محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

03‏/08‏/2009

السيدة تحلم

الحديد والحرير

.............

اليوم عيد ميلادها..

زوجها غائب عنها..

هارب..

كان مقاولاً..

إلا أنه أفلس بعد أن زاد سعر الحديد..

وتراكمت عليه الديون..والأحكام القضائية..

ففر بعيداً عن أعين المخبرين..الذين أثقلوا ميزانيته-التي أصبحت شحيحة أصلاً-..بالرشاوي التي كان يقدمها لهم لكي يتركوه!

رغم أنه كان يعرف مكايد الزمن وتقلبات الدهر..فكان يرفع من سعر تكلفة المعدات وأجور العمال..بحجة عدم الإحساس بالآمان..

لكن أسوأ ما في الأمر حين يتخيل الفرد أنه شيطاناً..فيكتشف أنه لا يزال طفلاً..

الشياطين الصغيرة تهرب..والشياطين الكبيرة تكرمها الدولة وتعينها أعضاءاً في مجالسها..

منذ ما هرب..

والسيدة تبكي كلما استيقظت..

عندما لا تجده جوارها..

أحياناً تنصت بتركيز متمنية سماع نحنحته وحشرجة زوره وهو في الحمام يبصق ويتمخط..

تلك العادة التي كانت تؤذي أذنيها وتُقرفها منه..

إلا أنها الآن تتمنى سماعها..

فلا تسمع شيئاً..

لكن اليوم عيد ميلادها..

الابن الاكبر في الجيش..

يخدم البلد..لعامه الثاني..

هو اختار أن يدخل الجيش ظابطاً..حتى لا يُهان من أحد كما كان يسمع!

الاوسط خارج مصر..في ليبيا..يكافح من أجل لقمة العيش..

والثالث يشتغل في محل حقير..لا يناسب مؤهله..بعد 5 سنين من الدراسة الشاقة المكلفة..

صامت طول الوقت..

توقف عن إشاعة جو المرح كما كان..

يقيم معها..وأخته..ابنتها..التي تذاكر بصورة يومية..

في الثانوية العامة هي..

تحضر الأم الفطور لهما..

يخرج الولد إلى عمله..

والابنة تعود للاستذكار في غرفتها..

وهي؟ .. تبقى للمطبخ والوحدة والحزن..

تخاف أن يكون أحدهم قد نسي عيد ميلادها..

تنتظر فقط كلمة طيبة وقبلتين من الولد والبنت..

و3 مكالمات..منها واحدة دولية..

تمر الساعات..ولا يبدو على أحد أنه تذكرها..

حتى تأتي الساعة الــ 23

باقي ساعة وينتهي عيد مولدها..

تشعر برغبة في البكاء..

إلا أن شيئاً في أعماقها يخبرها أن هناك معجزة قد تحدث في تلك الساعة..

النصف ساعة..

الربع ساعة..

الخمس دقائق..

الدقيقة..

الثانية..

تنام..

وتحلم..

زوجها قد دبر الأموال..وعاد مع الأولاد..

الأكبر بلباس الجيش..وقد بدا على وجهه بأساً وصرامة ورجولة غير ذي قبل..

الأوسط عاد من الخارج محملاً بالهدايا..

الأصغر عادت له ابتسامته..

والابنة تحيط كتفها بشال من حرير..

ويلتف حولها الزوج والأبناء..

يهللون ويرقصون..

ويحتضنونها ويقبلونها ويزغزونها..

فتخجل..

وتضحك..

وتستيقظ..

شاعرة بالسعادة..

فتجهز الفطور..

ويذهب الولد لعمله..

وتعود الابنة لغرفتها..

وتظل السيدة تحلم..

.................

هناك 3 تعليقات:

mero يقول...

الحلم مهم جدا في حياتنا.... لو بطلنا نحلم نموت زي ما قال محمد منير.. وهو اللي بيدينا القدره اننا نكمل في الحياه...... بجد برافو احمد أبدعت.. تسلم ايدك.... عايزين كمان

Kemo يقول...

رائعـــــــــــة.....حساسة جدا هذه المقالة .

Mona يقول...

أولا : أحياناً تنصت بتركيز متمنية سماع نحنحته وحشرجة زوره وهو في الحمام يبصق ويتمخط - ده أنا لو منها أحمد ربنا أنه غار فى ستين داهية وآلهى مايرجع :)) ديه أولا خارج سياق القصة

ثانيا: الحلم هو المكان الذى نخلقه لنذهب إليه بكامل إرادتنا لنعيش فيه كل ما نبتغيه فى هذه الحياة - لكن هل كل أنسان لديه تلك المقدرة على الحلم وخلق مساحة لنفسه للهروب من خلال الحلم؟

ثالثا: القصة جميلة كعادتك فى سرد القصص التى قرأت معظمها (لم تعجبنى تبادل الأزواج) وتشرح بصدق إحاسيس أمرأة تشعر بالوحدة وأفتقاد لمسة فرح فى حياتها فى سنها هذا - لوحة صادقة جدا تكاد أن تنطق (بغض النظر عن تمنى سماع التمخط والذى يدل على شدة الوحدة والتصحر العاطفى الذى تعيشه حتى أنها تتمنى أسوء الأشياء فيه)

رابعا: ليس له علاقة بالموضوع
I watched Punch Drunk Love,yesterday on mbc max - really I need to know why u consider it romantic, what is the romantic about it
I am not criticizing the choice, I want to know why u consider it one of the romances, and listed it on top of the list
أنا عارفة أن كل واحد وذوقه وحر فى أختياراته بس أحب أعرف وجهة النظر فى الأختيار لو مش حيضايقك

تحياتى - وأنا بعت لك أننا حنتقابل يوم السبت أتمنى أنك تقدر تجى المرة ديه