محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

23‏/09‏/2010

"سنشاهد الفيلم غداً يا ريم".. (6) على العـَجـَلـَة.."

....................
حبيبتي.. أرسل إليكِ اليوم لأخبرك أني سوف اَبتاع (عـَجـَلـَة).. نعم عجلة.. ولن أقول دراجة.. لأنها كلمة سخيفة.. أشعر أنك ستضحكين الآن وتقولي طبعاً لأن العجلة من الشيطان.. صديقي الصدوق كما اعتدتي أن تخبريني.. ليس هذا بالطبع هو السبب إلا لو كان مرتكزاً في لاوعيي , فأنتِ كما تعلمين لا أعرفني جيداً.. أقوم بدراسة شخصيات ودوافع البشر من حولي ولا أعرفني أنا.. أقول كلام وأفعل عكسه.. أثور وأهدأ في ذات الوقت.. في لحظة أطلب منكِ أن تهجريني للأبد.. لكني أعود وقتها لأقول أن من طلب هذا هو شخص آخر.. ليس أنا.. لكني لن أفعل العكس هنا.. أنا بالفعل سوف اَبتاع عجلة..

أريد أن أصل بسرعة لمشاويري , لأن قدماي قد تورمتا من السير.. حتى عندما كنت اَحتكر سيارة أخي الكبير أثناء سفره للخارج.. كنت أقوم بركنها بعيداً جداً عن مقر عملي بعد أن أضيع نصف الساعة أو أكثر بحثاً عن مكان للركن.. وقد أركنها في مكان ممنوع , لأدفع بعدها المخالفات , أو يكون الونش قد جرها كالفرخة الذبيحة خلفه.. لكي أدفع الكثير مقابل استردادها.. تذكرين دعابتي أنك لو أردتي أن تعلمي أن المكان صالح للركن أم لا.. هو أنك إن وجدتي فيه سيارة.. إذاً فهو صالح للركن! .. ناهيك عن إني أسير على قدمي مسافة كبيرة من ركن السيارة حتى مقر عملي..

كنتي تلحي علي كثيراً أن ابتاع سيارة خاصة بي.. وأنا لا اَستطيع أن أفعل هذا إلا لو أخذت قرضاً بضمان مهنتي.. أنتِ تعلمين ظروفي المادية بلا شك.. وتعلمين ظروفي النفسية كذلك.. أني ساَتضايق كثيراً لو أحدثت مكروهاً بسيارتي وهي لا تزال خاضعة للأقساط.. وأنا أيأس بسرعة.. ناهيك عن أني لا أفهم في الجغرافيا.. أنا غبي فيها تماماً.. قد أعبر الشارع مائة مرة لكني بعد ذلك أنسى مخارجه ومداخله.. فأقوم بحركات غبية وسط الهمج المتعجلين دوماً.. لذلك أقوم دوماً برفع صوت المسجل عالياً حتى لا استمع إلى سباب القائدين حول تخبطي في شوارع القاهرة..

أنت تعلمين بالطبع أن القاهرة في خلال سنوات قليلة ستتحول إلى "باركنج" كبير.. قد تتحرك فيه السيارة قدر 3 مللي في الساعة.. وأنا يجب أن يكون لدي بعد نظر.. حسب ما أرى في المستقبل الأسود القادم.. وحسب قدراتي وحالتي المادية..

سوف اَبتاع عجلة.. عجلة سبق أمريكية بجنازيرها المميزة ذات المستويات المتراكبة.. وسيكون الــ (جادون) مستقيم ومنخفض عن مستوى ميل جسدي.. وعلى طرفيه ذراعان مرفوعان.. والكرسي سأجعله مـُوسـَّداً ناعماً.. تخيليني وأنا أقود عجلة كهذه..

سأصير رائعاً.. سأسير كما أريد.. لا لا.. لن يكون موتوسيكل.. ستكون عجلة.. سأدخل شوارع مخالفة , ثم أرجع وقتما أريد دون أن أهتم بمن خلفي أو أمامي.. فأنا أقود عجلة.. سوف أخطيء في الإتجاه لهذه الفتحة.. فلا يهم هذا.. سوف أرجع للخلف , لأعود إليها من جديد.. دون الحاجة للسير للأمام لنصف الساعة حتى أجد فتحة أخرى وأعود من جديد.. وقد أنساها من جديد.. أنا أهتم أكثر بتفاصيل لقائي الذي سأذهب إليه.. لا أريد أن أهتم بالقيادة والنظام العابث هذا..

لن يكون هناك ترخيص لي أو لعجلتي.. لن أجدد رخصتي.. لن يكون هنالك أرقام.. أو عسكري مرور أحول.. أو أمين شرطة مرتشٍ يتقاسم أموالي مع ظابط المرور كقطاع طرق العصر الحديث..

العجلة قد تغنيني عن الذهاب للـ(جيم).. ستقوي عضلات صدري وذراعي ورجلي.. وستركبين معي على العجلة.. وسنذهب أي مكان بها.. نحن أحرار.. وسنواجه نظرات الناس.. ستركبي خلفي لتلفي ذراعك الرقيق حول خصري.. أو قد تركبي أمامي مع وعد مني بعدم اِنتصاب قضيبي..

سنركن العجلة في الخارج , وسأقفلها بقفل.. ونذهب إلى أرقى المطاعم والسينمات والكافيهات أو أحقرها.. نحن أحرار.. هي حياتنا.. وسنعيشها كما نريد.. فقط أريدك أن توافقيني على قراري الذي يبدو مجنون..

الناس أصبحت تعشق التمثيل.. الناس عبيد للمظاهر.. وأنا لا أريد أن أفعل مثلهم.. أعرف الكثيرين ممن لا يستطيعوا شراء سيارة.. قد يسيروا كيلومترات على أقدامهم وهو ينظرون بقرف واحتقار وطبقية لمن يقود عجلة بجواره , ويسير بها منطلقاً في الهواء كأنه اِمتلك الدنيا..

وإن كانت الشمس ساخنة , سوف ألبس خوذة شيك ورائعة.. ولا تسخري مني لتكملي الصورة السائدة.. أشعر أنك ستقولي الآن : وفلتضع علم الأهلي , مع جرس وضيع ترررن ترررن.. الأمر ليس بهذه الصورة يا ريم..

أنا أريد أن أركب عجلة.. أن تصبح هنالك عجلة ملكي.. دون الرجوع إلى تاريخ ركوب العجل في مصر والوضع الطبقي السائد حالياً.. تعلمين أنه كانت لدي عجلة وأنا في الإعدادية , وسـُرِقـَت مني.. أحدهم سيح سلك القفل وأخذها وذهب.. أخذت أبكي كثيراً.. وأخذت أنظر على كل العجلات من حولي علـّي أجدها.. لكنها راحت.. اِختفت.. لعلك تفهمي الآن لمَ أحب فيلم "لصوص الدراجات - 1948".. الذي اَتمنى أن تشاهديه معي.. ربما شاهدناه , ونحن على العجلة سوياً.. على محمولي.. ستركبين أمامي وتمسكين بمحمولي ونشاهد الفيلم سوياً يا "ريم".. الفيلم يحمل فلسفات أكبر من هذا بلا شك..

نعم , أنا معك أن الوضع سيكون صعباً خاصة مع المستشفى الجديد الذي سأذهب للعمل به.. اَتخيل منظر البواب وهو يراني وأنا قادم بعجلتي.. قد يخبرني "اِجري اِلعب بعيد يا شاطر" وأخبره أني دكتور.. "آه يعني نفسك تبقى دكتور يعني؟؟.. انت ذاكر كويس , ونول رضا اَبوك وأُمك وهتبقى دكتور".. "ايوة بس انا دكتور فعلاً".. "طب والعجلة اللي جاي بيها ديه ايه؟؟ دكتور أطفال يعني؟؟".. نعم يا "ريم" سأظل أعاني كثيراً مع المجتمع لكي أقنعهم أني أحب عجلتي.. وسأظل متمسكاً بها.. مهما حدث.. وسأذهب لأنفخ عجلاتها عندما تتلف.. أنا أعرف كيف أركب الجنازير عندما تسقط.. شرط أن يكون معي منديلاً لأغسل يدي بعدها من الشحم..

هل تعلمين أنه شعور سخيف أن اَمتلك سيارة -أو موتوسيكل- لأركنها خارج منزلي في الشارع وسط البشر والكلاب.. لا أريد اِقتناء أشياء لا أدخل بها منزلي.. تعلمين أني تخلصت من كل الكتب التي امتلكها عندما وجدتها جميعاً كنسخة "PDF" على الانترنت.. لأني كنت اَتمزق أثناء سفري.. أنا أريد أن أذهب بكتبي الخمسة آلاف هذه إلى كل مكان أسافر إليه.. لكني الآن أفعل هذا عن طريق (فلاشة) صغيرة في حجم عقلة اِصبعي.. أسير ومعي كتبي وأفلامي المفضلة..
وعجلتي سأصعد بها إلى شقتي.. سيقولون عني "الــ دكتور أبو عجلة".. سيقولون أني مجنون , وغريب الأطوار.. لكنهم فيما بعد سيقلدوني.. أنا أعلم هذا جيداً يا ريم.. فهلا ساعدتيني وشجعتيني على قراري هذا ؟؟؟؟
...................

هناك 11 تعليقًا:

Mona يقول...

مالكش حل أنا مش فاهمة أنت دافن الموهبة ديه ليه فى المدونة؟
ده فى كتب لناس فى السوق لها صيت وشنة ورنة وحين تقرأها تشعر بالتفاهة والأسفاف من المحتوى.

تحياتى لك ودائما ما تمتعنى قراءة ما تكتب مع تحفظى على العبارة الى ملهاش لازمة مع العلم يمكن أن تعاد صياغتها وحتدى برضة نفس المعنى -

Ramy يقول...

أحمد عاشور

لن أنسى هذا الأسم أبدا

لقد حملتنى لحالة لا أعرف كيف أصفها لك

حالة من الجمال و الصفاء

من الجائز ان تقول من هذا المجنون

و من سيقرأ هذا التعليق سيقول مثلك

و لكن انا نظرت للتدوينة بنظرة مختلفة بنظرة تخصنى انا

أحمد عاشور شكرا جزيلا لك (:

أنت تعلمين بالطبع أن القاهرة في خلال سنوات قليلة ستتحول إلى "باركنج" كبير

انا برضه حاسس كده (:

انا مع رأى أستاذة منى

لابد من ان تضع ما تكتب فى كتاب

(:

ربنا يوفقك

آخر أيام الخريف يقول...

حلوة جداً كالعادة ..بس فيه بعض كلمات فلتت منك : " سيح " مفروض تبقى "صهر " مثلاً , و مع هذا ... انت بهرتنى برضه زى عوايدك

عقدتنا يا عم الدكتور :)))))

nancy يقول...

hi ahmed
i really like your imagination and most importantly the way you phrase it!

it's more than great and btw, i started to fall for Reem myself:)))

i agree with Mona that you have to go get a publisher
best of Luck

Moamen Reda يقول...

سعدت بقراءتها ... لمستني

dr.lecter يقول...

هات بووسه هههههههههههه

مستني ريم رقم 7

أحمد مختار عاشور يقول...

أشكركم كثيراً أصدقائي , أرقى وأجمل مدونين.. على هذا الدعم والتشجيع.. والاختلاف والتصويب أيضاً..
متشكر جداً :))

sony2000 يقول...

بجد روعه قوي
اول مره ذياره
وموش اخر مره

ابراهيم رزق يقول...

قصة جميلة وواقعية وقد قرات رسالة فى بريدالاهرام من سنيين واقعة شبيهة عن دكتور فى الجامعة تعلم فى المانيا وعندما ذهب بالعجلة الى الجامعة تعرض للسخرية من الطلبة والاستاذة
متشكر لمن عرفنى على مدونتك الجميلة
تحياتى ابراهيم رزق

Mona يقول...

أحنا حسدناك ولا إيه بقالك كتير مش بتكتب يعنى - يارب يكون المانع خير وماتكنش حالة أكتئاب سارية اليومين دول - تحياتى

أحمد مختار عاشور يقول...

شكراً سوني , شكراً اِبراهيم.. سعيد بكلماتكم الغالية..
..................
منى
..
أنا مشغول شوية بس , راجع قريب.. ميرسي لاهتماك :)