة من مركز النت المجاور بالأسلاك التي وجدتها..كنت أدخل أي موقع..فأجدني المتصفح الوحيد لهذا الموقع..كانت إيميلات الإعلانات للنصابين لا تزال تُرسل إلي..أخذت اتعلم كل شيئ..وأبحث عن أي بشر..دخلت أشهر وأكبر غرف الشات العالمية..فلم أجد غيري..أحياناً عيناي كانتا تصابا بالإجهاد فأتخيل أن هناك مستخدم قد دخل غرفة الدردشة..فأجحظ بهما..فلا أحد..فدخلت لمواقع طب العيون..وشخصت حالتي..وابتعت دواءاً من صيدلية صاحبها ميت..
خطر في بالي أن يعود البشر وتعود الحياة من جديد..فأخذت أتدرب يومياً على تكسير خزائن البنك المجاور..حتى فعلت بعد شهرين..وحملت الملايين إلى منزلي..
...................
على سبيل الأمان..دخلت قسم شرطة..وأخذت كل المسدسات من جوارب الظباط الميتين فيه..وخرجت بها..وأخذت أمرح بها..فكرت أن أصيب نفسي..فأطلقت طلقة على حافة ذراعي بعد أن احترفت التصويب..فأصابت فقط جزءاً من العضلة..فذهبت لمستشفى..وعالجت نفسي..وصنعت الغرز لذراعي كما تعلمت من الإنترنت..ابتعت محمولاً..وخطاً..وكروت شحن..وأخذت أتذكر الأرقام التي أعرفها..أخذت أتذكرها على الورقة والقلم..هناك أشياء يصعب معها استخدام أزرار الهاتف أو الكومبيوتر..أهاتفها..هناك من خرج من الخدمة..وهناك من لا يرد..فأرسلت إليهم جميعاً.."كلمني شكراً"..علهم يهاتفوني لو وجدوها..وضعت المحمول في الشاحن..ونمت..
استيقظت شاعراً بملل شديد..فأخذت أتعلم على الانترنت كيفية قيادة القطارات والطيارات..غسلت ملابسي بضخ المياه في الغسالة ثم نشرتها بعد ان ابتعت بعض الحبال..كَويّت الملابس عندما جفت..وأخذت عصائر وأطعمة من الثلاجة إلى حقيبتي..وسافرت لبلادٍ بعيدة..أهاليها ميتة أيضاً..وابتعت أشياءاً من هناك على سبيل الذكرى..وإن تخبطت كثيراً..قرابة عامين..حتى استطعت بمعجزة وصدفة أن أصل ثانية لبلدتي التي أُلقيت فيها في البداية..
شعري وذقني كانا مغبرين..فابتعت ماكينة حلاقة..إلا أني شوهت منظري..شعر رأسي كالمطبات..فحلقتها زيرو..وابتعت جِّل..لأعتمد عليه في المستقبل خيراً من الحلاقة..
كانت المياه مقطوعة..ولم أفهم كيفية تعلم تصريف شبكات المياه من النت..فاعتمدت على المياه المعدنية..
والصرف الصحي..كان مسدوداً..فكنت أقضي حاجتي فوق السطوح..وعندما زادت الرائحة وتكومت الفضلات..كنت ابتاع عطوراً كثيرة أخلطها بجرادل مياه..وأرش بها السطوح..حتى ينالني التعب ..فاستحم ببقيتها مع صابون ولوفة وأضع دهان لشعري..بعدها أمعجن أسناني بالفرشاة..وأقص أظافري بعد أن لانت قليلاً من أثر الغسل..اليمنى بالمقص واليسرى بالقصافة..ثم أمرن جسدي قليلاً على جهاز رفع الأثقال الذي ابتعته مؤخراً..
والكهرباء ظلت موجودة..

هناك نور..لكنه شاحب..
.....................
جبت البلاد بطولها وعرضها..هناك من تجمد وهو يمسك مدفع رشاش أمام سياح..والرصاص بعضه تجمد في الهواء..وبعضه اخترق الأجساد..هناك من تجمد وهو يلقي بزجاجات مشتعلة على منازل البهائيين
هناك من تجمد وهو في طابور عيش
هناك رجل أعمال متجمد في المطار
هناك صحفي حكومي تجمد وهو يكتب أسفل صورة الرئيس..
هناك من تجمدوا أمام طابور العيش..أو أمام موظف يشبه السنجاب..
هناك من تجمد وهو يصلي
يغني
يحج
يسرق
يضاجع
يرتشي
يقتل
يلعب
يصمت
ينام
هناك من تجمد وهو ميت..
وهم كثر!
ترى لو كانت عقولكم تتكلم بعدما تخشبت أجسادكم..فهلا أخبرتني بمدى رضاكم عن حياتكم؟
....................
الممل أنه لا جرائد هناك..ولا جديد في الأدب أو الفن..لا بأس..يمكنني مشاهدة كل الأفلام التي أُنتجت قبل نهاية العالم..وكل الأغاني التي لم أسمعها..وكل الروايات التي كتبت..وكل الجرائد العالمية..وأن أتقن معظم اللغات..وأتدرب على النطق الصحيح..
فعلت هذا وأكاد أكون أجدته..
فأنا المتعلم..والمعلم..والناقد..
أنا الممتحن وأنا المصحح..
أنا الآن أفضل شخص في التاريخ..
وأسوأه أيضاً..
الطريف أني بعدما قرأت تاريخ العالم بأكمله..كادت أعصابي تحترق من كم الغباء والشر البشري..
كل الأشياء تتكرر..والناس تنسى..وتصدق ما تريد تصديقه..ويقبلوا العيش بذل وخنوع..رغم معرفتهم بالحقيقة المُرة..
فأخذت أكتب كل تاريخ العالم بأسلوبي وإعدادي وترتيبي..وأخذت أربط الأحداث المتشابهة ببعضها البعض..ربما بقت كتابتي هذه ذكرى أو عبرة لمن يراها..
سجلت ما كتبته على فلاشة..و2 ميموري كارد كنت أوصلها للكومبيوتر بقارئها..وصورت نسخة منه وسجلتها في ملفات الشهر العقاري متبعاً الاجراءات المدونة هناك..على سبيل الاحتياط..وذهبت لمطبعة شهيرة..وطبعت الكتاب هنالك وصممت غلافه بنفسي..وأخذت كل نسخه وأخذت أوزعها في الشوارع في أماكن متفرقة..
......................
والجنس؟
لست من هواة العادة السرية..وهناك احتياج مُلِح..فكرت أن أمارس الجنس مع فتيات ميتات متجمدات كاللاتي أراهن دوماً في كل مكان..إلا إني جربت هذا مرة..مرتين..فأصابني القرف..
بحثت عن بدائل على الإنترنت..فكانت هناك موديلات من لحم ودم..سافرت وابتعتها..إلا أني وجدتها لا تفرق كثيراً عن الميتات المتجمدات..لكن ميزتها الوحيدة..أنها قد لا تخونك مع آخر..
.................
بعدما كنست الشقة بالمكنسة ومسحتها بالغاز الذي أحب رائحته كثيراً..
فكرت في أمر ما..

أخذت مفتاح الشقة ومولت السيارة بالبنزين وذهبت لقصره..
كان الظباط والعساكر متجمدين..توقعت في لحظة أن يمتلئ جسدي بالرصاص أو على الأقل بالليزر الأحمر..
لكن هذا لم يحدث..بحثت في أرجاء القصر..حتى وجدت تلك الأسرة حول مائدة الطعام..
متجمدون..وبدا كبير الأسرة..متجمداً بصورة قبيحة..كالصور التي كانت تلتقطها له جرائد المعارضة لتظهر قبحه..
صعدت على المائدة..وأخذت أنظر إليه كثيراً..أحاول أن أفهم ما فعله بنا..
لكنه ميت..لن يتحرك..مسكت رأسه بين كفتي..كأني أريد أن أعرف ما الذي كان في رأسه..
صفعت ولده أمامه..ونظرت إليه..لم يتحرك..هو الآن ميت..
.................
أتذكر في طريق العودة أن ابتاع "مشترك"
أعود لبيتي
أضع فيشة الكاسيت وفيشة الكومبيوتر وفيشة التلفزيون وفيشة الفيديو وفيشة شاحن الموبايل وفيشة شاحن الــإم بي ثري
استمع لأغاني من كاسيت كبير..
"Iam..Iam Everyday People"
الأغاني خُلقت للكاسيت ولا استسيغ سماعها على الكومبيوتر كما لا استسيغ مشاهدة الأفلام إلا على الفيديو وخاصة لو كانت من توزيع شركة انتاج هابطة تعرض في البداية اعلانات سمجة لذيذة!
جميل أن تعيش في عالم تخرج فيه بلا مال ولا بطاقة شخصية
حيث لا يوجد رأسمال محدث نعمة ولا عسكر محدث نفوذ
...................
لكن نفسيتي لا تزال ضجرة يائسة..
أتجرع بعض البيرة..ترفع من اكتئابي..
فأصنع القهوة..
واتناولها مع سجارتين..
استعد للخروج من المنزل..لكني شعرت أن قلبي يخفق بشدة..كانت دقاته تتجاوز ال 120 في الدقيقة..
أخذت أقلب في صفحات كتاب طبي ملقى بجواري على النضد باحثا عن أسباب هذه الزيادة المفاجئة في عدد دقات القلب..فكانت الأسباب بترتيب التأثير الأقوى هي:
1_التدخين
2_تناول القهوة
3_تناول الكحوليات
4_التعرض لضغط عصبي أو نفسي شديد
الطريف اني ليس فقط تعرضت لــ وتناولت تلك الأشياء في أقل من ربع الساعة..بل أني فعلت -أيضاً- بالترتيب..
من الأقل فتكا بالقلب .. حتى الأشد!
استلقي على السرير..أنظر إلى السقف..
..............
انتظرها تأتي.
...................

03‏/01‏/2010

17

..................


كيف يرون الله؟


...................
مات الأب!
وترك وصيته للأبناء ..
"لا تفارقوا بعضكم أبداً"

.........

الأول .. قال أن هذه رغبة غبية أنانية من الأب .. سأرحل على سبيل العند !
وكلما سُئل عن أبيه .. كان يسبه بأقذع الألفاظ !!
..........
الثاني .. أتته منحة عمل , خارج البلاد في وظيفة محترمة .. قال أنه سيعارض وصية الأب لأنه يشك في أن يكون هو من كتبها من الأساس .. وإن اختلف الأخوة فيما بعد في أيهما أتى أولاً .. شكه أم المنحة ! .. لا أحد يعلم.
وإن اتفق الجميع على تهذبه وكرمه..
..........
الثالث .. أراد الزواج من إمرأة غنية في بيتها .. فقال أن الأب يقصد لا تفارقوا بعضكم في المودة لا في الإقامة ..
..........
الرابع .. أراد الرحيل لمجرد التغيير وحب الاختلاف والظهور .. ودعى الله أن يسامحه لعصيانه وصية أبيه ..
...........
الخامس .. رحل من المنزل ليتزوج ابنة الجيران ويقيم في بيتها بعد قصة حب عنيفة .. رحل وهو مصحوباً بلعنات إخوته .. وكان يتحاشاهم قدر الإمكان !
........
السادس .. مكث في المنزل وإن ظل غير مصدق لوصية أبيه وقدر ظروف هؤلاء وهؤلاء .. ولم يصرح بعدم تصديقه هذا لأحد لأنه لا فائدة من ذلك .. وفضل تجاهل هذه التراهات -على حد قوله- واهتم -فقط- برعاية اخوته وخلق مجالات مشتركة يرحبوا بها جميعاً على اختلافاتهم ..
هو يقول لنفسه : وصية أبي مزيفة فعلاً .. لكن الغريب أني أحب أن أظل حتى أموت .. في بيته .. كما اني لا أريد أن أجرح مشاعر اخوتي البسطاء !!
................
السابع .. لم يعرف هل أبوه هو من كتب الوصية أم من لهم مصالح في بقاء الجميع في المنزل .. فهؤلاء مقنعين .. وهؤلاء مقنعين .. فلم يهتم بالأمر أصلاً .. وإن كان يتدخل في حالة أي تصرف همجي يحدثه أي فرد من الطرفين !
....................
الثامن .. رغم عدم إيمانه بوصية الأب .. ومكوثه في المنزل .. إلا إنه مع أقرب فرصة سوف يرحل .. لأنه فسر هذا بأن هؤلاء لهم مصالح في اقتناعهم بكلام أبيهم وهؤلاء لهم مصالح في عدم الاقتناع به أو إنكاره من الأساس! .. وهو لا توجد مصلحة منتظرة لتحرك توجهه .. ففضل الانتظار.
.............
التاسع .. أثر عليه أخوته الكبار .. فقرر الرحيل معهم .. ولما اكتشف أن صوته ضائعاً وسطهم .. وأنهم يخالفون أوامر الأب في كل شيء حتى لو كان في صواب .. فتركهم وعاد للمنزل .. إلا أنه لم يتحمل غباء إخوته المقيمين في المنزل (على حد قوله) .. فتركهم ثانية .. وقرر أن يظل وحيداً ..
...............
العاشر .. ربحت تجارته فابتاع شقة مجاورة ومكث فيها .. وقال أنه لم يغادر إخوته هكذا لأنه يراهم يومياً أثناء ذهابه وإيابه .. في البداية غضبوا منه , إلا انهم نسوا أمره بعدما انهال عليهم بالهدايا والمساعات.
...............
الحادي عشر .. كان يغيب سنة عن البيت ثم يرجع .. يهتم بالعلم .. لا شأن له بوصية أبيه .. لا يؤيدها ولا ينكرها .. اخوته يقولون إنه في منتهى البرود .. لكنه عبقري!
..............
الثاني عشر .. رحل عن المنزل بحجة أنه ذاهب ليدعو أخوته بالعودة ..
يطلب منهم أن يعودوا إلى البيت .. فيواجهوه :
"لو البيت حلو ماكنتش سبته"
فيرد : -"أنا سبته عشانكم .. عشان آخدكم معايا"
فيثوروا :
="ورحمة أبوك يا شيخ بطل صياعة ع اللي خلفونا!"
............
الثالث عشر .. مكث في المنزل لأنه كان راغباً في ذلك .. لكنه برر –لنفسه حتى- أنه ينفذ رغبة أبيه ولم يهتم بمن ذهب.
...............
الرابع عشر .. مكث في المنزل وظل يدعو أخوته بالمراسلة لكي يعودوا فتهدأ روح أبيهم .
...............
الخامس عشر .. مكث في المنزل وظل يحكي للجميع على نذالة أخوته ويسبهم أمام الناس وينال من شرفهم وشرف زوجاتهم ..
..............
السادس عشر .. مكث في المنزل .. وقام بتهديد إخوته إن لم يعودوا سوف يقتلهم!!
................
السابع عشر .. فجر نفسه في جسد أخيه (الخامس) -الذي تزوج ابنة الجيران- في ردهة بين الشقتين .. ولقا الإثنان مصرعيهما ! .. وانهارت العمارة بأكملها !
.............