محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

15‏/04‏/2009

تأتي؟

ألقوا بي عارياً في مدينة مهجورة من البشر..كانت الرياح عاصفة..ظللت أصرخ فلم يُجِبنِي أحد..سقطت على قدمي جريدة بتاريخ الأمس..يقول المانشيت أن نهاية العالم غداً..بحثت كثيراً عن أية كائنات حية..فلم أجد..
...................
على سبيل الاحتياط..حملت ملابس كثيرة من محل قريب..ربما شاهدني أحد..لا أحب أن أُرى عارياً..بناطيل خروج ونوم وقمصان وتي شيرتات وشورتات وغيارات وفوط وأحزمة وجوارب وأحذية ودهانات تلميع أحذية وشباشب..صعدت لأقرب بناية عندما أنهكني التعب..أخذت ادق أبواب كل شققها..فلم يجيبني أحد..حاولت كسر أي من الأبواب هذه..لم أفلح أيضاً..حتى صعدت إلى الدور السادس..وجدت شقة بلا باب..أرضها رمال..لا يوجد بها أي شيء إلا عواميد أساس البناية..وحوائط!
قررت أن تكون هذه شقتي..ارتديت ملابس للخروج..ذهبت لأبحث عن محل يبيع الأبواب..أنا احتاج للبشر حقاً..لكن وجودهم سيكون غير مرغوب فيه لو استيقظت من نومي وفاجئتني طلتهم..لابد من باب..
كلت قدماي من السير حتى عثرت على غنيمتي..كان صاحب المحل مستلقى على مكتبه..بعينيين جاحظة..حاولت إيقاظه..لكنه ميت..كصاحب محل الملابس..حملت الباب على كتفي الأيمن..ومنشار في يدي اليسرى..وانتظرت بحثاً عن سيارة أجرة لا تأتي..فكسرت زجاج أول سيارة راكنة في طريقي..ونزعت سلكي التابلوه..إلا أنها لم تدر..ربما كانوا يخدعوني في الأفلام التي شاهدت فيها هذا..إلا أن محاولتي الرابعة قد باءت بالنجاح في السيارة السابعة..كان من الممكن أن أبحث عن سكن آخر ..دون البحث عن سيارة لتصلني لسكني المهجور..إلا إني شعرت بالانتماء نحو سكني الذي اخترته..نشرت الباب وركبته جيداً وابتعت له كالون بمفاتيح..وذهب ثانية لصاحب الأبواب وأخذت منه سرير ومقاعد..ثم ابتعت كسوات للمخدة وملاءات للسرير وبطاطين وأغطية..وسجاد وحصير للأرض..وصور وبوسترات زينت بها حائطي الذي دهنته..
...................
لأني يجب أن آكل وأشرب..فابتعت بعض الأطباق والمعالق..كبيرة وصغيرة وأواني وشوك وسكاكين وأكواب ودوارق ومغارف ومصفاة..من بائع ميت..وخبز وملح وتونة وطحينة ومجمدات ومكرونة وفاكهة وليمون وصودا وماء معدني وزيت وسجائر وولاعات وكبريت وشاي وسكر ونعناع وقهوة وكريمتها ونسكافيه ولبن..من سوبر ماركت كل عماله متجمدون..أكثر ما أحزنني أني فقدت مذاق ورائحة فلافل وفول الصباح مع موسيقى صوت المطحنة..
كنت قد ابتعت بوتاجاز..لكن الأنبوبة كانت ثقيلة علي..ولا يوجد غاز طبيعي..فاستبدلت البوتاجاز بالوابور الذي كنت غالباً أفشل في ملئه وأحياناً يهب في وجهي فاستبدلته بالكانون الذي هو اختراع بدائي..عبارة عن بعض الطوب الاحمر يحيط ببوص قابل للاشتعال..ولأني أحب الأرز لكني لا أستطيع صنعه..فابتعت كتاباً عن الطبيخ وأيضاً احتياطي ذهبت لمطعم وجبات جاهزة..وحملت الأرز الناضج..لكنه يحتاج فقط للتسخين..
ولأني يجب أن أغسل ثيابي فاشتريت غسالة..من آخر ميت..تذكرت أن ملابسي متسخة..فخرجت لأبتاع مسحوق الغسيل..بإمكاني أن ابتاع ملابس جديدة كل يوم..لكني أحب ملابسي..
تذكرت أن الحوض قذر بالأطباق المتسخة..فخرجت لأبتاع سائل غسيل الصحون..كل الباعة كانوا أمواتاً..أتيت بكومبيوتر..وجدت أن النت مستمر..لم ينقطع..فسرقت وصلة من مركز النت المجاور بالأسلاك التي وجدتها..كنت أدخل أي موقع..فأجدني المتصفح الوحيد لهذا الموقع..كانت إيميلات الإعلانات للنصابين لا تزال تُرسل إلي..أخذت اتعلم كل شيئ..وأبحث عن أي بشر..دخلت أشهر وأكبر غرف الشات العالمية..فلم أجد غيري..أحياناً عيناي كانتا تصابا بالإجهاد فأتخيل أن هناك مستخدم قد دخل غرفة الدردشة..فأجحظ بهما..فلا أحد..فدخلت لمواقع طب العيون..وشخصت حالتي..وابتعت دواءاً من صيدلية صاحبها ميت..
خطر في بالي أن يعود البشر وتعود الحياة من جديد..فأخذت أتدرب يومياً على تكسير خزائن البنك المجاور..حتى كُسرت بعد شهرين..وحملت الملايين إلى منزلي..
...................
على سبيل الأمان..دخلت قسم شرطة..وأخذت كل المسدسات من جوارب الظباط الميتين فيه..وخرجت بها..وأخذت أمرح بها..فكرت أن أصيب نفسي..فأطلقت طلقة على حافة ذراعي بعد أن احترفت التصويب..فأصابت فقط جزءاً من العضلة..فذهبت لمستشفى..وعالجت نفسي..وصنعت الغرز لذراعي كما تعلمت من الإنترنت..ابتعت محمولاً..وخطاً..وكروت شحن..وأخذت أتذكر الأرقام التي أعرفها..أخذت أتذكرها على الورقة والقم..هناك أشياء يصعب معها استخدام أزرار الهاتف أو الكومبيوتر..أهاتفها..هناك من خرج من الخدمة..وهناك من لا يرد..فأرسلت إليهم جميعاً.."كلمني شكراً"..علهم يهاتفوني لو وجدوها..وضعت المحمول في الشاحن..ونمت..
استيقظت شاعراً بملل شديد..فأخذت أتعلم على الانترنت كيفية قيادة القطارات والطيارات..غسلت ملابسي بضخ المياه في الغسالة ثم نشرتها بعد ان ابتعت بعض الحبال..كَويّت الملابس عندما جفت..وأخذت عصائر وأطعمة من الثلاجة إلى حقيبتي..وسافرت لبلادٍ بعيدة..أهاليها ميتة أيضاً..وابتعت أشياءاً من هناك على سبيل الذكرى..وإن تخبطت كثيراً..قرابة عامين..حتى استطعت بمعجزة وصدفة أن أصل ثانية لبلدتي التي أُلقيت فيها في البداية..
شعري وذقني كانا مغبران..فابتعت ماكينة حلاقة..إلا أني شوهت منظري..شعر رأسي كالمطبات..فحلقتها زيرو..وابتعت جِّل..لأعتمد عليه في المستقبل خيراً من الحلاقة..
كانت المياه مقطوعة..ولم أفهم كيفية تعلم تصريف شبكات المياه من النت..فاعتمدت على المياه المعدنية..
والصرف الصحي..كان مسدوداً..فكنت أقضي حاجتي فوق السطوح..وعندما زادت الرائحة وتكومت الفضلات..كنت ابتاع عطوراً كثيرة أخلطها بجرادل مياه..وأرش بها السطوح..حتى ينالني التعب ..فاستحم ببقيتها مع صابون ولوفة وأضع دهان لشعري..بعدها أمعجن أسناني بالفرشاة..وأقص أظافري بعد أن لانت قليلاً من أثر الغسل..اليمنى بالمقص واليسرى بالقصافة..ثم أمرن جسدي قليلاً على جهاز رفع الأثقال الذي ابتعته مؤخراً..
والكهرباء ظلت موجودة..هناك نور..لكنه شاحب..
.....................
جبت البلاد بطولها وعرضها..هناك من تجمد وهو يمسك مدفع رشاش أمام سياح..والرصاص بعضه تجمد في الهواء..وبعضه اخترق الأجساد..هناك من تجمد وهو يلقي بزجاجات مشتعلة على منازل البهائيين
هناك من تجمد وهو في طابور عيش
هناك رجل أعمال متجمد في المطار
هناك صحفي حكومي تجمد وهو يكتب أسفل صورة الرئيس..
هناك من تجمدوا أمام طابور العيش..أو أمام موظف يشبه السنجاب..
هناك من تجمد وهو يصلي
يغني
يحج
يسرق
يضاجع
يرتشي
يقتل
يلعب
يصمت
ينام
هناك من تجمد وهو ميت..
وهم كثر
ترى لو كانت عقولكم تتكلم بعدما تخشبت أجسادكم..فهلا أخبرتني بمدى رضاكم عن حياتكم؟
....................
الممل أنه لا جرائد هناك..ولا جديد في الأدب أو الفن..لا بأس..يمكنني مشاهدة كل الأفلام التي أُنتجت قبل نهاية العالم..وكل الأغاني التي لم أسمعها..وكل الروايات التي كتبت..وكل الجرائد العالمية..وأن أتقن معظم اللغات..وأتدرب على النطق الصحيح..
فعلت هذا وأكاد أكون أجدته..
فأنا المتعلم..والمعلم..والناقد..
أنا الممتحن وأنا المصحح..
أنا الآن أفضل شخص في التاريخ..
وأسوأه أيضاً..
الطريف أني بعدما قرأت تاريخ العالم بأكمله..كادت أعصابي تحترق من كم الغباء والشر البشري..
كل الأشياء تتكرر..والناس تنسى..وتصدق ما تريد تصديقه..ويقبلوا العيش بذل وخنوع..رغم معرفتهم بالحقيقة المُرة..
فأخذت أكتب كل تاريخ العالم بأسلوبي وإعدادي وترتيبي..وأخذت أربط الأحداث المتشابهة ببعضها البعض..ربما بقت كتابتي هذه ذكرى أو عبرة لمن يراها..
سجلت ما كتبته على فلاشة..و2 ميموري كارد كنت أوصلها للكومبيوتر بقارئها..وصورت نسخة منه وسجلتها في ملفات الشهر العقاري متبعاً الاجراءات المدونة هناك..على سبيل الاحتياط..وذهبت لمطبعة شهيرة..وطبعت الكتاب هنالك وصممت غلافه بنفسي..وأخذت كل نسخه وأخذت أوزعها في الشوارع في أماكن متفرقة..
......................
والجنس؟
لست من هواة العادة السرية..وهناك احتياج مُلِح..فكرت أن أمارس الجنس مع فتيات ميتات متجمدات كاللاتي أراهن دوماً في كل مكان..إلا إني جربت هذا مرة..مرتين..فأصابني القرف..
بحثت عن بدائل على الإنترنت..فكانت هناك موديلات من لحم ودم..سافرت وابتعتها..إلا أني وجدتها لا تفرق كثيراً عن الميتات المتجمدات..لكن ميزتها الوحيدة..أنها قد لا تخونك مع آخر..
.................
بعدما كنست الشقة بالمكنسة ومسحتها بالممسحة والغاز الذي أحب رائحته كثيراً..
فكرت في أمر ما..أخذت مفتاح الشقة ومولت السيارة بالبنزين وذهبت لقصره..
كان الظباط والعساكر متجمدين..توقعت في لحظة أن يمتلئ جسدي بالرصاص أو على الأقل بالليزر الأحمر..
لكن هذا لم يحدث..بحثت في أرجاء القصر..حتى وجدت تلك الأسرة حول مائدة الطعام..
متجمدون..وبدا كبير الأسرة..متجمداً بصورة قبيحة..كالصور التي كانت تلتقطها له جرائد المعارضة لتظهر قبحه..
صعدت على المائدة..وأخذت أنظر إليه كثيراً..أحاول أن أفهم ما فعله بنا..
لكنه ميت..لن يتحرك..مسكت رأسه بين كفتي..كأني أريد أن أعرف ما الذي كان في رأسه..
صفعت ولده أمامه..ونظرت إليه..لم يتحرك..هو الآن ميت..
.................
أتذكر في طريق العودة أن ابتاع "مشترك"
أعود لبيتي
أضع فيشة الكاسيت وفيشة الكومبيوتر وفيشة التلفزيون وفيشة الفيديو وفيشة شاحن الموبايل وفيشة شاحن الــإم بي ثري
استمع لأغاني من كاسيت كبير..
"Iam..Iam Everyday People"
الأغاني خُلقت للكاسيت ولا استسيغ سماعها على الكومبيوتر كما لا استسيغ مشاهدة الأفلام إلا على الفيديو وخاصة لو كانت من توزيع شركة انتاج هابطة تعرض في البداية اعلانات سمجة لذيذة!
جميل أن تعيش في عالم تخرج فيه بلا مال ولا بطاقة شخصية
حيث لا يوجد رأسمال محدث نعمة ولا عسكر محدث نفوذ
...................
لكن نفسيتي لا تزال ضجرة يائسة..
أتجرع بعض البيرة..ترفع من اكتئابي..
فأصنع القهوة..
واتناولها مع سجارتين..
استعد للخروج من المنزل..لكني شعرت أن قلبي يخفق بشدة..كانت دقاته تتجاوز ال 120 في الدقيقة..
أخذت أقلب في صفحات كتاب طبي ملقى بجواري على النضد باحثا عن أسباب هذه الزيادة المفاجئة في عدد دقات القلب..فكانت الأسباب بترتيب التأثير الأقوى هي:
1_التدخين
2_تناول القهوة
3_تناول الكحوليات
4_التعرض لضغط عصبي أو نفسي شديد
الطريف في الأمر إني ليس فقط تعرضت وتناولت تلك الأشياء الأربعة في أقل من ربع الساعة..بل إني فعلت_أيضاً_ بالترتيب..من الأقل فتكا بالقلب..حتى الأشد!
استلقي على السرير..أنظر إلى السقف..
..............
انتظرها تأتي
...................

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

القصة حلوة الى حد ما ,بس انا ملاحظ انها مكررة تيمة نهاية العالم ,كتير من الافلام اتبنت على الفكرة دى , والراجل اللى يبقى وحيد فى الاخر .....الخ , بس اسلوبك ظاهر اوى فى القصة دى , العنوان غريب شوية بس انا حاسس انه بيدى حالة معينة من الحيرة والانتظار, شخصيتك واضحة اوى فى الكلام اللى بين السطور , كأنك بتوصف نفسك او حالة الحالية او السابقة مش عارف بالظبط .


احمد على السيد

غير معرف يقول...

اه صحيح القصة نستنى حاجة مهم اوى ...
حمدلله على السلامة يا معلم .

احمد على السيد .

Unknown يقول...

nice story

Unknown يقول...

المفروض نحتفل كلنا باليوم القومي لتقديم الساعة في التوقيت الصيفي علشان باين كده ان هي دى الحاجة الوحيدة اللي بتتقدم في مصر