محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

26‏/09‏/2011

It Ain't Me, Babe - Bob Dylan - 1964


اِذهبي بعيداً عن نافذتي..
غادري بسرعتك الخاصة التي تختاريها..
أنا لست من تريديه، صغيرتي..
أنا لست من تحتاجيه..

أنتِ تقولي أنك تبحثي عن إنسان..
لا ينتابه الضعف أبداً..
دوماً قوي..
يحميكي ويدافع عنك..
سواء كنتي مصيبة أو مخطئة..

شخص لـِ يفتح أي وكل باب..
لكنه ليس أنا، صغيرتي..
لا لا لا..
لست أنا..
لست أنا من تبحثين عنه، صغيرتي..

اِذهبي بخفة من الحافة..
اِذهبي بخفة على الأرض..
أنا لست من تريديه, صغيرتي..
أنا فقط سأدعك محبطة..

أنتِ تقولي أنك تبحثي عن إنسان..
لا يحنث بوعده أبداً..
إنسان يغلق عينيه لأجلك..
إنسان يغلق قلبه..

شخص سيموت لـِ أجلك وأكثر..
لكنه ليس أنا، صغيرتي..
لا لا لا..
لست أنا..
لست أنا من تبحثين عنه، صغيرتي..

اِذهبي، لتذوبي في الليل..
كل شيء في الداخل مصنوع من حجارة..
حياتي جامدة..
غير أني لست وحيداً..

أنت تقولي أنك تبحثي عن إنسان..
سيلتقطك كل مرة، تسقطين فيها..
ليجمع الزهور حولك باستمرار..
وأن يأتي كل مرة، تطلبيه فيها..

حبيب لحياتك ولا شيء آخر..
لكنه ليس أنا، صغيرتي..
لا لا لا..
لست أنا..
لست أنا من تبحثين عنه، صغيرتي..
.................
ترجمة: أحمد مختار عاشور
........

حـَمـِّل واِسمع..

23‏/09‏/2011

كيف يفكر السلفيون في الآخر؟ (حوارات سلفية)



لابد أن نتفق جميعاً على أن العلمانيين في مصر يفهمون جيداً الفكر الديني السياسي بكل أفكاره وبكل حالاته النفسية والعقلية..

فـَ
بعض العلمانيين يحفظ القرآن كاملاً.. بل و..
معظم العلمانيين درسوا الإسلام بكل فروعه، وبحثوا فيه كثيراً، بل و..
كل العلمانيين مروا على الفكر السلفي سواء كـَ اعتناق سابق أو من ثقافة تفرض نفسها عليهم في أماكن عديدة في المجتمع بـِ أكمله..

لكن..
السلفيين لم يتوقفوا لـِ يتأملوا أو يفكروا قليلاً..
ما الذي يدفع مصري مثله مثلهم أن يصبح علمانياً؟

هل العلماني قوي لدرجة أنه يتحدى الله؟

هل هو غبياً ومريضاً نفسياً؟
(هل لو كان كذلك يـُرفع عنه القلم بالمناسبة؟ وهل مرضه النفسي جعله يتعصب لتطبيق أحكام بدائية تؤخر الوطن أكثر وأكثر؟؟)

هل يريد أن يعربد ويسكر ويضاجع النساء؟
(يمكنك أن تفعل هذا في ظل إيمانك طالما خيار التوبة موجود.. هذا لو اقترضنا أن العلماني ليس مؤمناً أصلاً..)

هل العلماني كائن عبيط، مضحوك عليه.. يريد تبريراً لأفكاره الخبيثة عن طريق العلمانية؟
(طب وليه ماتكونش انت اللي عبيط وشخصيتك لقيتها في السلفية؟ وهي ايه الأفكار الخبيثة التي لها علاقة بالعلمانية بعيداً عن اكليشهات محفوظة كـَ ماسونية وأشياء تـُردد دون فهم..)

هل العلماني طموحه أن يدخل النار؟
(مفتري بقى!)

ألا يزعج عقول السلفيين أن يروا مثلاً إنساناً ذكياً.. لا يفكر مثلهم أبداً؟؟
ألا يزعج قلوبهم أن يروا إنساناً مهذباً.. لكنه يتبع فكر مخالف أو دين مخالف.. ويكون مصيره النار؟ وفي عذاب أبدي؟

لكن بعيداً عن رؤيتهم للعلمانية.. فلننظر قليلاً إلى جماعة أخرى من المخالفين في الرأي للسلفية.. وهم يقدرون بالملايين ويعيشون معنا..

(الأقباط..)

اِستمعت إلى إسلاميين (سلفيين على الأخص) يريدون الظهور بصورة معتدلة، فيخبروك: "طبيعي جداً إني أُكفـِّر المسيحي زي ما أنا كافر بالنسباله"..
أو على سبيل السخرية.. "لو انت شايف إن المسلم والمسيحي هيدخلوا الجنة.. كدة انت تبقى أهلاوي وزملكاوي في نفس الوقت.."
وستجدهم بعدها يعقبون أن "كفر الكافر لا ينتقص من حقوقه في البلد.. إلخ!"

يتفق هؤلاء المتعقلنون – لا العقلانيون- أن الشعب في حاجة أن يفهم معنى أن يكون فلان كافراً.. في أنه يجب اِحترام هذا الكافر وعدم الاِعتداء عليه من اليد حتى النظرة.. مع تساوي الحقوق..

هؤلاء المتعقلنون يعترضون على التكفير الهمجي (لأنهم يؤيدون التكفير العقلاني)! ويعترضون –أيضاً- على المثقفين الذين يعترضون على التكفير في العموم!

وفي رأيي..

موضوع التكفير بعقلانية هو الذي يؤجج التكفير بهمجية..
وكأنك تطالب الناس أن يلبسوا ملابس واقية ضد النيران قبل أن يقتحموها.. لا تطالبهم أصلاً أن يبتعدوا عن النيران.. بل وتعترض حتى على من يطالبهم بذلك!

التكفير أهم خطوة تؤدي إلى التفجير..

ناهيك أني لا أتخيل أن يكون صديقي في العمل أو في الحياة عموماً.. سواء كان مسيحياً أو على دين آخر.. كافر وفي النار لمجرد دين موروث سار كلانا عليه (باقتناع أو بوراثة.. الخلاصة إنك بتبرر على موروثك وتحاول تعقلنه لتمسكك أكثر بمجتمعك وأهلك ومحدودية عقلك.. وخلافه..)

تخيل أنك وصديقك المسيحي.. بتاكلوا سوا وتشتغلوا سوا.. وتهنوا بعض بكل مناسباتكم.. ولو حد في أزمة التاني معاه.. وبعدين تيجي القيامة.. تروح تسلم عليه..
"أسيبك بقى دلوقتي عشان هروح الجنة.. وبالمرة انت كمان تلحق النار بتاعتك"
.........................

(بـَعض من الحوارات السلفية)

1
سبق وأخبرني سلفي –من النوع الغبي المعتاد- أنه مستعد أن يثبت لمسيحي بطلان ديانته لو سأله فقط 5 أسئلة.. لو استطاع المسيحي الرد عليه لأخبره أن ديانته "زي الفل"!
قلت له: طب هسألك أنا سؤال واحد لو جاوبته، يبقى فكرك إنت زي الفل!
سألته عن معنى "كهيعص" فأخبرني أن معناها عند الله، وهنالك أشياء لابد أن تغيب فيها عقلك طالما أنت مؤمناً..
فأخبرته: أتمنى أن المسيحي مايردش عليك نفسك الرد!

(مشكلة السلفيين أنهم لا يرون أنفسهم.. يغيبون عقولهم.. وينتظرون من الآخرين أن يفكرون!)

2
السلفي لو نظر على شخصه لو كان وُلد مسيحياً أو يهودياً لعرف أن شخصيته تميل إلى التطرف لدينه.. وطالما أنت تقبل التغييب في أشياء في دينك.. فلمَ لا تقبلها على دين آخر لو كنت ولدت به؟
هيقولي ازاي وده دين باين إنه باطل؟
هقوله وليه وانت على دين آخر ماتكونش شايف دينك اللي انت عليه دلوقتي إنه باطل؟
هيقولي إنت عايزني أصدق إن فيه تثليث وتربيع وتخميس؟؟؟ ولا أصدق خرافات التوراة؟؟
(هنا يتوقع أني أدعوه لدين آخر.. فلابد أن أنهي الحوار حتى لا يرتفع ضغط دمي! لأنه لا يفهم أنه هناك فرق بين الاقتناع والتقبل.. لا يفهم أنه ليس أسهل من إلقاء الدين برمته في القمامة بجملة ساخرة –قد تبدو عقلانية- تلك العقلانية التي لو مـُورست مع دينه لكان رد فعله عنيفاً..)

المشكلة ان كله ورث دينه وبيتعامل معه على أنه حقيقة ثابتة.. ولو قالك بفذلكة إنه بحث وقرا وفشخ بكل حياد، واتأكد إنه الصواب فـَ بيكون غايب عنه نقطة إنه ماينفعش يحول لدين آخر (للعديد من الظروف الذي يبرزها عقله له).. فلازم يقنع نفسه بدينه بالعافية، غير إن أي دين آخر مليان طلاسم.. مش محتاجة نجيبلها تبريرات زي طلاسم دينه.. لكن كفاية نسخر منها.. بعد قراءات سطحية لا يقرأ بها دينه.. بتبقى هايلة جداً الصدف اللي يتخلي الدين الصحيح -وكمان المذهب الصحيح فيه- هو اللي انت اتولدت بيه!

(الكلام ده قلت زيه كتير.. لكن للأسف الواحد لازم يكرر..)

3
وهناك نموذج سلفي شبه معتاد، وهو النموذج الذي تجده في موضوعات عديدة غير الدين يفكر بكل حرية.. لكن في الدين لازم يحط جزمة مقاس 45 في دماغه.. ناهيك أنه عندما ينتقد أي دين آخر يتحول لإنسان عقلاني جداً، لكن مع دينه هو.. تجده يخبرك "ربنا عايز كدة" "عقلك قاصر" "مش كل حاجة لازم تفهمها" "طب ليه الصلاة 5 مرات في اليوم؟"
الطريف أنه يخبرك أنه لو كان مسيحياً لـِ اتجه إلى الإسلام وكأن الأمر بهذه البساطة.. فـَ سـَ يسعد به أهله ومجتمعه ولن يغضبوا عليه لأنه من السهل طبعاً أن يدعوهم هم أيضاً للإسلام! (لأنها الديانة الصحيحة لكل الناس طبعاً كما هو مكتوب على صفحة السماء!)

4
لكني بالصدفة تعرفت على شاب يـُشكـَّل صورة من نموذج سلفي أقل من نادر.. سألته سؤالي المتكرر..
"إذا كان أي إنسان بيتولد على أي ديانة مش بيغيرها بنسبة أكتر من 95 % ويمكن أكتر من كدة كمان.. ده مش معناه إنها نسبة قاسية؟ ليه ربنا بيسهلها على ناس وبيطلعوا مسلمين وبيصعبها على ناس ويطلعهم على ديانات أخرى؟ وأتمنى إنك تفكر في سؤالي مايجينيش رد نذل تقليدي على غرار "قول الحمدلله إننا طلعنا مسلمين".."
فأخبرني أن الله يحاسب كل إنسان على مستوى عقله وحسب ما وصله من رسايل..
فأخبرته: طب دلوقتي الإسلام بقى منتشر في كل حتة في الإعلام فضائيات ونت ودعاة وخلافه.. كله بتجيله الرسالة..
فأخبرني أن هذا ليس مقصده من الرسالة.. بل لو مثلاً وصلت لـ فلان رسالة أن الإسلام إرهابي.. ربنا مش هيحاسبه على قدرات عقله اللي خلته يصدق ده..
قلت: عظيم جداً، طب بالنسبة للمسيحيين اللي عايشين في مجتمع إسلامي.. وبالتالي شايفين صورة الإسلام كديانة معتدلة ومتسامحة.. (لو افترضنا إن الإسلام غير المسلمين)
قال: برضه حسب قدرات عقله في تقبل الرسالة..
قلتله: عظيم جداً، يعني ممكن مسيحي يدخل الجنة؟
قال: لأ طبعاً ماينفعش حد يودي حد الجنة أو النار على مزاجه..
قلت: برافو عليك، بس أنا بسأل لو ممكن، مش بقول أكيد.. هل انت مؤمن إن ممكن مسيحي عقله ماوصلش لـِ فهم عبقرية الإسلام إنه يدخل الجنة؟
قال: ممكن طبعاً وممكن أي دين كمان والله أعلم..
قلت: طب لو لاديني -أو ملحد- وبرضه قدراته العقلية مش مخلياه يصدق أي دين..
قال: لأ كدة كتير، ملحد ايه اللي يدخل الجنة؟؟
قلت: أنا بطبق مبدأك بتاع القدرات العقلية وتقبل الرسالة..
قال: أيوة بس مش لدرجة ملحد يعني!! انت كدة خليت ايه في الدين؟!!
عند هذا الحد أنهى حواره معي.. مع فاصل من الضحك..

5
ولا يمكنني أن أنسى ذلك السلفي الذي أخذ يتفلسف كثيراً عن مفهوم الشر عند الإله..
فأخبرته بكل بساطة ووضوح..
"عظمة ربنا الحقيقية إنه يمنع الجريمة أو المجاعات أو الحروب أو القتل مش مجرد تحريمها أو إصدار تشريع بمعاقبة مرتكبيها.. أو فلسفة تبرر المصائب والعبث.."
قال: يا عم انت كدة بتدور على إله مثالي..
سألت: نعم؟
قال: قصدي إن تفكيرك مثالي!
سألت: برضه نعم؟

6
وهناك ذلك الصديق السلفي اللطيف (وهو من النوع اللي بيتشغل نفسه وهو فاكر إنه كدة بيفكر وريح نفسه من المتاهات العقلية الإنسانية)..

"أنا بقول إن المسيحي في النار كحالة عامة، لكن ماينفعش أحدد واحد بالخصوص!! مثلاً عندي واحد صاحبي مسيحي مات قريب، زعلت عليه جداً لأنه كان مخلص ومحترم جداً وحتى كان بيسألني عن حاجات في الإسلام.. ده ماقدرش أكفره.."

ليه؟

"ممكن يكون مات مسلم، ايه اللي يعرفني انه مانطقش الشهادة قبل ما يموت!"

"مممم طب ولو مانطقش الشهادة؟"

"ايه ضمنك؟"

بقول لو؟

برضه ماينفعش أقول على فلان بعينه إنه في النار لكن في العموم أقول المسيحي في النار..

طب والله إنت عسل 
......................

بعض الإسلاميين لا يزالوا أصدقائي حتى الآن.. وأنا أجلهم واحترمهم لأنهم أصدقائي رغم علمهم أني أرفض أي تدخل للدين في السياسة.. المشكلة الحقيقية أنهم لم يقتربوا من العالم الآخر.. (سينما بها فن - استثني من هذا معظم أفلام السينما العربية طبعاً)، أدب روائي جاد.. مختلف أنواع التذوق الفني..
هم فقط اِنغمسوا في عالم واحد، لا أراه عقلانياً.. وحاولوا أن يوجدوا مكاناً فيه للعقل.. فظهرت تبريراتهم وتجميلاتهم والتفافاتهم.. من أجل أن يبقوا في العالم الوحيد الذي دخلوا فيه.. عالم التكفير وإقحام الدين في السياسة تحديداً..


أنتم بالطبع تعلمون تلك الصورة لشاب كان يغرق نفسه في التفاهة –التي قد يطلقون عليها اسم فن- حتى يتذكر فجأة أن هنالك ديناً يجب أن يرجع إليه.. بفرضية تفكيرنا التلقائي الذي جعلنا نفعل الخير ولا نفعل الشر ثم نعزي هذا إلى فعل التدين.. لا فعل الأخلاق في العموم..

مثلاً لما تلاقي أكتر من 400 ألف عَ الفيسبوك.. عاملين لايك لـِ صفحة الملحن المتخلف عقلياً "عمرو مصطفى"..
بعد أن تلعن أم الهطل اللي في الدنيا على أبو التخلف العقلي.. قد تتساءل فيما بعد: السلفيين بـِ ييجوا منين؟؟ وقد تصل إلى رؤية أن "المشتركين في الصفحة دول ستايل الشباب السيس الظريف الأمور اللي بيحس إنه لازم ييجي عليه يوم ويبطل يسمع أغاني, عشان حرام.. فمافيش مشاكل لو لقيت الصفحة بعد كدة منفدة على صفحة الشيخ حسان أو يعقوبيان.."
(الإسفاف والسلفية.. ايد واحدة..)

لأننا تربينا على ألا نقرأ التاريخ.. (فقط نكتفي بأدعية سريعة الاستجابة)، وإن قرأناه.. فـَ لا نستوعب التأمل في تراثنا من بعد، بعين الحياد.. ولا ننظر إلى المخالفين بأعينهم.. ولا نحاول أن نستوعب عقولهم..
لأننا لا نفكر في الآخر..

(السلفي بيتولد في قفص.. بس لقى نفسه بيعرف يتحرك بالقفص بتاعه..
فـَ بدل ما يفكر يطلع منه عشان حتى يبص العالم اللي حواليه عامل ازاي.. -حتى يطلع ويدخل تاني- اعتبر العالم فاسد.. وماشي يسحب ناس للقفص بتاعه.. وأحياناً بالعافية..)
.................
ولنا مع السلفية.. حوارات أخرى..

"عندما يظل المسلم -الذي ألحد- مسلماً.."


(مـُقتـَطـَف من محاضرة)
................
هنالك أشياء بديهية يجب أن تعلمها عندما تناقش ملحداً..
أولاً جمهور المتفرجين..
سيكون غالبيتهم مؤيدين للهمجية الدينية.. هؤلاء الذين حين يحاولوا التقرب للدين، يقرأون أذكار الصباح والمساء، لا يذهبون إلى التاريخ، وبالتالي صار لديهم تلقائياً أي شيء جميل في الدين.. وأي شيء قبيح خارج الدين..

ثانياً الملحد الذي تناقشه..
سـَ تجده يكتب بـِ اِسمٍ مستعار، لأنه يخاف بطش الناس (من المسلمين المعتادين – ليس الإسلامين فقط-), بما قد يؤذيه في حياته, يمكنك أن تستغل هذه النقطة بطريقة شريفة في النزاع..
فيكفي أن تخبره أن الرسول كان يعرف أن هناك منافقين يعيشون حوله لكنه لم يقتلهم, كـَ تلميح حول نفاقهم وجبنهم واختبائهم خلف الإسلام كـَ الأرانب..
الاتهام بالنفاق يكبل الخصم ويزعجه..
وحاول قدر ما تملك من حجة وعلم ألا تجعل مسار النقاش يذهب بعيداً.. لو سألك في هذه النقطة حول أنه –الرسول- لم يكن قادراً مثلاً على قتالهم أو أنه نفسه كان منافقاً قبل الإسلام لأن كتب السيرة كانت تفخر بأنه لم يسجد لصنم وكان يحتقر ديانة قومه لكنه في نفس الوقت لم يصرح بذلك, يمكنك وقتها أن تسأله: يعني انت هتمشي على سنة الرسول وانت بتعارضه؟ انت عبيط ولا بتستعبط؟
طبعاً سؤالي مستفز جداً ولا يتماشى مع أية قواعد للمنطق..
لكن تمهل، أيها المسلم الذكي -ويمكنك عزيزي الغبي تجاوز الفقرة القادمة طالما وجدت سؤالي مقنعاً-.. فـَ المسلمون المعتادون الذين يراقبون النقاش، عقليتهم البسيطة جداً تسمح لهم بألا يروا أن السؤال الأخير -الذي ذكرته آنفاً في ردي المتوقع على ملحد ذكي- ساذجاً, غير أنه مصحوباً بسخرية مرتبطة بشماتة وإهانة له, هذا يجعل أي متدين بسيط يسعد جداً ويعتبرني مسلماً عصرياً, أرد عليه بالحجة والعلم, ومع ذلك أنا محافظ على روح العصر عن طريق السخرية..
وإن وُجـِد مسلمون أذكياء يتابعونك، فـَ تأكد أيضاً أنهم أبداً لن يعترضوا على أي سؤال قد يبدو ساذجاً، تسأله لملحد, لأن الغاية دوماً تبرر الوسيلة, أو مثلما قال الرسول: الضرورات تبيح المحظورات, ولو أتى من يعترض على سؤالك فأطلب منه أن يخبرك بدينه, لأنه مستحيل أن يكون مسلم.. مستحيل أن يعترض مسلم على مسلم آخر وهو يناقش ملحداً!
بعد أن تخبره أنه منافق, يفضل التطرق للموضوع فوراً..

مثلاً.. سيخبرك عن غزوات الرسول ونكاحاته وقتله واسترقاقه ونهبه وما شابه.. طبعاً أنت لديك الثقافة الدينية, وتستطيع من جوجل أن تبحث في ثوانٍ عن معلومة فقهية أو تاريخية موثقة بالمصدر, ضع في رأسك أن الرسول لم يقاتل إلا من خانوه.. اِطنب واسهب كثيراً حول هذه النقطة, وأخبره أن عقابه لهم كان يتأرجح بين طردهم من بيوتهم حتى قتلهم..
ولو أخبرك لماذا قتل هؤلاء وطرد غيرهم, فأخبره أنه لم يقتل غيرهم لأنه عفا عنهم..
هل تعرف تلك النكتة السخيفة الشهيرة: لماذا تغلق عينك اليمنى عندما تراني؟ لأني لو أغلقت اليسرى أيضاً فـَ لن آراك!
والله إنه رد عبقري.. صدقني, جمهور المتفرجين يحب هذه الردود جداً وسيعتبرك في قمة الذكاء أنك استطعت أن تجد هذا الرد..
ولو كان الملحد (زنان) وسألك عن سبب قتل الآخرين, فأخبره لأنه كان أمراً من السماء لا يستطيع الرسول مخالفته، وهذا موضوع عقائدي, ناهيك عن ارتباط أمر بالسماء بإصدار العقاب على الخيانة.. فلا يجب وقتها أن يعترض أحد رأفة بـِ خائن, وحاول أن توثق هذه الأمور بأحداث تاريخية معاصرة.. كأي إجرام أمريكي أو إسرائيلي.. (بفرضية أن أي ملحد يكون متأمرك حتى يثبت العكس..) وأخبره: "يبقى حلال لأمريكا لو قتلت وحرام على الرسول؟؟" وحاول ألا تجعله يأخذك لنقطة أن الكيانات غير متساوية لأن الرسول لا ينطق عن الهوى أو أنه يتصرف بوحي إلهي، بينما أمريكا وغيرها مجرد زعامة بشرية..

ولو أخبرك أن بعض قبائل اليهود قد سعت لـِ خيانته لأنهم رأوا ما حدث للقبائل الأخرى فآخذوا الحيطة, فكلمه عن انعدام منطقه وأنه لا يجب أن تقتل فلاناً لمجرد أنك تشك أنه سيقتلك –أخبره بالجملة الأخيرة قبل أن يخبرك هو بها!-, ولو سألك كيف يسمح الله بالقتل ويأمر به وكان الرسول يقتل كل القبيلة ولو منها من لم يشارك في الخيانة, فأخبره عن ضحايا المجاعات والفيضانات الذين لا ذنب لهم بما فعله المفسدون, وأنها إرادة الله الذي سيحكم عليهم يوم القيامة, وربما قتلهم أزال عنهم سيئاتهم..

ولو ردد على آذانك شبهة في الإسلام.. سبق لك أن سمعتها من قبل، فيمكنك أن تبدأ معه بـِ رد ثابت.. أخبره: "ديه اترد عليها من زمان.. طب هات حاجة جديدة، ماتبقاش مثل الحمار يحمل أسفاراً.."
ديه كمان هتهز ثقته بـِ نفسه بالإضافة لاتهامه بالنفاق..
ودعه يفرغ غضبه وربما سبابه الذي سيراه جمهور المسلمين شيئاً قذراً عكس سخريتك الذكية منه التي قد يحبها نفس الجمهور..
وفي الوقت ده تكون دورت في جوجل على أحسن رد موثق بالآيات والأحاديث..
وإن استدل في نقده للقرآن بآية ذات تفسير واضح.. فـَ أخبره بتفسير آخر ولا تنسَ اِتهامه بالجهل.. وإن أخبرك أن التفسير الذي يصب لصالح هدم قدسية القرآن من اِحدى المـُفسرين الأوائل، فـَ أخبره أن تفسيره ليس مقدساً، وأن القرآن صالح لكل زمان وكل مكان.. التفاسير فقط هي المتغيرة..

عذراً.. الحماسة أخذتني.. نسيت أن أعرفكم بنفسي..

أخوكم (.... .....) عضو شاب، نشط.. في جماعة الإخوان المسلمين..
لو كان لكم أخوة أكبر قليلاً.. في تلك الجامعة الإقليمية الشهيرة ربما لكانوا يستذكروا دروسهم من أوراق صنعتها بنفسي، بـِ مساعدة الأخوة.. في كل المواد.. (بعد أن غطينا طلبات معظم الكليات).. بعد أن أغرقنا نهايات الورق بــ "مع تحيات الإخوان المسلمين".. مع العديد من أقوال "حسن البنا" وأحاديث الرسول والآيات.. التي تمثل أفضل دعاية لجماعتنا.. مثل "من تتعطر زانية".. "وأعدوا لهم".. "المؤمن القوي خير".. "ومن لم يحكم بغير شرع الله فـَ أولئك هم الكافرون"

تلك المقولات والأحاديث والآيات.. التي جذبت العديد إلينا وذَكـَّرَت المسلمين اللاهين أن دينهم يجبرهم على أن يحكموا بالشريعة فلا يبقى لديهم خيارٌ إلا أن ينضموا معنا أو إلى السلفيين الذين يحرمون الخروج على الحاكم ولو كان ظالماً..

لكني قرأت كتابات كثيرة تنتقد الإسلام.. فـَ هل جعلتني أشك أن يكون القرآن من عند الله؟؟
مطلقاً!
لم يساورني هذا الشك ولو للحظة واحدة.. فإنهيار قدسية القرآن تعني أن هنالك دين آخر مقدس غير الإسلام لأني مستحيل أن أتخيل عدم وجود جنة أو نار.. وبالتالي مستحيل أن أتخيل عدم وجود دين صائب.. والله هداني إلى الدين الحق دون أن يتعبني في التفكير..

فرغم أن أبي مسلم في حاله إلا أن جدي كان قيادي إخواني كبير وكذلك عمي.. الذي أثر علي كثيراً حتى صارت قناعتي الأكيدة هي أن الإسلام هو دين الحق بلا شك.. تلك القناعة التي أقسمت على أن أموت عليها مهما حدث ومهما تعرضت لأذى أو اعتقال (سبق وعانيت مرارته لشهور أثناء حكم "مبارك".. صحيح هم كانوا يعاملوني في السجن على ما يرام، خاصة عندما رأوا أني مسلم معتدل.. ناهيك عن أن الجماعة كانت تحضر لنا يومياً أطيب وأفضل أنواع الطعام والمشويات.. لكنه في النهاية كان سجناً..)

رغم هذا إلا أن كتابات الملحدين كان لها الفضل في أن تـُنير بصيرتي أكثر وأكثر تجاه الإسلام (تحديداً تجاه فكر الإخوان) إن جاز فعل التناقض هذا..

مثلاً قرأت كثيراً عن وجهة نظرهم في الناسخ والمنسوخ في القرآن وكيف لكتاب محفوظ منذ الأزل أن تكون فيه آيات تم تغيير أحكامها بآيات أخرى.. والآيات المنسوخة بقيت تلاوتها ووجب الكفر بها لكي نـُفـَّعـِل الآيات الناسخة!
وجهة نظرهم أن هذا لا يليق بكتاب مقدس.. لكني كما قلت لا أضع في تفكيري أني قد أكون على خطأ لأني لو كنت على خطأ فهذا يعني أن الإسلام على خطأ.. والإسلام عندي يعني فكر الإخوان المسلمين.. ولما كنت استغرق في التفكير والبحث عن المصادر للرد على كل الشبهات حول القرآن والحكم بالشريعة كنت أتوصل في كل مرة إلى خاطرة أن المسلمين الحقيقيين هم المؤمنون بفكر الإخوان المسلمين..
معظم آيات الناسخ والمنسوخ تتحدث عن فترة سلم وموادعة أراد النبي أن يوثقها بينه وبين قريش ثم اليهود حتى بدأ غزواته عليهم.. وقتها تم نسخ آيات السلم يآيات القتال.. وتلك سنة عظيمة عن النبي..
فـَ عندما فكرت في العديد من المواقف التي فعلها قادة الإخوان مثلما ينكروا تصريحاً أدلوا به أو يزيفوا في أفكارهم حتى نقوى فنعلن أفكارنا صراحة.. نحن هنا نفعل كما يفعل النبي.. (نتمسكن حتى نتمكن..) ولست في حاجة لمناقشة أن هذا ينفي القدسية..

الملحدون أضاؤوا بصيرتي على أن الإسلام لا يعني إلا فكر الإخوان.. وإلا لتهور النبي مثلاً وأعلن حربه على اليهود وهو لا يزال بجيش ضعيف..
(كما فعلت جماعات الجهاد في التسعينات.. فـَ لم تصل لـِ شيء)


وكثيراً ما يخاطبنا الملحدون حول أننا سنحرم أنفسنا في الدنيا من العديد من المتع الإنسانية مقابل إرضاء وهم.. لكن مقابل العبادة ستحصل عليه في الدنيا لو كنت من الإخوان وبهذا تـُمحى من صدرك كل الشكوك..

فأنا عندما أريد تطبيق الشريعة فلن تكون في بلدنا خمور مثلاً.. وبالتالي سنتساوى في الحرمان.. وهذا لا يشعرني بالندم.. ويشعرني أني حصلت على حقي في الدنيا..
سأكون محروماً مقابل أن تكون أنت محروماً كذلك..
لكنك ستكون مجبر وأنا عن قناعة..

ناهيك عن زئبقية الإسلام..
الذي لو كان نسخة واحدة لانهار منذ زمن, لكنك لو حاربت الإسلام في نقطة ستجد آخر لا يفعلها ويقول أنه مسلم.. وهكذا.. أنت معك كيان صلب لا يجوز هدمه.. كتاب عظيم وضع له القداسة كتب عظيمة من حوله, تتكاثر بمرور الأعوام.. لن تستطيع هدمه حتى تمر على كل شيء, وهذا لن تقدر عليه..

الملحدون الأذكياء علموني –بغبائهم- أن القرآن يخبرنا أننا يجب أن نتفاوض ونتنازل قليلاً حتى نسير على السنة..
فـَ كلامهم جميعاً يصب في مصلحة خارج ما يريدونها.. هم يريدون الناس لتلحد مثلهم.. لكن هذا مستحيل بالطبع..
لذلك أنا أصفهم بالأذكياء الأغبياء عن قصد.. هم أذكياء في اقتناص ما يبدو لهم على أنها أخطاء في الإسلام.. لكنهم أغبياء لأنهم لا يتبعون فكراً جاهزاً له صدى عند الناس.. إنهم ينفخون أصلاً في قربة غير موجودة!

بل والطريف أننا نحاربهم بالديمقراطية التي يتحججون بها.. رغم أننا لا نؤمن بالديمقراطية..
احسب عدد الفلاحين والفقراء والمهمشين.. واطلب منهم أن يقولوا لا لتطبيق شريعة الله.. وراقب رد فعلهم.. (وإن كانوا يخالفونها)..
يقول العلمانيون أننا نستغل الجهل من أجل الوصول للحكم عن طريق الديمقراطية، لكن إذا كان الله نفسه استغله في آيات القرآن.. فـَ مجرد ما قال "ابراهيم" للنمرود أن الله يأتي بالشمس من المشرق فآتِ انت بها من المغرب، جعله يبهت, هذا ليأخذ منها الجهلاء وضعيفو العقول عبرة, إذا كان هنالك بشر لا يقرأون القرآن بالمنطق الصحيح وظلوا مؤمنين.. وأغبياءً أيضاً، فـَ هل هذا يعني أن الله أيضاً ورسوله يستغلا جهل الناس ليؤمنوا بهما؟!

ناهيك أن بعض الصحابة كانوا يضعوا خيطاً أبيض وخيطاً أسود في الليل ليظلوا يأكلوا ويشربوا حتى يتبين لهم هذا من ذاك.. كما تقول الآية القرآنية.. لذلك نزل توضيح آخر لهم من القرآن لأنهم ذوو عقول محدودة.. وكذلك معظم الناس في مصر بما إننا لا نزال في بلدة نامية..

ولأني أؤمن بأنه يجب قراءة كل ما يكتب عن الإسلام معه أو ضده.. فأنت لن تصل إلا لنتيجتين لو قرأت ضده.. أن تصبح إخوانياً أو أن تكفر.. لذلك كنت لا أرد على من يسخر أن فكري الإخواني يشبه تعادلية دمج الدين مع الإلحاد.. القلب مع العقل.. حتى نسيطر ونحكم بما أنزل الله..

فـَ أكثر شيء يستفزني في الدنيا هو أن يكون الإنسان مؤمناً بالفعل ومعارضاً لفكر الإخوان.. أو لفكر تطبيق الشريعة في العموم.. ما الذي ستحصل عليه نتيجة إيمانك؟؟ كيف تؤمن هكذا بالمجان.. ليس لـِ عدم الثقة في الجنة ونعيمها، لكني في حاجة أن أرى إيماني محسوساً.. إن كنت أكبت نفسي عن فعل ما هو حرام فيجب أن يتم كبت حرية الآخرين أيضاً..
الرسول كان يعلم ذلك جيداً.. ظل يدعو لدينه 13 سنة فظفر بـ 100 إنسان فقط.. لكنه عندما اِنتقل للمدينة وبدأ يسيطر ويتزعم عن طريق الغزوات التي جعلته يكافيء صحابته بالنساء والكنوز.. دخل الناس في دين الله أفواجاً..

إن هؤلاء المؤمنين السلبيين لا يقلوا غباءً عن العلمانيين والملحدين..

وأنا في جماعة لديها حلم.. أن نصبح قوة يخافها العالم.. أن يكون لدينا جيشاً إسلامياً.. أن نسن على سنة الغزوات .. نحرر فلسطين، نتحدى الولايات ونصبح قوة جديدة تستحق أن تسيطر على كوكب الأرض بـِ أكمله.. ويجب أن نبدأ بوطننا..

الدين يلعب على العاطفة.. الإلحاد يلعب على العقل..
الدين يطلب التسليم والانصياع ولو لم تفهم..
الإلحاد يسأل دوماً ولو لم يجد إجابات..
الدين.. حلم, امبراطورية, جهاد, قوة, سيطرة على العالم, غوغائية, فقراء ومعدمون يحلمون, طبقة متوسطة تلهث, طبقة غنية تشتري الجنة..
الإلحاد.. حرية عقلية, مراوغة, صياعة, تخابث..
وأنا كل هذه التناقضات معاً..
ولأني أضع أمامي قناعة أني سأموت مسلماً ولو عذبوني..
ناهيك أني لم ألحد مطلقاً ولو لثانية واحدة، لكني امتصصت عصارة الإلحاد.. (إن كان مضمونه هو حرية العقل في التفكير لحياة أفضل) في الإسلام (الطريق الشرعي للسيطرة على البسطاء)..
فقرائتي عن هدم الإسلام أفادتني بلا شك.. بدمج التراث بالواقع.. النقل بالعقل.. التحايل حتى الوصول.. لأنها كلها فروض أو سنن بها أستطيع أن أرد على أي متشكك في الإسلام أو في فكر الجماعة.. فلا فرق بين هذا أو ذاك بالنسبة لي..

أفخر أني تلقيت دروساً في كيفية محاورة علماني أو ملحد, والآن أنا أقوم بتدريس ما تلقيته عليكم، يا صـُبيان الإخوان العظماء.. لمواجهة الفكر الإلحادي بـِ لغتهم الوحيدة وإيمانهم الوحيد.. العقل..
خاصة بعدما انتشروا كثيراً على ساحات النت.. وجل تأثيرهم على الصغار..

هم كل نقاطهم معروفة وواضحة ومكررة.. سيخبرونك عن أن النبي محمد كان يقتل أو كان سفاحاً همجياً، كل حسب أسلوبه, سيخبرونك عن اغتيالاته السياسية, سيخبرونك بكل جهل عن عدم تماشي قواعد النحو مع القرآن وكأنه أتى قبله! سيخبرونك عن عيوب في السياق في القرآن وأن كلامه ليس مقدساً, وعن قصصه التي يرونها ساذجة أو عادية أو حتى عظيمة ولكن بمقاييس البشر, سيخبرونك أن التحدي بإبداع آيات كـَ القرآن أو أعظم قد تحقق مع العديد من المبدعين, سيخبرونك أن عقولهم التي نخبرهم عن قصورها هي الطريقة الوحيدة للإيمان وإلا لـَ كان خلقهم الله بعقول تدرك جماليات كتبه كما يدعون لكي يؤمنوا به, سيخبرونك عن أشياء عديدة جداً..
لكن تمهل عزيزي.. أريدك أن تتأكد من أن أي شيء في الدنيا مقنع حتى الهبل ذاته لكن يوجد بشر عاجزون عن الإقناع.. وأنا أريدك أن تمتلك هذه الموهبة.. أن تكون قادراً على إقناع الناس أن الأفيال تطير..
فـَ كل الردود على مثل هذه الأشياء غاية في السهولة, فقط تمالك أعصابك, وتخلص من انبهارك الخلوي بالملحدين ولا تنظر إليهم على أنهم كائنات غريبة حتى لا يعلوا عليك فكرياً, واَتبع الخطوات الآتية..
...............................
(تمت)

05‏/09‏/2011

ربنا بيلعب مع مين؟


واشنطن – 1993

كان الكاتب الإسلامي "محمد جلال كشك" يهاجم ويسب د. "نصر أبوزيد" عبر مناظرة بينهما عبر الهاتف، متهمه بالتزوير والتطاول على الإسلام! مـُطالباً أن تـُسحب منه درجة الدكتوراة!
(نفس الاتهام الذي تكرر مع "سيد القمني" بعد 16 سنة!)
وكان رد د. "نصر أبوزيد" كالعادة هادئاً، فقط كان يذكره بمناخ الحرية الذي عاشه –"كشك"- وجعله يحول من ماركسي إلى إسلامي دون أذى من أحد في المرحلتين..

(طبيعي جداً إن أي علماني يحصل على درجة دكتوراة أو جائزة.. أن يقوم الإسلاميون بفحص كل حرف في كتبه لكي يستخرجوا خطأ واحداً ثم يتهموا الكاتب العلماني بالجهل والتزييف مع سيل من المؤمرات الصهيونية الأمريكية وخلافه.. الأمر الذي يجعلني أشفق على القرآن نفسه لو قرؤوه بنفس منهجهم في نقد كتب العلمانيين!!)

نرجع لمرجوعنا..

من أهم عبارات "محمد جلال كشك" لـ د. "نصر أبوزيد" في الجدال:
"هو صاحب أكبر فضيحة علمية في تاريخ جامعات مصر.."
"أنا خائف من هذه العصابة العلمانية على مصر.."
"إنه يكذب ويمارس الجهل حول الشافعي.."
"الإسلاميون لم يرفعوا قضية ضده.."
(حاشية: تلك القضية التي صدر حكم فيها بعد عامين بتفرقة "نصر أبوزيد" عن زوجته لأنه كافر! رغم أن العصمة كانت في يدها وأنها ساعدته في أبحاثه.. فلم يجد "نصر أبوزيد" حلاً إلا أن يغادر مصر وزوجه)
"أنا لما كنت ماركسي كنت بجاهر بـِ إلحادي، ومابخافش.. لمَ لا تجاهرون أنتم بما تؤمنون به صراحة وتتحملوا تبعات آرائكم؟؟"
"ده عامل زي نشال في اتوبيس مش عاجبه انه يتمسك لأ وكمان بيضرب الكمساري بالقلم وبيستغيث بالحكومة.."

وكان آخر رد لـِ "نصر أبوزيد":
"المشكلة أنهم يحاولون التغطية على كتابي "نقد الخطاب الديني"، أنا تقدمت بكتابين و13 بحثاً للترقية.. فلنترك كتاب الشافعي عشان خاطر عيون "عبدالصبور شاهين" و"محمد جلال كشك".. ماذا عن أبحاثي الأخرى؟؟ ألا تؤهلني للترقية لدرجة أستاذ كما فعل غيري؟؟ سأفترض جدلاً أن كتاب الشافعي به خطأ، ألا تكفي أبحاثي الأخرى للترقية؟؟ أنا مسلم وأحسن إسلامي أكثر من الأستاذ "جلال" نفسه، ولو كنت مرتداً لاعلنت ارتدادي.. الحوار له لغة، لا فرش الملاية.. وهو أسلوب لن أجاري فيه الأستاذ "جلال".."

المذيع: عفواً د. "أبوزيد"، مضطر أن أنهي الحوار، لأن الأستاذ "جلال" أصيب بنوبة قلبية ونحاول إسعافه..
................................
انتهت المناظرة، ومات "محمد جلال كشك" على الفور!
قبض الله روح الكاتب الإسلامي "محمد جلال كشك" قبل أن نسمع له رداً آخر على العلماني "نصر أبوزيد"..
دعوني أتوقف هنا.. لأسأل بعض الأسئلة الخبيثة التي تناسب عقول المسلمين الذين يعتقدون أن الله يتدخل في حياة البشر بصورة مفهمومة..

لماذا قبض الله روح الإسلامي وهو يواجه العلماني؟؟
لماذا حتى لم يدعه حتى ينتهي من كلامه؟
لماذا لم يدعه يفحم هذا العلماني بالحجة والمنطق؟

أيضاً..
لماذا لم يقبض الله روح "نصر أبوزيد" في ذلك الوقت بدلاً من "كشك"؟
ألم تكن لتصبح هذه رسالة ربانية..
وحجة رهيبة..
ومعجزة إلهية..
عن غضبة الله على العلمانيين ليـُظهر أنهم على خطأ حين يناقشون إسلامياً؟!
تخيل معي لو أن "نصر أبوزيد" هو من مات بالسكتة القلبية أثناء المناظرة..
بالتأكيد لظل بريدي الالكتروني يستقبل حتى اليوم آلاف الرسائل التي ترينا معجزة الله حين أخرس صوت علماني وهو يناظر إسلامياً!

(مين عارف.. يمكن ييجي مسلم عسول كتكوت زغلول نجار يقول إن ربنا قبض روح الإسلامي عشان بيحبه، ويعتبر مات مجاهد لأنه كان في جهاد ضد العلمانية!)

حلوة ديه؟
لأ مش حلوة، مش حاسسها الصراحة.. لأن تبادل أدوار السكتة القلبية كان هيبقى أروع وأكثر إعجازاً لصالح اللي ماماتش!

لكن أنا عايز أقول ايه؟
لو بنفس الطريقة، فـَ هل أنا عايز أقول إن ربنا مع العلمانيين لدرجة إنه أخرس صوت إسلامي وأسكت دقات قلبه وهو يناقش علماني رضي الله عنه وأرضاه؟؟

لا بالطبع.. ولا اعتقد أنه يوجد علماني لديه نفس سذاجة فكر الشماتة الديني في محاولة جذب الله قسراً لناحيته..

لكني بكل بساطة أريد أن أقول: أن الله لا يلعب لصالح أي فريق!
.......................

ولما مات "نصر أبوزيد" منذ عام، فوجئت بالتالي..

("فيروس أبي زيد" – بقلم عبدالمنعم الشحات:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.. فيروس غامض أصاب "نصر حامد أبو زيد" ظل بعدها طريح الفراش إلى أن جاءته سكرة الحق بالحق، ومن عجائب التدبير الإلهي أن يصيب هذا الفيروس مِن هذا الرجل دماغه الذي عارض به الوحي..)

يمكنك أن تكمل باقي الخراء الفكري الذي لا يليق إلا بـ إنسان وضيع.. هنا..

لكن بعيداً عن هذه الشماتة الغريبة في الموت، وتطاوله على إنسان متوفي في دينه وفي شخصه.. دعونا نرى تلك المعجزة الإلهية التي يتحدث عنها..
الله هنا يميت "نصر أبوزيد" عن طريق فيروس في المخ.. ذلك المخ الذي جعله يفكر في معاداته!

عظيم!

لكن كيف مات النبي محمد؟

يخبرنا التاريخ أن اِمرأة يهودية قدمت ذراع شاه مسمومة هدية له –لأنه قتل من عائلتها الأب والأخ والعم- ، فأكل منها وأصحابه..
كما أنها أيضاً أرادت أن تعرف هل هو نبي حقاً أم نبي زائف؟؟
لو كان نبياً حقيقياً من عند الله لأنقذه..
فظهرت الإجابة أنه مات مسموماً ..وأن الله لم يستطع أن يحمي نبيه!

لكن الكثير من الشيوخ يردد أن القول بوفاة النبي مسموماً يحمل مخالفة لاجماع الفقهاء، لأن هذا فقط يخالف حقيقة شرعية ثابتة.. هي (والله يعصمك من الناس)!

(يعني هو ماماتش مسموم عشان ربنا بيعصمه فعلاً من الناس؟؟ ولا عشان الآية قالت إن ربنا بيعصمه من الناس فيبقى رأي الإجماع يروح لـِ إنه ماماتش مسموم؟؟!)

الطريف أني عندما سألت شيخ المسجد المجاور، أخبرني أنه لا يجب أن نقول أنه مات مسموماً، فيرضى بذلك اليهود!!!
لا بأس أن تزيف في التاريخ قليلاً.. بحجة ألا ينتصر علينا اليهود!
(إنها كوميديا "رأي الإجماع" في أفضل أمثلة تبريراتها للتاريخ –.. الذي يكتبه المنتصرون بمبالغة حتى!)

لكن دعونا نرى أقوى مصدر لدينا..

الباشا الكبير، نجم نجوم السنة..
"البخاري"
78 - باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
4165 - وقال يونس، عن الزهري: قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: (يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم).

وقال مثل البخاري.. "ابن سعد" و"أبو داود" والكثير غيرهم..
كما ذكر العديد من رواة السيرة والمؤرخين أنه مات مسموماً!

وكانت من معجزات النبوة التي ظهرت..
أن النبي يقول أن الشاة نطقت –عفواً، ذراع الشاة تحديداً هو من نطق- وأخبرته أنها مسمومة!
(هذا بعدما أكل منها قطعاً صغيرة فلاحظ أن طعمها متغيراً..)

النبي مات، وهو معتقد أن السم قد ترسب في جسده –كما في البخاري-، بعد أن حاول -بعد التعرض للسم- مداواة نفسه بالحجامة وغيرها من وسائل الطب البدائية المتاحة وقتذاك.. لـ 3 سنوات!!

مسموم ولا محموم؟
رأي الإجماع ولا قول الرسول نفسه في البخاري –اللي بالمناسبة ماحدش اعترض عليه-؟
(على أي حال.. زي ما قال "سكورسيزي": "إن المسيحيين يريدون المسيح مصلوباً ولو لم يـُصلب".. فالمسلمون أيضاً يريدون أن يكون نبيهم قد توفي محموماً.. ولو قال بنفسه أنه سيموت مسموماً!)
طب ولما يكون مات محموم –عشان سيدنا الإجماع رضي الله عنه مايزعلش- ده ممكن نستنتج منه ايه على طريقة ربط مرض الوفاة بمقدار الإيمان؟؟
لما تكون وفاة بسبب ضيق أو ارتجاع في شريان الأورطي (الأبهر) أكبر شريان في الجسم.. ده يوصلنا لإيه؟
وإذا كان "أبوزيد" ربنا غضب على مخه فأصابه بفيروس؟
فما بالك بالحمى التي تلهب الجسد بأكمله؟ وأي مرض -وربما فيروس على الخصوص- تحديداً أدى للحمى؟؟
وأي رسالة قد تظهر للحمقى من هذا؟؟
الحمقى الذين يعتبرون أن نبوة "محمد" باطلة لهذا الأمر التافه!
والحمقى الذين يعتبرون أن العلمانية مغضوب عليها من الله لدرجة أنه أمات أحد روادها بفيروس في المخ!

على أي حال.. رحم الله "محمد جلال كشك" و"نصر أبوزيد" و"النبي محمد" وأيضاً المرأة اليهودية التي أمر صحابته بقتلها..

لكن سؤالي الآن إلى الحمقى من المسلمين، تحديداً من الذين يجذبون الله بالعافية إلى أفكارهم الميتة العدوانية..

لأي فريق الله يلعب؟
................................

ثقافتنا الشعبية ساهمت في تأكيد فكرة أن الله يتدخل في حياتنا..
وهي أفكار تحمل دفئاً شعبياً.. وسذاجة منطقية طبعاً..

فمثلاً هذا الكاتب العلماني، وشه تحس إن عليه غضب ربنا..
الأمر لا يحتاج أن تسأل عن معنى غضب ربنا الحقيقي إن كانت اللحية السلفية الشعثاء والزبيبة القبيحة بالنسبة إليه لا تؤديان نفس غرض قبحة الخلقة..
ولا يحتاج أيضاً أن تخبره عن فلان رغم أنه علماني أو ليبرالي أو يعبد البقر أو حتى ملحد وربما يتطاول على الله.. قد تراه وسيماً، وربما النور بيشع من وجهه!
لكن الناس البسيطة تؤمن أن طالما فلان يخالف الله –أو حتى يهيأ لهم أنه يفعل- فلابد أن يقبح الله خلقته!

الكافر يعيش مهموماً مكتئباً في الدنيا..
أم الدنيا جنة الكافر؟؟

الله يميت ذلك الكاتب العلماني بعد أن تخطى الـ90، بعد صراع طويل مع المرض ليعذبه في الدنيا ثم في الآخرة..
الله يميت شيخنا الجليل بعد عمر طويل –وصراع مع المرض ليرحمه في الآخرة- ساهم فيه في نشر الدعوة الإسلامية ودحض إتهامات الملاحدة والصليبيين..

الله يميت ذلك الفاسق وهو في سنٍ صغيرة.. لأنه كفر به!
الله يميت ذلك الشاب المتدين.. لأنه يحبه..

(هنالك معلومة قديمة تقول، أنه يمكنك بسهولة أن تفرق بين الجدي والمـِعزة بأن تضع أمامه/ـا بعض الحشائش.. لو كل يبقى جدي، لو كلت تبقى مـِعزة!)

وتتجلى آيات الله للكفرة بأن يجعل كمة أشجار في غابة ألمانية تشكل جملة "لا إله إلا الله" لكن ألمانيا تحجب الموضوع..
(ألمانيا تغطي على الموضوع لأنها طبعاً مؤمنة بالإسلام بس بتكابر.. شهوات الدنيا بقى! الموضوع الذي ظهر فيما بعد على إنه مجرد لوحة.. رسمة!)

عاجل: الله يهبط إلى الأرض ليكتب اِسمه على خياراية!
جبل أحد على على شكل كلمة محمد!
الرسام الدانماركي مات محروقاً.. مشنوقاً.. مخنوقاً..

الرحمة يا إله المنطق!

ولابد للتيارات الدينية الساعية للحكم أن تستغل هذا الجهل الشعبي خير استغلال.. فيتفاقم الجهل أكثر وأكثر.. ويصبح أهم ركن في الدين نفسه.. من أجل عيون السياسة..

فيأتي "محمد بديع" مرشد الإخوان ليقول أن جماعته تمتلك ماء السماء الطهور الذي سيطهر به البلد..
ذلك التصريح الذي أخشى أن يسأله مسلم.. أنه لم يرَ الله وهو يناوله قربة الماء الطهور، لأني أخشى أن يكون الرد أنك لم ترَ معجزات الأنبياء ولا الله ومع ذلك مؤمناً بهذه وبه!

وطبعاً عبقري الإخوان.. "صبحي صالح" الذي صرح أن من يعادي الإخوان.. يعادي الإسلام نفسه..

"صبحي صالح" الذي لم نسمع له حساً منذ فترة -بعد سيل من التصريحات التي لم يسحب منه الأضواء بعدها –إلا "عمرو مصطفى"-
(اَعتقد أن قادة الإخوان طلبوا منه أن يخرس قليلاً.. ليس لعدم إيمانهم بما يقول.. بل لأنه يقوله صراحة!)

وإذا اِنتقلنا إلى المصائب الكونية العبثية وغضب الطبيعة الذي لا يعتمد على مقاييس..

طبيعي جداً أن أردد وغيري عند حدوث مصيبة: ربنا يستر!
لكن الكثير ينتظر رأي "تعلوب المكار" الذي يثبت لك أن إعصار "أحا أحا الهوا شلحها" قد أتى للدولة الفلانية لأن عندهم فلانا شذ مع غيره أو أن فتاة ترافق آخر في الحرام أو أن فيهم رجلاً يمارس الجنس مع الخفافيش..

وهذا ما يدعوني أن أسأل..
ليه أكبر دولة اقتربت من تحقيق الاكتفاء الذاتي في العالم.. هي دولة السويد التي 85 % من سكانها لا ديانة لهم؟؟!!
كيف سمح الله بهذا؟؟
ولماذا لم يعطينا نموذجاً لدولة طبقت الإسلام ونجحت؟؟
فقط دولة واحدة، يمكن نخرس خالص!!
الله لم يرد..
لكن السلفيين استطاعوا الرد على تلك المعضلة، وقالوا:
"إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.."
ولم يفكر أحد في أن الجملة السابقة تحمل معنى أن تطبيق العدل أهم من تطبيق الإسلام نفسه..

وطالما أن الدولة وصلت للعدل بطريق غير تطبيق الشريعة، فيبقى لازمتها ايه؟
كل من ينادون بتطبيق الشريعة يتغنـّون بـِ أنهار الللبن والعسل التي سنسبح فيها لأن الله وقتها سيكون راضٍ عنا.. وسيحقق لدولتنا المؤمنة كل الرخاء..
وهذا طبعاً كلام حالم واهم.. أثبت الواقع أنه مجرد كلام فارغ..
لماذا يقولون أننا لن نتقدم ونتطور إلا بأحكام الشريعة.. بينما كل الأمثلة التي حولنا ليست إلا دولاً تقهقرت بتطبيقها، ودول تقدمت عنا بقرون دون أن تطبقها؟

حتى في مصر.. كلما ازدادت المحافظة أو المنطقة أو الحي تهميشاً وفقراً وزبالة وقذارة.. كلما ازدادات سلفنة وأخونة وتطرفاً وتحرشاً ونميمة..
هم لا يريدون حكم ديني بقدر رغبتهم في حكم اجتماعي كما يعيشون..
فـَ

إلى أي الفرق الله يلعب؟
.............................

مؤخراً..
30 ألف طفل صومالي مسلم لقوا حتفهم جوعاً..
لم يكن لديهم إلا الإنسان لينقذهم.. لكننا اعتمدنا على الدعاء الذي لم ينقذهم.. وأخذنا نتبرع بالقليل.. لكن بعد فوات الأوان.. هذا إن كانت التبرعات الضعيفة ستجدي..

يمكنك أن تقرأ ألف رد على غرار.. الله سيدخلهم الجنة، الله يفعل هذا لسبب لا يعلمه غيره، الله سيبدل أهلهم وأوطانهم خيراً منهم..
لكني لا أزال.. غير مستوعب هذا العبث، كما أني أكره التبرير والنفاق دوماً..

على أي حال.. يخبرنا د."يوسف زيدان" أن عدد المعتمرين المصريين فى شهر رمضان بلغ 750,000، فإذا كان أقل منصرف مالى للمعتمر الواحد هو 5000 جنيه, فهذا يعنى أن أهلنا أنفقوا ( فى هذه الفترة الحرجة ) 3750000000 جنيه للعمرة!"

كام صفر دول؟؟
7؟؟
يعني ما يقارب 4 مليار جنيه من مصر إلى السعودية.. مقابل العمرة (اللي هي سـُنة) وفي شهر واحد!!

ندفع أموالنا إلى الله –الذي لا يحتاجها- عن طريق وسيطته لتحصيل الأموال –السعودية- مع ملاحظة أن هذا المبلغ طالع من دولة واحدة في شهر واحد، ده غير موسم الحج كمان!!- التي تنفق بغير حساب من أجل تمويل التطرف الديني.. وبعد كدة نقول البهايم بتكتر ليه؟!!
وبعد كدة نقول أطفال الصومال بتموت ليه؟؟!!
وبعد كدة نقول البلد ديه مش هتتقدم وربنا مش هيرضى عننا غير لو طبقنا شرعه!!
إنها الاشتغالات الدينية في أوضح مثال لها..
تلك الاشتغالات التي جعلت مسلمي العالم يحتفلون بأول أيام عيد الفطر يوم 30 رمضان.. على رؤية "زحل".. نتيجة الاعتماد على وسائل بدائية متخلفة في رؤية الهلال.. وهذا ما يدعوني أن أخبر الشيخ "حازم شومان": أن الدولة الدينية هتخلي أمك تفطر آخر يوم في رمضان.. أيوة والله أمك انت!

لأي الفرق الله يلعب؟!
..................................

(خاتمة)

حياتنا عبثية بما يكفي..
نحن نقتل، نعطف، نسرق، نشرق، نحب، نكره، نتطرف، نتحرر..
ثم في النهاية.. نعزي ذلك إلى الله..
الله يسير كما نريد نحن لا كما يريد هو..
لأننا لا نعلم صراحة ما يريده، ولا كيفية إدارته للكون..
أنا أقول أني لا أعرف ما يريده الله تحديداً.. لكن غيري متأكد أنه يعرف ما يريده الله –وربما أكثر من الله نفسه- بـِ يقين الجهل..
ليست المشكلة فيما يؤمن به أي إنسان.. لكن المشكلة أنه يريدك أن تتبعه!
(نحن لم نفهم الله بعد.. لكي (تبضن) عليّ بـِاسمه)
فـَ الله في النهاية بداخل كل إنسان فينا.. ولو كره المخالفون..
وإن كنت أتمنى أن نتوقف عن جذب الله لصالح فريقنا المفضل، وألا نهتم حتى إلى أي الفرق هو يلعب.. بقدر اِهتمامنا بسؤال: هي الكورة أصلاً فين؟!
...................................

لماذا يشك المسلم العادي في الإسلام؟

(تطبيق الشريعة الإسلامية يعني الخراب على الدولة والدين معاً)


الإسلام لم ينهـَر على مر 14 قرن من الزمان، لأنه متعدد الوجوه، سبق وأخبرنا "علي اِبن أبي طالب" أن "القرآن حمال أوجه"، وسبق وأخبرنا التاريخ أن 3 من المبشرين بالجنة دخلوا ضد بعض في صراعات وفتن وحروب دامية.. قـُتل بسببها آلاف المسلمين، وأدت إلى العديد من الانقسامات..

(إلا هي الجنة كدة تبقى مع مين؟)

وطبيعي جداً أن تجد مسلماً سنياً (صوفياً أو سلفياً) أو شيعياً..
أو مسلماً يسارياً (شيوعياً حتى) أو ليبرالياً، بل ومسلماً علمانياً أيضاً..

(-بس أنا مش قادر أتخيل إن فيه علماني مسلم!
=هتتخيل ده لو قدرت تتخيل شيخك المفضل اللي دقنه واصلة لغاية ركبه, وهو بيمارس الجنس مع مراته بكل الأوضاع..)

طبيعي جداً أن تجد اِمرأة لا ترتدي الطرحة، ومؤمنة جداً بالإسلام..
طبيعي جداً أن تجد راقصة لا يستر جسدها إلا أقل القليل من الملابس، وهي مقتنعة جداً أن "محمداً" رسولٌ من عند الله..
وليس غريباً أن تجد مطرباً متعدد العلاقات النسائية، يغني ويتراقص ويحتضن هذه و(يزغد) تلك.. ثم تراه يؤدي فريضة الحج، ويتحدث كثيراً عن وقوف الله ورسوله معه في رحلته الفنية..
وطبيعي أن تجد مثقف مصري يرفض تطبيق الشريعة ولا ينتقص هذا من إسلامه.. (أو بمعنى آخر.. قد يرى أن تطبيق الشريعة هو العدل ولا شيء إلا العدل)

وعلى الناحية الأخرى..

طبيعي أن تجد من يحرم الموسيقى، وماكنات الحلاقة, وفرش الأسنان، ويستخدم اللاب توب، والآي بود، وأحدث أنواع الموبايلات التي صنعت في الغرب الكافر –كما يرى-.. مسلماً بصورة لا تقبل النقاش..
أن تجد من يكفر الشيعة والصوفية مسلما قحاً..
أن تجد مسلماً ومؤمناً بالإسلام –ده حمادة هلال؟!- يتمنى أن يدفع النصارى الجزية وإلا الطرد أو الحرب أو القتل..
طبيعي جداً أن تجد مسلماً يعتبر "بن لادن" صورة ممتدة من أحد الصحابة وربما من النبي نفسه..
طبيعي جداً أن تؤمن بالجهاد واحتلال –عفواً فتح- كل دول العالم لنشر كلمة الإسلام ولو بالسيف.. ولا ينتقص هذا من إسلامك..

لا أولئك متأسلمون..
ولا هؤلاء متأسلمون..

ولأن الإنسان يتطور عقلياً –الإنسان الطبيعي أقصد- وفي نفس الوقت يواجه شراسة الماديات بصورة أكبر –خاصة في البلاد الفقيرة المنهوبة المنحولة المسحولة- فلا يمكن له أن يستغنى عن الدين.. لكن يمكن تجديده وعصرنته ليتماشى مع الزمن..
فـَ

طبيعي جداً أن تكون مسلماً عندما تؤمن بقطع يد السارق أو عندما تؤمن أنه حكم مقيد بزمنه..
طبيعي جداً أن تكوني مسلمة وأنتِ مؤمنة بفرضية النقاب أو فقط بفرضية الحجاب أو بأن الحجاب أصلاً ليس فريضة..
طبيعي جداً أن تؤمن أن الله سيحاسب كل إنسان على درجة عقله وظروفه ولو كان غير مسلم.. وتظل مسلماً.. وطبيعي جداً تؤمن أن كل من مات على غير الإسلام في النار بلا شك.. وتظل أيضاً مسلماً..
طبيعي جداً أن تصافح مسلماً بعد صلاة الجماعة لتجده يرفض هذا، ثم تجد غيره يصافحك باليدين..

طبيعي أن تجد هؤلاء يأتونك بآيات تؤيد كلامهم..
وأولئك بآيات غيرها تؤيد كلامهم..

أنت لكي تهدم سوراً.. يجب أن تعرف مكانه أولاً..
(الإسلام.. هو اللي أنا بطبقه!)
أن يكون ثابتاً قائماً لا مائعاً..
(العلمانيون يريدوا الاعتراض على حكم الله..)
وليس مجموعة من الأحجار في أيادي أفراد مختلفين..
(ومن لا يكفر الكافر فـَ هو كافر مثله!)

أنت لكي تهدم رسالة الإسلام.. يجب عليك أن تهدم كل هذه الرسائل المتناقضة! وهذا بالطبع مستحيل، لأنه سيضعك أصلاً في تناقض يؤدي لهدم رسالتك أنت التي تقصد بها الهدم!!

حتى السلفيين لما بدءوا (يتبلطجوا) ويهدموا أضرحة الصوفيين ويتبجحوا في الكثير من أمور السياسة التي لا يفهمها أعقلهم.. وجدناهم مرة واحدة انقسموا..
وبقى فيه سلفي ثائر، وسلفي يحرم الثورة..
سلفي يكفر الصوفي، وسلفي لا يفعل..
سلفي همجي، وسلفي مسالم..
سلفي اِبن وسخة، وسلفي اِبن ناس..

وكأن السلفية نفسها ترسل لك برسالة كرسالة دينها، كرسائل كل الأديان التي لا تزال مستمرة: مش هتقدر تهدني!

لم يكتفِ المسلمون بفعل هذا التحريف والتنوع والتشكل في الإسلام بثوبه الفضفاض من أقصى التطرف إلى أقصى التحرر..

بل فعلوا أيضاً مع كل المذاهب السياسية.. من أجل الإسلام..

تظهر الديمقراطية..
فتظهر عشرات الكتب تشرح الديمقراطية في الإسلام..
ومن بعد.. الرأسمالية في الإسلام..
الاشتراكية في الإسلام..
الشيوعية في الإسلام..
الوجودية في الإسلام..

صار الإسلام دين كل الفلسفات ولو متناقضة.. ولا أحد يملك أن يـُكفر مسلماً إلا بلسانه وآيات القرآن التي يفسرها كما يريد، جاذباً الله قسراً لرؤيته هو..

المسلم السلفي أو الإخواني أو الليبرالي أو العلماني.. لديهم جميعاً مبرراتهم من الدين نفسه.. ولا تملك تيقناً من هذا أو ذاك إلا لو هبط الله بنفسه ليقرر من هو المسلم عن الكافر.. وأي نسخة من الإسلام هي الصائبة!!

وإن كانت المبررات الحقيقية في رأيي هي الخلفيات الاجتماعية والنفسية..
فمن تربى في حارة أو عشوائيات أو أرياف أو قرى أو نجوع أو مدن مهملة يختلف إسلامه عمن تربى في أماكن -وتحت ظروف- تعطيه رفاهية القراءة والتدبر و التحاور مع أكبر عدد من المختلفين..

هناك حياة قاتمة مملة تعيشها في مجتمع فوضوي فقير كئيب تجعلك تزداد إيماناً بنعيم الجنة وعذاب النار، فتتطرف أكثر وتسعد أنك وجدت مبررات تطرفك من الدين.. لدرجة أن تعترض حتى على إرادة الله الذي سمح بوجود غير مؤمنين به.. لكنك أنت لا تسمح!

هناك حياة جميلة تعيشها في منطقة متحضرة، متعددة الثقافات (وإن ندرت هذه المناطق في مصر بعد أن امتص الفساد دمها تماماً) تعيش وسط مسيحيين وربما يهود أو بهائيين أو ملحدين فتؤمن أن الجنة الحقيقية هي حب الناس وتوادهم رغم كل اِختلافاتهم..

فـَ المسلمون الليبراليون أنقذوا الإسلام من أيدي جمودية السلفيين بنسخة متحررة جعلته يستمر أكثر..

والإسلام المصري (الصوفي على الأخص) جعله أكثر جمالا وروحانية من الإسلام المتحجر السعودي (الوهابي على الأخص)..

والأشياء التي يكرهها السلفيون في العلمانيين.. هي نفسها الأشياء التي يرد بها ليبراليو الإسلام للدفاع عنه على أساس أنها في الإسلام من الأصل..

والسلفيون الذين يحاربون ليبراليّ المسلمين، لا يعلموا أنه لولا الأخيرين لهجر الكثيرون الإسلام..

أنا لا أدعي التدين، ولا الإيمان، ولا حتى أدافع عن دين المفروض أن له إلهاً يدافع عنه.. أنا فقط مؤمن أن تصدير نسخة واحدة من الإسلام سيجعله ينهار.. حتى تتحول الصورة إلى صراع بين عقول تفكر مع قلوب تشعر ضد أيادي تمسك السلاح وتحرس السجون وحناجر زاعقة (بعد أن أصبحت الخرفان لا تحتاج ذئباً ليحرسها)..

فـَ طبيعي جداً عندما يعلو صوت الإسلام السلفي، منادياً بتطبيق الشريعة، ويخفت صوت الإسلام الليبرالي المنادي بتطبيق مباديء الشريعة -وهي المتوافقة مع مباديء أي شريعة إنسانية على كوكب الأرض قبل الإسلام وبعده- أن يفكر المسلمون المعتدلون قليلاً في الإسلام نفسه.. أن يقيسوا آراء السلفيين وكل المنادين بتطبيق الشريعة على القرآن والسنة.. ليروا الخلل من أين يأتي؟

الفنانون والمثقفون.. بل وكل من يشغل عقله من أجل الاستمتاع بالحياة وقلبه مفعم بحب البشر.. لابد لهؤلاء أن يتساءلوا حول ما الذي يريده الإسلام تحديداً؟؟

بعد أن قام السلفيون بجعل الإسلام نسخة تخصهم وحدهم.. من يرفضها ليس مسلماً.. لابد أن تفكر، هل العيب الحقيقي في السلفيين فعلاً أم في الإسلام نفسه؟؟

يا عم انت!! مش لسة قايل فوق إن مش كل السلفيين نسخة واحد؟؟
حقك عليا.. ناخد نموذج منهم بالاسم..

بعد أن أعلن أحد مرشحي السلفية لرئاسة الجمهورية -"حازم صلاح أبو اسماعيل" في حوار تلفزيوني- أنه سيفرض الحجاب على كل النساء المسلمات بالعافية في حالة لو تولى الحكم، ومن ترفض فـَ لتترك الإسلام.. (وهو بالمناسبة لم يكمل ماذا سيكون مصيرها لو تركت الإسلام..) لابد أن تتساءل، هل الإسلام في الأصل كيان غير عادل يجبر المسلمات على اِرتداء الطرح وإلا لهجرن الدين؟ أم أن العيب أصلاً والجهل والتخلف والعبط من السلفيين أمثال "حازم" وغيره؟!!
ثم لماذا أصلاً تترك الإسلام لترضي فقط النموذج السلفي منه والطرحة؟!!!

وإن كان الإسلام دين الفطرة كما يدعون، فلمَ لا يتركوا النساء يلبسن كما يشئن علهن يهتدين إلى فطرتهن؟

(الطريف أن "حازم" هذا.. شبه ارتداء المسلمات للحجاب بالعافية مثل الالتحاق بكلية عسكرية.. حيث لا يجب عليك هنالك أن ترتدي ملابس على مزاجك.. والحجاب سيكون إلزامياً على نساء مصر لأن الله يأمر بذلك!! إنهم يطرحون أمثلة وتشبيهات تناسب عقول بهائم لا أكثر، كما أن خديعة "أنا سأكبت حريتك لأن الله يأمر بهذا" يجب أن تكون قد انتهت.. ومأساة الليبرالية الحقيقية أنها في حاجة للرد على أمثال هذا الخراء الفكري)

(- بالمناسبة.. سبق لـِ والد "حازم صلاح أبواسماعيل" أن طلب من الكاتب "فرج فودة" أن يأتي له بزوجته وبناته لكي يضاجعم!! لأنه فهم أن كتابات "فرج فودة" تدعو إلى نشر الزنا.. حتى انتهى الشيح الإرهابي الجليل المحترم "صلاح أبواسماعيل" بالتحريض على قتل د."فرج فودة"..
يعني اللي خلف إرهابي.. ماماتش!)

= مش لدرجة إرهابي يعني يا عم انت عشان مجرد هيفرض الحجاب!! هو ممكن يتقال عليه متخلف بس!
- طيب ابقى شوف ع اليوتيوب الفيديو اللي بيطالب فيه المسلمين بالثأر لـ "بن لادن" وهو بيتغزل فيه!

الإسلام تشك فيه فقط عندما ترى الله في الأرض لا في السماء..
الإسلام تشك فيه عندما ترى الهمج تولوا أمره..
من هم الهمج؟
هم كل من يسعى إلى تطبيق الشريعة.. معتمدون على جهلاء يقبلون الأيادي ويلحسون المؤخرات ولا يفهمون إلا السمع والطاعة لأي شيخ..
هم كل من تحولوا من تكفير الديمقراطية إلى الترحيب بها معتمدون على جهل وفقر الناس طيلة سنوات فساد..

الإسلام تشك فيه عندما يتحول إلى كيان قاسٍ ولا يحق لك الاعتراض..
الإسلام تشك فيه عندما يصبح أكثر المتحدثين بـِ اِسمه ظهوراً.. هم أصحاب أقبح وجوه بابتسامات الثعالب (لا أقصد "صفوت حجازي" و"عصام العريان".. تحديداً)
الإسلام تشك فيه عندما ترى السلفيين يتحدثون عن الحرية ثم يعقبون أن هنالك فرق بين الفوضى والحرية مشبهين بهذا أن عدم وجود ضوابط على ملابس السياح يشبه عدم وجود ضوابط على القتل!
(منتهى السخافة والاستخفاف بالعقول)

الإسلام تشك فيه عندما ترى من يتحدثون باِسمه يمنعون ويقررون ويتجبرون..
الإسلام تشك فيه عندما يقوم الهمج المتحدثون باسمه بمعاداة الآخرين وهم يرددون آيات القرآن، ويتظاهرون بالسماحة..

الإسلام تشك فيه عندما يمنع الهواء من مداعبة شعر فتاة..
عندما يمنع موسيقى قد تجعلك تتشبث بالحياة..
عندما يهيأ لك أن الله قد يفكر بنفس سذاجة المانعين..
عندما يهيأ لك أن الله يسعد بالغباء والنفاق والقبح..
عندما تعتقد أن هذا الحمار الذي يكبلك.. أقرب إلى الله من عالم أو فنان!
عندما يهيأ لك أن الله سعودي الجنسية!

يعلم أي مرشح إسلامي أنه مستحيل أن ينتخبه قبطي.. يعلمون جيداً مدى رعب الأقباط منهم.. فلماذا هذا التفتيت؟؟
ما معنى اِستمتاعكم بكراهية الآخر لأجل تطبيق ما تعتقدوه صواباً؟؟
سيخبروك: "من أرضى الله في سخط الناس......"..
لكنهم لا يفكرون في الكلام، هم فقط يرددونه كالأنعام وأضل سبيلاً..
أنا أفهم أن يرضي المؤمن إلهه ولو في سخط الآخرين.. أن يتمسك بدينه ولو كثر أعداؤه.. أن يحافظ على الصلاة محارباً شهواته.. أن يصوم رمضان ولو أتى في صيف ملتهب!
لكني لا أفهم معنى أن ترضي الله عن طريق تكبيل الآخرين؟؟
كيف لا تتحقق سعادتك غير بالخنقة على الآخرين؟؟
أنت أصلاً تـُطبق الشريعة في بيتك وفي سلوكك.. لكن سعادتك لا تكتمل إلا حين تطبقها على الآخرين؟!
ولا تتحجج كثيراً بآراء الكثير من الشعب..
فلو كانت سعادتي لا تتحق إلا بقتل البشر مثلاً، وعندما ينضم إلي آخرين.. فـَ هذا لا يعطينا شرعية الإجرام..
ولا فرق بين شرعية تقتل فوراً.. وشرعية تقتل على المدى الطويل..
ربما تخبرني أن تشبيهي خاطيء، فكيف لقتلة أن يتحدوا من أجل القتل دون أن يقتلوا بعضهم البعض؟
سأخبرك: الله ينور عليك.. لازم القتلة بعد ما يصفوا أعدائهم.. يخلصوا على البعض.. وللأسف الضحية في النهاية هو الوطن..

"هناك من يحرق الآخرين لكي يشعر بالدفء" وتطبيق الشريعة لا يعني إلا الخراب والدمار..
وأنا لا أريد شريعة تحكمني لتقطع يد السارق، أنا أرفض كل هذه الأحكام البدائية الإجرامية..
لا أريد شريعة تحكمني لتمنع السياحة إلا على شروطها (تلك الشروط التي ستجعل مصر مزاراً للدول الكبرى كـَ أفغانستان مثلاً)
لا أريد اقتصاداً إسلامياً يؤخرنا أكثر وأكثر..
لا أريد رئيساً إسلامياً يدوس بحذائيه فوق عقول الناس بـ جملة "الحكم بـِ اسم الله"، وهو من داخله موقن أنه نفسه الإله! فـَ يتجاهل اِحتياجات وطنه.. ليساعد الدول العربية المجاورة على سبيل التزعم الديني!

لا أريد رئيساً أحمق، أهوج، يتحدى إسرائيل والولايات بصورة بدائية قد تجعلنا نخضع لمرارة اِحتلال أو عدوان أو حصار اقتصادي..
التحدي الحقيقي يكون في تقدمنا.. في أن تصبح مصر من أكبر دول العالم..
ومصر لن تصبح دولة كبرى تحت حكم الشريعة أبداً..

وكما كان يصرخ العظيم "فرج فودة" حتى أسكتوه بأسلحتهم عندما عجزوا عن الرد عليه:

"اِعطوني مثالاً واحدة لدولة أقامت الشريعة الإسلامية في العصر الحديث ونجحت.."

(بل وحتى لم تتقهقر أو تتخلف أكثر!)

الطريف أني قرأت رأياً لعضو شاب في جماعة الإخوان المسلمين يقول فيه:

"الشريعة لا يجب أن تطبـَق في ظل حكومة عسكر كما في "السودان"، ولا في ظل وصاية هيئة دينية ثيوقراطية كـَ "إيران" أو "أفغانستان" ولا في ظل دولة ملكية تورث لعائلة كـَ "السعودية"، ولا بدون تقديم أصحاب الأهلية والمتخصصين والحفاظ على النسيج العضوي للمجتمع كـَ "الصومال" و"أفغانتسان"، ولا بدون مرجعية القرآن والسنة مثل "تركيا" و"ماليزيا" -ثم يعقب- إذن لا يوجد نموذج دولة تطبق الشريعة، مصر ستكون الأولى إن شاء الله"
اِنتهى الاقتباس
(!!!!!!!!!)
يعني في كل الدول التي طبقت الإسلام، فشل التطبيق أو كانت الصورة الإسلامية غير المتوقعة..

السؤال هنا: ليه عايزين تجربوا في مصر تجربة أثبتت فشلها بنسبة 100 %؟؟
وليه الحكم الإسلامي مايكونش في ظل حكومة عسكر أو في صورة توريث أو أو طالما أن الإسلام بكل نصوصه لم يحرم هذا أو ذاك؟؟

كل إسلامي يحدد الحكم الإسلامي –أو الخراب- القادم إلى مصر على مزاجه دون اِعتماد على القرآن والسنة من أجل الحكم بالقرآن والسنة!!

ينسون أو يتناسون أن تطبيق الشرع ليس إلا ملعوب سياسي.. سيجعل "مصر" مجرد ولاية تابعة للسعودية..

الإخوان يعتمدون بكل أنواع الخبث السياسي على إطلاق ألف تصريح متناقض.. اختر منهم واحداً واَذهب خلفهم..
والسلفيون يعتمدون على الجهل والفقر والفساد الذي قتل المواطن المصري في البيئات المهمشة، تلك الأشياء التي جعلته مجرد ميت يطالب بتطبيق حكم ميت..

ولا استبعد أن تكون رغبة الولايات وإسرائيل والسعودية في أن يتولى أمر مصر إسلاميون ليزداد التدخل الأمريكي لدينا ولكي تجد "إسرائيل" خير ذريعة لاحتلال سيناء -فما أكثر- بينما الشعب كله يسبح بحمد السعودية والصحراء ، وأرقى مفكريه مقتولون أو معتقلون أو منفيون أو مهاجرون!

إن تطبيق الشريعة الإسلامية بصورتها الجامدة (من قطع وجلد وتدمير اقتصاد -بـِ اسم الاقتصاد الإسلامي- وتخريب السياحة والتحكم في الهواء الذي نتنفسه) لن يورث إلا الخراب على الدولة والشعب والإسلام نفسه..

شاهد بعض الصور من أفغانتسان قبل أن تـُبتلى بالحكم الإسلامي.. هنا..

وشاهد أيضاً حال نساء إيران قبل وبعد الثورة الإسلامية..

وهل ينتشر الإلحاد في السعودية نفسها؟؟


واِقرأ كيف نجح تطبيق الشريعة في إيران في نشر الإلحاد أكثر.. هنا..
..........................

لا أحد يمتلك نسخة من الإسلام ليعلن أنها الصحيحة وماعداها هراء..
لا أحد يستطيع أن يحجر على رأي أي فكر مصري مخالف للأغلبية ولو كان علمانياً أو مسيحياً أو حتى ملحداً.. لأننا نعيش في وطن لا في قطعة من السماء تقسمها بمزاج غبائك ومحدوديتك..
كما أنه لا يجب لـِ أحد أن يحكم -أصلاً- على إيمانك من عدمه إلا الله.. وطالما أن الله لا يتكلم الآن ليقرر من المؤمن ومن الكافر.. فلا يحق لأحد التكلم باِسمه..
أو يمنع بـِ اسمه أو يتبلطج بـ اسمه أو يكبت بـ اسمه..

لكني حقاً أريد التساؤل.. إلى أي الفرق الله يلعب؟؟
ولأن التدوينة طالت، فليكن هذا موضوعنا القادم..
..............................