محتوى المدونة لا يناسب من تقل أعمارهم عن 17 سنة !! (مش أنا اللي بقول)

OnePlusYou Quizzes and Widgets

Created by OnePlusYou - Free Dating Sites

سـِفـْرْ عـَاشـُوريات

30‏/12‏/2009

فيلم القرن!

" إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا .. فأينما وجد الظلم .. فذاك هو وطني"
"لا أعرف حدوداً .. فالعالم بأسره وطني "
"لا يهمني متى وأين سأموت"
(من أقوال جيفارا)
.........................
Avatar - 2009
.........................
إخراج وتأليف وإنتاج ومونتاج :
James Cameron الحاصل على 3 جوائز أوسكار (كلها عن فيلم Titanic - 1997) , الفيلم الحاصل على 11 أوسكار , كما انه صاحب أكبر إيرادات في تاريخ السينما .. حقق مليار و900 مليون دولار) وقام أيضاً بإخراج جزأي Terminator وحصد الجزء الثاني 4 جوائز أوسكار ونال فيلمه Aliens - 1986 (الجزء التاني من سلسلة الخيال العلمي الشهيرة) جائزتي أوسكار .. بالإضافة لجائزة لفيلمه The Abyss – 1989 ..
وعلى نفس تيمة أفلامه , أتى هذا الفيلم ..
هناك رومانسية , وحنين إلى الماضي حتى بخرافاته وآلهته القديمة , هناك قُبلات صادقة , هناك إنسانية لن تخبو في جنس البشر مهما تطور العلم المادي , هناك إمرأة يمتزج بها القوة بالضعف .. هناك إبداع سينيمائي يفوق الوصف !
هنا مخرج عبقري إذن!

.......................
الممثلون :
أبطال هذا الفيلم غير معروفين لنا , ربما فقط
Sigourney Weaver بطلة سلسلة الخيال العلمي Alien (آخر إبداعاتها كان آدائها الصوتي للكومبيوتر في فيلم Wall.E - 2008) وتعرفنا -ربما- لأول مرة على Sam Worthington (جاك سولي) بطل الفيلم , وكان تمثيله مناسب لمستوى الفيلم , فالأبطال الحقيقيون لهذا العمل الرائع هم من كانوا خلف الكاميرات .. هم الجيش الفني المكون من أكثر من 500 فنان , ولا أنسى أن أشيد بــ آداء الممثلة Zoe Saldana (نيتيري)
التي رغم المكياج والأقنعة ألا انها أجادت التعبير ببراعة عن أدق مشاعر الغضب والفرح والرومانسية والخجل .. أيضاً أبدع الممثل صخري
Stephen Lang في آداء دور الكولونيل (مايلز كوارتش)
........................
هم أرسلوا إلينا رسالة .. انهم يستطيعوا أخذ ما يريدون .. حسنٌ .. نحن سنرد عليهم برسالة .. نصها : تلك هي أرضنا!
........................
الموسيقى التصويرية لــ :
James Horner .. الموسيقار العبقري الحاصل على 2 أوسكار عن أفضل أغنية وموسيقى لفيلم Titanic - 1997 .. وقد سبق لنا الاستماع إلى ألحانه الساحرة في أفلام Braveheart - 1995 و Glory - 1989 و Troy - 2004 و Beautiful Mind - 2002
..........................
معنى Avatar
بحثت عن أدق ترجمات للكلمة فوجدت ..
المعنى المباشر : هو برنامج جرافيك يجسد البشر على الكومبيوتر.
المعنى الرمزي : هو الإله عندما يتجسد في صورة بشر.
المعنى الاستنتاجي : هو التحقق من الذات وإثبات الفلسفة ووجهة النظر الشخصية.
(والــ3 معاني ستجدها في الفيلم دون أي إقحام أو تحايل !)
...................
هل لازلت تذكر مع أي فريق أنت تلعب؟؟
...................
القصة باختصار :
في سنة 2154 .. تذهب بعثة علمية\عسكرية إلى قمر باندورا التابع لكوكب يبعد عن الأرض بملايين السنوات الضوئية .. من أجل استكشاف ثروات هذا الكوكب والاستيلاء عليها .. ومن هنا تتضح الرموز السياسية التي ستمكنك -بعدما تنتهي من مشاهدة الفيلم- أن تعتبره دليل رمزي على إدانة النظام الأمريكي العدواني السابق ..
هذه البعثة مكونة من علماء من كل المجالات .. وكذلك عسكر وقادة .. وهناك ظابط البحرية "جاك سولي" الذي سيكون بطل المهمة .. وجاسوس البعثة لدى أهل باندورا..
سنعرف في بداية الفيلم أن "جاك سولي" قد خاض حرباً وأخيه .. فأصيب الأول بالشلل ومات الثاني .. وكان الأخ المتوفي هو المهيأ والمدرب لهذه البعثة .. لكن بعد وفاته استبدلوه بأخيه المشلول "جاك سولي" نظراً لأنهما توأم (نفس المادة الوراثية) .. سيذهب "جاك سولي" معهم مقابل أن يجروا له عملية استبدل نخاع شوكي بالمجان .. حتى يستطيع السير من جديد ..
وفقدان الأخ التوأم هنا صورة رمزية عن أي إنسان فقدناه في معركة الحياة فحزنّا عليه لدقائق .. لكن الحياة تستمر .. ويأتي البديل .. لعبة الأقدار
وتبدأ المهمة بعملية مزج المادة الوراثية لــ (جاك سولي) بالمادة الوراثية لأحد كائنات باندورا .. ينام (جاك) والأقطاب على رأسه .. وتبدأ عملية الانتقال الآني .. جسده الجديد يسافر بينما جسده الأصلي يظل نائماً في المختبر..
هو الآن بجسد ووجه يشبه هؤلاء المخلوقات , لكن بعقل (جاك سولي).
وتبدأ المغامرات , والمطاردات .. يقاوم ويهرب من حيوانات الكوكب .. حتى يصل لعقلائه .. "النافي" .. هم قوم يشبهون البشر مع اختلاف الطول والشكل واللغة
والثقافة..
يتعرف على ابنة زعيم الكوكب (نيتيري) .. ومن بعدها على كل القبائل .. يقابلوه بالشك حتى ينجح في إقناعهم بأنه إلههم المنتظر القادم من السماء ..
يصلي معهم متندراً على إلههم (إيوا) .. يتعرف على طباعهم .. يندهش من بدائيتهم .. تسحره فطرتهم .. تأسره (نيتيري) بقوتها وبرائتها ..
حتى يقرر الجنرال (مايلز) أن يبطش بالكوكب ويبيد أهله ..
فهل وقتها سيظل (جاك) على ولائه لوطنه الباطش أم سيتحول مدافعاً عن وطنه الجديد؟؟
............................

كل شيء أصبح مقلوباً الآن , وكأن العالم الحقيقي هناك .. وهنا الحلم!
............................
ستلاحظ أن
Avatar خليط من كل هذه الأفلام .. Braveheart - 1995 و The Matrix - 1999 و Dances with Wolves - 1990
و
Equilibrium - 2002 وثلاثية Lord of Rings
وفي رأيي .. هذا الفيلم تفوق على كل هذه الأفلام ..
.....................
رغم ان الفيلم لم يكمل شهراً منذ بدء عرضه في دور العرض إلا انه يقترب من النصف مليار دولار إيرادات .. ربما يصل الصراع في الايرادات التاريخية في النهاية بينه وبين فيلم
Titanic - 1997 وفي الحالتين "James Cameron" مخرج العملين هو الفائز!
.....................

(من وحي الفيلم)

- الرومانسية والحنين هي البدائية والتراث
- لا تأبهوا لما أفسده الحمقى من أصالة البدائية .. حتى لا تصبحوا أكثر حماقة منهم!
- نحن لا نزال نحبو في سبيل الحصول على الحرية بينما هناك .. ملّوا منها وفضلوا العودة إلى البدائية بخرافاتها الودودة
- الصراع بين العلم والبدائية
- وجهة نظر تشاؤمية كالعادة : العلم سيتوقف وسنعود للبدائية من جديد , وسنعيد كل شيء ثانية.
- لا العلم انتصر , ولا البدائية , ومهما حاولت .. سيظل هناك مريدين لهذا ولذاك.
- أنت عاجز , مشلول في الحقيقة , وقوي ومهرول في الحلم ..
- الحقيقة هي العلم , الحلم هو الإله ..
- الحقيقة مادية صادمة قاسية , الحلم رومانسي حالم آمل.
- شئنا أم أبينا .. فأنت -بكل تأكيد- نائم في الحلم ولو قاتلت فيه .. لكنك مستيقظ أمام الحقيقة
..................


واقرأ أيضاً ما كتبه الصديق \ محمد أسامة عن الفيلم هنا

22‏/12‏/2009

الانبهار الخلوي 19 : ويسألونك عن التنصير!



"ويسألونك عن التنصير"



هذه التدوينة إهداء لسكان مصر الأصليين.

.......


1
إذا كان التنصير إتهام إذن فــ الدعوة الإسلامية جريمة !
فالأولى لا نعرف أصحابها ..
لكن الثانية نكرم أصحابها ونفتح لهم المحطات الفضائية وصفحات الجرائد ..
ولو أخبرتني أن الدولة إسلامية لا يجوز فيها التنصير
فكأنك تقول : أنا بلطجي وإذا كان عاجبك
(لو كنت من هذه النوعية , فلا أحبذ أن تكمل مقالي وعليك أن تكتفي بلعني وامضِ لحال سبيلك)
2
وجب على أي مسلم أن يتبنى فكرة وجود منصرين في المجتمع كما يوجد مأسلمين..


وإن رفضت وجود دعوة مسيحية فأرفض وجود دعوة إسلامية بالمقابل!
لأن لو كل إنسان آمن ببطلان الفكر الآخر .. إذن فليدعه ينتشر لكي تظهر بطلانه للآخر
لذلك أنا انتمائي للفكر الواقعي
يجب عليك أن تعرض الواقع كما هو دون تزييف , فإن كان واقعك مخالف لفكرك فيبقى تخرس , وتعيد النظر في فكرك من جديد
وإن كان مؤيداً لفكرك فمرحباً بك
3
وبالله عليك يا شيخ لا تخبرني أن هناك عقول ضعيفة قد تؤمن بدين آخر لو انتشر .. فكأنك بهذا تنفي صفة المشيئة عن الله
فهناك عشرات الآيات التي يخبرنا فيها الله أن الهداية أو الضلال أمر عائد إليه وحده ..

(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الأنعام 39)
ولو أنّنا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قُبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) (الأنعام 111)
وإن كانت الهداية أمر صعب جداً كما تلاحظ في الآية السابقة , فهل يكون الضلال بهذا أمر في منتهى السهولة ؟؟؟
ألا يجب أن نتوقع من إله رحمن رحيم أن تكون قدرته على الضلال أبعد وأصعب من قدرته على الهداية؟؟؟
(إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون) (يونس 96)
(وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) (يونس 100).
إنا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعوهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً) (الكهف 57)
(إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل) (النحل 37).
(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (القصص 56).
(ولو شاء الله لجعلكم أمةً واحدةً ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء) (النحل 93).
(ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا) (الشورى 52).
(ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) (النحل 36)
(وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (الأعراف 43).
(وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم) (إبراهيم 4).
وفي الآية الأخيرة نجد أن رغم إرسال الله للأنبياء إلا أن مشيئته هي التي تتحكم , فما بالك بغير المُرسلين أصلاً
وإذا كان الأنبياء أنفسهم لا يملكون أمر هدايتك , فإن
الله سبحانه ليس بحاجة إلى من هم أقل من الأنبياء ليضلك!!
وهو أيضاً ليس بحاجة إليك أيها العبد الصعلوك المتوهم لكي تمنع هذا أو تكمم صوت ذلك!
4
نأتي لنقطة اتهام البعض بأنهم منتصرين - تلك التي لا أراها تهمة أصلاً كما وضحت - لكني أذكر الكلمة مجازاً
هؤلاء المُتَهِمين لهم قدرة هائلة على قراءة ما بداخل المنصرين الذين لا يدعون انهم كذلك!!
فمعظم من قرأت عنهم انهم مُنصرون .. أجدهم يضعون أسس وآليات للشك من أجل الحرية وحتى لو اختلفنا معهم في جزئيات كثيرة إلا أن أسس الشك التي قد ينتقدون بها مظاهر الدين الإسلامي -وأحياناً الإسلام ذاته- ستجدها لو طُبقت على المسيحية أو على أي ديانة أخرى تحكم رجالها في الهواء الذي نتنفسه .. سيحدث نفس تأثير الهدم! ..
5
لم أسمع من قبل عن أي مسلم أو مسيحي مصري بدل دينه إلا لو كان من أجل مال أو بعد قصة حب
لم ألمح أبداً أي مبدل لدينه لمجرد قناعة فكرية
(وحتى لو وجدت هؤلاء فستجدهم يعانوا الأمرين في المحاكم بعد رغبتهم في الرجوع لديانتهم السابقة مرة أخرى .. ربما بعدما اكتشفوا أن العيب لم يكن في أي دين أبداً .. العيب دائماً في رجال كل دين)
6
ما الهدف من إتهام الآخرين بالتنصير؟؟
هو فقط لتأجيج عقلية أي مواطن جاهل بسيط لا يفهم أي شيء , يقرأ مقالاً به اتهام بالتنصير لفلان .. فيفغر فاه ويرفع حاجبيه ويشخر ثم يحمد الله على انه كشف له حقيقة ذلك الكاتب الذي كان يحبه قبل أن يتأثر به ويتنصر ولعياذ بالله
وبهذا يكون هذا المواطن البسيط قد حقق هدف كاتب المقال الخبيث أكثر مما تصور هذا الكاتب
ولن ينجح مخه الأجوف في تخيل أن في الأمر ملعوب آخر
فلو أن فلان أضرك في شيء ما بعيد عن الدين..
أيهما أفضل لك؟
أن تكتب مقالاً وتقول أن فلان كخة وزعلني ولن يسمعك أحد
أم أن تحول الخصومة الشخصية إلى عامة فتتهم فلان بالتنصير .. فتبقى أنت والمعاقين ذهنياً عليه؟؟
اختار!ا
غير ان الواجب عليك كمسلم محترم ألا تنتصر لمسلم مثلك إن اتبع طريقة قذرة في الصراع
فأصبح شيئاً طبيعياً أن تجد شخصاً قد تحول من ليبرالي إلى متخلجن لوجود عرض مادي .. يشترط عليه أن يفضح أصدقاءه القدامى مع بعض السب في المسيحية ..
بل تصل القذارة بهذا الشخص أن يسرق مقالاً من كاتب ملحد يطعن فيه في ظهور العذراء فيتحول المقال من لغة عقلانية ناقمة على الخرافات إلى لغة طائفية قذرة!!
وكأن الدفاع عن الإسلام اقد اقتصر على السفلة والسذج واللصوص !
فبعد أن انتشر الإلحاد على ساحات النت .. أصبحت موضة الكراهية الجديدة : إلحق ده تبشيري , ده بيهاجم الإسلام بس
بل تطور الأمر لمزيد من السخرية لدرجة اني أكاد أموت من الضحك عندما أرى الإسلاميين وهم يدافعون عن الإسلام على خلفية مقال إلحادي وفي الوقت ذاته يطلبون من الكاتب الملحد أن يسب لهم المسيح والعذراء لكي يبرهن إنه ملحد بجد , وكاره لجميع الأديان .. لا الإسلام فقط !!
قمة العبط اللي في الدنيا!ا
رغم ان الطبيعي .. انه لو انهارت المسيحية فسوف ينهار الإسلام لكن تجد هؤلاء الفذاليك يردوا عليك بأنهم يسبون يسوع المسيحية لا يسوع الإسلام ..
وهذا كلام لا يحتاج لتعليق بالطبع!ا

06‏/11‏/2009

"رَجُل الزُجاج"



..............

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

..............

رغم إني لا أود أن أتناول سيرة هذا الرجل وأفضل أن أسير في الحياة متغنياً بجمالها وأعبائها الملموسة .. إلا اني سأفعل ذلك الآن .. لأني تأملت قليلاً في عربته المهجوة بعد أن كنت أمرر عيني عليها مرور الكرام غادياً .. عاشياً .. من وإلى بيت أبي ..

يسألني أبنائي ونحن في شرفة منزل أبي الذي تربيت فيه عن هذه العربة القديمة .. فأخبرهم انها لبائع الزجاج

فيسألوني عنه : هل كان صالحاً أم طالحاً؟

فأجيب : الله يرحمه .. كان في حاله

فيسألوني : لماذا الزجاج الذي على عربته مُهشم؟

فأخبرهم : ربما بعض الأطفال ألقوه بالحصي

فيسألوني : لماذا فعلوا هذا؟ .. وهل الأطفال هؤلاء صالحون؟؟

فلا أرد

............

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

............

أحيانا ألحظ عربة الزجاج خاصته مهجورة يملؤها الغبار أتذكره .. وأندهش كثيراً

كيف بعد كل ما حدث .. وبعد كل هذا الزمن .. أن تظل عربته موجودة؟؟

لماذا لم يسرقها أحد؟

لماذا لم تذهب إلى الحكومة؟

لم أجد جواباً حتى الآن

لكن .. دعوني أتلو عليكم أكثر مواقف أذكرها عنه

...............

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

...............

بدين تلك البدانة التي تميز مرضى نقص إفراز هرمون الدرقية .. يسكن الشقة التي تقابلنا .. في الدور الأول .. ليس له أهل .. ولا أصحاب .. ولا علاقة مع أي جار ..

...............

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

...............

أطرق بابه (فلا يوجد لديه جرس) .. يفتح بعد وقت .. أحيانا أشعر به يتلصص علي من العين السحرية لوقت طويل .. كأنه يفكر "ماذا يريد منه الآخرون؟" ..

أطلب منه بابتسامة الأجرة الشهرية لتنظيف العمارة التي يتولى أبي شئونها .. فيرحل قبل أن أكمل كلامي ساحباً معه وجهه المتجهم .. أسترق النظر إلى الشقة عبر فرجة الباب .. فتصطاد أنفي رائحة عطارة قديمة أحببتها .. بينما عيني تقتنص بعض الكتب المُتربة أعلى كرتونة في أول الصالة .. لاحظت عنوان لكتاب أو اثنين لكني لا أذكرهما الآن .. هي كانت كتب فلسفية أو تاريخية في العموم .. كنت أراه دوماً وفي يده كتب ..

يعود من الداخل .. يعطيني المال .. أشكره وأنا أنظر في عينيه منتظراً رده على شكري .. فيوميء برأسه كعادته .. ويغلق الباب

................

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

.................

كنا نراه يومياً..بعربته النصف نقل..التي يعلوها مُثلث هرمي الشكل من الخشب المفرغ..ذلك التصميم المميز لعربات نقل الزجاج..

العربة تحمل لوحين من الزجاج..متقابلين عند القمة..متباعدين عند قاعدتهما..يفصل بينهما الحاجز الخشبي..

كان يغدو بزجاج..ويروح بزجاج..

واضح أن التجار كانوا يثقون به

فكانت تجارته مزدهرة..

.................

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

.................

كنت وقتها صغيراً عندما تأخرت عربة الإسعاف في الوصول وأبي وأخي في بلدة أخرى .. وآلام الذبحة تمزق صدر أمي .. والوقت متأخر والناس نيام .. وقتها سمعت صوت باب شقة رجل الزجاج يُغلق .. فاسترجعت بسمعي صوت صرير عربته قبل دقيقة .. غير أن الدور ليس به إلا شقتين .. وهو الوحيد من الجيران الذي كان يمتلك سيارة وقتها .. فتحت باب الشقة مسرعاً .. وظللت أدق على بابه .. حتى كلت يدي .. وأقسم إني سمعت حفيف خطواته خلف الباب .. لكنه لم يفتح .. رغم توسلي

.. وماتت أمي وقت وصول الإسعاف ..

كرهته كثيراً .. لكني مع الزمن نسيت .. واعتبرت هذا قضاء وقدر ..

.................

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

.................

لم أشاهده أبداً ينظر من النافذة ولا من الشرفة..كانت مخارج شقته متربة..قذرة..

هو لم يفتح أصلاً ضلفتي نافذة في شقته ولا بابي الشرفة

لم يكن يفتح ويغلق إلا باب الشقة

..................

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

..................

كنا نتساءل

لماذا لم يتزوج؟

لِمَ لا يزوره احد؟

من أين جاء؟

وأين أقاربه وأصدقاؤه؟

هل له أبناء؟

..................

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

..................

لو كنت ذا خبرة طبية وقتها..لأدركت أنه مصاب بالاكتئاب..فعادة ما يأتي هذا المرض النفسي كنتيجة لنقص إفراز هرمون الدرقية

لكن اكتئابه كان لا يمنعه من مواصلة عمله..

حتى يلقى ما يأكله

لم يصل اكتئابه للانتحار بعد

..............

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

..............

ذات يوم

كان الجمعة

أثناء الخطبة

كان بعض الطلبة الذين يؤجرون شقة بالقرب منَا..يرفعون صوت المسجل عالياً بالأغاني في شرفتهم

فخرج إليهم في الشارع وانهال عليهم سباً وتقريعاً..

وتلك كانت المرة الوحيدة التي سمعنا فيها صوته..

لم نسمعه إلا متوعداً مُهيناً

..............

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

..............

مرة حكى لي أخي الأكبر..أنه أثناء جلسته الليلية بالمقهى..شاف رجل الزجاج هذا يمر من أمامه بسيارته..

فنظر إلى الجالسين في المقهى

فاعتقد أخي أنه سَيُلقي عليه التحية

خاصة وقد أخرج رأسه خارج النافذة

واستعد أخي لرفع يده ليرد التحية المنتظرة

فما كان من رجل الزجاج إلا أن بصق على الأرض

أدخل رأسه ثانية..وواصل القيادة

................

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

................

انشغالنا بأمور الحياة جعلنا لا نهتم به

لدرجة اننا نسيناه على اعتبار انه موجود

ولم يكلف أحداً نفسه أن يسأل عليه أو يبحث عن اختفائه المفاجئ

فهو شخص تحب أن تتابعه عندما تراه

لكن عندما يذهب .. فتنساه

ورغم اننا لم نلحظه منذ فترة كبيرة .. إلا اننا لم نتوقف عن الحكي حول سيرته أبداً

رغم اننا

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

إلا ان معظمنا كان يحبه

أنا عن نفسي كنت أتمنى أن يبتسم في وجهي أو أن يناديني بالتحية أكثر مما كنت اتمنى من ابنة الجيران في العمارة المقابلة أن تفعل

وكان بعض أصدقائي يسخر منه ومن طريقة سيره وكرشه يسبقه

لي صديق كان يقلد تعبيرات وجه رجل الزجاج المتجهمة ببراعة وسط ضحكاتنا رغم غضبتنا على سخريته من رجل معظمنا يحبه

لماذا كنت أضحك رغم حبي له؟

ربما هي النكتة التي تبرر لك مخالفة مبدأك

لماذا كنت أحبه؟

ربما كنا نحبه لغموضه

لكننا اشتركنا في كل الاحوال في عدم ملاحظتنا لغيابه

..............

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

..............

حتى تصاعدت الرائحة العفنة

تلك الرائحة التي أخذت تزداد يوماً بعد يوم

وكان مصدرها شقته

طرقنا الباب كثيراً

لم يُجب
قام أشجعنا بكسر الباب

وبمجرد ما خطونا إلى شقته ..
وأسفل كتب التاريخ والفلسفة ..

.............

عِندَما نَحتَاجُه لَا نَجدْه .. لَمْ نَسمَع مِنه إلا صِياحٍ وَوَعيد

.............

وجدناه ميتاً.
..

08‏/10‏/2009

"صَلَوات مُلحـِد"

"Internet Multiple Personality Disorder "
IMPD
"مرض تعدد الشخصيات على الانترنت"
..........................
"أي تشابه بين فكر أحد الشخوص وفكر بطل هذه القصة .. فهو من قبيل المصادفة .. المقصودة !"
...............

إهداء إلى روح : سيد قطب !
................
"مقدمة"
عزيزي .. لو وجدت صراعاً بين مسلم وملحد أو على الأقل صراعاً دينياً .. فلا تتعجل الدخول لجانب احدى الصفين .. فلربما كان الطرفان يتحاوران حول فكرة أخرى .. قد لا يدركها عقلك الهش !
.......................
"صَلَواتُ مُلحد"!
.................
عرفته منذ صغره..
كانت أسئلته الطفولية التي تعجز الكبار عن الرد عليها .. تكبر معه .. وتظل ملمحاً خاصاً من ملامح شخصيته .. تجعل الآخرون يودون مسامرته والمزاح معه ..
وكان يقرأ ..
وكلما تعمق في قراءاته كلما ازدادت انطوائيته ..
................
في عام بلوغه .. أخبرني أن الفنانين كفار ..
بعد عام أخبرني أن الفنانين كفار لكن مبدعين !
بعد عام أخبرني أن الفنانين عظماء ..
بعد عام أخبرني أن السلفية هي أحقر ما أخذناه عن الإسلام !
بعدها وجدت انطوائيته تزداد وبالطبع قراءاته ..
................
وبعد عام ..
يخبرني : أنا خلاص .. بقيت ملحد !
قلت : يا سلام!
أجاب : اه .. والله بقيت ملحد :) !!
سألته عن السبب ..
فأجاب : مفيش فايدة من إني أجمِّل وش عكر أصلاً .. ومش هكلمك عن تاريخ الرسول وغزواته ولا هقولك على تفسيرات القرآن ولا حاجة رغم إن دول مليانين بلاوي وانت أكيد عارفها كويس .. بس بتضحك على نفسك ..
أبسط حاجة إني مينفعش أؤمن بدين .. أول حاجة فيه الشهادة بالله ورسوله .. رغم إنه دين بينتقد الشهادة الزور .. أشهد إزاي عمياني إن ربنا هو الله وإن "محمد" هو الرسول؟؟ !! .. ايه الهطل ده؟ !
ولما وجدني متضايقاً .. قال ضاحكاً :
الحمد لله على نعمة الإلحاد ! :) !
.................
بعدها وجدته يمتدح شيوخ السلفية ويغضب بشدة من الشيوخ المعتدلين كــ"محمد عبده" .. لأنه كملحد يعتبر أن السلفية هي الوجه الحقيقي للإسلام !
...................
بعد عدة أعوام..
أخبرني انه سيعود للإسلام .. وحجته أنه وجد نفسه تفعل الكثير من الإسلام دون أن تدري .. فهو يضرب زوجته إن نشذت كما أنه يغار عليها فألبسها الحجاب .. و و و و و و
سألته : عن اقتناع؟
أجاب : طبعاً .. الإسلام أصلاً جوانا .. فمهما بعدت عنه .. لازم هترجعله .. غير إنه معتمد على تكوينا الشرقي أصلاً .
..................
بعدها وجدته يهاجم الغادي والرايح على النت ممن يعلنون عدائهم للإسلام .. أو على الأقل للسلفية ..
اندهشت من هذا كثيراً ..
كيف لملحد متشكك أن يذهب للناحية الأخرى ويصبح مهاجماً لمعتدلي الدين ومجدديه؟ !!
فأخبرني أنهم خبثاء يريدون هدم الدين وهم بداخله "وإني لهم لبالمرصاد" ..
سألته : وما أدراك بباطنهم !
أجاب : لأني كنت مثلهم قبل إلحادي .. فأنا فقط أريد استفزازهم لكي يعلنوا إلحادهم صراحة ويتوقفوا عن تزييف الدين .. أو أن يكونوا جهلاء فعلاً بالدين وراضعين كلمة من هنا على كلمة من هناك .. وأكون بهذا أفقتهم وأخبرتهم أنهم على خطأ فيعودوا إلى الصواب !!
مع مرور الوقت كانت شهرته تزداد .. وأصبح واحداً من أشهر الإسلاميين المصريين على الإنترنت .. خاصة وهو متفرغ للرد على أي حرف يكتبه ملحد أو علماني أو ليبرالي .. أو أي شخص منهجه النقدي أو السياسي في تفسير الأمور ليس إسلامياً ..
لن تجد مقال مفتوح للتعليقات به نقد للإسلام أو على الأقل لمظاهره المستوردة إلا ووجدته منتشرا فيه بتعليقاته القصيرة المميزة .. التي تأتي على غرار "اضرب عدوك في كذا حتة .. عشان يتلخبط وميحطش منطق" ..
غير أنه يستخدم أسلوب السخرية في تعليقاته .. فتجده ينتهز أقل فرصة مفتعلة ليثبت أن من يحاوره شخص ساذج غبي .. فيضيف .. "مساء الكفتة" .. "ايه الهبل ده" ..
ولأني تربيت معه .. فأنا أعرفه جيداً ..
فسألته : أنت بقيت غيور على دينك للدرجادي؟؟؟ أنت رجعت مسلم بجد ؟؟؟
فيجيب : طبعاً !
أطلب منه التأكيد .. فيتهرب ..
فلم ألمح منه أي مظهر ديني .. وكثيراً ما تسامرنا في أوقات الصلوات فلم ينهض من أجلها .. أو حتى –على الأقل- يغلق المذياع عند انطلاق الآذان !
.....................
حتى وجدته ذات يوم يخبرني :
شوف .. أنا متأكد إنك مسلم فعلاً .. وبتحب ربنا والناس كلها .. وياريت كل الناس زيك .. بس صدقني بلدنا مينفعش فيها الطيبة .. الإسلام المخصي ده مينفعش .. عشان احنا شعوب مابتجيش غير بالكرباج !!
سألته : يعني أنت مش مسلم بجد؟؟؟
فأجاب : ولا حتى مؤمن بوجود ربنا أصلاً .. ومن ساعة ما قولتلك إني ألحدت وأنا لا أزال ملحداً .. ده من قبل إلحادي كمان ..
لم أقوَ على النطق !
فأكمل : شوف .. كلامي ده ليك دلوقتي فيه رغبة مني في التطهر لأنك حد بحبه .. وأنت متأكد إني بحبك .. ومكانش فيه داعي إني أقولك على أدق أسراري إلا لو كنت شايفك أهل للثقة ..
سألته : آمال الصراعات اللي داخل فيها ديه ليه؟؟؟ .. اااااه .. يمكن عشان مش عايز تزيف في التاريخ؟؟
يعني على طريقة انك مش عايز تجمل صورة واقعها بيقول إنها مش محتاجة تجميل؟؟؟
فأجاب : لأ خالص .. التاريخ كله بايظ أصلا .. ومفيش عاقل يسلم نفسه لأي حقيقة مشافهاش .. كل الحكاية إني بحارب من أجل مفهوم أخلاقي .. ومفيش غير الأديان اللي عملت أسس للمفهوم الأخلاقي .. واحنا شعب مش بنيجي غير بالخوف .. صدقني .. بص مثلاً على معظم الملحدين وأشباههم اللي بحاربهم .. هتلاقيهم سابوا الأديان من أجل تسليم أنفسهم للشهوات .. اللي يتكلملك عن البيرة والنسوان ..
شوف اجتماعاتهم .. عشان تبقى صديق ليهم .. لازم تكون خمورجي ونسونجي وياحبذا كمان لو كنت معرص .. تقول إن من حق أختي إنها تصاحب !! .. غير إنه فرض عين على كل ملحد مستجد إنه يسب الدين ورسوله بما لذ وطاب من السباب لتبين لهم ولائك للإلحاد العظيم !
قلت : أنت غريب ..
قال : لا غريب ولا حاجة .. الدنيا كلها مجموعة من الأوهام .. لو ظهرتلك حقيقتها .. متفتكرش نفسك عبقري .. الدور والباقي ع اللي جاي ..
اقولك على حاجة تاني .. هتلاقي مسيحين كتير مندسين وسط الليبراليين والملحدين والعلمانيين .. يبانوا إنهم في قمة التعقل والتحرر اللي في الدنيا وهم بينتقدوا الاسلام .. لكن اول ما تقرب لدينهم هتلاقيهم اتخرسوا خالص .. ليه؟؟؟
قلت : أيوة .. بس انت بتقول انك اصلا مش مسلم .. فمنين هتجيلك الغيرة الدينية ان مسيحي ينتقد دينك وبتاع؟؟؟
فيندهش : مين قالك اني مش مسلم؟؟؟؟؟ ..
أنا قلت إني مش مؤمن بالاسلام بس مقلتش إني مش مسلم !!
فيه فرق يا عزيزي بين الإيمان والانتماء .. أنت نفسك قلتلي زمان إنك بتخاف من الحسد بس مش مؤمن بيه !!
سألته : طب تسمحلي أدخل تفسير مادي ماركسي للي بتعمله ده؟؟
فقال : ماركس ده حبيبي اصلا بيني وبين نفسي .. بس قدام الناس عدوي ..
قلت : حكاية انك رجَّعت كل اللي في بطنك أول ما شربت بيرة .. وإن واحد مسيحي زمان آذاك جنسياً عشان سَبيتله الدين وانت صغير .. وانك بعد إلحادك خانتك عشيقتك وراحت لواحد صاحبك أوسم وانت قلتلي وقتها انها سابتك عشان شكلك لطخ !
..... بص انا الكلام ده بقوله عادي .. فاوعى تحس بالندم انك حكيتلي .. واهو كله بيني وبينك ..
فأجاب : وافرض إن ده صح .. أنا سألت نفسي كتير الأسئلة ديه .. طلعت ممكن تكون صح بنسبة كبيرة .. شخص آذاك بسبب عداء ديني .. فهتكرهه وتكره دين أهله .. واحدة سابتك بعد ما حررت عقلها من كل القيود .. أكيد ده هيخليك تكره أم الإلحاد .. لكن الطريف في كلامك إن حساسيتي من الكحوليات .. تنفي إلحادي .. :) !!
قلت : طب وليه متعتبرش ان اللي حصلك قبل كدة رسائل ربانية عشان تتوب وتآمن بجد؟؟؟
قال : أؤمن بجد إزاي وأنا أصلا مش مقتنع .. هو أنا هعمل زي العيال الهبلة اللي بترجع للدين مع أول مصيبة .. المصايب مش بتفرق بين حد ..المؤمن مصاب والكافر مصاب .. غير إني أصلا عملت زي الهُبل دول قدام الناس .. ومتنساش إني ألحدت بيني وبين نفسي .. يعني أنا قدام الناس مسلم لم يتشكك أبداً في دينه .. ثم عامة عشان أريحك يا سيدي .. فلو كان إلهك ده حقيقي .. فأنا أول واحد هيدخل الجنة .. لأني هديت ناس كتير في مناقشات بينا إنها ترجع للإسلام من تاني .. غير انك لما تشوف كمية الأدعية والتبركات التي اتلقاها على بريدي .. لظننت إني نبي جديد مثلاً ..
م الآخر يا عزيزي بما إن الحياة نفسها عبث في عبث .. فليه الواحد ما يبرطعش في العبث ده بسلام وراحة وطمأنينة ..
"في النهار .. قل ما يحب الناس سماعه
وفي الليل .. تبول على ضميرك "
إحنا دلوقتي في عصر الإعلانات .. إحنا عبيد للإعلانات .. ربنا ممكن تشتريه بنغمة موبايل .. الجنة طريقها هتلاقيه في قناة الناس .. حياتك هتتصلح مع نغمة "الهي انت تعلم كيف حالي" لمشاري راشد .. اوعى تكون فاكر ان فيه فكر بينتشر من حلاوته أو إقناعه؟؟
لا يا حبيبي .. أي حد بيؤمن بفكر بيكون على حسب مصلحته منه .. واحد زيي مثلاً مش قادر على الحرام يلحد ليه؟؟؟
قلت : م انت ملحد فعلاً !
قال : ده عشان انا قلتلك كدة !!
قلت : مش خايف لأفضحك؟؟ ..
قال : عادي جداً .. اعملها انت بس وشوف الناس هيقولوا عليك ايه !
قلت : وانت وقتها هتنكر كلامي ؟؟
قال : اساسي .. وهيعتبروا ان خيالك مريض وساذج .. وانك متواطئ مع الملحدين لتشويه صورتي..
قلت : لاحظ إن فيه فرق بين إسلامي بيناقش من أجل انتصار الإسلام .. وإسلامي يناقش من أجل أن يقال أن إسلامي غلب ملحداً !!
قال : ملاحظة جميلة .. لم تكن لتكتشفها إلا بعد أن أفضيت إليك بأسراري .. لكني سأضعها في حسباني على أي حال ..
سألته : طب مش خايف أحسن تكون فاضح نفسك بنفسك؟؟؟
فقال : لا .. أنا عامل حسابي ..
قلت : إزاي؟ وانت لما كنت ملحد كنت بتمتدح بالسلفية .. وانت دلوقتي معاها ؟؟
إزاي مسلم مستنير زي ما بتدعي يبقى مع السلفية في كل حاجة؟؟
قال : ماهو عشان كدة أنا أغيب أغيب وأهاجم شيخ سلفي مزودها .. لزوم المصداقية يعني .. زي "ابن عثيمين" مثلاً اللي طلع فتوى بيقول فيها إن حرام نقول "رمضان كريم" عشان ربنا بس اللي كريم .. دول طبعا شيوخ مش هتعرف تبررلهم كلامهم أصلاً لانهم ساقوا فيها ع الاخر .. انت بتنسى ولا ايه؟؟
لاحظ إن كل حيلة ثقافية صايعة بتنكشف .. لازم أطلع واتحايل عليها ..
سألت : ولو حد كفرك وانت بتهاجم شيخ سلفي؟؟؟
قال : حصلت كتير .. مش بقولك انت بتنسى .. - نسيانك ده أثبتلي إنك مؤمن فعلاً - .. ودايماً بقولهم "امال ليه مش بنشوف حد منكم في مناقشاتنا مع العلمانيين والملحدين" ..
سكت .. وابتلع ريقه كأنه يستجمع أفكاره ..
قال : أفهمك أنا بعمل ايه..
قلت : يا ريت
قال : كأن الحياة\الدين مسطرة طولها 10 سم ! حلو؟ أكيد حلو .. مش كلامي ؟! .. فيه ناس بتحب تقف عند الــ 5 سم ويقولوا احنا معتدلين .. أنا بقى بصيع بطريقة تاني .. إني أروح أقف عند الـ9 سم وأحاول أوهمهم إن الــ 1 سم اللي على يميني يعادل الــ 9 سم اللي على يساري .. فاهم حاجة؟؟
- طب ليه متقفش عند الـ 5 سم واهو بالمرة هيبقى مفهوم الأخلاق الديني موجود؟
فأجاب : لأني لازم أرضي عقدي برضه!
سألت : وانت عُقَدَك 9 سم؟؟؟
أظهر تعبير استياء..
سألته : بس مش ممكن اللي بتعمله دا يخلي المسلمين المعتدلين يسيبوا الإسلام فعلاً .. يعني انا مرة شفتك كاتب لواحد بينتقد الوهابية .. إن كلامه نقد في الإسلام ذاته .. فالقرآن نفسه مكفر النصارى ومدفعهم الجزية .. الخ ..
سألني : يعني عايز تقول ايه؟؟
قلت : يعني ممكن تكون زي ما خليت ناس تؤمن خليت ناس طبعها رقيق وكاره للعنف ومتصالحة مع الاسلام والانسانية .. تكفر !!
قال : أنا مش فاهم إنت ليه بتسألني أسئلة إنت أكيد عارف إجابتها .. ع العموم هجاوبك .. يبقى في الحالة ديه ممكن اللي يكفر يفهمني .. حتى لو بقى تصادمي في البداية .. بس مع دخوله لمعركة الحياة هيبقى مع عقلي ..
سألت : واللي بيؤمن؟؟؟
قال : يبقى زود رصيدي عند الناس .. وبقى مع قلبي !
.......................
خرج من عندي .. وجسلت مطرقاً .. هل أدعو له الله بأن ينير طريقه ؟؟؟ ..
وإن أنار طريقه؟؟
هو الآن يبذل مجهوداً جميلاً في الدعوة الإسلامية لن يقوى على فعله أي مسلم مقتنع .. فهو يمتلك العلم وقوة الحجة .. لكنه فقط يريد حب الناس .. مع الأخذ بالثأر من عقده القديمة !!
هل أؤيد شخص مثل هذا أم أكرهه؟؟؟
هل سيدخله الله جنته أم جحيمه؟؟
أجده في المناقشات يستشهد بالقرآن والسنة وعلوم الفقه ويدحض كل الشكوك ببراعة يحسد عليها ..
فألعن ما فعلته فينا العقول ..
وعندما أطيل التفكير .. أستعيذ بالله مما كاد يتوصل له عقلي ..
فكرت أن أهاتفه .. لأخبره أن يعرض نفسه على طبيب نفسي .. فهو رغم نجاحه الوظيفي أراه مريضاً نفسياً .. إلا أني توقفت بعد أن توقعت رده ..
" وحتى لو مريض نفسي .. انت هتلاقيني بمشي أشتم الناس في الشارع وبضربهم على قفاهم؟؟؟ .. بالعكس .. الناس بتحبني جداً .. غير إن المريض النفسي زي أي مريض تاني .. ليس عليه حرج .. وسوف يدخل جنتكم المزعومة"
وقتها أردت أن أسأله : لماذا أخبرتني بحقيقتك .. ولم تتركني بلا حيرة كالآخرين؟؟
...................
- "الملحدون قابعون في انتظار العلم لحل طلاسم غيبية ليردوا بها على المؤمنين القابعين في انتظار القيامة للشماتة فيمن لا ينتظرونها!"
= طب انت مؤمن بايه ياخي؟
- مؤمن بعقلي!
............
بعد عام أتاني وهو مطرق الرأس ..
يخبرني أن حجج الملحدين في ازدياد وأنه مطالب أن يقدح زناد عقله ليفكر أكثر في مواجهتهم ..
وأنهم يسبوه بأمه وأهله سباب قذر فلا يقوى على الرد عليهم .. رغم انه أحيانا يطمع في أن يُسب عن طريق استفزازه لكي يعتبر نفسه منتصراً .. إلا ان السباب أصبح يأتيه بصورة هازئة لا غاضبة .. وما أصعب وأقسى أن تستفز شخصاً مستفزاً أصلاً ..
أسأله : لكنك كثيراً ما تتطاول عليهم وتقل أدبك .. فأنا لا أنسى تعليقك في نهاية معظم مناقشاتك "مسحت بكرامتك الأرض ولا أوسخ خيش في حمام معفن" !!
يرد : نعم .. أنا أقل أدبي أحياناً .. لكن في حدود .. يعني من الممكن أن أصف أحدهم بالهبل أو العبط أو الجهل .. وقد يكون هذا مبرراً لدى المتعاطفين معي والمؤيدين لي .. لكن عندما يسبني أحدهم بأبي وأمي .. فلا أستطيع الرد عليه بالمثل .. لأني لو فعلت فستنهار صورتي المهذبة لدى الناس ..!!
أسأل : صورتك المهذبة؟؟؟
يرد : نعم .. م أنا قلت لك إني عارف من أين تؤكل الكتف .. معظم الناس لا يعتبروا أن قلة أدبي على من أناقشهم تطاولاً .. بل هي سخرية منهم .. سخرية مؤيدة مرتبطة بشماتة دينية راسخة ..
وأنا قلتلك إن طالما الحياة كلها عبث .. فيبقى خليني مع العبث اللي يعيشني في سلام وآمان مع معظم الناس الناس اللي بعرف أتفاهم معاهم .. والناس دول بيحبوا حاجات كتير .. تجميعة غريبة بس ضرورية عشان تبقى زيهم .. تشكيلة تدين عن طريق سب الآخر أكثر من التقرب للدين ذاته مع حبة قلة أدب وتحرش مع بعض التعصب الظاهري الغير ضار .. فما بالك بقى لو بنيت ثقافتك على اهتماماتهم .. دول ممكن يعملولك تمثال !
"بص مثلاً في الكورة .. هتلاقي أي متعصب يتمنى إن فريقه يفوز وخلاص .. حتى لو بضربة جزاء ظالمة ! .. لكن انت لو بصيت ع الحق هتلاقي مفيش حاجة اسمها ضربة جزاء ظالمة .. ديه كورة من رجل لرجل لرجل لرجل .. وشوية حرفنة .. وجون ..
وياما فِرق تعبت ومجابتش جوان .. وياما فِرق فهمت ومن هجمة واحدة جابت جون الفوز !
عبث!
يستطرد : الطريف أن بعض الحجج التي يواجهوني بها .. كان عقلي يرددها علي أثناء فترة إلحادي المتكامل !! .. أنا الآن مطالب بالرد على شخصيتي القديمة ..
أخبرني بعدها أنه وجد حلاً ..
قال أنه سيواجههم بنفس أساليبهم ..
"فهناك مرض بدأ على النت .. واستشرى فلا بد أن استخدمه لكي أتابع الجديد"
سألته : تعدد شخصيات تاني؟؟؟
قال : وعاشر وحياتك .
فمن هو كاتب مقالك المفضل الذي لم تشاهده يتحرك أمامك وله اسم ما وصورة ما؟؟
من هو هذا المدون؟؟ وان كان له اسم او صورة؟؟؟
من هم أعضاء الفيس بوك الذين تراسلهم منذ سنين؟؟؟
ماذا لو اكتشفت ان الفتاة التي تراسلها على النت طيلة عام أو أكثر .. وتشاهد صورها وتسمعهاً صوتياً وترفض لقاءك لأنها محترمة هي ليست فتاة وانها شقيقك في الغرفة المجاورة يتسلى باللعب بقلبك ببعض الأجهزة التسجيلية المبدلة للأصوات !! ..
وربما جعلتك تلك الفتاة المزعومة تتفوق في حياتك الدارسية\الوظيفية .. فتنجح .. وتتألق .. دون أن تدرك أن سبب نجاحك وهم ! .. وهذا رمز للأديان كلها التي توعدك بالجنة ..
...................
بعد أيام أخبرني
: اختلقت شخصيتين عدوانيتين .. يخرجا الى النور عندما يسبني أحدهم .. غير أني احتاجهم أحيانا لأثبت وجهة نظري .. فمعظم الناس عبيد لقراءاتهم الحاضرة ..
مثلاً عندما وجدت موضوع لشخص ينكر فيه فرضية الحجاب ؟؟
ذهبت إليه وسخرت منه .. وأخبرته أن النقاب كان فرضاً على زوجات الرسول بينما الحجاب فرض على نساء المؤمنين ..
ولما تكاثر علي الذباب العلماني والحشرات الليبرالية والبعوض الملحد .. ظهرت شخصيتي الأخرى التي وضعت لها صورة "نيتشه"
سألت : عشان نيتشه بيحب الاسلام لأنه دين إرهابي -على حد قوله- وبيكره المسيحية عشان حكاية إدراة الخد الأيسر لصافعها على الأيمن؟؟؟
فأجاب : نيتشه ينور عليك !..
استطرد : قلت باسم الشخصية التانية ان النقاب فرض على نساء المؤمنين ..
وطبعا مع شخصيات كانت تؤمن بأن الحجاب ليس بفرض .. فلن تنجح في أن تثبت عدم فرضية النقاب .. فعجزوا عن الرد .. فشتموه .. فشتمهم بأقذع الألفاظ وصمتوا ..
وقتها تدخلت أنا واعترضت على شخصيتي الثانية في كل تهذيب .. وظل نقاشاً طويلة بيني وبين نفسي أعياني .. فأنا أؤمن أن الإسلام فرض الحجاب فقط على نسائه .. وشخصيتي الثانية تؤمن أن النقاب هو الفرض .. وكان النقاش متعباً بشدة .. لاني كنت مخلصاً لكل شخصية من شخصياتي .. فلم أكن أطرح فكرة واهية ليسهل الرد عليها باسم شخصيتي الثانية .. بل كنت اتوحد تماماً مع تلك الشخصية وأطرح سؤالاً فقهياً .. قد يتطلب من شخصيتي الأولى .. التفكير طويلاً قبل أن يجد الرد عليه .. وإن كنت قد سيَّرت شخصياتي على أن ينتصر الحجاب ويعتبر النقاب كفضيلة !
وقتها سألته : وانت مين من كل دول؟؟؟؟
فأجبت : أنا هو أنت .. ولا تنسى أن شخص به كل هذه التناقضات لن يصرح بها لآخر .. لذلك فاختلقتك من لاشئ لأثرثر مع نفسي كنوع من التطهر .. ولتعلم يا عزيزي أن شخصيتك ستزول بعد انتهاء هذا الحوار !!
..............................
تمت
...................
حاشية
لم أكتب هذه القصة إلا بسبب يقيني التام .. ان الوقاحة في الدفاع أشد تأثيراً في هدم الفكر من الهجوم عليه .. ناهيك عن عدم إيماني بأن الغاية النبيلة تبرر الوسيلة القذرة !
لذا ..
فإن وجدتم (إسلامي, مثقف, قليل الأدب) .. يناقش أحداً ما في مكانٍ ما .. فلتأخذكم به الظنون !
;)
........................
........................
......................

27‏/08‏/2009

"أفضل فيلم شاهدته"

هذه التدوينة مهداة إلى الصديقة : فدوى فريد

.....
Memento
سنة الإنتاج : 2000
إخراج وسيناريو وحوار :
Christopher Nolan
قصة :
Jonathan Nolan
بطولة :
Guy Pearce
فام بدور "ليونارد شلبي" أو "ليني"
Carrie-Anne Moss
قامت بدور "ناتالي"
Joe Pantoliano
قام بدور "جون ادوارد جاميل" أو "تيدي"
Mark Boone Junior
قام بدور موظف الاستقبال في الفندق "بيرت"
Stephen Tobolowsky
قام بدور "سامي جنكيز"
Harriet Sansom Harris
قامت بدور زوجة "سامي جنكيز"
Callum Keith Rennie
قام بدور "دودّ"
Jorja Fox
قامت بدور زوجة "ليني"
Larry Holden
قام بدور "جيمي"
...............................
"المقدمة"
لا يمكنني أن أتحدث عن فيلم Memento دون أن أتكلم في البدء عن فيلم
The Usual Suspects
ذلك الفيلم الذي اندهش الكثيرون من تقييمه العالي لأنهم فقط اعتبروه فيلماً عادياً وانتهى بخدعة وحتى ولو كانت الخدعة رائعة أو صعبة التوقع فهذا ليس مبرر لوضعه واحداً من أهم الأفلام .. من يقول هذا الكلام لم يفهم الفيلم جيداً .. فيكفي أن تعلم أن فيلم "المشبوهون الاعتياديون" هو أول فيلم من نوعية الأفلام التي تخدعك بصورة غير نزيهة .. بمعنى أن الصورة في الفيلم كانت غير حقيقية .. متخيلة ! .. كانت هناك إرهاصات فنية تمهد لهذا .. في أفلام مثل..
Psycho (1960)
للمخرج
Alfred Hitchcock
و
Persona (1966)
للمخرج
Ingmar Bergman
و
The Shining (1980)
للمخرج
Stanley Kubrick

قبل فيلم "المشبوهون الاعتياديون" كنا نصدق صورة الكاميرا وأي فلاش باك يأتي نضمن ونتأكد من صدقه ..
بمعنى أني لو كتبت على سبيل المثال قصة يرتدي فيها عباس قناع يجعله يشبه إبراهيم .. والمفروض أني أريد خداع القارئ حتى النهاية .. لكن مع مصداقية في الروي أيضاً .. فلا ينبغي أن أقول –بعد التنكر- ذهب عباس ومشى عباس وأكل عباس .. هو حقاً عباس لكني أريد خداع القارئ .. ولا يصح أن أقول ذهب إبراهيم حتى لا أخون الرواية ! .. فاستبدلها بــ ذهب الرجل أكل الرجل فعل الرجل ..
لكن في هذا الفيلم رأينا الصورة وكأن الكاميرا تدور داخل عقل بطل الفيلم بكل اختلاقاته ..
ومثالي السابق ربما يوضح أن سبب كتاباته كان خطأ من الراوي لم يرد تصحيحه وأراد تجريبه على القارئ .. وكل الاختراعات والفنون والأداب العظيمة أتت نتيجة لعثمة أو خطأ !
وبعد عرض فيلم "المشبوهون الاعتياديون" .. قليلون – من الذين فهموه - أعجبوا بالفكرة الجديدة المجنونة .. والغالبية لعنوه .. لكنهم لم يعرفوا قيمة الفيلم إلا بعد أن تم اقتباس الفكرة في أكثر من عمل لاحق..
فبعده ظهر .. على نفس المنوال فيلم
Fight Club (1999)
(مع ملاحظة أن رواية "نادي القتال" صدرت عام 1996 .. أي بعد فيلم "المشبوهون الاعتياديون" بعام)
وظهر على غراره
Memento (2000)
(وهو صاحب أجمل معالجة للفكرة .. بل هو أعظم فيلم في التاريخ من وجهة نظري)
ثم
Donnie Darko (2001)
و
A Beautiful Mind (2001)
و
Lucky Number Slevin (2006)
.. وفي مصر كان فيلم "آسف على الإزعاج" الوحيد من هذه النوعية ..

وهي كلها .. تجدها غالباً أفلاماً مفضلة لمن لا يثقون في التاريخ .. ولا في البشر ..

"المشبوهون الاعتياديون" "The Usual Suspects" هو صاحب الفكرة ..
و"تذكار" أو ""Memento في رأيي هو أفضل تطبيق للفكرة رغم أنه أتى بعده بــ 5 أعوام

وفي هذا درس يجب على مؤلفي السينما المصريين تعلمه
الاقتباس لا يعيب .. لكن لا تنسى قبل أن تقتبس أنه يمكنك أن تجعل فيلمك أفضل من الفيلم الأصلي لو احترمت طريقة المعالجة

(بالمناسبة .. "آسف على الإزعاج" ربما هو الفيلم المصري الوحيد الذي أراه أفضل من صاحب الفكرة الأقرب له .. أقصد فيلم "عقل جميل")

لكن معظم الاقتباسات المصرية تذكرني بصديق لي في الابتدائية .. كان مصاباً بالعته.. فكان المدرسون في الامتحانات يضعون أمامه الكتب ليغش منها كما يشاء .. فيظل يقلب في الصفحات طيلة الوقت وفي النهاية لا يكتب حرفاً ويأخذ الصفر !
......................


كيف يمكنك مشاهدة Memento ؟

الفيلم ينقسم لمشاهد ملونة ومشاهد أبيض وأسود..
مشهد ملون ومشهد أبيض أسود .. وهكذا..
المشاهد الأبيض والأسود تأتي بالترتيب-حسب تتابع الأحداث- بينما الملونة تأتي بعكس ترتيب الأحداث..
وآخر مشهد أبيض وأسود في الفيلم تجده يتلون فجأة ..
يعني إذا أردت مشاهدة الفيلم بالترتيب فأفعل الآتي :
1- شاهد كل المشاهد الأبيض والأسود حتى آخر الفيلم (مع العلم بأن آخر مشهد أبيض وأسود ستشاهده سيدمج مع الملون .. شاهده ثم ..)
2- ارجع بالعكس وشاهد كل المشاهد الملونة بعكس سير الفيلم حتى تصل لبداية الفيلم التي هي نهاية الأحداث

هو الجنون فعلاً !

بداية الفيلم هي نهاية أحداثه
نهاية الفيلم هي وسط الأحداث

وهذا الإرباك ليس على سبيل الفذلكة أو الخدع الطفولية .. فالفيلم متمرد على الزمن لذلك أتى بصورة عكسية أحياناً , متوافقة أحياناً , بين بين أحياناً !

الفيلم يحكي عن شخص فقد إيمانه بالزمن ..

...................................

"فلسفة الفيلم"


لو طُلب مني أن أكتب جملة بعد مشاهدتي لفيلم "ميمنتو" فأي سأكتب؟

"البشر مساكين ويستحقون الذبح في نفس الوقت"

"كلنا خادع .. كلنا مخدوع"

"هدف الإنسان في الدنيا يعتمد على قتل إنسان آخر" !

النسيان : كلنا ينسى .. كلنا يحاول الانتقام .. كلنا ينتقم من الاشخاص الخطأ .. كلنا يضجر من غدر الناس حتى نكتشف –أو لا نفعل- أننا أسوأهم .. كلنا يخدع نفسه لكي يشعر بالسعادة .. كلنا سلعة أو مصلحة مبتغاة لدى غيرنا ولو تظاهروا بمساعدتنا أو ولو توافقت مصلحتهم مع رغبتنا .. كلنا يشطب على ماضي معين ويسامح .. ويبرز ماضي آخر وينتقم .. كلنا يحمل الآخر مسئولية خطأه .. كلنا لا نريد أن نعرف حقيقة أنفسنا .. كلنا يكاد يكون نبي لولا وجود آخرين !
......................
"حدوتة الفيلم"

بترتيب الأحداث لا بترتيب الفيلم .. وبالأكاذيب والخيالات أيضاً
"قبل أن أسرد قصة الفيلم يلزمني قول أني في الفقرة القادمة لن أكشف الخدعة .."

"ليني" أو "ليونارد شلبي" يصحو من نومه في غرفة في فندق تبدو مجهولة بالنسبة إليه .. حتى مدة إقامته تبدو مجهولة بالنسبة إليه .. تتراوح من أسبوع لأشهر .. !
أنتم الآن تتابعون فيلماً لشخص فقد اتصاله بالوقت ..
"وهناك مفتاح .. يبدو وكأنه هنا لأول مرة"
يبحث في الأدراج ..لا يجد إلا الكتاب المقدس الذي يقول أنه يقرؤه مرتلاً ..
يقول هذا ساخراً .. فهو لا يؤمن بالزمن ..
ليني لا يؤمن إلا بخط يده ..
لماذا؟
سنعرف قصته من هذا الاتصال الهاتفي ..
ظابط يهاتف "ليني" ليخبره أنه توصل لمعلومات أخرى حول حقيقة "جون جي"
فما هي حدوتة ليني؟
يقول ليني للظابط هاتفياً :

أنه كان محقق تأمينات متزوج من فتاة جميلة ويعيش في سلام وآمان .. حتى هجم شخصان على بيته .. اغتصبا زوجته .. وقتلاها .. فقتل "ليني" أحدهما .. بينما هرب الثاني بعد أن هشم رأس "ليني" وأصابه بمرض نفسي نادر ..
"مرض الذاكرة الرجعية"
"Anterograde amnesia"

هذا المرض يجعله لا يتذكر أي شيئ يفعله منذ إصابته .. لا يكون ذكريات جديدة .. لا يتذكر إلا ماضيه .. الزمن توقف به ..
كفر الزمن به .. فكفر هو بالزمن ..

لذلك فهو يرتدي قمصاناً بجيوب كثيرة ليضع فيها أوراقه وملاحظاته وصور الناس الذين يلقاهم منذ الحادث ويكتب أسفل كل صورة خلاصة رأيه عن صاحبها .. ويشطب ما كتبه ويعدل حسب أية إضافات أو معلومات جديدة ..

هو مرض يجعل الأوراق والصور تحل محل المخ ..

أنتم تشاهدون الآن فيلماً لشخص متقلب .. حسب تقلب الناس من حوله .. لكن .. هل توصل "ليني" للحقيقة في النهاية؟؟؟

فلنتابع..

الشرطة لم تصدق أقوال "ليني" في وجود المقتحم الثاني من الأساس ..

"هم لن يصدقوا شخصاُ في مثل حالتي"

واعتبروا أنه لا يوجد إلا مقتحم واحد مقتول ..

فقرر "ليني" أن يعتمد على نفسه .. أن يضع هدفاً أمام عينه .. فلم يكتفِ بالكتابة على الصور والأوراق .. بل كتب أوشاماً على جسده أيضاً ظل يتفاجئ كلما وجدها !

أنتم تشاهدون الآن فيلماً لشخص لا يتذكر ما فعل لكنه يعرف ما سيفعل !

"ليني" قرر الانتقام من قاتل زوجته .. المقتحم الثاني .. والذي عطل قدرته على الحياة أيضاً

فشخص مثل "ليني" .. لن يفلح في وظيفة .. ولن يستمر في قصة حب !

عن طريق الرشوة سرق ملف التحقيق حول اقتحام منزله .. وأخذ يكتب حقائق على ذراعه بالأوشام



الحقيقة الأولى أن القاتل ذكر
الحقيقة الثانية أنه أبيض
وهكذا ...

وتوصل إلى أول حروف في اسم القاتل
"J. G."

"ليني" يحكي للظابط هاتفياً عن "سامي جنكيز"


" "سامي؟ .. هل أخبرتك عن "سامي" ؟ .. انا أخبر الجميع عن "سامي" لأنه كان بنفس حالتي واريد من الجميع أن يفهم حالتي من خلاله ..
هو فشل وأضاع حياته لكني انضبت وانتظمت ومع الهواية والروتين اشعر اني سأنجح فأنا – ينظر في المرآة لتظهر جملة "جون جي اغتصب وقتل زوجتي"- لدي هدف أعمل على تنفيذه"

ويخبره أنه كان أول اختبار له كمحقق للتأمينات
"سامي" كان مصاباً بنفس مرض "ليني" الذي مُني به فيما بعد
فتراكمت الديون على "سامي" وزوجته ..
فطالبا ببوليصة التأمين .. وهنا كان دور المحقق "ليونارد شلبي" ..
ليكشف كذب "سامي" ..

لكن بعد اختبارات عديدة سنعرف أن "سامي" لا يكذب ..



"ليني" يعترف بهذا .. لكنه قال أن علة "سامي" نفسية والشركة لا تغطي المرض النفسي .. ويعترف أنه أخطأ في حقه عندما أوهم زوجة "سامي" التي أتته تطلب رأيه وأن ينسى شركته لكي يؤكد لها رأيه الحقيقي في "سامي" .. أن زوجها يحتاج لصدمة لكي تجعله يتذكر .. فيعود كما كان ..

فتسعد زوجة "سامي" بهذا وتذهب لزوجها لتعطيه آخر اختبار في حياتها..

زوجة "سامي" مصابة بداء السكري .. تطلب من زوجها أن يعطيها حقنة الأنسولين .. فيفعل ذلك بكل مهارة ..
بكل مهارة؟؟؟
نعم .. فالمريض بالذاكرة الرجعية يفعل أي شيئ معقد طالما كان يعلمه قبل الحادث ..

بعد ربع ساعة .. تؤخر زوجة "سامي" ساعتها وتطلب من زوجها أن يحقنها ثانية .. فيفعل بكل لا مبالاة !

بعد ربع ساعة .. تكرر زوجة "سامي" فعلتها .. وتتأمل دامعة العينين وجه زوجها .. عله يتذكر ! ..

لكنه اعتقد إنها تبكي من ألم الحقن القادم .. فأخبرها بكل برود ولطف "إنها لن تؤلم"
وتركته السيدة .. غيرمصدقة أنه سيضع الإبرة أسفل جلدها .. غير مصدقة أنه سيضغط على محبسها .. فتصاب بالغيبوبة .. وتموت

"ليني" يقول : كنت مخطئاً بشأن "سامي" ..

يمكنك الآن عزيزي القارئ أن تتوصل لفلسفة جديدة ..
"ليني" كان يُكذِب "سامي" حتى أصيب بنفس حالته ..
كان يظلم ويشك في الآخرين فأتى من يشكك في كل ما يقول !
على غرار حكمة "من حفر حفرة لأخيه....إلخ"
أو بصورة مبتذلة "إن اللي بنعمله في الناس هيطلع علينا ولا ايه"

لكن يؤسفني أن أخبرك أنك بصدد خدعة هائلة .. سأكشفها لاحقاً ..
أي إنك حتى لو فهمت الفيلم غلط .. فستجد فلسفات آخرى !

نواصل الأحداث ..

الظابط يخبر "ليني" (لا نزال على الهاتف) ..
(لكن لا تنسوا أن الفيلم على غير ترتيب الأحداث حتى لا تشعر أن مكالمة الهاتف مملة وطويلة)


أن هناك معلومات عن "J. G." .. إنه تاجر مخدرات

فيقوم "ليني" بوشم الحقيقة الجديدة ..

أثناء المكالمة .. ينزع "ليني" قطعة شاش من على ذراعه ليقرأ
"لا ترد على الهاتف.. أبداً" .. فيصرخ "ليني" : من معي؟؟
فيغلق المتصل الخط !
يمر القليل من الوقت .. فيرن الهاتف من جديد ..
لكن "ليني" كان يبقى تلك العبارة التحذيرية أمام ناظره .. حتى لا يرد
فيرفع السماعة .. ويضعها بسرعة .. ويطلب من موظف الاستقبال "برت" ألا يحول إليه مكالمات أخرى حتى لو كان المتصل ظابط ..
"أريد أن أرى الناس بعيني .. لست جيداً على الهاتف"

يمر خطاب أسفل الباب .. مكتوب عليه .. "أجب المكالمة"
وفي الخطاب صورة لــ"ليني" وهو عاري وعليه آثار دم .. ويشير إلى صدره بكل زهو وفرحة .. وكأنه انتقم ..

فيصاب "ليني" بالرعب .. من صورة لا يتذكر عنها أي شيئ .. فيرد على الهاتف وهو مرتجف .. ويسأل الظابط إن كان فعل شيئاً خاطئاً !

الظابط يخبره أنه وجد القاتل .. ويطلب منه لقائه في الردهة ليرسله بعدها إلى مكان القاتل ..

يذهب "ليني" إليه .. ويلتقط له صورة .. فيطلب منه الظابط أن يدعوه باسم "تيدي" لا الظابط "جاميل" لأنه يعمل متخفياً

"ليني" يفعل .. ويذهب بسيارته للمكان الذي دله الظابط عليه .. مكان مهجور .. به مخزن قديم .. يختبئ "ليني" في المخزن حتى يأتي "جيمي"

نفاجئ بأن "جيمي" يعرف "ليني" فينادي عليه بــ "رجل الذاكرة"

"ليني" يقتل "جيمي" دون أن يعطيه الفرصة الدفاع عن نفسه .. ولم يأبه بعرض "جيمي" أن يعطيه الــ 200.000 دولار التي في شنطة السيارة مقابل أن يطلق سراحه .. "ليني" تعجبه بدلة "جيمي" فيرتديها .. ويلتقط صورة له .. ويجره إلى القبو .. لكن "جيمي" قبل أن يموت يقول : "سامي"

فيندهش "ليني" .. كيف لــ "جيمي" أن يعرف "سامي" ؟؟


يأتي "ليني" بالظابط الذي يقول :

"لماذا تريد أن تنتقم وأنت لن تذكر هذا إلا لو كتبت ورقة تقول إنك فعلت"

يخبره "ليني" أن هذا ليس بمبدأ .. فزوجته تستحق أن ينتقم لها ..

فيخبره الظابط أنه انتقم لزوجته منذ عام .. وأنه قتل الشخص الخطأ لكن لا بأس من الاستفادة بــ 200.000 دولار ..

وأن "جيمي" يعرفه لأنه كان يجري صفقة في الفندق و"ليني" لا ينفك يخبر الجميع عن "سامي جنكيز"
"تذكر سامي جنكيز"
"تذكر سامي جنكيز"

ويخبره أيضاً أن زوجته هي التي كانت مصابة بداء السكري .. و"سامي" لم يكن إلا نصابا محتالاً .. ولم يكن متزوجاً

الظابط أيضاً يخبره أن اسمه "J. G." .. بينما اسمه الحركي "تيدي" ..

"ابتهج ! .. هناك الكثير من الجون جي لتبحث عنهم "

"ليني" لا يريد تصديق هذا .. فيضلل "تيدي" عن طريق رمي سلسلة مفاتيحه وسط كمة مزروعات ..

ويذهب لسيارته ليكتب –قبل أن ينسى- أسفل صورة الظابط
"لا تصدق أكاذيبه"

ثم يقتنع بكلام الظابط .. فيقرر أن يقتله !!

"هل أنا في حاجة لجون جي آخر لأبحث عنه؟؟ .. أنت جون جي"

لكن لماذا لم يقتله في وقتها ؟!

لأنه –وقتها- كان يعرف أنه يخدع نفسه .. فقام "ليني" بكتابة رقم سيارة الظابط .. كدليل يقوده إلى القاتل .. فتبحث عنه شخصيته الوليدة القادمة ..

يخدع نفسه من أجل يشعر بالسعادة ..

يقرر "ليني" أن يأخذ سيارة "جيمي" .. والتي في حقيبتها الأموال ..

في جيب البدلة (البدلة التي كان يرتديها "جيمي") يجد "ليني" ورقة مكتوب فيها :
"تعال فوراً إلى البار .. "ناتالي" "

فيعتقد "ليني إنها موجهة إليه .. فتسخر "ناتالي" منه عندما يُريها الورقة ويخبرها أنه وجد هذه في جيبه ..

"في جيبك برضه؟"

بعدها يتحول مسار الفيلم لصورة عكسية .. فتنكشف الأكاذيب بالتدريج .. لكني مضطر هنا أن أحكيها بالترتيب مخاصماً متعة الفيلم ..

تبصق "ناتالي" على كأس بيرة .. ثم يبصق فيه زبون .. ثم يفعل مثلهما "ليني" .. تمر دقائق .. فتقدم "ناتالي" الكأس ذاته للــ "ليني" .. فيشرب ..

"ناتالي" تصدق حالته .. فتأخذه إلى بيتها .. وتقوم بخداع "ليني"
من أجل أن يقتل "دودّ" .. الذي تعتقد أنه هو من قتل حبيبها "جيمي"

فتأخذ كل الأقلام من البيت .. وتخبئها في حقيبتها .. وتسب "ليني" وتسخر من زوجته ..

"سأسبك .. وسألعنك .. وستنسى .. وسنظل أصدقاء .. طالما لا تمتلك قلم لتكتب ملاحظة عن مدى كره "ناتالي" لك"

"ليني" يفقد أعصابه فيلكمها في وجهها .. فيسيل الدم من شفتيها .. وتخرج..

"ركز .. ركز .. ركز .. ركز .. ركز"
"ابحث عن قلم .. ابحث عن قلم .. ابحث عن قلم"

"ناتالي" تنتظر قليلاً في سيارتها .. ثم تعود إلى "ليني" لتطلب منه أن ينتقم من أجلها بعدما فعله "دودَ" في وجهها !

"ليني" يوافق .. فتكتب له أوصاف "دودّ" وعنوانه .. مع ملاحظة أن يتخلص منه من أجل "ناتالي"..

"ليني" يخرج بسيارته .. فيجد "دودّ" يتبعه .. حتى يوقف سيارته ..
"دودّ" كان شريك "جيمي" .. لذلك تعرف على "ليني" عن طريق السيارة ..
"ليني" يهرب منه .. يجري ..
ينسى أثناء الجري .. "هل أنا الذي أطارده أم هو الذي يطاردني؟" .. فيعتقد أنه المُطارِد ! .. فيطلق "دودّ" الرصاص
"لا .. هو الذي يتبعني"

يهرب "ليني" من "دودَ" ويفتش في جيوبه .. ليجد أوصافه وعنوانه في ورقة .. فيقرر أن يذهب لفندق "دودّ" وينتظره في الغرفة ..

وبالفعل يفعل ..

رغم أنه في البداية أخطأ رقم الغرفة وضرب رجلاً عن طريق الخطأ .. فأغشى عليه .. فقال "ليني" : عذراً

(هذا الموقف هو مصغر لفلسفة الفيلم)

يدخل "ليني" غرفة "دودّ" .. يمسك زجاجة فودكا .. ويتأهب لضرب "دودّ" بها عندما يأتي .. لكن "ليني" ينسى .. فينظر للزجاجة .. "لا أشعر إني ثمل" .. وبكل برود الدنيا يقرر أن يستحم .. وكأنه في بيته !

بالطبع "دودّ" عندما دخل لم يكن يتوقع أن يكون فيها مقتحم يستحم .. و"ليني" اعتبر أن "دودّ" مقتحم لغرفته ..

(ولك أن تستخرج كم الرموز السياسية في هذا)

"ليني" يتمكن من "دودّ" فيكتفه ويكممه ويحبسه في الدولاب .. وينام .. ويصحو .. فتدور سلسلة من النسيان والتذكر .. حتى يجبر "دودَ" على ترك البلدة .. بمساعدة الظابط .. أو "تيدي"

الظابط .. يستجيب لكل رغبات "ليني" حتى يتمكن من أخذ الأموال التي في حقيبة السيارة ..

يذهب "ليني" إلى "ناتالي" .. "من هو دودّ بحق الجحيم" .. عندما ترى "ناتالي" صورة "دودّ" وتعرف أنه وقتها لم يترك البلد .. فتدرك أنه لم يكن قاتل "جيمي" حبيبها ..

"ناتالي" ترأف بحال "ليني" فتقرر مساعدته .. وتخبره أنها ستساعده في العثور على قاتل زوجته بأن ترسل رقم سيارته الموشوم على فخذ "ليني" إلى صديقها في المرور ..ليأتي ببياناته



فيأتي انتقامها من قاتل زوجها الحقيقي بالصدفة البحتة هنا ..

(عندما أرادت الانتقام .. اكتشفت أنها أرسلت "ليني" إلى الشخص الخطأ .. ولما أرادت فقط مساعدة "ليني" لم تدرِ إنها بهذا تنفذ انتقامها من قاتل زوجها )

يذهب "ليني" إلى الفندق ليكتشف أن موظف الاستقبال كان يخدعه ..

"ناتالي" تقابل "ليني" ثانية في المطعم بعد أن كتبت له المعاد والمكان في ورقة .. وغضبت كثيراً كطبع أنثوي لا يغفر التجاهل لأنه لم يتذكرها .. لكنه أخبرها أن الأمر غير شخصي .. فهو هكذا مع الجميع ..

تعطيه بيانات صاحب رقم السيارة ..والذي يخص الظابط "تيدي" ..


يطلب "ليني" لقاءه .. ويقتله في الوكر نفسه ..

في مشهد القتل هذا .. هناك لمحة عبقرية ..

فالظابط وهو مطروح أرضاً .. يقول لـ"ليني" دعنا ننزل للقبو لكي أجعلك تعرف حقيقتك ..

فينظر "ليني" إلى الظابط نظرة تصديق .. لكن تأتي بعدها نظرة بلهاء .. تشي بأنه قد نسى .. ينظر "ليني" على الأرض (دون أن ندرى على ماذا) .. حيث مكتوب على صورة الظابط
"هو الفاعل .. اقتله"
"ليني" يطلق الرصاص ..
............................
..............

"مقدمة كشف خدعة الفيلم"

هذا الفيلم .. قد تجد الكثيرون منبهرين بيه لكن دون أن يفهموا أقل من نصفه ..! وقد يكون من هؤلاء كاتب هذه السطور .. لكني سأكتب عن محاولتي لفهم هذا الفيلم التي قد تصيب أو تخيب ..

هذا الفيلم في كل مرة أشاهده فيها .. اكتشف شيئاً جديداً وأنعت نفسي بالغباء .. وأحاول أن أتخيل من أي شئ صنع عقل ذري كعقل "كريستوفر نولان" كاتب السيناريو والحوار والمخرج ليبدع هذه الرائعة .. أخاه "جوناثان نولان"-كاتب القصة- عبقري أيضاً .. لكن لو قارنت بين القصة والسيناريو .. ستعرف جيداً مدى عبقرية المخرج الأول في العالم حالياً "كريستوفر نولان" .. هذا المخرج لم ينل حظه من الشهرة إلا بعد أن أخرج جزأي باتمان " Batman Begins (2005)" و" The Dark Knight (2008)" .. والجزء الثاني حقق ثاني أفضل ايرادات في تاريخ السينما بعد Titanic (1997) !

فللأسف لم ينل "كريس نولان" عشر شهرته الحالية بعد أول أفلامه "تتبع" و"تذكار" و"أرق" .. رغم عبقريته .. فقرر أن يدمج فلسفته بصورة بطل مشهور لدى الناس .. "باتمان" ..

أنت تبحث عن فلسفة .. فشاهد باتمان كما لم يظهر من قبل .. وأبرع صراع بين الخير والشر والعدالة والقانون ..
أنت تبحث عن متعة .. فهناك فيلم ظريف ملئ بالخدع عن باتمان شاهده قبل نومك .

. وعرف كل المهتمين بالسينما اسم "كريس نولان" .. واعتبروه عظيماً .. في حين إني كنت أعتبره كذلك بعد أن شاهدت فيلم "ميمنتو"


.. .....................
"كشف خدعة الفيلم"

"حقائق الفيلم"

حتى لو لم تميز خدعة الفيلم فلا يمكنك أن تنفي عن الفيلم عبقريته .. ولا فنه الخالص ..
أنت لست مطالب بحل رموز أي فيلم .. ولا تمييز الحقيقة فيه عن الخيال ..
لكن لو أردت أن تعرف الخدعة فواصل قراءة (اللهم بلغت)

الحدوتة كما رأيتها .. بالأحداث الصادقة لا المتخيلة ..

"كثيرون يفكرون في استغلال شخص في مثل حالتي"

من هو أكثر من خدع "ليني" في الفيلم؟؟
هو "ليني" ذاته !


"ليونارد شلبي" (أو "ليني" كما لا يحب أن ينادَى) هو من قتل زوجته بالأنسولين دون أن يدري..
كل ما رواه "ليني" عن "سامي" هو ما فعله "ليني" .. لكن لأنه لا يذكر شيئاً بعد الحادث فظلت الأحداث من بعد الحادث –الذي نجت منه زوجته- حتى قتلها .. تزوره على فترات .. مقتنعاً إنها لــ"سامي جنكيز" وهو اسم لشخص كان نصاباً بالفعل .. سبق و"ليني" أن كشف زيفه .. أي أن "ليني" قرر قتل الظابط الفاسد .. بعد أن أخبره الظابط بحقيقته ..
"ليني" لم يكن يعلم أن نفسه تكذب عليه .. لأنه عندما كان عقله يسجل الأحداث .. آخر ما رآه هو صورة زوجته وهو يعتقد إنها ميتة !

لذلك فهو لم يتذكر إنها نجت من الحادث ولا أنه هو من قتلها ..
أما الظابط "تيدي" ..
فهو الوحيد الذي صدقه .. وجعله ينتقم من القاتل .. لكن بعدها فكر الظابط في استغلاله من أجل المال ليقتل "جيمي" .. ومنها أضاف إلى ملاحظات "ليني" أن القاتل في الأصل تاجر مخدرات .. حتى انقلبت الآية ..
وعندما خرج "ليونارد" من المصحة صمم على الانتقام من قاتل زوجته المتخيل.. بعد أن قسم شخصه إلى اثنين .. "ليونارد شلبي" حتى الحادث .. و"سامي جنكيز" حتى ماتت زوجته ودخل المصحة ..

"ليني" يقول أن سامي لم يكن لديه هدف لينجح -بعد أن كتب كمية من المذكرات السخيفة التي اختلطت عليه- لكن هو لديه هدف عن طريق الهواية والروتين اللذان يجعلا الحياة محتملة ..
.....
وهناك مشهد تذكره لزوجته وهو في المطعم مع "ناتالي"
توقفت به صور الذكريات على صورة لزوجته وكأنها ميتة ..

وهو المشهد الذي لا يذكر أنه حدث معه بالفعل .. لكنه يأتيه على هيئة ومضات ..
.......
في نهاية الفيلم -وهو في السيارة- ستشاهد لقطة لجزء من الثانية وهو نائم وزوجته تحتضنه ومكتوب على صدره "لقد انتقمت"
في الوقت الذي كان يغمض فيه عينيه ليحاول أن يقنع نفسه أن العالم لا يزال موجوداً .. أي أنه كان يخدع نفسه بهذا الحلم أيضاً ..
"كلنا في حاجة لمرايا .. لكي نعرف أنفسنا على حقيقتها"
...........
الزوجة استخدمت "ليني" لتقتل نفسها ..
الظابط "تيدي" استخدم "ليني" ليقتل "جيمي" ..
"ليني" استخدم "ليني" ليقتل الظابط "تيدي" ..
......
"يجب أن تكون واثقاً من خط يدك"
"يجب أن تكتب مذكراتك والأهم أن تعرف أين تضعها"
"يجب أن تحذر ممن يكتبون ملاحظات عنك .. لأن هذا قد يقودك للضياع"
..............................
.......
أرجو أن تكونوا قد استمتعم بنقدي للفيلم ..
ولا يفوتك أن تقرأ -أيضاً- ترجمتي لقصة الفيلم
....