محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

30‏/04‏/2010

"شاي الذكريات"

إهداء : لــ "جانيت"

..............
بطبعي لا أحب أن أفتح الباب طالما لا أعرف من الطارق ..
لكنه كان لحوحاً كقاتل يريد أن ينهي مهمته سريعاً ..
أخذت عصاي وذهبت لأفتح الباب ..
..............
وجدته أمامي يبتسم في حزن وشموخ!
رجل تخطى الخمسين من عمره .. بملامح مألوفة نوعاً ..

أشيب الفودين .. وسيم جداً .. بملابس معقولة ..
لا بأس ..
"نعم؟"
قال في ارتباك :

"اُعذرني .. أنا كنت ساكن في الشقة ديه من كام سنة .. قبل ما أبيعها وأهاجر برة"

نظرت له بمعنى :
"برضه نعم؟"
قال في ارتباك أكثر :
"كنت معدي بالصدفة في الشارع .. فقلت أطلع أشوف الشقة أخبارها ايه؟ .. لو مكانش يضايقك يعني .. نفسي أخد نفس واحد وأنا جوة الشقة .. الشقة ديه شافت أجمل ذكرياتي .."
..................

كان جسده ضعيفاً ..

لن يحتمل لكمتين مني لو اتضح أنه قاتل أو لص أو شاذ ..
قلت :
"بس أنا لما اشتريت الشقة ديه من سنتين .. كانت من ورثة ست عجوزة"
قال :
"ديه اللي اشترت الشقة مني .. مدام "اعتماد" الله يرحمها"

قلت :

"أنا افتكرت ! .. تقريباً أنا شوفتك من يومين .. واقف مع البواب"

يقول :

"آه .. كنت بسلم على عم " رجب" الجميل وبسأله عن الشقة .. بس وقتها اتكسفت أطلع"

....................

نظرت إليه لربع دقيقة ..
قال : "أنا ممكن أمشي لو معطلك عن حاجة .. أنا بس مش هاخد أكتر من دقيقتين"

فتحت الباب أكثر ..
"اتفضل" !
دخل ..
...................
وضعت العصا على أقرب مقعد ..

أثناء ما كان ينظر بلهفة حوله ..
وكأنه في متحف ..

"تحب نقعد في البلكونة؟"
"يا ريت"
جلس على كرسي في الشرفة ..
وأحضرت آخر وجلست قباله ..
أخذ يحكيني عن زوجته وبنته وابنه .. عندما كانوا يعيشوا معه في الشقة ..
يقول أنه الآن يسكن في منطقة تبعدني بساعة بالسيارة .. بعد أن عاد من الخارج ليتغلب على جراحه هنالك ..
يعيش الآن وحيداً بلا أقارب أو أصدقاء ..
وأخذ يردد ذكرياته بعينين دامعتين ..
.....................
يشير لأرض الشرفة ..

"هنا .. كانت بتيجي عشان تنصحني أنا وصحابي .. عشان نخف شرب وتدخين"

"عارف .. أنا حاسس إني لو دخلت أودة ابني .. هلاقيه فارد ضهره ع السرير , وماسك كتاب وبيقرا وهو حاطط رجل على رجل .. ديه آخر حاجة فاكرهاله"

"ومراتي واقفة في المطبخ بشعرها القصير الناعم وهي ماسكة المغرفة بإيد وايدها التانية بتمسح بيها عرق جبهتها الجميل"

ينظر إلى الصالة ..
"وهنا كانت بنتي بتكلم حبيبها في التليفون بصوت زي الهمس كدة .. فاكراني ماعرفش يعني .. ولما أقرب منها كانت تعلِّي صوتها وتعمل إنها بتكلِّم واحدة صاحبتها"
..............
تركته يسترسل كما يشاء .. حتى صمتْ
.. فسألته بعد أن غلبني الفضول ..
"وهم فين دلوقتي؟"
يقول : "حادثة عربية"
أسأل : كلهم؟؟
يوميء برأسه.
أقول : "متأسف جداً" ..
يجيب بدمع عينيه ..
أنهض : "أنا هعمل شاي"
يهز رأسه مبتسماً بحزن!
......................
أذهب إلى المطبخ .. وأنا أشعر بالتمزق ..

طبعي الدائم .. أن أجدني بداخل أي إنسان ..

أراني في كل البشر ..

رأيت حياته في حياتي ..

كما أتوحد مع الأفلام والروايات والأغاني ..
كانت دموعي قد بدأت في التساقط على الرغم مني ..

إلا أني صبرت نفسي بتخيل قصة صداقتي القادمة مع هذا الرجل ..
.................
شاب حائر وحيد في منتصف العشرينات لا يريد أن يعيش حياة واحدة ..
مع رجل وحيد في منتصف الخمسينات .. حطمته الأقدار ودمرت آماله ..
أراهن على أنها ستصبح صداقة رائعة !
..............

ابتسمت .. وذهبت إليه بالشاي ..
وأخبرته عن عرضي بالصداقة ..
فوافق .. وقال أنه يتشرف بأن يكون له ابناً مثلي ..
فأخبرته أني لا أريد أن أكون ابنه ..
"اعتبرني صديق .. بس صغير شوية"

يبتسم .. ويخرج محموله من جيبه ..
: "ممكن آخد رقمك؟"
أقول بسرعة وأنا أنهض : "طبعاً .. ثواني هجيب الموبايل" ..
آتي بالموبايل ..

أسجل رقمه ..

يسجل رقمي ..
يبدأ يرتشف الشاي ..
أسأله : مظبوط؟
يقول : مممم يعني كويس!
"بجد؟"
يقول : يعني .. لو مافهاش تعب .. ممكن معلقة سكر؟
أقول وأنا أنهض : طبعاً .. طبعاً ..

آخذ الكوب مسرعاً ..

...................

أعود إليه به ..
أجده يتناول كوب الشاي على رشفتين ..
يضع الكوب .. وينهض ..
"أقوم بقى عشان ماعطلكش عن اللي بتعمله"
"ما تخليك شوية .. تحب تتفرج على باقي الشقة؟؟" ..
"المرة الجاية بقى .. عشان ماتتخنقش من صديقك الجديد"
"لا طبعاً مافيش أي خنقة .. أنا تحت أمرك في أي وقت"


وعندما أوصلته للباب سألته :

"إنت مش محتاج أي حاجة بجد؟"
فاحتضنني وهو يرتعش ..
"ألف شكر يا حبيبي .. سلام"
"مع ألف سلامة" ..
.........................
أغلق الباب ..
أفكر قليلاً في مأساة هذا الرجل الوحيد ..
.......................
بعدها بقليل ..
أجدني نسيت تلك المأساة تماماً ..

لأني انشغلت بالبحث عن المحمول الذي أذكر أني وضعته آخر مرة على مسند الكرسي في الشرفة..
.................
وكأنه اختفى فجأة !
...............

28‏/04‏/2010

"أفضل 10 أفلام رومانسية"

هذه التدوينة إهداء لصديقي العبقري -بلا مبالغة- : Memot Alvers
........
1
punch drunk love - 2002
(أمريكي)


شاب خجول , مرتجف , غير واثق .. يشعر بالوحدة فيتورط مع شبكة نصب يديرها قواد بعصابته وعاهرته ..
أراد أن يصادق العاهرة هاتفياً ليحكي لها على ما يريد دون أن يخشى من إفشاء سره .. فوجدها تسأله عن أشياء لا يريد الإجابة عليها .. وتطلب منه مالاً .. فيعتذر لها .. ويطلب منها عدم الإتصال ثانية ..
القواد يعرف هذا النوع جيداً .. يرسل رجاله إليه .. فيضربوه ويستولوا على أمواله ..
حتى يجد الحبيبة ..
صديقة أخته التي أعجبت بصورته .. فقررت التعارف عليه .. وتبدأ سلسلة من الارتباكات والتخبط ومحاولات مداراة عيوبه وخجله في المواقف التي يذكرها أخوته إليها ..
إلا أنها لا تهتم ..
حتى يقوم رجال القواد بالاصطدام بسيارته .. فتصاب حبيبته بجرح في جبهتها .. فيذهب بها إلى المستشفى ..
ويهرول بعدها ليصفي حسابه مع القواد هذا في آخر الدنيا ..
يخبره أن لديه حب في حياته يجعله أقوى من أي شيء يمكن أن يتخيله ..
ويذهب لحبيبته التي كانت قد خرجت من المستشفى وأخذت تعاتبه دامعة لأنه لم يبق بجوارها ..
فيخبرها بكل شيء عنه بلا خجل .. بعد أن تخلص من ضعفه ..
...................
2
حبيبتي - 1975
(مصري)


فنان , فقير , وحيد , صعلوك يقرر أن يتعرف على تلك الفتاة التي تقرأ بجواره في الحديقة .. فيفعل بعد تردد ..
تتطور العلاقة بينهما إلى حب ..
حتى يُصدم من أكاذيبها الكثيرة .. وكلامها المتناقض .. لكنه يظل معها لأنه أحبها ..
يقرر أن يعاملها كعشيقة لكي يتوقف عن الغيرة والشك اللذان كادا يعصفا بمخه ..
إلا أنه لم يفلح في هذا !
وفي النهاية تتبين له حقيقتها ..
لكن بعد فوات الآوان!
..................
3
دعاء الكروان - 1959
(مصري)


الحب أقوى أم الانتقام؟
اقتربت منه لكي تنتقم منه ..
لكي تثأر لمقتل أختها ..
أو لمقتل كل النساء اللاتي اقتربن منه ثم ألقى بهن بعيداً عن حياته ..
لكنها أحبته ..
وظلت تقاوم رغبتها في تسليم نفسها له ..
لدرجة أن زهد كل النساء وأحبها ..
وفي النهاية ..
تأتي التضحية ..
......................
4
Before sunrise – 1995


Before sunset - 2004

(أمريكي)
.................
في الجزء الأول ..
يتقابلا صدفة في القطار ..
فيقررا أن يقضيا يوماً معاً في مدينة لا يعرفانها ..
يمرا بكل الأماكن الجميلة التي ستصنع ذكرياتهما ويتحادثا عن الحب بكل صراحة حتى يأتي الوداع ..
قصة حب تدور في يوم واحد !
في الجزء الثاني ..
(مدة الجزء الثاني من الفيلم ساعة وربع .. وهي نفس مدة أحداث الفيلم ذاته!)
بعد 9 سنوات .. يأتي إلى بلدتها ككاتب يتم تكريمه بعد روايته التي تدور أحداثها عن قصة حب ووداع بين شاب وفتاة في يوم واحد فقط ..
يتبادلا الحديث حول الماضي ..
يخبرها أنه تزوج وأنجب ..
تخبره أنها أحبت كثيراً من بعده وهي الآن متزوجة ..
وأن كل الرجال خذلوها ..
وعند وقت رحيله الثاني عنها ........
...........................
5
City lights - 1931
(أمريكي)


صعلوك , متشرد . مُطارَد من الشرطة .. كعادة "شابلن" في كل أفلامه ..
يقابل فتاة كفيفة تبيع الورد .. تعتقد أنه لورد .. فيتظاهر بهذا ..
يحبها ويقرر مساعدتها ..
يتحايل ويمارس كل المحاولات الممكنة .. من أجل أن تقوم بإجراء العملية .. فتبصر من جديد ..
وعندما تفعل .....
.......................
6
رسائل بحر - 2010
(مصري)

الشاب المتلعثم الذي أحب من أخبرته أنها عاهرة ..
حاول أن يحبها كما هي .. لا كما يريد ..
لكنه كان يبكي ويتألم ..
يطردها من بيته بعدما تستفزه بحديثها عن الرجال الآخرين ..
هي أرادت أن تصدمه وتخرجه من حالة الطفولة التي يعيش فيها ..
وفي النهاية ..
يجد رغبته فيها وحبه لها أقوى من أي غيرة أو ما شابه ..
فيظلا معاً حتى يأتي المجهول ..
.....................
7
Rebecca - 1940
(أمريكي)

قد يبدو أن اللورد الشاب هذا تزوج تلك الفتاة البسيطة , الرقيقة الفقيرة ليس عن حب .. بل لأنه وجد فيها بساطة وانكسار ورقة عكس ما كان يرى من زوجته السابقة ريبيكا التي يقول الجميع عنها أنها كانت فاتنة بكل المقاييس ..
كاد اللورد ينتحر بعد أن ماتت "ريبيكا" ..
لكن هل كان يحب ريبيكا أم أنه كان يبقي عليها كزوجة خوفاً من الفضيحة ونشر أقاويل عن شرف عائلته؟
هل كانت "ريبيكا" تصون اسمه أم تعبث بشرفه؟
وكيف ماتت؟؟
.......................
8
leaving las vegas - 1995
(أمريكي)


سكران لا يفيق أبداً يلتقي عاهرة محترفة في "لاس فيجاس" .. حيث ذهب ومعه أموال نهاية الخدمة من عمله بعد أن طرد منه بسبب سكره الدائم ..
هو لا يتذكر حتى إن كانت زوجته قد تركته بسبب السكر أم أنه يسكر لأنها تركته !!
لسبب ما ..
تجد العاهرة فيه نفسها .. تحبه وتأخذه ليعيش معها في بيتها ..
تدور بينهما قصة حب ..
تخرج لزبائنها .. ويبقى مع زجاجته .. وتعود لتمارس معه الجنس بحب ..
حتى تأتي ذات يوم لتجده يضاجع عاهرة في بيتها ..
فتقوم بطرده ..
بعد أيام يمزقها الفراق .. فيهاتفها ليخبرها أنه يشتاق إليها ..
فتجده يصارع الموت بعد أن أهلكه إدمان الخمر ..
تحاول أن تمارس معه الجنس للمرة الأخيرة ..
.....................
9
Eternal sunshine of the spotless mind - 2004
(أمريكي)


رأي حبيبته تُقبِّل شاباً آخر !
كلمها فتظاهرت بلا تمثيل أنها لا تعرفه ..
عَرف أنها خضعت لجهاز يمحي ذكريات إنسان معين من الذاكرة ..
ولما كان يتمزق من الحنين والذكريات ذهب ليسلم نفسه لهذا الجهاز ..
يريد أن ينساها ..
تدور معظم أحداث الفيلم داخل عقل الحبيب .. حيث كل ذكرياته معها تُنتَزَع تماماً ..
قُبلاتها أحضانها لقائتها ضحكاتها عباراتها ..
كل شيء يذهب ..
وأثناء عملية الحذف هذه وجد نفسه نادماً على إجراء هذه التجربة ..
الذكريات الجميلة هذه لا يجب أن تضيع هباءً ..
فحاول أن يخبيء حبيبته -وهو داخل عقله- إلى ركن بعيد عن تأثير الجهاز .. إلى طفولته ..
لكنه لم يفلح في هذا ..
انتهت التجربة ..
ونسيها تماماً ..
بعد أن أخبرها –داخل عقله- أن يلتقيا في مكان معين ..
في ذلك الوقت كان أحد العاملين في شركة حذف الذكريات .. يتودد إلى الفتاة بعدما استولى على كلام حبيبها السابق عنها وتعبيراته التي أحبتها ..
إلا أنها كانت تدهش ولم تتقبل هذا من العاشق المصطنع الجديد ..
حتى تلتقي حبيبها السابق من جديد .. في المكان الذي ذكره لها داخل عقله ..
وكأن رسالته العقلية هذه قد وصلتها ..
ويتعارفا من جديد وكأنهما لم يكونا على علاقة من قبل ..
حتى يتم اكتشاف ما حدث لهما ..
هو يسمع تسجيلها للشركة حيث قالت أنها ملَّت منه ومن سلبيته ومن كتبه ..
هي تسمع تسجيله للشركة وهو يقول أنه كان لا يثق فيها ولا في عصبيتها وهياجها ويتملكه شعور أنها تخرج من عنده لتذهب لآخرين ..
هو يقول : أنا لم أقصد ما قلته عنك ..
هي تقول : أنا لم أقصد ما قلته عنك ..
وفي النهاية .....
...................
10
A beautiful mind - 2001
(أمريكي)


ما مقدار تضحية الأنثى نحو حبيبها؟
مريض بالفصام .. يتخيل مؤامرة حوله ..
أهمل عمله ..
يتخيل وجود أشخاص وهميين .. يكلمهم ويكلموه ..
حاول قتلها وقتل ابنيهما ..
أدوية العلاج من هذه الحالة كانت تصيبه بالعجز الجنسي المؤقت ..
إلا أنها أصرت على أن تبقى معه ..
وظلت تحفزه كثيراً أن يذهب لعمله وألا يهتم بسخرية الآخرين من مرضه ..
أخبرته عن عبقريته وعظمته ..
أعطته أكثر من الثقة بالنفس ..
قلبها وحياتها ..
وكل شيء ..
هي القصة الحقيقية للعالم الأمريكي "جون ناش" الحاصل على نوبل في الإقتصاد ..
الذي عندما ذهب ليستلم الجائزة ويده ترتعش قال موجهاً عينيه لزوجته :
"أنا هنا الآن .. فقط لأنك معي .."
قالها بعينين دامعتين ..
فانطلق الحضور بالتصفيق ..
....................

26‏/04‏/2010

أكثر 10 أفلام تجلسك على حافة المقعد ..


هذه التدوينة مهداة إلى الصديق الجميل : باهر محمود
......

من منـّا يخاف أن يكون مخدوعاً؟؟؟
واستحلاب الخدع في الأفلام يكون على حسب شخصك وقراءاتك .. فهناك من يرى في الخدعة رمزاً دينياً ..
وهناك من يراها عاطفياً .. أو دنيوياً ..
وهناك من يراها كما أنزلت في الفيلم دون أن يأولها لمراياه !
وهناك من يستمتع بأفلام الخدع على طريقة "فيلم جامد موت فيه مقلب في الآخر" ..
كل واحد حر ..
لهذا أميل إلى مختلف أنواع الفنون .. مرسومة .. مسموعة .. مكتوبة .. مرئية .. أكثر من ميلي إلى الكلام المباشر ..
فالكلام المباشر لا يحمل إلا تأويلاً واحداً ..
أما الفنون فمن حق أي فرد أن يفسرها على هواه ..
العقلاء يتدبرون , الأغبياء يتثبتون ..
من حق أي فرد أن يقتنع أنه مخدوع حقاً ..
ومن حق غيره أن يعتبره مخدوعاً فقط لأنه يعتبر نفسه كذلك ..
وتلك هي الخدعة !!
..................
"الجلوس على حافة المقعد" هو تعبير غربي يصف الأفلام ذات النهايات المقلوبة "Twisited End" .. .. هي الأفلام التي تنتهي بخدعة تقلب أحداث الفيلم رأساً على عقب ..
وتلك هي قائمة بأفضل أفلام شاهدتها من هذه النوعية ..
..............
1
Memento - 2000
(أمريكي)

هل أنت أغبى شخص لا يتوقع سوءاً من شخصٍ ما وقتها..لكن بعد وقت ما .. ومع تجميعة معينة تكون أذكى مما يتصور هذا الشخص؟!
هل تنسى خبرات تعلمتها بسرعة أذهلت الجميع؟!
هل الأحداث\الذكريات\التضحيات\البراءة تسجل؟!
ماذا لو استبدلت ذاكرتك بمجموعة من الأوراق والصور دون أية انطباعات عقلية معقدة لا تقدر على وصفها كتابة أو تصويرا ؟!
هل هناك من لا يخدعك في هذه الدنيا ؟!
هل هناك من يريد مساعدتك دون أية استفادة أو مصلحة أو خديعة ؟!
هل ستستمر على ندمك تجاه من قتلتهم لو علمت أنك لو لم تفعل .. لقتلوك ؟!
هل كنت تشكو كثيراً من ظلم وغدر الناس لتكتشف في النهاية أنك الأسوأ ؟!
اِقرأ نقداً مفصلاً عن الفيلم هنا
...............
2
The Usual Suspects - 1995
(أمريكي)


هل تثق في التاريخ؟
لأي حد يتداخل الخيال الواقعي مع الحقيقة؟
لأي حد تتذكر ما حدث دون إضافة خيالات أو دون أن تخفي الحقائق؟
ولأي حد تصورت نفسك ذكياً فانتصر عليك من كنت تعتقده الأغبى؟
وما هو مقدار استفادتك من المعطيات من حولك؟!
وما فائدة أن تعرف الحقيقة بعد رحيل من خدعوك؟؟

................
3
Fight Club - 1999
(أمريكي)

هناك من أتى الدنيا ليُعذ َب..
وهناك من أتى الدنيا ليُعذ ِب..
بدل ظروف أولئك بهؤلاء ..
وأجبني بعد أن تتصالح مع عقلك : هل الإنسان مسير أم مخير؟
...............
4
The Devils - 1955
(فرنسي)

إذا كانت هي جريمة قتل..فأين ذهبت الجثة؟!
ولماذا يدعي البعض رؤية القتيل حيا يُرعب؟!
هل أنت مهيئ نفسياً لأن تقتل ماضيك ؟
ولو فعلت .. فمن أين ستستمد صمودك للمستقبل ؟
هل ماضيك كله سيئ لتتخلص منه ؟
أم أن في الأمر خدعة أخرى ؟؟؟
...............
5
The Game - 1997
(أمريكي)

هل سُخّر أهل الأرض جميعاً من أجل أن (يشتغلوك)؟!
................
6
Psycho - 1960
(أمريكي)

أنت تعلم أنك لن تعيش إلا حياة واحدة..
فماذا ستفعل عندما تريد الاعتذار لمن قتلته ؟!
................
7
الجلسة السرية - 1984
(مصري)

تولد وتعيش من أجل هدف..
ثم تنجح في تحقيقه..
ماذا لو هدمت لك هدفك هذا في صدفة عبثية ؟! ..
وهدمت لك معه ماضيك ومستقبلك ؟
لأي حد تنجح الأوهام في خداعك لولا وجود الصدف ؟!
ماذا لو تحول عدوك لصديقك ؟
ماذا عن العكس ؟
ماذا لو أتاك عدوا ليظهر إليك حقيقة أصدقائك ؟!
................
8
عقل جميل - 2002
(أمريكي)

ما هي ضريبة العبقرية..الحساسية..؟
ما الذي سيدفعه عقلك كضريبة لو ظل يقظاً دوماً عكس عقول معظم البشر؟
ما مدى ربطك لحدوث الأشياء حتى ولو كانت متباعدة؟
ما مدى فهمك لرموز مستترة حتى لو لم يقصدها أصحابها؟
ما هو العقل؟
وأين الحب من كل هذا؟
................
9
سبعة - 1995
(أمريكي)

هل تفهم العبث جيداً؟
ماذا لو اتحد العبث مع الدين؟
أم هما في الأصل متحدان؟؟
هناك من يؤمن .. لأنه لن تظهر خسارته أبداً ..
فلو مات .. واتضح خطأه .. فلن يعرف أحد ولا حتى هو ..
ولو اتضح أنه كان صائباً فحقت له الشماتة في الآخر !
من منّا المجنون؟..ومن يعتقد أنه عاقل؟
ماذا لو كان انتصارك في موتك ؟!
هل الانتقام انتصار أم خسارة؟؟؟
................
10
الحاسة السادسة - 1999
(أمريكي)

هل تشاهد أمواتاً؟
هل تضجر منهم؟
هل تحاربهم؟
لكن..هل سألت نفسك..لو كنت مثلهم..
دون أن تدري؟!!
.................

تلخيص رواية الغريب - ألبير كامي ..

ولماذا لا أُلخِّص أفضل رواية قرأتها ؟
....................
رواية "الغريب" 1942 – ألبير كامو
......................
الجزء الأول

........................
الفصل الأول

..........................
تلقيت برقية من دار المسنين تبلغني بوفاة أمي.. ركبت الحافلة والجو شديد الحرارة.. استقبلني المدير قائلاً "لقد دخلت أمك الملجأ منذ 3 أعوام وكنت أنت عائلها الوحيد".. كدت أوضح الأمر لأني شممت رائحة تأنيب..لكنه قال.."أنت غير مرغم على تبرير هذا يا بني..فيتضح من السجل عدم قدرتك على إعالتها..على أي حال هي كانت أسعد حالاً هنا".. بعدها تركني أمام مبنى صغير به تابوت يحوي جثة أمي بعد أن أخبرني أن رغبتها كانت أن تُدفن طبقاً للطقوس الدينية.. شكرته.. وذهب تاركني لاندهاشي.. فأمي كانت ملحدة طيلة حياتها!!.. بعدها دخل البواب.."لقد غطيناها..لكني سأفك المسامير لك لكي تراها"..منعته..أخبرته أني لا أريد.. سألني "لماذا؟" بغير عتاب بل من أجل الاستيضاح.. فقلت لا أعلم.. ثم أخذ يثرثر.. كان سيدهش لو أخبرته أنه سيختم حياته كبواب لملجأ.. كان 64 عاماً.. قال أنه أتى للعمل هنا بسبب فقره.. ولأن صحته جيدة فطلب أن يكون بواباً..أخبرته أنه على أي حال واحد من النزلاء.. فاعترض بشدة.. فتذكرت طريقة كلامه عن النزلاء.. "هم" أو "هولاء" أو " الكهول".. رغم أن بعضهم يصغره سناً.. فهو كبواب يشعر بأنه أفضل منهم وأن له حقوقاً أكثر منهم.. عرض علي قدحاً من القهوة باللبن.. ودخنّا معاً.. دخل نحو 10 من أصدقائها.. أخذت أتأملهم.. ولم أدرِ هل حيوني أم أن عضلات وجوههم قد تقلصت.. جلسوا في مواجهتي حول البواب.. خطر لي خاطر مضحك.. أنهم جلسوا هكذا ليحاكموني!! .. نِمت.. آلام ظهري أيقظتني..كانوا نائمين مستلقين على بعضهم ماعدا واحداً يستند بذقنه على ظهر كفيه المتشبثتين بالعصا كأنه ينتظر استيقاظي .. استيقظ أحدهم وأخذ يسعل بشدة.. فأيقظ الباقين..أخبرهم البواب أن يذهبوا .. واندهشت عندما صافحوني جميعا كأنهم صاروا أصدقائي بعد جلسة بلا كلام.. خرجت.. ضوء الصباح يغمر الكون.. المدير سألني إن أردت أن ألقي نظرة أخرى على أمي فقلت لا.. فهاتف موظفي النعش أن يأتوا بالتابوت.. قال أنه لن يجعل النزلاء يحضروا الجنازة.. ما عدا العجوز "توماس بيريز" الذي كان صديق أمك.. كانا لا يفترقان ويدعونهما بالخطيبان فيسعدا.. الطبيب منعه من توديعها بالأمس.. في الجنازة رأيته .. كان كهلاً.. ومع بداية السير وجدته يعرج .. الحرارة تزداد , العرق يزداد.. سألني المشرف هل هي عجوز؟ .. فقلت له تقريباً.. فأنا لم أكن أعرف سنها بالضبط.. بلغت حرارة الشمس أن جعلت أسفلت الطريق يسيح.. كدت أصاب بالدوار من هذا الجو.. وصلنا للكنيسة وتعرض "بيريز" لغيبوبة .. أهالوا التابوت بتراب أحمر .. أذكر ابتهاجي حينما عاد بي الاتوبيس الى مدينتي التي استقبلتني بأنوارها الساطعة وقد استحوذت علي حينئذ فكرة واحدة .. أن أنام لنصف يوم ..
...................
الفصل الثاني
.................

عندما استيقظت علمت سبب غضب رئيسي وهو يوافق على إجازتي .. فاليوم السبت .. أي أني حصلت على يوم إجازة آخر غداً.. حلقت ذقني وذهبت للسباحة فشاهدت هناك "ماري" الفتاة التي كانت تعمل معي .. أظن أنها معجبة بي ..
اقتربت منها وألقيت عليها بالتحية وظللنا نعبث في المياه .. احتضنها وداعبتها كثيراً .. كانت تسعد وتضحك .. سألتها أن تأتي معي إلى السينما هذا المساء فوافقت .. سألتني عن شارة الحداد فأخبرتها عن وفاة أمي وأنا اَعتذر ولا أدري لمَ اَعتذر .. وكأن الإنسان يجب أن يشعر أنه دائماً مذنباً بصورة ما .. شاهدنا الفيلم .. وقبلتها في نهاية السهرة قبلة مرتبكة .. ثم أتت معي إلى منزلي .. وعندما هل الصباح رحلت لتزور خالتها .. اليوم الأحد .. وأنا أكره هذا اليوم .. أخذت أتسلى بشم رائحة شعر "ماري" في الوسادة .. حتى نمت ثانية .. واستيقظت في الــ 10 صباحاً .. جسلت أدخن في السرير حتى الظهر .. ولم أذهب لأتناول الغداء عند "سيلست" كما عادتي لأني لا أريد أن أية أسئلة , فسلقت بعض البيض وأكلته بدون خبز .. لأنه لم يكن موجوداً وكسلت أنزل لشرائه .. شعرت ببعض الكئابة .. أخذت أقرأ جرائد قديمة لأقص منها إعلانات ظريفة لألصقها في أوراقي كعادتي .. ذهبت لأجلس في الشرفة التي تطل على الشارع الرئيسي في الضاحية .. الجو جميل .. الشارع موحل .. المارة قليلين متعجلين .. أخذت أتأمل وجوههم .. أغلبهم ذاهب لسينيمات وسط البلد .. حتى بدأ الشارع يخلو من المارة تدريجياً .. إلا من القطط وأصحاب الحوانيت.. دخلت لأحضر قطعة شيكولاتة لأتناولها في الشرفة .. مرت سيارات تطلق أبواقها .. وأصحابها يصيحون فرحين بسبب فوز ناديهم .. أحدهم أشار إلي بفرحة فأومأت إليه مبتسماً .. ظللت جالساً أتأمل حتى قتم الليل فنزلت إلى الشارع لأشتري عشائي .. أعددت الطعام وأكلته وأنا واقف .. شعرت بالملل لأن غداً يوم آخر من العمل .. أمي ماتت .. والحياة مستمرة ..
........
الفصل الثالث
عملت بإخلاص وإرهاق في ذلك اليوم .. فأشاد بي المدير .. وذهبت مع "عمانويل" لمتابعة العمل في الميناء .. فوجدت الناقلات قد بدأت التحرك بدوننا .. فهرولت نحو أقرب عربة أنا و"عمانويل" .. والتراب يزداد حولنا حتى تعلقت بحافتها وهبطت عليها .. وفعل "عمانويل" مثلي بعد أن ساعدته .. أنهيت عملي وعدت لبيتي متعباً مرهقاً .. فاصطدمت بجاري العجوز .. ومعه كلبه الجربان .. كان دائم العراك مع كلبه ويسبه بأقذع الألفاظ .. والكلب يرد عليه نابحاً .. وإن كانا في النهاية (مالهومش غير بعض) .. وبعدها صعد إلى البناية جاري "ريمون" الذي لا يحبه أحد .. القصير ذو الجسم الرياضي الذي يعيش عالة على النساء .. كان كثيراً ما يزورني ليحكيني مغامراته النسائية .. أجد في حكاياته المتعة .. عزمني وقتها أن أتي لاتناول طعام الغذاء معه .. ففعلت .. ثم أخذ يضمد جراحه بسبب مشاجرة له مع أخ عشيقته التي تصرف عليه .. أخبرني أنه اكتشف أن عشيقته هذه تخونه .. وأخبرني أيضاً أنه لا يعيش عالة على النساء كما يشاع عنه .. فهو يعمل في محل تجاري .. وطلب صداقتي فوافقت .. فطلب مني أن أبحث معه على فكرة نعاقب بها حبيبته الخائنة .. فقلت له أني لم أصل لرأي بعد .. فقال سأكتب إليها خطاباً حتى تأتيني شقتي ثم أبصق في وجهها وأضربها .. وطلب مني أن أساعده في كتابة الخطاب .. ففعلت .. فسعد بي كثيراً وأخبرني أني صديق حقيقي .. شربت قرابة لترين نبيذ فشعرت بصداع هائل ودخنت الكثير فنفذت سجائري فاقتربت من سجائره .. عدت لبيتي لأنام ..
..............
الفصل الرابع

...............
بذلت مجهوداً صعباً في العمل هذا الأسبوع .. وذهبت مع "عمانويل" إلى السينما مرتين .. هو لا يفهم الأحداث ولا الرموز ويلزم لي أن أشرح له .. أخبرني" ريمون" أنه أرسل إليها الخطاب .. وذهبت إلى البحر مع "ماري" الجميلة .. وظلت تريني ألعابها الطفولية واحتضنّا بعضنا كثيراً وقبّلنا بعضنا أكثر .. وعادت معي إلى بيتي .. وظلت معي حتى الصباح .. وأخبرتني أنها ستتناول طعام الغداء معي .. فنزلت لاشتري اللحم .. وسمعت صوت إمرأة عند ريمون .. بينما جاري العجوز يتشاجر مع كلبه كالمعتاد .. وعدت لأجدها تلبس بيجامتي فاشتهيتها مرة أخرى .. سألتني هل أحبها؟ .. قلت لا اَعتقد .. فتضايقت .. لكنها عندما كانت تضحك كنت أنهال عليها بالقبلات .. سمعت وقتذاك صوت ضوضاء في شقة "ريمون" .. فانطلقت مع كل الجيران نحو بيته وأتى شرطي ليرى ما الأمر فقالت الفتاة التي كانت مع "ريمون" أنه ضربها وأنه قواد فقام "ريمون" بمعاملة الشرطي بصلافة فصفعه الشرطي وأهانه كثيراً .. بعدها ذهبت أنا وماري لنتناول الطعام .. فلم تتناول الكثير .. ورحلت في الواحدة .. فَنِمت .. أتاني في الثالثة "ريمون" .. صامتاً وخجلاً .. ثم عبر عن سعادته لأنه ضرب الفتاة وانتقم لشرفه .. بعدها طلب مني أن آتي لأشهد معه .. فوافقت .. ففرح كثيراً .. خرجت معه .. شربنا ولعبنا البلياردو .. كان لطيفاً وسعيداً بصداقتي .. وعلى السلم وجدنا العجوز غاضباً وهو يخبرنا أن كلبه هرب منه وهو يسير به في الطريق .. فأخبرته أن يذهب لجمعية الحيوانات الضالة ليدفع مبلغ فيسترده قبل أن يقتلوه .. فقال : أأدفع مالاً من أجل ذلك القذر؟؟ .. فضحكت مع "ريمون" وتركته .. بعدها طرق العجوز بابي وأخبرني باكياً .. من فضلك أخبرني أن الكلب سيعود إلي ثانية , فأخبرته بما يود سماعه .. فابتسم وذهب .. بعدها سمعته يبكي وينتحب من شقته ..
........
الفصل الخامس

....................
هاتفني "ريمون" ليخبرني أنه يعزمني في شاليه قرب البحر لصديقه وزوجته ويمكنني أن آتي مع صديقتي "ماري" إليه لنقضي يوماً لطيفاً , فوافقت .. بعدها خاطبني رئيسي ليعرض علي أن أذهب لمكتب باريس حيث حياة أجمل وإجازات أكثر وترقية .. فأخبرته أني سعيد بحياتي هنا ولا أريد تغييرها فأخبرني أني غير طموح وانصرف عني .. جائتني "ماري" في المساء لتسألني أن أتزوجها فأخبرتها أنه لا مانع لدي .. فسألتني هل أحبها فقلت لا اعتقد وأن معنى الحب لا أفهمه .. فنظرت إلي باستغراب فقالت لكني أحبك وأريد أن أتزوجك فقلت لا بأس طالما هذه رغبتك .. بعدها خرجنا للتنزه وتناولنا طعامنا في الخارج .. ثم في طريق عودتي للمنزل رأيت العجوز حزيناً .. يخبرني أنه ذهب لجميعة الرفق بالحيوان ..ولم يجد كلبه .. وأخذ يبكي , فأخذت أواسيه .. وأخبرته أن أمي كانت تحب كلبه .. فترحم على أمي , وأخبرني أن أهل الحي ليسو غاضبين مني لأني أرسلت أمي لملجأ .. فأخبرته أني فعلت هذا ليس لجحودي بل لأني لا أستطيع إعالتها .. صافحني بيد ممتلئة بالقشور وذهب بعد أخبرني أنه يستيقظ من نومه كلما سمع نباح أي كلب ..
........
الفصل السادس

..................
كان وجهي كئيباً عندما استيقظت يوم الأحد لكن "ماري" بدت جميلة بفستانها الرائع .. أخبرتها بذلك فابتسمت .. بدأنا في تجهيز حقائبنا حتى أتى "ريمون" بمنظره المضحك وقبعته الكبيرة التي أثارت ضحك "ماري" .. بالأمس كنت قد شهدت على أن صديقة "ريمون" خائنة بالفعل , فتمت تبرئته .. ذهبنا بالأتوبيس لنصل سريعاً .. ظل "ريمون" طوال الرحلة يلقي بدعاباته إلى "ماري" .. وظلت تضحك على منظره أكثر من دعاباته .. حتى وصلنا لشاليه صديق "ريمون" .. رجل أنيق وسيم يدعى "ماسون" .. وزوجته ممتلئة باريسية جميلة .. أخبرنا أنه يأتي للاستجمام من عناء العمل في هذا الشاليه .. ولما وجدت "ماري" منسجمة في حديث ضاحك مع زوجة الرجل أدركت أني سأتزوج قريباً .. بعدها ذهبنا إلى البحر .. سبحت كثيراً مع "ماري" وقبلتها كثيراً ولهونا .. ثم بعدها تناولنا الغداء .. سمك وبطاطس في جو جميل وضاحك وبهيج .. بعدها رأينا 3 شباب من الشلة إياها يقتربون نحونا .. فذهبنا إليهم أنا و"ماسون" و"ريمون" .. تشاجرنا وتلاكمنا .. وأصيب "ريمون" بضربة مدية .. ذهبنا لمداواته عند طبيب قريب .. بعدها أتى الشبان من جديد .. فأخذ "ريمون" مسدسه وظل ناظراً بغيظ لأحد الشباب الذي يتسلى بإغاظته بالعزف في المزمار .. "ريمون" سألني أن أقتله .. فأخبرته ألا يفعل .. وأخذت منه المسدس .. بعد قليل رحل الشبان .. ففضلت أن أسير وحيداً على الرمال بين الصخور تحت أشعة الشمس التي صدعتني كثيراً وذكرتني بشمس يوم دفن أمي .. حتى رأيت شاباً منهم يقترب مني .. ويضع يده في جيبه ..وفجأة أخرج مديته ولوح بها أمام وجهي .. فعكست أشعة الشمس في عيني بصورة أعيتني .. وأشعرتني أني قد أصبت فعلاً بتأثير المدية .. فأخرجت مسدس"ريمون" وأطلقت على الشاب أربع رصاصات !
...........
الجزء الثاني
...............
الفصل الأول
....................
قبضوا علي .. وحققوا معي عشرات المرات .. أخبرني القاضي أن أوكل محامياً فرفضت , وأخبرته أن قضيتي بسيطة وأني سأدافع عن نفسي جيداً .. فضحك .. ووكلت المحكمة محامياً للدفاع عني .. أتاني وسألني : الجميع أكد أنك لم تكن حزيناً على وفاة أمك .. فهل هذا صحيح؟؟ .. اندهشت من هذا السؤال العجيب .. ورفضت أن أجيب عليه فأخبرني أن هذا ضروري لمصلحتي .. فقلت بالطبع كنت حزيناً .. أخبرت المحامي أني كنت متعباً وقتها .. إرهاق جسدي عرقل وصول مشاعري إلى الوجه .. فقال لي المحامي أن هذا غير كافٍ .. فأخبرني أنه سيتم جلب نزلاء الملجأ والمدير للشهادة .. فأخبرته ما علاقة هذا بالقضية؟؟ .. فنظر إلي نظرة تشي بأني ساذج .. بعدها طلبوني للتحقيق ثانية .. فشعرت بالملل , ففضلت الصمت .. فزعق القاضي في وجهي وأخبرني أني بهذا أضر نفسي , فحكيت القصة للمرة المليون .. بعدها سألني هل كنت أحب أمي فقلت نعم ..بعدها سألني هل أطلقت الرصاصات كلها بسرعة أم كنت انتظر بين كل رصاصة وأخرى .. ولماذا لم اكتفِ برصاصة واحدة؟ .. فلم أدرِ بمَ أجيب فأخذت أعرق واكتفيت بالصمت .. أحضر تمثال المسيح ووضعه أمامي وسألني هل تؤمن بالله؟ .. فأجبت بالنفي .. فصعق بشدة وأخبرني أن كل الناس يؤمنون بالله ولو انصرفوا عنه .. من لا يؤمن بالله حياته بلا معنى .. هل أنت حياتك بلا معنى؟؟ .. فأجبت أني لا أهتم .. ففضلت أن أنهي هذا الجدل .. فتظاهرت بموافقته فقال : إذن أنت تؤمن بالله .. فعدت من جديد لأجيب بالنفي فصعق من جديد! .. أخبرني أنه لم يرَ في حياته عنيداً مثلي .. فالمجرمين من أمثالي يبكون ويتوسلون كثيراً لله من أجل أن يرحمهم !
.........
الفصل الثاني

.................
كانت الحياة في السجن صعبة ومملة وسخيفة .. وحشرات حولي في كل مكان .. تمر على وجهي .. حتى زارتني "ماري" .. كانت كالبدر بفستانها الطويل وشعرها المنسدل .. رغم ذلك كنت منتبهاً أكثر لحديث المساجين من حولي مع أقاربهم وبكائهم ..أخبرتني أن "ريمون" يرسل إلي تحياته وأنها ستتزوجني بعد خروجي , فأخبرتها أني لا أعتقد أني سأخرج .. فقالت : بل ستخرج وسنتزوج .. أرسلت إلي قبلة وذهبت .. وأخذني الحراس إلى سجني ثانية .. اشتاق بشدة لحضن "ماري" وقبلاتها .. كانت أمي تخبرني أن في العالم دائماً من هم أسوأ مني , مما جعلني أتكيف مع أي ظروف وأي وضع .. مرت الشهور وأنا في السجن , وظللت أتعذب من الحاجة إلى الجنس .. وتعبت من تخيل كل النساء اللاتي عرفتهن .. حتى أرهقت عقلي .. ناهيك عن أنهم أيضاً حرموني من التدخين , فظللت اَنتزع خشب ألواح السرير لأمصه
رغم هذا لم أكن أشعر بالتعاسة .. كنت أريد فقط أن أقتل الوقت .. بعدها كنت أجلس لأغمض عيني وأضع أثاث بيتي في عقلي وأظل أجوب داخل شقتي .. كنت أنام اليوم بأكمله ماعدا ست ساعات كنت أكل فيها وأذهب للحمام وأظل أتأمل في قصة قرأتها في إحدى الجرائد عن طفل هجر أمه وأخته وعاد إليهما غنياً بعد 25 سنة ليقيم في فندقهما دون أن يخبرهما بشخصيته .. فقامت الأم بقتله بمساعدة الأخت .. ليأخذا ماله .. وبعد أن عرفوا حقيقته .. انتحرا! .. تداخلت الأيام وأصبح الأمس هو الغد هو اليوم .. الليل هو النهار .. لم أصدق الحارس حين أخبرني أنه قد مر علي في زنزانتي 5 أشهر !
............
الفصل الثالث

.................
بدأت المحاكمة .. وأتى الشهود والمتفرجون والصحفيون .. القاضي قرأ القضية والإتهام فوافقته باحترام .. كان الجو حاراً خانقاً .. القاضي سألني عن أمي والملجأ حيث أرسلتها إليه .. فتضايقت لكني أجبت من جديد أني لم أقدر على إعالتها .. سألني المدعي العام إن كنت قد ذهبت في الخلاء لقتل الشاب؟ .. فقلت بل ذهبت لأتمشى, وهو الذي سار خلفي .. فقال : وهل صدفة أن يكون معك مسدس؟ , قلت نعم .. يبتسم بخبث ويقول : نكتفي بهذا .. بعد هذا تم أخذ شهادة مدير الملجأ الذي قال أني لم أبدِ حزناً ولا ضيقاً على وفاة أمي ولم أبكِ مطلقاً ورفضت رؤيتها .. وأنها كانت دائمة الشكوى مني كعادة كل النزلاء الذين يشكون من أقاربهم , وقال أيضاً أن أحد الحانوتية أخبره أني لا أعرف سن أمي الحقيقي , بعدها نظر إلى المدعي العام بخبث وقال : نكتفي بهذا أيضاً ..وقتها شعرت برغبة هائلة في البكاء .. لهذه الدرجة أنا مكروها من هؤلاء البشر!! .. بعد هذا تم استجواب البواب الذي أخبرهم أني نمت وطلبت ومنه بعدها أن يصنع لي قهوة باللبن ودخنا كثيراً .. فضجت القاعة بالضحك .. يقول المدعي العام : يا له من ابن جاحد الذي يتناول شيئاً أمام جثمان والدته .. بعدها أتى "سيلسيت" صاحب المطعم ليشهد لصالحي .. فلم يستطع أن يقول شيئاً ذي فائدة وخرج كلامه متلعثماً .. فلم يفدني بشيء .. على أي حال شعرت أخيراً أن هناك رجلاً أريد معانقته ..بعدها أتت "ماري" وأخبرت القاضي عن علاقتنا منذ بدأت بكل براءة ورقة , فنهض المدعي العام ليسجل ملاحظة أني وطدت علاقتي الغير مشروعة بـ"ماري" بعد وفاة أمي بيوم وذهبت إلى السينما مع عشيقتي الجديدة لكي أشاهد فيلماً كوميدياً .. ينظر لي في انتصار ويقول : ليس هناك أكثر من هذا ..فشعرت "ماري" بالذنب فبكت .. فابتسمت لها بمعنى لا ذنب لكِ يا صغيرتي .. بعدها أتى العجوز ليخبر القاضي أني كنت لطيفاً مع كلبه وأني أرسلت أمي للملجأ بسبب مللي منها .. وبعدها أخذ يتحدث بجنون حول كلبه الضائع .. بعدها أتى "ريمون" ليقول أني بريء فقال القاضي له : لا شأن لك بإصدار الإحكام .. وسأله عن تورطي معه في كتابة الخطاب لعشيقته بخط يدي فلم يستطع الرد .. وقال المدعي العام : وهل مصادفة أيضاً أن يقوم المتهم بتبرئتك يا "ريمون" من ضربك لعشيقتك رغم أنه لم يشهد على خيانتها لك؟؟ .. ثم استطرد للقاضي : إن "ريمون" هذا معروف أنه قواد .. فلا تجوز شهادته لأنه يريد أن يجامل صديقه ويبرئه .. نماذج منحطة! .. المحامي سأل : هل هو متهم بقتل رجل أم بدفن أمه؟؟ .. فضجت القاعة بالضحك .. استطرد : نعم أنا أعرف أنه دفن أمه بقلب قاسِ .. لكن هذا لا يبرر أنه قتل مع سبق الإصرار والترصد .. وفضت الجلسة .. بعدها وصل لأذني أصوات الباعة والترام والبشر يتصايحون من الشارع ..كنت استمتع بهذه الأشياء البسيطة حتى حُرِمت منها ..
...........
الفصل الرابع
..............
كنت لا أستطيع الدفاع عن نفسي .. الكثير يروني قاسياً .. والأقربون لم يستطيعوا الدفاع عني ..
هل أنا متهم بالفعل؟ .. قاتل وحقير ونقمة على البشرية؟؟ .. بعدها نُصبت القاعة من جديد .. وأتى المدعى العام ليشرح القصة بتفسيره الخبيث.. قال أني كنت جاحداً لأمي ودفنتها بقلب قاسٍ وقال أني مستهتر وذكي وواثق لأني مجرم وارتكبت جريمتي مع سبق الإصرار والترصد وقال أيضاً أني كنت متماسكاً في السجن ولم أبكِ أو أتوسل إلى الرب لينقذني!.. وقال أني نقمة على البشرية كلها وأني أسوأ نموذج فيها .. ويجب التخلص مني للأبد لكي يصبح المجتمع جميلاً ومتطوراً .. طالب بتوقيع عقوبة الإعدام علي .. بعدها قام المحامي ليدافع عني دفاعاً متخاذلاً .. وتم أخذ آراء المحلفين بعد ذلك .. سألني القاضي إن كنت أريد أن أقول شيئاً .. فقلت لا .. فأصدر حكماً بإعدامي !
...........
الفصل الخامس
.................
رفضت للمرة الثالثة أن أقابل الكاهن من أجل توبتي .. كان الأمل في جلسة الاستئناف .. لا يهمني أن أموت في الثلاثين .. فما الفرق بين أن أفعل في الثلاثين أو السبعين؟؟ .. مر وقت طويل وأنا في سجني.. انتظر الاستئناف .. لم تراسلني فيه "ماري" أو تأتي لزيارتي .. ربما ماتت أو مرضت أو ذهبت لتبحث عن عشيق آخر .. على أي حال هذا حال البشر ..قد يتم رفض استئنافي وسأموت .. وسينسوني البشر وستسمر الحياة .. طلب مني أحد الحراس أن استقبل الكاهن كصديق كما يطلب .. فوافقت على سبيل التسلية .. أتى الكاهن فسألني لماذا أرفض مقابلته .. فأخبرته لأني غير مؤمن بالله , فحاول إقناعي .. فأخبرته أني غير مهتم أصلاً بوجوده من عدمه .. أخذ يتبسط في الأمر .. وهو ينظر مباشرة إلى عيني كطريقة في التأثير أفعلها مع أصدقائي .. وطلب مني أن أؤمن على سبيل الاحتياط ربما يكون الله موجوداً وسيساعدني .. فرفضت أيضاً .. فقال أنه سيصلي من أجلي .. فأمسكته من تلابيه وأخذت أضربه حتى خلصه الحراس من ذراعي وذهب عن وجهي باكياً .. ما هو الموت ؟ , ما هي الحياة؟ , حياتي كان من الممكن أن تصبح حياة أخرى .. و"ماري" ستبحث عن عشيق آخر .. هل أحتاج لتبرير ما أفعل؟؟ .. لا فائدة؟؟ .. فأنا لو فعلت سأبرر هذا للبشر .. وأنا لا أريد البشر الآن .. اتهموني بالقتل مع سبق الإصرار والترصد لأني لم أبكِ أمي .. ما الذي يهم؟؟ .. ما فائدة الحب؟ .. ما فائدة الصداقة؟ .. ماذا لو مت؟ .. هل سآتي للدنيا من جديد كأبله آخر؟ .. أم أن خبراتي ستظل قائمة ليستفيد بها جديدي؟؟ .. على أي حال .. أنا عشت حياة سعيدة رائعة .. ولكي ينتهي كل شيء على ما يرام .. ولكي لا أشعر بالكثير من الوحدة .. لم يعد أمامي إلا أن أتمنى أن يحضر متفرجون كثيرون يوم تنفيذ الحكم بإعدامي .. وأن يستقبلوني بصحيات الكراهية !
............
تمت

23‏/04‏/2010

"الله يفتح عليك"


عندما أسست آخر غرفة في شقتي الجديدة ..
قررت أن تكون هي عرشه القادم ..
ابتعت محمولاً ..
ووضعت فيه شريحة ..
تجعله على وضع استقبال مدى الحياة .. مدى حياتي طبعاً .. على الأقل ..
تأكدت من قوة الشبكة .. ووضعته في أحد الأدراج .. بعد أن أوصلته بشاحن ..
وقفلت الدرج بالمفتاح .. على سلك الشاحن ..
أوصلت فيشة الشاحن بالكهرباء .. وثبّتها جيداً ..
فصدر عن المحمول صوتا رقيقاً ..
خرجت من الغرفة بعد أن أغلقت شباكها وشرفتها ..
ثم أغلقتها بالمفتاح ..
وقررت ألا أخطو هذه الغرفة للأبد !
ستصبح تابو مقدس ..
لا يجوز أن يقترب منه أحد ..
لا أنا ولا غيري ..
ولا يتبقى الآن غير أن أوهم نفسي !
وألقيت بالمفتاحين في النيل!
................
كنت متوتراً بشدة ..
اَنتظر دوري في المقابلة التي ستحدد قبولي في تلك الشركة ..
أخرجت محمولي وكتبت رسالة :
"أنا دلوقتي بحاول أبين إني جامد وواثق .. بس لا أنا جامد ولا نيلة ..
ساعدني!"
أرسلتها ..
وعندما سمعت رنة خفيفة مع عبارة "تم تسليم الرسالة" .. ابتسمت ..
وتعمقت ثقتي التمثيلية إلى داخلي ..
أجريت المقابلة بطريقة رائعة , واثقة ..
وإن لم يتم قبولي !
فلم أملك إلا أن أرسلت إليه :
"أنا صحيح ماتقبلتش , بس بحبك .. اِبقى ساعدني في اللي جاي بَقى .. ماشي؟؟"
ومع "تم الإرسال" شعرت أنه يوميء بابتسامة إلي ..
.....................
أشعر بالحيرة ..
أحب فتاتين ..
لكني يجب أن اختار واحدة ..
فأرسلت إليه رسائل طويلة , وأخبرته عن مميزات كل منهما ..
فوجدتني أسهب في وصف واحدة عن الأخرى ..
ولما أتت "تم الإرسال" أدركت أنه يوافقني عليها بعد أن استخرته!
أرسلت له رسالة شكر وتقدير فأتت "تم الإرسال" هذه المرة بمعنى "اِلعفو يا حبيبي , إنت تؤمر" ..
.........................
ظلت حياتي تسير على هذه الوتيرة ..
حتى أخذت أتساءل ..
لماذا اِخترت هذه الشريحة بالذات؟؟
هذا الرقم بالذات؟؟
شركة الاتصالات هذه بالذات؟؟
هل أبرر هذا لنفسي بأن الشركات الأخرى الفاسدة وأن الشركة التي اخترتها عبقرية؟؟
لكني كثيراً ما كنت أرسل إليه رسائل , ليأتي الرد بــ "قيد التسليم" !
فهل أصبر نفسي وأقول أن العيب في بعض الشبكات الخاضعة للشركة لا في الشركة ذاتها؟؟
........................
تمر بي الأيام وأنا اَتخبط ..
أرسلت له رسائل كثيرة .. فكانت "تم الإرسال" تأتي بلا معنى واضح ..
وكانت الأمور تزداد سوءاً معي ..
وقتها قررت مهاتفته !
نعم !
فعلت!
فأنا صدقته تماماً .. بعد سنتين من إرسال الرسائل له بصورة ثابتة !
كنت أرسل إليه أحياناً بالــ 100 رسالة في اليوم ..
وأحياناً أرسل إليه تقرير يومي , كأني أسجل ذكرياتي عنده ..
ولأني لا أريد أن تبدو العلاقة بيني وبينه علاقة مصلحة فقط .
أنا فعلاً أحبه ..
هاتفته .. وانتظرت منه الرد ..
فلم يفعل ..
ربما نائما , أو منشغلاً عني ..
ربما لا يريد أن (يفتح عليا) !
لكني لم أيأس !
هاتفته آلاف المرات !!
وكانت الإجابة واحدة..
"لم يرد"
(اِفتح عليا)
(اِفتح عليا)
(اِفتح عليا)
بالتدريج أخذت أعود لذاكرتي ..
.........................
وقفت أمام الغرفة المقدسة وأنا اَرتعش ..
"سامحني"!
طرقت الباب كثيراً ..
شعرت أن هناك أحداً بالداخل ..
لو فَتَح الباب .. سيلتهمني!
الغرفة المقدسة المهجورة..
شعرت أن هناك أصواتاً تدور داخل الغرفة ..
جو قدسي مرعب ..
ابتعدت عن الباب قليلاً ..
"سامحني" !
ثم اِندفعت بقوة ..
كسرت الباب ..
الحقيقة ظاهرة الآن أمامي .. واضحة كالشمس ..
غرفة متربة جداً , رائحتها خانقة بشدة ..
اِقتربت من الدرج المقصود ..
أخذت أفتحه عنوة .. فشلت ..
أحضرت أدوات تساعدني على ذلك ..
كسرته أخيراً ..
أجد هاتف محمول , على شاشته .. آلاف المكالمات التي لم يُرَد عليها , وملايين الرسائل التي لم تُفتَح !
أرى فيه تاريخ كل الأوهام ..
أرى في تاريخ كل البشر ..
.............................
أحضر الكاميرا ..
وأضعها في مكان بارز على وضع التصوير ..
أجلس قبالها .. وأنا أمسك المحمول ..
ابتسم للكاميرا ثم أقوم بتفتيته لألف قطعة بيد الهون !!
.....................
الآن ..
لا توجد رسائل ..
ولا مكالمات ..
ولا محمول مختبيء في غرفة مغلقة ..
والحياة لا تزال مستمرة ..
تخبطي يذهب في الحياة , ليتبدل بنجاح , فيعود تخبط من جديد , فنجاح آخر .. وهكذا ..
أرى الحياة جميلة ورائعة ..
سواء أن أتت معي أو ضدي !
أفتح صدري بقوة لاستقبل النفس القادم ..
اَستمتع به ..
الآن أشفى .

My Father's Absurdism


Written by : Ahmed Mokhtar Ashor
Translated by : Memot Alvers
...............
I used to hate my dad..
Then I got a little bit older, and happened to fully understand him...
Towards him, and throughout my life, I underwent three stages of feelings...
....
First, the conventional stage...
In this, I was heavily influenced by my older brothers...
I idolized, deified and hand-kissed him in abjection...
And I was awfully touchy about my father being ridiculed, and any one who did ridicule him...I was ready to show him that violence is alive and kicking!
........
Second, The awareness period...
This wasn't much less naive than the aforementioned conventional stage...
The way I view my father had experienced a U-turn...
It wasn't until I learned more about him....
That I recognized that he is a thief, deceitful, fraud, mass-murderer, dishonest and ambidextrous...
And when I made this plain, my opposition boiled down to two categories...
Some of them were badly given to scolding, abhorrence, and aggression ...
Others tried desperately to have my father acquitted, no matter how ludicrous their vindications were...
They don't wanna hate him...because their hopes would come to a chilling end as the picture of the elder collapses...
At this point my older brothers had left me in the lurch...
.......
Later on...I became a globe-trotter, traveled to remote lands, and rid myself of gossamery and happy disposition, quite a bit...
Consequently, I came to the conclusion, that Absurdism is the ultimate truth...
Let's not talk about the so-called civility, after which we're trying to hide, just to skip over the aimlessness, which is the most fundamental truth we've found since we ventured onto the land of this world...
........
Anywhere I go...
Nations worship geckos...Nations go along with nothing save in science...
I've seen nothing but stupendously tangible chaos and Absurdism in the countries of the formers...and the same in the latters', they are fraudulently concealed here, however...
You have to be backed by some sort of authority to reinforce and protect you wherever you are...
I've treated them very kind-heartedly, and decently...They didn't pay me the slightest bit of attention, as long as I came from a well-known family....They thought that this was deceit and villainy...
........
I'm the descendant of the notorious killer...
I told them that I'm innocent of all of his crimes, and tried to explain my view on belonging... but I only found doubt, persecution, and scorn in return...I was unreciprocated...
........
Only then, the true worth of my father became blindingly clear and fathomable...
Anguished and tormented by the fact that my father died in agony, cause I didn't get him right, and missed the quintessence of his monumental feats....
My whole attitude had undergone a subtle change once again for the third time...
........
I wondered if my dad had been a placid, and lenient person...Would have they spared me their contempt and disdain?...
Would have they treated me in a proper way?...
If he had been a gentle one...Would have I been brought up at such a sacrosanct palace? That even the most zealous man is afraid to pass by, as if it were the lion's den?...
Of course, that had been before all the hell broke loose!
........
Was my father in need to establish himself as the sole sovereign and the absolute ruler...but I couldn't retain his glory?...
........
There's a rock adjacent to the pole...
I tripped over it, then I asked: “Who placed this here?”...
Somebody replied: “ A benevolent man did, lest you collide with pole.”...
Again, I asked: “And who placed the pole here?”
Replied: “The same benevolent guy...He placed it here, so that the people can be aware of the presence of the rock!”
........
My father was in urgent need for this leadership...
He was a hapless poor, yet a genius orphan...
This is the problem of genius guy, who badly lacks the power, which is necessary for him to prove himself in an impecunious and a destitute society like ours...
.......
Until he married a wealthy widow...She gave him money. She gave him tenderness, compassion, and everything....
He remained out of sights into the city's recesses for a while - with some of his chosen companions -, lest they call him a tramp who lives by exploiting women...
Then he found a treasure...
He also demonstrated his resilience, toughness, and incomparable drive to win..
He put his fortune to hers abreast...
he increased the money thousandfold through his trade, licit and illicit alike...
He remained staunchly loyal and sincere to her till her death...
........
Eventually, he capriciously gave in to his desires, turned his libido loose, and became a perverted debauchee, who thought only with his stick...He ran amok...
Married and divorced at whim...
And with every incoming woman, there came another massive boost to his authority, ascendancy, and fortune...
His treachery and double-crossing escalated...
Meanwhile, he profusely engulfed and endowed his prodigal men with booties, and whatever they pleased in great abundance...
He indulged them...for he will laptop their adulation, and they're the ones who were to anticipate any criticism aimed at him and blunt it...
He also monstrously punished any attempt of rebellion, betrayal, or anyone who tried to step out of the line...
........
My skeptic mind whispered to me, that my father did not amass all of this fortune, and did not build his empire for me...
Any other shabby sperm would've taken a good care of the business, and grant him another son in my stead...
I suppressed this appalling notion inside of me, cause I knew that if I bestowed much thought on it, I would end up committing suicide...
All in all, the most acceptable state of affairs between humans is when the interests are mutual...If the interests converge at the same point, there's no problem out there...
............
When I fully comprehended Absurdism, I cherished my dad and his memory...
Even though, he was psychopathic thief, plunderer, and impostor...
............
I was systematically alternating between the second stage and the third on purpose...That is to say ambivalence..
When I found my older siblings treating others despicably...my temperament headed towards the second stage ( i.e., to despise and contemn )...
I deliberately summoned his atrocities, iniquities, and aired his dirty laundry in public...
............
By contrast, when my younger siblings mocked him...I reversed to the third, and responded apathetically...
I held them in high negligibility...
And I knew that their attitudes were gonna wreak havoc upon them, because it will render my older brothers frantically enraged...
............
The others never appreciated my sincerity...it was unrequited...
The same goes for my loyalty to my brothers, they had always put it in question...The others were clearly positive that I was never to pledge my loyalty to any of my brothers, and never to be trusted...
They never trusted my impartiality...
And because I was reading vehemently and veraciously about the leaders and patrons of survival and dominance to fittest...
My way to fully grasp my father's essence was laid bare...
I admired him much, and was flushed with his success...
Still, I didn't forgive him, because of the echo of the debris of conscience...
............
As time went by, I grew certain that Absurdism lies at the heart of this world...
Absurdism made me gaily receive all kinds of stuff that marches or rushes towards me...Woe is nothing...So, come what may...
............
We're friends now?...
So, we're mortal enemies tomorrow! who cares?!...
............
We're lovers now?
We might very well be foes, shortly...So, any impending treason or betrayal is most welcome...
............
I've never believed in Absurdism...
( I was entirely benign in nature, I even tolerated the devil himself to the extent of apparent foolishness)...
I embraced it as an exegesis, however...
Absurdism made me tend to people and spite and loathe them simultaneously...
I thought of them as childrens of acromania, and I reckoned that none of their behaviors is of merit or holds water...
I held their actions in derision, and met it with jeering laughter...
And subsequently, back to my senses...
............
Everything is A OK, and justified for the sake of show-off, money, lust, fame, foppishness, and dandyism...
There's are no such things as dignity, honor, role models, or principles...
I was jacked up and willing to take the next stab, even from the apple of my eye...
.............
Man slays cattle, buffalo, sheep, goat, hen, camel, peacock, and rabbit...
Man hunts foxes and sparrows...
Man annihilates insects and mosquitoes
Obliterates geckos and mice...
Augmented by cats and dogs...
Dismembers plants and Crushes grasses...
He is blatantly oblivious and indifferent to the fact that he's having the lives of some silent creatures going down the drain...
The silence has claimed yet another victim...cause silence in life exclusively means defeat...
Man tames lions, leopards, tigers, and apes...
.............
Let's turn to man's treatment to man...
Man kills another...
Even for the most abysmal and the grubbiest of reasons...
The high-born scion of a venerable does not marry the son of watchman, but in the pitiful and pathetic movies...
You're being very charitable to a beggar, nevertheless you keep a distance from him, lest your hands get stained, as if he were a demon spawned wretch...
.............
It doesn't matter how sober religions and philosophies try to intercept Classism...
It is here, unhindered, unfettered...
But my father did it!
He set the lands of our rival family on fire, and my elder brother assassinated their godfather and converted him into history...
Following a scorched earth, and a mournful loss...
They were reluctantly forced into negotiating a treaty with us...
They did it against the grain, especially because my father demanded that the daughter of their leader has to marry a groom - a stableman -, or a rancher - herdsman - of our own...
They completely lacked the resolution to reject, and were prompted to do whatever my father said...
My father refused to marry one of us - his sons - to her...
My little brother informed me that "dad had done this, because he is disinterested in her", but if he had been interested, it is absolutely certain that he would have replaced a were-to-be divorced wife - out of his four wives - with her...
............
Perhaps he wanted to ruthlessly humiliate and subject this family more and more with this...
It has also come to pass that this girl contemptuously and boastfully treated her husband the rancher, later...
At the same time, she was playing the role of the seductive enchantress on my dad to lure him into her love...
And she made it!
My father emancipated her from her husband...and married her thereafter...
............
In spite of this, nobody from our village ever called him a self-indulgent pervert, or the likes...
Everything he did was absolved, even if this thing was the insanity itself...
Nonetheless, Each time I saw the rancher's family excessively praising my father, holding him as divine...
Every time I hear them Reciting the favors he had done to them every so often and telling of his generosity and grace as benefactor...
I became thoroughly acquainted with the fact that nobody really thinks about the covert motivations...
...........
The human - any human - cares most about what he or she would get, regardless of the law of coincidence, or any other materialistic interpretations...
The liar, the killer, and the thief are not the blameworthy...
The deceived, and the victim, and those who eschew vice are the ones at fault!
...........
It doesn't matter who's wrong or right...
What the hell is the meaning of wrong or right in a world guided by aimlessness and meaninglessness?!
To always emerge victorious and triumphant is all that matters...
...........
Sometimes, I would like to express my love to my father in my own style, then I extrapolate my brothers scornful reactions, as if I were his nemesis or foeman!
I love him indeed, nevertheless I do it my own way...
My older brothers may one day get a grip on my way of loving dad, as they watch our younger brothers decry and demote him...
I totally know that neither my older brothers nor my younger ones know him as comprehensively as I do...
So it hurts so much to imagine the elders assuming my viewpoint immediately, overlooking the juniors' in the process!
............
So many years have passed since my father's death...
Every time I remember him, or his memory is evoked, I pray for mercy on his soul...
I beg of him to forgive my obfuscation, and to pardon my depreciation to his commandments and edicts that once baffled my acumen...
.............
Though my mind has understood the nature of Absurdism...
My heart is still having a hard time believing in the legitimacy of any leadership claimed through, and still bathing in the rejuvenating blood...
Yes, I love my dad...
Still, I don't worship him as do my senior brothers...
And I have an overwhelming respect for him, as my younger brothers do not!
.............
My father has lied, stolen, and killed...
That is not disputed...
But, I've had an insight into how he viewed this world...
Even though, It is a posthumous insight, a kind of belated one...
It only came after my father had prostrated amidst the bathetic approaches of the darn fools of my older and younger siblings...
Those who considered him a deity, and those who visualized him as the manifestation of the devil...
.............
I love him...
Solely...because he is my father...
My begetter...

20‏/04‏/2010

Something In The Air - 1999


شيءٌ ما في الهواء
.......
مِعطَفِك وقٌبَّعَتِك قد ذهبا ..
حقا أناً لا أقوى على النظر إلى رَفــِّك الصغير الخالي ..
دمية شعثاء ..
هذا يبدو كأننا لم نحظَ بفرصة أبداً ..
لا تنظري إلى عيني !
كنا غائبين في أحضان طويلة ..
لكن الغرفة ليست إلا مساحة فارغة ..
اَعتقد أننا عِشنا خارجها ..
شيءٌ ما في الهواء ..
جعلنا نبتسم بسرعة ..
وبعدها .. لم نستطع أن نفكر حتى في شيءٍ لنقوله ..
عشنا سوياً أفضل أوقاتنا ..
هجرنا بعضنا في أسوأها ..
رقصت معك كثيراً جداً ..
ولم يبقَ شيئاً لدي لأقوله !
................
فلنفكر بقدر ما نستطيع ..
أنا أعلم أنك رفعت رأسك عالياً ..
فقد تسابقنا من أجل وقت الوداع ..
حيث مكان اللاعودة ..
وهناك شيءٌ ما في الهواء !
شيءٌ ما في عيني !
رقصت معك كثيراً جداً ..
...............
شيءٌ ما في الهواء !
شيءٌ ما في عيني !
...............
ساحرتي ..
أنا خسرتك !
نحن لم نستطع تجنب تلك العثرة ..
الذنب العظيم !
الآن نحن بصدد أن ندفع وندفع ..
فهذا هو مغزى حياتنا ..
لم أصدق أني أطلب منك الرحيل ..
نحن حاولنا على قدر استطاعتنا ..
أن نحصل على ما نريد ..
لكننا فقدنا بعضنا على الطريق !
أخمن أنك تعرفي ..
أني لا أريد -أبداً - أحداً أفضل منك .
................
عشنا سوياً أفضل أوقاتنا ..
هجرنا بعضنا في أسوأها ..
رقصت معك كثيراً جداً ..
قولي ما تريدين ..
لكن ..
هناك شيءٌ ما في الهواء ..
فقد تسابقنا من أجل وقت الوداع ..
نعم .. أنا أعلم أنك رفعت رأسك عالياً ..
لم يبقَ لدينا شيئاً لنقوله ..
ليس هناك شيئاً في عينيّ !
.................
لكن ..
هناك شيءٌ ما في الهواء !
شيءٌ ما في عيني !
رقصت معك كثيراً جداً ..
هناك شيءٌ ما أود قوله ..
هناك شيءٌ ما في الهواء !
شيءٌ ما في عيني !
رقصت معك كثيراً جداً ..
................
آداء : David Bowie
ترجمة : أحمد مختار عاشور
قدمت لأول مرة في فيلم : Memento
..................
حمِّل واِسمع

19‏/04‏/2010

"عبث أبي"



.....


كنت أكره أبي ..
لكني عندما كبرت .. فهمته جيداً..
مرت علي 3 مشاعر في حياتي ربطتني به ..
..
الأولى .. المرحلة التقليدية ..
وجدتني أفعل كما يفعل إخوتي الكبار ..
أقدسه وأؤلهه .. وأقبل يده بإنحناء ..
وكنت أكره من يتناول سيرته بسوء .. بل وأبطش به ..
...
الثانية .. المرحلة التنويرية ..
وهي لم تكن لتقل سذاجة عن المرحلة الأولى ..
تبدلت مشاعري تجاهه تماماً ..
عندما اقتربت أكثر من سيرته ..
أدركت وقتها أنه كاذب وآفاق ومدعٍ ولص وقاتل ..
وعندما صرحت لهم بذلك .. وجدت من يعارضوني ينقسموا إلى قسمين ..
منهم من يريد السب والتشاجر ..
ومنهم من يبرر كل جرائم أبي بأسخف التبريرات الممكنة ..
لأنهم لا يريدوا أن يكرهوه .. فتنهار آمالهم القادمة مع إنهيار صورة الأب ..
وجدت إخوتي الكبار ينفرون مني وقتذاك ..
.......
وعندما خرجت إلى العالم وذهبت إلى بلاد أخرى بعيدة .. وتخلصت من شاعريتي وحسي المرهف .. إلى حدٍ ما ..
أدركت أن القانون المسيطر على الحياة هو قانون العبث ..
ودعك من محاولات التحضر التي نختبيء خلفها .. محاولين أن نداري بها فطرتنا العبثية التي وجدنا عليها أنفسنا في هذه الدنيا ..
............
في أي مكان ذهبت إليه ..
شرقاً وغرباً ..
بلاد تعبد الأبراص .. وبلاد لا تؤمن إلا بالعلم ..
لم أجد إلا عبث وفوضى واضحين في البلاد الأولى ..
ومثلهما .. لكن مستتران في البلاد الثانية ..
......
يجب أن يكون لك ظهراً ليحميك في أي مكان ..
....
وجدتني أعاملهم برقي وتحضر .. فلم ينتبهوا لكلامي طالما اسم عائلتي معروف ..
ظنوا أني أتخابث عليهم ..
.......
فأنا ابن القاتل الشهير ..
أخبرهم أني أتبرأ منه وأشرح لهم وجهة نظري في الانتماء .. فلا أقابل إلا شك وتخوين واضطهاد !
...........
وقتها أدركت قيمة أبي ..
وغضبت كثيراً .. لأنه مات متحسراً علي .. لأني لم أفهمه جيداً ..
وتبدلت مشاعري نحو المرحلة الثالثة ..
......
ولا أعلم .. هل لو كان أبي إنساناً وديعاً لما كنت لاَتعرض للاضطهاد؟؟ ..
وعوملت كإنسان محترم؟؟ ..
هل لو كان إنساناً محترماً ووديعاً .. لكنت نشأت في ذلك القصر المهيب الذي يخاف أشجع الشجعان أن يمروا أمامه ..
هذا قبل أن ينهار كياننا !
........
.. هل فعل هذا لنصبح أقوى من الأقوياء -أنفسهم- لكني لم أحافظ على مجده؟؟ ..
.............
هناك صخرة قرب عمود ..
اصطدمت بها فسألت : من الذي وضع الصخرة هنا؟
فأخبرني أحدهم : وضعها رجل طيب .. حتى لا تصطدم في العمود !
أسأل : من الذي وضع العمود أصلاً؟
يجيب : نفس الرجل الطيب .. وضعه هنا حتى ينتبه الناس لوجود الصخرة !!
..........
وأبي كان في حاجة للزعامة هذه ..
كان يتيماً فقيراً .. لكنه عبقرياً ..
مشكلة من يجد في نفسه العبقرية وتنقصه القوة ..التي يثبت بها نفسه في مجتمع فقير كقريتنا !
..
حتى تزوج أرمل غنية .. أعطته مالها وحنانها وكل شيء ..
وإن ظل بعدها مختبئاً عن أعين الرجال -خشية أن ينادوه بــ"زوج الست"- في مخابئ القرية مع بعض الأصدقاء المختارين ..
حتى وجد كنزاً ..
كما أنه أثبت نفسه -أيضاً- .. وأضاف كنزه لأموالها وضاعف تلك الأموال ألف مرة ..
بتجارته المشروعة والغير ..
وحفظ سيرتها وظل مخلصاً لها حتى ماتت ..
......
بعدها سلم نفسه لشهوته وتزوج وطلق من النساء ما يريد ..
ومع كل إمرأة قادمة .. كانت تجارته وثروته ونفوذه يزيدون أكثر ..
وكذلك غدره بالناس ..
وفي نفس الوقت .. كان يمنح رجاله كل ما يريدون ..
فهم الذين سيحفظون سيرته الطيبة .. وسيتغاضون أو يزيفون أفعاله الشريرة ..
ناهيك عن إنه كان يغلظ العقوبة على من يخونه أو من لا يتبع كلمته ..
...........
أخبرني عقلي المتشكك أن أبي لم يفعل كل هذا ولم يصنع إمبراطوريته هذه من أجلي ..
فأي حيوان منوي حقير كان سيؤدي نفس الغرض .. وسيأتي له بابنٍ غيري ..
إلا أني أخرست ذلك الخاطر بداخلي .. الذي لو كنت استغرقت فيه .. لفكرت في الانتحار ..
فكل دوافع البشر بلا استثناء تأتي بما يوافق مصالحهم .. فلو كانت المصلحة مشتركة فلا ضرر هنالك ..
.............
عندما فهمت معنى العبث .. أحببت أبي !
رغم أنه كان قاتلاً ولصاً وكاذباً .. ومريضاً نفسياً !
..............
كنت كثيراً ما اَترجح بين المرحلة الثانية والثالثة ..
عندما أجد تطرفاً من إخوتي الكبار تجاه الآخرين .. كانت مشاعري تجاه أبي تذهب إلى مرحلتي الثانية ..
حيث أظهر لهم كذبه وسذاجته وأمراضه النفسية ..
......
وكنت عندما أجد سخرية في حقه من قِبل إخوتي الصغار .. كنت أذهب إلى مرحلتي الثالثة والأخيرة ..
حيث أتجاهلهم تماماً !
وأدعهم لسذاجتهم التي لن تمنع تطرف ..
وستغضب عليهم إخوتي الكبار أكثر ..
..............
كان الآخرون لا يثقون في حبي لهم ..
ويتشككون أكثر في ولائي لكل إخوتي بلا استثناء ..
كانوا لا يؤمنون بحيادي ..
ولأني كنت أقرأ عن الزعماء وفلسفاتهم الضرورية من أجل البقاء والسيطرة ..
فهمت شخصية أبي ..
فهمته وأعجبت به ..
لكني لم أسامحه .. لبقايا إنسان مرهف الحس لا يزال متربعاً بداخلي ..
..............
أدركت ان طبيعة الحياة ذاتها هي العبث ..
العبث يجعلني أتقبل أي شيء من أي شخص ..
...........
ها نحن الآن أصدقاء ..
فمرحباً بعداوتك في الغد !
...........
ها نحن عاشقان الآن ..
فمرحباً بأي قذارة وغدر قادمين !
.............
لم أؤمن بالعبث أبداً ..
(بل وجدتني أبدو متسامحاً مع الشياطين - حتى- .. بصورة تجعلني أبدو كالأبله أمام الآخرين !)
لكني اعتنقته كتفسير ..
العبث جعلني متسامحاً مع البشر ..
ومحتقراً لهم في نفس الوقت ..
أراهم كالأطفال المجانين ..
اَبتسم من تصرفاتهم .. وأضحك ..
ثم في النهاية أعود لنفسي ..
......
في سبيل الشهرة والشهوة والنجومية والمال والاستعراض ..
لا يوجد شيء اسمه كرامة أو شرف أو مباديء ..
العبث جعلني أرحب بالطعنة القادمة .. من أقرب إنسان !
..............
الإنسان يذبح البقر والجاموس والخرفان والماعز والجمال والدجاج والديوك والأرانب والطاووس ..
.. ويصيد العصافير والثعالب ..
ويبيد الحشرات والبعوض ..
ويقتل الفئران والأبراص ..
الإنسان يتأله من القطط والكلاب ..
الإنسان يجز النباتات ويدوس على الحشائش ..
دون أن يأخذ في باله أنه ينهي حياة بعض الكائنات الصامتة ..
وما الصمت في الحياة إلا انهزام !
الإنسان يروض الأسود والنمور والفهود والقرود ..
...............
دعنا من غير الإنسان ..
الإنسان يقتل الإنسان ..
لأتفه وأحقر الأسباب ..
ابنة الوزير لا تتزوج ابن غفير إلا في الأفلام الساذجة ..
أنت تعطي الشحات حسنة وأنت تتحاشى أن تلمس يده حتى لا تتسخ ..
..............
مهما نادت الأديان أو الفلسفات بانهيار الطبقية ..
إلا أنها لا تزال موجودة ..
لكن أبي فعلها !
فبعد أن حرق فدادين عائلة تناصبنا العداء في البلدة وقام أخي الأكبر بقتل كبيرهم ..
عقدوا معنا معاهدة صلح مضطرين ..
اشترط فيها أبي أن تتزوج ابنة كبيرهم من ابن كلاف المواشي لدينا ..
ولم يقووا على الرفض إلا أيام قليلة , رفض فيها أبي أن يزوج أحدنا -أبنائه- إليها كما يودوا ..
وقتها أخبرني أخي الأصغر أن أبي فعل ذلك لأنه لا يتشهيها .. ولو كان يشتهيها لتزوجها هو بعد أن يطلق واحدة من زوجاته الأربعة !
..
ربما فعل أبي هذا لأنه أراد أن يذل تلك العائلة أكثر وأكثر!
صحيح أنه بعد هذا .. أخذت تلك الفتاة تعامل ابن الكلاف بصلف وغرور ..
في الوقت الذي كانت تمارس فيه فعل دلالها على أبي حتى يشتهيها .. ويتزوجها !
وفعل أبي !
طلقها من ابن الكلاف .. وتزوجها هو !!
..
رغم هذا لم يتهمه أحد من بلدتنا بأنه شهواني أو ما شابه ..
فكل ما كان يفعله أبي مبرر وإن كان فعل الجنون ذاته !
لكني عندما أرى عائلة الكلاف هذه وهي تسبح وتمجد بحمد أبي وأفضاله عليهم ..
حتى بعد مماته بسنين ..
أدركت أن معظم البشر لا يفكرون في الدوافع الخفية ..
...........
الإنسان - أي إنسان - يهتم بما يأتيه دون أن يعبأ بقانون الصدفة .. أو أية محاولات تفسير مادية ..
العيب ليس في الكاذب أو القاتل أو السارق ..
......
العيب في المخدوع والمقتول والمسروق !
.....
ليس مهماً أن تكون صائباً أم مخطئاً ..
فما الصواب وما الخطأ في عالم يقوده العبث؟؟
المهم أن تنتصر !
............
أحياناً أود أن أعبر عن حبي لأبي بطريقتي الخاصة فأتخيل ردود أفعال اخوتي الكبار وهم يوبخوني ويسبوني وكأني أكرهه !
أنا أحبه فعلاً .. لكن على طريقتي الخاصة ..
ولربما سيفهم اخوتي الكبار طريقتي تلك وهم يشاهدون اخوتي الصغار وهم يعبرون عن كرههم له روحة وغداة ..
أعرف جيداً أن لا اخوتي الكبار ولا الصغار يعرفونه مثلي ..
فيصعب علي أن اَتخيل أن يتحول الكبار لفكري مباشرة دون أن يمروا على الصغار أولاً !
............
مات أبي .. ومضت سنين على ذكرى وفاته ..
ولا أزال كلما ذكرته أترحم عليه ..
وأطلب منه أن يسامحني لعدم فهمي وتقديري لما كان يوصيني به ..
...............
رغم ان عقلي فهم طبيعة العبث ..
إلا أن قلبي لا يزال ينأى عن أي زعامة ملطخة بالدماء !
نعم .. أنا أحب أبي ..
وإن كنت لا أقدسه كما يفعل إخوتي الكبار ..
واَحترمه كثيراً كما لا يفعل إخوتي الصغار ..
................
أبي كذب وقتل وخان ..
نعم !
هذا حقيقي ..
لكني فهمت وجهة نظره في هذا العالم ..
فهمتها بعد أن انهار كيانه وسط الحمقى من إخوتي الكبار والصغار ..
بين من يراه كإله .. ومن يراه كشيطان !
.............
أحبه ..
لأنه .. فقط أبي ..

13‏/04‏/2010

"حضور غياب"



.................
طلب من مجلسه الحضور ..
وبمجرد ما اجتمعوا , قال :
"أنا هخرج أتمشى شوية وسطهم"
وكأنه ألقى بقنبلة على المكان
اِستطرد :
"لقد سئمت من إنكار الكثيرين لوجودي .. وسئمت أكثر من دفاع الأغبياء عن وجودي الذين يثرثرون ويتوعدون ويرهبون وكأني غير موجود !"
"سوف أخرج إليهم جميعاً"
"وهذا لتبليغكم .. لا لأخذ مشورتكم"
.....
وفعل ..
.....
وكان الأمر عجيباً ..
عندما وجدوه يسير وسطهم هكذا ..
في البداية ظنوا أنها خدعة .. إلا أنهم تيقنوا -بعد اختبارات بسيطة- أنه هو فعلاً !
ها هو ..
نزل أخيراً !
ليحقق رجاء المكلومين والضعفاء والمساكين والعجائز ..
....
حتى قرر التوقف بين 3 طوائف ..
طائفة القديم .. وهم الأغلبية .
وطائفة الجديد.. وهم الأقلية .
وطائفة أصحاب العقول.. وهم أقل من الندرة .
وإن كان الجميع كالنمل أو كائنات حية أحقر من النمل !
علم هذا ليس عند الراوي ..
.....
أخذ الأقدمون يهللون , واعتبروا هذا انتصاراً لهم وأخذوا يخرجوا ألسنتهم لأصحاب طائفة الجديد .. وهم يحملونه فوق أعناقهم ..
كانوا يرددون كلاماً حول أنه هبط إليهم ليأخذهم ليعيشوا في بيته الضخم العملاق ..
......
كانوا يطلبون توقيعه على كتاباته المقدسة ..
....
بعضهم نسي نفسه ..
فانطلقوا يخلعون ملابسهم ويرقصون كالمجانين بينما البعض الآخر أخذ يهلل ويُكَبِّر ..
كان لا يعترض على هؤلاء أو هؤلاء ..
حتى بعدما نشبت مشاجرة بين أبناء القديم ..
من يُكبِّر أخذ يتشاجر مع من يرقص ..
من كان يُقبِّله على وجنتيه أخذ يتشاجر مع من يفعل هذا على جبينه ..
كان لا يعترض !
يبدو مبتسماً على الدوام !
سالت الدماء ..
وظلت ابتسامته قائمة ..
ووقفته متخشبة ..
.........
وكان أبناء طائفة الجديد واقفين .. يرمقون المشهد , وأعينهم جاحظة في خوف , محاولين تبين الخدعة من أين أتت.
بعضهم أخذ يردد عبارات لا تناسب فكرهم ليركبوا الموجة القادمة ..
بينما تقدم بعض الشجعان باستفزازه حتى يتحرك ويثبت قدرته على البطش بهم
فلم يتحرك ..

لم يرد ..

الأقدمون هم من فعلوا ..

قاموا بالبطش بمن يستفزونه من أبناء الجديد ..
سبوا
ولعنوا ..

جرحوا وقتلوا ..

واعتبروا أنه هو من بطش بهم ..

هو من كان يقتل بأيديهم ويسب بألسنتهم !

وكان لا يزال مبتسماً وهو محمول على أعناق البسطاء ..
وظل كذلك حتى عنـ(بعـ)ـدما تشاجر أبناء طائفة الجديد مع بعضهم البعض ..
المتطرفون ضد المعتدلين ضد المتبدلين ..
كان لا يزال مبتسماً !
علا الصراخ ..
سالت الدماء ..
تهشمت الوجوه ..
تشاجر كل كائن مع غيره ..
اتحد بعض أهل القديم مع بعض أهل الجديد .. لتصفية حساباتهم مع ذويهم ..
للانتصار لأفكارهم المختلطة , المتناقضة ..
أصبح كل كائن يراه بصورة مختلفة عن الآخر ..
يطلب الجميع منه توضيح , فلا يرد !
أصبح كل كائن يشكله كما يريد !
يبرر لما يريد !
يأخذ من هنا .. ويشمئز من هناك ..
يرفض رأي هذا , ويقبل رأي ذلك من قبل التيقن ..ويذهب لمن يريد أن يسمعه صوت تبريره وتوجهه القادم ..
.......
كل هذا وهو ولا يزال ثابتاً , مبتسماً , مستمتعاً بتهليل البسطاء العواجيز حوله ..
......
بينما انقسم أهل العقول إلى ..
من يسجل ما يحدث بورقة وقلم ..
وثاني يصور ذلك المشهد .. صوت وصورة ..
وثالث ينظر بلا مبالاة لما يحدث , ثم يفعل بيومه ما كان مهيأ له أن يفعله !