محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

10‏/08‏/2017

"الظابط في الكمين"






1


"..............."

بـِ السواد، تتحاكى في عتمة الليل، سيدة عجوز تريد عبور طريق الفيوم الصحراوي إلى ضفته الأخرى، الدجاج الأحمر على رأسها في قفص من البوص المتقاطع. أصوات نقنقة الدجاج كان محجوبًا بـِ هدير محركات السيارات المنطلقة، أقلها سرعة كان يسير على 120 كم\الساعة، السيدة ترتجف بردًا، تنتظر لثوانٍ قرب منخفض الطريق السريع الأسفلتي، تطرد تكاسلها وتجمدها بعيدًا قبل أن تصعد إلى جانب الطريق.. لـِ ترى رتل السيارات المارة أمامها، لا يظهر من أي منها إلا عينين مضيئتين.. فـَ ترتجف بردًا أكثر.
نظرها في الأساس ضعيفًا، يصنع مع عواميد الإنارة التي لا تنير.. لوحة عمياء. صوت ضباح ثعلب يمر بجوارها، فـَ تعبر الطريق مهرولة وهي تقاتل آلام تآكل رضفتيها، راجية ألا تمر في الوقت ذاته سيارة بـِ مصابيح مطفأة.
تصل إلى الضفة الأخرى من الطريق، فـَ يدوى البرق ثم الرعد وسرعان ما تهطل الأمطار بـِ قوة..

عربة نصف نقل، عليها شعار شركة أغذية مجمدة مجهولة، تنطلق بسرعة 200 كيلو\ساعة. السائق يخبط على سقف العربة من الباطن، "اجهزوا يا شباب للـ جـَنـّة.. باقي كام كيلو.."
بمجرد عبور السيارة متباطئة أول مطب بـِ الكمين.. ينهض 4 مسلحين من كابينة السيارة، وتنطلق رصاصاتهم في أجساد أفراد الكمين..
ظابط الشرطة الذي كان جالسًا على مقعد بلاستيكي، ومن حوله أمينا شرطة و3 عساكر..

يموت كل أفراد الكمين.. وتتوقف اِحدى السيارات المتواضعة التي كان يقودها شاب ملتحٍ، يطيل شعره، ويرتدي بـِ سلسلة فضية لامعة، تبرق في ضوء إنارة الكمين الشاحبة.. الشاب يأخذ اِتجاهًا عكسيًا للهروب من الطلقات النارية.. ويسير على أقصى سرعة.. حتى يحدث تصادم هائل مع سيارة ملاكي ذات لون بني محروق عليها شعار الجيش.

وعلى السوشيال ميديا.. تتصدر صورة ظابط الكمين الشهيد المبتسم، وصور أخرى سابقة من ألبوم العائلة وهو يحتضن طفليه..
ذلك البطل الذي تمكن من قتل أحد الإرهابيين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فـَ سهـَّل على الداخلية مهمة العثور على باقي القتلة..

الدولجية يبكون شهيد الداخلية ومن معه..
الثورجية ينعونه بـِ اقتضاب وهم يسهبون في سب إدراته الفاشلة التي تركته وحيدًا..

2


"برق"
صوت ضباح الثعلب يتأخر.. وحين تعبر السيدة الطريق ينطلق البرق.. بـِ شكل كاد أن يمنع الرؤية عن ظابط الجيش في سيارته.. كان على وشك أن يصدم السيدة إلا أنه تفاداها في اللحظة الأخيرة، وهي تتراجع لـِ ضفتها الأولى ثانية، وقلبها سـَ يحلق الآن من شدة خفقانه..

ويحدث صوت تصادم مكتوم.. سيارة الجيش تقتل ثعلبًا ضالًا.. تدهسه..
زوجة ظابط الجيش على جواره تطلب منه أن يهدئ من سرعته، فـَ يزيدها أكثر..
يصل ثائراً إلى الكمين، العربة تترجرج بـِ عنف على المطب..
قوة الكمين الأمنية تتجه نحوه، وعلى رأسها ظابط الشرطة..
وظابط الجيش يقول: "جيش يابني!"
ظابط الشرطة: "اِبنك؟؟ طب معلش يا عمو الجيش، اركنلي على جمب عشان اَتأكد من بياناتك!"

سيارة الجيش كانت في مواجهة استراحة الكمين.. أمام مرأى عربة الأغذية نصف النقل التي كانت تعبر الكمين وهي تشاهد ظابط جيش يوجه سلاحه أمام صدر ظابط شرطة ومن خلفه قوته.. التي كانت تواجه فرد الجيش بـِ أسلحتها أيضًا.. الموقف الآن سـَ يشتعل..
سائق النصف نقل يطرق بشكل مميز على الكبينة في إشارة لـِ إلغاء المهمة..
والشاب ذو السلسلة الفضية يمر بـِ سيارته بينما رجل الجيش يحادث وحدته
بالهاتف وهو يمسك بـِ سلاحه باليد الأخرى.. وزوجته من السيارة لا تتوقف عن مناداته..
حتى ينتهي الأمر بـِ قدوم قوة من الشرطة العسكرية، وعقاب ظابط الشرطة بـِ التكدير وقوفًا مطأطيء الرأس لساعات مع قوته الأمنية..

الدولجية يسبون ظابط الشرطة الذي تطاول على فرد جيش.. "شكله خلية إخوانية نايمة"
الثورجية يسخرون من الجميع "ليه يا جدعان ده انتو شاربين نايمين قاتلين سوا؟!"

3


"رعد"

صوت ضباح الثعلب يتأخر أكثر..
ومع الرعد الذي أصاب الشاب ذو السلسلة الفضية اللامعة بـِ الفزع، يتجاوز الثعلب بـِ نجاح..
فـَ يجد نفسه سـَ يصطدم بـِ عربة نصف نقل تحمل أغذية مجمدة، إلا أنه
يتجاوزها بسرعة، فـَ يصدم مؤخرة سيدة الدجاج، فـَ تطير إلى رمال الضفة الأخرى..
لا يتوقف بسيارته..
يسير بـِ أقصى سرعة وهو ينظر في المرآة على سيارة الأغذية من خلفه خشية أن يدون سائقها رقمه.. لكن السيارة النقل لم تتوقف لـِ تسعف العجوز على أي حال.. وبعد.. يبطيء من سرعته وهو يحاول التقاط أنفاسه..
يذهب بـِ نظرات ارتباك -معلنة عن بدء نوبة فزع- إلى الكمين.. بعد عبور سيارة ظابط الجيش..
أحد الأمناء يخبر الظابط أن هناك "صيدة"، يشغلوا بها وقت النوبتجية الذي لا يمر..

يوقفون الشاب، يفاجئوا بـِ تلعثم وتخبط..
الظابط يطلب منهم تفتيشه.. وقت عبور سيارة نصف نقل لأغذية مجمدة.. التي كان سائقها يطلق إشارة إلغاء المهمة.. وهو يقول لمن يجاوره: "فيه كاميرات على الطريق!"
="عرفت منين"
-"آهم موقفين الواد الخول اللي خبط الست وبيفتشوه!"

أحد الأمناء يضع شريط ترامادول في يد الشاب.. ويضغطه داخل يده..
"دلوقتي الشريط ده بيعمل ايه في ايدك؟؟"
والشاب ينظر في ذهول..
بينما الظابط يطلب من الشاب تقبيل يده، ثم يخبره أن يراضي أميني الشرطة والعساكر ويرحل..
الشاب يخرج قرابة "300" جنيه.. هي كل ما يملك في محفظته..
والظابط لا يرضى عن المبلغ.. فـَ يتم التحفظ عليه بتهمة حيازة مخدرات..

الدولجية يقسمون أن الشاب كان مدمنًا بل ويتاجر بالمخدرات أيضًا..
الثورجية يتضامنون مع الشاب.. وهم يستغيثون بـِ حقوق الإنسان أمام بلطجة الداخلية..

4


"مطر"

صوت ضباح الثعلب يتأخر أكثر وأكثر..
يتساقط المطر.. مساحات النصف نقل لا تعمل، والسائق يخرج بجسده ليدعك الزجاج الأمامي بخرقة، لـِ تحسين الرؤية..
فـَ يصطدم بـِ السيدة العجوز..
المرآة الجانبية لسيارة الأغذية تزيح يد العجوز وهي تمر بقفص الدجاج..
فـَ يطير قفص الدجاج من أعلى رأسها عاليًا لـِ يسقط على كبوت السيارة..
الدجاجات تتحرر وتتساقط..
حتى تستقر واحدة بين أحد المساحات العطلانة، والزجاج الأمامي.. وكأنها التصقت.. لا تسقط أرضاً.. إلا بعد أن تركت بيضة، ظلت مستقرة محشورة في مكانها.. بقايا القفص تنغرز في إطار خلفي للسيارة، ومع الفرملة المفاجئة السابقة يحدث ثقبًا به.. السائق يستمع لـِ صوت رفرفة الإطار!

والسيدة كانت قد نهضت وأخذت تهرول بلا إصابات جسيمة..
وصوت رجل عجوز يصيح من الضفة الأخرى "يا حرامية الفراخ يا بت الوسخة.. "
وسائق النصف نقل يقول لمجاوره "لازم نأجل.. ماينفعش نركن ونغير الكاوتش.. وماينفعش ننفذ! مش هنقدر نهرب.."
ويحاول وهو يسير على أقل سرعة ممكنة أن يزيل البيضة المحشورة!

بعد 5 دقائق.. على بعد 10 كيلومترات..
تمر سيارة ملاكي عليها شعار الجيش..
وظابط الكمين طويل القامة مفرود الصدر كان واقفًا أسفل خرسانة اِستراحته مستمتعًا بالمطر، يهز رأسه لـِ قائد السيارة العسكري، فـَ يـُجـِيبه بـِ مثل تحيته مع ابتسامة أثناء عبوره المطب الصناعي..
وبعدها تمر سيارة شاب يرتدي سلسلة فضية لامعة، بـِ نظرات واثقة..
وبعده بـِ قليل، تمر سيارة نصف نقل عليها شعار شركة أغذية مجمدة مجهولة..
يتوقف المطر.. وتتوالى السيارات على الكمين..
والظابط يعبث في محموله ويقول "ايه النبطشية المملة ديه!"
(تمت)